المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذاكرة العشق الموءود (*)



التجاني بولعوالي
18/02/2007, 03:21 PM
ذاكرة العشق الموءود (*)

شعر: التجاني بولعوالي
شاعر وكاتب مغربي مقيم بهولندا
www.tijaniboulaouali.nl

-" كيف تنظر في عيني امرأة.. أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟"
أمل دنقل

في الرؤيا ألمح دمعتك الثكلى
تنساب كغيث بعده ريح ولهى
تغسل وجه مدينتنا البالي
تحيي أعشاب الريف الميتة
تروي كرمتنا الأولى
لا أرتابْ
أتملى مؤقيك المخمورينْ
ينداح إلي عبير الذكرى
فأجس النبض المكلوم
أجس خرائطك المدفونة
في وشم التاريخ
على ذاكرة الأشواق السفلى
يحضرني الغسق "الوجدي"
تلاحق فيك طيوري العطشى
فاكهة الأنثى، ورحيق الصوت المنبثق
فأجس جوانحك الأخرى
وأنا معتصم بجدائلك السبع
لعل تقيني من غرقي
ببحيرة عينيك المسكونة بالأشباح العشرهْ

يا سيدتي،
لمَِ سائر هذا الجرح
الضارب في البوح
اليانع مثل الشيح البريْ
بحدائق قلبك..
هل أقطف من شجر الوجد الأخضر
تينا يتخطفه الطيرْ
ضوعا يبعثه الزهرْ
ذكرى يحفظها الجرح الغائرْ
أ أتوجك الآن أميرة شعري
ألغي كل الأشياء الأحياء
أمزق وطني ابتل بنزف دمي الفائرْ
لا أدري يا أنت المتقلب وجهك
مثل سماء حبلى

يا سيدتي،
لم يبق على الأرض ليتمي متسع
ضاقت بأنيني كل الطرقات
فكيف لهذا الطين المنسي
كأطمار في مهمهة قصوى
أن يفهمك..
كيف له أن يسألك الود
وأنت ممانعة تبغين الصدْ

في الرؤيا ألمحك الآن...
تشقين السر إلى نصفين ْ
في الأول ينبت حزني أشجارا أشجارا
يتحسس أسفلها موج ممزوج
بمواويل السفن..
ورميم الجثث الغرقى
في الثاني يينع فرحي الأبهى
بين أناملك، ويمتد إلى واحاتي الظمأى
كندى الفجرْ
كأريج الزهرْ
كزغاريد النصر الجذلى
فأهم بنارك،
لكن طقس الماء المترقرق
من بسمتك الغضة يؤنسني
تبتل ترائب حلمي،
يتزيى سدري المخضود بهامتك النضرهْ
تنهار بروج الملح،

أيا وطني المتدلي من مسمار المنفى
لا مبنى يعصمني من زحف "السيبة" لا
ألبيت تهدم في بفوضى المعنى
ولذا، فأنا أبحث عن ركن آخر
لليتم الطالع في وهدة ذاتي كالصبار
كما امرأة من أرياح خريف أقسى
والميزان المسبي يحركه التاج يمينا ويسارا
والحاكم يلهو بالسبحة حينا.
وعيون الشعب مفتحة ما عادت تهفو
سيدتي، ما زال الحاكم يهذي
شمطاء تتداعى الذكرى
بخواطرها الموشومة نحو الأيام الحرى
سيدتي ما أقسى جرحي الساهر في مهجي
قنديلا يشعل ليلتنا الدكناء
يوزع عبر الأنحاء الأطياف
لكن تتخطفه بأظافرها السوداء
السدفات التترى
تخدعه الأحرف حينا
أعرف أن نصيبي من هذا الهذي
أنا غير النافع قد ضاع
وأدرك أنك لن تنتظري الميت
يفيق ليلثم جبهتك،
ويودع قلبك لحن البشرى.
فصهيل الفرسان على الباب
وزغردة النسوة تمسح وشم البارحة..
وجنون العشق المغتال بنار الغيرهْ

(*) هذه القصيدة نالت الجائزة الأولى أثناء المسابقة الأدبية التي نظمتها جمعية الهجرة للثقافة والفن بمدينة أمستردام لعام 2005، وتمت ترجمتها إلى اللغة الهولندية، ونشرها في كتاب خاص بنصوص المسابقة النثرية والشعرية، وهو تحت عنوان: رسائل متجاسرة في الزمن المجنون.

مصطفى معروفي
18/02/2007, 04:08 PM
يا سيدتي،
لم يبق على الأرض ليتمي متسع
ضاقت بأنيني كل الطرقات
فكيف لهذا الطين المنسي
كأطمار في مهمهة قصوى
أن يفهمك..
-----------
أخي الشاعر التجاني بولعوالي:
نفحات شعرية باذخة،صاغها حس مرهف يعرف كيف يلتقط التفاصيل من ملابسات الواقع.
تسلم شاعرنا.
أخوك:مصطفى

د. جمال مرسي
18/02/2007, 05:21 PM
الشاعر الجميل التجاني
دعني أولا أرحب بك في واتا و أحييك على هذه القصيدة الرائعة فكراً و شعراً
و هي بالفعل تستحق هذه المكانة التي نالتها
لغة ثرة و صور بديعة و فكر عميق
فلله درك
و التثبيت أقل ما يمكن عمله احتفاءً يك و بقصيدتك
أهلا بك
و دمت بخير
د. جمال

هلال الفارع
18/02/2007, 08:35 PM
أيا وطني المتدلي من مسمار المنفى
لا مبنى يعصمني من زحف "السيبة" لا
ألبيت تهدم في بفوضى المعنى
ولذا، فأنا أبحث عن ركن آخر
لليتم الطالع في وهدة ذاتي كالصبار
ــــــــــــــ
الأخ الشاعر التجاني بولعوالي
هذا ترحيب خالص بك في بيت الشعراء،
في منتدى الشعر الواتاوي
واسمح لي أن أسجل إعجابًا بشاعريتك،
يليق بهندام حرفك،
ويقف مع عباراتك في محطة وجع الشعر.. وجع الوطن!!
أهلاً بك بين أخواتك وإخوتك في ساح الحرف،
وفي خفايا الذاكرة..
تحيتي لك

د.سليم صابر
19/02/2007, 02:57 AM
التجاني بولعوالي وكلمات من بوح القلب والإحساس

أبيات رائعة وراقية

أهلا بك ها هنا في واحة القلم والحرف

حللت على الرحب والسعة

وبانتظار المزيد من روائعك

تحياتي الطيبة
الصابر

عبدالوهاب القطب
19/02/2007, 03:02 AM
اخي الشاعر التجاني بولعوالي
قصيدة جميلة
استمتعت بها

دام التألق سيدي

تحياتي القلبية

عبدالوهاب القطب
ابن بيسان

التجاني بولعوالي
19/02/2007, 09:20 AM
الصديق المبدع مصطفى معروفي،
حقا رهنت جانبا من هذا النص لالتقاط ملابسات الواقع الخفية والمعلنة،
التي تسربلت بما هو جمالي لتذوب في البنية العامة للقصيدة، فلا يستخرجها إلا
القارئ المتمرس.
تقبل احترامي الكبير
التجاني بولعوالي

التجاني بولعوالي
19/02/2007, 09:23 AM
العزيز المتميز دوما الأستاذ د. جمال مرسي
شكرا على هذا الترحيب الدافئ، والاحتفاء البهي بهذه القصيدة
التي أحبها كثيرا.
تقبل احترامي الكبير

التجاني بولعوالي
19/02/2007, 09:25 AM
الصديق الفاضل هلال الفارع،
سعدت كثيرا بكلماتك الجميلة، التي سوف تحفزني لا محالة على
الحضور الداءم بين ظهرانيكم لتعزيز مكانة الشعر في واتا، الذي بات يتعرض
لقصف المترجمين!!!
تقبل احترامي الكبير.

التجاني بولعوالي
19/02/2007, 09:29 AM
الفاضل سليم صابر،
أشكر لكم مشاعركم النبيلة، وأعلن أنني
منكم في هذا البيت العامر!
تحياتي الحارة

التجاني بولعوالي
19/02/2007, 09:33 AM
الشاعر المتميز عبد الوهاب القطب
أعتز باحتفائك بي، وأشكر لك استمتاعك الواعي
بالقصيدة
تقديراتي الخالصة