المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بفعل الهمس



محمد ابراهيم سلطان
29/12/2009, 10:15 AM
بفعل الهمس ..



دبيب الروح ..
تلك الزهرة بملمسها
أريجها المفرط باللاواقع
.. ميتٌ أنا قبلها
.. كنت
..غزت هي الروح
.. الآن .. !
ثمة غريب على مداد الطيف البعيد
.. توقفتُ

أتحقق من هذا القادم ..
يمشط الطريق بثوبه المجنح ..

يومضٍ مليون ألف سنة
كانت سرعته ..
خطف الروح ..
وبذات السرعة عتق الشذى
.. مذ سكن ترعرع في الحنايا
.. لم يبرحها
.. كانت آخر السطور ..
أولى رقصات الندى .. !
هي من تقدّم ..
بانت ملامحه
.. لها منازل ..
ما بين الطرف و الطرف تركض
بلاد
.. تتصارع مرافئ .. !
تقدمتْ بربوعها
تفك رباط لساني المنعقد
تسألنى :

ـ انتظرت طويلاً ..؟!



جربتُ أبلل حلقي بجواب
لائق
, كى أرضيها كأنثى
:

ـ طويلاً .. طويلاً .. !!

ضاقت أبجدياتي
في لحظة
تعسعس ريقي
لمجرد أن لامس طرفها شقائقي
.. احتدم العجز ..
فهمت ما دار
و اختلج
..
حان حنوها ..
ربتت على الشقائق مجددا
, تراقصت فوق سطح الروح ..
لم أتنفس ذاك العطر الفوّاح
طيلة قرون جاوزت المائة .. !!
لا أستطعم البهاء الناضج كإجاصة
سقطت أعلى
و عانقت الداخل .. !
غارت في أوصالي
.. تحللت
وصل هيموجلوبين النهر
أقصى درجات اشتعاله ..
مدت يدها تتحسس الصك المدفون بكتفي الأيسر
.. تسلمني مفاتيح أبوابها الموصدة ..
اهتزت كل صكوكى ..
أعلنت الرعشة
والعالم بأسره محض جسد هلامي ..
متزئبق ..
لولا المد الجزر الذي انتابني ما كان القمر .. !
تورمت هواجسي
طالت ينابيع السماء ..
فانهمر المطر و انشق نهر ..
خلعتني مني ..
اعتصرنى..
جففت ما تبقى من خلايا فيها أثر ..!
عادت تبسط كفيها
.. أرغمتني ..
أجهضت روافد النهر ..
من المصب إلى المصب ..
لم أقاوم .. لم أقاوم ..
صرتُ بين الحاجبين و الاكتحال رمانة ٍ
انفرطت حباتها بالهمس .. !
بلغ مني
نال من الأوردة ..
همست :

ـ العشق سلطان الهوى يا هذا الذي .. !

أشارت إلى مضغة بأسفل الصك ..
انتزعتها بلا رحمة ..
بهتت معالمي ..
خارت ..
رأيت وجوه العالم في واحد
.. إنساً جناً .. !
همهمت ُ..
غمغمت ُ..
أردفت ُ..
هسيساً .. هسيساً ..
كجرذٍ بلله الألم :



ـ ما عاد لي في الكون غير زهرتك
, و جرحك الذي كوته الشمس ..
يا لهيبي .. !



لملمت أشلائي ..
جمعتها ..
احتضنتها كطفلٍ حديث الفطام ..
دمغت شفاهها ..
أودعت قبلة ..
أين ..؟
لا أدري .. !!
غير أني أحسست
بلسعة باردة تتنقل بين الوريد و الوريد
.. ثم طارت بي عبر رياح الثلج
تبحث عن مرفأ يحتوينا ..