الدكتور عبدالرزاق محمد جعفر
17/12/2009, 06:46 PM
هل تِـؤيـد قول كـلً صـحـيـح ؟
تعود الدكتورصابرمنذ نعومة أظفاره على أتقان اي عمل يؤديه، وعدم التهاون مع اي
اي شخص لا يميز بين الخطأ والصواب, ويريد عرقلة مسيرته ، ولا تهمه لومة لائم !
وكم من مرة تصادم وفقد الكثيرمن معارفه لعدم مهادنتهم مع أعمالهم الباطلة، ونفرمنه العديد المعارف والأصدقاء، وصارأكثربعداً وانزوى مع نفسه وتفرغ للكتابة ، وآمن بأن
من لا يعمل لا يخطئ,.. والذي يخطأ لا بُـدً له من الأعتذاروان لا تأخذه العزة بالأثم !
أســرً لي الدكتورصابر بما حدث له في جلسة عمل في اجتماع قسمه برعاية رئيس القسم ,..حيث اشتكى للحضور عن انخفاض المستوى العلمي عند طلبته، وسـرد لهم مثلاً بعدم تمييزهم بين مصطلح علمي معين،... فيفسرونه على أنه ( كذا),....، فقال رئيس القسـم " نعم .. هذا صحيح "،.. اي انه أيـدً تفسيرالطلبة !..... فقال له "صابر" :
إذن أنك أيضاً بنفس مستوى طلبتك!!,..فأرجو ان تراجع اي كتاب منهجي!!
فأجاب الرئيس غاضـباً وقال:
"أنا كنت أطبق ذلك ,..حتى في مرحلة الدكتوراه" ,.. فأجابه صابربكل هدوء :
"إذن كل النتائج في أطروحتك خطأ, ولا بـدً من تصحيح اي خطأ فيها !!"
وهنا ثار الرئيس وقال ســأحكَّمْ الدكتور" فلان " فأبتسـم "صابر" وقال :
"حَكَّمْ من شـأت من الأخوة الدكاترة هنا او حتى في الصين !...، وراجع بنفسك كل المصادر التي استند عليها في حسابتك "، ومن الغريب,... ما أحـد من الحاضرين ممن يعلم علم اليقين بصواب ما طرحه صابرقد ابدى وجهة نظره, والتزموا الصـمت الرهيب بسبب مجاملتهم الممجوجة على حساب مصير المستوى العلمي للطلبة, ولذا راح احدهم يطلب من صابر تأجيل الكلام , وهكذا انفك السـجال العلمي وعاد صابرلبيته وبعد ساعة أتصل رئيس القسم به تلفونياً ليعتذرويعترف بالخطأ,.. فكبرت منزلته في عيون الدكتور صابروازدادت علاقتهما رسوخاً،... وهذا هو الأسلوب العلمي الذي يجب أن يتبع لبناء طلبتنا علمياً بعيداً عن الخوف , والعديد منا يتذكرعلماءاً ضحوا بحياتهم عندما عارضهم المتنفذون بخطأ اكتشافهم , مثل لافوازيه, الذي اصر على ان عنصر الأوكسجين هو العامل المؤكسد وبه يتم الحتراق , فأصدرت عليه الكنيسة حكماً بالأعدام ,.. كما ان ان احدى الدول العربية لم توافق على ذكر ان الأرض التي نعيش عليها كروية عندما كنا ندرسها في الأيتدائية ,..ولم يعترف بذلك الا قبل سنوات, واقـرالمسؤول بالواقع وصارت الأرض كروية!
اننا بحاجة إلى من يعلمنا حتى لآخر لحظة في حياتنا،... ولولا السـجال العلمي بين العلماء والبحث العلمي , لما تطورت العلوم مطلقاً,... فكم من نظرية باءت بالفشل على أيدي طلبة يعملون بمعية بعض الأساتذة العلماء وهكذا توسعت العلوم على ايـدي اجدادنا في شتى التختصاصات من فجر التاريخة,.. ولا ضيرمن أن يسأل الشخص زميله الأقل منه درجة علمية عن أي استفسار ضمن اختصاصه, عجزهوعن معرفته،وأن لا ينزعج من أي نقد بناء يوجه له، فالكمال لله وحده،... وهنا أستذكر صابر حدوثة اخرى مع أحد الذين انتقدهم فقال لـ صابرأنت صديقي وتحدثني هكذا, فماذا لو كنت عدوي؟... فقال له :
" لو كنت عدوي, لتركتك تتخبط في أخطائك،..ويطبك ألف مـ..... , وبما
انك صديقي وحبيبي , فأنا لا أريد لك الا الخير!!"
لابد من الإشارة للفرق بين الصراحة والقباحة، فليس من المعقول أن يتهكم اي قارئ او مسـتمع على الكاتب او المحاضر , إذا ما تعثر في شرح عبارة أوعمل تجربة تعوزها الدقة،.. بل يستأذن المحاضرعند انتهاء محاضرته, ويطلب منه التوضيح، فإن اعـتـرف المحاضـر بخطئه انتهت المشكلة بتصحيح الهفوة التي وقع فيها, واذا ما أصرالأستاذ على موقفه ،... فليجلب السائل له الكتاب (المصدر) ويحاجج سـيادته بكل أدب !
وفي تاريخنا العديد من القصص لغرض تنمية الأدب عند الأطفال في نقاشهم مع من هم أكبر سناً منهم، حتى ولو كانوا من عوائل مرموقة أو شـهادة الناس لها بالسموالخلقي, وهنا روى لي صابر قصة الخلق الرفيع عند الحسن والحسين , "سلام الله عليهما", فقد شـاهدا شيخاً يتوضأ، ... ولمسا عنده خطأ في طريقة الوضوء، وأصابهما الحرج , فتقدم احدهما وطلب من الشيخ أن يحكم بينه وبين أخيه, ويبين أياً منهما أكثردقة في الوضوء، فوافق الرجل ولما انتهيا قال :
" أنتما على صواب وأنا على خطأ و ما انتما الا ابناء رسول الله صلى الله عليه وسلم!"
ثم تحدث صابر عن أمور مشابهة,..وكما يقال : "سـيرة وانفتحت!",.. فقد اطلع على العديد من سلوكيات فطاحل الأساتدة المقنعين بالعلم والمعرفة, ولم يأبه لسطوتهم , ووقف لهم بالمرصاد وكشف مسـتواهم الذي بنوه بالعلاقات الخاصة والولائم السـخية والعلاقات المشبوه,..مما تعرض له في الماضي القريب فأعترض على عدم كتابة الكثيرمن الحقائق بصراحة، فقال زميله :
" ليس كل ما يقال صحيح، وليس كل صحيح يقال"،
وكذلك الحال عند سرد سيرة شخص ما،... فلا يجوز ذكر مساؤه, والتشهيربه, ونشر غسيله !.... فالواجب الانتباه للمطبات والتحري عن أسبابها، وهل نحن السبب ؟!.. أم أنها برزت أمامنا بإرادة خفية نجهل مصدرها،... وما هو الجحود وتأثير الجاحدين في حياتنا،.. وهل دوافعهم ناتجة عن مرض يصعب علاجه؟ أم أن نفـسـيـتهم الـمـريـضـة تحركهم ليقابلوا الإحسان بالازدراء والأذى!!
ومن لا يعمل لا يخطأ !
تعود الدكتورصابرمنذ نعومة أظفاره على أتقان اي عمل يؤديه، وعدم التهاون مع اي
اي شخص لا يميز بين الخطأ والصواب, ويريد عرقلة مسيرته ، ولا تهمه لومة لائم !
وكم من مرة تصادم وفقد الكثيرمن معارفه لعدم مهادنتهم مع أعمالهم الباطلة، ونفرمنه العديد المعارف والأصدقاء، وصارأكثربعداً وانزوى مع نفسه وتفرغ للكتابة ، وآمن بأن
من لا يعمل لا يخطئ,.. والذي يخطأ لا بُـدً له من الأعتذاروان لا تأخذه العزة بالأثم !
أســرً لي الدكتورصابر بما حدث له في جلسة عمل في اجتماع قسمه برعاية رئيس القسم ,..حيث اشتكى للحضور عن انخفاض المستوى العلمي عند طلبته، وسـرد لهم مثلاً بعدم تمييزهم بين مصطلح علمي معين،... فيفسرونه على أنه ( كذا),....، فقال رئيس القسـم " نعم .. هذا صحيح "،.. اي انه أيـدً تفسيرالطلبة !..... فقال له "صابر" :
إذن أنك أيضاً بنفس مستوى طلبتك!!,..فأرجو ان تراجع اي كتاب منهجي!!
فأجاب الرئيس غاضـباً وقال:
"أنا كنت أطبق ذلك ,..حتى في مرحلة الدكتوراه" ,.. فأجابه صابربكل هدوء :
"إذن كل النتائج في أطروحتك خطأ, ولا بـدً من تصحيح اي خطأ فيها !!"
وهنا ثار الرئيس وقال ســأحكَّمْ الدكتور" فلان " فأبتسـم "صابر" وقال :
"حَكَّمْ من شـأت من الأخوة الدكاترة هنا او حتى في الصين !...، وراجع بنفسك كل المصادر التي استند عليها في حسابتك "، ومن الغريب,... ما أحـد من الحاضرين ممن يعلم علم اليقين بصواب ما طرحه صابرقد ابدى وجهة نظره, والتزموا الصـمت الرهيب بسبب مجاملتهم الممجوجة على حساب مصير المستوى العلمي للطلبة, ولذا راح احدهم يطلب من صابر تأجيل الكلام , وهكذا انفك السـجال العلمي وعاد صابرلبيته وبعد ساعة أتصل رئيس القسم به تلفونياً ليعتذرويعترف بالخطأ,.. فكبرت منزلته في عيون الدكتور صابروازدادت علاقتهما رسوخاً،... وهذا هو الأسلوب العلمي الذي يجب أن يتبع لبناء طلبتنا علمياً بعيداً عن الخوف , والعديد منا يتذكرعلماءاً ضحوا بحياتهم عندما عارضهم المتنفذون بخطأ اكتشافهم , مثل لافوازيه, الذي اصر على ان عنصر الأوكسجين هو العامل المؤكسد وبه يتم الحتراق , فأصدرت عليه الكنيسة حكماً بالأعدام ,.. كما ان ان احدى الدول العربية لم توافق على ذكر ان الأرض التي نعيش عليها كروية عندما كنا ندرسها في الأيتدائية ,..ولم يعترف بذلك الا قبل سنوات, واقـرالمسؤول بالواقع وصارت الأرض كروية!
اننا بحاجة إلى من يعلمنا حتى لآخر لحظة في حياتنا،... ولولا السـجال العلمي بين العلماء والبحث العلمي , لما تطورت العلوم مطلقاً,... فكم من نظرية باءت بالفشل على أيدي طلبة يعملون بمعية بعض الأساتذة العلماء وهكذا توسعت العلوم على ايـدي اجدادنا في شتى التختصاصات من فجر التاريخة,.. ولا ضيرمن أن يسأل الشخص زميله الأقل منه درجة علمية عن أي استفسار ضمن اختصاصه, عجزهوعن معرفته،وأن لا ينزعج من أي نقد بناء يوجه له، فالكمال لله وحده،... وهنا أستذكر صابر حدوثة اخرى مع أحد الذين انتقدهم فقال لـ صابرأنت صديقي وتحدثني هكذا, فماذا لو كنت عدوي؟... فقال له :
" لو كنت عدوي, لتركتك تتخبط في أخطائك،..ويطبك ألف مـ..... , وبما
انك صديقي وحبيبي , فأنا لا أريد لك الا الخير!!"
لابد من الإشارة للفرق بين الصراحة والقباحة، فليس من المعقول أن يتهكم اي قارئ او مسـتمع على الكاتب او المحاضر , إذا ما تعثر في شرح عبارة أوعمل تجربة تعوزها الدقة،.. بل يستأذن المحاضرعند انتهاء محاضرته, ويطلب منه التوضيح، فإن اعـتـرف المحاضـر بخطئه انتهت المشكلة بتصحيح الهفوة التي وقع فيها, واذا ما أصرالأستاذ على موقفه ،... فليجلب السائل له الكتاب (المصدر) ويحاجج سـيادته بكل أدب !
وفي تاريخنا العديد من القصص لغرض تنمية الأدب عند الأطفال في نقاشهم مع من هم أكبر سناً منهم، حتى ولو كانوا من عوائل مرموقة أو شـهادة الناس لها بالسموالخلقي, وهنا روى لي صابر قصة الخلق الرفيع عند الحسن والحسين , "سلام الله عليهما", فقد شـاهدا شيخاً يتوضأ، ... ولمسا عنده خطأ في طريقة الوضوء، وأصابهما الحرج , فتقدم احدهما وطلب من الشيخ أن يحكم بينه وبين أخيه, ويبين أياً منهما أكثردقة في الوضوء، فوافق الرجل ولما انتهيا قال :
" أنتما على صواب وأنا على خطأ و ما انتما الا ابناء رسول الله صلى الله عليه وسلم!"
ثم تحدث صابر عن أمور مشابهة,..وكما يقال : "سـيرة وانفتحت!",.. فقد اطلع على العديد من سلوكيات فطاحل الأساتدة المقنعين بالعلم والمعرفة, ولم يأبه لسطوتهم , ووقف لهم بالمرصاد وكشف مسـتواهم الذي بنوه بالعلاقات الخاصة والولائم السـخية والعلاقات المشبوه,..مما تعرض له في الماضي القريب فأعترض على عدم كتابة الكثيرمن الحقائق بصراحة، فقال زميله :
" ليس كل ما يقال صحيح، وليس كل صحيح يقال"،
وكذلك الحال عند سرد سيرة شخص ما،... فلا يجوز ذكر مساؤه, والتشهيربه, ونشر غسيله !.... فالواجب الانتباه للمطبات والتحري عن أسبابها، وهل نحن السبب ؟!.. أم أنها برزت أمامنا بإرادة خفية نجهل مصدرها،... وما هو الجحود وتأثير الجاحدين في حياتنا،.. وهل دوافعهم ناتجة عن مرض يصعب علاجه؟ أم أن نفـسـيـتهم الـمـريـضـة تحركهم ليقابلوا الإحسان بالازدراء والأذى!!
ومن لا يعمل لا يخطأ !