المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجاسوس إيلي كوهين



نبيل الجلبي
15/12/2009, 08:50 PM
الجاسوس إيلي كوهينhttp://www.wata.cc/forums/imgcache/17115.imgcache.jpg (http://www.wata.cc/forums/imgcache/17115.imgcache.jpg)


الياهو بن شاؤول كوهين يهودي من اصل سوري حلبي، ‏ولد بالإسكندرية التى هاجر اليها احد اجداده سنة 1924.
وفي عام 1944 انضم ايلي كوهين الى منظمة الشباب اليهودي الصهيوني في الإسكندرية وبدا متحمسا للسياسة الصهيونية وسياستها العدوانية على البلاد العربية،‏ وفي سنة‏ وبعد حرب 1948 اخذ يدعو مع غيره من اعضاء المنظمة لهجرة اليهود المصريين الى فلسطين وبالفعل في عام 1949‏ هاجر أبواه وثلاثة من أشقاءه إلي إسرائيل بينما تخلف هو في الإسكندرية ‏.‏
وقبل ان يهاجر الى اسرائيل عمل تحت قيادة إبراهام دار وهو أحد كبار الجواسيس الإسرائيليين الذي وصل إلى مصر ليباشر دوره في التجسس ومساعدة اليهود علي الهجرة وتجنيد العملاء‏،‏ واتخذ الجاسوس اسم جون دارلينج‏ وشكل شبكة للمخابرات الإسرائيلية بمصر نفذت سلسلة من التفجيرات ببعض المنشأت الأمريكية في القاهرة والإسكندرية‏ بهدف افساد العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية و في عام 1954 تم إلقاء القبض على أفراد الشبكة في فضيحة كبرى عرفت حينها بفضيحة لافون، وبعد انتهاء عمليات التحقيق‏ كان أيلي كوهين قد تمكن من إقناع المحققين ببراءة صفحته إلي أن خرج من مصر‏ عام 1955‏ حيث التحق هناك بالوحدة رقم ‏131‏ بجهاز أمان لمخابرات جيش الدفاع الإسرائيلي‏ ثم أعيد إلي مصر‏ ولكنه كان تحت عيون المخابرات المصرية‏ التي لم تنس ماضيه فاعتقلته مع بدء العدوان الثلاثي ضد مصر في أكتوبر ‏1956.‏
وبعد الإفراج عنه هاجر إلي إسرائيل عام 1957‏,‏ حيث استقر به المقام محاسبا في بعض الشركات‏,‏ وانقطعت صلته مع "أمان" لفترة من الوقت‏,‏ ولكنها استؤنفت عندما طرد من عمله‏ وعمل لفترة كمترجم في وزارة الدفاع الإسرائيلية ولما ضاق به الحال استقال وتزوج من يهودية من أصل مغربي عام 1959.
وقد رأت المخابرات الإسرائيلية في ايلي كوهين مشروع جاسوس جيد فتم إعداده في البداية لكي يعمل في مصر‏,‏ ولكن الخطة ما لبثت أن عدلت‏,‏ ورأي أن أنسب مجال لنشاطه التجسسي هو دمشق‏.‏
وبدأ الإعداد الدقيق لكي يقوم بدوره الجديد‏,‏ ولم تكن هناك صعوبة في تدريبه علي التكلم باللهجة السورية‏,‏ لأنه كان يجيد العربية بحكم نشأته في الإسكندرية‏.‏
ورتبت له المخابرات الإسرائيلية قصة ملفقه يبدو بها مسلما يحمل اسم كامل أمين ثابت هاجر وعائلته الى الاسكندرية ثم سافر عمه الى الارجنتين عام 1946 حيث لحق به كامل وعائلته عام 1947 وفي عام 1952 توفى والده في الارجنتين بالسكتة القلبية كما توفيت والدته بعد ستة اشهر وبقى كامل وحده هناك يعمل في تجارة الأقمشة.
وتم تدريبه على كيفية استخدام اجهزة الارسال والاستقبال اللاسلكي والكتابة بالحبر السري كما راح يدرس في الوقت نفسه كل اخبار سوريا ويحفظ اسماء رجالها السياسيين والبارزين في عالم الاقتصاد والتجارة. مع تعليمه اصول الايات القرآنية وتعاليم الدين الإسلامي.
وفي‏ 3‏ فبراير ‏1961‏ غادر ايلي كوهين إسرائيل إلي زيوريخ‏,‏ ومنها حجز تذكرة سفر إلي العاصمة التشيلية سنتياجو باسم كامل أمين ثابت‏,‏ ولكنه تخلف في بيونس ايرس حيث كانت هناك تسهيلات معدة سلفا لكي يدخل الأرجنتين بدون تدقيق في شخصيته الجديدة‏.‏
وفي الارجنتين استقبله عميل اسرائيلي يحمل اسم ابراهام حيث نصحه بتعلم اللغة الاسبانية حتى لا يفتضح امره وبالفعل تعلم كوهين اللغة الاسبانية وكان ابراهام يمده بالمال ويطلعه على كل ما يجب ان يعرفه لكي ينجح في مهمته.
وبمساعدة بعض العملاء تم تعيين كوهين في شركة للنقل وظل كوهين لمدة تقترب من العام يبني وجوده في العاصمة الأرجنتينية كرجل أعمال سوري ناجح‏ فكون لنفسه هوية لا يرقى إليها الشك,‏ واكتسب وضعا متميزا لدي الجالية العربية في الأرجنتين‏,‏ باعتباره قوميا سوريا شديد الحماس لوطنه وأصبح شخصية مرموقة في كل ندوات العرب واحتفالاتهم‏،‏ وسهل له ذلك إقامة صداقات وطيدة مع الدبلوماسيين السوريين وبالذات مع الملحق العسكري بالسفارة السورية‏,‏ العقيد أمين الحافظ.
وخلال المآدب الفاخرة التي اعتاد كوهين أو كامل أمين ثابت إقامتها في كل مناسبة وغير مناسبة‏,‏ ليكون الدبلوماسيون السوريون علي رأس الضيوف‏,‏ لم يكن يخفي حنينه إلي الوطن الحبيب‏,‏ ورغبته في زيارة دمشق‏ لذلك لم يكن غريبا ان يرحل اليها بعد ان وصلته الاشارة من المخابرات الاسرائيلية ووصل اليها بالفعل في يناير ‏1962 حاملا معه الآت دقيقية للتجسس,‏ ومزودا بعدد غير قليل من التوصيات الرسمية وغير الرسمية لأكبر عدد من الشخصيات المهمة في سوريا‏,‏ مع الإشادة بنوع خاص إلي الروح الوطنية العالية التي يتميز بها‏,‏ والتي تستحق أن يكون محل ترحيب واهتمام من المسئولين في سوريا‏.‏
وبالطبع‏,‏ لم يفت كوهين أن يمر علي تل أبيب قبل وصوله إلي دمشق‏,‏ ولكن ذلك تطلب منه القيام بدورة واسعة بين عواصم أوروبا قبل أن ينزل في مطار دمشق وسط هالة من الترحيب والاحتفال‏.‏ و أعلن الجاسوس انه قرر تصفية كل أعماله العالقة في الأرجنتين ليظل في دمشق مدعيا الحب لوطن لم ينتمي اليه يوما.


وبعد أقل من شهرين من استقراره في دمشق‏,‏ تلقت أجهزة الاستقبال في أمان أولي رسائله التجسسية التي لم تنقطع علي مدي ما يقرب من ثلاث سنوات‏,‏ بمعدل رسالتين علي الأقل كل أسبوع‏.‏
وفي الشهور الأولي تمكن كوهين أو كامل من إقامة شبكة واسعة من العلاقات المهمة‏‏ مع ضباط الجيش و المسئولين الحربيين‏.‏
وكان من الأمور المعتادة أن يقوم بزيارة أصدقائه في مقار عملهم‏,‏ ولم يكن مستهجنا أن يتحدثوا معه بحرية عن تكتيكاتهم في حالة نشوب الحرب مع إسرائيل‏,‏ وأن يجيبوا بدقة علي أي سؤال فني يتعلق بطائرات الميج أو السوخوي‏,‏ أو الغواصات التي وصلت حديثا من الاتحاد السوفيتي أو الفرق بين الدبابة تي ـ‏52‏ وتي ـ‏54‏... الخ من أمور كانت محل اهتمامه كجاسوس.
وبالطبع كانت هذه المعلومات تصل أولا بأول إلي إسرائيل‏,‏ ومعها قوائم بأسماء و تحركات الضباط السوريين بين مختلف المواقع والوحدات‏.‏
وفي سبتمبر‏1962‏ صحبه أحد أصدقائه في جولة داخل التحصينات الدفاعية بمرتفعات الجولان‏..‏ وقد تمكن من تصوير جميع التحصينات بواسطة آلة التصوير الدقيقة المثبتة في ساعة يده‏,‏ وهي احدي ثمار التعاون الوثيق بين المخابرات الإسرائيلية والأمريكية.
‏ومع أن صور هذه المواقع سبق أن تزودت بها إسرائيل عن طريق وسائل الاستطلاع الجوي الأمريكية‏,‏ إلا أن مطابقتها علي رسائل كوهين كانت لها أهمية خاصة‏ سواء من حيث تأكيد صحتها‏,‏ أو من حيث الثقة في مدي قدرات الجاسوس الإسرائيلي‏.‏
وفي عام ‏1964,‏ عقب ضم جهاز أمان إلي الموساد‏,‏ زود كوهين قادته في تل أبيب بتفصيلات وافية للخطط الدفاعية السورية في منطقة القنيطرة‏,‏ وفي تقرير آخر أبلغهم بوصول صفقة دبابات روسية من طراز تي ـ‏54,‏ وأماكن توزيعها‏,‏ وكذلك تفاصيل الخطة السورية التي أعدت بمعرفة الخبراء الروس لاجتياح الجزء الشمالي من إسرائيل في حالة نشوب الحرب‏.‏
وازداد نجاح ايلي كوهين خاصة مع بإغداقه الأموال على حزب البعث وتجمعت حوله السلطه واقترب من ان يرشح رئيسا للحزب او للوزراء!.
وهناك اكثر من رواية حول سقوط ايلي كوهين نجم المجتمع السوري لكن الرواية الأصح هي تلك التى يذكرها رفعت الجمال الجاسوس المصري الشهير بنفسه..
"... شاهدته مره في سهرة عائلية حضرها مسئولون في الموساد وعرفوني به انه رجل اعمال اسرائيلي في امريكا ويغدق على اسرائيل بالتبرعات المالية.. ولم يكن هناك اى مجال للشك في الصديق اليهودي الغني، وكنت على علاقة صداقة مع طبيبة شابه من اصل مغربي اسمها (ليلى) وفي زيارة لها بمنزلها شاهدت صورة صديقنا اليهودي الغني مع امرأة جميلة وطفلين فسألتها من هذا؟ قالت انه ايلي كوهين زوج شقيقتي ناديا وهو باحث في وزارة الدفاع وموفد للعمل في بعض السفارات الإسرائيلية في الخارج، .. لم تغب المعلومة عن ذهني كما انها لم تكن على قدر كبير من الأهمية العاجلة، وفي أكتوبر عام 1964 كنت في رحلة عمل للاتفاق على افواج سياحية في روما وفق تعلمات المخابرات المصرية وفي الشركة السياحية وجدت بعض المجلات والصحف ووقعت عيناي على صورة ايلي كوهين فقرأت المكتوب أسفل الصورة، (الفريق اول على عامر والوفد المرافق له بصحبة القادة العسكريين في سوريا والعضو القيادي لحزب البعث العربي الإشتراكي كامل امين ثابت) وكان كامل هذا هو ايلي كوهين الذي سهرت معه في اسرائيل وتجمعت الخيوط في عقلي فحصلت على نسخة من هذه الجريدة اللبنانية من محل بيع الصحف بالفندق وفي المساء التقيت مع (قلب الأسد) محمد نسيم رجل المهام الصعبة في المخابرات المصرية وسألته هل يسمح لي ان اعمل خارج نطاق إسرائيل؟ فنظر لي بعيون ثاقبة..
- ماذا ؟
- قلت: خارج اسرائيل.
- قال: اوضح.
- قلت: كامل امين ثابت احد قيادات حزب البعث السوري هو ايلي كوهين الاسرائيلي مزروع في سوريا واخشى ان يتولى هناك منصبا كبيرا.
- قال: ما هي ادلتك؟
- قلت: هذه الصورة ولقائي معه في تل ابيب ثم ان صديقة لي اعترفت انه يعمل في جيش الدفاع.
ابتسم قلب الأسد واوهمني انه يعرف هذه المعلومة فأصبت بإحباط شديد ثم اقترب من النافذة وعاد فجأة واقترب مني وقال..
- لو صدقت توقعاتك يا رفعت لسجلنا هذا بإسمك ضمن الأعمال النادرة في ملفات المخابرات المصرية.."
وعقب هذا اللقاء طار رجال المخابرات المصرية شرقا وغربا للتأكد من المعلومة وفي مكتب مدير المخابرات في ذلك الوقت السيد صلاح نصر تجمعت الحقائق وقابل مدير المخابرات الرئيس جمال عبد الناصر ثم طار في نفس الليلة بطائرة خاصة الى دمشق حاملا ملفا ضخما وخاصا الى الرئيس السوري أمين حافظ.
وتم القبض على ايلي كوهين وسط دهشة الجميع واعدم هناك في 18 مايو 1965.
يقول رفعت الجمال..
" حضرت جنازته في اسرائيل بين رجال الموساد بعد ان اعلنت الصحف العربية نبأ القبض عليه وشاركت الأصدقاء السوريين الحزن عليه والمهم لسقوط (نجمنا) الأسطوري ايلي كوهين".

عن موقع المؤرخ

د.محمد فتحي الحريري
15/12/2009, 09:14 PM
الاخ نبيل حفظه الله
شكرا للمعلومات حول الجاسوس كوهين
سيدي كثير من الاجهزة في ارقى الدول واقواها يتم اختراقها
ان معلومات القاء القبض على المذكور تمت بجهود المخابرات السورية حصرا
ولا صحة لما ذكر ألبتة ، وهو ما من شأنه تقزبم دور اجهزة الامن السورية والتي يعود لها الفضل وحدها وحصرا في انهاء هذا الجاسوس ثم اعدامه
انصح بقراءة كتاب امراء الموساد ومتابعة الاحالات فيه مع الشكر الوافر
ودي واحترامي .

ابو داوود
15/12/2009, 09:57 PM
شكرا للمعلومات
والحبل على الجرار والجواسيس كثيرة

وحسب ما تناقلتة الاخبار في ذالك الوقت ان المخابرات

المصرية هي من اكتشف هذا الجاسوس

واما السيد صلاح نصر اليس هذا الرجل فر من مصر الى الاردن هل ذاكرتي لازالت تعمل ام خانتني

وما يقولة الدكتور محمد فتحي جائز فل نشاهد كتاب امراء الموساد

دكتور محمد فتحي ممكن كتاب امراء الموساد حتى نطلع على ما يقولة كاتبة

وتحياتي للجميع

محمدمحمدأبوالعمرين
16/12/2009, 08:19 AM
[QUOTE=اليزيد للحاسبات;498792]شكرا للمعلومات
والحبل على الجرار والجواسيس كثيرة
وحسب ما تناقلتة الاخبار في ذالك الوقت ان المخابرات
المصرية هي من اكتشف هذا الجاسوس
,والأن لاداعي لكوهين جديد فهم كثر ودون مقابل وهم قيادات كبيرة في البعث والوطني ويقدمون كل شئ ومن على شاشات التلفزة كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟ فماذا يفعل الزير عمر سليمان عندما يزور تل أبيب وأبطال البعث ماذا قدموا لعذراء العرب المغتصبةالتي لازالت تحفظ عذريتها جولان الروح والحياة والمخابرات الأردنية اااااااااااااااااااه ياحبيبي ع اللأردنية حاضر سيدي ياعمري ع الأردنية بأعتقد بان الموساد ميت قلبه من أجل ما تزرع كوهين جديد وكم فيهم من الكوههنات كل الذين ذكرت هم إيلي كوهين فليذهب البعث والوطني والاردنية للجحيم:mh004:

نبيل الجلبي
16/12/2009, 12:09 PM
الاخ نبيل حفظه الله
شكرا للمعلومات حول الجاسوس كوهين
سيدي كثير من الاجهزة في ارقى الدول واقواها يتم اختراقها
ان معلومات القاء القبض على المذكور تمت بجهود المخابرات السورية حصرا
ولا صحة لما ذكر ألبتة ، وهو ما من شأنه تقزبم دور اجهزة الامن السورية والتي يعود لها الفضل وحدها وحصرا في انهاء هذا الجاسوس ثم اعدامه
انصح بقراءة كتاب امراء الموساد ومتابعة الاحالات فيه مع الشكر الوافر
ودي واحترامي .
الأستاذ محمد فتحي الحريري المحترم
مع كل الود والتقدير لرأيكم بالموضوع
إن كان قد ألقي القبض علي كوهين من قبل الأمن السوري فهذا من صميم واجبهم وإن كان ذلك بمساعدة من الأمن المصري فيشكر الأمن المصري عليه وليس في ذلك انتقاص من الأمن السوري .
ولكن السؤال يفرض نفسه هنا :
أين كان الأمن السوري منذ وصول كوهين الى دمشق في يناير 1962 ولغاية اكتشاف أمره في أواخر عام 1964 ؟؟؟
اي طيلة حوالي ثلاثة أعوام كاملة ؟؟؟
مع الشكر الجزيل

نبيل الجلبي
03/06/2010, 05:49 PM
إذاعة الجيش الإسرائيلي تبث مقابلة قديمة مع جاسوسها الأشهر الذي أعدمته سورية

رسالة كشفت تفاصيل جديدة.. وتشويشه على السفارة الهندية أدى إلى اعتقاله

كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن مواطنا سوريا بعث برسالة إلى إسرائيل قبل سنتين كشف فيها أسرارا كثيرة حول الجاسوس الإسرائيلي في سورية، إيلي كوهين.
وقد بث البرنامج مساء 30/5/2010، لمدة ساعة، بمناسبة مرور 45 عاما على إعدام إيلي كوهين (18 مايو/ أيار 1965) الذي لم يعرف بعد بدقة كيف جرى الكشف عنه.

وكوهين ولد في الإسكندرية، كابن لعائلة سورية الأصل، سنة 1924. هاجر إلى إسرائيل سنة 1957، بعد أن كان تجند للحركة الصهيونية وعمل على تهجير اليهود من مصر. بعد سنتين تزوج من ناديا، وهي يهودية من أصل عراقي، وأنجبا ثلاثة أولاد. عندما كانت زوجته حاملا في الشهر الثامن بابنهما البكر جنده «الموساد» (جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي). وأبلغه أنه يريده للخدمة في سورية. وتم إعطاؤه شخصية رجل أعمال سوري يعيش في الأرجنتين. وأرسل إلى بيونس أيريس للتدريب ثمانية شهور، اندمج خلالها مع الجالية السورية هناك. ثم سافر إلى سورية والتعليمات أن يتقرب من النظام الجديد (حزب البعث) بقيادة أمين الحافظ الذي ادعى كوهين أنه تعرف إليه في الأرجنتين (أمين الحافظ نفى ذلك تماما في مقابلات صحافية جرت معه قبل ثماني سنوات).

في دمشق عرف نفسه على أنه رجل الأعمال كامل أمين ثابت، يبحث عن سبل للاستثمار في الوطن. وقد أجرت إذاعة دمشق مقابلة معه آنذاك في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) 1962، أعادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بثها أمس، في البرنامج المذكور، فسألوه عن سبب عودته إلى الوطن فقال: «في النوادي العربية هناك (في بيونس أيريس) كان يأتي إلينا أرجنتيون ويسألوننا عن سورية. وكنا نحرج ونخجل لأننا لا نعرف شيئا عنها. ونحن سوريون والدم العربي يغلي في عروقنا، فقلت لا بد أن أذهب إلى سورية.

والمعروف أن إيلي كوهين تعرف إلى شخصيات كثيرة رفيعة في سورية، بينها صلاح جديد، الذي أصبح فيما بعد رئيسا للجمهورية السورية بعدما انقلب على أمين الحافظ. وكاد يعين نائبا لوزير الدفاع السوري. ولكن أمره قد كشف وحكم عليه بالإعدام. وتدخلت قوى كثيرة في العالم لمنع إعدامه، بينها الرئيس الفرنسي شارل ديغول وملكة بريطانيا وبابا الفاتيكان بولس السادس. لكن الرئيس أمين الحافظ رفض، وقد أعدم في ساحة الشهداء في 18 مايو 1965.

ومنذ ذلك الوقت وإسرائيل تحاول معرفة كيفية اكتشافه ولا تفلح، حتى قبل سنتين، عندما وصلت رسالة إلى شقيق إيلي كوهين من سورية كتبها شخص رفض ذكر اسمه، ولكنه قال إنه عرف إيلي كوهين وتصادق معه هو وعدد من أفراد عائلته، الذين اعتقلوا في حينه معه. وروى في الرسالة قصة كوهين على سبع صفحات. ومما قاله إن كوهين (الذي أصر الكاتب على تسميته كامل) كان إنسانا رقيقا ومتواضعا، وأقام علاقات طيبة مع جيرانه وأصدقائه.

وكشف أن أصدقاءه السوريين كانوا يشكون في أنه ليس رجل أعمال كما قال لهم، وأن تصرفاته الغريبة توحي بأنه مليء بالأسرار. وقال له أحد الأصدقاء «أنت يهودي»، بسبب بخله، فغضب جدا. وسأله صديق آخر: لماذا لا تزور إسرائيل فأنت تحمل جواز سفر أرجنتيني، فقال إن الأشكناز هناك يضطهدون الشرقيين ويخشى من أن يضايقوه. وسافر مع أصدقائه إلى الجولان وراح يلتقط الصور فحاولوا منعه قائلين إن المخابرات ستحبسه، فرفض الانصياع. وعندها همس أحدهم بأذنه: «نحن نشك فيك. ولكننا لن نشي بك. واعلم أنه في حالة اعتقالك، سوف تمزقك المخابرات». (هنا روت العائلة أنه قام بآخر زيارة إلى الجولان في أكتوبر/ تشرين الأول 1964) وبدا عليه الخوف والقلق، ولكن يبدو أن مشغليه رفضوا إنهاء مهمته.

وقال كاتب الرسالة إنه يعتقد أن أحد أصدقائه ويدعى وليد أبلغ المخابرات بشكوكه. ولكن المشكلة الثانية التي وقعت له وساهمت في كشفه، هي عندما صعد أحد جيرانه إلى السطح وشاهد كوهين وهو منبطح أرضا ويستمع إلى جهاز ما، فسأله عن الخبر فأجابه أنه يصلح جهاز الالتقاط الإذاعي. لكن الجار لم يقتنع ويعتقد أنه وشى به.

والأمر الثالث الذي ساهم في كشفه هو أن تشويشات ظهرت في الالتقاط لأجهزة اللاسلكي في السفارة الهندية في دمشق، القريبة من مكان سكن كوهين. فأبلغ الحراس المخابرات. وأرسلت المخابرات السورية جهازا لاكتشاف مصدر التشويش فاهتدت إلى الشقة التي يسكنها كوهين، فتقرر القبض عليه.

عن الشرق الأوسط