محمد الأمين سعيدي
19/12/2009, 12:53 PM
" الشعر يسكنه شيطان ، ويحرسه ملاك..
والشاعر واقف في ساحته ، لا يدري إلى أيِّهما يميل."
م.أ.س
تنزَّلَ فـي قلبـي جنونا معربدا=وصيَّـرَ في قلبـي متاهتَه هدى
وأنزلَ مـن أعلـى الهيام تميمةً=سبى سحرُها قلبـًا تعالى وغرّدا
ترامـى بأطراف الضلال..تحفه=ليالـي هوى حفَّتْ جلالاً وسؤددا
ولم يـكُ إلاّ كالمشـاعر عاريًا=تعـانقُـه أرضٌ ويستـرُه مدى
تجمّـعَ فـي أفْـق الحنين سحابةً=لتهطـلَ حبـًا طـاهـرًا مُتجدِّدَا
وساءل قلـبَ الطين عن سرِّ طينِهِ=وعـنْ ذكريـاتِ الكونِ حين تولَّدَا
وعـن كلمـاتِ الله حيـن تنزَّلتْ=علـى روحِ عبد الله حيـن تفرَّدا
وعـن كلِّ مخفيٍّ وعن كل ظاهرٍ=وعـن أوَّل الإنسانِ إذْ قامَ منْشِدَا
يُسائلُ قلبَ الطينِ والطينُ صامتٌ=فتـأخـذُه أمـواجُ فكـرٍ تمرَّدا
وتحملـه كفُّ الكلام إلى الرؤى=فينهل مـن مـاء الغياب ليسعدا
ويُبصـر أهوالا ويلقـى صعوبة=ليزرعَ فـي وادي القلـوب تودُّدا
لقد صـار كالأحلام في كلِّ مهجةٍ=علـى يده الأشـواقُ تفتتحُ الغدا
وفي مجمع البحريْن أرخى خيالَهُ=ليمسكَ "حوتَ الشعر" أنَّـى تأوَّدا
ويظفرَ بالمعنـى البعيـدِ فيرتمي=هواهُ علـى سرٍّ تعرَّى ومـا بدا
وفـي مجمع البحريْن لحنٌ أريجُهُ=يـراودُ عليـاءَ النفـوس ليصعدا
وفـي مجمع البحريْن كانتْ أمارةٌ=لقلب إذا مـا لاحَ قبـَّلـه المدى
أحـاطـتْ به غيدُ الكلام وحلّقتْ=بآفـاقِـهِ روحُ الجمــال فغرَّدا
هو الشعر فـي قلبـي تجمَّع سرُّه=وعربَدَ حتى صـار قلبـي معربِدَا
يُجرِّعني خمرَ المتـاه ، يسير بي=إلى حيثُ فرَّ "الحوتُ" من قبضة الردى
فتولـد أنوار الصفـاء وينتـهـي=ظلامٌ ثقيـلٌ كـان بالأمـس سيِّدا
وأبْصِرُ نهـرَ القول تجري مياهُهُ=علـى شفتِي تسقـي الحياةَ تورَّدا
وأتْبَعُ طيفـًا فـي الملـذَّة لاحَ لي=فأهتِــكُ أستـارًا وأبلـغُ موردا
وأدخلُ حانـاتِ الشعـور وأبتنـي=علـى ضِفَّةِ الإخلاص بيتًا ومعبَدَا
تحاصِـرُني أحضـانُ كلِّ قصيدةٍ=وتتـركُنـي قربَ الجـراح ممدَّدا
أرانـي كما "سيزيفُ" أحملُ حيرتي=وأمشـي وحيـدًا في البلادِ مشرَّدا
يُهاجمنـي الأحبابُ مـن غيرِ رأفةٍ=ويذهبُ ما قد كان من مكرهم سُدى
وينفجِرُ الإحسـاسُ حزنـًا وفرحةً=فيفتحُ بابًا كـانَ مِـنْ قَبْل مُوصَدا
ويُطلقُ أسْـرَ الحالميـن ليحلمـوا=بأرضٍ بـلا حقـدٍ تمـدُّ لهـم يدا
أنـا أبحرٌ تمشي على جمرِ كرهِكُم=يُطاردُكُم موجي الذي جاوزَ المدى
أنا قلبُ هذا الشعر ..أمتـصُّ ماءَه=لنصبحَ جسمـا واحـدًا متوحِّـدَا
المشرية في 9/9/2008
والشاعر واقف في ساحته ، لا يدري إلى أيِّهما يميل."
م.أ.س
تنزَّلَ فـي قلبـي جنونا معربدا=وصيَّـرَ في قلبـي متاهتَه هدى
وأنزلَ مـن أعلـى الهيام تميمةً=سبى سحرُها قلبـًا تعالى وغرّدا
ترامـى بأطراف الضلال..تحفه=ليالـي هوى حفَّتْ جلالاً وسؤددا
ولم يـكُ إلاّ كالمشـاعر عاريًا=تعـانقُـه أرضٌ ويستـرُه مدى
تجمّـعَ فـي أفْـق الحنين سحابةً=لتهطـلَ حبـًا طـاهـرًا مُتجدِّدَا
وساءل قلـبَ الطين عن سرِّ طينِهِ=وعـنْ ذكريـاتِ الكونِ حين تولَّدَا
وعـن كلمـاتِ الله حيـن تنزَّلتْ=علـى روحِ عبد الله حيـن تفرَّدا
وعـن كلِّ مخفيٍّ وعن كل ظاهرٍ=وعـن أوَّل الإنسانِ إذْ قامَ منْشِدَا
يُسائلُ قلبَ الطينِ والطينُ صامتٌ=فتـأخـذُه أمـواجُ فكـرٍ تمرَّدا
وتحملـه كفُّ الكلام إلى الرؤى=فينهل مـن مـاء الغياب ليسعدا
ويُبصـر أهوالا ويلقـى صعوبة=ليزرعَ فـي وادي القلـوب تودُّدا
لقد صـار كالأحلام في كلِّ مهجةٍ=علـى يده الأشـواقُ تفتتحُ الغدا
وفي مجمع البحريْن أرخى خيالَهُ=ليمسكَ "حوتَ الشعر" أنَّـى تأوَّدا
ويظفرَ بالمعنـى البعيـدِ فيرتمي=هواهُ علـى سرٍّ تعرَّى ومـا بدا
وفـي مجمع البحريْن لحنٌ أريجُهُ=يـراودُ عليـاءَ النفـوس ليصعدا
وفـي مجمع البحريْن كانتْ أمارةٌ=لقلب إذا مـا لاحَ قبـَّلـه المدى
أحـاطـتْ به غيدُ الكلام وحلّقتْ=بآفـاقِـهِ روحُ الجمــال فغرَّدا
هو الشعر فـي قلبـي تجمَّع سرُّه=وعربَدَ حتى صـار قلبـي معربِدَا
يُجرِّعني خمرَ المتـاه ، يسير بي=إلى حيثُ فرَّ "الحوتُ" من قبضة الردى
فتولـد أنوار الصفـاء وينتـهـي=ظلامٌ ثقيـلٌ كـان بالأمـس سيِّدا
وأبْصِرُ نهـرَ القول تجري مياهُهُ=علـى شفتِي تسقـي الحياةَ تورَّدا
وأتْبَعُ طيفـًا فـي الملـذَّة لاحَ لي=فأهتِــكُ أستـارًا وأبلـغُ موردا
وأدخلُ حانـاتِ الشعـور وأبتنـي=علـى ضِفَّةِ الإخلاص بيتًا ومعبَدَا
تحاصِـرُني أحضـانُ كلِّ قصيدةٍ=وتتـركُنـي قربَ الجـراح ممدَّدا
أرانـي كما "سيزيفُ" أحملُ حيرتي=وأمشـي وحيـدًا في البلادِ مشرَّدا
يُهاجمنـي الأحبابُ مـن غيرِ رأفةٍ=ويذهبُ ما قد كان من مكرهم سُدى
وينفجِرُ الإحسـاسُ حزنـًا وفرحةً=فيفتحُ بابًا كـانَ مِـنْ قَبْل مُوصَدا
ويُطلقُ أسْـرَ الحالميـن ليحلمـوا=بأرضٍ بـلا حقـدٍ تمـدُّ لهـم يدا
أنـا أبحرٌ تمشي على جمرِ كرهِكُم=يُطاردُكُم موجي الذي جاوزَ المدى
أنا قلبُ هذا الشعر ..أمتـصُّ ماءَه=لنصبحَ جسمـا واحـدًا متوحِّـدَا
المشرية في 9/9/2008