المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استخدام هكذا و كاف التشبيه



معتصم الحارث الضوّي
18/02/2007, 03:10 PM
في معرض الرد على موضوع " seekness " المطروح على بوابة ترجم كلمة ، ذكر الدكتور الفاضل هلال الفارع ما يلي :

فكيف نعتمد هكذا كتابة كمرجعية للترجمة والمعلومات اللفظية؟

أرجو من أستاذتنا اللغوين الأفاضل توضيح مدى صحة و أسباب استخدام ما يلي :
- كلمة هكذا في الجملة السابقة
- استخدام حرف الكاف أداة للنسبة بالنظر إلى كونه في الأصل حرفاً للتشبيه .

مع خالص تحيتي و تقديري

معتصم الحارث الضوّي
18/02/2007, 05:04 PM
الأخوة اللغويين الأفاضل
ما زلتُ حائراً .. أفيدونا أفادكم الله .

تحيتي و تقديري

منذر أبو هواش
18/02/2007, 07:01 PM
أخي المعتصم،

كاف الاستقصاء

فكيف نعتمد هكذا كتابة كمرجعية للترجمة والمعلومات اللفظية؟
استعمال الكاف في مثل هذه الجملة استعمال مستحدث، ولم يرد عن العرب، وقد شاع في لغة الصحافة نتيجة تأثر المترجمين باللغتين الإنكليزية والفرنسية. والكاف هنا ترجمة لـ as الإنكليزية في مثل قولهم: (I work as a teacher) فيترجمونه: أعمل كمعلم بدلا من أعمل معلما، إذ لا حاجة إلى كاف التشبيه لأنها زائدة ولا تتفق مع استعمالات الكاف بعامة.

لكن مجمعات اللغة العربية أجازته على أن تكون الكاف زائدة أو للتشبيه. وبعض العلماء المحدثين قال بأنّ هذه الكاف للتمثيل بما لا مثيل له، ويقال لها كاف الاستقصاء.

أما (هكذا) فهي مؤلفة من (ها) التنبيه، و(كاف) التشبيه الجارة، و(ذا) اسم الإشارة، ويكون في محل جر بالكاف، نحو: هكذا الإخلاص في العمل، وربما كان في العبارة تقديم وتأخير. ذكر الجاحظ في كتاب «البخلاء» عن إبراهيم السندي أنه حدث عن رجل بخيل من أهل خراسان. قال الرجل: أو ليس قد دعوتني؟! قال ابراهيم: ويلك! لو ظننت أنك هكذا أحمق ما رددت عليك السلام.

هذا على حد علمي، والله أعلم،

منذر أبو هواش

معتصم الحارث الضوّي
18/02/2007, 07:31 PM
فائق الشكر لك يا أستاذي الفاضل لهذا الشرح الوافي .. و ما زالت لدّي بعض التساؤلات أرجو الإجابة عليها :
- هل أنا محقٌ في إصراري و رفضي البات لاستخدام حرف الكاف للتشبيه ، و التي كما تفضلت استخدام مستحدث انتقل من لغة الصحافة المعاصرة إلى جميع أوجه الاستخدامات اللغوية - و الاستعاضة عن ذلك بالتنوين بالفتح مثال : مرجعيةً في الجملة المقتبسة ؟
- هل يعتبر تقديم كلمة هكذا مستهجناً من الناحية اللغوية ، و ذلك رغم وجود الشواهد على هذا الاستخدام منذ قديم الزمان كما في المثال الذي أوردته من كتاب البخلاء ؟

فائق احترامي و تقديري

شيزر منيب علوان
18/02/2007, 07:35 PM
شاعت ترجمة as بكاف التشبيه في كل المواضع مع أن as تأتي في بعض المواضع في اللغة الانكليزية للإثبات وليس للتشبيه.

مثال ذلك: (John works as a translator in the ministry)

الترجمة الخطأ: يعمل جون كمترجم في الوزارة .
الترجمة الصحيحة: يعمل جون مترجماً في الوزارة .

فالحل بسيط. أما قرار مجمع اللغة العربية, فقد اجتهدوا, لكن أظن أن اجتهادهم ليس صحيحاً لأنه ليس هناك من داع لإدخال شيء غريب إلى لغة العرب خاصةً إذا انتفى السبب.

فالجملة: (فكيف نعتمد هكذا كتابة كمرجعية للترجمة والمعلومات اللفظية؟) يجب أن تكون (فكيف نعتمد هكذا كتابة مرجعيةً للترجمة والمعلومات اللفظية؟)


والله أعلم

هلال الفارع
18/02/2007, 09:23 PM
شاعت ترجمة as بكاف التشبيه في كل المواضع مع أن as تأتي في بعض المواضع في اللغة الانكليزية للإثبات وليس للتشبيه.

مثال ذلك: (John works as a translator in the ministry)
الترجمة الخطأ: يعمل جون كمترجم في الوزارة .
الترجمة الصحيحة: يعمل جون مترجماً في الوزارة .

فالحل بسيط. أما قرار مجمع اللغة العربية, فقد اجتهذوا, لكن أظن أن اجتهادهم ليس صحيحاً لأنه ليس هناك من داع لإدخال شيء غريب إلى لغة العرب خاصةً إذا انتفى السبب.

فالجملة: (فكيف نعتمد هكذا كتابة كمرجعية للترجمة والمعلومات اللفظية؟) يجب أن تكون (فكيف نعتمد هكذا كتابة مرجعيةً للترجمة والمعلومات اللفظية؟)


والله أعلم
ــــــــــــــــــ
الأخ الكريم شيزر
سرّتني كثيرًا هذه المداخلة، وأحزنتني في آن..!
سرتني من حيث كونها خوضًا في بحر اللغة، واستمطارًا للمعرفة،
وأحزنتني من وجهين:
الأول؛ من حيث تأخّري في الرد عليها، إلى الحد الذي جعل الأخ المعتصم يعيد الصرخة بالعارفين لإفادته، وما كان هذا التأخر - والله - إلا لأنني لم أطّلع على المسألة إلا الآن.
والثاني؛ من حيث خروج صاحبها بها إلى الحكم بمقدار المعرفة، دونما استقصاء، أو على الأقل دون القول " ربما يكون كذا "!!
لقد أصدرت يا أخي حكمًا قاطعًا على عدم جواز القول:
( فكيف نعتمد هكذا كتابة كمرجعية للترجمة والمعلومات اللفظية؟)
وقطعت بأن الصواب والحق أن نقول:
( فكيف نعتمد هكذا كتابة مرجعيةً للترجمة والمعلومات اللفظية؟) علمًا بأن السؤال في الأصل قائم حول" هكذا " وليس حول الكاف في كلمة " مرجعية "!!
واسمح لي هنا بالتدخل - في حدود معرفتي - وفي اعتراضك على استخدام الكاف مقرونة بالاسم كما وردت في نصّي، لأوضّح الآتي:
تستخدم الكاف في التعبير اللغوي، بحيث يمكن تخريجها في عدة أوجه، كل وجه يحمل معنًى خاصًا يمليه السياق، وهذه الأوجه هي:
1- أن تأتي للتشبيه - وهو الأصل في استخدامها - فنقول: شيزر كالأسد، وهذا الشيء كذاك....إلخ.
2- أن تأتي للتعليل، وبيان السبب، مؤكده قوله تعالى:" واذكروه كما هداكم " أي لسبب هدايته لكم، وقوله عزّ وجلّ:" ويْ كأنه لا يفلح الكافرون" وفي ذلك تعجب لعدم فلاح الكفار. وتكون الكاف في مثل هذين الموضعين حرف جرّ بمعنى اللام.
3- أن تأتي بمعنى " على "، مثل قولك: كن كما أنت، أي اثبت على ما أنت عليه.
4- أن تأتي للتوكيد - وهنا مربط الفرس الذي أنكرته -
وتكون الكاف في هذا الاستخدام زائدة في الإعراب، مؤكّدة في المعنى:
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:"ليس كمثله شيء" فهل لك أن تقول: يجب أن تكون الآية- والعياذ بالله- ليس مثله شيء؟!!!!!!!!!!!!
وللتأكيد التاريخي القديم أيضًا على هذا الاستخدام في غير القرآن الكريم ما ورد في رجز العرب يصف الخيل الضّوامر:
" لواحقُ الأقرابِ فيها كالمقَق"
5- أن تأتي اسمًا بمعنى " مِثلٍ " ومنه قول الشاعر:
أتنتهونَ؟ ولن ينهى ذوي شطط كالطَّعنِ يذهب فيه الزيت والفُتُلُ
ومنه قول أبي الطّيّب:
وما قَتَلَ الأحرارَ كالعفوِ عنهمُ ومَن لك بالحرّ الذي يحفظ اليدا
6- أن تأتي اسمًا للضرورة، ومن العلماء من خص ورودها اسمًا بالشعر دون غيره، وذهب غيرهم إلى جوازمجيئها اسمًافي الشعر والنثر، ومن هؤلاء الأخفش، والفارسي أبي علي، وابن مالك، وغيرهم. ويشهد لهم على ذلك قوله تعالى - عن لسان السيد المسيح عليه السلام - في سورة عمران:
" أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير، فأنفخ فيه فيكون طيرًا بإذن الله" أي مثلَ الطير، فالكاف هنا اسم بمعنى مثل وإعرابها:( اسم مبني على الفتح في محل نصب مفعول به للفعل أخلق. ويكون الضمير في (فيه) عائدًا على هذه الكاف الاسمية، لأن مدلولها هنا على التذكير، وهو" مِثل ".
والله أعلم,
وتحية لكم جميعًا.

معتصم الحارث الضوّي
18/02/2007, 09:54 PM
التحية و العرفان للمتحاورين الكرام
تفضل الدكتور الفاضل هلال الفارع مشكوراً في المشاركة الأخيرة بتوضيح استخدام الكاف فله فائق تقديري و عرفاني .. و لكن استرعى انتباهي خطأ حدث سهواً في كتابة الآية الكريمة :
" ويْ كأنه لا يفلح الكافرون"

و صحيح الآية الكريمة :
" وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ " .
جاء في تفسير الجلالين للآية ( 82 ) من سورة القصص ما يلي :
[وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس] أي من قريب [يقولون ويكأن الله يبسط] يوسع [الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر] يضيق على من يشاء ووي اسم فعل بمعنى أعجب أي أنا والكاف بمعنى اللام [لولا أن من الله علينا لخسف بنا] بالبناء للفاعل والمفعول [ويكأنه لا يفلح الكافرون] لنعمة الله كفارون .

للأهمية لزم التنبيه .
أكرر شكري و عرفاني للأخوة الأفاضل لمساهماتهم القيّمة و استجابتهم الرائعة .

منذر أبو هواش
18/02/2007, 09:54 PM
الأخ المعتصم،
الأخ هلال،
الأخ شيزر،

الخطأ في قولنا: (فكيف نعتمد هكذا كتابة)
(ها) التنبيه، و(كاف) التشبيه الجارة، و(ذا) اسم الإشارة

فمن يقول: (فكيف نعتمد هكذا كتابة)
كمن يقول: (فكيف نعتمد مثل ذا كتابة)
وهذا لا يصح في كلام العرب

وعبارة (هكذا كتابة) تبدو ترجمة حرفية
لعبارة (such writing) الانكليزية

والأصوب أن نقول:
(فكيف نعتمد مثل هذه الكتابة) أو
(فكيف نعتمد كتابة كهذه)

وهذه نماذج من الاستخدام الصحيح لكلمة (هكذا):
- هكذا قالت العرب….
- ينبغي أن تكون الكتابة هكذا: …
- هكذا قل وإلا فاسْكُت.
- لا تكن إلا هكذا!
- وهكذا دواليك…

ودمتم،

منذر أبو هواش

هلال الفارع
18/02/2007, 10:00 PM
و صحيح الآية الكريمة :
" وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ " .
للأهمية لزم التنبيه .
ــــــــــــــــــ
أخي المعتصم
تحية خالصة،
لم يرد في كتابتي للآية على النحو الذي أوردت خطأ في الكتابة، في كتابتي( ويْ كأنَّ ....) والسبب أن كتابة القرآن توقيفية لا إملائية، ألا ترى أننا نكتب ( رب السماوات والأرض) ولا نكتبها( رب السموات والأرض)؟! أنا أتحدث هنا عن الكتابة الإملائية، وليس عن النقل الأمين للكتابة التوقيفية في القرآن الكريم، تلك الكتابة التي لا نعلمها لتلاميذنا على مقاعد الدراسة، لأن البون فيها شاسع عن الواقع الإملائي في كثير من المواضع..
شكرًا جزيلاً لانتباهك وحرصك...........

هلال الفارع
18/02/2007, 10:27 PM
فمن يقول: (فكيف نعتمد هكذا كتابة)
كمن يقول: (فكيف نعتمد مثل ذي كتابة)
وهذا لا يصح في كلام العرب
ـــــــــــــ
الأستاذ منذر
تحية خاصة،
أرجو أن تورد لي الدليل، أو التفسير اللغوي لعدم صحة القول: (فكيف نعتمد مثل ذي كتابة)؟
أما أنا فسأوضح لك نحويًا - إعرابًا - صحة المقولة، بعد أن تتفق معي بأن الإعراب فرع المعنى:
إن قلنا: كيف نعتمد مثل ذي كتابة، يكون إعراب:
مثل: مفعول به
ذي: اسم إشارة في محل جر مضاف إليه،
كتابةً: تمييز منصوب..
فإن قلنا: كيف نعتمد مثل ذي الكتابة
يكون إعراب الكتابة: نعتًا مجرورًا، مع جواز إعرابها على البدلية.
ألا ترى معي أن تغير ما بعد ذي غيّر المعنى؟! بدليل تغيّر الإعراب! وهو دليل على صحة السياقين،
ثم أسألك: هل يجوز أن نقول: كيف نعتمد هذه الكتابة؟
بالتأكيد ستقول: نعم
فإذا كنت أنت تقول: إن هاء للتنبيه، يعني أنه من الممكن الاستغناء عنها، أليس كذلك؟
إذًا تصبح الجملة: كيف نعتمد" ذه" الكتابة؟ وتعلم أن حذف الهاء يلزم عودة الياء، ليصبح التعبير: كيف نعتمد ذي الكتابة؟ أليس هذا التعبير صحيحًا أيضًا؟! بالتأكيد ستقول: نعم.. إذًا ما وجه الخطأ في إضافة مثل قبل "ذي" لنقول:
كيف نعتمد مثل ذي الكتابة؟! لتقوم مقام ذي في المفعولية؟!
هذا رأيي الذي يحتمل الصواب والخطأ، وهو عندي في جانب الصواب، إلى أن أرى ما يُخطّئه من العلم لا غير..
تحياتي لك أخًا مجاهدًا على كافة الجبهات!!!!!!!!

معتصم الحارث الضوّي
18/02/2007, 10:42 PM
أستاذي الفاضل الدكتور منذر
أستاذي الفاضل الدكتور هلال
اسمحا لي بتوجيه التحية لكما .. و أنتما تتقارعان الحجج اللغوية .. و أنا ( و غيري ) نستفيد من هذه الدروس اللغوية المجانية و نجني الشهد صافياً مصفى . بارك الله فيكما .

فائق احترامي و تقديري لكما خاصة و لبقية المشاركين و المطلّعين عامة .

هلال الفارع
18/02/2007, 10:54 PM
أخي المعتصم
أشكرك لهذه الأريحية في مداخلاتك،
واسمح لي أن أشكرك لوضع لقب دكتور قبل اسمي،
وأنا لست بدكتور..
اقتضى التنويه
ولك الفضل

ايمان حمد
18/02/2007, 11:28 PM
الأخوة الكــرام

استفدت من مرورى هنــا ورب الكعبة

معلومات قيمة

تحية للجميع :good:

منذر أبو هواش
18/02/2007, 11:47 PM
وَلَيسَ يَصِحُّ في الأَفهامِ شَيءٌ
إِذا اِحتاجَ النَهارُ إِلى دَليلِ

من يقول: (فكيف نعتمد هكذا كتابة)
كمن يقول: (فكيف نعتمد مثل ذا كتابة)
وهذا لا يصح في كلام العرب

فهل تصح (مثل ذا كتابة) يا أخي الجهبذ؟

د. لينة
19/02/2007, 12:11 AM
بسم الله

بارك الله بكم ..اشتركت في جمعيتكم منذ فترة ولكن لم يتسنّ لي أن أشارككم لما تتطلبه المشاركة من تفرغ واهتمام ..

موضوع قيّم..

هلال الفارع
19/02/2007, 07:41 AM
وَلَيسَ يَصِحُّ في الأَفهامِ شَيءٌ
إِذا اِحتاجَ النَهارُ إِلى دَليلِ

من يقول: (فكيف نعتمد هكذا كتابة)
كمن يقول: (فكيف نعتمد مثل ذا كتابة)
وهذا لا يصح في كلام العرب

فهل تصح (مثل ذا كتابة) يا أخي الجهبذ؟
ـــــــــــ
أخي منذر المحترم
أراك تخلط في توظيف الكلِم في الجملة،
وتسيّر صوغ الجملة فيما يؤيد ما تراه، واللغة يااخي ليست أهواء!!
حين تقول: ( فكيف نعتمد هكذا كتابة ) يجب أن تعي أن الكاف هنا ليست (مثل)، إنما هي حرف زائد، وإلا لوجبت الإضافة. ألا ترى أنها حين تعني ( مثل ) وجب القول: ( مثل ذي، أو مثل هذه )؟
الكاف في هكذا زائدة، ولو أنك وقفت على ما أوردته من تفصيلات معاني الكاف في إجابتي على الأخ المعتصم، لما وقعت في المحظور!
أما قولك: وَلَيسَ يَصِحُّ في الأَفهامِ شَيءٌ
إِذا اِحتاجَ النَهارُ إِلى دَليلِ
فإن هذا ينافي التعثر الواضح في تعليل المسألة، ولو كان الأمر كذلك، واضحًا لا يحتاج إلى دليل، لما وقفت معك في "هكذا محطات"!!
مع التحية

منذر أبو هواش
19/02/2007, 12:51 PM
وَلَيسَ يَصِحُّ في الأَفهامِ شَيءٌ
إِذا اِحتاجَ النَهارُ إِلى دَليلِ
أخي الألمعي العلامة الأستاذ هلال الفارع المحترم،

أنت الذي خلطت بداية فقلت: (فكيف نعتمد هكذا كتابة)، ولا يختلف اثنان (مهما تنطعت) على ركاكة هذا التعبير وعدم فصاحته، وعلى أنه لا أصل له في العربية. وأما المثال الذي ذكرته في مشاركتي السابقة عن الجاحظ في كتاب «البخلاء» عن حادثة إبراهيم السندي: (لو ظننت أنك هكذا أحمق ما رددت عليك السلام) فتختلف كليا عن جملتك الركيكة، ذات التركيب الركيك المشهور، لأن المتحدث هنا يعني (لو ظننت أنك هكذا أي أحمق)، وهو قول صحيح، ولا غبار عليه، على عكس قولك المذكور.

أما عن مثالي الذي دللت به اثباتا لصحة ما ذهبت إليه، فليس خلطا في توظيف الكلم (كما تدعي خطلا)، وحاشاه أن يكون كذلك، وليس صوغا للجملة فيما يؤيد مقولتي، لأن هذه المقولة أيها الجهبذ المطلع المحترم يقول بها كثيرون غيري، وليست من بنات أفكاري، وليست رأيا خاصا بي، وحينما أترجم (هكذا شيء) بـ (مثل ذا شيء)، فإنني لا أفتري، ولا آتي بجديد، فليست (ذا) مثل (ذي) في مثالك الذي يدل على من فينا هو الذي يتلاعب بالكلم، ويصوغه وفق ما يراه ويهواه.

لست أنا من يتعثر، ولست أنا من يخوض في تعليلات وتخريجات وتفصيلات تضليلية، ولست أنا من يدافع عن قضايا خاسرة، ولا أرى هنا أنني وقعت في أي محظور (لا سمح الله) كما يحلو لك أن تدعي.

لا زالت الحجة قائمة عليك إلى أن تعترف بركاكتك، أو تأتينا بمثال واحد (على الأقل) من التراث يشبه مثالك الذي لا يعدو كونه خطأ من الأخطاء الشائعة المعروفة لدى أصحاب الاختصاص.

نحن بانتظار الدليل، لا المراوغة والتضليل،

وشكرا لك،

منذر أبو هواش

هلال الفارع
19/02/2007, 04:24 PM
أخي الأستاذ الكبير منذر
مهما قلت، ومهما حاولت الانتصار لرأيك الشخصي، فإنني سأظل أطالبك برد علمي، تمامًا كالذي أسوق في ردودي.. وسأظل أحترم رأيك وأقدره، وأحمل ألفاظك على محمل الجانب المضيء لها. وعلى هذا الأساس قرأت كلمة التنطع، وحملتها على معنى التفصُّح والتعمّق والتأنّق.. وهو مديح أشكرك عليه. أعود فأطالبك مخلصًا أن تقرأ استخدامات الكاف بروية وعقل مفتوح، إذا أردت الخروج من هذا التجاذب بفائدة.. أما إذا لم يكن ذلك كذلك، فسيكون أمر استخدام الكاف " الزائدة " أهون من هكذا مناظرة!!
لك تحيتي

منذر أبو هواش
19/02/2007, 07:25 PM
صيغة (فعل هكذا شيء)
الاعتراف بالحق فضيلة
أخي الأستاذ الكبير والشاعر النحرير هلال الفارع،

أعيد وأكرر، ليست المسألة هنا مسألة انتصار شخصي، بل مسألة ادعاء أقول أنا به، ولذلك ليس من المنطق أن أطالب أنا بالرد عليه، علما بأنني لم أطالب أحدا بأي رد علمي أو غير علمي عليه. وذلك لأن المسألة هنا مسألة في غاية البساطة، وهي مسألة تتعلق بصيغة كلامية معينة، أدعي مثل غيري بأنها ليست من كلام العرب، وأن كلام العرب يخلوا منها، وأنه لا وجود لها بتاتا في كل ما انتقل إلينا من السلف من نصوص.

فصيغة (فعل هكذا شيء) تبقى صيغة ركيكة قبيحة، شئنا أم أبينا، واستخدامك لها لن يغير هذه الحقيقة، وهو لن يزيل ما بها من ركاكة، ولن يخفف ما بها من قبح. إنها صيغة محدثة غريبة لقيطة ومستهجنة تسللت إلى لغتنا من لغات أخرى، ولا داعي لاستخدامها لأن في لغتنا بدائل عديدة لها، وهي بالتأكيد خطأ شائع، وسوف تبقى كذلك.

نحن هنا نذكر حقيقة، ولم نأت بشيء جديد، ونحن نقول: هذه الصيغة ليست من كلام العرب، فإن كان هناك من يدعي عكس ذلك، فليقدم إلينا الدليل، والدليل الذي نطلبه ليس فهلوات وتخريجات وتفسيرات وتبريرات لغوية تبرر استخدامها، لأن استخدامها متاح لمن أراد. كل ما نطلبه هو مثال واحد لا غير من التراث يدل على وجود هذه الصيغة في لغة العرب.

فهل أنت على قدر هذا التحدي؟
هذا هو الميدان يا حميدان.

وأهلا وسهلا بك،

منذر أبو هواش

هلال الفارع
19/02/2007, 09:03 PM
فقط أحيلك إلى قوله تعالى: ( ليس كمثله شيء ) وسبق وأن استشهدت بالآية الكريمة.. فهل قرأتها؟! فإذا كانت كلمة مثل - وهي اسم - تستقبل الكاف برحابة صدر، أفلا يتسع صدركم الأرحب لاستقبال الكاف مع هذا، وهو اسم حُرّ كما ورد في كتب اللغة؟!!!!!!!
فإن قبلت، كان التركيب (كهذا) "فعلت كهذا " فما المشكلة لديك إن قدمت هاء التنبيه التي لها أحقية الاستفتاح بها.. لأنها للتنبيه يا أستاذ، فتقول: فعلت هكذا !! أعانك الله على تفحّص الحق، فقبوله.

منذر أبو هواش
19/02/2007, 11:31 PM
عم تتكلم يا رعاك الله؟ نحن نتكلم في واد، وأنت (تهيم) في واد آخر! إما أنك لا تفهم (هرجنا)، أو أنك (تتكتك) للتملص والهرب من هذا المطب أو المأزق الذي أوقعت نفسك فيه!

إعلم أخي أنه لا حاجة بنا إلى كل هذه الفتاوى والتبريرات التي تدل على مدى فهمك، وسعة اطلاعك، وغزارة علمك، وبإمكانك أن تحتفظ بها لنفسك أو أن تذهب بها إلى مجامع اللغة العربية، فتطالب بتجويز ما شئت من الصيغ والأمور والمواضيع اللغوية الأخرى.

نحن نتحدث هنا عن صيغة محددة بحد ذاتها وهي: (فعل هكذا شيء)، وقد قلنا أنها ليست من كلام العرب، وأنها خطأ شائع، وقد عارضتنا في ذلك أشد المعارضة، ويبدو أنك تحاول الآن أن تقدم إلينا دليلا نظريا على أمر مادي! لا يا أخي، الأدلة النظرية لا يأخذ بها في مثل هذه الحالات، فهذا موضوع لغوي، وليس موضوعا رياضيا، ونحن نريد منك دليلا ماديا ملموسا، ونريد منك مثالا من كلام العرب على استعمال (هكذا) بالذات، وفي هذه الصيغة بالذات، فإن أتيت لنا بمثال تكون قد أقمت الحجة علينا، وأقررنا بفضلك، واعترفنا بأنك على حق، وإن لم تأت لنا بمثال تكون قد أقمت الحجة على نفسك.

صيغة (فعل هكذا شيء) هل هي من كلام العرب؟ أم ليست من كلام العرب؟ هذا هو السؤال! وتلك هي المسألة! راجع نفسك، وراجع أساتذتك، فإما أن تأتينا بمثال وتثبت أننا على غير حق، وإما أن تقر بما ادعينا، وتعترف بأننا على حق، وتكف عن محاولات المراوغة والمداورة والالتفاف والادعاء الفارغ!

هذا هو سؤالنا الآن، وليس لدينا سؤال سواه!

ودمت بخير

منذر أبو هواش

هلال الفارع
20/02/2007, 08:09 AM
يؤسفني أنك تجاوزت الحدود فيما أوردت من سطحيّ الردود.
ولولا تذكر، فإنني لم أسق إلى شخصك الكريم القدح،
ولم ألجأ في مناظرتي معك إلى الرّدح!
وعلى العكس من ذلك،
فقد حاولتُ استيعاب سقطاتِك،
وتجاوزت الكثير من عثراتِك،
وكنت أبحث لك دائمًا عن التخريج في التعبير،
وكم قلتُ: لعلّه خطأ تحرير،
أو ربما كان ذلك ....
وكم اخترعت لك مِن تبرير،
ومشاركاتك كلها مرصودة،
وهناتك فيها لا تزال موجودة.
لعلّك لم تنتبه إلى ذلك!
فإن كان ذلك كذلك، فسامحك الله فيما وقعت فيه من الزلل،
وإن تعمدته، فعافاك الله مما زيّنته لنفسك من الخَطَل..
فإن قلت لي: أنّى لك هذا؟
قلت لك: " هكذا " قالت العرب..
أو " هكذا " تقول العرب..
وأسألك: ألم تقل العربُ هكذا ؟
ألم تقل العرب هكذا شيئًا ؟
(فهل قرأت، أو سمعت بهذا التعبير فيما قرأت وتقرأ؟ )
أوَ ليست هذه العبارة هي ذاتها أيها المتفصِّح:
قالت العرب " هكذا شيئًا "
وقالت "هكذا شيئًا " العرب؟!
وسّع الله عليك المدارك،
وفتح أمامك المسالك،
وحماك مما يوقع في المهالك.
وسأقف بك هنا، ولن أزيد!!
ويظل احترامك واجبًا أقضيه.

منذر أبو هواش
20/02/2007, 11:04 AM
في معرض الرد على موضوع " seekness " المطروح على بوابة ترجم كلمة ، ذكر الدكتور الفاضل هلال الفارع ما يلي :

فكيف نعتمد هكذا كتابة كمرجعية للترجمة والمعلومات اللفظية؟

أرجو من أستاذتنا اللغوين الأفاضل توضيح مدى صحة و أسباب استخدام ما يلي :

- كلمة هكذا في الجملة السابقة
- استخدام حرف الكاف أداة للنسبة بالنظر إلى كونه في الأصل حرفاً للتشبيه .

مع خالص تحيتي و تقديري


صيغة (فعل هكذا شيء)

سطحيّ الردود – القدح – الرّدح – سقطاتِك – عثراتِك – الخَطَل
هذا تهرب واضح،
وخروج عن الموضوع فاضح،
وإمعان في خلط الأوراق فادح.

ما هذا التفيهق؟!!!
وما هذا التفصحن؟!!!


تساءلت وقلت:

هكذا " قالت العرب..
هكذا " تقول العرب..
ألم تقل العربُ هكذا ؟

وأجيب: ليس هذا سؤالنا، وليس موضوعنا، أيها الفهامة العلامة!

ثم تساءلت وقلت:

ألم تقل العرب هكذا شيئًا ؟ (لا لم تقل العرب شيئا كهذا :) )
(فهل قرأت، أو سمعت بهذا التعبير فيما قرأت وتقرأ؟ )
أوَ ليست هذه العبارة هي ذاتها أيها المتفصِّح:

قالت العرب " هكذا شيئًا " (لا لم تقل العرب شيئا كهذا :) )
قالت "هكذا شيئًا " العرب؟! (لا لم تقل العرب شيئا كهذا :) )

وأقول لك: ما زلت على ضلالك القديم!
فأنت اليوم تعدل وتحرف كما يحلو لك!
وكأنك نسيت أو تناسيت كلامك بالأمس!
وكأنك لم تقرأ كلامنا!

لقد قرأنا لك:
فكيف نعتمد هكذا كتابة كمرجعية للترجمة والمعلومات اللفظية؟
وكلامك هذا موثق ومسجل، وكلامنا أيضا موثق ومسجل وبشكل بين واضح.
وقد اكتفينا بالاعتراض على عبارتك (نعتمد هكذا كتابة) باختصار.
وصغناها عنوانا في أكثر من مشاركة ( فعل هكذا شيء ) باختصار.

وقلنا أن هذا ليس من كلام العرب، ودعوناك، ودعونا كل من يشد على يديك لتقديم مثال حقيقي واحد يدل على قيام العرب بمثل هذا الاستخدام الخاطئ، ففشلت وتنطعت ولا تزال تتفلسف وتتحذلق، وتغش وتتلاعب، وتتحايل وتتجاهل، وتتكابر وتتحامل وتتطاول...!!!

فما الداعي إلى كل هذا الغش والتلاعب والتحايل والتجاهل والتكابر والتحامل والتطاول؟!!!

رغم كل شيء، لا يزال التحدي قائما!

منذر أبو هواش

محمود ريان
20/02/2007, 12:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم أساتذتي الأفاضل
لقد استفدت كثيرًا من مناقشاتكم المباركة وأسأل الله لي ولكم أن يرزقنا ببيت في الجنة كما قال صلى الله عليه وآله وسلم): أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة وبيت في وسط الجنة وبيت في رياض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً)
اللهم استعملنا وإياكم في طاعته ما أحييتنا
مجمود ريان

Subhi Wassim Tadefi
20/02/2007, 01:14 PM
ـــــــــــ
أخي منذر المحترم
أراك تخلط في توظيف الكلِم في الجملة،
وتسيّر صوغ الجملة فيما يؤيد ما تراه، واللغة يااخي ليست أهواء!!
حين تقول: ( فكيف نعتمد هكذا كتابة ) يجب أن تعي أن الكاف هنا ليست (مثل)، إنما هي حرف زائد، وإلا لوجبت الإضافة. ألا ترى أنها حين تعني ( مثل ) وجب القول: ( مثل ذي، أو مثل هذه )؟
الكاف في هكذا زائدة، ولو أنك وقفت على ما أوردته من تفصيلات معاني الكاف في إجابتي على الأخ المعتصم، لما وقعت في المحظور!
أما قولك: وَلَيسَ يَصِحُّ في الأَفهامِ شَيءٌ
إِذا اِحتاجَ النَهارُ إِلى دَليلِ
فإن هذا ينافي التعثر الواضح في تعليل المسألة، ولو كان الأمر كذلك، واضحًا لا يحتاج إلى دليل، لما وقفت معك في "هكذا محطات"!!
مع التحية

بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذان الفاضلان منذر وهلال، أعرب لكما في البداية عن كبير تقديري واحترامي، وإن صراحتكما في التحاور إلى أبعد الحدود قد شجعتني للمجازفة بمداخلة أرجو أن أستفيد من نتائجها إن تمخض عنها أية نتائج.
أولا: أعترف للأستاذ منذر بأنه محق عندما يعتبر صيغة (فعل هكذا شيء) ركيكة، ويأتي اعترافي له بناء على ذوق شخصي، إذ لم أتعود على مثل هذه الصيغة من قبل.
ثانيا: أوْرَد الأستاذ هلال أن الكاف في هكذا زائدة، ولقد بحثت في عدة مراجع لغوية، وفي كتب فقهية وغيرها فوجدتها تفصّل هكذا على هذا النحو: [هكذا: مؤلفة من (ها) التنبيه، و(كاف) التشبيه الجارّة، و(ذا) اسم الإشارة، ويكون في محل جر بالكاف، نحو: هكذا الإخلاص في العمل]، ولم أجد أنهم يذكرون أن الكاف في هكذا زائدة.
فإن كان الأستاذ هلال يرى أن صيغة (فعل هكذا أمر) فصيحة، وكانت الكاف للتشبيه وهي جارة فهل هذا يعني أن صيغة: (إنّ البحث في هكذا مسألة مُجدٍ) صيغة سليمة، رغم وجود حرفي جر قبل اسم الإشارة ذا؟
أفيدونا أفادكم الله
ولكم مني كل التحية والتقدير
صبحي وسيم تادفي من سراييفو - البوسنة والهرسك

أحمد عادل رفعت
20/02/2007, 01:34 PM
الأستاذان الجليلان .. خالص التحية ووافر التقدير لما أمتعتمانا به من مبارزات لغوية رائعة، وأرجو أن تسمحا لشخصي المتواضع بأن يدلي بدلوه في المسألة على أمل أن تحل المعضلة:

أما عن الصيغة التركيبية: (فعل)+هكذا+(شيء) - تعجبني هكذا فتاة (والله قد رأيتها في ترجمةٍ لأحد الأفلام!)
فهي من الناحية اللغوية ليست أصيلة في اللغة العربية الفصحي كما جاء على لسان العلامة/ منذر أبو هواش، فنحن في مصر لا نستخدم هذه الصيغة بتاتاً ولم أعِ منذ أن عرفت القراءة على مثل هذا (هكذا) التركيب ولقد لاحظت أن هذا التركيب قد أخذ في الانتشار منذ عشرة أعوامٍ على وجه التحديد وكنت أظن أنها مستخدمة في إحدى لهجات الأشقاء في الشام على أساس وجود بعض الاختلافات الأسلوبية بين فصحى الشام المعاصرة واللغة العربيةالمعاصرة وهو أمر موجود بين اللهجتين الأمريكية والبريطانية للغة الإنجليزية ولكن يبدو أنني كنت مخطئاً في ظني هذا كما اتضح لي.

ولكن يا أستاذيّ هناك مبدأ لغوي معروف هو مبدأ الشيوع وهو الذي يكسب التراكيب والألفاظ شرعيتها ورواجها في الاستعمال وذلك وفقاً للنظرية الوصفية في علم اللغة، وأرى أن هذه الصيغة قد شاعت رغم عدم وجود أصل لغوي لها نتيجةً لتطور الاستعمال اللغوي المعاصر للغة العربية مما أكسبها مسحةً شرعية في بلاد الشام إلا أنها لا تعتبر مقبولة نحوياً لدي أهل اللغة في مصر والذين يستخدمون الصيغة المعتادة (فعل)+(هكذا) في حالتي التقرير والاستفهام دون أية لواحق لفظية أخرى تلي أداة الإشارة المركبة (هكذا) وبناءً على ما تقدم أرى أنه من وجهة النظر اللغوية الحديثة أن تلك الصيغة يعتد بها كلهجة أو أسلوب في بلاد الشام ولا تعد مقبولة في غير هذا السياق وذلك مع الإقرار بعدم وجود أصلٍ لها في الفصحى وفقاً للمنهج التقادمي (التقريري) وذلك بناءً على مقياس الشيوع.

خالص تحياتي وعظيم احترامي

رفيق الترجمة
أحمد عادل رفعت

منذر أبو هواش
20/02/2007, 01:52 PM
رفيق الترجمة
أحمد عادل رفعت

أخي أحمد،

أحييك وأشكرك على هذا الإجابة الذكية والموسوعية والمفيدة،

دمت بخير :fl:

منذر أبو هواش

هلال الفارع
20/02/2007, 11:42 PM
ثانيا: أوْرَد الأستاذ هلال أن الكاف في هكذا زائدة، ولقد بحثت في عدة مراجع لغوية، وفي كتب فقهية وغيرها فوجدتها تفصّل هكذا على هذا النحو: [هكذا: مؤلفة من (ها) التنبيه، و(كاف) التشبيه الجارّة، و(ذا) اسم الإشارة، ويكون في محل جر بالكاف، نحو: هكذا الإخلاص في العمل]، ولم أجد أنهم يذكرون أن الكاف في هكذا زائدة.
ــــــ
أخي صبحي وسيم
تحية طيبة
أتمنى أن تعود إلى المداخلة رقم 6 التي تضمنت وجوه استخدام الكاف، لترى أنها تأتي زائدة، والشاهد قوله تعالى: ( ليس كمثله شيء ). فإن قلت: نحن نتحدث عن ( هكذا ) تحديدًا، أقل لك: هلا وقفت معي بتمعن على الآتي:
أسألك: هل قولنا:( قال العلماء ذا القول ) قول صحيح؟ أعتقد أنك ستقول: نعم. أليس كذلك؟
وهل قولنا:( قال العلماء هذا القول ) قول صحيح؟ أعتقد أنك ستقول أيضًا: نعم. أليس كذلك؟
فإن قلنا: ( قال العلماء كهذا القول ) ؟ فإنني أتفق معك 100% بأن الكاف هنا حرف تشبيه وجر لا جدال فيه.
وأسألك: هل قولنا: ( قال العلماء هكذا ) و ( هكذا قال العلماء ) قول صحيح؟ ستقول: نعم. أليس كذلك؟ والدليل أنه لا يخلو كتاب نحو قديم أو حديث من مثل هذه العبارة: هكذا قالت العرب!!
السؤال: ما الفرق في إعراب ( ذا ) في كل من:
فعل محمد هذا
فعل محمد هكذا؟ قياسًاعلى ( قالت العرب هكذا)
ولكي تتضح الصورة أكثر، لك أنت تقدم هكذا في الجملة الثانية وتعربها: ( هكذا فعل محمد )،
قياسًا على (هكذا قالت العرب ).

هل لديك إعراب صريح لـ ( هكذا ) غير الآتي:
ها: حرف تنبيه مبني على السكون على الألف المحذوفة( وهناك من يبنيها على الفتح باعتبار صورتها الإملائية ) لا محل له من الإعراب.
الكاف: حرف زائد يفيد التوكيد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
ذاك اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.
لو كانت الكاف حرف جر، كيف ستقدر المفعول به للفعل فعل، وقد أصبح لديك شبه جملة؟
وفي الختام أقول:
ليس الهدف من كل هذا إثبات وجهة نظر فردية، أو انتصارًا لاعتقاد. أنا أرى الهدف أسمى من ذلك بكثير، إنه البحث عن المعرفة، والتزوّد بها، ولن يضير أحدًا أبدًا ألا يصيب سهمه الهدف دائمًا، وليس العلم في اللغة قائمًا على الذّوق والاستساغة. تعابير كثيرة في اللغة نستهجنها، وهي من رحم اللغة العربية، وفي صميمها، سواء ابتلعها ذوقنا، أو رفضها.
تحيتي لك.

هلال الفارع
21/02/2007, 12:12 AM
فنحن في مصر لا نستخدم هذه الصيغة بتاتاً ولم أعِ منذ أن عرفت القراءة على مثل هذا (هكذا) التركيب ولقد لاحظت أن هذا التركيب قد أخذ في الانتشار منذ عشرة أعوامٍ على وجه التحديد
ـــــــــــــ
الأستاذ أحمد عادل
تحيتي لك
سرّني ما تفضلت به في مداخلتك حول استخدام ( هكذا )، وبخاصة ما تفضلت به حول مسألة الشيوع. واسمح لي أن أتباين معك في هذا، وأدعي أن الأمر لا يتعلق بالشيوع أبدًا، مثلما لا يتعلق بكون هذا التعبير مستخدمًا في مصر، أو في الشام، أو في العراق. المسألة لغوية بحتة، إما أن تكون فاسدة لغويًا، أو أن يكون لها أساس في اللغة. ولا أعتقد أن هذا التعبير عمره عشر سنوات، ولكي تتأكد من قولي، أو ادعائي، أو زعمي هذا، أدخل كلمة( هكذا في متصفح الـ Google أو الـ Yahoo واقرأ كتابات امتدت عقودًا، إن لم تكن أسبق من ذلك في استخدام ( هكذا ) كما وردت في أصل المسألة على هذا الرابط.
لن أطيل الحوار في هذا، فقد أصبح الأمر مكرورًا، ومملاً، من حيث إعادة الادعاء والإثبات، ولكن أرجو أن تقف معي هنا على:
أنا أدعي أنّ قولنا: ( هكذا خصومات تضر بنا ) يختلف عن قولنا:( هذه الخصومات تضر بنا ) فالأولى أعم، والثانية أخص. الأولى تعني أن مثل هذه الخصومات ( بغض النظر عن عددها وأنواعها ) تضر بنا. بينما الثانية تعني أن هذه الخصومات ( تحديدًا ) تضر بنا.
لك التحية والتقدير.

منذر أبو هواش
21/02/2007, 03:57 AM
اكتشاف لغوي خطير
لكن لا يصح إلا الصحيح

[I]
المسألة لغوية بحتة، إما أن تكون فاسدة لغويًا، أو أن يكون لها أساس في اللغة. ولا أعتقد أن هذا التعبير عمره عشر سنوات
.
كلام جميل، ولكن، هل عشر سنوات، أو حتى مئة سنة تكفي لجعل هذا الخطأ الشائع أو هذه العبارة المحدثة من لغة العرب؟ أو ليست لغة العرب هي ما تكلم به أوائلهم؟!!!

[I]
ولكي تتأكد من قولي، أو ادعائي، أو زعمي هذا، أدخل كلمة( هكذا في متصفح الـ Google أو الـ Yahoo واقرأ كتابات امتدت عقودًا، إن لم تكن أسبق من ذلك في استخدام ( هكذا ) كما وردت في أصل المسألة على هذا الرابط.
.
تُرى منذ متى كانت متصفحات الانترنت مثل غوغول وغيره مراجع لغوية يعتد بها أو يقاس عليها؟ هذا أيضا أمر غريب وقول في اللغة عجيب!!!

[I]
لن أطيل الحوار في هذا، فقد أصبح الأمر مكرورًا، ومملاً، من حيث إعادة الادعاء والإثبات، ولكن أرجو أن تقف معي هنا على:
.
أمر مشوق جدا، فلتقف ونرى:

[I]
أنا أدعي أنّ قولنا: ( هكذا خصومات تضر بنا ) يختلف عن قولنا:( هذه الخصومات تضر بنا ) فالأولى أعم، والثانية أخص. الأولى تعني أن مثل هذه الخصومات ( بغض النظر عن عددها وأنواعها ) تضر بنا. بينما الثانية تعني أن هذه الخصومات ( تحديدًا ) تضر بنا.
.
إدعاء مرة أخرى؟!!! لكن، هذا ليس ادعاءا، بل يبدو أنه كشف خاص لك جديد، فتح الله به عليك، ولم يسبقك إليه أحد من السابقين ولا من اللاحقين!

[I]
قولنا: ( هكذا خصومات تضر بنا )
يختلف عن قولنا:( هذه الخصومات تضر بنا )
فالأولى أعم، والثانية أخص
الأولى تعني أن مثل هذه الخصومات تضر بنا
(بغض النظر عن عددها وأنواعها)
بينما الثانية تعني أن هذه الخصومات ( تحديدًا ) تضر بنا
.
ولكن قل لي بالله عليك من أين أتيت بهذا المعنى الجديد،
وهذه الوظيفة الجديدة لـ (هكذا)؟
قالب غريب ومستهجن وغير معتمد عند الأوائل،
وها أنت اليوم تجد له معنى جديدا!

لكننا لا نوافقك أيضا على هذا الفهم!
ولا نوافقك على هذا المعنى الجديد!
إذ لا فرق بين العبارتين
سوى ركاكة أولاهما!

لذلك نحن نسألك بداية: ما علاقة (مثل) بـ (غض النظر عن العدد والنوع)، لأن (غض النظر عن العدد والنوع) يعني أن اختلاف العدد والنوع أمر وارد ومقبول، بينما يفترض في (مثل) أنها تستخدم للتشابه والتساوي والتماثل كما وكيفا ونوعا وشكلا ولونا.

فإن قلنا: مثل هذه الخصومات، فإننا نعني خصومات مثل هذه الخصومات، مشابهة ومساوية لها في الكم والكيف ومن جميع النواحي! وذلك لأن هذه هي وظيفة (مثل)، ولـ (مثل) هذا يستخدمها العرب.

أما تفسيرك لها على هذا الشكل المغلوط ففيه تناقض ومغالطة لا تغتفر! ولا نظنه إلا محاولة جديدة لتمرير هذه الصيغة الغريبة الزائدة التي لا لزوم لها، ولا حاجة إلينا بها. هل تعلم ما السبب؟ إنه العبارة السليمة الثانية، فهي التي تغنينا عن استخدام العبارة الأولى بالمعنى الذي تريد!

إن المعنى الذي يريده مستخدمو الصيغة الهجينة معروف، وقد بيناه منذ البداية، وقلنا للمخطئين: هذه الصيغة لا تصح مع هذا المعنى، والأفصح أن تستخدموا اللغة والصيغة التي استخدمها أجدادكم قبل وقوعكم أسرى لسحر الأساليب الأعجمية.

لا تقولوا هكذا خصومات تضر بنا

بل قولوا: (خصومات كهذه تضر بنا)

فهذا هو الفصيح، ولا يصح إلا الصحيح!

منذر أبو هواش

سامي خمو
21/02/2007, 04:50 AM
الأستاذ الفاضل الدكتور منذر أبو هواش، والأستاذ الفاضل هلال الفارع

هذه مداخلات قيّمة أفادت كل من اطلع عليها. ولكن يبدو أنها وصلت إلى طريق مسدود فكل طرف يصر على رأيه وسوف لن يتنازل عنه. وبما أن المنتدى يفتقر الى محكـّم Moderator للفصل في هذا الحوار الأخوي، أقترح طرح المسألة على التصويت العام، لكي تقول الأكثرية الصامتة كلمتها النهائية.

فما هو رأيكم دام فضلكم؟

مع مزيد التقدير والاحترام،

سامي خمو

هلال الفارع
21/02/2007, 07:35 AM
أخي الأستاذ منذر أبو هواش
السلام عليكم.....

عامر العظم
21/02/2007, 08:27 AM
الإخوة والأخوات الأعزاء،
الأخ العزيز سامي خمو،
لا أعتقد، مثلك، أن قوات التدخل السريع أو الدفاع المدني ستستطيع الفصل أو إطفاء النيران المشتعلة الآن بين مترجم قدير ولغوي قدير! الأمور خرجت عن السيطرة!

ربما يكون مفيدا طرح الأمر كاستطلاع واستكشاف آراء الأغلبية الصامتة كعادتها لكنني أشك أن لديها ما تقدمه أو تصوت عليه لأنها لم تفعل شيئا الان ولا تتذكر أن لها صوت!

هشام السيد
21/02/2007, 09:08 AM
إختلافهما رحمة
الأخوة والأخوات الأعزاء جميعاً
رئيسنا الموقر عامر العظم
أعتقد أنه لا حاجة لقوات التدخل السريع أو البطيء ، فلله الحمد والمنه ، كلاهما عالماً ، وكلاهما متأدباً ، وما حدث لا يعدو كونه ذوبعة في فنجان ، سريعاً ما تختفي .
وليعلم الجميع أن إختلافهما رحمةً لنا ، فهما مذهبان لغويان يجوز الإستدلال برأي كلاً منهما.
شخصياً أرى أمامي إختلاف أئمة حول مسألةٍ لغويةٍ وليس حكماً فقهياً ، وعليه فالأمر لا يعدو كونه إجتهاداً منهما يحمدان عليه .
وليسمح لي الجميع بأن أورد هنا مسألة خلافية فقهية بين مذهبين من المذاهب الإسلامية الأربعة هما الإمام الشافعي والإمام مالك ابن أنس رحمهما الله .
فالإمام الشافعي يرى أن مس العورة ينقض الوضوء ، وتبريره أن العورة هي مخرج النجاسة من الجسد .
أما الإمام مالك فيرى أن مس العورة لا ينقض الوضوء ، وتبريره أن العورة هي جزء من الجسد ، فإن كانت نجسة ، فلماذا نحمل النجاسة في أجسادنا ، لما لا نقطعها ؟؟ ( هكذا ورد في الموطأ).
هنا نقول أن إختلافهما رحمةً لنا فمن مس عورته بلا قصد فلا تنقض وضوئه إستناداً إلى قول الإمام مالك . ومن مسها متعمداً نقضت وضوئه إستناداً إلى قول الإمام الشافعي .
وكذلك الحال في مسألة ( هكذا ) الشهيرة ، فمن تركها فهو محق ويستند إلى رأي الأستاذ منذر ، ومن أخذ بها فهو متبع لرأي الأستاذ هلال.
وفي النهاية نحن المستفيدون
وأسأل الله أن يقلب الفنجان وتختفي الزوبعة ، ويستمر أدبهما الرفيع كما عهدناهما دائماً .

منذر أبو هواش
21/02/2007, 09:35 AM
أخي الأستاذ منذر أبو هواش
السلام عليكم.....

سلاما ... سلاما ... :)

منذر أبو هواش
21/02/2007, 10:09 AM
الأستاذ الفاضل الدكتور منذر أبو هواش، والأستاذ الفاضل هلال الفارع

هذه مداخلات قيّمة أفادت كل من اطلع عليها. ولكن يبدو أنها وصلت إلى طريق مسدود فكل طرف يصر على رأيه وسوف لن يتنازل عنه. وبما أن المنتدى يفتقر الى محكـّم Moderator للفصل في هذا الحوار الأخوي، أقترح طرح المسألة على التصويت العام، لكي تقول الأكثرية الصامتة كلمتها النهائية.

فما هو رأيكم دام فضلكم؟

مع مزيد التقدير والاحترام،

سامي خمو

الأستاذ الفاضل سامي خمو المحترم،

شكرا لك، أنت والله (كما عهدناك دائما) حمامة من حمائم السلام :) ، ولكنني (من زاويتي على الأقل) لا أرى اقتتالا ولا احترابا :) ! ولست أرى في الأفق أية طرق مسدودة أو مغلقة، فالطرق كله سالكة :) ومفتوحة بإذن لله، وما زال لدينا الكثير الكثير، وليست المسألة في الحقيقة (كما تبدو من الخارج) مسألة تنازل أو عدم تنازل!

لقد أصبحنا الآن من خلال هذا المثال، ومن خلال هذا السلوك نقف أمام محاولات تصب في خانة تدمير اللغة العربية، وإعادة صياغتها من جديد لفظا ومعنى، وها هم العلماء الشباب لا يكتفون بتقحم اللغة، وتغيير التراكيب اللغوية، واختراع بدائل للكلمات، بل هم يفتون، ويخترعون المحدث من الألفاظ، لا بل ويخترعون لها المحدث من المعاني أيضا!

الفصل في المسائل العلمية لا يكون إلا للعلماء، ولا يصح عرضها لتصويت الدهماء، بيد أننا نطالب بما هو أدنى وأقل من ذلك يا أخي! نحن نطالب بالتدليل على الادعاءات التي لا تنقطع بأمثلة معروفة مما تكلم به العرب مثلما يفعل العلماء والنحاة، أما التصويت المؤثر المغير فلا يصح ولا يكون إلا في الانتخابات!

المنتدى يا أخي لا يفتقر إلى متخصصين في اللغة! وما كان أكثرهم! ولكن أين هم الآن؟ كما أن المنتديات مفتوحة للجميع، وليست حكرا على أحد دون أحد! ولا حجة لصامت بعد الآن، ومن أراد أن يتكلم مثلنا فليتفضل، فكل المنتديات مفتوحة، وكل الطرق سالكة :) إن شاء الله.

هذا هو رأيي المتواضع،

وشكر الله سعيكم :) بالخير،

منذر أبو هواش

د. لينة
21/02/2007, 12:49 PM
أخي الأستاذ الكبير منذر
وأحمل ألفاظك على محمل الجانب المضيء لها. وعلى هذا الأساس قرأت كلمة التنطع، وحملتها على معنى التفصُّح والتعمّق والتأنّق.. وهو مديح أشكرك عليه.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل هلال اسمح لي أن أعترض على تحريفك لمعنى لكلمة التنطع فمعناها هنا ليس مدحا ..بل هو تحذير صريح من الاهتمام بالتفصح والتنمق على حساب إظهار الحق كما ورد في حديث رسول الله " هلك المتنطعون قالها ثلاثا " .
وأعتقد أن هنا يكمن مفتاح سوء الفهم بينك وبين الاخ منذر فهو يستشهد بكلام العرب قديما ويعتبره الميزان والمقياس الذي نعود إليه عند الإختلاف وأنت أخي الكريم تستخدم لغة العقل دون أن تضع هذا الأمر في حسبانك بارك الله بك .
أعتذر إن كنت قد تدخلت في حواركما .

Subhi Wassim Tadefi
21/02/2007, 01:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
منقول من كتاب "نحو إتقان الكتابة باللغة العربية" للأستاذ الدكتور مكّي الحسَني. وقد وجدت الكتاب في عدة مواقع على الشبكة العنكبوتية ومنها موقع "شبكة مشكاة الإسلامية - المكتبة"
[5- الخطأ في قولنا: (إنّ هكذا أشياء)
هكذا = "ها" التنبيه + كاف التشبيه + "ذا" اسم الإشارة.
فمن يقول: "إنّ هكذا أشياء ..." كمن يقول: "إن مِثل ذا أشياء!" والعربي لا يقول هذا!!
وواضحٌ جداً لمن يلّم بالإنكليزية أو الفرنسية أن هذا التركيب الشنيع هو ترجمة حرفية للتركيبين:
"Such things are..." و "de telles choses sont..."
قُلْ إذن: إن مثل هذه الأشياء، أو: إن أشياء كهذه.
ولا تقل: (إن هكذا أشياء).
وفيما يلي نماذج من استعمال كلمة (هكذا) استعمالاً صحيحاً:
- هكذا قالت العرب....
- ... فإذا كانت (لا) للنهي، كان المعنى هكذا:...
- هكذا فَلْيَقُلْ مَن يقول وإلا فَلْيسْكُت!
- ولكنه مع ذلك يجيء فهمُهُ خطأً، لأنه لا يريد أن يجيء إلا هكذا!
- وهكذا دواليك... ] اهـ.
مع التحية والتقدير
صبحي وسيم تادفي من سراييفو - البوسنة والهرسك

هلال الفارع
21/02/2007, 02:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل هلال اسمح لي أن أعترض على تحريفك لمعنى لكلمة التنطع فمعناها هنا ليس مدحا ..بل هو تحذير صريح من الاهتمام بالتفصح والتنمق على حساب إظهار الحق كما ورد في حديث رسول الله " هلك المتنطعون قالها ثلاثا " .
وأعتقد أن هنا يكمن مفتاح سوء الفهم بينك وبين الاخ منذر فهو يستشهد بكلام العرب قديما ويعتبره الميزان والمقياس الذي نعود إليه عند الإختلاف وأنت أخي الكريم تستخدم لغة العقل دون أن تضع هذا الأمر في حسبانك بارك الله بك .
أعتذر إن كنت قد تدخلت في حواركما .
ـــــــــــــــــ
د. لينة
لك الشكر على ما تكرّمت به علينا من تنبيه، وهو ما يدل على حرص منك كبير، وفي الوقت نفسه على سلامة في الذوق بعامة، وفي اللغة بخاصة. واسمحي لي يا سيدتي أن أقول:
إنني أعي تمامًا مثلك معنى كلمة التنطّع، ووعيت ما ذهب إليه بها الأستاذ منذر من معنى.. فهو واضح في السياق، بل بارز.!
لكنني أحيلك متفضّلةً إلى المداخلة التي استنتجت منها التحريف لمعنى هذه الكلمة، لتري أنني لم أقصد التحريف لذاته، بقدر ما قصدتُ التخريج لأخٍ كريم أراد بهذه الكلمة تجريحًا، فقلت لعلي أجعل من هذا دافعًا له، فيراجع نفسه، ويرعوي، أو على الأقل يندم على تهجّم ما كان له من تبرير!! ولذلك ستجدين في ردّي عليه قولي له:
( وسأظل أحترم رأيك وأقدره، وأحمل ألفاظك على محمل الجانب المضيء لها. وعلى هذا الأساس قرأت كلمة التنطع، وحملتها على معنى التفصُّح والتعمّق والتأنّق.. وهو مديح أشكرك عليه).
وأريد يا سيّدتي أن أطمئنك إلى أنني لم أخترع المعاني التي أوردتها لكلمة التنطّع (التفصُّح والتعمّق والتأنّق) فهي من معاني الكلمة المذكورة، بل هي في صلب قائمة تلك المعاني في لسان العرب، وغيره من المعاجم، وليست مصنّفة معجميًا على أنها تأتي في الاستخدام على حساب الحق.
والحمد لله أنها كانت كذلك لألتمس لأخي منذر بها عذرًا، لكنه - للأسف - لم يستقبلها في سياق هدفها.
وبعد، فلعلي بهذا التوضيح أكون قد استخدمت لغة العقل، لا في الانتصار للتنطع، أو تحريف معناه، ولكن في محاولة صادقة لتجميل القبيح، كي لا يصبح لغة سائدة في التخاطب.
أرجو أن تظنّي - ولو ظنًّا - أنني قد وضعت هذا الأمر في حسباني..
بارك الله بكِ أختي الكريمة.

عبد الحميد الغرباوي
21/02/2007, 05:41 PM
الأستاذ هلال الفارع الشاعر و الأديب
و
الأستاذ منذر أبو هواش الكاتب و المترجم
ماذا يمكن أن أضيفه من جديد إلى ما جادت به قريحة كل واحد منكما، و أنتما أثبتما بالدلائل و الحجج أنكما مرجعين هامين في اللغة العربية، ببحثكما و تقصيكما الصواب ، و بأريحيتكما في تبادل الرأي و إمداد الأعضاء( أعضاء منتديات "واتا" ) و القراء و كذا الزوار ،بعصارة فكر ثاقب و ثمرات تجربة لا تكل.. ؟..
ما ذا يمكن أن أضيفه بعد كل الذي رأيته، و قرأته؟...
و لي في اللغة و القواعد ثلاث كتب متداولة بشكل كبير وسط الصغار و كذا الكبار..
يبدو لي أنه لا شيء، سوى أن أدلي برأي أو قل بتجربة صغيرة حدثت لي مع لفظة (هكذا) و في الوضع الذي من أجله وقع السجال الرائع بينكما ، متجاوزا فيه، غاضا الطرف عن بعض الألفاظ التي جاءت على لسان حبيبنا منذر، و أنا أعرف كم قلبه كبير، أبيض، صاف حليب..
صدقوني إذا قلت لكما أن علاقتي بالتركيبة اللغوية "الجديدة" لـ ( هكذا) عمرها لا يتجاوز السنة أو السنتين، و كنت أجدها أو أسمعها هنا ، و هناك، و أقف عندها مشدوها، متسائلا: " ما هذه اللغة..؟" ..
و حين لاحظت إقبالا عليها كبيرا و متزايدا من لدن العديد من الكتاب، هنا في المغرب، و خارجه، قلت لأجربها، و جربتها فعلا، فلمست فيها ثقلا و ما فتئت أن نبذتها..إذ لا مبرر لإقحامها في لغتنا، و لا جدوى منها، فهي في نهاية الأمر لا تخدم لغتنا في شيء..
الأمر لا يقف عند حدود توظيف( هكذا ) في تركيبات لغوية جديدة، فقد تجاوز(هكذا) إلى العديد من الألفاظ، و التركيبات الجديدة، و الملاحظ و المتفحص يعلم أن لغة الفلاسفة العرب المحدثون، تختلف بكثير عن لغة الأدباء، أو الشعراء، و أما عند أهل الصحافة، ففي ذلك حديث آخر، و كل فريق له استعمالات لو دققنا فيها لوجدناها دخيلة على لغتنا...
و السؤال، بل الأسئلة التي تفرض نفسها في هذا المقام:
ـ ألا يحق لنا أن نجدد في لغتنا؟...
ـ هل لغتنا العربية لغة منغلقة على ذاتها؟...
ـ هل تدعيم لغتنا بأساليب و تراكيب جديدة يعد انتهاكا خطيرا للغة القرآن الكريم..؟ ...
و أكيد أن هناك أسئلة أخرى..
فالأسئلة في هذا المقام تتناسل، و لا أرى أن لها حدودا...
أكيد أنكما، و أننا، جميعنا، في نهاية المطاف، نغير على لغتنا، لغة الضاد، و نعتز بها..
و كم يؤلمني حين أسمع أما عربية تتحدث إلى ابنها بلغة أخرى غيرها، فأتذكر شطرا من بيت شعري لمظفر النواب: "... حتى النملة تعتز بثقب الأرض..."
أدعو الأخوين العزيزين إلى وضع حد للخلاف الحاصل بينهما، و العودة إلى المحبة التي هي ديدن كل عضو من أعضاء هذا الصرح العظيم.
مودتي و محبتي للجميع.

هلال الفارع
21/02/2007, 06:26 PM
أخي الأستاذ عبد الحميد.
تحية خالصة،
وإنني إذ أشكر لك هذه الغيْرة العربية الأصيلة على العربية، وأحفادها،
لأتوجه لك بعميق شكري، وصادق محبتي، وأحب أن أُطمئنك إلى أنّ الأستاذ منذر هو والد لنا قبل أن يكون أستاذَنا، ويكفيه فخرًا أنّه استقطب الكرامَ أمثالَكم إلى هذا المنتدى الباعث على الفخر والثراء.
أسئلتك محقة، وليس من مجالٍ لحجب الشمس بغربال. يقتلني الاستغراب حين أقرأ: إن إدخال كلمة "هكذا" - تحت أي تركيب تعبيري - إلى العربية يهدف إلى تدميرها، وتجييرها للأجنبي، وهو عبث.... وغير ذلك كثير. ولو أننا وقفنا بتؤدة وأناة أمام ما وكر في رمال جزيرة العرب ونسائمها من ألفاظ العربية الفصيحة الأولى، التي لم نعد نسمع بها، ولا نقدر حتى على استخدامها، بل نعجز عن فهم معانيها، فإن فهمنا المعنى عدمنا القدرة على توظيفها في تعابيرنا، لأنها - حتى عند اللغويين - تبدو وكأنها من كوكب آخر، أقول: لو وقفنا تلك الوقفة لهالنا تهويلنا، ولطلبنا من أنفسنا الرحمة بأنفسنا.
إن لغةً يمكن تدميرها بلفظة جديدة، أو مستجدة، أو حتى دخيلة، هي لغة لا تستحق الحياة، فأين هذا الشؤم والتشنّج والرعب والتخوّف من لغة الضاد التي وسعت علم الأرض، وإعجاز السماء؟!
اقبل تحيتي.

أحمد عادل رفعت
21/02/2007, 06:29 PM
:vg: أستاذي الجليل الفاضل/ منذر أبو هواش
لا يسعني بعد أن طالعت مداخلتكم الأخيرة سوى أن أقول:
هديت ووقيت وكفيت!
تلميذكم

أحمد رفعت

عامرحريز
21/02/2007, 09:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بناء على رغبتك أخي قمت بح>فها بنفسي :

عبد الحميد الغرباوي
21/02/2007, 10:55 PM
:vg:
تصفيقات حارة للجميع

د. لينة
22/02/2007, 12:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله بكم ..وأعانكم ونحمد الله تعالى أن قيّض لهذا الدين وهذه اللغة من يزود عنهما .

أخي الكريم هلال إنما أردت الإيضاح لا أكثر ..
وعلى أية حال أهنئك على سعة صدرك .

شيزر منيب علوان
22/02/2007, 07:27 PM
أخي الأستاذ العزيز الكريم هلال الفارع


الشكر الجزيل لك على توضيحك المفصل المفيد. كما ذكرت في جوابك, فإني أجبت على مقدار علمي, ولم أقطع بصحة ما قلت, وأنا أعترف بقلة زادي في علوم اللغة العربية, وتفوقك الواضح, لكني عدت فتفحصت أدلتك, فتوصلت إلى بعض النتائج:

جاء في لسان العرب:
وأَنشد أَبو العباس مـحمد بن يزيد:

فصُيِّروا مِثْلَ كعَصْفٍ مأْكولْ

أَراد: (مثل عصف مأْكول), فزاد الكاف لتأْكِيد الشبه كما أَكّده بزيادة الكاف فـي قوله تعالـى: {لـيس كمثله شيء}، إِلا أَنه فـي الآية أَدخـل الـحرف علـى الاسم وهو سائغ، وفـي البـيت أَدخـل الاسم وهو مثل علـى الـحرف وهو الكاف، فإِن قال قائل بماذا جُرَّ عَصْف أَبالكاف التـي تُـجاوِرُه أَم بإِضافة مثل إِلـيه علـى أَنه فصل بـين الـمضاف والـمضاف إِلـيه؟ فالـجواب أَن العصف فـي البـيت لا يجوز أَن يكون مـجروراً بغير الكاف وإِن كانت زائدة، يدُلّك علـى ذلك أَن الكاف فـي كل موضع تقع فـيه زائدة لا تكون إِلا جارَّة كما أَنَّ من وجميع حروف الـجرّ فـي أَي موضع وقَعْن زوائد فلا بد من أَن يجررن ما بعدهن، كقولك ما جاءنـي من أَحد ولست بقائم، فكذلك الكاف فـي {كعصف مأْكول} هي الـجارَّة للعصف وإِن كانت زائدة علـى ما تقدَّم، فإِن قال قائل: (فمن أَيْنَ جاز للاسم أَن يدخـل علـى الـحرف فـي قوله مثل كعصف مأْكول؟) فالـجواب أَنه إِنما جاز ذلك لـما بـين الكاف ومثل من الـمُضارَعة فـي الـمعنى، فكما جاز لهم أَن يُدخـلوا الكاف علـى الكاف فـي قوله:

وصالِياتٍ كَكما يُؤَثْفَـينْ

لـمشابهته لـمثل حتـى كأَنه قال: (كمثل ما يؤثفـين), كذلك أَدخـلوا أَيضاً مثلاً علـى الكاف فـي قوله: مثل كعصف، وجعلوا ذلك تنبـيهاً علـى قوَّة الشبه بـين الكاف ومثل.

جاء في العين:

وقالتْ حاضِنة الأحنَف:

واللَّهِ لولا حَنَفٌ بِرِجْلِهِ***********ما كانَ في فِتْيانِكم كمِثْلِهِ

وجاء حاشية الخضري على ابن عقيل:

(وإنما زيدت الكاف في الآية لتوكيد نفي المثل لأن زيادتها كإعادة الجملة), ثم زاد: (وذلك كناية عن نفي المثل للمبالغة في التنزيه كما في قولهم: (مثلك لا يبخل) حيث نفوا البخل عن مثله).

جاء في موسوعة النحو والصرف والإعراب للدكتور اميل يعقوب في مادة (كاف التوكيد) في إعراب قوله تعالى: {لـيس كمثله شيء} :
ليس: فعل ماض ناقص مبني على الفتح لفظاً.
كمثله: الكاف حرف تشبيه وجر زائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. مثله: اسم مجرور لفظاً منصوب محلاً على أنه خبر ليس. والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه.
شيء: اسم (ليس) مرفوع بالضمة الظاهرة.


وأرى – والله أعلم – أن الكاف تأتي لتوكيد الشبه أو لتأكيد نفي الشبه , وتوكيد الشبه أو نفيه يكون:

1- إدخال الحرف وهو الكاف على الاسم وهو مثل, نحو قول حاضِنة الأحنَف:

واللَّهِ لولا حَنَفٌ بِرِجْلِهِ***********ما كانَ في فِتْيانِكم كمِثْلِهِ

ونحو قوله تعالى: {لـيس كمثله شيء}

2- إدخال الاسم وهو مثل علـى الـحرف وهو الكاف, نحو قول أَبو العباس مـحمد بن يزيد:

فصُيِّروا مِثْلَ كعَصْفٍ مأْكولْ

فالكاف تأتي في الحالتيين السبقتين مع مثل لتوكيد الشبه أو لتأكيد نفي الشبه وذلك لقوَّة الشبه بـين الكاف ومثل كما ذكر صاحب لسان العرب.

3- إدخال الحرف وهو الكاف علـى الحرف وهو الكاف فـي قوله:

وصالِياتٍ كَكما يُؤَثْفَـينْ


ولا تأتي الكاف للتوكيد لغير ذلك لعدم وجود أدلة عن العرب تثبت ذلك, أما البيت (لَوَاحِقُ الأَقْرابِ فـيها كالـمَقَقْ) فقد ذكر صاحب لسان العرب أن صاحبه سيبويه, ومع أن سيبويه علم من أعلام اللغة العربية, فهو ليس عربياً, وهناك العديد من الشواهد التي تدل على اكتمال سليقته اللغوية, لذلك لا يمكن الاستشهاد بشعره, خاصة إذا عرفنا أنه خالف في بعض كتاباته العرب بإدخاله – مثلاً – لام التعريف على بعض وكل, والمسألة الزنبورية خير شاهد على ذلك, وهي المسألة التي وقعت بين سيبويه والكسائي في مجلس يحيى بن خالد البرمكي, وقد سميت كذلك نسبة إلى الزنبور الذي ورد في العبارة المتناظر عليها. وفيها أن الكسائي سأل سيبويه عن قول العرب: (وقد كنت أظن ان العقرب أشد لسعاً من الزنبور فإذا هو هي أو إذا هو إياها؟) فقال سيبويه: (فإذا هو هي؟), ولا يجوز النصب, فقال الكسائي: (العرب ترفع وتنصب), فقال يحيى: (اختلفتما وأنتما رئيسا بلديكما, فمن يحكم بينكما؟), فقال له الكسائي: هذه العرب ببابك قد سمع منهم أهل البلدين (أي البصرة والكوفة), فيحضرون ويُسألون, فأُحضر بعض العرب, فوافقوا الكسائي, فاستكان سيبويه.(موسوعة النحو والصرف والإعراب – الدتور اميل يعقوب).


فإن وُجدت أمثلة عن العرب على مجيء كاف التوكيد في غير توكيد الشبه أو تأكيد نفي الشبه, فيكون كلامك أستاذي العزيز هلال حفظك الله صحيحاً, وأنا في انتظار تعقيبكم الكريم.

هلال الفارع
22/02/2007, 08:39 PM
الأخ العزيز شيزر
تحية طيبة
يعلم الله أنني لم أقصد في ردي عليك تجريحًا، ولا إليه تلميحًا، فمن مِنّا بلغ من العلم الحد الذي يتيه به على غيره، ونحن أهل المقولة: ( من قال لا أدري فقد علم ) والمعنيون بها؟ ما قصدته هو التسرع في إطلاق الأحكام دون استقصاء، وهو أمر دقيق الأثر، خاصة إذا كان في اللغة.. فإن أحسستَ، أو خُيِّلَ إليك أنني أصبت في ردّي عليك شيئًا من قدرك، أو لمستَ أنني وقفت على حد من حدود شخصك، فاشهد عليّ أنني أرفع اعتذاري إليك، وأقدم أسفي بين يديك.
أما فيما أوردته هنا من تفصيل، فإنني أشكرك فيه على جهد التحصيل، الذي يقطع الشك باليقين، ويقف دون غلو التأويل. ولا أرى أنني فيما جاء فيه مختلف معك، اللهم إلا إذا وصل معنى كلامي خطأ حين قلت:
( 4- أن تأتي للتوكيد - وهنا مربط الفرس الذي أنكرته -
وتكون الكاف في هذا الاستخدام زائدة في الإعراب، مؤكّدة في المعنى ) ولم أقصد في قولي " زائدة في الإعراب" أنها لا تعمل الجرّ في الاسم الذي تلاها.. لا بالطبع، وإنما المقصود هو أنها زائدة حين نعربها، لكنها ليست زائدة في معناها، إذ هي للتوكيد.
لكنك حقيقة أتحفتنا بهذا البحث القيم الذي قمت به، بل وأمطت اللثام عن إشكال اقتران الكاف بالاسم وبالكاف، وهو ما كانت تنقصه هذه المناظرة.
جزاك الله خيرًا، وأثابك على جهدك في خدمة لغة القرآن، وأهلها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شيزر منيب علوان
24/02/2007, 12:01 AM
أخي الأستاذ العزيز الكريم هلال الفارع حفظه الله


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لم يكن في ردك الأول أي تجريح, لكن قولي الذي جاء في معرض ردي كان اعترافاً مني بواقع الحال, فليس علمي من علمكم بشيء.

أما بحثي الذي أشرت إليه فلم أكن لأقوم به لولا ملاحظاتك القيمة, وهذه طريق تحصيل العلم والمعرفة, تحتاج إلى تبادل الآراء والخبرات لخدمة لغتنا الحبيبة, لغة القرآن الكريم, فالحمد لله الذي هدانا للصواب.

حفظكم الله وأستاذنا الكريم منذر أبو هواش وكل أساتذتنا وإخواننا الكرام في الجمعية وجعلكم ذخراً لهذه الأمة وسبباً لنهضتها.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحمد الأقطش
19/10/2007, 05:06 PM
السادة الأعزاء،،

الأمر بسيط كما أراه، لأن استخدام (هكذا) في هذا السياق:

فكيف نعتمد هكذا كتابة كمرجعية للترجمة والمعلومات اللفظية؟

ليس استخداماً فصيحاً، شأنه شأن السياق التالي:

يجب أن تخجل من هكذا تصرفات!

وركاكة هذا الاستخدام ليست راجعة إلى ترجمة الصيغة الإنجليزية (such+noun) كما تفضل الأستاذ منذر وإن تشابهت معها، ولكن هذه الصيغة ببساطة ليست إلا "تفصيح" للعامية (هيك) التي توضع قبل الاسم:

ربي ينتقم منهم على هيك افعال
ولا عمره هيك امور بتنحل بالقوة
لعنة الله على هيك رجال

والاستخدام الفصيح هو وضع (هكذا) بعد الاسم وليس قبله، وصواب ما سبق كالتالي:

انتقم الله منهم على أفعال كهذه(هكذا)
لا تُحلّ أمور كهذه(هكذا) بالقوة
لعنة الله على رجال كهؤلاء (هكذا)

وفي العامية المصرية نستخدم كلمة (كده) التي أصلها (كذا) ولكننا نضعنا بعد الاسم مثل الصيغة الفصيحة فنقول مثلاً:

عايزين رجالة كده (نريد رجالاً هكذا)

وليس:

بدنا هيك رجال

فالعامية الشامية هي التي وراء انتشار هذه الصيغة الركيكة في لغتنا الفصيحة!

خالص تقديري واعتزازي

منذر أبو هواش
19/10/2007, 06:51 PM
(هيك) لغة من لغات العرب قلبت من (كيه)
وهي تعني (كيت) و (كذا)
الإخوة الأعزاء،

أظن أن الأمر لا يصح على هذا النحو، لأن (هيك) لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بـ (هكذا)، فهي لغة من لغات العرب قلبت من (كيه) التي تعني (كيت) أو (كذا).

والاستخدام الفصيح لـ (هيك) أو (كيه) أو (كيت) أو (كذا) هو أن تستخدم كما يستخدمها الشاميون فبل الأسماء لا بعدها فنقول (كذا أفعال) و (كذا أمور) و (كذا رجال) و (كذا حديث).

لذلك أعتقد أن اللغة الشامية بريئة من هذه التهمة، وأنها بريئة أيضا من المسئولية عن صيغة (هكذا) الركيكة موضوع البحث المستخدمة في لغتنا الفصيحة!

والله أعلم،

منذر أبو هواش

:fl:

أحمد الأقطش
19/10/2007, 07:48 PM
أهل مكة أدرى بشعابها

الأستاذ الفاضل منذر أبو هواش ،،

كيف لي أن أعقب على كلام الشاميين وأنا من على ضفاف النيل! :fl:

ولكن لي بعض الملاحظات على كلامكم الكريم:

لأن (هيك) لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بـ (هكذا)، فهي لغة من لغات العرب قلبت من (كيه) التي تعني (كيت) أو (كذا).
لا أدري سيدي من أي مرجع أتيت بهذا!! فرجاء أن تدلني عليه لعدم عثوري على (هيك) في كلام العرب فضلاً عن اعتبارها لغة من لغاتهم!
ولا أجد تفسيراً لقولك إن (هيك) لا علاقة لها (من قريب أو من بعيد) بـ (هكذا)، مع قولك إنها تعني (كذا)!! وأنت قد أوضحت أصل (هكذا):



أما (هكذا) فهي مؤلفة من (ها) التنبيه، و(كاف) التشبيه الجارة، و(ذا) اسم الإشارة


والاستخدام الفصيح لـ (هيك) أو (كيه) أو (كيت) أو (كذا) هو أن تستخدم كما يستخدمها الشاميون فبل الأسماء لا بعدها فنقول (كذا أفعال) و (كذا أمور) و (كذا رجال) و (كذا حديث).
أرجو سيدي أن تأتي بشواهد من كلام العرب على ذلك، لأني لم أجد شيئاً من ذلك في لسان العرب مادة (كيا)، وستكون فرصة لكي نستزيد من علمكم.

لذلك أعتقد أن اللغة الشامية بريئة من هذه التهمة، وأنها بريئة أيضا من المسئولية عن صيغة (هكذا) الركيكة موضوع البحث المستخدمة في لغتنا الفصيحة!
ومن الذي استخدم لغة الجرائم والتهم يا سيدي!! هذا تباحث لغوي صرف :) !!

خالص التقدير والاعتزاز
:fl:

منذر أبو هواش
19/10/2007, 10:57 PM
أخي أحمد،

جاء في لسان العرب مادة كيت:
وكان من الأَمر كَيْتَ وكَيْتَ، وإِن شئت كسرت التاء، وهي كناية عن القِصَّة أَو الأُحْدوثة؛ حكاها سيبويه. قال الليث: تقول العرب كانَ من الأَمر كَيْتَ وكَيْتَ، قال؛ وهذه التاء في الأَصل هاء، مثل ذَيْتَ، وأَصلها كَيَّه وَذيَّه، بالتشديد، فصارت تاء في الوصل. وفي الحديث: بئسما لأَحدِكم أَن يقولَ: نَسِيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ قال ابن الأَثير: هي كناية عن الأَمر، نحو كذا وكذا. وفي النوادر: كَيَّتَ الوِكاءَ تَكْييتاً وحَشاه، بمعنى واحدٍ.

القلب المكاني:
القلب المكاني (الاشتقاق الكبير) يحدث حين يكون بين لفظين تناسب في اللفظ والمعنى دون الترتيب، نحو: جذب وجبذ. فيكون معناهما واحد، وحروف المبنى واحدة، مع تغاير الترتيب فيما بينها. ومن الأمثلة على القلب المكاني (الاشتقاق الكبير) في فصيح اللغة: جذب و جبذ: قطع / صاعِقة وصَاقِعة / أنْبَض القَوْس وأنْضب: جبذ وترها لتصوّت / اضمحلّ وامضحلّ الشيء: ذهب / طريق طَامِس وطَاسِم / قوس عُلط وعطل: لا وَتَر عليها / عاث يَعِيث وعَثا يعثِي‏:‏ أفْسد / فَثَأْت القدر وثفأتها إذا سكنت غليانها / مِزرَاب ومِرْزاب: ميزاب الماء / رجل شَاكي السلاح وشائك: كامله / في لسانه حُكْلة وحُلْكَة: عقدة / رجل خُنافِر وفُناخِر‏:‏ عظيم الأنف.

ويزعم بعض اللغويين أن السبب الرئيسي في القلب المكاني (الاشتقاق الكبير) هو خطأ يرتكبه الصغار عند نطق الكلمات في بداية تعلمهم للغة (مثل قولهم أعطيناك - أطعيناك)، ومن ثم يشيع ويبقى في لغة الكبار حتى يصبح جزءا من اللغة. ومن الأمثلة على القلب المكاني (الاشتقاق الكبير) في اللغة الدارجة (لغة أهل الشام): جوز وزوج‏ / جنزير وزنجير (السلسلة‏) / سداجة وسجادة / معلقة وملعقة (آلة اللعق) / انجعز وانزعج (لا تنجعز / إيش جعزك / ليش مجعوز ?)‏ / رعبون وعربون (رعبن‏) / اندرخ من الخدر أوالتخدير‏ / لبيد وبليد / أهبل وأبله / كحت وكدح / زلغط وزغرد (أبدلت الراء لاماً وقدمت)‏.

والله أعلم :)

منذر أبو هواش

:fl:

أحمد الأقطش
20/10/2007, 02:33 AM
سيدي العزيز الأستاذ منذر،،

لم يرد عن أي من لغويي العرب اعتبار (هيك) لغة في (كيه)، بل يبدو أن هذا هو اجتهادك اللغوي الخالص! من هنا لا أفهم كيف تزعم بملء فمك سيدي أن (هيك) لغة من لغات العرب جزافاً هكذا!! إذ ليس في ما تفضلت َ بإيراده أثارة من برهان لا من حيث الجذر اللغوي ولا من حيث الاستخدام!

ولعلك كتبت تعليقكم على عجالة وأخـّـرت إيراد دليلك ريثما تحرره لنا محققاً. فحتى ذلك الحين أتقدم بوافر التقدير لمساهماتكم وتفاعلاتكم الإيجابية التي نجني منها كل فائدة ومعرفة وعلم.

تحياتي ومودتي

:fl:

منذر أبو هواش
20/10/2007, 07:14 AM
أخي أحمد،

وظيفة اللغوي أن يبحث وأن يجتهد، ومع أنني لست متأكدا مثلك من المعلومة التي تقول بعدم جواز اعتبار (هيك) المستخدمة من قبل أهل الشام مشتقة بالقلب المكاني من (كيه) العربية الفصيحة بمعنى (كذا)، إلا أن كلامي لم يكن جزافا ومن غير دليل ولا برهان كما تفضلتم.

لا أستطيع يا أخي أن أعتبر كلمة يستخدمها العرب غير عربية من غير دليل ولا برهان. فهل لديك في اللغات الشرقية أو السامية التي تعرفها أي دليل لغوي يثبت أن هذه الكلمة من غير كلام العرب؟ وهل من الضروري أن نبحث عن كل شيء في فتات المستشرقين، أو في دراسات من سبقونا من اللغويين؟ ألا نستطيع أن نجتهد استنادا إلى القواعد الخاصة بلغتنا العربية وعلومها؟

لقد تفضلت فزعمت أن (هيك) الشامية تعني (هكذا) من غير سند ولا دليل، ولم توضح لنا كيف تأكدت من هذه المعلومة! أما أنا فقد قدمت إليك الدليل استنادا إلى ما ورد في اللسان، وقواعد فقه اللغة، وقاعدة القلب المكاني الثابتة في لغتنا العربية، والمستخدمة بكثرة في لغة أهل الشام وأنا منهم. إنه استدلال لغوي مستند إلى قوانين وقواعد فقه اللغة، وليس جزافا أو خبط عشواء كما تدعون.

إن علم الفيلولوجيا (فقه اللغة) علم يعنى بدراسة اللغات دراسة تاريخية نقديّة؛ وهو علم يعتمد التدقيق في النصوص والتحقيق فيها والمقارنة بين المصطلحات والعبارات وتاريخ تطوّرها والتغيّرات التي طرأت عليها عبر العصور. وهو اختصاص ذو مناهج محدّدة ومبادئ عامة مُعترف بها ومُجمع عليها من طرف الدارسين المختصين. مَن يكتب في الفيلولوجيا عليه أن يتمسك بقواعد ذاك العلم وبمناهج البحث التي أُرسيت منذ عهود، وعليه أن يستثمرها.

لقد تكلمت بملء فمي استنادا إلى قواعد البحث اللغوي المتعارف عليها، ولا أجد غضاضة في ذلك، والموضوع مفتوح على المنتديات للجميع، واللغويون عندنا ليسوا قلة، فمن وجد لدي خطيئة فليرمني بحجر.

وأقولها مثلما أقولها في كل مرة: الله أعلم،

ودمتم،

منذر أبو هواش

:fl:

أحمد الأقطش
20/10/2007, 05:22 PM
سيدي الفاضل الأستاذ منذر،،

ما سألت ُ جدلاً بل رغبة في الاستزادة من علمكم، لأن اختلاف المشارب والذائقة اللغوية أدعى لإثراء النقاش.

أما مجيء (هيك) بمعنى (هكذا) فلم آتِ به من عندياتي، فإن الاستخدام العامي المتمثل في (هيك) لابد وأن تكون شواهده عامية ولا يحتاج إلى معاجم لغوية. لذلك سُقتُ عبارات عامية للتدليل على المعنى المقصود، وأسوق إليك برهاناً عملياً عليه، وأهل مكة أدرى بشعابها طبعاً:

اكتب في محرك البحث هذه العبارة (بهيك أفعال) ثم انظر إلى النتائج التي منها على سبيل المثال:

عمرنا ما يسمح بهيك افعال
الحياة حلوة ليش ننزعها بهيك افعال
حرام نخرب تاريخنا بهيك افعال
الحمد لله اننا مو شباب حتى ما نقوم بهيك أفعال مشينة
... إلخ


ثم اكتب هذه العبارة (بهكذا أفعال) ثم انظر إلى النتائج التي منها على سبيل المثال:

اي اسلام هذا الذي يامرنا بهكذا افعال
أنتم بهكذا أفعال تضرونه أكثر مما تنفعونه
لكن بهكذا افعال صدقني لن تصل الى ما تصبوا اليه
وبعض من قاموا بهكذا افعال مقيتة اصبحوا لاحقا زعماء ووزراء
.. إلخ

الأمر ليس بحاجة إلى مراجع لغوية يا سيدي!! فهذا رأيي البسيط الذي يحتمل الخطأ..

والله أعلم

خالص تقديري واعتزازي

:fl:

منذر أبو هواش
20/10/2007, 07:15 PM
أخي أحمد،

الاتفاق على المسائل اللغوية ليس شرطا، واختلاف الناس على بعض المسائل أمر طبيعي، وقد أرى رأيا في مسألة، ويرى غيري غيره، ويكون لكل منا دليله، فالمسألة قد تكون بالنسبة إلى فلان هكذا، وتكون بالنسبة إلى غيره هكذا. واختلاف الآراء على هذا النحو وارد، وتوجد عليه أمثلة كثيرة من التاريخ ... تتعدد الآراء، ويبقى النقاش مفيدا للجميع.

المفردات والاستخدامات اللغوية الفصيحة والعامية في اعتقادي إما أن تكون أصيلة أو أن تكون دخيلة، واللهجات العامية في حقيقة الأمر لغات، وإذا لم يكن الاستخدام العامي دخيلا فلا بد أن يكون له أصل ما في فصيح اللغة.

البحوث اللغوية يا أخي لا بد لها من مراجع وأدلة، والموروث اللغوي هو المرجع الوحيد الذي نستطيع أن نستدل من خلاله على عروبة الألفاظ والتراكيب أو عدم عروبتها. لذلك فإن النصوص العامة المتحصل عليها من خلال غوغول ليست مقياسا سليما يعتمد عليه، إذ ينبغي أن ينحصر البحث في الكتب والنصوص التراثية، وما لم يوجد دليل عليه في كتب التراث لا يعتمد إلا بقرارات ثورية، وإجماع من فطاحل اللغة وعلمائها أعضاء المجمعات اللغوية.

إذا دققت في الخلافات حول المفردات والتراكيب تجد أن السبب هو عدم وجود دليل أو مثال عليه في لغة العرب، فهناك من يقول بسلامة التركيب من الناحية اللغوية، مع أن آخرين قد يرفضونه لحداثته، ولعدم وجود استخدام له أو دليل عليه في التراث.

والله أعلم،

ودمتم،

منذر أبو هواش

:fl:

أحمد الأقطش
20/10/2007, 08:00 PM
سيدي العزيز منذر ،،

دام فضلك يا سيدي ..

أساس إدلائي برأيي كان بخصوص تفسير تلك الظاهرة المحدثة لدى بعض من يكتبون بالعربية من وضع (هكذا) قبل الاسم النكرة. وكان تفسيري لتلك الظاهرة هو التأثر باستخدام العامية الشامية (هيك) لا أكثر ولا أقل. من هنا كان التدليل عليها من شيوع استخدامها في اللغة المعاصرة باستخدام محرك البحث.

أما التأثيل اللغوي لـ (هيك) والاختلاف حول أصلها من عدمه فهو لا يسهم في تفسير الركاكة التي نحن بصددها، وإن كان أسعدني رأيك الكريم حولها.

وأنا أعبر عن شغفي بمناقشات كهذه وليس بهكذا مناقشات :)

خالص تقديري واعتزازي

عبدالرحمن محمد بودرع
21/04/2008, 08:22 PM
أخي العزيز هلال الفارع
أخي العزيز أحمد الأقطش
أخي العزيز عبد الحميد الغرباوي
إخوتي الباحثينَ الكرام جميعا
سرَّني غايةَ السّرور مستوى الحِجاج العلمي الرّفيع
بقدر ما آسَفَني وأحزنني القذف أحيانا ببعض الأحكام التي قد تعكّر هذا الصّفاءَ النقيّ

ولقد سُرِرتُ لتساؤل الأخ الباحث الأستاذ عبد الحميد الغرباوي الذي قال:
ـ ألا يحق لنا أن نجدد في لغتنا؟...
ـ هل لغتنا العربية لغة منغلقة على ذاتها؟...
ـ هل تدعيم لغتنا بأساليب و تراكيب جديدة يعد انتهاكا خطيرا للغة القرآن الكريم..؟ ...
مثلما سررتُ لتنبيه الأخ الباحث الأستاذ أحمد الأقطش الذي رَجَعَ لفظة "هكذا" إلى أصول شامية وهو أمر كان يدورُ بخَلَدي

ولي في المسألة رأي لا إخالُه يخرج عن دائرة آرائكم القيّمة
أقول للأستاذ عبد الحميد الغرباوي : نعم يحقّ لنا أن نجدّد في لغتنا، بواسطة العلماء ومجامع اللغة والمؤسسات العلمية المسؤولة، ولكن هل استنفدْنا كلَّ الطّاقات التّعبيريّة الفصيحة في لغتنا ولم يبقَ لنا من سبيل أو أسلوب إلاّ الرّكون إلى أساليب مثل "هكذا" والكاف الزّائدة... ؟
ما أكثر العبارات الفصيحة التي تُغْنينا عن هذه المُحدَثاتِ ، لو أنّنا بحثنا وتصفحنا كتبَ اللغة والمعاجمَ ، وفككنا عنها الطّوق

وأعود إلى الإشكال الذي جرّ هذه المناقشةَ الممتعة لأدلي برأيي المتواضع :
ما أكثر التعبيراتِ الممجوجَةَ المُستهجَنَة، والتّراكيبَ الدّخيلَةَ والأساليبَ العامّيةَ، التي غزت ألسنةَ النّاطقينَ بالعربيّة مثل :
- "استمعتُ إلى هكذا خبر" !!
- "وتبنّى فلانٌ هكذا موقف" !!
- "واستمعتُ إلى هكذا تصريح" !!
وغيرها من العبارات التي تساق على هذا النحو، مما يُربك النسقَ التعبيري في خطاب الفصحى،
ويُفسِدُ موازينَ الكلام فيها، ويساهم في هدْم أصولِها البيانية وإرْباكِ قواعدِها الأسلوبية والبلاغية.

وأتذكّر مقالةَ أبي عمرو بنِ العَلاءِ رحمه الله في لسانِ حمير: ما لِسانُ حِـمْـيَـرَ وأقاصي اليَمنِ بلساننا ولا عربيّتُهم بعربيّتِنا...
هذا مع العلمِ أنّ لسانَ حميرَ وأقاصي اليمن يُعدّان من اللسانِ العربيّ
أمّا اللسانُ الدّارجُ اليومَ فهو بعيدٌ عن السّلامةِ والفصاحةِ قريبٌ من الرّطانة وتحريفِ الكلمِ عن مواضعِها صوتيا وتركيبيا

أمّا قولُهم "هكذا خبر" فقد اجتمع فيه أسلوبانِ: أسلوب الإشارة وأسلوب التّشبيه؛ والحقيقةُ أنّ الجمعَ بينهما لا يستقيمُ والسّياقَ المرادَ؛ فالعبارةُ في الأصلِ مترجمةٌ ترجمةً رديئةً لا تُوافقُ منهج العربيّة:

وهي ترجمة لكلمة suchفي اللغة الإنجليزية ، وكلمة tel في اللغة الفرنسية :
1- فهي تدلّ على قيمةٍ غيرِ محدّدة:
such-and-such a
tel et tel


2- وتدلّ على التّشبيه:
such
un tel homme, such a man
une telle générosité, such generosity
de telles gens, such people
je n'ai rien dit de tel, I never said anything of the sort


3- تدلّ على التّوكيد:
valeur emphatique ou intensive
un tel génie, such a genius
un tel bonheur, such happiness


4- تدلّ على ضربِ المثالِ في سياق معيّن:
introduit un exemple ou une énumération: tel (que) such as,like


5- تدلّ في سياقِ المقارنة:
introduit une comparaison]
il est tel que je l'avais toujours rêvé , he's just like I always dreamt


والرأي عندي أن تُحذف الكافُ لأنّها زائدة لا معنى لها، وإن كان المتكلّمُ بهذه العبارةِ يُلْبِسُ الكلامَ ظلالا تشبيهيّةً أو يُشمُّها معنى التّشبيه إشماماً، ولكن الكافَ الزّائدة لغوٌ ههنا مثلما هي لغو في قولِهِم:
أعطى فلانٌ أوامرَه كوزيرٍ
عيّنَ فلانٌ فلاناً كمديرٍ للمؤسّسة...

فحذفُها خير من ذكرِها

محمدسالم
03/05/2009, 10:59 PM
كلمة (هكذا) -في السياق الذي يتحدث عنه السادة الأفاضل-تسللت إلى اللغة من باب خلفي،
من يتبع السليقة في لغة العرب سيعلم علم اليقين أن كلمة هكذا و معناها -في السياق المثار نقاشه هنا-تابعان لما نتكلم عنه لا سابقان له، و قد تسللت إلى موقع (كهذا) و احتله قسرا، فبدل القول:
أمر كهذا، أصبحت : هكذا أمر، و كان من المفترض -إن تقدمت-تعريف الكلمة لتصبح : كهذا الأمر،
بدل:كهذا أمر
و ربما بسبب أن (كهذا أمر) غير مقبولة و ذلك لتنكير المشار إليه المحدد، فقد قُـلبت لتصبحَ (هكذا أمر) و لتوافقَ الترجمة such matter ،
و من المفترض أن تكون الترجمة الصحيحة هي : أمر كهذا، أو كهذا الأمر..

و الله أعلم..

سؤالي الموجه إليكم الآن،
هل إن (مـا) تبطل عمل كاف الجر أم لا،
مثلا:
وتذوب من خوف كمـا الفئـران

ما هو حكم (الفئران)، هل الجر أم الرفعُ..؟
شكرا لكم..

سالم حنفي
02/09/2012, 01:22 AM
بسم الله .لست مختصا في النحو بيد أني متعلق بكتب السلف حتى أني لا أذكر أني قرأت كتابا لمؤلفي العصر منذ ثلاثين سنة وعامة فراغي أنفقه في مطالعاتي لكتب السلف والفقه .وإني لم أجد قط ولم أقرأ البته في كتاب من كتب العرب والمسلمين الأقدمين استخدام هكذا على الوجه الذي ينصره الشاعر البارع ( هكذا كتاب ونحوها ) بل إن النفس منه تنفر لأول وهلة فهو استخدام غريب وغير مسبوق وعلامة الركاكة تلوح عليه وتمجه الأسماع العربية القحة .وقول الشاعر: أرجو أن تورد لي الدليل، أو التفسير اللغوي لعدم صحة القول: (فكيف نعتمد مثل ذي كتابة ) سأجيب عنه بالرغم من أني لست نحويا بل أنا طبيب ولكن لي إلمام بالفقه والحديث والقراءات والتاريخ ولله الحمد والمنة .فأقول على السليقة بأن اسم الإشارة وضع للتحديد والتعريف وكتابة غير معرف فكأنك أحلته بإشارتك إلى مجمل غير معرف وهذا لحن ووهن ولكن يصح في العقول القول مثل هذه الكتابة المحددة والمشار إليها .أما استدلاله بقول الحق عز اسمه وجل ذكره ( ليس كمثله شيء ) فليس بشيء فمعنى الآية كما رجح المحققون هو المبالغة في النفي أي ليس كمثل مثله على استحالته شيء فكيف مثله عز اسمه فنفى المثلية مرتين في كلمة للمبالغة . وهذا مذهب ثعلب وابن جني وعلى القول الآخر أيضا فإن الكاف للتأكيد أي ليس مثل شبيهه شيء فافترض الشبيه ومنع من المثلية
على كل الأستاذ هلال هو المطالب بسوق الأدلة من الشعر والبيان على صحة استخدام العرب لهذا قبل الخوض في مسألة صحته في النحو .وإني لا أشك بصحة ما أفاده الأستاذ منذر .والسلام عليكم ورحمة الله