المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليلة زفاف نهلة - قصة واقعية - نزار ب. الزين



نزار ب. الزين
17/02/2007, 06:01 PM
ليلة زفاف نهلة
قصة واقعية
نزار ب. الزين*

بينما دخل العروسان إلى غرفتهما في بيت عائلة العريس الكبير ، توجهت نساء من العائلتين إلى غرفة مجاورة ، أما الرجال المقربون من الطرفين ، فقد جلسوا في صالة الضيوف ..
و رغم ظهور التعب على كبار السن منهم ، و النعاس على أكثرهم ، فقد جلسوا يتسامرون ، للتغلب على بطء الزمن ...
كانوا جميعا متلهفين لسماع النبا السعيد ...
و لكن ..
و على حين غرة سمعوا صياحا و عويلا آت من هناك..
صعقوا جميعا ...
اقتربت الوالدتان من الباب أكثر....
اقتربت بعض النسوة و بعض الرجال ، و قد أصابهم الذهول ...
هل أصاب أحدهما مكروه ؟؟
أخذوا يتساءلون ... متهامسين ..!
ألصقت الوالدتان أذنيهما بالباب ....
العريس يشتم عروسه ...
العريس يصفع عروسه ..
رنات راحة كفه فوق جلد عروسه الغض أقوى من ضربات الدف الذي كان يقرع قبل أقل من ساعة ....
العروس تولول .. تستغيث ..
تقرع أم العريس الباب متسائلة : ( تحسين ، ما الحكاية يا روح أمك ؟ طوِّل بالك برضايي عليك !..) و لكن المعركة غير المتكافئة لا زالت مستعرة ...
استغاثات العروس تبلغ عنان السماء ...
صياح العروس يتحول إلى نباح كلب جريح ...و أم العروس مرتبكة محتارة عاجزة عن التصرف ..
ثم سمعوا زئير العريس و هو يهدد و يتوعد ، ردا على نداءات أمه : "سأذبحها و أشرب من دمها ! "
عند هذه العبارة لم تتمالك والدتها صبرا فدفعت الباب بيديها الإثنتين و اقتحمت الغرفة ، لتجد ابنتها محشورة في إحدى زوايا الغرفة شبه عارية و قد غطت دماؤها معظم جسدها ...
أما العريس فقد توقف عن استعمال يده ، فهو يحمل الآن حزامه الجلدي و يهوي به فوق كل بقعة من جسم عروسه..
انقضت والدتها عليه ، فأمسكت بتلابيبه و أخذت تدفعه عنها بكل ما أوتيت من قوة و هي تسأله :" بأي حق تعامل بنت الناس على هذا النحو ؟ ".
" بنت الناس ؟ " أجابها متهكما ، ثم أضاف صارخا بأعلى صوته...." إبنتك يا سيدة يا محترمة ليست عذراء!.."
تولول والدته : " يا لفضيحتك يا أم تحسين..."
تولول والدتها : " يا لفضيحتك يا أم شريف .."
يقتحم شقيقا العريس الغرفة غاضبين صائحين : " سنعاونك بذبحها يا أخي !.."
تتقدم أم العروس من ابنتها ، تمسك بشعرها ، فتشده بشراسة ، ثم تصيح في وجهها : " ما الذي أسمعه يا كلبة ؟..!!.."
تصيح نهلة ، العروس المنكوبة ، بأعلى صوتها المبحوح : " و الله يا أمي لم يمسسني بشر قبل تحسين... و الله .. والله يا ناس لم أعرف رجلا قبل تحسين ..هذا ظلم ...ظلم .. ظلم ! "
ترفع والدتها يدها عن شعرها ..
تعيد تسويته ...
تستر عريها بغطاء السرير ..
تقف في مواجهة الجميع :
" لن يقترب منها أحد إلا فوق جثتي ، سنصحبها منذ صباح الغد أنا و أم تحسين ، ليفحصها الطبيب ، فإن ثبت أنها خاطئة ، سأذبحها بيدي هتين .... و أفترض أن ربها لم يخلقها .."
تجادلت النساء ..تصايحن ..و كدن يتضاربن ..
تجادل الرجال ...تصايحوا و كادوا يتقتتلون ..
و لكن عقلاء الطرفين أيدوا موقف أم شريف ..
فتركوها و ابنتها في الحجرة ، بينما جروا العريس رغما عنه إلى غرفة أخرى و هو لا يزال يهدد بالويل و الثبور و عظائم الأمور ....
*****
خذيني من هنا يا أمي ..
ألست ابنتك الأثيرة يا أمي ..
خذيني من هنا و إلا أحرقت نفسي ..
لن أبقَ في هذا البيت لحظة واحدة ...
ثم تضيف و هي لا زالت ترتجف رعبا و ألما :
كل شيء كان يسير على ما يرام ..
كان لطيفا للغاية .. كان في غاية الرقة ..
كنت خائفة بدايةً .. فهدأني بلسان طلي ينطق شهدا ..
و ما أن زال خوفي و بدأت أنسجم معه ..حتى هب واقفا كمن لدغته أفعى ، و قد انقلب وجهه إلى شيطان رجيم ..
" أنت لست عذراء .. أنت فاسدة ..أنت غشاشة و أهلك غشوني بك !.." أجبته بكل براءة : " بأي حق تنعتني بهذه الصفات ؟.. " فكان جوابه : " أنت أيضا وقحة!.. " ، و ابتدأ يصفعني بكلتا يديه ؛ قاومته ، فأخذ يركلني بقدميه ..
" كاد يقتلني يا أمي ..
انقلب إلى وحش ضارٍ يا أمي ...
ثم ابتدأ ينهش جلدي بحزامه يا أمي ...
خذيني من هنا في الحال يا أمي ...
أين شقيقيَّ ؟ لماذا تركاه يعذبني ؟..
لماذا لم ينجداني عندما استغثت بهما ؟...
لو كان أبي حيا هل كان سيسمح بأن تعذب ابنته ؟
لو كان حيا لما سمح له بأن يمس مني شعرة ..
لم يعد لي غيرك يا أمي ينقذني من من شره و شر من حوله ...
(أبْوس) رجلك يا أمي...خذيني بعيدا عن هذا الجحيم ..! "
كانت تتكلم و هي مجهشة بالبكاء ، فبذلت الأم جهدا مضنيا لتهدئتها :
"الصباح رباح يا بنيتي ، و ما أن يسطع ضوء النهار حتى نغادر..
أما أخواك فلا تلوميهما فهما لا زالا صغيرين.. "
*****
شرحت لهما الطبيبة وضع نهلة : " إنها حالة نادرة ، تمثل نسبة ضئيلة من الفتيات ، يختلف فيها غشاء بكارتهن عن غيرهن ، و يسمى هذا النوع بالغشاء المطاطي الذي لا يزول إلا عند الولادة ؛ الفتاة نظيفة ، و بكارتها لا زالت موجودة ، و ما فعله بها عريسها ... حرام ... حرام ... حرام ...فهي تحتاج إلى أكثر من شهر لتبرأ جراحها و كدماتها ...و أشهرا و ربما سنوات لتبرا نفسها ! " .
تزغرد أم شريف ..
يعلم شريف ذو الرابعة عشر بالنتيجة...
يتوجه مع شقيقه الأصغر - و قد استُفِزَّت نخوتهما رغم صغر سنهما - يرافقه أبناء عمومته الذين اشتعل غضبهم لدى سماعهم بما حدث ، يتوجهون جميعا إلى دار العريس ، فيشتبكون معه و مع شقيقيه و أبناء عمومته بعراك كاد يتطور إلى مذبحة ، لولا تدخل أبو تحسين في الوقت المناسب ، و اعترافه على رؤوس الأشهاد ، بأن ولده تحسين كان متسرعا و أنه ارتكب خطأ جسيما ، و أن نهلة أشرف من الشرف ، و أنه يعتذر إليها و إلى أهلها ، و مستعد لأية ترضية يفرضونها عليه.
*****
عندما قدمت أم تحسين محملة بالهدايا في محاولة لإقناع نهلة بالعودة إلى عش الزوجية ؛ أحضرت نهلة ثوب زفافها و أمام الوالدتين مزقته إربا إربا ، ثم حملت الهدايا واحدة بعد واحدة فبعثرتها أمام باب الخروج ؛ معلنة رفضها القاطع ، أن تتقهقر إلى العصور الحجرية ، و العودة إلى كهف الوحوش . !
*************
*نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
عضو جمعية المترجمين العرب ArabWata
الموقع : www.FreeArabi.com
البريد : nizar_zain@yahoo.com

د. جمال مرسي
17/02/2007, 06:44 PM
يا الله
ما هذا أستاذ نزار
إنها قصة من الواقع تماما
و تحدث بسبب جهل كثير من الأزواج و تسرعهم في الحكم على من ارتضوا بهن ليشاركوهن الحياة
و لكن أي حياة تلك التي فقد فيها العريس ثقته بعروسه التي ربما خطبها لمدة طويلة كانت كافية ليتعرف إليها و على أخلاقها أكثر . إنه الجهل و التسرع و العنجهية و قد أودت بكثير من العلاقات الزوجية في مهدها . فلله هذه الفتاة و من تعرضن مثلها لمثل هذا الموقف الذي فضحهن بلا داع .
خاتمة القصة كانت طبيعية و منطقية
أحييك أستاذ نزار
أنت فعلا تكتب من الحياة فنعيش قصصك لحظة بلحظة و كأنها واقع ماثل أمام أعيننا
دمت بخير
محبك
جمال مرسي

محمد المهدي السقال
18/02/2007, 01:24 AM
ليلة زفاف نهلة
قصة واقعية
نزار ب. الزين*

بينما دخل العروسان إلى غرفتهما في بيت عائلة العريس الكبير ، توجهت نساء من العائلتين إلى غرفة مجاورة ، أما الرجال المقربون من الطرفين ، فقد جلسوا في صالة الضيوف ..
و رغم ظهور التعب على كبار السن منهم ، و النعاس على أكثرهم ، فقد جلسوا يتسامرون ، للتغلب على بطء الزمن ...
كانوا جميعا متلهفين لسماع النبا السعيد ...
و لكن ..
و على حين غرة سمعوا صياحا و عويلا آت من هناك..
صعقوا جميعا ...
اقتربت الوالدتان من الباب أكثر....
اقتربت بعض النسوة و بعض الرجال ، و قد أصابهم الذهول ...
هل أصاب أحدهما مكروه ؟؟
أخذوا يتساءلون ... متهامسين ..!
ألصقت الوالدتان أذنيهما بالباب ....
العريس يشتم عروسه ...
العريس يصفع عروسه ..
رنات راحة كفه فوق جلد عروسه الغض أقوى من ضربات الدف الذي كان يقرع قبل أقل من ساعة ....
العروس تولول .. تستغيث ..
تقرع أم العريس الباب متسائلة : ( تحسين ، ما الحكاية يا روح أمك ؟ طوِّل بالك برضايي عليك !..) و لكن المعركة غير المتكافئة لا زالت مستعرة ...
استغاثات العروس تبلغ عنان السماء ...
صياح العروس يتحول إلى نباح كلب جريح ...و أم العروس مرتبكة محتارة عاجزة عن التصرف ..
ثم سمعوا زئير العريس و هو يهدد و يتوعد ، ردا على نداءات أمه : "سأذبحها و أشرب من دمها ! "
عند هذه العبارة لم تتمالك والدتها صبرا فدفعت الباب بيديها الإثنتين و اقتحمت الغرفة ، لتجد ابنتها محشورة في إحدى زوايا الغرفة شبه عارية و قد غطت دماؤها معظم جسدها ...
أما العريس فقد توقف عن استعمال يده ، فهو يحمل الآن حزامه الجلدي و يهوي به فوق كل بقعة من جسم عروسه..
انقضت والدتها عليه ، فأمسكت بتلابيبه و أخذت تدفعه عنها بكل ما أوتيت من قوة و هي تسأله :" بأي حق تعامل بنت الناس على هذا النحو ؟ ".
" بنت الناس ؟ " أجابها متهكما ، ثم أضاف صارخا بأعلى صوته...." إبنتك يا سيدة يا محترمة ليست عذراء!.."
تولول والدته : " يا لفضيحتك يا أم تحسين..."
تولول والدتها : " يا لفضيحتك يا أم شريف .."
يقتحم شقيقا العريس الغرفة غاضبين صائحين : " سنعاونك بذبحها يا أخي !.."
تتقدم أم العروس من ابنتها ، تمسك بشعرها ، فتشده بشراسة ، ثم تصيح في وجهها : " ما الذي أسمعه يا كلبة ؟..!!.."
تصيح نهلة ، العروس المنكوبة ، بأعلى صوتها المبحوح : " و الله يا أمي لم يمسسني بشر قبل تحسين... و الله .. والله يا ناس لم أعرف رجلا قبل تحسين ..هذا ظلم ...ظلم .. ظلم ! "
ترفع والدتها يدها عن شعرها ..
تعيد تسويته ...
تستر عريها بغطاء السرير ..
تقف في مواجهة الجميع :
" لن يقترب منها أحد إلا فوق جثتي ، سنصحبها منذ صباح الغد أنا و أم تحسين ، ليفحصها الطبيب ، فإن ثبت أنها خاطئة ، سأذبحها بيدي هتين .... و أفترض أن ربها لم يخلقها .."
تجادلت النساء ..تصايحن ..و كدن يتضاربن ..
تجادل الرجال ...تصايحوا و كادوا يتقتتلون ..
و لكن عقلاء الطرفين أيدوا موقف أم شريف ..
فتركوها و ابنتها في الحجرة ، بينما جروا العريس رغما عنه إلى غرفة أخرى و هو لا يزال يهدد بالويل و الثبور و عظائم الأمور ....
*****
خذيني من هنا يا أمي ..
ألست ابنتك الأثيرة يا أمي ..
خذيني من هنا و إلا أحرقت نفسي ..
لن أبقَ في هذا البيت لحظة واحدة ...
ثم تضيف و هي لا زالت ترتجف رعبا و ألما :
كل شيء كان يسير على ما يرام ..
كان لطيفا للغاية .. كان في غاية الرقة ..
كنت خائفة بدايةً .. فهدأني بلسان طلي ينطق شهدا ..
و ما أن زال خوفي و بدأت أنسجم معه ..حتى هب واقفا كمن لدغته أفعى ، و قد انقلب وجهه إلى شيطان رجيم ..
" أنت لست عذراء .. أنت فاسدة ..أنت غشاشة و أهلك غشوني بك !.." أجبته بكل براءة : " بأي حق تنعتني بهذه الصفات ؟.. " فكان جوابه : " أنت أيضا وقحة!.. " ، و ابتدأ يصفعني بكلتا يديه ؛ قاومته ، فأخذ يركلني بقدميه ..
" كاد يقتلني يا أمي ..
انقلب إلى وحش ضارٍ يا أمي ...
ثم ابتدأ ينهش جلدي بحزامه يا أمي ...
خذيني من هنا في الحال يا أمي ...
أين شقيقيَّ ؟ لماذا تركاه يعذبني ؟..
لماذا لم ينجداني عندما استغثت بهما ؟...
لو كان أبي حيا هل كان سيسمح بأن تعذب ابنته ؟
لو كان حيا لما سمح له بأن يمس مني شعرة ..
لم يعد لي غيرك يا أمي ينقذني من من شره و شر من حوله ...
(أبْوس) رجلك يا أمي...خذيني بعيدا عن هذا الجحيم ..! "
كانت تتكلم و هي مجهشة بالبكاء ، فبذلت الأم جهدا مضنيا لتهدئتها :
"الصباح رباح يا بنيتي ، و ما أن يسطع ضوء النهار حتى نغادر..
أما أخواك فلا تلوميهما فهما لا زالا صغيرين.. "
*****
شرحت لهما الطبيبة وضع نهلة : " إنها حالة نادرة ، تمثل نسبة ضئيلة من الفتيات ، يختلف فيها غشاء بكارتهن عن غيرهن ، و يسمى هذا النوع بالغشاء المطاطي الذي لا يزول إلا عند الولادة ؛ الفتاة نظيفة ، و بكارتها لا زالت موجودة ، و ما فعله بها عريسها ... حرام ... حرام ... حرام ...فهي تحتاج إلى أكثر من شهر لتبرأ جراحها و كدماتها ...و أشهرا و ربما سنوات لتبرا نفسها ! " .
تزغرد أم شريف ..
يعلم شريف ذو الرابعة عشر بالنتيجة...
يتوجه مع شقيقه الأصغر - و قد استُفِزَّت نخوتهما رغم صغر سنهما - يرافقه أبناء عمومته الذين اشتعل غضبهم لدى سماعهم بما حدث ، يتوجهون جميعا إلى دار العريس ، فيشتبكون معه و مع شقيقيه و أبناء عمومته بعراك كاد يتطور إلى مذبحة ، لولا تدخل أبو تحسين في الوقت المناسب ، و اعترافه على رؤوس الأشهاد ، بأن ولده تحسين كان متسرعا و أنه ارتكب خطأ جسيما ، و أن نهلة أشرف من الشرف ، و أنه يعتذر إليها و إلى أهلها ، و مستعد لأية ترضية يفرضونها عليه.
*****
عندما قدمت أم تحسين محملة بالهدايا في محاولة لإقناع نهلة بالعودة إلى عش الزوجية ؛ أحضرت نهلة ثوب زفافها و أمام الوالدتين مزقته إربا إربا ، ثم حملت الهدايا واحدة بعد واحدة فبعثرتها أمام باب الخروج ؛ معلنة رفضها القاطع ، أن تتقهقر إلى العصور الحجرية ، و العودة إلى كهف الوحوش . !
*************
*نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
عضو جمعية المترجمين العرب ArabWata
الموقع : www.FreeArabi.com
البريد : nizar_zain@yahoo.com


*


***
حوار مع عتبة نص : ليلة زفاف نهلة .
" قصة واقعية "
أنطلق من تساؤل حول دافع الفصل بين العنوان والمتن , بمثل هذه التصنيفات الجاهزة : " قصة واقعية " , إذا كانت لا تحقق إضافة نوعية للمتلقي , باعتبارها
إضاءة جوهرية , يمكن من دونها أن يتعذر التواصل مع الرسالة المستهدفة بالإبلاغ ,
و إلا فإن تلك العتبة , قد تصبح قيدا مسبقا لتوجيه القراءة في حدود البعد الواحد , بحيث تفرض على القارئ من البداية , أن يعايش حدثية القصة في إطارها الواقعي بأضيق معانيه , و بالتالي يمكن من خلالها التضييق عليه , وحصر حرية تفاعله في هامش الإحالة ,
و لعل هذا ما قد يقيد المتلقي , ويمنعه من تجاوز التفكير في مضمون الحكاية , إلى الانشغال أو الاشتغال على الأدوات الفنية التي انتقلت بتلك الحكاية – بغض النظر عن مصدرها الواقعي أو التخيلي – إلى شكل سردي عن طريق صياغة الخطاب , إذا كنا متفقين على اعتبار القصة , تعبيرا نثريا فنيا , يتأسس على بنيتي الحكاية والخطاب .
تطرح قراءة النص القصصي : ليلة زفاف نهلة , سؤالا منهجيا مركبا حول لجوء الكاتب إلى تلك العتبة : قصة واقعية .
هل هناك علذة الممكنة ؟هل كان ممكنا تجاوز الإعلان عنها ؟
بالنظر إلى المحتوى الحدثي في النص , فإن القارئ لن يجد أدنى صعوبة في الاقتناع بواقعيتها الاجتماعية , بحكم معايشة تفاصيلها في البنية الأسرية العربية تحديدا , سواء تعلق الأمر بترسبات المحكي في ذاكرته عن تجارب الريف , والذي قد تكون بعض أطرافه ما زالت متعلقة بالطقوس الأسطورية لليلة الزفاف , أو تعلق بما تابعه من تطورات الحدث بصيغته الحكائية , و في الحالتين , أعتقد أنه كان ممكنا تجاوز الإعلان عن عتبة: قصة واقعية .
بل أعتقد أن المسألة , يمكن أن تأخذ بعدا مغايرا , لو أن الكاتب اختار عتبة مثل : قصة خيالية .
لأن القارئ في النهاية, لن يترك النص إلا محملا بالعديد من الأسئلة التي تستفز تفاعله المتعدد المستويات مع القصة , كأني بها فيما دون ذلك , إنما تبقى من باب تحصيل حاصل ,
قد تبدو القراءة غير هادئة كما يكون الأمر عادة في التعليقات الانطباعية , وبالتالي فإني ألتمس من الأديب نزارب.الزين , بعض التروي في الاستقبال , قبل الحكم على بعض جوانب التقييم الإجمالي , راجيا تدخله لتفسير أو تبريراختياره تلك العتبة بالذات .

محمد المهدي السقال




**

زاهية بنت البحر
18/02/2007, 02:41 AM
سمعنا بمثل هذه القصة, وخربت بيوت من ورائها, وما ذلك إلا بسبب الجهل المسيطر على عقول الكثيرين كبارًا وصغارًا, ولكن الأمر اليوم تغير نسبيًا بسبب التوعية التي مازالت تنقص الكثيرين..
دمت بخير أخي المكرم أديبنا الكبير نزار الزين ..
أختك
بنت البحر

صابرين الصباغ
18/02/2007, 10:08 PM
الابداع رسالة ، فلعل الله يجعل شابا مقبلا على الزواج يقرأ تلك القصة فيتريث قبل الفضيحة وقبل قذف المحصنات ، وتأخذ ثوابك بما خطته يداك الكريمة
أما بالنسبة لنهلة ، فقد اهانها بل ومزق سترها امام الرجال قبل النساء فهذا الهمجى بالرغم من اني امنحه بعض العذر لانه شرقى تربي تربية علمته بأن بقعة ..... = شرف فهناك العديد من الفتيات يفعلن ويقترفن الكثير ويعيدون رمز الشرف كما كان بجراحة لاتكلفهن لا وقت ولا نقود..
أبي الكبير كنت هنا كبير بقلمك وفكرك ورسالتك التي تقدمها لذوي الشرقية المتخلفة
مودتي واحترامي لقلمك وقلبك

ايمان حمد
19/02/2007, 05:18 PM
السـلام عليكم

أديبنا الكبير / نزار الزيـن

قرأت بلهفة شديدة هذه الأقصوصة وكنت اقفز بين سطورها بعينى لأصل الى النهاية بسرعة

المشكلة فى رأى هى انعدام الثقافة الجنسية بطريقة علمية فى فى بلادنا الغبية
هذه الأمـور دائما كانت تابو Taboo على الأولاد فى المدارس والبنات فى كل مكان
حتى الأهل انصرفوا عن الأبناء ولم يعودوا يتابعون من اين يستقون ثقافتهم المزرية
فكل ما يعرفوه من الأفلام الوضيعة والقصص الهابطة التى يشاهدونها
ولا فى مرة واحده فكر الأبناء فى قراءة علمية لأى موضوع حتى اصبح العرف وكأنه ملسلمات وفرضيات جائزة
اقول لا حول ولا قوة الا بالله

تعاطفت جدا مع نهلة التى تقول انها ستحرق نفسها الم يخلصوها .. فأى الم ودمار نفسى تساق اليه بفعل جاهل احمق .. المشكلة ان الأخطاء الناجمة عن جهل تأخذ وقت طوووويل حتى تلتئم ..

ولذا لماذا تسبح الحيتان فى البحر لطالب العلم فى شتى العلوم
ولماذا تباركه الملائكة !!
لأنه سيقى الناس ومخلوقات الله شر افعاله .. فيدعون له !!

ماذا كان سيفعل "الفالح " ان كانت من أياهم والمنتشرين ويجاهرون فى الفضائيات بأنهن خدعن أزواجهن ويعشن عيشة هنية !!

سبحان الله .. ساعات تجبر الناس على فعلات "يشتروا بها " دماغهم من الصداع والقلق !

قصة جميلة ومعالجة درامية صادقة لأمور مهمة تنخر فى علاقاتنا الأنسانية كلها

تقبل الأعجاب والتقدير :fl: :good:

نزار ب. الزين
19/02/2007, 08:46 PM
أخي الفاضل محمد المهدي
أولا - شكرا لاهتمامك بالنص و تحليله
ثانيا - لا يوجد في تعقيبك و تحليلك ما يستوجب عدم الروية ، فأنا أحترم راي الناقد الجاد و الإيجابي .
ثالثا : أما بخصوص العنوان ، فبكل بساطة اؤكد لك أن القصة واقعية بنسبة 80% و أعرف شخوصها ، و قد جرت أحداثها قبل حوالي نصف قرن ، و ليس من داعٍ كما أرى أن أخفي واقعيتها ، أما أبطالها فليسم ريفيون .
مع خالص المودة و الإحترام
نزار

نزار ب. الزين
19/02/2007, 08:51 PM
أختي الكريمة مريم ( بنت البحر )
هذه السلوكيات لا زالت مستمرة و إن اختلفت شكلا ، ففي تونس مثلا ، يكون الأمر سرا بين العريس و أمه ، و في حالة إخبارها بأن كل شيء على ما يرام ، تقوم الوالدة بتقديم قطعة قماش بيضاء (علامة النقاء) ، و سلة فواكه ، تكريما لوالديها اللذين أحسنا تربيتها .
لا شك أن هناك تطورا في الوعي و في السلوكيات على حد سواء ، إلا أن المشكلة لا زالت قائمة في المجتمعات الربفية و شبه الريفية .
شكرا لاهتمامك بالنص و تعقيبك الطيِّب عليه
عميق مودتي و احترامي
نزار

نزار ب. الزين
19/02/2007, 08:55 PM
ابنتي العزيزة صابرين
برأيي أن الكتابة إذا لم تكن تهدف إلى إبراز مشكلة ما ، لا يمكن اعتبارها كتابة ، فهي مجرد تنميق بعض الكلمات و زخرفتها و إحاطتها بالرموز ، ثم يصفونها بأنها فن أو تقنية أو ما شابه ....
القصة استرجعتها من الذاكرة و قد جرت أحداثها قبل حوالي خمسين سنة ، و أعرف أشخاصها فهي واقعية لم أغير فيها سوى الأسماء ، و بالتأكيد أن مثل هذه السلوكيات الورائية خفت كثيرا في المدن و لكنها لا زالت موجود في المجتمعات الريفية و شبه الريفية .
و مسألة ترقيع البكارة ، سمعت بها ايضا ، و أعتبرها صورة أخرى من صور التخلف و دليل آخر على استمرارية هذه العقلية و لازالت ( بقعة ..... = شرف )
شكرا لمشاركتك القيِّمة و دمت متألقة
نزار

نزار ب. الزين
19/02/2007, 08:58 PM
أختي الفاضلة إيمان
شكرا لمشاركتك و إسهامك في نقاش القصة ، هذا النقاش الذي يثري كل عمل ، لأنه تقييم إيجابي له .
للأسف لا زالت هذه الأعراف متداولة بين الكثير من المجتمعات و خاصة الريفية منها .
دمت رائعة كما عرفتك.
عميق مودتي و احترامي
نزار

نزار ب. الزين
19/02/2007, 09:09 PM
أخي و صديقي الدكتور جمال
شكرا لافتتاحك نقاش النص الذي أثريته بحضورك و تعقيبك الطيِّب على أحداثه.
و ألف شكر لثنائك العاطر.
عميق مودتي و تقديري.
نزار

جوتيار تمر
30/07/2007, 05:49 AM
الاستاذ نزار الزين..
احيانا يتسائل المرء بوعي او دون وعي..هل الفتاة مجرد سلعة تباع وتشترى..فاذا ما وجدوها غير صالحة رموها فوق مزابل حياتهم..؟
والسؤال يزداد طنينا..عندما نجد من يحكم على المرأة هذه او تلك وينعتها بالشرف او الرذيلة..حيث يقول من هم حتى يحكموا على انسانة بمثل هذا الحكم...؟
والسؤال لايتوقف بوقف هولاء..انما يغدوا في مراحله الاخرى اشد وتيرة..هل كل فتاة فقدت بكارتها تستحق الموت والقتل...؟
وعند هذا السؤال الاخير..تظهر النخوة العشائرية..والرجولة البدوية..والفحولة الذكرية..ويتعالى صيحات من نصبوا انفسهم قسرا حماة للسماء على الارض..فيقرروا بهتانا وظلما وأد روح لااحد يعلم غيرها هي والسماء ما حل بها..؟
الفتاة..المراة..ليست مجردة من رغباتها..لكن قلما نجد من تفرط بذاتها..على رغبة..او لعلة مزمنة في نفسها...!
لكن اذا ما حدث وان وجد الرجل فرصة ليشفي بعد نشوته الجنسية غليله الذكوري في التسلط عليها فانه لايدخر امرا حتى وان كان فيه فضيحة وتهديد لكيان روح انسانة.
من تفقد بكارتها..وهي مكرهة..وتخشى هذه الفحولة الذكورية وهذه الرغبة الانتقامية من رجال العشيرة وشيوخها..تجعلها اسيرة هاجس خطير يفقدنها طوال حياتها توازنها الانساني.
من تفقد البكارة مكرهة..تبقى النعجة التي يمكن للاخر ان يسوقها الى حضيرتها متى ماء شاء..والى مراعيها متى ما شاء.. والى جزارها متى ما شاء..!
من تفقد بكارتها مكرهة..في الاجتماعنا لاتختلف عن من وهبة ركارتها لتحقيق رغبة في نفسها..؟
الاثنان آثمتان..ونهاية الاثنان..القتل...وقد اقول..برغم وحشية تحسين..واخوته...الا..ان في موقف امه نوع من التسامح الانثوي الجميل..والذي يشعرنا احيانا بان لحظات الاتزان عند المرأة لاتقل ما عند الرجل..بل هي كانت اكثر حكمة من الرجل نفسه..فهي عندما تفكر في هذا الموقف العصيب بان الفاصل للامر هو تقرير الطبيب..تحتكم للعقل هنا.
المهم..رجال العشيرة ونخوتهم..وغسل العار..والثار...هذه الامور التي لم تزل تحكم عقول الانسان لدينا..اصبحت تعيقه من السير وفق متطلبات العصر.
والتعامل بين المكره والراغب امر يجب ان يفهم في مجتمعاتنا لنتجنب سفك المزيد من الدماء التي لاذنب لها الا وهي فتاة او امراة..!
النص يمثل مرحلة هامة من مراحل تطور الوعي البشري اذا ما نظر اليه من حيث البعد الثالث الغير مرئي من جهة.. ومن جهة اخرى يمثل مرحلة يتطلب منا العودة والنظر الى الامر..لادراك الامور قبل الحكم القطعي عليها..واتخاذ الحكم قبل المعاينة.. يعد امرا لامقبولا في كل الاحتمالات.

الاستاذ القدير نزار..

تقبل احترامي
ومحبتي
جوتيار

ابراهيم عبد المعطى داود
31/07/2007, 12:37 AM
المبدع العزيز ألأستاذ/ نزار ب الزين
( معلنة رفضها القاطع أن تتقهقر إلى العصور الحجرية والعودة إلى كهوف الوحوش )
إنها مسألة معقد’ أستاذنا الحبييب ,
مسألة يرتبط فيها الشرف والكرامة بالعار والخزى ,
ثمة خيط رفيع يربط بين الكلمات ألأربع كيف نفصل بينهما ؟؟
شاب فيه من حمية الشباب ونخوة الشباب فأخذ يضرب عروسه بقسوة متهما إياها
بالعبث والفجور !
وهى تستغيث 0,
ثم يكتشف الجميع أنها حالة نادرة فى الطب !!
طيب من يفهم فى هذا الموقف العصيب 0؟
من عنده قدرة حتى للصبر وألإستيعاب ثم ألأطمئنان عند أول طبيب ؟؟
ألأنسان الشرقى مكبل بأفكار معينة وتقاليد راسخة ,
كيف السبيل الى _ لست أقول التخلى عن هذه ألأفكار _ ولكن أقول
التفكير العقلآنى والهدوء النفسى فى هذ ه ألأمور ,
معادلة صعبة أستاذى الكريم !!
أبدعت فرسمت اللوحة وتركتنا جميعا نسأل فى همس :
( مالحل المناسب )
تحياتى العطرة
ابراهيم عبد المعطى ابراهيم

نزار ب. الزين
31/07/2007, 06:46 AM
النص يمثل مرحلة هامة من مراحل تطور الوعي البشري اذا ما نظر اليه من حيث البعد الثالث الغير مرئي من جهة.. ومن جهة اخرى يمثل مرحلة يتطلب منا العودة والنظر الى الامر..لادراك الامور قبل الحكم القطعي عليها..واتخاذ الحكم قبل المعاينة.. يعد امرا لامقبولا في كل الاحتمالات.
جوتيار
====================
أخي الكريم جوتيار
تحليلك للناحية الإجتماعية و لأبعاد هذه القضية التي قد تصل إلى القتل ذبحا باسم الدفاع عن الشرف ، يشير إلى مدى تبحرك في علم الإجتماع و الخدمة الإجتماعية ، فهل أنت أخصائي إجتماعي ؟
نعم يا أخي لكم من فتاة ذبحت ذبح النعاج لأنها فقدت بكارتها صراحة أو ظاهريا كما حالة نهلة ، دون أن يفكر الأب القاسي أو الأخ المدافع عن شرف العائلة ، أن فقدان البكارة قد يكون بسبب حادث أو علة خَلْقية .
شكرا لتعقيبك الذي أثرى النص و دمت كما عهدتك رائعا
نزار

نزار ب. الزين
31/07/2007, 06:55 AM
ألأنسان الشرقى مكبل بأفكار معينة وتقاليد راسخة ,
كيف السبيل الى _ لست أقول التخلى عن هذه ألأفكار _ ولكن أقول
التفكير العقلآنى والهدوء النفسى فى هذ ه ألأمور ,
معادلة صعبة أستاذى الكريم !!
أبدعت فرسمت اللوحة وتركتنا جميعا نسأل فى همس :
( ما الحل المناسب )
تحياتى العطرة
ابراهيم عبد المعطى ابراهيم
=====================
أخي الكريم الأستاذ ابراهيم
لقد قلتها بنفسك ، فعند ظهور مثل حالة نهلة ، فلا بد من التصرف العقلاني مهما كانت صعوبة المعادلة ، فهناك طبيب أو طبيبة و هناك داية خبيرة ، و على ضوء تقرير أحدهما فإما أن
يتقبلها
بمعروف
أو
يسرحها
بإحسان ،
و لا حاجة للضجة و الفضيحة أو الضرب و الإهانة أو إزهاق الأرواح .
شكرا لمرورك الذي أثرى النص
مع خالص المودة و التقدير
نزار