المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإعتراف (قصة في حلقات )لزاهية بنت البحر



زاهية بنت البحر
15/02/2007, 04:46 PM
الحلقة الأولى 1


سأعترف بجريمتي فهل تسمعون ؟

سأقصُّ عليكم حكايتي مع ذلك الوغد الَََّذَي كان سبب ارتكابي الجريمة..
كانت حياتي هادئة مع زوجي, أحببته بكل نبضةِ قلبٍ حباً لاتستطيع الكلمات وصفه مهما علت قامة وتجمَّلت ألفاظا... الحبُّ في اعتقادي شعورٌ آدميٌّ بحتٌ, تعجز الحروفُ عن حملِ معانيه, وتفسير ماهيَّته مهما كان المتكلِّمُ بليغاً, فالكلمةُ باقية , صامدةٌ، أمَّا الإحساسُ, فهو مرهفٌ رقيق ٌ, شفَّافٌ, سهلُ الإختراق, وهو ينتهي بموت ِصاحبه, ويبقى (إن وُجِدَ من يذكره عن صاحبه) أشبهَ بالخيال(ذكرى), لذلك ترانا نتشبَّثُ بهِ, ليغذِّي فينا القدرة َعلى البقاءِ متعانقين حتَّى الموت.
عشت ُمعهَ أجملَ أيَّام ِعمري, رغم أنني لم أرزقْ منه بطفلٍ يُؤنِس وحد تي, عندما كان يتركني وحيدة ًفي البيت, ويذهبُ إلى عمله في المدينة كلَّ يوم, ويعود في السَّاعة الثَّانية من بعد الظُّهر.
سامي هو ابنُ خالِ أمي, يكبرني بعشرين عاماً. عاش في المهجر سنينَ طويلة, استطاع خلالها أن يجمع ثروة ضخمة, فقد عمل مقاولا في ترميم البيوت, والمحلات التجارية, ولمَّا جرى المال بين يديه, افتتح محطَّة بنزين خصوصية, فأغرقته وأسرتـَه الصَّغيرة بالمال الوفير, ولمَّا قرَّرَ العودة إلى وطنه الأم, رفضتْ زوجته الأمريكية المجيءَ معه, وطلبتْ منه الطَّلاق, بينما بقي ولداه رامز وحسام هناك مع زوجتيهما, اللتين تعودان بأصولهما إلى إحدى العائلات المغربية, وراحا يُشرفان على العمل في المحطَّة بعد سفر والدهما..
عاد سامي وحيدا من الغربة, يحمل ستين عاما, ورصيداً هائلاً من الدولارات, ليبدأ حياة جديدة في وطنه الأم..
خلال فترة وجيزة من الزَّمن, أنشأ سامي مكتبا كبيراً للبناء, استخدم فيه عدداً من خيرة المهندسين في البلد لم يبخلْ عليهم بالعطاء, وإغراقهم بالمكافآت, فعُرِفَ مكتبُه واشْتُهِرَ بسرعة مذهلة..
بعدخمسة أشهر من عودته, تمَّ زواجي منه بوساطة ِخالتي بهيجة التي كانت تحبُّني, وتودُّ أن تخرجَني من حظيرة العنوسةِ على حدِّ زعمها, فقد تجاوَزتُ الأربعينَ عاما بانتظار النَّصيب الذي تأخَّر مجيئُه لأمر أراده الله, و كنت قد أنهيت دراستي الجامعية, وعملت معلِّمة للـُّغة العربية في إحدى مدارس البنات الإعدادية وبعد الزَّواج تركت الوظيفة نزولاً عند رغبة سامي..
سَعِدْتُ مع هذا الرَّجل في رحلة الزَّواج سعادة سبَّبت لي الألم بعد رحيلها عنِّي, فقد أغدق سامي عليَّ عطفه وحنانه وماله بسخاء, فبادلته تلك المحبَّة بأشد منها حبا, ووفاء..
كانت حياتي معه أشبه بحلم جميل, ولكم تمنيت ألا أصحو منه أبدًا, لاأدري من أينَ أبدأ بالحديث عن تلك السَّعادة التي شملت أيَّامي من كلِّ الجهات المادية منها, والمعنوية, فقد بنى لي بيتا فخماً في الضَّاحية, كان بشهادة من رآه أشبهَ بقصرٍ من تلك القصور التي نشاهدها في الأفلام السينمائية, غيرأنَّ الحديقة التي كانت تحيط به راهن الكثيرون على أنها أجمل مافي البيت.. استطاع سامي بخبرته المعمارية الغنية أن يجعل من المنزل قصراً في بستان زيتون, يتوسَّطه مسبح ٌواسع, جعل تصميمَه على شكلِّ أوَّلِ حرفٍ من اسمي (س) وكان عندما يناديني بسناء كان صوته يرتجف من عظيمِ محبَّتِه لي..
ذات مرة دعاني لمرافقته إلى جانب المسبح من الجهة الغربية, ولم نكن في تلك الفترة من الزَّمنِ قد استقدمنا (عزَّام)وزوجته للسَّكن معنا في المنزل, والإشراف على شؤونه.
كان الجوُّ مشرقاً بثت فيه الشَّمسُ دفأها على كلِّ ما حولنا, وتخبأ برد شباط في ركن جانبي بعيدا عن حبنا, فغدونا كعاشقين صغيرين يعبثان بشيب الزَّمن, فيأتلق شبابا وغراما..

لنا لقاء بإذن الله
بقلم
بنت البحر
http://www.shagrouni.com/art/a12sx.jpg
لوحة للرسام خالد الشقروني

ليلى العيسى
15/02/2007, 05:12 PM
أَشْعُر بـ رنينِ الـ ألم يرن
رن ، رن ، رن
هُنـاكَ شيءٌ مـا!!

مُ ـتَابِعـة بـ شَغَف
جوريَّـة لـ نبضكِ

محمد البوهي
15/02/2007, 06:18 PM
السلام عليكم ورجمة الله

أختي الأديبة ارائعة / بنت البحر
أراك تطرقين بابا الرواية ، لكن بمدخل قصة ، لكني أعلم أنها قصة ، انتظر البقية بشغف .

وبالطبع القراءة كاملة .

محمد

ايمان حمد
15/02/2007, 06:23 PM
حيهلا اديبتنا وشاعرتنا الحبيبة / الزاهية

سعيدة انا بنشر هذه الأعترافات التى كنت قد تابعت بعضها
وقد توقفت عندما اعترفت لوالدها
وسأتابع بشغف حتى اعرف النهاية

ادعو الجميع لمتابعتها .. هى قصة ممتعة

محبتى

سماح سليمان
15/02/2007, 06:31 PM
أختي زاهية

مقدمة رائعة تدل على أن البقية ستكون أكثر من رائعة

بكل شوق انتظر البقية

تحياتي

زاهية بنت البحر
15/02/2007, 06:55 PM
الأعزاء
همم
محمد البوهي
إيمان الحسيني
سماح سليمان
لكم شكري وتقديري كونوا معي في هذه المسلسلة التي أحبُّ
أختكم
بنت البحر

عبلة محمد زقزوق
15/02/2007, 07:18 PM
:hi:
بمشيئة الله سنكملها هنا ... فما زلت أنتظر فصولها بشغف .
شكرا لتفضلكم بنشرها هنا أختاه أ. مريم تقديري ومحبتي
:fl:

زاهية بنت البحر
16/02/2007, 02:52 AM
:hi:
بمشيئة الله سنكملها هنا ... فما زلت أنتظر فصولها بشغف .
شكرا لتفضلكم بنشرها هنا أختاه أ. مريم تقديري ومحبتي
:fl:
أهلا بك عزيزتي عبلة وسهلا أسعدني مرورك الجميل
عبر متصفح الاعتراف ..لك شكري وتقديري
أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
16/02/2007, 07:59 PM
2
أمسك بيدي وراح يقترب بي من المسبح, وهو يسمعني من الكلام مايبكيني سعادة وسرورًا, فيمسح بيده عن خديَّ الدموع برقة وحنان.. لم أشعر بالزَّمن وأنا استمع إليه بكل جوارحي المستسلمة لجمال بوحه, وعذوبة صوته, وروعة تفكيره, حتى لامست أقدامنا حافة المسبح, فقد كانت جميع حوافه بمستوى سطح الأرض عدى المكان الذي ثـُبِّتَ فيه السُّلمُ الحديدي الذي يصل إلى أرضه, بعمق أربعة أمتار متساوية من كلِّ الجهات, بخلاف المسابح الأخرى, بحيث يكون العمق فيها تدريجيا, وكان السُّلَّمُ يتحرك صعوداً وهبوطاً بواسطة الكهرباء من رأس العمود الضخم الذي كان المرتفع الوحيد قرب المسبح بثلاثة أمتار رغم أن طول المسبح كان قد تجاوز العشرين متراً وعرضه خمسة أمتار بما يتناسب وحرف السين, وكأنه أراد أن يجعل منه بحيرة تعكس زرقة السماء رمزًا لصفاء الحب الذي يجمعنا, ولكنني لم أكن أعرف السِّرَّ وراء جعل السُّلَّمِ متحرِّكاً بالكهرباء.. سألت نفسي وأنا أستمع إلى حديثه: كيف استطاع المهندسون عزل الأسلاك الكربائية بحيث لاتسبب ضرراً إذا ابتلت بالماء؟ أحببتُ معرفة ذلك منه, ولاأدري ماأنسانيه.. شعرت بخوفٍ خفيٍّ يتسرَّب إلى داخلي, وأنا أشاهد هذه الحفرة الواسعة, وقد تخيَّلتُها فارغة من الماء, فوضعتُ يديَّ على عينيَّ هروبا من المشهد المخيف, وشعرت بدوخة, فأمسك بيدي, وسألني : أهناك مايزعجك؟
أجبته: تخيَّلت المسبح فارغاً..
فقال باسماً: سترينه كذلك بعد أن ينظِّفه العمال خلال الأيام القليلة القادمة.. سألتقط لك بداخله بعض الصُّور لتبقى ذكرى..
فقلت له : لاأريد هذه الذِّكرى.
فسألني بشيء من الحزن: وإن كانت معي؟
أحسست بإساءتي إليه دون قصدٍ مني,فقلت في محاولة لامتصاص ماسبَّبتُه له من أحاسيس مؤلمة: كنت أمازحك, الصُّورة في جوف المسبح وهو فارغٌُ من الماء ستكون مدهشة ومثيرة.. بعد عدَّة أيَّام دعاني لزيارة المسبح بعد أن تمَّ إفراغه لإدخال بعض التَّعديلات الهندسية عليه, وما كنت لأهتم بالحديث عنها معه, وعندما وصلنا إلى حافته عاودتني حالة الرَّهبة وأنا أشاهده فارغا..لم يتركني سامي طويلاً في بوتقة اضطرابي هذا فقال لي:
سأطلعك على سرٍ لايعرفه أحد غيري, ولكن بعد أن ننزل إلى أرض المسبح ..راقبي جيدًا ماسأقوم به ..راحت يده تضغط فوق القاطعة الكهربائية, فتحرك السُّلَّم ونزل بنا, وأنا أحسُّ بقلقٍ مفاجىءٍ من جَرَّاء ِهذا الطَّلبِ الغريب من قِبَلِه..ترى مانوع السِّرُّ الذي سيطلعني عليه في حفرة ,أولم تكن غرفتنا أكثر مناسبة للبوح به ؟!!!سبقني بالنُّزول , فتبعته, وأنا أرتجف كعصفورٍ صغير خوفا مما أنا فيه, ومن سره المجهول, تمنيت لدقائق ألا أكون قد خرجت من حظيرة العنوسة, مقابل تعرُّضي لمثل هذا الموقف المثير حقاً.. شعرت بالإختناق وأنا في جوف المسبح, ظننته قبراً ضيقًا رغم اتساعه.. حاولت الصُّعود منه, ولكنَّ يد سامي القوية كانت أسرع من خطواتي, فأمسك بي, وراح يُحدِّق في عينيَّ المذعورتين بنظرات غريبة, للحظات شعرت خلالها بدنو الأجَل, وعجزت في قبضة خوفي الطاحن عن التَّكهن بما يدور في رأس هذا الرَّجل العربيكي في تلك اللحظة المحرجة بل المخيفة, وأنا وحيدة معه, ربما شعر بسقوطي في هوة الرُّعب السحيقة التي ألقاني بها, فانفجَر ضاحكا, ويداه تضمني إليه بحنان ومحبة, فأحسست بشي من الرَّاحة ممزوجة بالقلق, وأنا ألقي برأسي فوق صدره ألتمس فيه الدفء والأمان, فقال بصوت يتدفَّقُ حنانًا: أكنت حقاً خائفة؟
أجبته ودمعة تنساب من عيني: نعم, ظننت..
لم يدعني أكمل, فقال هامسا وعيناه تزرعان في عيني الطمأنينة فيتشرَّبها قلبي رحمة وسلاما: من يرمِكِ بوردة أرمِهِ برصاصة... أحاطني بذراعه, وسار بي باتجاه الزَّاوية الغربية من المسبح.. أخرج من جيبه مفتاحاً صغيراَ جداً راح يلمع تحت أشعة الشمس.. جلس القرفصاء, ودعاني للاقتراب منه, فرأيته يدخل المفتاح في قفل صغير في الحائط , ويدير به يده, وخلال لحظات قليلة رأيت العجب.. فتح باب في الحائط كان مموَّهاً من الخارج لايستطيع أحد مهما كان ذكياً أن يكتشف وجوده, لأنَّه مبلط بالسيراميك كبقية أرجاء المسبح, مصنوع من الحديد بسماكة عدَّة سنتمترات, وقد سيِّجت جميع حوافه الدَّاخلية بعاذل مطاطي, يمنع تسرُّب الماء إلى داخل الغرفة, عندما يكون المسبح مملوءاً به.. لم أتبين ماوراء الباب لانعدام النُّور فيه, فقال بابتسامته الجميلة: انتظري سأريك شيئا.. اخرج مفتاحاً آخر من جيبه, ووضعه في مكان ما من الحائط الدَّاخلي للغرفة, فرأيت الحائط ينشق عن باب سرعان ماشاهدت ماوراءه عندما دخل منه إلى غرفة واسعه لا أدري كيف أضاء فيها النُّور, إلا بعد أن رأيت عدة قواطع كهربائية بطرف الحائط الخارجي للغرفة الأولى, و عندمافتح الباب فاحت من خلاله رائحة الرُّطوبة, فكدت أختنق, وهو يمسك بي, ويدخلني اليها..

بقلم
بنت البحر
يتبع
http://www.rsoom.com/piic/albums/userpics/normal_-.jpg

ليلى العيسى
16/02/2007, 08:35 PM
شعرتُ بذات الخوف
و اصابتني رجفـة
:d دار في مخيلتي أنه أراد قتلها بالكهرباء و عنده مرض نفسي
و كل الشطحاتْ المجنونة;)

زاهيـة أكملي أرجوكِ

زاهية بنت البحر
18/02/2007, 01:38 PM
هِمم الغالية أهلا بك عزيزتي, سأنشر اليوم الحلقة الثالثة بإذن الله لك شكري وتقديري على المتابعة..:fl:
أختك
بنت البحر

عامرحريز
18/02/2007, 01:52 PM
في انتظار المزيد :vg:

زاهية بنت البحر
19/02/2007, 04:09 PM
في انتظار المزيد :vg:

بوركت أخي المكرم عامر حريز ..لك شكري وتقديري كن معنا اليوم بإذن الله والحلقة الثالثة
أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
19/02/2007, 04:58 PM
شعرت بنبضه متسارعًا عندما ضمت يده يدي كأنه أراد أن يبث الأمن في صدري الذي بات متأرجح الهدوء, لاهث الأنفاس رغم الجهد الذي أبذله في طمس معالم خوفي في وجهي ونبرات صوتي.. كانت الغرفة فارغة كلها عدا الجدار الشمالي, تجثم باطمئنان عند كعبه خزنة حديدية كبيرة نبتت فوق جلدها الأسود المتشقق بالرطوبة عروقٌ من الملح رمادية اللون, اقترب منها وراح يفتحها بطريقة خاصة لاأفهم عنها شيئاً.. نظر إلي قائلاً: اقتربي وانظري..
انحنيتُ قليلا وأنا أنظر إليها.. كانت مليئة بالنقود, وببعض العلب المخملية الملوَّنة بأحجام مختلفة, فأخرج علبة خضراء, وقدَّمها لي: - هذه لك ياسناء..
- : ما بداخلها ؟
- : عقد ماسي, ثمنه ستُّون ألف دولار..
قلت بدهشة:ستون ألف دولار ؟!!
-: أجل ولك منها المزيد.
-: ولكن أولادك ما..
- : تركت لهم مايكفيهم ,وأولادهم لسنين طويلة,هذه الخزنة ومحتوياتها ستكون لك بعد وفاتي..
-يالقسوتك..غرستَ سكينًا في صدري..
تركته, وركضت باكية باتجاه السُّلَّم, فناداني ضاحكاً: لا تبكي يا حبيبتي أما ترينني ما زلت شابًا قويًا؟
وراح يضحك بجمال لم أره فيه من قبل.
وعندما عدنا إلى غرفتنا سألته لماذا يضع نقوده في المسبح حيث الرُّطوبة والماء, فأخبرني بأنه لايحبُّ التَّعامل مع البنوك, وهذا المكان لايمكن لايِّ لصٍ أن يطاله و بابتسامته المعهودة قال: لاأحد يعرف هذا المكان غيرك.. بناه عمالٌ من خارج المدينة..
منذ ذلك اليوم أصبح للمسبح مكانة خاصة في نفسي لم أستطع تحديد هويَّتها رغم مرور ثلاث سنوات على تلك الحادثة..
تعوَّد سامي أن يتركني في البيت وحيدة مع خادمتي ربا, ولكن بعد زواج ربا استقدم من إحدى القرى المجاورة رجلا, وزوجته ليعيشا معنا في المنزل بحيث يقوم عزَّام بخدمة سامي, وتقوم زوجته بتدبير شؤون البيت, وكان سامي قد خصص جناحا خارج المنزل للخدم, فاستقر فيه عزَّامٌ وهنية , وابنهما الرَّضيع رشاد..
كانت أمي تزورني, ولكنَّها لم تكن تفضِّل المبيت عندي بحجَّة أن أبي لايحب أن تنام زوجته خارج البيت, وكذلك إخوتي وأخواتي كانوا يأتون لزيارتنا نهارا, ويرجعون إلى بيوتهم مساءًا, وكثيراً ماكنت أطلب من خالتي بهيجة أن تعيش معي, فهي أرملة وتسكن مع ابنتها في بيت صهرها, ولكنَّها لم توافقني يوما..
أحيانا كنت أحس بالوحدة, فأقتلها بالقراءة, وخاصَّة قراءة القصص البوليسية, لذلك كنت سريعة الخوف, ولكنني تعلمت منها سرعة التَّفكير, وكيفية التَّخلُّص من المواقف الصَّعبة..
بعد دخول عزَّام وزوجته البيت,أصبح الوضع العام أفضل بشكلِ ملموس, فقد حظي عزَّام بثقة سامي الكبيرة ومحبته, وعامله كابن له, وأشركه في الكثير من أسراره العملية والمالية, حتى أنه كان يدخل عليه مكتبه دون استئذان.. لم أخفِ عن سامي شعوري بالضِّيق من عزَّام, ولكنه كان يحاول دائماً امتصاص غضبي, بالثناء عل حسن أخلاق الرَّجل ومروءته, فسكَتُّ مرغمةً مع التزام الحيطة منه, والحذر..
هنيَّة امرأة قروية في الثَّلاثين من العمر, تمتاز بقوة الجسد والنَّشاط, وتمتلك شيئاً من الجمال الملوَّح بالشَّمس, كانت تحب زوجها (عزَّام) وتغار عليه كثيرًا, فقد تزوَّجته بعد قصَّة حبِّ أخبرتني بتفاصيلها ذات يوم بعدما ذهب عزَّام برفقة سامي إلى المدينة لأمر هام حدَّثني عنه زوجي بعد أن عادا بحقيبة سوداء مليئة بالنُّقود لم يخبرني من أين جاء بها. في بعض الأحيان كنت أحسُّ بغيرة هنيَّة مني على زوجها رغم أنني لم أكن أترك له مجالاً ليراني إلا وأنا محتشمة.
لا أدري كيف استطاع هذا الرَّجل أن يدخل بسرعة قلب زوجي, فيطمئن إليه, ويصبح كاتم أسراره الخاص, وربما كان يعرف عنه مالا أعرفه أنا. بدأت أحسُّ بالضِّيق منه, ومن تلك البساطة التي يتعامل بها سامي معه خاصة وإنني كنت أحيانا أرى (عزَّام) ينظر إليه بشيء من الغيرة, فلم أحبذ دخوله عليه غرفته متى شاء, وقد أخبرت سامي بقلقي هذا, فسخر من شكوكي, وقال إنَّ (عزَّام) رجل بسيط, وهو أفضل مما أظنُّ..
لم يوفر (عزَّا م) فرصة ما دون أن يظهر محبته لسامي منفردًا به أو أمام الجميع, ولكنَّني كنت في ريب منه, فرحت أراقبه عن كثب دون أن أترك له ثغرة يضبطني بها, وأنا أرصده إلا مرة, أو مرتين.
بقلم
بنت البحر

يتبع
لوحة للفنان خالد
http://www.shagrouni.com/art/a18sx.jpg
لوحة للفنان خالد شقروني

سماح سليمان
19/02/2007, 05:37 PM
عزيزتي زاهية

أكثر من رائعة تلك الحلقات وارجوا ألا يطول الوقت حتى نرى باقي أجزائها

:vg: :vg: :vg: :vg:

انتظر الباقي بكل شوق

:fl: :fl:

زاهية بنت البحر
24/02/2007, 05:12 PM
العزيزة سماح أهلا بك وسهلا سأنشر الحلقة الجديدة بعد قليل فترقبيها :fl:
أختك
بنت البحر

عامرحريز
24/02/2007, 05:24 PM
إننا مرتقبون

زاهية بنت البحر
24/02/2007, 05:28 PM
4
ذات ليلة كنت في جناحي الخاص, الذي لايدخله أحد سوى سامي, وكنت أنا التي أقوم بتنظيفه والعناية به, ولم أسمح لهنيَّة يوماً بدخوله مطلقاً..
جلست على الأريكة قرب النَّافذة أنظر بين الفينة والأخرى من خلف الزُّجاج, إلى تساقط الثُّلوج الرَّائع فوق أشجار الزَّيتون, كان المشهد يوحي بالكآبة رغم روعته ربما لأنني كنت في غرفتي وحيدة, أوربما لسبب آخر لم يكن احساسي به واضحاً في هذه السَّاعة, شغلت نفسي بالقراءة في إحدى القصص, وأنا أحتسي الشَّاي السَّاخن, بينما كان سامي يراجع حساباتِ بعض الدَّفاتر المهمة في مكتبه الذي يبعد عن غرفتي كثيرًا, وكان عليه أن ينهيها الليلة ..
سمعت دقاتِ السَّاعة في الخارج تعلن تمام َالعاشرة مساءً, فنهضت من مجلسي وأغلقتُ الكتاب, وخرجتُ من الغرفة لأحضر لسامي كأساً من العصير, وفي طريق عودتي من المطبخ باتجاه غرفة سامي سمعتـُه يصرخ بصوت مخنوق: لاتقتلني ياعزَّام, أرجوك, خذ ماتشاء من النُّقود, لن أبلغ عنك البوليس..
فسمعت (عزَّام) يجيبه بصوت مجهدٍ: سأقتلك وآخذ أموالك وزوجتك, كفاك عمراً أيُّها العجوز مت ,,مت..
ياإلهي ماذا أفعل؟ إنَّني وحيدة في البيت, وسامي بين يدي مجرم, لم أعد أسمع صوتا, لقد قتله, رحتُ أرتجف مذعورة, حاولت اقتحامَ الغرفة, ولكنَّ الخوفَ كبَّلني, ربما لو علم بوجودي جاء ليقتلني, فأنا الشَّاهد الوحيد على الجريمة..
هربت إلى غرفتي.. أغلقتُ البابَ جيدا, واقتربتُ من الهاتف, رفعتُ السَّمَّاعة بعد أن وضعتُ كأس العصير فوق الطاولة الصَّغيرة قرب الهاتف, ولكنَّني لم أتذكر أي رقم هاتفي, فأعدتُ السَّماعة إلى الجهاز خشية أن يكون (عزَّام) على الطَّرف الأخر من الخط في غرفة سامي..
وضعت يديَّ فوق فمي أستجدي الدَّفءَ من أنفاسي، والدُّموع قد جمَّدها الخوفُ في عيوني..
ما أصعبَ الوحدة, أحسستُ بالغربة, بل بالنَّفي خارجَ المجتمع برفقة مجرم خطير, قد تطبق يداه حول عنقي في أية لحظة..
ياالله ماذا أفعل؟ بمن أستنجد؟ من سيحضر إلي في مثل هذه السَّاعة من الليل, لم أعد أتذكر كم أصبحتْ هذه السَّاعة ُ الآن, ومن سيأتي إليَّ يحتاج بأقل تقديرٍ إلى نصف ساعة للوصول إلى بيتنا, دون وقت الإستعداد للخروج من البيت .
يجب أن أفعل شيئا قبل أن يقتلني أنا الأخرى, وبينما أنا في زوبعة الخوف سمعت نقرات على باب غرفتي، فارتعدتْ فرائصي رعباً وبرداً, وما لبثت هنيهة حتَّى سمعتُ صوت عزَّام يقول: سيدتي..
لم أرد عليه.. ظننته يحمل سكينًا، عاود النداء مع النقرات بصوتٍ أعلى من ذي قبل
- سيدتي سناء إنني ذاهب إلى المدينة بتكليف من السَّيِّد سامي أتحتاجين شيئاً من هناك؟
استجمعت قوتي, ومابقي لديَّ من أنفاس وأجبته: لا, أشكرك..
لم أعد أسمع صوته, فأسرعت إلى جانب الباب أتنصَّت من خلفه, فسمعتُ دعس خطواته تبتعد عن غرفتي, نظرت ُمن خلال ثقب القفل, فرأيته يهبط الدَّرج باتجاه الطَّابق الأرضي, تنفَّستُ الصّعداء, ومشيتُ باتجاه سريري, ألقيتُ بنفسي فوقه باكية, وقد خارت قواي, فأنا الأن سجينة ً مع رجل ميت في بيت واحد, وأنا أخاف من الموت, ولم يسبق لي أن رأيت ميتا في حياتي ..
وسط دوامة الخوف هذه, سمعتُ صوت محرِّك السَّيارة، فنهضتُ لأرى ماالَّذي يحدث في الخارج.. نظرتُ خلسة من خلف السِّتار, فوجدتُ هنيَّة تقف بالقرب من سيارتنا التي كان يقودها عزَّام دائما بتفويض من سامي سابقا, هاهو الأن يستَّقلُّها دون إذن منه ليهرب من جريمته، ويتركني فريسة للشُّكوك البوليسة بعد اكتشاف الجريمة, ياإلهي ماذا أفعل وأنا في هذه المصيبة السوداء؟!!
يقلم
بنت البحر
يتبع

عامرحريز
24/02/2007, 05:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يبدو أنك تريدين حرق أعصابنا..
:mad:
في انتظار باقي القصة

زاهية بنت البحر
24/02/2007, 05:51 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله بك أخي المكرم عامر أسعدتني متابعتك لاحداث الإعتراف ..مازلنا في بداية القصة ,وهناك خلقات كثيرة بإذن الله سأنشر حلقة غدًا كرمى لك بإذن المولى..لك شكري وتقديري:fl:
أختك
بنت البحر

سماح سليمان
25/02/2007, 03:20 PM
متى يا عزيزتي

فأنا أحترق شوقا لمعرفة النهاية وليس فقط الجزء التالي :don't:

ارجوا ألا تغيبي علينا بباقي الحلقات

تحياتي
:fl:

زاهية بنت البحر
25/02/2007, 05:00 PM
متى يا عزيزتي

فأنا أحترق شوقا لمعرفة النهاية وليس فقط الجزء التالي :don't:

ارجوا ألا تغيبي علينا بباقي الحلقات

تحياتي
:fl:

أهلا بالغالية أختي العزيزة سماح سأنشر بعد قليل خلقة جديدة فانتظريني أما النهاية فما زال الوقت لها مبكرًا..لك شكري وتقديري ..:fl:
أختك
بينت البحر

ايمان حمد
25/02/2007, 05:11 PM
نحن هنــا

ننتظر ان تصلى الى الجزء الذى توقفت عنده لأتابع عن قرب

تحيتى وتقديرى :hi:

زاهية بنت البحر
25/02/2007, 06:15 PM
5

تعمشقتْ الهواجسُ رأسي فلم تترك ذرة في تفكيري دون أن تشبعها قلقًا .. لم أعد قادرة على التَّماسك فقد أوشكت أعصابي أن تنهار في أي لحظة فأتقزَّم ..يخونني الصبر فأقع فريسة جبني وسوء تدبيري .. فجأة خطرت ببالي هنيَّة ,أجل هنية ليس سواها الآن من يشاركني وحدتي .. سأستدعيها لتساعدني في إخراجي من دائرة الخوف تلك..تظل المرأة أكثر رحمة من الرجل في ثورة إجرامه وتوحش بطشه..
وعندما تأكدتُ من خروج عزَّام من المزرعة هممتُ باستدعاء هنيَّة بحجة حاجتي إليها لصداع في رأسي , ولكنني أحسستُ فجأة بتماسك داخلي ينتابني ,وعودة الوعي لي بعد ابتعاد عزَّام عن البيت ..
جلست على السَّرير بشيء من رباطة الجأش , ورحت أفكر بهدوء فيما يجب أن أفعله في تلك الورطة والمصيبة التي رماني بها الوغد عزَّام ..
بدأت بدراسة كلِّ الإحتمالات التي قد أتعرَّض لها عندما يصبح الأمر بيد الشرطة ,كان مصيرُ عزَّام يهمني, فقد يخرج من القضية بريئاً , وقد أتَّهم أنا بقتله وقد وقد وقد..
أخيرا قررتُ عدمَ إخبار الشِّرطة , وعدم اتهام عزَّام بقتل سامي, وسأخبر الجميع بأنَّني وجدته ميتا في غرفته ولن يكذِبني أحد, فالكل يعلم كم أحبه..
لم أخرج من غرفتي .. رحتُ أزرعها ذهاباً وإيابا إلى أن سمعت دقات السَّاعة في الصَّالة تعلن الثَّانية عشرة ليلا..بقيتُ هادئة بعض الشيء أنتظر قدوم هنيَّة, فقد تعوَّدتْ في مثل هذا الوقت من كلِّ ليلة ,عندما يكون سامي في مكتبه, وقبل أن تنام أن تأتي إليه ,وتسأله إن كان بحاجة لشيء ما تقدمه له قبل ذهابها للنوم..
انتظرتها خلفَ باب غرفتي, ورحتُ أنظر من ثقب القفل ,فرأيتــُها تصعد الدَّرج, وتمشي باتجاه غرفة سامي ...أطفأت النور في جناحي, وعدت أراقبها من خلال ثـُقب القفل..
نقرَتْ على الباب عدة نقرات, وانتظرتْ بعض الوقت ,ثُمَّ عادتْ تنقر مرة ثانية ,وثالثة, ثُمَّ مالبثتْ أن فتحتْ الباب ودخلتْ الغرفة, فقد كانتْ تفعل ذلك عندما لا تسمع ردَ سامي عليها, فتعرف أنه خرج من الغرفة, فتدخلها لترتبها قبل أن يعودَ إليها..
لحظات قليلة وسمعتُ صراخها مدويًا في أرجاء البيت كمن هاجمه ليث.. أدرتُ المفتاح في القفل كي تستطيع دخول الغرفة عندما تأتي لإخباري بما رأتْ ..أسرعتُ إلى سريري , واندسستُ فيه متصنِّعة النوم ..سمعتها تفتح الباب بعنف وهي تصرخ خائفة :سيِّدة سناء ..سيِّدة سناء ..
لم أجبها فعادتْ تناديني ويدها تلمس الغطاء فوق كتفي :سيدة سناء ...أرجوك أصحي سيِّدتي ..
تململت في سريري وأنا افتح عينيَّ بتثاقل مفتعل,وعندما التقت عيناي بعينيها جلستُ في السَّرير ونهرتها بذهولٍ وغضب : كيف دخلت غرفتي ومن أذن لك بهذا ؟
فأجابتني مرتجفة: السَّيِّد سامي ..السَّيِّد سامي.. إنَّه..
-أهو الذي أرسلك إليَّ ؟
فقالت :إنَّه..إنَّه
أمست بكتفيها أهزُّها بعنف وأنا أقول :مابهِ مابهِ تكلَّمي ؟
أجابتني :إنه ..إنَّهُ لايتحرَّكُ..
غادرتُ سريري ,وأنا أدفع بها عنِّي مسرعة باتجاه غرفة زوجي لأرتمي فوق صدره ,وأفرغ دموع عيني فوق وجهه الحبيب, فقد كنت أعلم أنه فارق الحياة قبل ساعتين ,وما حجبني عنه خلالهما إلا غاية في نفسي ,وعندما دخلتُ غرفته, وجدته ميتا وهوجالسٌ خلف مكتبه , ولا أثر لوقوع جريمة ..فضممته إلى صدري أشبع قلبي منه ,وأبثه حزن عمري الذي سيكون بعده رفيقي مدى الحياة ..
تمَّ دفنُ سامي بهدوء وسط أحزان العائلة, ولم نستدع طبيبا شرعيا لإعطائنا تقريراً طبيا يثبت أن الوفاة كانت طبيعية من أجل التَّصريح بالدَّفن ,فقد طلبت من أخي عامر أن يحضر التقرير الطُّبي من قبل ابن عمِّي أنيس, فهو طبيب صحة,ولن يرفض التصريح بذلك, فسجَّلَ في التَّقرير أنَّ الوفاة كانت بسبب أزمة قلبية مباغتة , فشعرت بارتياح يعلو وجه عزَّام رغم الحزن المصطنع الذي كان يبديه لنا عندما كنا نطلب منه بعض مستلزمات العزاء..
اضطرت والدتي وأختي سماح للبقاء عندي في البيت بعدأن رفضتُ الذ َّهاب إلى منزل والدي بحَجَّةِ أنني سأتمُّ أشهر العدة في بيت زوجي ,وكان أخي سعيد يأتي إلينا كلَّ يوم للإطمئنان علينا , وكذلك أ بي الذي كنت أجبره بدموعي على المبيت معنا في بعض الأيَّام,وأثناء هذه المدَّة بقيت هنيَّة وعزَّام يقومان بخدمتنا بجدِّ ونشاط..
بقلم
بنت البحر

http://www.shagrouni.com/art/a5sx.jpg
لوحة للفنان خالد الشقروني

يتبع

عامرحريز
26/02/2007, 01:11 PM
كم هي مجنونة تلك المرأة ، كنت قد تعاطفت معها في البداية ، ولكن بعد هذه الخيانة صرت أنتظر موعد مقتلها هي وعزام.

زاهية بنت البحر
26/02/2007, 01:37 PM
كم هي مجنونة تلك المرأة ، كنت قد تعاطفت معها في البداية ، ولكن بعد هذه الخيانة صرت أنتظر موعد مقتلها هي وعزام.

أهلا بك أخي المكرم عامر حريز اليوم بإذن الله سأنشر حلقة جديدة لنرى ماالذي سيكون من أمرهذه المرأة ..دمت بحير وأبعد الله عنك وعنا مغبات الأمور..
أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
27/02/2007, 05:45 PM
6

لم يعد للحياة طعم بعد أن أصبحت أرملة.. مكلومة بفقد زوج عوَّضني مافاتني من سعادة عمرٍ منصرم,لم يكن سامي زوجاً عادياً.. كان رجلاً استثنائيا قلَّما جاد الزَّمانُ بمِثلِه..سامي فقيدي الغالي ,سأظلُّ أبكي عليه العمر كلَّه.. ستبقى كلماته ترنُّ في مسمعي ليلاًّ ونهاراً... سأظلُّ أرى ابتسامته بنور الشَّمس وضياء القمر ,و أسمع عذب كلامه يمسح عن نفسي شقاء الحياة ..ستبقى عيناه الغائبتان تضيئان لي الطريق في وحشة الوحدة و زحام الخوف ..سيزورني طيفه مع كل إشراق ,ويؤنسني مع كل غروب..ستظل شفتاه تناديني سناء ..سناء ..سناء ..كم أنا بحاجة لذاك النداء..
كنت أبكي بصمت ,لم أخبر أحداً بمقتل سامي بل دفنت السِّرَ في صدري , وكثيراً ماكانت عبارة عزَّام ( سأقتلك وآخذ أموالك وزوجتك ,كفاك عمراً,أنت عجوز مت ,مت ) يتردَّد صداها الحارق في سمعي بين الحين والآخر..عندما علم وَلَدَا سامي بوفاته اتَّصلا بي هاتفياً وقدَّما لي أحرَّ التَّعازي بوالدهما واعتذرا عن عدم قدومهما للمشاركة بالعزاء بحُجَّة ضغوط العمل, والأوضاع العامة في المهجر,وأخبراني بأنّ َوالدَهما قد خصَّني في وصيته بكلِّ أموالِه في وطنه الأم ,وسألاني إن كنت أريد منهما أيَّة خدمة فيتمُّ لي ذلك بكلِّ سرور...شكرتهما وتمنَّيت لهما حياة سعيدة ,وأخبرتهما أنَّ والدهما مات وهو راضٍ عنهما, فشكراني على تلك السَّعادة التي قدَّمتها له ,ومنذ ذلك اليوم لم يتَّصِلا بي ثانيةً..
في حديث مع والدتي ذات مساء ,ونحن نتناول عشاءنا بعد أن ذهب والدي للنَّوم كعادته عندما كان يحين موعد الطَّعام, فقد تعوَّد منذ سنين المبيت دون عشاء عملاً بتعليمات الطَّبيب , بعد تعرُّضِه لأزمة قلبية كادت تودي بحياته, فالتزم الحمية.قالت لي : إنَّ وجود رجل أجنبيِّ في المنزل مدعاة للشُّبهة خاصَّة بعد موت سامي ,وإنَّه من الأفضل الإستعاضة عنه بامرأة ردعاً لما قد ينجم من تلقاء تواجده الدّاَئم في البيت من مشاكل داخلية, وأيضا لكفِّ ألسنة النَّاس عن الكلام بشيء قد يسيء لسمعتي , عدا عن حرمة وجوده من النَّاحية الدينية ,فأفهمتها بأن زوجته هي فقط من يدخل البيت, وهو يقوم بالإشراف على الحديقة وشؤون التَّموين,والحراسة أيضًا,فسَكَتـَتْ على مضض ,ولكنَّها ظلَّتْ مصِّرة على عودتي للعيش في بيت والدي بعد انتهاء شهور العدة, وكان قد تبقى لي منها عشرة أيَّام..
خلال تلك الشُّهور الصَّعبة على المرأة ,كنت أدخل إلى مكتب سامي ,أشم فيها رائحة عطره المُمَيَّزِ التي مازالت عالقة في الأماكن التي كانت يده تلمسها, فقد تعوَّد أن يرطِّب يديه بالعطر بين وقت وآخر, وهو يعمل في المكتب ,فبقيت نسائم الطِّيب هفهافة في أجواء المكان تؤنسني , ولكن بكثير من الحرقة والحرمان..
قبل انتهاء العدة , كنت قد راجعت حسابات سامي مع المهندسين والعمال, وكان أخي سعيد يقوم بالإتصال بهم لمعرفة أخبار العمل, ولم تعد لعزَّام تلك الأهمية التي اكتسبها وتمتع بها في حياة سامي , فبدأت زوجته تشكو من تغيُّر ملحوظ في تعامله معها, فقد أصبح عصبياَّ, وسريع الغضب حتَّى أنَّه هددها بالطَّلاق لسبب تافه , فكنت أدعوها للصَّبر, وأغدق عليها العطايا كي امتصَّ غضبها ,فأنا مازلت بحاجة لوجودهما قربي..
في يوم الجمعة الأخيرة من أيَّام العدة ذهبت هنيَّة وزوجها إلى القرية لرؤية الأهل , فانتهزت فرصة غيابهما عن البيت واستغراق أمي في النَّوم بعد الظُّهر ,وكانت أختي سماح في المدينة , فخرجتُ إلى الحديقة أتلمَّسُ خطواتِ سامي التي محتها الأمطار ,ونبتت مكانها الأعشاب الرَّبيعية ,فضاعتْ معالمها بانقضاء فصل الشِّتاء ,وتوالي الليل والنَّهار..
بقلم
بنت البحر
http://www.shagrouni.com/art/a9sx.jpg
لوحة للفنان خالد الشقروني

يتبع

عامرحريز
27/02/2007, 07:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في الحقيقة لا أستطيع التعبير عما في داخلي

ايمان حمد
27/02/2007, 07:41 PM
متابعون ...

الى اللقاء

زاهية بنت البحر
28/02/2007, 02:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في الحقيقة لا أستطيع التعبير عما في داخلي

كل الشكر لك على المتابعة أخي المكرم عامر
اليوم تتطور الأحداث فانتظر ماسيكون
أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
28/02/2007, 04:53 PM
متابعون ...

الى اللقاء

بعد قليل إن شاء الله

زاهية بنت البحر
28/02/2007, 06:21 PM
7
قادني شغفي بسامي إلى الجهة الغربية من الحديقة ,حيث المسبح ينتظر القادم إليه بصبرلاهث الأنفاس , تذكرت ماكان بيني وبين الراحل عندما نزل بي إلى قاعه المفرغ من الماء , فشعرت برغبة بغزوه هذه المرة ..عدت إلى غرفتي ,وبحثت عن المفتاحين الصَّغيرين في مجموعة المفاتيح المهملة بعد موت صاحبها, وجدتهما حزينين ...باردي الملمس تفوح منهما رائحة الفقد ,وهما بشوقٍ لدفء يديه الحنونتين ..عدت إلى المسبح ودقَّات قلبي تزداد سرعة وقوة ,ورجع صوته يداعب مسمعي..
كان السُّلم الحديدي مرفوعاً ..اقتربتُ منه بحذر ,وضغت بإصبعي على القاطع الكهربائي, فتحرَّك السلُّم باتجاه أرض المسبح ,لم أتردد في النزول لحظة واحدة ,وكنت أخاف من مجرد تخيله فارغًا , قوة غريبة تحتل جسدي أذهلتني حقيقة ولاأدري من أين جاءتني , وأنا التي عرفت ببطء الحركة..نظرت إلى السماء , رأيتها شاهقة العلو ,فانقبض قلبي للحظة مضيت بعدها لتحقيق الهدف الذي دعاني لاجتياح المكان .. أوشكت أكثر من مرة أن أقعَ فوق الأرض ,وأنا أسير نحو الباب السِّري في الحائط ,بسبب اللزوجة التي أصابتها من جراء إهمال المسبح بطريقة محزنة, بعد رحيل سامي الذي كان يوليه اهتماما زائدا في كُلِِّ الفصول..
وصلت الباب السري الذي يوجدفيه القفل , ولما بدأت بتحريك يدي بالمفتاح .شعرت بقشعريرة تسري في بدني, و خيال سامي يداهمني على حين غرة, وهو يقوم بنفس الحركات التي أقوم بها الآن ,للحظات فكرتُ بالهرب والعودة إلى البيت, ولكن اضطراري للقيام بهذه المهمة في غياب عزَّام أجبرني على الصُّمود بوجه الخوف ,ولما فتح الباب في الحائط , سرى في نفسي حزنٌ شديد ,فانهالت دموعي ساخنة فوق خدَّيَّ تندب زمنًا تولى ,وأنا أمشي باتجاه الباب الثَّاني ,وهواجسي تزداد افتراساً بأعصابي التي بدأت تنهار, كلما اقتربت أكثر من الخزنة الحديدية المفجوعة بموت سيدها,بينما رائحة الرُّطوبة تفوح في المكان المعتم ,فتزيد الجو كآبة..
فتحت الخزنة , ورحت أتفقَّد محتوياتها الثَّمينة جداً التي لاأستطيع تقدير ها برقم معين ...فجأة سمعت صوت قطَّة تموء في الخارج ...أصابتني رجفة كادت تقتلع قلبي من صدري اللاهث بالقلق ..كنت أخشى أن يعود عزام فيجدني وحيدة بين هذه الكنوز فيرحمني من عذاب الفقد, ويرسلني إلى سامي بشفقة مصطنعة لغاية في نفسه..لم أدر كيف أغلقتُ الخزنة دون أن أحضر منها سوى علبة مخملية حمراء لم أكن قد أطَّلعتُ على محتوياتها بعد , وأسرعت بالخروج من الغرفة قبل أن أصاب بسكتة قلبية..
ولما رجعتُ إلى البيت , وجدت أمي تبحث عني في الطابق الأرضي , فأخبرتها بأنني كنت أتمشى في الحديقة إثر ضيقٍ ألمَّ بي , مستغلة غياب عزَّام.
أسرعت إلى غرفتي لتغيير ملابسي التي علق بها الكثير من التُّراب, وكنت لاأزال ممسكة بالعلبة المخملية , فوضعتها فوق الطَّاولة قرب سريري, ثمَّ دخلتُ الحمام واغتسلت ,وخرجت مسرعة إليها لرؤية مابداخلها..
فتحتُها بشيء من الرهبة ,وكثير من الشجن , فوجئت ,وأنا أتلمَّس ماكان يخبِّئه لي سامي فيها ليقدِّمه لي هدية عيد زواجنا الخامس ,الذي مات قبل أن يتمُّه معي ..خسارة ..
لم أكن أتوقع أن أجد في داخل العلبة اسمي مكتوبًا بالذهب ومرصَّعًا بالماس بخط كبير ,وقد علق بسلسال جميل ..رحمك الله ياسامي كم كنت محباً, لقد قتلك الوغد غدرا ,فحرمنا فرحتنا وسعادتنا لأجل حفنة من الدولارات لو أنَّه طلبها منك لأعطيتـَه أكثر منها , ولكن الإنسان يظلُّ جحوداً,خائناً وجباناً ..
انتهتْ أيَّام العدة , وصار باستطاعتي أن أتحرك براحة أكثر, فرحتُ أخطِّط لما نويتُ القيام به بعد مقتل سامي ..أخبرت الجميع بأنني سأنتقل إلى المدينة للعيش هناك, وسأضطر لإغلاق المنزل ريثما أجد من يشتريه..صُدمتْ هنيَّة عندما سمعتْ بالقرار,فقد أحبت العمل في بيتي وحققت من خلاله بعض المكاسب المالية .. أمَّا( عزَّام )فقد أصابه الذُّهول,وبدا مهمومًا مقطب الجبين , وبعد اسبوعين كان كلُّ شيء قد تمَّ على أكمل وجه , وأطفئتْ جميع الأنوار في المنزل والحديقة .
لم يستطع عزَّام أن يسرق من مال زوجي شيئا , فقد كان المال الذي يستخدمه في الحياة اليومية مخبَّأ في خزانة غرفتي بغضِّ النَّظر عن الأموال التي في المسبح..
بعد عشرة أيَّام من عودتي إلى بيت أبي ,أخبرتني أمي أن (عزَّام) ينتظرني لأمر هام في غرفة الإستقبال , فذهبتُ إليه , ورحَّبتُ به ,وسألته عن هنيَّة ورشاد فأخبرني بأنه سيطلِّقها , وهي تقيم الآن في منزل أهلها , فسألته عن السَّبب, تلكأ بالجواب , وفهمت من نظراته ماتخبِّئه سريرته من حبٍّ لي , فابتسم داخلي ابتسامة انتصار ربما فهم من تجلِّيها على وجهي ماشجَّعه على الإتصال بي هاتفياً بعد ثلاثة أيَّام , وأخبرني بأنَّه يريد مقابلتي , فأجَّلت له تلك المقابلة أسبوعاً ..
بعد أسبوع رنَّ جرس الهاتف في بيتنا, وكنتُ هذه المرَّة بانتظار المتكلم , فسمعتُ صوت عزَّام يهمس عبرالهاتف بصوت رقيق مرتجف : لقد مضى الاسبوع فمتى نلتقي؟
بقلم
بنت البحر
http://www.shagrouni.com/images/bluedoor.jpg

يتبع

سماح سليمان
01/03/2007, 11:08 AM
:vg: :wel:

وهل سنتظر أسبوع نحن أيضًا؟؟؟

:don't: :don't: :don't:

:fl:

زاهية بنت البحر
01/03/2007, 11:42 AM
:vg: :wel:

وهل سنتظر أسبوع نحن أيضًا؟؟؟

:don't: :don't: :don't:

:fl:

أهلا بالعزيزة سماح :fl:
لااليوم بإذن الله سأقدم حلقة جديدة ومثيرة جدًا
كل الشكر لك على المتابعة
أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
04/03/2007, 02:14 PM
8

عزَّام رجل في الأربعين من العمر ,طويل القامة أسمر اللون أسود العينين ربما كانت هنيَّة معذورة يوم علقت بحبِّه,إنَّه رجل تتمنى أية امرأة أن يكون زوجاً لها مالم تجده فقيرًا مجرمًا وحقودا...
سألته :لماذا تريد أن تراني ؟
أجابني :أنت تعرفين لماذاأريد لقاءك .. قرأتُ ذلك في عينيك عندما كنا نعيش معا في البيت الكبير,فلمَ تتجاهلين الآن ماتعرفين؟
ياله من كاذب ..لئيم ,لم يحدث أبداً أن نظرت إليه كما يدَّعي ,ولكن شيطانه صورله ذلك ,كان يجب عليَّ ألا أسمح له بدخول بيتنا مهما كانت الأسباب ,ولكن مانفع النَّدم وقد سبق السَّيف العزل ؟
قلت له : حسنا سيكون لك ذلك ولكن بشرط .
-قولي ماتشائين من الشروط وسأوقع عليها بدمي .
-ألَّا يعلم أحد بأننا سنلتقي ريثما نتَّفق على الخطوات التَّالية للقاء ..
كاد قلبه يخرج من سماعة الهاتف خفاقًا بقوله : سأخفي الخبر عن أنفاسي ,ونفسي ,ومن سواهما ,ولكن أين سنلتقي ,ومتى؟
أجبته: في البيت الكبير غدا في التَّاسعة صباحاً..
لم تغمض لي عين في تلك الليلة , وأنا أفكر بكلِّ مامرَّ بي من أحداث منذ أن تزوَّجت سامي حتَّى تلك اللحظة التي أنا فيها الآن ..سألت نفسي : ترى هل آن لقلبي أن يرتاح من أحزانه الجسام؟
خرجت من المنزل في الثّاَمنة والنِّصف صباحا ,بعد أن أخبرت أمي بأني ذاهبة إلى السُّوق لشراء حذاء جديد ..استقليت سيَّارة اجرة أوصلتني إلى قرب بيتي في الضَّاحية , فوجدت (عزَّام) ينتظرني بجانب البوَّابة التي تودي إلى حديقة المزرعة ,كان الطَّريق خالياً من البشر ..أشرق وجهه بعد طول ظلام عندما رآني أغادر السيارة باتجاه البيت ,فتحت البوَّابة الكبيرة , ودخلت منها برفقته إلى الحديقة ,نظرت إليه فوجدت صدره يعلو ويهبط وكأنه يرقص فرحاً , وسعادة وحبورا ,وأنا أسير بالقرب منه باتجاه المسبح , لم يكن قادرًا على كتم عواطفه فراح يبوح لي بمكنونات قلبه العاشق , وأنا أصغي إليه باهتمام متعجبة مما صتع الحب في هذا الكائن البشري.. كيف جعله مجرمًا في ساعة ..ورقيقًا ضعيفًا بحضرة الحبيبة ,وصلنا المكان الذي وقفتُ فيه ذات يوم مع سامي قرب سلُّم المسبح , نظرت في عينيِّ عزَّام وهي المرة الأولى التي اتقصَّد بها النَّظر إليه, فقرأت فيهما غير ماكانتا تبوحان به لعينيَّ ..كان محلقًا في عالم الهوى ..تتنازعه عواطف الهيام ,فتعلو به فوق السحاب بفرحة كنت أراها في عيون تلامذتي المراهين والمراهقات , وهم يستقبلون ببراءة خبر نجاحهم بتفوق كبير..ابتسمت له, فخرجت ابتسامتي بقلبه وعقله وكأنه لم يصدق ماارتسم على ثغري ..احمرَّ وجهه وأنا أقول له : يالجمال هذا المسبح ..سيكون أكثر روعة وهو مملوء بالماء (وأنا أشير بيدي إلى الجهة المقابلة لنا في الجانب الآخرألقيت بخاتمي في المسبح فراح يتدحرج فوق أرضه حتَّى استقر قرب باب الغرفة السِّرية )فقلت لعزَّام:دعني أخرج الخاتم إنه غالي الثَّمن..
فقال لي : لاعليك ياسيِّدتي ومليكتي سأخرجه بنفسي ..
لم يترك لي فرصة للكلام عندما ضغط بإصبعه فوق القاطع الكهربائي فنزل السُّلمُ إلى داخل المسبح ,ولحق به عزام ,واتجه نحو الخاتم بينما كان أصبعي يضغط فوق القاطع الكهربائي والسُّلم يرتفع عاليًا ,وعندما التفت عزََّام إلي وفي يده الخاتم لم يلفت انتباهه ارتفاع السُّلم ,فدفع بالخاتم نحوي ,فسقط فوق تراب الحديقة ,فالتقطه وأنا أضحك بسعادة لم تزرني منذ مقتل سامي قائلة لعزَّام :شكراً لك أيها السَّيِّد الوفي لقد أعدتَ لي حقي ..
فضحك بسعادة من لايدري ماتخبِّئه له الأيام وقال بشاعرية : وسأقدِّم لك منه المزيد في المستقبل, أعدك بسعادة حقيقية ياحبيبتي..


بقلم
بنت البحر
http://www.shagrouni.com/art/a1sx.jpg
لوحة للفنان خالد الشقروني

يتبع

عبلة محمد زقزوق
04/03/2007, 02:57 PM
ما زلت في الجوار أترقب بشغف النهاية :vg:
مع مرور للمطالعة والإستمتاع بشيق القصة
تقديري ومحبتي لكاتبتنا الزاهية أ. مريم
:fl:

محمد البوهي
04/03/2007, 09:38 PM
أختي المكرمة / زاهية

أتابع في صمت ، وانتظري مني قراءة كاملة بعد الإنتهاء بعون الله .

محمد

زاهية بنت البحر
05/03/2007, 05:27 PM
ما زلت في الجوار أترقب بشغف النهاية :vg:
مع مرور للمطالعة والإستمتاع بشيق القصة
تقديري ومحبتي لكاتبتنا الزاهية أ. مريم
:fl:

لجوارك دفء الأمان أختي الغالية أ\عبلة
وسعادة الأهل بروعة الصحبة
دمت بخير وتألق:fl:
أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
06/03/2007, 09:56 PM
أختي المكرمة / زاهية

أتابع في صمت ، وانتظري مني قراءة كاملة بعد الإنتهاء بعون الله .

محمد

فانتظر إذا بعد قليل حلقة جديدة من الاعتراف
أهلا ومرحبًا بك كاتبنا وناقدنا المجيد محمد
أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
06/03/2007, 10:13 PM
9

فقلتُ له: يكفيني ماقدَّمته لي الآن,لم يعد أمامك متّسع من الوقت لتقديم أي شيء لأحد ,لأنَّك ستموتُ عمَّا قريب..
سألني قبل أن ينظر إلى السُّلُّم : بحبك
-بل بخيانتك
-خيانة عن أي شيء تتكلمين ؟أنا أخونك سأطلق هنية ياحبيبتي ..
-ستصبح هنية أرملة ..
فانتفض قائلا بشيء من الخوف:ماذا تقصدين؟
قلت له : بشــِّرِ القاتلَ بالقتلِ ولو بعدَ حين..والآن جاء دورك لتلقى مصيرك
فسألني متغابياً: أي قاتل هذا الذي تتكلمين عنه وأي مصير؟
أجبته ببرود: أنت القاتل ومصير القاتل القتل.
فقال باسماً: لابد أنَّك تمزحين وإن كان مزاحاً ثقيلاً فإنَّه منك جميل
فقلت له: ومنذ متى كان بيني وبينك مزاحٌ أيُّها الوغد؟
فقال مذهولاً كمن تلقى صفعة بكف قوية: الوغد؟!!
-: الوغد قليلة عليك أيها التافه الحقود الجحود
فقال:أنا؟!!!
فقلت له: ومن غيرك أيها المجرم , قتلت زوجي بمسمع مني, ولم يكن بمقدوري آنذاك أن أفعل شيئا,كنت وحيدة أيها السافل..
فقال : لم أفعل شيئاً إنني بريء, صدقيني أنا بريء
فقلت: أجل أنت بريء وأنا أصدقك ,ولكن َّبراءتك من الإنسانية والرحمة والمروءة.,أنت بريء من الوفاء والإخلاص, لقد قتلتني بقتل سامي,وحان الآن وقت الإنتقام
نظر حوله في المسبح واتَّجه نحو مكان السُّلُّم يريد الصُّعود , ربما لقتلي ولكنَّه سرعان ما صرخ هائجاً: أنزلي السُّلُم أريد الخروج من المسبح.
فقلت له :هذا المسبح الواسع هو قبرك أيُّها المجرم .ستموت فيه وحيدًا ,جائعًا وخائفًا.. أصرخ بأعلى صوتك ليلاً ونهاراً فلن يسمعك أحد ..
فقال مرتجفا بالخوف والغضب :أخرجيني من هنا أرجوك ياسيِّدتي ..
فقلت له: لم ترحم سامي , وهو يتوسَّل إليك كي تبقيه على قيد الحياة ,فهل أرحمك أنا؟!
فقال لي : أنت السَّبب ,كنت أحبك وأنت تعلمين ذلك جيداً..
فقلت له: خسئت وكذبت أيُّها الحقير..
فقال: فلمَ إذن كنتِ تنظرين إلي باهتمام عندما كنتِ ترينني من وقت لآخر؟
أجبته : كنت أراقبك خوفاً منك على زوجي ,فقد ساورتني الشكوك بنياتك السَّيئة تجاهه..
فقال بغضب: كذبت ِ, بل كنت تنظرين إليَّ بإعجاب نظرات أشعلت النار في داخلي , وكادت تحرقني
فقلت:وهل مثلي تنظر إلى مثلك أيها ال
فقال مقاطعاً : ومايدري الرَّجل بنية من تنظر إليه من النِّساء كانت من تكون؟
فقلت له: كان عليك أن تعرف مقامك بيننا فلا تتخطَ حدودك
فقال غاضباً: الحب لا يفرق بين المقامات ,ولايعترف بالفوارق الطبقية ,كلنا بشر..
فقلت له: ولكننا لسنا جميعاً مجرمين ..
فقال بعنف :وأنت أيضاًمجرمة , لقد ارتكبتُ الجريمة بسببك ,يجب أن تفهمي هذا جيداً , نحن شركاء ,كان عليك ألا تدعيني أراك مع زوجك العجوز ..هو على حافة قبره وأنت تضجين بالحياة ,لقد غرربي صِغَرُ سنك ورقة ُ معاملتك لنا ,ألا تعتبرين هذا هو قمة الإغراء؟
فقلت له: يالك من معقَّد تافه ,لاتستحق الشفقة..
فقال لي :في مثل حالتي القلقة ,لابد أن تتحول الشفقة إلى حب ,فالظروف حولنا تسمح بذلك .. بل تشجِّع عليه ..
فقلت له : فقط لمن هودون الرجال أمثالك..
فقال غاضباً : ياسيِّدتي في الصدر قلب من لحم ودم يدق , وليس قطعة من حديد , لماذا أدخلتمونا أنتم إلى حياتكم حيث الدفء , وزرعتم في قلوبنا الحسرة ,وفي نفوسنا الألم , إنَّ نفسي تفتتْ بينكم وتناثرت بشعور الحب والغيرة, لم أعد أحب الرجوعَ إليها ,بل رحت أهرب منها لأدخل في نفوسكم أنتم حيث عالمكم البراق, المغلف بالحرير,والمرشرش بأرقى العطور الفرنسية الباهظة الثمن .. والمفروش بالسجاد العجمي , والمتخم باللحوم والفاكهة والرفاهية ,قتلت نفسي على عتباتكم..فلا تلوميني..
بقلم
بنت البحر
http://www.shagrouni.com/art/a11sx.jpg
لوحة للفنان خالد الشقروني

يتبع

سماح سليمان
07/03/2007, 11:48 AM
جميل يا عزيزتي

فقد أصرت الحبيبة على أخذ ثأر حبيبها من هذا المجرم الذي هدم سعادتها بمنتهى الأنانية

انتظر باقي الأحداث


:fl:

عامرحريز
08/03/2007, 04:28 PM
نترقب الأحداث بحذر

هري عبدالرحيم
08/03/2007, 05:01 PM
الإعتراف،قصة تستمدُّ حياتها من عمق الواقع الأليم،لم أكن أريد التدخُّلَ حتى تنتهي الحلقات،لكن أريد أن أُطمئن الأخت الزاهية أن الكل يترقب بفارغ الصبر النهاية،حتى تنتهي مُهمتكِ أنت ككاتبة،بعدها يُفسح المجال للقُرَّاء كي يُعيدوا كتابة النص كلٌّ من زاويته.
تحية لك أختي زاهية

زاهية بنت البحر
08/03/2007, 05:11 PM
سماح أختي المكرمة أشكرك على المتابعة الجميلة :fl:
أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
08/03/2007, 05:13 PM
أخي المكرم عامر حريز مازالت الأحداث تتصاعد قد أنشر بعد قليل حلقة إن شاء الله ..لك شكري وتقديري:fl:
أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
09/03/2007, 05:28 PM
10
فقلت له كلاماً لاأدري كيف خرج من فمي:
الحديث عن النّفس يفتح بابا إن ولجناه رأينا العجب ,هناك سراديب وقلاع وبحورومغارات وجبال ,عالم غريب عجيب ,فيه أسرار جغرافية حياة الانسان بكل ماتحتويه من نجاح أوفشل ,من فرح وحزن ,من تمرّد وانكسار.فقال بغضب: وما شأني أنا بالجغرافية والجبال والمغر؟
فقلت له: من استطاع فهم عالم نفسه هذا أمسك بلجامها وقادها إلى حيث السّعادة ,وعندما يحتل حصونها ,ويرفع فوق قلاعها راية الوعي والادراك لكل تطلعاتها يحكمها بقوة , ويسلك من خلال تضاريسها الوعرة إلى بر الأمان ,ومن يحكم نفسه يدرأ عنه مغبات الظّروف المحيطة به ,فيعطي التفسيرات المقنعة لكل مايواجهه من صعوبات في درب الحياة , ويتغلب على ألم المواجهة بوعي يُحْسَد عليه ..أمَّا أنت ...
فقاطعنا محتدَّا : ماذا تقولين ؟! أسألك لماذا أدخلتمونا إلى حياتكم لاإلى القلاع والتضاريس ؟
فقلت له: أنتما طلبتما العمل عندنا, وقبلنا بكما بسبب حالتكما المادية السيِّئة, رغبة منَّا في مساعدتكما لتحسين حياتكما المعيشية..
فقال متحسِّراً: لقد حطمتمونا بنية المساعدة تلك ,ليتكم لم تقبلوا بنا عمالاً في عالم الترف الذي تعيشونه
فقلت له: لكل قاعدة شواذ ,وكنتَ الشواذ فيها, لم يكن الكثيرون مثلك ممن نعرف ونسمع عنهم..
فقال مسترحماً: أرجوك يا سيِّداتي أنزلي السلم , وأعدك بل أقسم لك بالله العظيم أن أكون لك خادماً مخلصاً مدى الحياة..
فقلت له: بل ستموت بلا رحمة ولا شفقة , القاتل لاعهد له ,وإن أقسم مئات المرات..مت هنا فإنَّك لاتستحق الحياة..
فقال برجاء: ارحميني من أجل هنية وابني رشاد؟
فقلت له: لم ترحم سامي من أجل الله ,فلن أرحمك من أجل انسان..
واستدرتُ باتجاه بوابة حديقة البيت وأنا أشعر بالإنتصار, والدموع تنساب من عينيَّ فوق خديَّ ,وإحساس بتأنيب الضمير ينتابني ,فأتجاهله رغماً عني , بينما كان صوت عويله يبتعد عن مسمعي حتَّى تلاشى, وأنا أغلق بوابة الحديقة بالمفتاح..
لم أكن أعلم أن المجرم يظل يحوم حول جريمته إلى أن عدت بعد أربعة أيام أتفقد وضع عزام فاقتربت من حافة المسبح قرب السلم فرأيته هادئاً بلاحراك فضغطت باصبعي فوق القاطع الكهربائي فنزل السلم إلى مستوى عمق مترين ثم قمت بمسح بصماتي من على القاطع , ونثرت بعض التراب الجاف فوقه ,وعدت إلى منزل والدي دون أن يعلم أحد شيئاً مما قمت به..
وبعد أسبوع أكتشفت الجثَّة عندما ذهبتُ مع أبي وأخي سعيد وأحد سماسرة البيوت إلى الفيلا, فقد طلب أحد الأثرياء الصِّناعيين مشاهدتها لأنَّه يرغب بشرائها..
ونحن نتجول في الحديقة وصلنا إلى المسبح ,وكان المشهد مرعباً هذه المرة بحق ,وخانقاً ومقزِّزا, فركضت أصرخ من هول ما شاهدت عيناي, وأبي وأخي يركضان خلفي ..
جرى التحقيق حول ملابسات القضية , ولكن المحقِّقين لم يتوصلوا إلى دليل يدان به أحد , فسُجِّلت القضية قضاء وقدراً .. حاولت أن أطمرَ السِّر في بؤرة عذابي بعد أن أخذت بثأر سامي, ذلك الرَّجل الوديع الذي لم تستطع الغربة إ ننزاع طيبته, كما عجزالمال في سلبه انسانيته, فجاء رجل حقود شرس بأحط خلق, وأقذر طبع, وأوقح عين يقتله خيانة وغدرا..
لم اتمكن من لجم صوت الحقّ ِفي داخلي زمناً طويلاً , وذات ليلة دخلتُ غرفة أمي,بعد أن نام جميع من في البيت, وكانت في هذا الوقت تستعد للنَّوم بعد مشاهدة إحدى التمثيليات التلفزيونية ,فانتهزت فرصة انفرادها في غرفتها وكان النوم قد أدرك والدي وهو يشاهد المسلسل التلفزيوني بصحبتها, فنام في غرفة الجلوس بعد أن غطَّته أمي بملاءة سريره , وكان يفضل البقاء في المكان الذي غفا فيه حتَّى موعد أذان الفجر حيث توقظه أمي للصلاة, وهذه عادة درج عليها ولم يخالفها مرَّة خشية القلق إذا ما نـُبِّهَ من نومه قبل الآوان , فصارحتها بكل شيء ..
بقلم
بنت البحر
http://www.shagrouni.com/art/a5sxx.jpg

لوحة للفنانخالد الشقروني
يتبع

عامرحريز
10/03/2007, 02:54 PM
بارك الله فيك على هذا السرد الممتع

زاهية بنت البحر
10/03/2007, 04:30 PM
الإعتراف،قصة تستمدُّ حياتها من عمق الواقع الأليم،لم أكن أريد التدخُّلَ حتى تنتهي الحلقات،لكن أريد أن أُطمئن الأخت الزاهية أن الكل يترقب بفارغ الصبر النهاية،حتى تنتهي مُهمتكِ أنت ككاتبة،بعدها يُفسح المجال للقُرَّاء كي يُعيدوا كتابة النص كلٌّ من زاويته.
تحية لك أختي زاهية

بارك الله بك ورعاك أخي المكرم هري ..أشكرك على مرورك المثري بالخير يإذن الله وعلى المتابعة المسعدة ..دمت كما تحب برضا الله:fl:
أختك
بنت البحر

بشير الشعيبي
10/03/2007, 05:02 PM
أول ما نلاحظه في القصة هو مباشرتها اللافته للقارئ
انه اسلوب مباشر و صارخ تعكس الحالة النفسية المنهارة للمعترف
سرد جميل من كاتبه ذات قلم جميل
كل التوفيق استاذه زاهيه

بشير

ريمه الخاني
11/03/2007, 11:13 AM
كاتبتي الغالية ربما كما ذكرت لها جذور في الواقع و قد استمتعت بقرائتها جدا...
واتمنى لو كانت بذرة رواية تمتد حتى تعطي ابعادا اكبر .. في مجتمع تختفي في زواياه نماذج اخرى ظلمت بزواج مماثل ...
فيها رائحة اجاثا كريستي.....
لكنني كنت افضل لو مات عزام بخوفه وزلته.....

لي عودة عزيزتي الغالية

زاهية بنت البحر
12/03/2007, 12:24 PM
بارك الله فيك على هذا السرد الممتع

عامر حريز أخي المكرم لك شكري وتقديري انتظر حلقة جديدة اليوم بإذن الله
أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
12/03/2007, 01:24 PM
11

أطرقت أمي وهي تسمعني باهتمامٍ حتى النِّهاية, وأنا أروي لها حكايتي مع المجرم بالتَّفصيل ,كانت بين الفينة والأخرى تنظر إلي نظرات تخترق أعماقي بصمتٍ مؤلم ,وأحيانًا مخيف ,وعندما أنتهيت من الكلام , رأيتُ الدُّموع تنهمر بكرم ٍملفتٍ من عينيها الذابلتين بتقدم العمر , وأنا أنظر في وجهها أتوسل إليها بانحباس الكلام في حلقي أن تقول شيئًا يريحني من بركان همي الذي يكاد ينفجر فيحرقني ومن حولي ..لم تقل شيئًا ..صمت معذِّب استمر بعض وقت ما لبثت بعده أن ضمَّتني إلى صدرها , فأحسستُ بدقات قلبها تعلو وتهبط متسارعة , ويداها ترتعشان ,ابتعدتُ عنها قليلا أتفحص مابها ,فوجدتُ في وجهها اصفراراً لم أعهده فيه من قبل, سألتها عما بها فأشارت إليَّ أن أحضر لها الهاتف ,ففعلتُ ذلك دون أن أفكر بمرادها ,وعيناي معلقتان بعينيها ذهولاً,رفعتْ السَّمَّاعة ...أدارتْ أرقاماً لم أتبينها ..قالت بصوت متهدِّج :
آلو أنا السَّيِّدة جيهان سليم, أسكن في حي المواني,كورنيش ,رقم المنزل 48 أرجو أن تحضروا اليَّ السَّاعة , أرجوكم ,أرجوكم لاتتأخَّروا, في بيتي قاتلة.وقعت السَّماعة من يد أمي وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة.
ياإلهي ها أنا الآن أجد نفسي في ورطة جديدة ,ولكن بموت أمي هذه المرة .أردت أن أصرخ ..أن أستنجد بأهلي ..أن أناديها .ولكن الخوف كمم فمي ولجم لساني..وجدت نفسي في مأزق حقيقي ..ضممتها إلى صدري ..قبلتها ..همست لها بدموعي :أماه ماأحوجني إليك اليوم ..أريد أن أبكي ولكن كيف ..كيف ياحبيبة؟ لاجواب ياإلهي قد يصل رجال الشرطة خلال دقائق ليأخذوني إلى السجن متهمة بقتل أمي, رحماك ربي.. لن أجد الآن من ينقذني من حبل المشنقة لأنَّ أمي هي التي أخبرت الشرطة عني.. أجل هي ..ولكنها لم تخبرهم عمن تكون تلك المجرمة ,نعم أنا متأكدة من ذلك, علي الآن أن أتصرف بسرعة قبل أن يقرعوا جرس الباب.. تركت أمي فوق سريرها شاخصة العينين دون أن ألمسها أو أغمضهما ,وخرجت من الغرفة بعد أن أطفأت النور فيها ...أسرعت إلى غرفتي واستلقيت في سريري ,والخوف يفتك بأعصابي بينما كانت أختي سماح تغطُّ في نوم عميق ,وصوت شخيرها يملاْ أرجاء الغرفة فزاد في ارتفاع وتيرة انزعاجي درجاتٍ كثيرة ..تأكدت الآن أن الحياة التي نسكنها ليست كلمة نتفنن بنسجها جملا,فتشرق حينًا قصيدة وحينًا آخر قصة أو خاطرة جميلة ,الحياة شيء آخر لاتستطيع الكلمات سبر أغوارها وإنما تلامس منها قشر الجلد فقط ,فتدمع العين أو يبتسم ثغر بشعور ما سرعان ماينطفئ به السراج.لاأدري كيف مرَّ الوقت بسرعة تحت وطأة الخوف ,وأنا أصغي إلى صوت محركات السيَّارات وهي تمرُّ من جانب بيتنا, إلى أن قطع حبل استرسالي الانصاتي صوت جرس الباب ..تصنعت النوم خشية أن يراني أحد من الأهل فيشار إلي باتهام ما..
عاد صوت جرس الباب يرنُّ باستمرار مع قرع باليد على الباب الخشبي ,وما هي إلا لحظات حتى سمعت في الخارج أبي وأخي وهما يتكلمان بعد أن فتحا الباب للقادمين ..
بقيت هادئة في سريري بينما نهضت سماح وخرجت من الغرفة على عجل ثمَّ عادت من جديد تهزني بعنف وتدعوني كي اصحو من نومي الثقيل هذا ,لانَّ مصيبة قد وقعت في البيت..
نهضت من سريري وخرجت أستطلع الأمر الذي جعلنا في دوامة ظلَّت تدور بنا أيَّاماً كثيرة ,وكان السؤال الملح الذي حيَّر الجميع :من هي تلك القاتلة التي بلَّغت عنها والدتي قبل موتها بقليل ..
تعرضت واختي لأسئلة المحققين عدة مرات على الرغم من ظروف العزاء التي ألمَّت بنا..
انتشر في الحارة خبر مقتل أمي على يد مجرمة مجهولة. لكن محضر التحقيق أغلق عندما قال أبي للنَّائب العام إنَّ أمي كانت تشكو في الآونة الآخيرة من مرض عصبي ألمَّ بها إثر سقوطها ذات مساء على رأسها عندما قطع التيار الكهربائي ,ومنذ ذلك اليوم وهي تتخيل أشياء غير حقيقية ,وأنه كان ينوي أن يستشير طبيباً بهذا الشأن ولكنَّ الظروف التي مرت بأسرتنا بعد موت سامي أخرت الأمر إلى أن حدث ماكان .لم يعارض أحد من أفراد الأسرة تصريح والدي رغم أننا جميعاً كنا نعلم أن كلامه لاأساس له من الصحة ,وإنَّما قاله للتخلص من ملاحقة النيابة العامة لهذه القضية الغامضة بالنسبة لأفراد عائلتي,وأقفل المحضر كما قيل لنا ,وبدأت بعد ذلك مشاكل من نوع جديد تغزو عالمي الذي كان يوماً ما هادئاً وجميلاً..
بقلم
بنت البحر
http://www.shagrouni.com/art/a1sx.jpg
صورة للفنان خالد الشقروني

يتبع

ريمه الخاني
12/03/2007, 02:10 PM
...........
ونتابع معك اخيه!!!
تفرعت ...

سماح سليمان
13/03/2007, 12:10 PM
يا الله

ماذا تفعلين بنا يا عزيزتي

مسكينة حقا بطلة قصتك

في انتظار الحلقة القادمة ولكن لا تتأخري
:fl:

عامرحريز
13/03/2007, 07:22 PM
هل سيطول انتظارنا لباقي الحلقات ، وكم من الحلقات بقي؟

ايمان حمد
13/03/2007, 09:06 PM
السلام عليكم

الأديبة القديرة / مــريم يمق ( زاهيــة )

يسعدنى معاودة المتابعة مرة أخرى لأصل حيث توقفت هنـاك

أريد ان أكمل القصة للنهاية .. فيها انشرى الباقى
الكل يترقب بلهفة

منتظراكِ - لا تتأخــرى :fl: :hi:

عبد الفتاح غنيم
18/03/2007, 02:24 AM
الاخت العزيزه زاهيه 0000 سامحك الله اسبوع كامل انتظر البقيه 0000براعتك فى توظيف المؤثرات الدراميه جعلنى اكثر لهفه لقراءة البقيه التى لم تات حتى الان 00انت تكتبين بحرفيه ماقراته فيه التشويق والاثاره والغموض والسخريه الدراميه وخط الحب وكلها عناصر تكفل النجاح لاى عمل درامى 00000 لاتتاخرى علينا كثيرا لانى تواق لمعرفة كيف ستبداين عملية الكشف والتنوير 0000 انت تكتبين القصه بخيال الشاعر 00قاموسك اللغوى تفوح منه رائحة الطبيعه 000لاتتاخرى ارجوكى 00تقديرى واحترامى

هري عبدالرحيم
18/03/2007, 03:41 AM
الأخت زاهية بنت البحر لم تتوقف عن الكتابة،ولكن ألمَّ بها مرض أقعدها لبعض الوقت،نتمنى لها الشفاء.
أنظروا الرابط:
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=8216

زاهية بنت البحر
20/03/2007, 11:30 AM
الأعزاء أم فراس
عامر حريز
إيمان الحسيني
سماح
هري عبد الرحيم
لكم شكري وتقديري وهاأنا ذي أعود لمتابعة ماتبقى من القصة ..بارك الله بكم ورعاكم
أختكم
بنت البحر

زاهية بنت البحر
20/03/2007, 12:01 PM
12

عندما كنت أختلي بنفسي بعيداً عن نظرات والدي التي كانت تلاحقني بتساؤلات غريبة لم أعتدها منه سابقاً , وكأنَّها تريد النفوذ من خلال عينيِّ المتعبتين إلى أعماق نفسي المتداعية التي باتت غائمة بالنسبة له بعد موت أمي المفاجىء, وما ألمَّ بي من قواصم, والبلاغ العجيب الذي أدلتْ به للشرطة, كنت ألقي بنفسي المتعبة في نوبة بكاء عاصفة, أغسل بها من خلال دموعي شيئاً من الحزن ,الذي بات هوالحقيقة الوحيدة في حياتي عبر ماأتجرعه من مرارالأحداث والوقائع التي هزَّت أعماقي بعنف مفترس كاد أن يشلُّ قدرتي على الصمود , وجعلي فريسة سهلة للجنون أو الموت .
شعرت بتغيرات كثيرة في أحاسيسي وأفكاري, وحتَّى في شكلي الخارجي , فقد أدى إحجامي في غالب الأحيان عن الطعام إلى إصابتي بالنحول, ورعشة في اليدين , وفقد الثقة بكلِّ من حولي , مما جعل أختي سماح تطلب مني الذهاب إلى الطبيب لإجراء فحوص شاملة للاطمئنان على وضعي الصحي , فرفضت الفكرة, ولذت بالصمت مما أودى بي إلى وضع صحي أسوء بكثير من ذي قبل ,
ويومًا بعد يوم راح الصراع الداخلي يشتد بي, وأنا احترق بصمت,أتقلب على جمر الحيرة ,وتلعب بي شتى الوساوس , وأنا ونية لاحول لي ولاقوة محاصرة بالأوهام من كل جانب لا أدري كيف أطفيء هذه النار, التي راحت تلتهم داخلي بقسوة وشراسة..
مضى على وفاة أمي أسبوعان , ونفسي تزداد انغلاقاً وكآبة , لم تستطع خلالها خالتي بهيجة أن تخرجني من دوامة عذابي رغم حنكتها الفائقة , ومحبتي الكبيرة لها , وقرأتُ في وجوه جميع من حولي القلق الكبير تجاهي..
في إحدى الأمسيات وبعد العاشرة دخلت المطبخ لشعوري بجوع مباغت يقرص معدتي الخاوية,فتحت الثَّلاجة , وتناولتُ تفاحة , ورحتُ أقشرها , وقبل أن أضع أول قطعة منها في فمي, سمعتُ أبي يقول: هل ستأكلين التفاح دوني أيَّتها المليونيرة الكبيرة؟
همست في داخلي: مليونيرة؟!! نعم, ولكنني لن ألمس هذا الميراث الخيالي قبل أن تعود الطمأنينة إلى نفسي .
نظرت إليه وهو يدخل المطبخ قائلة: ظننتك نائماً , خذ هذه وسأحضر لي واحدة غيرها.
تناول التفاحة من يدي عائدًا إلى غرفته بعد أن همس لي :سأنتظرك في غرفتي لنأكل التفاح معاً, ونحن نتحدث في موضوع هام..
ارتجف قلبي ,واضطربت أعصابي , ولكنَّ أبي ترك لي فرصة الهروب من نظراته, عندما غادر المطبخ إلى غرفته بعد أن ألقى إليَّ أمراً لا أدري ما وراءه من مفاجآت..
دخلت عليه مجلسه وقد استفرت كل جيوش خوفي وشكوكي.. رحب بي وهو يشير بيده اليمنى نحو باب الغرفة:أغلقي الباب وراءك وتعالي اجلسي هنا بالقرب مني يا ابنتي..
كلمة ابنتي جعلتني أرشف من كأس الطمأنينة رشفة عطفٍ أثلجت صدري بعد أوار الحريق فيه دون قطرة مزنة بشرٍ تخفف من لهيب النار التي تفترس قلبي بضرام القلق بعد أن فتك الخوف بي ,وسلبني راحة البال , وزوج من أفضل الرجال .. قبل لحظة فقط كنت أحسب أن أبي قد علم شيئاً عن موت أمي الغامض ,فأزاح برقته هذا الهم عن نفسي..
جلست بالقرب منه على حافة سريره فابتسم لي ابتسامة حزينة , وهو ينظر إلى سرير والدتي المهجور ,وسبحتها الخضراء معلَّقة فوق عنق السريرالذي رافقهما منذ زواجها قبل خمسين عاماً, فالتاع صدري بالألم , وانهمرت دموعي وأنا ألوذ بالصمت , فقال لي وهو يمسح الدموع عن وجهي بمنديل ورقي تناوله من جيبه: كلنا سنموت وهوالوارث...سبحان الحي القيوم..
نظرت إلى وجهه الذي أحبه, فرأيته قد ثبت عينيه في وجهي , وكأنَّه يأمرني بقول الحقيقة , شعرت بالخوف منه, واستعدت لحظات مرَّت بي من أيام طفولتي عندما كنت أقترف ذنباً ما كيف كان ينظر إلي هكذا دون أن يتكلم , فأجْبَرُ على الاعتراف له بكل شيء بطريقة لاإرادية, والآن تعاودني هذه المشاعر, وأحس بأنني قد عدتُ طفلة صغيرة, وأنا بأمس الحاجة لمن يحتويني ,ويزيح عن كاهلي تلك التراكمات التي أضنتني ,وسرقت مني ابتسامتي وعافيتي ,وأمني النفسي..
بقلم
بنت البحر
http://www.rayig.com/ch/pic2/ch20.jpg

يتبع

عامرحريز
20/03/2007, 12:14 PM
كان لا بد من نشر ثلاث حلقات عوضا عن التاخير :) :)

عامرحريز
20/03/2007, 12:15 PM
الحمد لله على السلامة

زاهية بنت البحر
22/03/2007, 08:30 PM
بارك الله يك أخي الكريم عامر حريز سأحاول نشر حلقة جديدة اليوم بإذن الله :fl:
أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
22/03/2007, 09:18 PM
13

لاأدري كيف همست من خلال دموعي : لم أقتل أمي يا أبي ...إنَّني أحبها وأنت تعلم ذلك, وهي أيضاً كانت تعلم مدى حبي العظيم لها..
قال ويده الحانية تمسح شعري , وكأنَّني في الخامسة من العمر:أعلم ذلك يابنيَّتي , ولكن أصدقيني القول , لماذا أخبرَتْ المرحومة ُ الشرطة َ بأنَّه في البيت قاتلة ..أمُّك لاتكذب ياسناء ولاتهذي كما قلت للمفتش عند التحقيق؟
قلت : صدقتَ وهي الصادقة ..
فقال لي: من قتلتِ ياسناء ؟
تنفستُ بعمق قبل أن أقول:تسمعني حتى النهاية ,ولك بعد ذلك حريَّة التصرف ؟
فقال لي: تكلمي ياابنتي ,وليكن الله في عونك..
قصصتُ عليه ماحدث بالتفصيل ..كانت دموعي ترافقني في كثير من المحطات, ويده الحنونة بحرارة الأبوة والمحبة تمسح عن عيوني حرَّ الدموع, ووجع الصمت الطويل..
وعندما وصلتُ إلى الوقت الذي نحن فيه قلتُ له وأنا أشعر بقوة غريبة تتملّكني: أحس باحتراق داخلي , أه ياأبي ماأصعب الإحتراق , و ماأشد حرارته على النفس..
قال بحنان: الكلُّ يحترق , ولكن بشكل يختلفُ بتفاوتِ الذَّواتِ المحترقة,وما شبَّ حريقٌ ,وتأجَّجَ ثُمَّ خمد,إلا وتركَ بقايا من رماد , فلننظر في تلك البقايا النَّاعمةِ الملمس ,الخفيفةِ الوزن ..ماهي ؟
فقلت له وقد أحسست بنفحة أمل تهب صوبي من همسات والدي :
إنها بقايا المحروقات ,رمادية اللون ,لاقيمة لها, تذروها الرِّياح , بل حتَّى النسيمات قد تجعلها هباء منثوراً ,لاياأبي لن أكون أضعف من نُسيمة, أنا أقوى من الرِّيح,أصدُّها بجرأتي وإيماني, أنا أجلُّ قدراً من الرَّماد ,لاشيء يستطيع إحراقي , وما هواجسي إلا همسات خفية , سأسخر منها قبل أن تحيل شموخ َصمودي إلى رمادٍ لاقيمة له , بل سأحدِّق في ذاك الرَّماد وأشكر الله إذ خلَّصني مما كان يعذِّبني, كنت مخطئة حتَّى الثمالة,فالرَّبُّ واحد والعمر واحدٌ ,ويبقى الزمنُ الساكنُ فينا بيتاً لنا نحتفظُ في أيامِه بنحنُ ,وعندما تفارقناالنحنُ نفقدُ بيتَنا ونعودُ نوراً ..
قال والدي بفرح: لقد تخلَّصت من الخوف ياابنتي , ونجحت بالاعتراف
فقلت له:نعم ولك يعود الفضل كنت غافلة يوم أخفيتُ عنك الحقيقة ..الغفلة ياأبي ليست غباراً بل هي أديمٌ من صدأٍ لايزيلُهُ إلا القشرُ,وإن أوجعَ..
-صدقتِ ياابنتي ..قديكونُ القشرُ صعباً , وإنَّما الغفلةُ أصعبُ ,وعندما يشفُّ الوجدُ ويرقُّ القلبُ
وتجري العينُ خشوعاً ,ورهبةً يخدرُ الجسمُ بالسموِّ ,ويستأصلُ المرضُ والنفسُ ترفلُ بالصفاءِ, سعيدةً مبتهجةً..
فقلت له : راضية بالعقاب أو الثواب مادامت تقر بذنبها وتسعى للتطهر منه..
ضمَّني إلى صدره بعطف غامر , فأحسست بدموعه ترطب وجهي , فقال لي وصوته يختنق بالأسى: غداً نذهب إلى النيابة العامة لتعترفي, ولتأخذالعدالة مجراها,و معك ابن عمك الدكتور أنيس الذي خان الأمانة والقسم ,بإعطائه التقريرالطبِّيِّ الكاذب للتَّصريح بدفن المغدور سامي ,دون الكشف على الجثة , وهذا عمل يمقته الله و يعاقب عليه القانون ..
قلت :كما تشاء
-صدقيني ياابنتي لوأن ( أنيس) قام بما يمليه عليه واجبه المهني ,والديني لما كنا في هذه المشكلة .
فقلت له : كان أنيس مشغولاً في المستشفى , فأرسل إلينا التقرير الطبي بإلحاح مني , وأنا تقصَّدَت ذلك كي أنتقم لزوجي من قاتله..
- : إنَّه مخطىء , يجب أن لايسمح لأحدٍ بمخالفة الشرع والقانون مهما كانت الظروف, غداً سأبلغ عن ابن عمك الدكتور أنيس ,ولن أتخلى أبداً عن اتهامه بالمساعدة في ارتكاب الجريمة بطريق الإهمال ,إضافة إلى طمس معالم الجريمة بدفن سامي دون كشف الطب الشرعي على الجثة ,ولكن ربما يستطيع المحامون الذي سيتولُّون الدفاع عنك إيجاد طريقة لمعرفة الحقيقة .
قلت له : حسنًا ,ولكنَّني سأذهب قبل ذلك لمقابلة هنية زوجة عزام , أريد أن أعطيها من المال مايساعدها في تربية ابنها رشاد ..
-: خيراً تفعلين ياسناء
وافقته بابتسامة رضا ثم خرجت من غرفته, بعد أن طبعت على خده قبلة شكر وامتنان, وأنا أحس بأنَّني بدأت أولد من جديد..

بقلم
بنت البحر
يتبع

http://www.swahl.com/photo/data/thumbnails/1/photo088.JPG

حسنية تدركيت
23/03/2007, 04:15 PM
ساعود بحول الله لاتابع الاحداث
قصة شيقة جدا :fl:

عامرحريز
24/03/2007, 12:43 PM
بدأ التفكير المنطقي... بقي ما أتوقع أنني أعرف تفاصيله

ريمه الخاني
24/03/2007, 02:49 PM
ننتظر البقية قبل التخمين
تحيتي سيدتي

سماح سليمان
24/03/2007, 07:43 PM
عزيزتي زاهية

حمد الله على السلامة :fl:

وفي إنتظار باقي أحداث القصة

تحياتي

زاهية بنت البحر
24/03/2007, 08:17 PM
ساعود بحول الله لاتابع الاحداث
قصة شيقة جدا :fl:
حسنية أختي الحبيبة يسعدني مرورك عبر متصفح الاعتراف لك شكري وتقديري ياغالية :fl:
أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
24/03/2007, 08:20 PM
بدأ التفكير المنطقي... بقي ما أتوقع أنني أعرف تفاصيله

عامر أخي المكرم سأتوقف عن نشر البقية رغبة بمعرفة توقعاتك وتخمينات الغالية أم فراس فقد تفتحا لخيالي نوافذ رؤى جديدة أضيفها إلى القصة هيا فأنا بانتظاركما ومن يدلي بتوقعاته مشكورًا..:fl:
أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
24/03/2007, 08:22 PM
ننتظر البقية قبل التخمين
تحيتي سيدتي

أم فراس أهلا بك أختي الغالية أتوافقين على اقتراحي السابق ؟:fl:
أختك
بنت البحر

سماح سليمان
24/03/2007, 08:30 PM
لا لا لا لا أوافق

فأني أنتظر بلهفة باقي الحلقات
أما عن التخمينات فكل واحد يكتب ما كان يتوقع بعد الإنتهاء ولتكن أفكار لقصص جديدة

عامرحريز
25/03/2007, 11:08 AM
أنا أيضا أوافق على رأي الأخت سماح

زاهية بنت البحر
25/03/2007, 01:15 PM
سماح أختي المكرمة
عامر أخي المكرم
حسنًا كما تشاءان ولكنني أعرف مسبقًا أنه لن يعرف أحد ماذا سيكون لأن القصة اعتمدت على الإثارة والتشويق في الأحداث وطلبي ممن يريد التوقع أن يذكره هنا أو يرسله لي في رسالة خاصة ،وبالمناسبة كان من المقرر أن يكون قد تبقى في القصة حلقتان ثم كتبت فيها ثمان حلقات جديدة ولكنني لن أنشر منها سوى الحلقتين فقط التزامًا بما كانت عليه أصلا ..سأنشر خلال اليوم حلقة جديدة بإذن الله فترقبوها ..
أختكم
بنت البحر

ريمه الخاني
25/03/2007, 01:20 PM
اهلا حبيبتي رغم انني لم اجرب هذا اللون....
الا انني سااحاول ان اعيد قراءة بعض الفقرات لتكن بروح واحدة
لي عودة

زاهية بنت البحر
25/03/2007, 01:27 PM
أهلا بك غاليتي أم فراس فأنا أثق جدًا بذوقك الأدبي بانتظار عودتك :fl:
أختك
بنت البحر

ريمه الخاني
28/03/2007, 12:45 PM
14


لاادري لماذا بدات تتردد في مخيلتي أمورا أحاول ألا أتذكرها....
ترد رغما عني......

ياعزَّام ,أرجوك ,خذ ماتشاء من النُّقود ,لن أبلغ عنك البوليس..
فسمعت (عزَّام) يجيبه بصوت مجهدٍ: سأقتلك وآخذ أموالك وزوجتك ,كفاك عمراً أيُّها العجوز مت ,,مت ..
ياإلهي ماذا أفعل ؟إنَّني وحيدة في البيت ,وسامي بين يدي مجرم ,لم أعد أسمع صوتا , لقد قتله ,رحتُ أرتجف مذعورة ,حاولت اقتحامَ الغرفة ,ولكنَّ الخوفَ كبَّلني ,ربما لو علم بوجودي جاء ليقتلني ,فأنا الشَّاهد الوحيد على الجريمة..




فانتفض قائلا بشيء من الخوف:ماذا تقصدين؟
قلت له : بشــِّرِ القاتلَ بالقتلِ ولو بعدَ حين..والآن جاء دورك لتلقى مصيرك
فسألني متغابياً: أي قاتل هذا الذي تتكلمين عنه وأي مصير؟
أجبته ببرود: أنت القاتل ومصير القاتل القتل.
فقال باسماً: لابد أنَّك تمزحين وإن كان مزاحاً ثقيلاً فإنَّه منك جميل
فقلت له: ومنذ متى كان بيني وبينك مزاحٌ أيُّها الوغد؟
فقال مذهولاً كمن تلقى صفعة بكف قوية: الوغد؟!!
-: الوغد قليلة عليك أيها التافه الحقود الجحود


كلما تذكرت ماجرى أعيده شريطا مؤلما فربما أخطات التصرف وربما فتح لي آفاقا لم أكن لأتوقعها....


كلما استرجعت ماحدث تلوح خيالات هنّية في عقلي الصغير.....أجد أنها كانت تنظر إلي نظرات مبهمة ...
هدوءا ورزانة ....غصة وحزن.....بيتها الدافئ ...ورتابته ....
حتى أن فنجان القهوة الذي أصرت على أن تقدمه لي وأنا أود التملص كلما مررت بها ليكون لي شرف مساعدتها على الأقل أمام الله....
لاأدري هل هو
تقدير
شك
بوح صامت ..ملغوم...
لم تكن لتريد أن تكشفها ملامحها......
حتى أنني فعلا تقت إلى لقائها مرات .....فكانت تتمنع بسبب التزاماتها وأعمالها التي لاتنتهي.....
غارقة هي في أمور عرفت بعضها وغفلت عن بعض.....
إنها تحاول التسرية عن نفسها المتعبة.....ومازالت تجدف بطريقتها التي أثارت فضولي...

لم تكن لتذكر عزام أبدا ....ولم أجد في ماكانت تتكلم به حسرة على شيئ مضى.....
ورغم ذلك أجدها طبيعية في تصرفها معي ....
حتى أنها حاولت أن تذكرني بسامي....
-لقد أخطات الطريق....رغم أنه لاخيار لديك حينها ...لكنه لم يكن...الرجل المناسب!
مما أثار فضولي .....وقد أغلقت علي كل منفذ أصل به اليها عن طريق علاقتنا الجديدة.....


يتبع....

عبلة محمد زقزوق
28/03/2007, 01:53 PM
ننتظر البقية الباقية بشوق وحب لحرفك الزاهي أيتها الأخت الزاهية :fl:
فكلما قرأتها أراني وكأني أقرؤها لأول مرة بنفس الشغف والقبول
ماشاء الله تبارك الله :vg:

زاهية بنت البحر
31/03/2007, 06:07 AM
14

برفقة سماح خرجت من البيت في الصباح الباكر, كانت أختي عصبية المزاج سريعة الإنفعال حتَّى أنها تشاجرت مع السائق الذي أقلَّنا بسيارته إلى قرية هنية.
التزمت الهدوء طيلة الوقت كي لاأضيف إلى اضطرابي مزيداً من القلق..
وصلنا القرية الصغيرة الهادئة في الضاحية قبل الساعة التاسعة صباحاً..
بدت القرية حزينة , أو كما خُيِّلَ إليَّ ، فكل مافيها يوحي بالكآبة،الشوارع ضيِّقة رغم اتساع المساحات الزراعية حولها ، وأكثر ما لفت انتباهي أولئك الأطفال الذين كانوا يلعبون في الحارات ـ وهم حفاة الأقدام فوق أرض مليئة بالأوساخ ، وبقايا من الزجاج المحطم..
صوبتُ نظري إلى الأمام مسرعة نحو بيت هنية يدلنا عليه أحد الصغار بعد أن أعطيته ورقة نقدية دسَّها في جيبه فرحاً بها ، وكأنه وقع على كنز ثمين..
وقفت أمام الباب الخشبي المشقق بتقادم الزمن، ونقرت باصبعي عدة نقرات بينما راحت أختي تنفخ من جوفها حرارة الضيق ، والإشمئزاز زفيراً ساخناً امتعاضاً من كل ماحولها في هذه القرية..
ربَّما مرَّت دقيقة أو اثنتان ريثما فتح الباب ، فوقفتُ وهنية وجهاً لوجه..
أرملتان تلتقيان تجمع بين مصيبتهما الجريمة، هي فقدت زوجها وأبا ابنها ، وأنا فقدت زوجي وحبيبي.. ابتسمتُ لها فابتسمت لي بدهشة عقدت لسانها بعض الوقت رحَّبتْ بي بعدها، ودعتني للدخول ، فتبعتها وأختي إلى غرفة صغيرة هي الوحيدة في هذاالبيت الذي يقبع وسط القرية ، ولا متنفس له سوى فسحة دار ضيِّقة جداً و مكشوفة .
سألتها عن أحوالها العامة ، وعن ابنها رشاد ، فأخبرتني بأنه يشكو من التهاب رئوي حاد، وهو يُعالج في مستوصف القرية مجاناً، وقد ذهبت به أمُّها قبل قليل إلى هناك لإعطائه حقنة مضادة للالتهاب , وأثنت على والدتها التي فتحت لها قلبها وبيتها بعد أن طردها عزَّام من بيته ظالماً لها ، ولصغيره رشاد دون عذر أو سبب.
انتهى حديث المجاملة بيننا ، واحترت كيف ساقدم لها المعونة المادية إلى أن قطعت الصمت بقولها: رحم الله( عزام ) لقد ودع الحياة بطريقة غريبة ، ولكن الذي يحيرني ولم أجد له جواباً مقنعاً هو ذهابه إلى البيت الكبير بعد إخلائه ، وإطفاء الأنوار فيه؟ وكيف مات ولماذا كانت نهايته في أرض المسبح ؟
وكيف دخل الحديقة ، وهو لايملك مفتاحاً للباب ؟
ثمَّ يقيد الحادث قضاءً وقدراً .أمر غريب ياسيدة سناء ،إنني حزينة من أجله رغم أنَّه أساء إليَّ كثيراً قبل موته، كان يريد أن يطلقني , ولكن الموت لم يمهله لينفذ ما عزم عليه, سيعاني صغيره رشاد اليتم والفقر إلى ماشاء الله..
نظرت إلى سماح ففهمتْ ما أريده منها، فنهضتْ من مجلسها وخرجتْ من الغرفة إلى الدار ، بينما تناولتُ من حقيبة يدي شكاً وقدَّمته لها فسألتني :ماهذا ياسيدتي ؟
فقلت لها : هذا شك بمبلغ كبير من المال لك ولابنك رشاد تصرفينه من المصرف البلدي في العاصمة ، وتشترين بيتاً ومفروشات ، وما تحتاجينه من مستلزمات أخرى..
فقالت ولِمَ كل هذا المال ياسيدتي ؟!!
فقلت لها خذيه الآن وستحصلين على ماتشائين منه بعد نفاذه ..
أحسستُ بالفرحة تحتلُّ كيانها ، وكأنَّها لاتصدق عينيها وعندما اتجهت نحو باب الغرفة استوقفتني قائلة :مهلا لدي شيء سأعيده إليك ياسيدتي .
سألتها : ماهو ؟
فتحت درجاً في خزانة ملابس جانبية قديمة ، وأخرجت من تحت الأغراض في أرض الخزانة منديلاً أبيض اللون حلَّت عقدة كانت فيه ، وتناولت منه خاتماً وقدمته لي قائلة: هذا الخاتم أهداه المرحوم السيد سامي لعزام قبل أن يموت بساعتين ، وقد خبَّأه معي يومها، ولم أعطه له عندما طلبه مني أكثر من مرة بحجَّة أنَّني أضعته ، فتوعَّدني بانتقام قريب .. كنت سأحتفظ به لرشاد ، وألبسه إياه في اصبعه عندما يصبح شاباً..
نظرت إلى الخاتم ، وأخذته من يدها تفقدته بذهول وقلت :إنَّه خاتم سامي ..أجل كان يلبسه يوم الحادث ..إن ثمن هذا الخاتم باهظ جداً ..أنظري إلى الفص الألماسي إنَّه يساوي خمسة آلاف دولار كما أخبرني ..
فقالت هنية:ولكن السيد سامي أهداه لعزام ..
فقلت لها : أتصدقين ذلك يا طيِّبة القلب؟ لقد سرقه منه بعد أن قتله ..
فصرخت هنية بخوف مفاجىء :قتله؟!!
فقلت لها نعم وأنا سمعته وهو يقتله ، ولكنني لم أستطع أن أفعل شيئاً في ذلك الوقت،هنية أريد منك أن تشهدي بالحقيقة في المحكمة ؟
فقالت هنية: ضد من سأشهد ياسيِّدتي؟
فقلت لها :لن تشهدي ضد أحد، فقط قولي الحقيقة ، ومن أين حصلت على هذا الخاتم..
فقالت هنية : حسناً سأفعل ذلك، ولكن لماذا لم يلفت انتباهك اختفاء الخاتم بعد موت المرحوم ؟
فقلت لها :إن مقتل سامي طغى على كلِّ ماعداه ، ولم أفكِّر بأمواله ,أو بما خلَّفه لي من ميراث ضخم قبل هذا اليوم الذي نويت زيارتك وتقديم المعونة لك ولابنك ،ستعرفين في المحكمة كلَّ شيء ,كلَّ شيء ياأمَّ رشاد, ستفاجئين بأمور كثيرة وأتمنى أن تجدي لي عذراً فيما فعلتُ..
بقلم
بنت البحر
http://www.shagrouni.com/art/a20sxx.jpg

سماح سليمان
31/03/2007, 07:35 PM
:vg: :good:

أكملي يا شهرزاد :)

زاهية بنت البحر
31/03/2007, 08:04 PM
يااااه ماأجمل تصورك ياأم فراس ..دخلت في صميم القصة فغدت شجرة أحببتُ التَّفيُّؤَ تحت ظلالها ،فأسقط علي فرع مشاركتك ثمارًا طيبة ..لك شكري وتقديري على هذه الرؤية الجميلة..:fl:
أختك
بنت البحر

ريمه الخاني
31/03/2007, 09:42 PM
أشكرك سيدتي
أتمنى أن أستحق إطراءك

زاهية بنت البحر
02/04/2007, 04:11 PM
سماح العزيزة يبدو أن شهرزاد ستتوقف اليوم عن الكلام المباح فقد شارفت الحلقات على النهاية ولم يبقَ منها سوى واحدة

أم فراس غاليتي لك شكري وتقديري

أختكما

بنت البحر

سماح سليمان
02/04/2007, 04:33 PM
لماذا يا عزيزتي

الديك لم يصح بعد :)

ذكرت إنك كتبتي ثمان حلقات جديدة فلماذا تبخلي علينا بنشرها ؟

وهل ستجدين أفضل من واتا قرائها لتنشريها لهم ؟؟:confused:

زاهية بنت البحر
02/04/2007, 05:07 PM
بارك الله بك عزيزتي سماح ..لقد كتبت الحلقات ولكنني أريد إعادة النظر فيها ،وفي نهاية الحلقة الأخيرة أخبرك لماذا .كوني بخير:fl:
أختك
بنت البحر

سماح سليمان
04/04/2007, 09:07 PM
وأنا اتظار الحلقة الأخيرة لمعرفة السبب

دمتي بخير
وبارك الله لك وفيك

:fl:

سماح سليمان
04/04/2007, 09:07 PM
وأنا اتظار الحلقة الأخيرة لمعرفة السبب

دمتي بخير
وبارك الله لك وفيك

:fl:

زاهية بنت البحر
08/04/2007, 03:55 AM
15

أحسست بحاجة للانفراد بنفسي قبل مرافقة والدي إلى مخفر الشرطة ،وتسليمي للسُّلطات القضائيةِ المختصَّة هناك, دخلت غرفتي المشتركة مع أختي سماح وأغلقت ورائي الباب .داهمني ارتباك مفاجيء ربّما كان دفيناً تحت وطأة الحوادث الكثيرة التي مازلت أمرُّ بها ،فوجد بتسارع الوقت فجوة للعبورمنها إلى الوعي بفوضى لاشعورية, فانتابني إحساس غريب كما لوأنَّني أواجه الصدمة للمرة الأولى, ياإلهي في أي هوَّة وقعتُ؟!! الأمر ليس سهلاً كما كنت أتصوره بعين المثالية التي لاتوجد إلا في كتب الأخلاق، وإن وُجِدَتْ في الحقيقة ،فقدتكون نقطة في محيط ،فهل سأكون أنا هذه النقطة في محيطٍ خلع عنه عباءة الخير وتلبَّس الخداعَ بأدنى مستوياته؟! قد يلف حبل المشنقة حول رقبتي , والروح غالية ,أوقد أسجن مدى العمر ,وقد يكون السجن لسنوات مع الأشغال الشاقة ، وحتَّى لوكان عاماً بل شهراً أوليلة واحدة ،فليس باستطاعتي تحمل العيش في الزنزانة مع نساء محكوم عليهن بجناية ما ,فهناك القاتلات والمهرِّبات والدَّاعرات وبينهن فاقدات العقل , لطفك يارب لقد عرفت الآن قيمة الحرية ,إنَّها أجمل شيء في الوجود بعد الإيمان.ضاقت أنفاسي ،فأجهشت بالبكاء ،وراحت دموعي تتدفَّق بسخاء ،بينما أصابت يديَّ برودة مصحوبة بارتعاشة مزعجة.غزتني الرهبة بكل معداتها الحربية ومقاتليها ، فانهزمتْ قدرتي في المقاومة,وتقوقع خوفي من أبى في ركنٍ مهجور من فكرةٍ باهتة, وتبعثرتْ أفكاري في اتجاهاتٍ مختلفة.
إنني أنثى ضعيفة جداً رغم كوني قاتلة, ولكن ماذا سأفعل بعد أن أخبرته بكلِّ شيء,هل أعود فأقول له بأنني قد تراجعت عن قراري الرَّصين , ومزَّقتُ أوراق اعترافي؟ ليتني لم أعترف .
إنَه الآن ينتظرني في الخارج ليذهب بي إلى السجن ,ترى هل هو جادٌ في قراره؟ أيسلم ابنته بيده إلى حبل المشنقة؟!! هل وصلت به المثالية إلى هذا المستوى من التضحية وهو يعلم أنَّني ماقتلت إلا انتقاماً لزوجي؟نعم سيفعل ذلك لإنَّه يطمع بمحاكمة عادلة ,ولكنني قاتلة ومتسترة على جريمة قتل ،ومسببة في موت أمي.لا لن أسلم نفسي أبداً, وإن أصرَّ والدي على ذلك ,أجل لن أعترف أمام المحقِّقين,أنا لست مجنونة كي أفعل ذلك, سأهرب من البيت قبل أن يذهب بي إليهم.
نهضت على عجل ووجل ، فتحت خزانتي وأخرجت منها حقيبة ملابس فارغة رحت أضع فيها بعض الحاجيات التي قد تلزمني أكثر من غيرها ،وما نسيتُ أن أخبِّيء في حقيبة يدي مبلغاً كبيراً من المال قد أحتاج إليه أثناء هروبي من البيت، ووضعت بداخلها بعض المجوهرات وخاتم سامي ومجموعة الصور التي تجمعني به وحمالة مفاتيحه الخاصة ودفتر شكاته ،فقد استودع قبل وفاته أموالًا كثيرة في البنك لضرورة ملحة ترتبط بتحويلات نقدية لإحدى الدول الغربية بعد الصفقة التجارية التي انجزها ،الخاصة بمعدات التجهيزات الطبية للمشافي بشكل عام ،وقد أعطيت هنية شكاً من هذا الدفتر ،ووضعت في حقيبة الملابس مايخص سامي من مستندات هامة.
خرجت من الغرفة وانا أحمل الحقيبة بيدي , كان أبي مستغرقاً في صلاة سنة الضحى بينما سماح في المطبخ تنظف بعض الأواني التي ملاْ صوتها المكان ،فخرجت من البيت بهدوء وحذر، وتركت الباب مفتوحاً، خشية أن يلفت صوت إغلاقه انتباههما.
التفاتة سريعة تلقَّاها باب بيتنا من الهاربةِ أنا،كانت بمثابة تحيَّة الوداع استعرضت خلالها شريط الذكريات التي عشتها مع أهلي في هذا البيت الكريم,الذي تربيت فيه على الإيمان والصلاح, صور كثيرة تزاحمت على نوافذ ذاكرتي المضطربة لعلَّ أجملها وأقربها إلى نفسي ،كانت صورة والدتي ونحن نحتفل بها عندما عادت من الحج قبل عشر سنوات ،رأيتها تبتسم لي بمحبة وحنان,فعلـَّقتُ بعينيها خوفي وضعفي وقلة حيلتي ، وكدت أسقط بالخنوع ،فأغلقت عينيَّ لأطرد كلَّ الذكريات ،ولأرى طريقي وأنا انزل من الطابق الثاني على درج العمارة باتجاه الشارع العام .
وصلت الطريق ربما في الوقت الذي خرج به والدي من الصَّلاة بالتَّسليم ,مازال معي بضع دقائق أستقلُّ خلالها سيَّارة أجرة تبعدني عن البيت ريثما يتفقَّدني والدي ويبدأالبحث عنِّي.
بشيء من الرتابة سألني سائق السَّيارة التي مرَّت في اللحظة الحاسمة من قربي:إلى أين تودِّين الذهاب؟
أجبته بقلق:إلى أي مكان
فسألني بخبث: أينَ يعني؟
استدركت الأمر خشية أن يظنَّ بي سوءًَ فسألته بجدية :ألاتعرف مطعم أي مكان؟إنَّه في وسط المدينة قرب حديقة النَّوافير.
أجاب ببرود : أعرف الحديقة فقط.
فقلت له :حسناً خذني إليها إذاً.
وقبل أن تبتعد السَّيارة عن بيتنا بمسافة طويلة رأيت والدي يخرج من بوابة العمارة ملهوفاً ،وهو ينظر يمينةً ويسرة علَّه يجد ضالته الهاربة، ولكن عبثاً كانَ يحاول ، فودَّعته بدموع ساخنة، وأنا أعلم بهمِّه الكبير وحزنه العميق وما هو فيه الآن من عذاب وقلق, فكنت في هذه اللحظة أشدَّ مقتاً لنفسي من أي وقت مضى.

بقلم

بنت البحر

زاهية بنت البحر
08/04/2007, 05:13 PM
وأنا اتظار الحلقة الأخيرة لمعرفة السبب

دمتي بخير
وبارك الله لك وفيك

:fl:



سماح أختي المكرمة لك شكري ومازال في الجعبة حلقتان قررت نشرهما فترقبيهما لك شكري وتقديري:fl:
أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
10/04/2007, 05:33 PM
16نزلت من السيّارة قرب الحديقة ,واتجهت إلى بابها الرئيسي ,وأنا أحمل حقيبة ملابسي وممتلكاتي الثمينة,وعندما جلست على مقعد جانبي في مكان قليل الناس, شعرت بطمأنينة تزيح عن نفسي هماً أوشك أن يقتلني ,ولكن صورة أبي وهو يبحث عني في الشارع ظلَّت تطاردني بشراسة تأنيب الضَّمير, فأجبرتني على مغادرة الحديقة إلى أقرب هاتف في الطريق .
أخبرت سماح بأمر مغادرتي البيت ،ولكنني لم أوضِّح لها سبب ذلك , وعلمت منها أن والدي لم يخبرها شيئاً عمَّا حدث ، وطلبت مني العودة إلى المنزل أو الذهاب إلى بيت أحد أشقَّائي، أو أخواتي ،أو إلى البيت الكبير ،وأنها على استعداد للعيش معي هناك, رفضت طلبها ،وقلت لها بأنَّني سأظلُّ على اتصال بها وما عليها سوى أن تعتني بوالدي جيداً ، وتخبره والجميع بأنَّني بخير,ثمَّ ودعتها ،وهي ترجوني العودة إلى البيت ،ولكنني لم أستجب لتوسلاتها ، ولم أعلمها بما حدث فهي حتى الآن لاتعرف بأني قتلت( عزام) وأن أمي ماتت بسببي ، وكان والدي كتوماً لايؤدب أحدنا أما م البقية ، ويفضل أن يكلمه على انفراد كي لايهدر كرامته أمام الجميع إذا اضطريوماً لذلك ..
لم يكن في مخيِّلتي هدف محدَّد أتوجه إليه, فرحت أسير في الطريق أشبع عينيَّ من جمال الموجودات التي تمر أمام ناظري رغم أنها لم تكن تجذبني من قبل ,وأشكر الله أنَّني لم أسلم نفسي للشَّرطة.
أحسست بشي من السرور المبطن بالخوف, ورغم ذلك كان عذباً ظلَّ يداعب خيالي باماني وأحلام جميلة بعيدة عن السجن, وحبل المشنقة , إنَّه الأمل الذي نحاول الوصول إليه والتَّشبُّث به, ولكنَّه في هذا الزَّمن المارق زئبقٌ لانستطيع إمساكه,هو غصَّة ٌ في القلوبِ, دمعةٌ في العيـونِ , ورهبةٌ في الخيـــال ,هو أشبه بالمُحال, هو نغمٌ عذبٌ تعزِفـُهُ الأمَاني على أوتارِ الرُّؤى, نسمعُهُ أنينا مُحرِقاً يُلهبُ المشاعرَ بالحرمان, ويفجِّـرُفينا براكينَ الحقدِ على منْ قيّـَدَ الأملَ بسلاسلِ الظــُّلمِ ,ويفتحُ في معاقلِ البوْحِ نوافذ الثـَّورةِ ضِدَّ منْ حجبَ الشّمسَ عنْ صَباحاتِ أيَّامِنا النَّقيَّةِ ,وأرْخَى سدولَ الليل ِعلى صفاءِ أفكارِنا , ولكنْ يظلُّ السُّؤالُ محيِّرا هلْ يَسمحُ الطـُّغاةُ لنا بالحِفاظِ على تلكَ النَّوافذِ مشرَّعَة ً للضـِّياء؟
قد يكون الظلم قوة ,وقد يكون ضعفاً ,قد يكون الظالم جباراً وقد يكون جبانا,ويبقى الطغاة أسلحة بيد الشرِّ فهل أنا طاغية ؟!
لا أنا لست كذلك ,ولكنني قاتلة لم أرحم ضعفه ,لم أستجب لنداء الخير في ذاتي المؤمنة ,فانتصرت للشَّر بحجة الثّأر لزوجي، فأي نقاء هذا الذي أدعيه ؟؟؟؟!!
أجل هذا ادعاء ,كنت أخاف أن أقتل صرصوراً فقتلت إنساناً ، وألقيت طفلاً في جحيم اليتم , ولكن هوالذي قتل أولاً ،والنَّفس بالنَّفس والباديء أظلم .
نعم نفس سامي بنفس عزام وهوأظلم ,قتلته به ،وإن كان لايساوي منه شعرة ,لقد نصَّبت نفسي قاضية ومنفذة لحكم الإعدام !!أي شهامة هذه ؟!!!!
وأنا في خضم هواجسي أحسست بقبضة قوية تمسكني من كتفي ,كدت أشل خوفاً لولا أن أتاني صوت من خلف رأسي سبق الشَّللَ إليَّ: أخيراً وجدتك!!
حدثَّتني نفسي بأنَّ والدي قد أخطر الشرطة بأمري ،فخرجوا يبحثون عنِّي ، وقد وقعت فريسة سهلة في فكٍّ لايرحم.
لم استطع الإلتفات لرؤية المتكلم بسبب أصابتي بهبوط ،أو ارتفاع في ضَّغط الدَم لم أعد أميز بينهما ,غير أنَّي سمعت في رأسي صدى ضربة قوية كتلك التي يضعونها في الأفلام السينمائية عندما تحدث مفاجأة ما, وقد أحسست بها الآن، فسرقت مني نصف عمري ,ولاأدري كيف سأصرف العمر الباقي منه.
بحركة لاشعورية شددت يدي على مقبض الحقيبة ، وأطلقت العنان لقدميَّ ،ورحت أركض في الشارع ، والناس تنظر إلي بدهشة لم أعرها أدنى اهتمام ,وصوت الرجل يناديني ويأمرني بالوقوف ، وأنا اشد بالجري إلى أن تعثَّرت قدمي بحجر فوقعت أرضاً ، وقبل أن أنظر إليه جذبت حقيبتي نحوي وضممتها بكلتا يدي إلى صدري مغمضة العينين,وكان جمع من المارة قد تحلّق حولي ، فأصابني الذعر ورحت أرتجف كعصفور صغير,أصوات كثيرة كنت أسمعها ولكنَّني لم أفهم شيئاً من الكلام الذي ضج به الجميع ,إلى أن أحسست بيد تمتد نحوي في محاولة لرفعي عن الأرض,فتَّحت عينيَّ فرأيته أمامي ، وهو يقول لي : لماذا هربت مني أنا لستُ مجرماً ياسيِّدتي .
أطلت النَّظر في وجهه ، والدموع تنفر من عيني فسألني : مابك هل هناك مايخيفك؟
تذكرت سامي ربما لمروري في يوم ما بنفس تجربة الخوف تلك ، ولكن باختلاف الظرف ، والشخص ،والمكان.
ولكنه على كلِّ حالٍ ليس( سامي) وهذا الوجه لاأعرفه ,فمن يكون ؟

يتبع

بقلم

بنت البحر

زاهية بنت البحر
10/04/2007, 09:59 PM
17
وقبل أن أنهض من انهياري فوق الأرض مدَّت إحدى النساء يدها ورفعتني بها ،بينما أمسك أحد الحضور بقميص الرجل, وراح يضربه وينهره ويهدده بتسليمه للشَّرطة ,والرجل يحاول أن يبعده عنه ويقول في محاولة لإقصاء التهمة عنه :كنت أريد منها صدقة لوجه الله ..لم أزعجها بشيء ..هي ركضت في الطريق ..ما ذنبي بما وقع لها ,نظر إلي :أليس كذلك ياسيِّدتي؟ أرجوك تكلَّمي.
تنفَّست الصعداء وأنا أنفض عن ملابسي آثار التراب التي علقت بها وصدري يعلو ويهبط خوفاً وتعبا قلت :بلى هوكذلك, ولكن ليس من اللائق أن تضع يدك فوق كتفي .. كادت روحي تخرج بقبضتك الثَّقيلةِ ياأخي .
فقال أحدهم:إنه شحاذ مجنون تعود مفاجأة المارة بهذه الطريقة,سنذهب به إلى المخفر ، وهناك سيجد من يحسن تأديبه عندما تقدمين بلاغاً ضده بالاعتداء عليك.
قال الشحاذ: أرجوك ياسيِّدتي لاتدعيه يفعل ذلك , أولادي جائعون ينتظرون عودتي إليهم بالطَّعام .
رقَّ قلبي لحاله,وانتابني الهلع من الذهاب إلى المخفر, فقلت لماسكه: دعه يذهب على أن لايكرر هذا العمل مرَّة ثانية .
شكرني الشَّحاذ وانفضَّ الناس من حولي ،فأخرجت من حقيبتي مبلغاً من المال وقدَّمته له..أخذه فرحاً شاكراً , وعندما راح يبتعد عني رأيته يتعكَّز على عصاه ،ويخطو بعرج محزن, فمضيتُ في طريقي وأنا أعرج بخواطري حيثما اتفق أرثي لحاله ، وأخلع عن نفسي رداء الخوف من قبضة الشَّحّاذ الرَّهيبة تلك ، وما كان سيصيبني من الشرطة لوأني وافقت الرجل الآخر ،وذهبت معه إلى المخفر.
سمعت أذان الظهر ينادي للصَّلاة فدخلت أول مسجد مررت به , وكنت على وضوء فقد تعوَّدت منذأن كنت صغيرة ألا أخرج من البيت دونه ،خشية أن تفوتني الصلاة في حال تأخري خارجه.
أديت الصلاة في المكان المخصَّص للنِّساء,وجلست بعض الوقت أتلو سورة الأنعام بعد أن أخذت مصحفاً من فوق أحد الرفوف الجانبية .
في بيت الله تثلج الطمأنينة القلب ويظهرالفرق بين المطيع لله وبين العاصي له الذي تأكل النار كبده..ثمَّة أحاسيس متباينة كانت تنتابني بين الفينة والأخرى,فكنت ألوم نفسي حيناً وأشفق عليها حينا آخر.. رفعت يديَّ بخشوع إلى السَّماء , ورحت أدعوالله بدموع الألم أن يكون معي ،ويساعدني فيما أنا فيه ويلهمني حسن التصرف.
بالقرب مني كانت تجلس سيدة في السِّتين من العمر ربما سمعت توسُّلي إلى الله , فوقع في نفسها عطف علي ..سألتني عن همي فأخبرتها بأنَّني غريبة , وأخشى أن أذهب إلى الفندق دون محرِم , فدعتني للمبيت عندها ..هي أرملة , وليس في البيت إلا بناتها الأربع وهنَّ شابات , ويدرسن في الجامعة بصفوف مختلفة.
شكرتها معتذرة عن قبول الدعوة , فأشارت عليَّ بأن أذهب إلى بيت الطَّالبات حيث تديره سيدة محترمة , ولايدخله من الرِّجال إلا أهالي الطالبات عندما يحضرون لزيارة بناتهم حيث يوجد غرفة مخصصة لاستقبال الضيوف,كتبت لي العنوان على ورقة صغيرة وسجَّلت رقم هاتف منزلها ,فقد أحتاج لمساعدتها يوماً ،فأجدها أمامي.
دخلت بيت الطالبات ،وأول شيء قمت به هو البحث عمن يدافع عني في هذه القضية إن أنا سلَّمتُ نفسي للعدالة ،فهل أجد عندكم محاميًا بارعًا يقوم بهذه المهمة..


تم الجزءالأول بحمد الله

بقلم
بنت البحر
http://www.rayig.com/ch/pic2/ch20.jpg

عامرحريز
11/04/2007, 10:42 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في مخيلتي أنها كانت ستهرب ، وقد حدث..
لكن أنها ستهرب وتبقى داخل البلد هذا لم أتوقعه ، ظننت أنها ستهرب إلى بلد آخر بعد أن تكون قد حجزت ليلا على طائرة ، وفي الطريق يكون والدها قد أخبر الشرطة بما حصل ... فيلتقيان في المحكمة بعد عدة أيام.

تصور مبدئي ، ربما هذا ما سيحصل؟

نزار ب. الزين
12/04/2007, 03:59 AM
استيضاح
أختي الفاضلة الأديبة الرائعة مريم ( بنت البحر )
بعد استكمال الرواية سأحاول قراءتها قراءة متأنية راجيا أن اقدم إليها ما تستحقه ، و لكن لي سؤال ، لماذا سُجلت الحلقة 14 باسم المعقبة الأخت ريمة الخاني ، فهل هذه الحلقة جزء من الرواية ؟
مبدعو على الدوام يا أختي مريم
نزار

نزار ب. الزين
12/04/2007, 03:59 AM
استيضاح
أختي الفاضلة الأديبة الرائعة مريم ( بنت البحر )
بعد استكمال الرواية سأحاول قراءتها قراءة متأنية راجيا أن اقدم إليها ما تستحقه ، و لكن لي سؤال ، لماذا سُجلت الحلقة 14 باسم المعقبة الأخت ريمة الخاني ، فهل هذه الحلقة جزء من الرواية ؟
مبدعو على الدوام يا أختي مريم
نزار

زاهية بنت البحر
12/04/2007, 04:19 AM
استيضاح
أختي الفاضلة الأديبة الرائعة مريم ( بنت البحر )
بعد استكمال الرواية سأحاول قراءتها قراءة متأنية راجيا أن اقدم إليها ما تستحقه ، و لكن لي سؤال ، لماذا سُجلت الحلقة 14 باسم المعقبة الأخت ريمة الخاني ، فهل هذه الحلقة جزء من الرواية ؟
مبدعو على الدوام يا أختي مريم
نزار
أهلا بك أخي المكرم أستاذنا نزار الزين ..أسعدني مرورك وبانتظار تعقيبك الذي أفرحني الإعلان عنه
أما بالنسبة لتعقيب الأحت ريما الحاني فهو جانبي لاعلاقة له بالقصة الأم ..لك شكري وتقديري:fl:
أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
12/04/2007, 04:19 AM
استيضاح
أختي الفاضلة الأديبة الرائعة مريم ( بنت البحر )
بعد استكمال الرواية سأحاول قراءتها قراءة متأنية راجيا أن اقدم إليها ما تستحقه ، و لكن لي سؤال ، لماذا سُجلت الحلقة 14 باسم المعقبة الأخت ريمة الخاني ، فهل هذه الحلقة جزء من الرواية ؟
مبدعو على الدوام يا أختي مريم
نزار
أهلا بك أخي المكرم أستاذنا نزار الزين ..أسعدني مرورك وبانتظار تعقيبك الذي أفرحني الإعلان عنه
أما بالنسبة لتعقيب الأحت ريما الحاني فهو جانبي لاعلاقة له بالقصة الأم ..لك شكري وتقديري:fl:
أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
13/04/2007, 02:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في مخيلتي أنها كانت ستهرب ، وقد حدث..
لكن أنها ستهرب وتبقى داخل البلد هذا لم أتوقعه ، ظننت أنها ستهرب إلى بلد آخر بعد أن تكون قد حجزت ليلا على طائرة ، وفي الطريق يكون والدها قد أخبر الشرطة بما حصل ... فيلتقيان في المحكمة بعد عدة أيام.

تصور مبدئي ، ربما هذا ما سيحصل؟

ولكنني عندما نشرتها أول مرة ،لم يكن بتصوري أن أجعلها تهرب لما تتمتع به من تماسك في شخصيتها
وإيمانها الكبير ،والعمل على مرضاة والدها، وتخليص نفسها من عذاب الضمير ..
لك شكري وتقديري أخي المكرم عامر حريز على متابعة القصة ،والتعليق أثناء نشر الحلقات وبعد انتهائها ..:fl:
أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
13/04/2007, 02:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في مخيلتي أنها كانت ستهرب ، وقد حدث..
لكن أنها ستهرب وتبقى داخل البلد هذا لم أتوقعه ، ظننت أنها ستهرب إلى بلد آخر بعد أن تكون قد حجزت ليلا على طائرة ، وفي الطريق يكون والدها قد أخبر الشرطة بما حصل ... فيلتقيان في المحكمة بعد عدة أيام.

تصور مبدئي ، ربما هذا ما سيحصل؟

ولكنني عندما نشرتها أول مرة ،لم يكن بتصوري أن أجعلها تهرب لما تتمتع به من تماسك في شخصيتها
وإيمانها الكبير ،والعمل على مرضاة والدها، وتخليص نفسها من عذاب الضمير ..
لك شكري وتقديري أخي المكرم عامر حريز على متابعة القصة ،والتعليق أثناء نشر الحلقات وبعد انتهائها ..:fl:
أختك
بنت البحر

عامرحريز
13/04/2007, 06:28 PM
بانتظار الفصل الثاني

عامرحريز
13/04/2007, 06:28 PM
بانتظار الفصل الثاني

زاهية بنت البحر
14/04/2007, 12:21 PM
أهلا بك أخي المكرم عامر ..أدعو الله أن يساعدني بنشر الجزء الثاني وكنت سأعقد محاكمة لسناء ولكنني بحاجة لمحامي يقوم بهذه المهمة القانوية بالدفاع عنها فهل يوجد محامي متطوع من القراء أو الأعضاء وله الدعاء بالخير ورفع البلاء ؟:fl:
أختك
بنت البحر

سماح سليمان
15/04/2007, 12:08 PM
عزيزتي زاهية

بصراحة اندهشت للنهاية لهذه، فكنت توقعت أن تسلم نفسها مع أبيها ولكن المفاجئات ستظهر في سير التحقيق والقضية
كما أنها تسببت في موت أمها ولذلك ستخشى على أبيها من أن تفقده هو الآخر
وأيضًا، لماذا تهرب وتبحث عن محامي، فلا أعتقد أن أبوها سيتركها دون دفاع !!

عذرًا عزيزتي، أحداث القصة كانت مثيرة بالنسبة لي منذ البداية إلا إنني فقدت هذه الإثارة في الحلقات الأخيرة.

أتمنى أن أجدها مرة أخرى في الجزء الثاني

دعواتي لك بدوام التوفيق
:fl:

زاهية بنت البحر
15/04/2007, 09:19 PM
أهلا بك أختي سماح ربما الإثارة الأولى ضرورية ففيها قتل ودماء، وإنما بعد ذلك فالخوف والتوجس يكون هو الغالب وفيها الحذر لأن الغلطة بألف ..لك شكري وتقديري ..:fl:
أختك
بنت البحر

سماح سليمان
04/05/2007, 10:43 PM
حبيبتي / زاهية

طال انتظارنا للجزء الثاني

متى سيبدأ

تحياتي
:fl:

زاهية بنت البحر
05/05/2007, 04:48 AM
أهلا بك عزيزتي سماح
الجزء الثاني بحاجة لمحامي يساعدني بأمور قانونية وما زلت بانتظار متطوع في سبيل الله ليقوم بذلك مثلا أخي المحامي أيمن أو أخي المحامي ثروت فأين هما عن القصة؟
لك شكري ياعالية
أختك
بنت البحر

سماح سليمان
05/05/2007, 12:07 PM
عزيزتي / زاهية

أعتقد بأن السادة المحامين لا يعلموا حاجتك إلى محامي فيمكنك مراسلتهم

كما إن الأستاذ/ أيمن مشغول لمدة شهر ولن يتواجد على واتا أو غيرها طوال هذه المدة. وندعو الله أن يوفقه في عمله

أقترح البحث عن محامي داخل المنتدى الخاص بهم أو أن تنشري طلب مساعدة

تحياتي

زاهية بنت البحر
13/07/2007, 03:25 AM
بارك الله بك أختي سماح
أشكرك على جميل ردك ولكن هل تعتقدين أن محاميًا يضيع وقته بدراسة القضية تلك دون أتعاب قد تكون كبيرة وأنا لاأدري إن كانت بطلتي ستدفع ذلك أم سأورط أنا بالدفع ههههههه ..بارك الله بك وإلى اللقاء ..
أختك
بنت البحر

زاهية بنت البحر
03/07/2008, 08:55 PM
استيضاح
أختي الفاضلة الأديبة الرائعة مريم ( بنت البحر )
بعد استكمال الرواية سأحاول قراءتها قراءة متأنية راجيا أن اقدم إليها ما تستحقه ، و لكن لي سؤال ، لماذا سُجلت الحلقة 14 باسم المعقبة الأخت ريمة الخاني ، فهل هذه الحلقة جزء من الرواية ؟
مبدعو على الدوام يا أختي مريم
نزار

أستاذنا الكبير د. نزار الزين شكرًا على نشر الرواية في العربي الحر. جزاك الله خير الجزاء. سأباشر الآن بنشر رواية (بانتظار الأمل) لك شكري وتقديري:fl:
أختك
بنت البحر