المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جلسة في حلقة الذكر.. مع الصوفية



محمود عباس مسعود
24/12/2009, 01:56 PM
(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ..)



الذكر في اصطلاح الصوفية هو تردد إسم المذكور على القلب واللسان، وقيل امتلاء القلب من المذكور، وقيل طمأنينة بمعاينة الله، وقيل طلوع الأنوار برؤية القهار وبلوغ الأماني بسرّ وجداني.

والذِكر هو الأساس في هذه الطريقة، فلا يصل أحد إلى الله إلا بدوام ذكره وهو مأمور به لما ورد من قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا ً كثيرا ً

وفي الحديث النبوي الشريف: "قال الله تعالى يا ابن آدم إذا ذكرتني شكرتني وإذا نسيتني كفرتني."

وقيل الذكر أفضل من الفكر لأن الله يوصف به ولا يوصف بالفكر. ومن خصائص الذكر أن الله جعل في مقابلة ذِكر العبد ذكرهُ للعبد (فاذكروني أذكركم.)

وهو غير مقترن بوقت محدد لأن المؤمن مأمور به في كل وقت باللسان أو بالقلب ( الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم.)

وأفضل الذكر لا إله إلا الله لحديث بذلك، والخفي منه أفضل من غير الخفي كما نص عليه العلماء (واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة.)

هناك ثلاثة أنواع من الذكر هي: ذكر لساني مع غفلة القلب، وذكر مع حضور القلب، وذكر بجميع الجوارح.

وقيل الذاكرون أربع: المريد والعارف والموحّد والمحب.

فذكر المريد (لا إله إلا الله) متردد بين النفي والإثبات، ومقتضاه نفي ما سوى الله.
وذكر العارف (الله) ومقتضاه استيلاء أحكام الصفات الإلهية على العوالم الملكوتية.
وذكر الموحّد (هو) ومقتضاه اضمحلال العين بنور العيان.
وذكر المحب (الإستهلاك) ومقتضاه ذهابه عن الإسم والرسم والصفة. والعاشق لا ذكر له لذهابه بهِ عنهُ.

وقالوا الذاكر بالإخلاص والصدق جليس لمَلك بالحق لما ورد في الحديث القدسي (أنا جليس من ذكرني). وأصل الذكر الصفاء وفرعه الوفاء وشرطه الحضور وبساطهُ العمل الصالح، وخاصيته فتح من الله بحسب الإسم المذكور بهِ.

ولا بد أن يكون الذكر بقوة شديدة بحيث يدخل أثر الذكر في باطن الذاكر فيسري في العروق والشرايين ويحرق ظلمة الوجود وكثافته بنار الذكر. ولذلك نرى من يقومون بحلقة الذكر يهتفون هتافاً شديداً متواصلاً متوافقاً بذكر الله مدة طويلة زمن الحلقة.

وفي الحديث الشريف (لكل شيء مقال ومقال القلوب ذكر الله).

وللذكر شروط وآداب إن فعلها الذاكر حاز مناهُ ولهُ نار تحرق كثافة الوجود ونور تطمئن به القلوب.
ثم إن مداومة الذكر تؤدي إلى المكاشفة بتجلي الأنوار إلى أن يدرك النور الحقيقي. وقال ابن العربي إن من تحصل له المشاهدة لا ينبغي له الذكر كما أن من حضر لدى ملك لا يليق به تكرار إسمه بل ربما يُعد ذلك جنوناً. فالذكر إذ ذاك ذنب عظيم وإثم كبير وعلى هذا حمّل قوله:

بذكر الله تزداد الذنوبُ
وتنطمسُ البصائرُ والقلوبُ
وترك الذكرِ أفضلُ كل شيءٍ
فشمسُ الذاتِ ليس لها غروبُ

وقيل الذكر قسمان: ذكر بالتقليد وهو ما يدخل في مسامع المستمعين من طريق أفواه العامة، مثل ترديد الوالدين وغيرهم من المعلمين، وهو نافع في دفع الأعداء وليس له قوة الحماية للذاكر وتبليغه إلى مقام الولاية والقرب من الله تعالى.

وذكر بالتلقين وهو ما يأخذه المريد بالتعليم من شيخ عارف صاحب تصرّف، أخذه من آخر مسلسلاً إلى الرسول الأعظم. وهذا هو الذكر الذي يتصرف في باطن المريد المستعد إذا غُرس في قلبه بالتلقين ورُبيّ بالأعمال الصالحة وسُقي بماء الإرادة والصدق والإخلاص.

ويشترط في التلقين أن يصوم المريد ثلاثة أيام بإذن الشيخ ويكون فيها دائم الوضوء والذكر، قليل الطعام والمنام ومخالطة الناس، ثم يغتسل بإذن الشيخ وينوي نية غسل الخروج من الغفلة إلى الحضور في المراقبة مع الله تعالى، ويقول في غسلهِ: "اللهم إني طهّرت البدن الذي تصل إليه يدي بتوفيقك فطهّر أنتَ قلبي الذي حكمهُ بيد قدرتك وأنت مقلـّبه بماء معرفتك."

فإذا فرغ من الغسل جاء إلى الشيخ وجلس بين يديه فيوصيه الشيخ بما يقتضي حاله، ويجثو على ركبتيه ويسكت ويحضر قلبه مع قلب الشيخ ويراقب سّره حتى يقول الشيخ مرة لا إله إلا الله، ماداً صوته وهو يأخذ بقلبه متفهماً معانيها بحيث ينفي بقوله (لا) ويثبت بقوله (إلا الله) الحضرة الإلهية، أي لا مطلوب ولا مقصود ولا محبوب ولا معبود إلا الله تعالى.

ثم يقول المريد رافعاً صوته، ماداً نفـَسَهُ، مُحضراً قلبه عند النفي والإثبات. ثم يقول الشيخ مرة ثانية، ثم يقول المريد كذلك، ثم يقول الشيخ ثالثة والمريد كذلك. ثم يرفع الشيخ يديه ويدعو له فيقول "اللهم خذ منهُ وتقبّل منهُ وافتح عليه باب كل خير فتحته على أنبيائك وأوليائك."

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المصدر: دائرة معارف البستاني 1884
إعداد وتعليق: محمود عباس مسعود

سعيد نويضي
26/12/2009, 06:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الاستاذ الفاضل محمود عباس مسعود...

كم هو جميل ذكر الله جل و علا كما أمرنا به رب العالمين و أوصى به سيد المرسلين صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين...

مقال تذكيري رائع في تقريب الإنسان من خالقه...بتذكيره بمن هو أحق بالذكر و الثناء و الحمد و التسبيح...

يقول الحق جل و علا:

{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186.

{قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ }سبأ50.

{الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }الرعد28.

فالذكر إحساس و شعور بحضور الحق جل و علا... سبيل الهداية من الضلال و الانحراف... ملاذ الطمأنينة من القلق و الحيرة...

و أستسمحك أستاذي الفاضل في تعديل بعض ما ورد في المقال الجميل في فقرة من فقراته و إن استحسنت ذلك فما صدر مند 1884...لا يمكن تعديله إلا بالدعاء لصاحبه بالرحمة و المغفرة و أن يكون من أصحاب الجنة مع الذاكرين لله ذكرا جميلا...

ولا بد أن يكون الذكر بقوة شديدة بحيث يدخل أثر الذكر في باطن الذاكر فيسري في العروق والشرايين ويحرق ظلمة الوجود وكثافته بنار الذكر. ولذلك نرى من يقومون بحلقة الذكر يهتفون هتافاً شديداً متواصلاً متوافقاً بذكر الله مدة طويلة زمن الحلقة.

أعتقد و الله أعلم أن القول الأفضل ...و يشرق ظلمة الوجود و كثافته بنور الذكر.

{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ }المائدة15.

{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ...} النور الآية35.

( ضعيف ) قال صلى الله عليه وسلم : " أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات.

و في الآية الكريمة نجد قول الله جل و علا: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }الزمر69.

و لك التحية و التقدير

قميتي بدرالدين
26/12/2009, 06:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأستاذ الفاضل محمود عباس مسعود
لقد وضعت يدك على اعظم كنوز الدنيا ونحن في غفلة منها مجالس الذاكرين
إن خير المجالس وأزكاها وأطهرها وأشرفها واعلاها قدراً عند الله وأجلها مكانة عنده مجالس الذكر, فهي حياة القلوب ونماء الإيمان وزكاء النفس وسبيل السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة و أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(( إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا)), قالوا : وما رياض الجنة ؟ قال حلق الذكر
ومن فوائد الذكر :
-أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.
- أنه يرضي الرحمن عزوجل.
- أنه يزيل الهم والغم عن القلب .
- أنه يجلب للقلب الفرح والسرور.
- أنه يقوي القلب والبدن .
- أنه ينور الوجه والقلب.
- أنه يجلب الرزق.
- أنه يحط الخطايا.
- أنه سبب نزول السكينة
اللهم اجعلنا من الذاكرين له بالعشي والنهار

تحية محفوفة بالملائكة

محمود عباس مسعود
27/12/2009, 01:33 PM
وعلى أديبنا الكبير سعيد نويضي السلام وله مني التجلة والإكرام
كلما قرأت لك يا سيدي كلما ازددت إعجاباً بمخزونك المعرفي الكبير الشبيه بالبحر في عمقه وغناه.
أعجبتني عبارتك البديلة بخصوص الإشراق بدل الإحتراق و بالنور بدل النار. ربما استـُعملتْ النار أصلا للتعبير عن كثافة الظلام الذي يحتاج إلى ضرام شديد لإحالته إلى رماد. ولكني أتفق معك أن النور مبدد الظلام. هناك قول مفاده أن ظلمة عمرها آلاف السنين في كهف عميق يبددها النور بلحظة واحدة. وهكذا يبدد إشراق النور الإلهي ظلمة الجهل من النفوس.
ما أروع الآيات البينات والكلام النبوي الذي تفضلت به..
أيها العالم المستنير.
تحياتي وتقديري لك أستاذي الفاضل

محمود عباس مسعود
27/12/2009, 01:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأستاذ الفاضل محمود عباس مسعود
لقد وضعت يدك على اعظم كنوز الدنيا ونحن في غفلة منها مجالس الذاكرين
إن خير المجالس وأزكاها وأطهرها وأشرفها واعلاها قدراً عند الله وأجلها مكانة عنده مجالس الذكر, فهي حياة القلوب ونماء الإيمان وزكاء النفس وسبيل السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة و أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(( إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا)), قالوا : وما رياض الجنة ؟ قال حلق الذكر
ومن فوائد الذكر :
-أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.
- أنه يرضي الرحمن عزوجل.
- أنه يزيل الهم والغم عن القلب .
- أنه يجلب للقلب الفرح والسرور.
- أنه يقوي القلب والبدن .
- أنه ينور الوجه والقلب.
- أنه يجلب الرزق.
- أنه يحط الخطايا.
- أنه سبب نزول السكينة
اللهم اجعلنا من الذاكرين له بالعشي والنهار
تحية محفوفة بالملائكة

أخي الأستاذ قميتي بدر الدين
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
كم أنا سعيد لأن يجد الموضوع صدى في نفسك الطيبة. ولقد لمست اهتمامك الحيوي بهذا الطرح من خلال كلماتك المعبرة عن عمق أفكارك وأحاسيسك. شكراً من القلب على الحديث الشريف، إذ لم أكن أعرف من قبل أنه عليه الصلاة والسلام أشار إلى حلقات الذكر. حقاً أن من أحب (شيئاً) أكثر من ذكره، لأنه يتبادر إلى ذهنه ويتوارد على خاطره أكثر من سواه. أما قائمة فوائد الذكر التي تفضلت بها فتستحق أن تحفظ عن ظهر قلب. أعجبتني عبارة (إنه يقوي القلب والبدن) فالذكر جلاّب لطاقات منعشة ومقوية إلى القلب والبدن معاً. ولذلك في الذكر صحة روحية ونفسية وبدنية، ومن هنا أهميته.
بارك الله بك يا صديقي
وأفاض عليك من علمه
وغمرك بأنواره.

مصطفى الزايد
27/12/2009, 11:27 PM
الأستاذ محمود عباس مسعود
جزيت خيرا على الموضوع.
لكنني لم أسترح لابتداء موضوع الذكر بمن لايؤمن بالمذكور جل وعلا ؛ أعني طه حسين.
ولا أدري هل كان الدافع هو اختيار البيت الذي يؤكد أن النبي عليه الصلاة والسلام أسري به بالروح؟ أم أنها محض مصادفة؟
إن الإسراء بالروح يعني أنه مجرد منام ، وما أكثر ما يسرى بأرواحنا إلى مواطن بعيدة.
ولو كان الإسراء بالروح فقط لما كان في ذلك أي إعجاز.
تحياتي لك.

محمد محمد حسن كامل
28/12/2009, 01:32 AM
اخي السابح حبا في ذكر الله/ محمود عباس مسعود
ما اروع ذكر الله وهو اقرب اليك من حبل الوريد
وما اروع ان يذكر اسمك في الملأ الاعلي في السماء في مجلس خير مجلسك
وقلوب العارفين لها عيون تري ما لايراه الناظرين
الذكر فناء الانا وتلاشي الذات
واذا كنت انت من تراب وعائد الي التراب فمن باب اولي ان تفني طواعية بالحب قبل ان تفني بالموت والقهر
لم يخلق الله الدنيا بما فيها ومن عليها الا ليعلمنا الحب
والذين امنوا اشد حبا لله
الذكر مسح لغبار المادية التي ارهقت البشرية
الذكر ترقية من الياء في (عبيد) بالقهر الي الالف في (عباد) بالحب ( وعباد الرحمن)
ارتقاء من الادني الي الاعلي
واذا كانت دعوة رسول الله قد استمرت 23 عاما لتعلمنا الحب
واذا بحثنا الجذر للفظ الحب بعلم اسرار الحروف وترتيبها الابجدي علي طريقة علم الجمل بعملية ( ابجد هوز
وجدنا حرف الالف = 1
واللام= 12
والحاء=8
والباء=2
وهي حروف كلمة ( الحب)
بجمعها = 23 = عدد سنوات نزول الوحي
الم اقل لك ان الله قد خلقنا للحب
من اجل ذلك احبك في الله
تحياتي اخي القدير الفذ المتألق
اخوك
محمد محمد حسن كامل

محمد خلف الرشدان
28/12/2009, 02:16 AM
بارك الله بكم يا سيدي الأستاذ الألمعي الذكي الفطن محمود عباس المحترم أنتم والمتداخلون الأفاضل الذين سبقوني في مداخلاتهم الكريمة ،أحبابي الأساتذة الكبار :: سعيد نويضي ، قميتي بدر الدين ، مصطفى الزايد ، محمد محمد حسن ، أصحاب العقول الكبيرة والأيدي الطيبة التي تبني النفوس وتعمره بذكر الله تعالى ، وأجزل لها المثوبة وقبل منها العمل ، وألهمها التقوى والفلاح والنجاح .
وأما الذكر فقد جاء في كتاب الله العزيز ( والذاكرين الله كثيراً والذاكرات ) فبالذكر يحيا الإنسان ويرتقي للعلى ، به تسكن النفوس وتشرأب لخالقها ورازقها وتطلب منه العون والمدد والفوز بالجنة والنعيم الدائم الظل والظليل .
روى البخاري في صحيحه عن ابي هريرةان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم قال :
إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى
حاجتكم قال فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا قال فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم ما يقول عبادي قالوا يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك قال فيقول هل رأوني قال فيقولون لا والله ما رأوك قال فيقول وكيف لو رأوني قال يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وتحميدا وأكثر لك تسبيحا قال يقول فما يسألوني قال يسألونك الجنة قال يقول وهل رأوها قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو أنهم رأوها قال يقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة قال فمم يتعوذون قال يقولون من النار قال يقول وهل رأوها قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو رأوها قال يقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة قال فيقول فأشهدكم أني قد غفرت لهم قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة قال هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم ‏ .

محمود عباس مسعود
28/12/2009, 02:18 AM
الأستاذ محمود عباس مسعود
جزيت خيرا على الموضوع.
لكنني لم أسترح لابتداء موضوع الذكر بمن لايؤمن بالمذكور جل وعلا ؛ أعني طه حسين.
ولا أدري هل كان الدافع هو اختيار البيت الذي يؤكد أن النبي عليه الصلاة والسلام أسري به بالروح؟ أم أنها محض مصادفة؟
إن الإسراء بالروح يعني أنه مجرد منام ، وما أكثر ما يسرى بأرواحنا إلى مواطن بعيدة.
ولو كان الإسراء بالروح فقط لما كان في ذلك أي إعجاز.
تحياتي لك.

الأخ الأستاذ مصطفى الزايد
ما سمعت من قبل أن طه حسين كان غير مؤمن بالله. ما أعرفه أنه خريج الأزهر وحافظ للقرآن ومؤلف على هامش السيرة.. وله دراسات إسلامية جادة. بل ومقدمة كتابه (الوعد الحق) تبدأ بالآتية التالية:

وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ.

بالنسبة للبيت المذكور، لا أعتقد أن المنشدين تعمدوا التفريق بين الإسراء بالروح أو الإنتقال بالجسد، بل ربما فعلوا ذلك لاستقامة الوزن، وقد تكون هناك إشارة أخرى في بيت آخر من الإنشاد والله أعلم.

تقول (وما أكثر ما يسرى بأرواحنا إلى مواطن بعيدة) صحيح، لكن إسراء الأنبياء يختلف نظراً لما يتمتعون به من إشراقة وعي وقدرات فائقة.

كما أن الإنسان قد يسمع كلاماً يظنه موحىً به وهناك عدد غير قليل مما يدّعون ذلك، لكن وحي الإنبياء صادق لتوافقهم التام مع الإرادة الإلهية ولامتلاكهم مؤهلات خاصة تخولهم تلقي الوحي.

شكراً على المرور وتحياتي لك.

محمود عباس مسعود
28/12/2009, 11:40 PM
بارك الله بكم يا سيدي الأستاذ الألمعي الذكي الفطن محمود عباس المحترم أنتم والمتداخلون الأفاضل الذين سبقوني في مداخلاتهم الكريمة ،أحبابي الأساتذة الكبار :: سعيد نويضي ، قميتي بدر الدين ، مصطفى الزايد ، محمد محمد حسن ، أصحاب العقول الكبيرة والأيدي الطيبة التي تبني النفوس وتعمره بذكر الله تعالى ، وأجزل لها المثوبة وقبل منها العمل ، وألهمها التقوى والفلاح والنجاح .
وأما الذكر فقد جاء في كتاب الله العزيز ( والذاكرين الله كثيراً والذاكرات ) فبالذكر يحيا الإنسان ويرتقي للعلى ، به تسكن النفوس وتشرأب لخالقها ورازقها وتطلب منه العون والمدد والفوز بالجنة والنعيم الدائم الظل والظليل .
روى البخاري في صحيحه عن ابي هريرةان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم قال :
إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى
حاجتكم قال فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا قال فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم ما يقول عبادي قالوا يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك قال فيقول هل رأوني قال فيقولون لا والله ما رأوك قال فيقول وكيف لو رأوني قال يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وتحميدا وأكثر لك تسبيحا قال يقول فما يسألوني قال يسألونك الجنة قال يقول وهل رأوها قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو أنهم رأوها قال يقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة قال فمم يتعوذون قال يقولون من النار قال يقول وهل رأوها قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو رأوها قال يقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة قال فيقول فأشهدكم أني قد غفرت لهم قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة قال هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم ‏ .

أخي الأديب الأستاذ محمد خلف الرشدان المحترم
تحية طيبة وبعد:
كنت قد كتبت البارحة رداً على مشاركتك القيمة ولكنني خسرته بسبب الإنقطاع الذي حدث. على أية حال أشكرك على ما تفضلت به وقد لمست أثناء قراءة كلماتك أنك وثيق معرفة وقريب صلة بالذكر لأن كلماتك أتت مشبعة بإحساس يقيني وشوق محسوس. وقد توقفت عند عبارتك (فبالذكر يحيا الإنسان ويرتقي للعلى ، به تسكن النفوس وتشرأب لخالقها ورازقها وتطلب منه العون والمدد والفوز بالجنة والنعيم الدائم الظل والظليل .) حقاً أن حروفها تتألق بأقباس مباركة، أما الحديث الشريف ففيه العزاء والأمل وتجديد الثقة بالكرم الإلهي الذي لا ينضب بحره ولا ينقطع مدده.
تحياتي القلبية لك أخي محمد
والله يباركك وعليك السلام

مؤمن محمد نديم كويفاتية
28/12/2009, 11:48 PM
ذكرتني بأيام زمان يا أستاذ محمود عباس ، أيام كنت أحضر حلقات الذكر في جامع ... ، عند الشيخ عبدالله سراج الدين رحمه الله ، وحينها كانت الروح تُحلق بالفعل ، وكان ذكراً لطيفاً غير مُغالى به ، كان يُذكر فيها اسم الله وتواشيح تطرب الآذان من سماعها ، رزق الله على ايّام زمان


أنت في قلوبنا يامنديلا وعلم سورية الأشم القاضي المحامي الحقوقي هيثم المالح ..، لن ننساك أيها الشيخ الجليل الثمانيني ، واعتقالك يُمثل انتكاسة أخلاقية وإنسانية تُضاف إلى سجل هذا النظام ، قلوبنا معك أيها الحبيب الصامد ، أيها الرجل المقدام ، لم تنل من عزيمتك الشيخوخة ياسيدي ، وأنت سيد الرجال ، ولنُسطر اسمك في التاريخ رمزاً من أعظم الرجال ، فاق مانديلا وغاندي ، بل ولُنسمي انتفاضتنا الفكرية والثقافية والأخلاقية باسمك أيها العملاق ، بوركت وبوركت البطن التي أنجبتك ياسيد الأحرار ، ياسيد الشجعان يارمز الرجولة والعلو والافتخار
مؤمن محمد نديم كويفاتيه mnq62@hotmail.com باحث وكاتب وناشط سياسي وحقوقي سوري

محمود عباس مسعود
28/12/2009, 11:55 PM
اخي السابح حبا في ذكر الله/ محمود عباس مسعود
ما اروع ذكر الله وهو اقرب اليك من حبل الوريد
وما اروع ان يذكر اسمك في الملأ الاعلي في السماء في مجلس خير مجلسك
وقلوب العارفين لها عيون تري ما لايراه الناظرين
الذكر فناء الانا وتلاشي الذات
واذا كنت انت من تراب وعائد الي التراب فمن باب اولي ان تفني طواعية بالحب قبل ان تفني بالموت والقهر
لم يخلق الله الدنيا بما فيها ومن عليها الا ليعلمنا الحب
والذين امنوا اشد حبا لله
الذكر مسح لغبار المادية التي ارهقت البشرية
الذكر ترقية من الياء في (عبيد) بالقهر الي الالف في (عباد) بالحب ( وعباد الرحمن)
ارتقاء من الادني الي الاعلي
واذا كانت دعوة رسول الله قد استمرت 23 عاما لتعلمنا الحب
واذا بحثنا الجذر للفظ الحب بعلم اسرار الحروف وترتيبها الابجدي علي طريقة علم الجمل بعملية ( ابجد هوز
وجدنا حرف الالف = 1
واللام= 12
والحاء=8
والباء=2
وهي حروف كلمة ( الحب)
بجمعها = 23 = عدد سنوات نزول الوحي
الم اقل لك ان الله قد خلقنا للحب
من اجل ذلك احبك في الله
تحياتي اخي القدير الفذ المتألق
اخوك
محمد محمد حسن كامل

أخي أبا الأشواق الأستاذ محمد محمد حسن كامل
رائع ما ذكرته عن ذكر الله وقربه من مريديه والأمل بذكر الإسم في المجلس الأسنى، والحديث عن قلوب العارفين وعيونهم التي تفوق الليزر قوة والأشعة السينية اختراقاً لكل كثيف.

بخصوص عبارتك (واذا كنت انت من تراب وعائد الي التراب فمن باب اولي ان تفني طواعية بالحب قبل ان تفني بالموت والقهر) فأظنك قصدت الجسد وليس الروح. فالجسد يفنى ويعود إلى العناصر التي منها تشكل، أما الروح - وكلنا أرواح مجسدة - فإنها لله وإنها إليه راجعة.

عبارتك (لم يخلق الله الدنيا بما فيها ومن عليها الا ليعلمنا الحب) هي تلخيص لغاية الحياة في جملة واحدة.
لقد حط غبار المادية على النفوس فطمس الكثير من جمالها وروعتها وتراكم طبقات تعلوها طبقات، والذكر هنا هو كالإعصار المبارك أو الريح السافية التي تزحزح الأتربة وتذروها هباءً، فيعاود المرآة صفاؤها وتعكس صفحتها النقية كل جميل ونبيل.
تحياتي ومودتي لك 23 مرة !
دمت بحفظ الله ورعايته

مصطفى الزايد
28/12/2009, 11:57 PM
الأستاذ محمود عباس
أعجب لمثلك إذ لا يعلم أن طه حسين أظهر عدم إيمانه من خلال محاولة الطعن في القرآن بأسلوب غير مباشر. وقوله:
البلاغة هي الإيجاز وعليه فإن قولنا القتل أنفى للقتل أبلغ من قول القرآن: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب) لأنه أوجز.
مشهور لكل دارسي الأدب . وقد رد عليه كثيرون ، منهم الرافعي الذي اثبت له أن قول القرآن أبلغ من عدة وجوه.

وكان طه حسين في البداية قد دخل من باب بعيد عن الجانب الديني هو قضية الانتحال في الشعر الجاهلي. لكن البعد الديني لهذه القضية اتضح جليا لبعض المفكرين من أمثال مصطفى صادق الرافعي وغيره. ولنتأمل النتيجة التي انتهى إليها طه حسين متبعاً فيها آراء كثير من المستشرقين.. وهي نتيجة سلبية لا تصدر من باحث متمكن من مقومات تراث الأمة العربية والإسلامية، وفي مقدمة هذه المقومات الإيمان بقداسة النص القرآني، وبأنه قطعي النص والدلالة يقول د. طه حسين:
"للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضاً، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي، فضلاً عن إثبات هذه القصة التي تحدثنا بهجرة إسماعيل وإبراهيم إلى مكة".
قال الدجال طه حسين: "ونحن مضطرون إلى أن نرى في هذه القصة نوعاً من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة، وبين الإسلام واليهودية، والتوراة والقرآن من جهة أخرى".
والرد على هذه الفرية التي تقدح في قداسة النص القرآني.. لم تقتصر على الرافعي فقط بل تصدى لها كثير من العلماء وفي مقدمتهم: "الأمير شكيب أرسلان، والشيخ محمد الخضر حسين، ومحمد فريد وجدي، ود. محمد أحمد الغمراوي، والشيخ محمد أحمد عرفة، وغيرهم.

جعفر الوردي
29/12/2009, 12:17 AM
الأخ الفاضل الأستاذ محمود عباس
موضوع رائع وجميل في الذكر والحب الإلهي ومجالسة المذكور جل شأنه
وأنا مع ما قاله وذكره الأستاذ مصطفى الزايد وهو الحق الذي عليه أئمة أهل السنة والجماعة
وقد كشفت لنا أفكار طه حسين عن عقيدته وأفكاره التي لا ينبغي لمؤمن أن يفكر بها فضلا عن أن يصرح بها وينشرها

تحيتي وودي

محمود عباس مسعود
29/12/2009, 12:22 AM
ذكرتني بأيام زمان يا أستاذ محمود عباس ، أيام كنت أحضر حلقات الذكر في جامع ... ، عند الشيخ عبدالله سراج الدين رحمه الله ، وحينها كانت الروح تُحلق بالفعل ، وكان ذكراً لطيفاً غير مُغالى به ، كان يُذكر فيها اسم الله وتواشيح تطرب الآذان من سماعها ، رزق الله على ايّام زمان
أنت في قلوبنا يامنديلا وعلم سورية الأشم القاضي المحامي الحقوقي هيثم المالح ..، لن ننساك أيها الشيخ الجليل الثمانيني ، واعتقالك يُمثل انتكاسة أخلاقية وإنسانية تُضاف إلى سجل هذا النظام ، قلوبنا معك أيها الحبيب الصامد ، أيها الرجل المقدام ، لم تنل من عزيمتك الشيخوخة ياسيدي ، وأنت سيد الرجال ، ولنُسطر اسمك في التاريخ رمزاً من أعظم الرجال ، فاق مانديلا وغاندي ، بل ولُنسمي انتفاضتنا الفكرية والثقافية والأخلاقية باسمك أيها العملاق ، بوركت وبوركت البطن التي أنجبتك ياسيد الأحرار ، ياسيد الشجعان يارمز الرجولة والعلو والافتخار
مؤمن محمد نديم كويفاتيه mnq62@hotmail.com باحث وكاتب وناشط سياسي وحقوقي سوري

أخي الأستاذ مؤمن
سعدت بإطلالتك العزيزة وبإخبارك لنا عن حلقات الذكر وتحليق الروح. وفور قراءة مشاركتك بحثت عن المرحوم الشيخ عبد الله سراج الدين وقرأت بعضاً من سيرته العطرة وكراماته ومبراته.
دمت بخير وعليك السلام.

حسن بن عزيز بوشو
29/12/2009, 12:30 AM
أثارني عنوان المتصفح فدخلت خلال عبوري للإطلال فقط على أمل ان أرجع هنا حين يتيسر الوقت بحول الله.
وفي انتظار ذلك أطرح في المتصفح شعرا لي في تسبيح الله وبيان فضل الذكر:

في ذكره تعالى وتسبيحه

سبحان ربي، لا إله سواه،=وله أنبت’ ومرتجاي رضاه’
وبه استجرت من الزمان وأهله=فهو المجير متى المضام دعاه’
لا حول لي إلا به ،كلا ولا =لي في الحياة سوى الرضى بقضاه
والخير منه جميعه،فمن اهتدى=فبنور ربي أبصرتْ عيناه’
ومن اعتدى متعاميا فبغيه=وبما جنته من الذنوب يداه
سبحانه ربا رحيما رحمة=تسع الوجود بأرضه وسماه
رزق البرايا مانحا أحياءها=أجلا لكل في الكتاب قضاه
وقضى لكل في العباد مقره=ومصيره في سعده وشقاه
سبحانه ربا حكيما عدله=في الخلق جل عن القياس مداه
فالعقل-وهو المنتهي-أنّى له=يرقى إلى اللاّمنتهي بعلاه؟
ما أسفه الإنسان قاس برأيه=ما لا يقاس..وما أضل رؤاه
فاشتط في قدر الإله وعدله=عن حدّه..وانكبّ في مهواه
وغوى "الضرير"* معانقا لضلاله=يقصيه عن "عدل الإله"عماه
أودى به عقل سرى متفلسفا=في دينه قد ضل في مسراه
والعقل عالمه الدنى وأمورها=لا هتك "أبواب القضا" وحماه
فقضاء ربي لن يحيط بسره=أحد وليس يحده بحجاه
وقضاؤه"بحر"تلاطم موجه=من خاضه زلت به قدماه
هو"سر ربي"ليس يرفع ستره=بشر وليس يزيحه إلا هو
سبحان من علم البرية كلها=قطر تلألأ من بحار سناه
كم أية من علمه أوما لها="ذكر حكيم"لم يبن معناه
حتى استبانت في العلوم عجائب=شهدت بروعة ما "الكتاب" حواه
سبحان من سوى "البنان"بدقة=ويعيد صورته كما سواه
هي آية بهت الجحود بنورها=متعجبا وانهد من أعلاه
وتبين الحق المبين لكل من=فتنوا بعلمهم الحديث فتاهوا
فازداد إيمان الذين بروحهم=قد حل في الأعماق منها الله
وتكشفت أيات ربي كلها=نورا يزكي في الفؤاد هداه
لو كان من غير"العليم"لعاينوا=فيه اختلافا ناقضا مبناه
لكنه وحي الخبير بما انطوى=في الغيب عن أفهامنا معناه
نطقت به الآيات وهو ملفع=في الليل-قبل عصورنا-برداه
قد خطه "علام غيب"لم يزل=قرآنه صبحا يشع ضياه
وستكشف الأيام من آياته =عجبالمن جحدوا الذي أوحاه
سبحانه ربا تنزه أن ترى=في وصفه بخيالنا الأشباه
فهو الفريد بذاته وصفاته=والوصف فيه فاقد جدواه
لغة الأنام تعطلت في حقه=وبدت رنينا فاقدا لصداه
ليست تلامس سره كلماتنا=لكن قلوب المؤمنين تراه
والأسعدون من اجتباهم ربهم=وأحاطهم من فضله برضاه
فأقام يعمر ذكره أرواحهم=ويضيء في أعماقها بسناه
فأقام يعمر ذكره أرواحهم+ويضيء في أعماقها بسناه
ويسبحون بحمده في سرهم=يدعونه بتضرع"رباه"
فيفيض من تقواه سيل عيونهم=وتطيب في خلواتهم نجواه
وبذكره يصل المريد لوجهه=لا "بالكلام"مضللا مولاه
سبحانه وبحمده،سبحانه=لا نور يشرق في الوجود سواه
سبحانه ربا جليلا قدره=متفردا بجلاله وعلاه
"من يعش عنه" يكن هواه دليله=لمراتع الآثام في دنياه
ويكن له الشيطان إلفاهاديا=لمقره بجهنم مأواه
ومن "استقام على الطريقة" تغتدي="أنوارها"في قلبه سقياه
وجزاؤه شهد السكينة والرضا=في الأرض والرضوان في أخراه
فعلى الذي هدي الأنام بنوره=صلوات من فوق الثرى أعلاه
وعلى الهداة المهتدين سلامه=ما دام إسلام يشع ضياه
وتشيع دعوته بآفاق الدنى=أملا فتزهر في الفؤاد مناه
ويصيح من قلب الهزائم هاتف="ليل العواصف راحل بدجاه"
وغدا بحول الله يشرق يومنا=ويعم كل العالمين ضحاه
وغدا سيفرح مؤمنون بربهم=مستعصمون -على الغضا-بعراه ]

*المقصود هو كل من يتفلسف في قدر الله كالمعري قديما في مثل قوله

إذا كان من فعل الكبائر مجبرا=فعقابه ظلم على ما يفعل’
تعالى الله عن أن يظن به الظلم

محمود عباس مسعود
29/12/2009, 12:36 AM
الأستاذ مصطفى الزايد
الأستاذ جعفر الوردي

السلام عليكم
لقد قمت بحذف العبارة موضع الجدل.
شكراً على لفت الإنتباه وتحياتي لكما.

ام الفضل بنت الشيخ
29/12/2009, 01:14 AM
فذكر المريد (لا إله إلا الله) متردد بين النفي والإثبات، ومقتضاه نفي ما سوى الله.
وذكر العارف (الله) ومقتضاه استيلاء أحكام الصفات الإلهية على العوالم الملكوتية.
وذكر الموحّد (هو) ومقتضاه اضمحلال العين بنور العيان.
وذكر المحب (الإستهلاك) ومقتضاه ذهابه عن الإسم والرسم والصفة. والعاشق لا ذكر له لذهابه بهِ عنهُ.
الاخ الكريم محمود عباس مسعود أسعدكم الله بذكره وشكره وحسن عبادته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) رواه الترمذي وصححه الألبانبي
من خلال هذا الحديث الشريف نجد أن المريد فقط حسب ما جاء في التصنيف الصوفي نجد له دليلا من السنة إذ أنه عليه الصلاة والسلام هو معلمنا ومرشدنا إلى لأفضل الذكر وهو قول "لا إله إلاّ الله" فهو عليه الصلاة والسلام أعلم بما يرضي ربه. فهل العارف والموحد والمستهلك ارتقوا إلى درجة فوق درجة الرسول باختراعهم للذكر اسم الجلالة مفرد "الله الله الله..." أو الضمير الغائب "هو هو هو.." في بعض الأحيان هي : الهاء "هُـ هُـ هُـ...؟ ما لكم كيف تحكمون؟؟؟
إن الذكر بإسم الجلالة "الله" لساعات طوال أو الذكر بالضمير "هو" فهذا ما لم يوجد له أثرا في كتاب الله ولا في سنة نبيه عليه الصلاة والسلام. وما دام الذكر هو عبادة وكما هو حال كل العبادات فنحن مطالبون بالإتباع ولا يجوز لنا الإبتداع! فهل من أدلة شرعية على ما جئت به يا أستاذ؟ نورنا نورك الله.
فالله يقول : (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) ثم لا يجد أحدهم إلاّ الضمير "هو" ليذكر الله سبحانه! أليس هذا قلة التأدب مع الله.
ويقول ابن القيم رحمه الله : (فإن الذكر بالإسم المفرد غير مشروع أصلا ولا مفيد شيئا ولا هو كلام أصلا ولا يدل على مدح ولا تعظيم ولا يتعلّق به إيمان ولا ثواب! ولا يدخل به الذاكر في عقد الإسلام جملة فلو قال الكافر " الله,الله" من أوّل عمره إلى آخره لم يصر بذلك مسلما !!)

،وذكر المحب: الإستهلاك، !؟ هل هذا الإستهلاك هو الذي أدى إلى القول بنظرية الحلول والإتحاد!؟والتى أجمع علماء أهل السنة والجماعة أن من قال بها فهو زنديق. وها هو كبيرهم الحلاج (كبير المستهلكين الهالكين )يقول:
أنا من أهوى ومن أهوى أنا **** نحن روحان حلـلنا بَدَنـا
فإذا أبصرتـني أبصرتـه **** وإذا أبصرتـه أبصـرتنا
وقوله:
مزجت روحك في روحي كما **** تمزج الخمرة في الماء الزلال
فإذا مسَّك شــيء مسـني **** فإذا أنـت أنا في كل حـال


وذكر بالتلقين وهو ما يأخذه المريد بالتعليم من شيخ عارف صاحب تصرّف، أخذه من آخر مسلسلاً إلى الرسول الأعظم. وهذا هو الذكر الذي يتصرف في باطن المريد المستعد إذا غُرس في قلبه بالتلقين ورُبيّ بالأعمال الصالحة وسُقي بماء الإرادة والصدق والإخلاص.

هل من توضيح عن قصة "التلقين" هذه ؟ وكيف انه مأخوذ بالتسلسل إلى الرسول الأعظم؟ ما دليلكم على هذا وهل يعني هذا أن الرسول قد خص بعض أصحابه بذكر دون الآخرين وعلمهم أشياء لم يعلمها باقي أصحابه!؟ ومن هم هؤلاء!؟ ولماذا لا نجد مثل هذا التلقين مذكور في كتب السنة الصحيحة.


وقال ابن العربي إن من تحصل له المشاهدة لا ينبغي له الذكر كما أن من حضر لدى ملك لا يليق به تكرار إسمه بل ربما يُعد ذلك جنوناً. فالذكر إذ ذاك ذنب عظيم وإثم كبير وعلى هذا حمّل قوله:

بذكر الله تزداد الذنوبُ
وتنطمسُ البصائرُ والقلوبُ
وترك الذكرِ أفضلُ كل شيءٍ
فشمسُ الذاتِ ليس لها غروبُ

لماذا لم يترك النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته الذكر مع ما كنوا عليه من خشوع في ذكرهم و في صلاتهم؟ بل كانت ألسنتهم دائما رطبة بذكر الله مدحا، وثناءا، واستغفارا، وبجمل تامة المبنى والمعنى وليس برموز ما أنزل الله بها من سلطان.
أليس مثل بهذا الهراء تم فتح باب ترك الفرائض واسقاط الشرائع...ولذلك نجد كثيرا من الصوفية ينتهكون الحرمات ويحللون الخبائث وكل ذلك باسم الإستهلاك والإستغراق.. وما هو إلاّ الهلاك والإحتراق...قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )
وقوله عليه الصلاة والسلام :( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )متفق عليه .
ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم فهو رد أي فهو مردود ، ولا يجوز العمل به.

تحية كلها احترام وتقدير لاخي محمود عباس مسعود ولجميع الأخوة المشاركين في هذا النقاش.

محمود عباس مسعود
29/12/2009, 02:14 AM
الأخت الكريمة أم الفضل بنت الشيخ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وطيب أوقاتك بذكره وأشرق عليك بنوره.
شكراً على المعلومات القيمة والأحاديث النيّرة التي تكرمتِ بها. بخصوص تساؤلك حول جملة من النقاط التي وردت في الموضوع. أولاً لم أكتب هذا الموضوع بل نقلته مثلما نقلت وأنقل وكتبت وأكتب غيره من مواضيع وخواطر. لم أنقله لقناعة شخصية بكل ما ورد فيه، لكني وجدت فيه أشياء جميلة تستحق النقل، وقد استحسنها بعض الأساتذة وتحفظ بعضهم على ذكر طه حسين في مقدمة الموضوع فحذفت إسمه.
الأسئلة التي قمتِ بطرحها قمتِ أيضاً بالإجابة عليها يا أخت إم الفضل.
أكبر بكِ غيرتك الصادقة وتدقيقك في هذه المسائل الهامة، وأعتذر من الجميع على أية نقاط خلافية. النية مصروفة على الخير بعونه تعالى، ولكل امرء ما نوى.
مع التحية والإحترام لإختنا العزيزة، ولله ترجع الأمور وبه العون والسداد.
والسلام عليكم

ام الفضل بنت الشيخ
29/12/2009, 02:32 AM
استسمح أخي محمود عباس مسعود في في التعليق على قصيدة أستاذنا وشاعرنا الملتزم عزيز بوشو:
الأخ عزيز بوشو بارك الله فيك وفي شعرك .كما عهدناك دائما شاعرا للطهر والإيمان .فعلا قصيدة يحق لنا ان نكتبها بحروف من ذهب.هكذا يكون الاجتهاد والمثابرة (وذلك بتقصي سنة نبينا) في التعظيم والمدح والثناء للحي القيوم. نعم لأن النبي صلى الله عليه وسلم مع ما أوتي من جوامع الكلم قال:
(ربي لا أحصي ثناءا عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) أنظر أخي إلى أدب النبي مع ربه مع حبه لربه لم يخترع له أسماء وأوصاف بل يلتزم بما علمه ربه. اللهم صلي وسلم عليه وعلى آله الكرام.
في قصيدتك أستاذنا الفاضل نستشف العبودية الحق لله الواحد الأحد الصمد نعم أقول العبودية ولا أقول الإستهلاك ولا أقول المشاهدة
ولا أقول تلك الكلمات والألفاظ التى ما أنزل الله بها من سلطان...لأن الله سبحانه قد حدد لنا سبب وجودنا في هذا الحياة الدنيا قال تعالى:
( وما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون) وحدد لنا الطريق الأوحد والأسلم لبلوغ ذلك وهو اتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) آل عمران31

بارك الله فيك شاعرانا القدير وزادك الله إيمانا ويقينا.

محمود عباس مسعود
29/12/2009, 02:43 AM
أثارني عنوان المتصفح فدخلت خلال عبوري للإطلال فقط على أمل ان أرجع هنا حين يتيسر الوقت بحول الله.
وفي انتظار ذلك أطرح في المتصفح شعرا لي في تسبيح الله وبيان فضل الذكر:

الأستاذ العزيز حسن بن عزيز بوشو
شكراً على النفحات الرقيقة.
سعدت بمرورك وأهلا ومرحباً بك.

ام الفضل بنت الشيخ
29/12/2009, 03:33 AM
الأخ الكريم والأستاذ الفاضل محمود عباس مسعود
أشكرك جزيل الشكر على حسن تلقيك لمداخلتي وهذا يدل على تواضعك واتساع صدرك
وحبك للحق .ونحن هنا كلنا إخوة وواجبنا أن ننصح لبعضنا
البعض. وننبه بعضنا البعض ما دام هدفنا هو مرضاة الله والفوز بالجنة والنجاة من النار.
ومن أجل هذا الخير العظيم هناك سبيل واحد يا أخي سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
لا طريقة فلان وطريقة علان هكذا علمنا قرآننا:
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لمن كانَ يرجُو الله اليَومَ اليومَ الآخرَ)
ومن منا لا يحب ان يكون من الذين مدحهم الله بقوله :
(والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما)

ولكن الذكر الذي أراده هو سبحانه وتعالى.وفقني الله وإياك وجميع المؤمنين لما يحب ويرضى

سعيد نويضي
29/12/2009, 04:15 AM
بسم الله الرحمن الحيم...

سلام الله على الاستاذ محمود عباس مسعود و على الإخوة الكرام...

و تحية أخوية للأخت الفاضلة أم الفضل بنت الشيخ على تصحيحها لبعض ما ورد في المقال و على سعة صدر استاذنا الفاضل محمود عباس مسعود...و هذه حقيقة فالمقال من "دائرة المعارف البستاني من سنة 1884.

و تحية أخوية للأستاذ الشاعر حسن بن عزيز بوشو على قصيدتك التي يفوح منها مسك نوراني مشرق يحث القلوب على ذكر الله جل و علا...

كذلك أردت أن أثير انتباه الإخوة الكرام لمسألة هي الأخرى قد تكون ذات أهمية...

فلقد ورد في مداخلة الأستاذ الفاضل محمد محمد حسن كامل...و أيده في ذلك الأستاذ الفاضل محمود عباس مسعود قوله و ما أبتغي غير وجه الله و تصحيح بعض ما قد يحدث سهوا لا عمدا من أساتذة كبار أحترمهم و أعتز بوجودي بينهم..قوله: "عبارتك (لم يخلق الله الدنيا بما فيها ومن عليها الا ليعلمنا الحب) هي تلخيص لغاية الحياة في جملة واحدة"...

لذلك أعتقد و الله أعلم أن الدقة في بعض الكلمات تستوجب بعض الوضوح و أنتم أعلم به مني...

الحقيقة أننا نعيب على الغرب بعض المقولات التي تسربت بشكل لا مثيل له إلى الفكر الإسلامي و فعلت فعلها و أنتجت من الآثار ما جعل من الأشياء تختلط إلى حد ما...و من جملة تلك المقولات "الغاية تبرر الوسيلة" كما وردت في وصايا ميكيافلي و كما شكلت محور الفكر الغربي و أساس من أسسه الثابتة...

لذلك عندما تطرح إشكالية الغاية من وجود الإنسان تجد الجواب الشافي و الكافي في الآية الكريمة:

{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56.

وما خلقت الجن والإنس وبعثت جميع الرسل إلا لغاية سامية, هي عبادتي وحدي دون مَن سواي.[التفسير الميسر].

فالغاية من الوجود واضحة وضوح الشمس...

لكن تبقى الإشكالية في الوسيلة...و هنا جوهر و وجه من وجوه الاختلاف الموجودة بين التصور الإسلامي و التصور الغربي...
فالإسلام لما طرح الغاية بشكل واضح لم يحدد الوسيلة بشكل مباشر...اللهم في ما سموه اصطلاحا الفقهاء و العلماء "بالعبادات" و سمو الشق الثاني "بالمعاملات"...لذلك فالوسيلة إنما وزعت آثارها على كل مجالات الحياة...من العبادات و المعاملات...لأن الإنسان كل لا يتجزأ...

لذلك يمكن القول أن الوسيلة هي أساس وجداني و عقلاني يربط بين كل المجالات التي تشكل دائرة الحياة بما فيها من نشاطات متعددة و متنوعة[العبادات و المعاملات]... يمكن إجمالا وصفها بــ"العبادة"...

فإذا ما تصفحت سيرة الرسول عليه الصلاة و السلام تجد فيها أن كل ما يصدر عنه عبادة من أول الصباح إلى آخر الليل...طيلة الأربع وعشرين ساعة... و على امتداد الثلاثة و عشرين سنة...

لذلك فالعبادة هي الغاية و الوسيلة تتشكل من عدة روافد منها الصدق و الإخلاص و الحب و غير ذلك من القيم و الأخلاق الفاضلة التي قال فيها الرسول عليه الصلاة و السلام: إنما بعثت لأتمم مكارم ( وفي رواية صالح ) الأخلاق.[ حديث -صحيح- الألباني رحمه الله. السلسلة الصحيحة].

و لكم التحية و التقدير...

محمود عباس مسعود
29/12/2009, 05:05 AM
وعلى أستاذنا الأديب سعيد نويضي والإخوة الأعزاء السلام ورحمة الله وبركاته

بالإشارة إلى ما قاله أخونا الأستاذ محمد محمد حسن كامل وتعقيبي بحسب ما ورد في العبارة التالية:

عبارتك (لم يخلق الله الدنيا بما فيها ومن عليها الا ليعلمنا الحب) هي تلخيص لغاية الحياة في جملة واحدة.

ما قصدته من قولي أن تلك الجملة هي تلخيص لغاية الحياة أوضحه فيما يلي:

لقد خلقنا الله كائنات واعية ووهبنا العقل والإرادة والضمير والعاطفة. هذه الهبات اللامادية التي أكرمنا بها الخالق عز وجل يريدنا أن نستخدمها استخداماً واعيا وسليماً بما يتماشى مع إرادته الحكيمة ومقصده الرباني. ما أفهمه من الآية الكريمة {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56. هو أن العبادة أو توجيه ملكات الإنسان نحو خالقه هو شرط أساسي للتقرب منه، والتقرب منه يعني محبته، فالمحبة هي ثمرة تلك العبادة والمحبة غبطة ونعيم وهذا ما يسعى إليه كل إنسان. في سورة عمران 31 نقرأ (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) فهنا نلمس الحب المتبادل بين الإنسان والله. ودليل آخر على أن العبادة هي وسيلة للتقرب من الله والفوز بحبه ما ورد في الحديث القدسي (ما زال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به..) ومن يبلغ تلك المرحلة يكون قد حقق غاية الحياة وطوبي للواصلين.
مع خالص المودة والتقدير للأستاذ المحترم سعيد نويضي ولباقي المشاركين.

نجلاء أمين
26/01/2010, 11:39 PM
أستاذى محمود عباس مسعود أشكرك جدا على هذا الموضوع ف كلما قرات لك أحسسة بأنك ليس شخص عادياً بل أنساناً مستنيرا ولك روح غير عادية تملاء الاروح نوراً
شكرا لك موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

معروف محمد آل جلول
27/01/2010, 12:00 AM
أخي المحترم ..محمود عباس مسعود..
تمتّعت هنا بالجلوس على مائدة الذّكر الرّبّاني..
ووقّعت نفسي على كلّ كلمة ..
وقد جاء مختصرا مفيدا ..
وقد أوصى ـ صلى الله عليه وسلّم ـ بحسن استقبال الهدايا الرّبّانية :
"إنّ لِرَبِّكم في أيّامكم لنفحات ألاَ فتعرَّضوا لها".
والمتصوِّفة لقوا سعادة بعد طول ذكر حتّى سمّوا لحظاتها بـ "الانغماس في الحضرة الإلهية"..
والذّكر الدّائم هو سبب تحصيل كلّ نجاح ،وتوفيق ربّاني..يولِّد التّقوى ،وويرفع العبد إلى أعلى درجات الخشوع ..
ولصعوبة الخشوع كان آخر علم يطرقه العابد ،وأوّل علم ينفلت عنه عند الغفلة ..
وقد قال الله تعالى ..في أطول آية ،وهي 282من أطول سورة وهي البقرة..وفي آخرها ..
:"واتّقوا الله ،ويعلِّمكم الله"..
موضوعكم ممتاز أستاذنا ..
ونأسف لمن لم يقضِ أياما وساعات في الذِّكر..فهو لم يذق حلاوته..
لكنني لاأرى الشيخ مهما دائما..
بالغ تقديري..

محمود عباس مسعود
28/01/2010, 02:20 AM
أستاذى محمود عباس مسعود أشكرك جدا على هذا الموضوع ف كلما قرات لك أحسسة بأنك ليس شخص عادياً بل أنساناً مستنيرا ولك روح غير عادية تملاء الاروح نوراً
شكرا لك موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

أهلا بالأخت العزيزة نجلاء أمين ومرحبا
عميق الشكر لكلماتك الرقيقة.
سررت بمرورك اللطيف.
تحياتي لك وعليك السلام

محمود عباس مسعود
28/01/2010, 02:48 AM
أخي المحترم ..محمود عباس مسعود..
تمتّعت هنا بالجلوس على مائدة الذّكر الرّبّاني..
ووقّعت نفسي على كلّ كلمة ..
وقد جاء مختصرا مفيدا ..
وقد أوصى ـ صلى الله عليه وسلّم ـ بحسن استقبال الهدايا الرّبّانية :
"إنّ لِرَبِّكم في أيّامكم لنفحات ألاَ فتعرَّضوا لها".
والمتصوِّفة لقوا سعادة بعد طول ذكر حتّى سمّوا لحظاتها بـ "الانغماس في الحضرة الإلهية"..
والذّكر الدّائم هو سبب تحصيل كلّ نجاح ،وتوفيق ربّاني..يولِّد التّقوى ،وويرفع العبد إلى أعلى درجات الخشوع ..
ولصعوبة الخشوع كان آخر علم يطرقه العابد ،وأوّل علم ينفلت عنه عند الغفلة ..
وقد قال الله تعالى ..في أطول آية ،وهي 282من أطول سورة وهي البقرة..وفي آخرها ..
:"واتّقوا الله ،ويعلِّمكم الله"..
موضوعكم ممتاز أستاذنا ..
ونأسف لمن لم يقضِ أياما وساعات في الذِّكر..فهو لم يذق حلاوته..
لكنني لاأرى الشيخ مهما دائما..
بالغ تقديري..

أخي الأستاذ الكبير معروف محمد آل جلول المحترم
كلماتك ترطب القلب وتشيع في النفس غبطة..
شكراً لما ذكرته عن تلك النفحات القدسية التي تسمو بالروح
وتقربها من بارئها الذي إليه يصعد الكلام الطيب والذكر المبارك.
سعدت جداً لمرورك العاطر فبارك الله بك
وغمرك بنعيمه
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
تحياتي وتقديري