المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكاية الأصفر الرنان.. مع أقوال



محمود عباس مسعود
27/12/2009, 05:32 PM
الذهــــــــــــب

لم يفقد هذا المعدن الثمين قيمته ومكانته على امتداد التاريخ البشري المعروف. فالناس يسعون في طلبه ويفرحون بامتلاكه الآن مثلما فعلوا قبل آلاف السنين. وتدل الاكتشافات كما تؤكد البحوث أن الإنسان عرف هذا المعدن قبل أن يعرف أي معدن آخر، وكان دائما وأبدا معيار القيمة لكل شيء.

لقد برع الآشوريون والفراعنة بصياغة الحلي الذهبية والتفنن بتشكيلها، وأحبت بعض الشعوب الشرقية الذهب لدرجة العبادة. فلونه وبريقه يشبه إلههم الشمس. وفي العصور الوسطى لعب الذهب دورا كبيرا في التاريخ ونشأ حوله علم كامل هو علم الكيمياء القديمة (الخيمياءAlchemy ).

لقد أدرك علماء العصر الوسيط أن الذهب هو أكمل عنصر في الدنيا ولذلك سعوا لإيجاد طرق تمكنهم من تحويل المعادن الأخرى إلى ذهب. ومع تقدم العلوم وفهم طبيعة العناصر الكيماوية اتضح أن ذلك التحويل مستحيل.

الذهب أولا وقبل كل شيء هو عنصر كيماوي لا يمكن اختزاله إلى مكونات أكثر بساطة. إنه من العناصر الثقيلة بحيث يعادل وزنه حوالي عشرين مرة وزن الماء، وينصهر عند درجة حرارة مقدارها 1945 فهرنهايت. وإن تم إخضاعه لدرجة حرارة أعلى من ذلك فإنه يطلق بخاراً أخضراً مائل إلى الصفرة. وقد قدرت درجة غليانه عند 4585 فهرنهايت.

في حالته النقية يتميز بمرونته بحيث لا يمكن استعماله في الأغراض الصلبة. ولذلك يتم مزجه بمعدن أشد صلابة فيعرف المزيج بأنه سبيكة معدنية أو أشابة. الخاتم المصنوع من الذهب النقي لا يمكن أن يحتفظ بشكله كما يجب. والعملة المصنوعة من الذهب النقي تـُمسح نقوشها بسرعة. ولهذا السبب يتم مزج الذهب بالفضة أو النحاس، مما يـُكسب الذهب صلابة ولونا مميزا.

نقاء الذهب المستعمل في المجوهرات يقاس بالقيراط، ومعيار القياس هو 24 قيراط، وهي نسبة النقاء المطلق للذهب. القِطع الذهبية في كل البلدان تصنع على أساس تسعة أعشار ذهب خالص.

للذهب خاصيتان مثيرتان أكثر بكثير مما ذكر أعلاه، إذ بالإمكان طرق الذهب إلى رقائق في غاية الرقة، وبالواقع الذهب هو أكثر المعادن قابلية للطرق والترقيق، كما يمكن سحبه إلى خيوط رفيعة وطويلة جداً دون أن ينقطع شرط أن لا يخالطه معدن آخر. كما أن الذهب لا تحله المواد الكيماوية، التي لا يختلف مفعولها إزاء الذهب عن مفعول الماء.

في سالف الأزمان لم يلجأ الناس إلى ولوج باطن الأرض للحصول على الذهب، إذ كانوا يأخذون ما تركته الطبيعة على صفحة الأرض. وقد كان متواجدا بكثرة آنذاك ولا زال يجده الناس ممزوجاً برمل الأنهار بكامل نقائه. أكبر كتلة ذهبية نقية تم العثور عليها في مقاطعة فيكتوريا بأستراليا وكان وزنها حوالي السبعين كيلوغراما.

أقوال في الذهب:
الذهب ستارة الأحمق التي تحجب خلفها عيوبه عن عيون الناس.
وجود الذهب في القلب خير من وجوده في اليد.
امتلاك الذهب يولد الخوف، والرغبة في امتلاكه تولد الهم.
ليس للذهب قدرة على شراء الجنة أو تأخير موعد الرحيل.
لا الحب يمكن ابتياعه بالذهب ولا الصداقات تنمو بامتلاكه.
فليكف الإنسان عن التشوق للذهب النقي المصفى، وليهتم بدلاً من ذلك بتصفية عقله وتنقية دوافعه.
ما من مكان ٍ مرتفع يعجز الحمار المحمل ذهباً عن بلوغه!
القناع الذهبي يخفي عيوباً كثيرة وراءه.
ما أصعب الجمع بين الربِ والذهبِ!
كما أن الشمس تذيب الشمع وتعطي للصلصال صلابة، هكذا يمحص الذهبُ معادن الرجال
فيزيد الكريم قدرا ورفعة ويعمي قلوب ذوي الجشع والطمع.

وفي التشبيه يقال:
ذهبي كثمر الخريف.
ذهبي كالشعاع النقي.
ذهبي كبسمة الصباح.
ذهبي كالعسل في نور الشمس.

ومما قيل في الذهب أيضاً:

(رأيتُ الناسَ قد ذهبوا
إلى من عنده ذهبُ!)

والسلام عليكم

المصدر: موسوعات
الترجمة: محمود عباس مسعود