المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفحة من تاريخ بابل أم الدنيا في أوج عزها



محمود عباس مسعود
23/12/2009, 01:56 PM
كانت بابل عاصمة إمبراطورية بابل القديمة، وكانت من أشهر مدن الدنيا آنذاك، تشبه من حيث أهميتها وعظمتها أكبر عواصم الدنيا في العصر الحاضر. لقد بُنيت على نهر الفرات وتعتبر من أقدم مدن العالم، إذ ورد ذكرها في سجلات تعود إلى أكثر من 5000 سنة. أما خلال الألف الأول من تاريخها فكانت مجرد قرية عادية ولم تلعب دوراً يذكر في تاريخ المنطقة.

شيدت مدينة بابل على هيئة مربع وكانت تحيط بها أسوار عالية وعريضة وتحميها أبراج عديدة وقريبة من بعضها. أما قصورها ومعابدها فكانت مصنوعة من الطوب والقرميد اللامع وعليها صور تمثل مشاهد من تاريخ إمبراطورية بابل والمناطق المجاورة. حدائق بابل المعلقة التي كانت إحدى عجائب الدنيا السبع، كانت تقوم على مصاطب ومدارج وجلول تسندها قناطر مدعومة بدورها بأقواس حجرية. وقد أصبح اسم بابل فيما بعد مرادفا لكل ما هو فخم وفاخر بل وفاجر أيضا.

غير أن بابل اشتهرت كذلك بكونها مركزا للعلوم والثقافة والفنون على اختلافها، حيث أظهرت الاكتشافات الأثرية كنوزا وتحفا من آيات الفن الرفيع، من بينها بقايا لمدرسة يعود تاريخها إلى عهد حمو رابي، أي إلى أكثر من أربعة آلاف سنة. المبنى كان مؤلفا من عدة قاعات تفصلها جدران من الطوب المجفف بحرارة الشمس، تطل على باحة مفتوحة.

وعلى الأرض وجد علماء الآثار ألواحا من الطين ما زالت موضوعة في أماكنها الخاصة بها ومحتفظة بأشكالها. هذه الألواح كان يستعملها التلاميذ وكانت التمارين ما زالت محفورة عليها بوضوح بعد مضي أربعين قرنا على تسطيرها!

أما الحصص الأساسية في تلك المدرسة فكانت تقتصر على التدرّب على رسم الحروف المسمارية بالطريقة الصحيحة لكل حرف. وكان يحتم على الصبي أن يعرف طريقة رسم أربعمائة من تلك العلامات. كل تلميذ كان يُعطى لوحا تغطيه طبقة من الطين الطري كان يسطر عليها بقلم من القصب.

عند امتلاء اللوح بالعلامات كان التلميذ يمسحه بقطعة من خشب أو بحجر أملس ويعيد الكتابة عليه من جديد، أو كان يضعه جانبا حتى يجف ويشرع باستعمال لوح جديد مع كتلة طرية من الطين، وهكذا دواليك.

كان التلميذ يقوم أولا بعمل صف طويل من الأوتاد المسمارية الشبيهة بالأسافين في ثلاثة أوضاع: أفقية وعمودية وقطرية. وعند اتقانه لتنضيد تلك الصفوف كان المعلم يسمح له بتشكيل الأوتاد وتنسيقها في كلمات وجمل وعبارات ذات معنى.

لقد كان لفن الكتابة قيمة فريدة بالنسبة لهؤلاء القدامى. وكان لديهم قول مأثور هو:
من يبرع في كتابة الألواح سيضيء كشمس الصباح.
أصبحت بابل عاصمة الإمبراطورية البابلية في الألف الثالث قبل الميلاد.

شن العديد من ملوك الآشوريين هجمات عليها حتى أخضعوها في القرن السابع قبل الميلاد، فدمروا أسوارها ومعابدها وقصورها وسووها بالأرض بسبب انتفاضة بابلية حدثت ضد الحكم الآشوري. وقد أعيد بناء المدينة وانتعشت لفترة من الزمن تحت حكم ذاتي مستقل، لكن تقلص عزها وفقدت أهميتها عندما غزاها الفرس في القرن السادس قبل الميلاد وكانت تلك بداية النهاية لمدينة بابل الشهيرة.

والسلام عليكم

المصدر: موسوعات
الترجمة: محمود عباس مسعود

سهام محمد نعمان
23/12/2009, 03:11 PM
الأستاذ الفاضل محمود عباس يعجبني اسلوبك في الكتابة وانتقاء المواضيع التاريخية
تحياتي

محمد محمد حسن كامل
23/12/2009, 03:44 PM
اخي الالمعي الرائع محمود عباس مسعود
اعترف انني التهمت تلك الكلمات من تاريخ بابل
وما اكرمك
دعوتك الي السنيما بالامس دعوتني لرحلة بابل اليوم واحدة بواحدة
وتحملت انت كامل مصاريفها واني لاحفظ لك هذا الجميل
ولكن اثناء رحلتي معك في الطريق الي بابل حيث التاريخ والحضارة والكتابة
نعم الكتابة....... ولاسيما المسمارية
ألم تر استاذي الكريم ان الكتابة هي اعظم اختراع علي وجه الارض؟
ومن تجليات القران انه تكلم عبر الارسال الاول في سورة العلق (الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم)
ولولا الكتابة ماكان هناك تسجيل ولاكانت هناك حضارة
بل انني اعتبر ان الحضارة هي البنت الشرعية للكتابة ولعل هذا هو المقصود من تلك الرحلة
اعتقد انني فهمت رسالتك رغم افقي الضيق
لولا الكتابة ماكانت الرحلة ولا واتا ولا هذا اللقاء الكريم
تحية بابلية بالكتابة المسمارية
اخوك المسماري
محمد محمد حسن كامل

كامل علي
24/12/2009, 12:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تفاعلي مع الموضوع صفحة من تاريخ بابل ام الدنيا في اوج عزها لم يكن تفاعلا اكاديميا ولا انبهارا بل ألما" وانجراحا في الذات ، لان المجد والاوج الذي افتخر به الزميل الكاتب دمرته سرف الدبابات الهمجية والمجندين المعبئين بالحقد والكراهية لستة سنوات متواصله يعبث بها جند الغزو والاحتلال بمعالم بابل الحضارة والتأريخ ، فسرق ما سرق وهدم ماهدم وعليه الامر يتطلب ثورة وجدان للنتصر الى تاريخ الامة وموروثها الحضاري ، وما اشبه اليوم بالامس عندما تعاون الفرس المجوس مع اليهود لتدمر بابل وتنخر من لبابها ، فالثالوث العدواني هو ذاته اليوم يجتث كل شيء له صلة بالتاريخ والحضارة ليتحول العراق وريث هذا المجد الى ضيعة يسرح ويمرح بها القتلة والسراق والغرباء
وكل اهوال الدنيا لا ولن تغير من حقيقة بابل عند الخيرين
اسجل شكري وامتناني لشخصكم الكريم وابداعكم بالعرض والتشويق الذي يعمق روح الارتباط والاستشراق للمستقبل بامله الحقيقي وليس الخيال

محمود عباس مسعود
24/12/2009, 01:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تفاعلي مع الموضوع صفحة من تاريخ بابل ام الدنيا في اوج عزها لم يكن تفاعلا اكاديميا ولا انبهارا بل ألما" وانجراحا في الذات ، لان المجد والاوج الذي افتخر به الزميل الكاتب دمرته سرف الدبابات الهمجية والمجندين المعبئين بالحقد والكراهية لستة سنوات متواصله يعبث بها جند الغزو والاحتلال بمعالم بابل الحضارة والتأريخ ، فسرق ما سرق وهدم ماهدم وعليه الامر يتطلب ثورة وجدان للنتصر الى تاريخ الامة وموروثها الحضاري ، وما اشبه اليوم بالامس عندما تعاون الفرس المجوس مع اليهود لتدمر بابل وتنخر من لبابها ، فالثالوث العدواني هو ذاته اليوم يجتث كل شيء له صلة بالتاريخ والحضارة ليتحول العراق وريث هذا المجد الى ضيعة يسرح ويمرح بها القتلة والسراق والغرباء
وكل اهوال الدنيا لا ولن تغير من حقيقة بابل عند الخيرين
اسجل شكري وامتناني لشخصكم الكريم وابداعكم بالعرض والتشويق الذي يعمق روح الارتباط والاستشراق للمستقبل بامله الحقيقي وليس الخيال

الأخ العزيز كامل علي
أقدر مشاعرك وأظن أنني أحسست بغصتك وكدت أسمع دقات قلبك المتسارعة. كلنا نتألم لما حدث ويحدث لتلك المنطقة العزيزة علينا، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
سعدت بمرورك أخي كامل. نسأله تعالى أن يزيل الغمة لنرى مستقبلاً مشرقاً يعمه الخير والإستقرار والسلام.
تحياتي ومودتي لك

محمود عباس مسعود
24/12/2009, 01:03 AM
الأستاذ الفاضل محمود عباس يعجبني اسلوبك في الكتابة وانتقاء المواضيع التاريخية
تحياتي

يسعدني ارتياحك للمواضيع المطروحة يا أستاذة سهام.
تحياتي وتقديري

محمود عباس مسعود
24/12/2009, 05:14 PM
اخي الالمعي الرائع محمود عباس مسعود
اعترف انني التهمت تلك الكلمات من تاريخ بابل
وما اكرمك
دعوتك الي السنيما بالامس دعوتني لرحلة بابل اليوم واحدة بواحدة
وتحملت انت كامل مصاريفها واني لاحفظ لك هذا الجميل
ولكن اثناء رحلتي معك في الطريق الي بابل حيث التاريخ والحضارة والكتابة
نعم الكتابة....... ولاسيما المسمارية
ألم تر استاذي الكريم ان الكتابة هي اعظم اختراع علي وجه الارض؟
ومن تجليات القران انه تكلم عبر الارسال الاول في سورة العلق (الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم)
ولولا الكتابة ماكان هناك تسجيل ولاكانت هناك حضارة
بل انني اعتبر ان الحضارة هي البنت الشرعية للكتابة ولعل هذا هو المقصود من تلك الرحلة
اعتقد انني فهمت رسالتك رغم افقي الضيق
لولا الكتابة ماكانت الرحلة ولا واتا ولا هذا اللقاء الكريم
تحية بابلية بالكتابة المسمارية
اخوك المسماري
محمد محمد حسن كامل

أخي العزيز الأستاذ محمد
زياراتك تجلب معها ألقا مستمداً من مصباح فكرك المتوهج.
نعم، أوافقك أن الكتابة من أعظم النعم ما دامت تستخدم على الوجه السليم.
(علم بالقلم)، ولهذا لإسم القلم وقع خاص في النفس ومحبب إلى القلب.
أفقك ليس ضيقاً يا أخي. هذا تواضع منك وهذه سمة العارفين.
ولك مني تحية عربية بالقلم تنوب عنه الأزار!
مع المودة من أخيك
محمود