المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحكـُّم العقل بالجسم: تجارب عملية



محمود عباس مسعود
01/01/2010, 05:08 AM
يؤكد العديد من الأطباء أن ما لا يقل عن 60 بالمائة من المرضى الذين يقصدونهم قصد الاستشارة والمساعدة يعانون أصلا من حالات عاطفية بالرغم من وجود بعض الأعراض العضوية أحياناً.

كيف يتسنى لنا معرفة ما إذا كانت مشاكلنا ذات طبيعة عضوية أم عاطفية؟
وما الذي يمكننا عمله لمساعدة أنفسنا في استعادة حيويتنا وعافيتنا؟

هذا ما سنحاول التطرق إليه في هذا الموضوع من خلال عرض الطرق المساعِدة على التعامل بإيجابية مع الأفكار الجامحة والإنحرافات النفسية الجانحة التي تتسبب في آلام جمة ومعاناة لا تنتهي.

بإمكان الشخص أن يتأكد من طبيعة مرضه بالحصول على فحص شامل من طبيب أخصائي ضليع، إذ باستطاعة الطبيب تشخيص حالته وتحديد المشكلات الصحية في حال وجودها.

في حال وجود الحالة يتم عادة التعرّف على السبب. أما في حال عدم وجود سبب واضح فيمكننا التخمين عندئذ أن الشخص بحاجة إلى تحليل نفسي بدني (عقلي جسماني psychosomatic)، بما معناه أن العقل ربما يكون قد لعب دوراً في إزعاج الجملة العصبية التي سببت بدورها ردة فعل الجسد.

قد يسأل متشكك: هل هذا معقول؟
وهل بالإمكان إثبات التأثير المباشر للعقل على الجسم؟

فلنقم بتجربة بسيطة ونبدد مرة وإلى الأبد أية شكوك تتعلق بتأثير العقل على الجسم، لدرجة أنه يسبب أمراضاً خطيرة بل ومميتة في بعض الأحيان.

الرجاء أن تحصروا انتباهكم في الحلق محاولين تذكـّر الإحساس الذي اختبرتموه عندما قضمتم ومضغتم بعض حبات حصرم أو شرائح ليمون حامض أو مخلل اللفت. تصوروا كيف تتفاعل اللثة مع الإحساس الحريّف في الحلق!

هل فاض الريق وتحلـّبت الأفواه؟
ألا تشعرون بنفس الإحساس الذي اختبرتموه عندما تذوقتم تلك الحوامض؟
وباختصار ألا يمكننا القول أن مجرد قراءتكم لهذه الكلمات والتفكير بالحصرم أو المخلل أو الليمون الحامض قد أحدث ردود فعل عصبية أحدثت بدورها استجابة غددية فيزيقية؟

والآن لنسأل أنفسنا ثانية: "هل يؤثر العقل بالجسم تأثيراً مباشراً؟"
وما عسى أن يكون الجواب؟
بكل تأكيد "نعم."
وعلى ضوء تجربتنا البسيطة هذه وما "استدرّته" من نتائج يمكننا الإتفاق على أن أفكار الشخص تؤثر فعلاً بجسمه المادي.

تجربة مع الغضب:

أجرى بعض الأطباء المشهورين تجربة على متطوع في مختبر. فطلبوا منه أن يستغرق في حديث مشحون يسمّ البدن، يعكـّر المزاج ويوغر الصدر بأحاسيس الغضب والكراهية. فما كانت النتيجة على جسم صديقنا المتطوع بفعل هذا الهيجان العاطفي المحتدم؟

لقد لاحظ الأطباء أنه خلال احتدام نوبة الغضب أصبح لون أنسجة معدته أحمراً وهّاجاً وتفاعلت عضلات المعدة بشكل عنيف.

ولو استمرت هذه الحالة فلربما تسببت بسهولة بالنزيف والقرحة المعوية وبشهور وسنين طويلة من المعاناة والأوجاع. ولا يتسع المجال لذكر حالات مشابهة. غير أن تجارب المفكرين التقدميين في ميدان علم النفس والتحليل العقلي الجسماني تشير إلى أن معظم "المرضى" سيتمكنون مستقبلاً من معالجة أنفسهم والإحتفاظ بعافيتهم بقوة العقل.

عندما يتمكن العقل الواعي من الرؤية بصفاء ويصبح قادراً على تقييم الحالات العاطفية بهدوء وموضوعية سيتمكن صاحبه عندئذ تلقائياً من تصحيح الوضع بنفسه.

إن دور المرشد النفساني في مثل هذه الحالات يكمن في مساعدة المريض (بالوهم) على التأكد بنفسه من أن السبب الفعلي لمرضه موجود أساساً في عقله.

إن عامل الزمن والصبر والتصور الدقيق للحالة النفسية.. كلها مجتمعة تفعل الأعاجيب في علاج الحالات العاطفية والأمراض النفسانية. هذه الحقيقة يؤكدها ويؤيدها علماء بارزون عاكفون على دراسة جادة للطب النفساني والتحليل العقلي الجسماني.

كل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم

المصدر: Inner Culture Magazine
الترجمة: محمود عباس مسعود

ملاحظة: هذه مجرد معلومات عامة، ويبقى الأخصائيون المرجع الأوثق في هذه الأمور.

تسنيم زيتون
01/01/2010, 04:45 PM
اشكرك استاذي
وانت بخير
دائما (مرتاحة) هنا
مودتي وامنيتي بسنة ايجابية وخيرة عليك
والمزيد من مواضيعك المحببة لي

قميتي بدرالدين
01/01/2010, 05:00 PM
جميل جدا ان نتحكم بأجسامنا بواسطة عقولنا ,العقل اللاوعي لا يفرق بين الحقيقة والخيال فتجربة الليمون اصدق مثال
فعلينا الانتباة الى ما نبثه من افكار لعقلنا اللاوعي ...
عقلي هو فلسفتي بالحياة
مودتي وتقديري

محمود عباس مسعود
01/01/2010, 07:26 PM
اشكرك استاذي
وانت بخير
دائما (مرتاحة) هنا
مودتي وامنيتي بسنة ايجابية وخيرة عليك
والمزيد من مواضيعك المحببة لي

العزيزة تسنيم
تحية طيبة ويسعدني أنك مرتاحة هنا.
لكِ المودة وكل عام وأنت بخير.
سررت بإطلالتك

محمود عباس مسعود
01/01/2010, 07:32 PM
جميل جدا ان نتحكم بجسامنا بواسطة عقولنا ,العقل اللاوعي لا يفرق بين الحقيقة والخيال فتجربة الليمون اصدق مثال
فعلينا الانتباة الى ما نبثه من افكار لعقلنا اللاوعي ...
عقلي هو فلسفتي بالحياة
مودتي وتقديري

نعم أخي قميتي، يجب أن ننتبه إلى ما نبثه من أفكار لأن اللاشعور يقوم بتخزينه فلا تفقد فكرة واحدة. والغريب في أمر الأفكار هو أنها تنطلق وكأن مهمتهما العودة إلى مصدرها الذي انطلقت منه محمّلة بنظائر لها تجتذبها إلى مجالها كما يجتذب المغناطيس برادة الحديد.
جميلة فلسفتك في الحياة. بورك العقل المتألق بأقباس الحكمة والإبداع.
تحياتي ومودتي

سعيد نويضي
03/01/2010, 03:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الفاضل الأستاذ محمود عباس مسعود...

مقال رائع يتطلب العديد من الوقت حتى تتم طريقة التحكم بالعقل الواعي لكي لا يتم التأثير على الجسم إلا بما هو صحي و سليم...

فإذا كان اللاوعي هو المحدد لسلوك الفرد و من تم لأمراضه غير العضوية...؟

فهل يمكن للجسم أن يتداوى بالتأثير العقلي انطلاقا من تأثير اللاوعي على الأطراف أو الأماكن التي يشعر بها الإنسان بمرض ما...؟

فلو استطعنا مثلا أن نعكس مسألة الإفرازات التي وقعت في المثال السابق...مثل الليمون الذي يؤثر على الجسم حتى يفرز الريق في الحلق...فهل يمكن مثلا إيقاف تساقط الشعر لإنسان يشكو من هذا التساقط بإعادة إفراز المواد التي هي أصلا موجودة في الجسم و التي تفرز بطريقة آلية حتى يستعيد المريض توازنه في هذه الحالة...؟

لك التحية و التقدير...

نجوى محمد
03/01/2010, 09:30 AM
استاذي موضوع آخر شيق وممتع ومفيد لك كعادتك دائما
أتفق معك في أن العقل يتحكم كثيرا ولو بنسبة 50% من المرض العضوي أو الجسدي للانسان
هناك رواية عن طبيب بأن جاءه مريض يشكو من صداع مزمن وقوي جدا وأتعبه كثيرا فقال له الطبيب سنجري لك عملية جراحية ويزول هذا الصداع وبعد أن أفاق من المخدر قال له الطبيب استئصلت سبب الصداع ولن يعاود لك مرة اخرى
وشعر المريض براحة وبأنه قد شفي تماما من هذا الصداع وعاش سنوات عديدة وهو لا يشعر به نهائيا
وبعد سنوات التقى مع الطبيب وسأله عن الصداع فأجابه بأنه لا يشعر به منذ العملية
فأخبره الطبيب بالحقيقة وهي أنه لم يجر له أية عمليات وبأنه مجرد وهم داخله وموضوع نفسي لا أكثر
فعاد الصداع للرجل مرة أخرى واشتدت عليه الى أن مات به
وهذا يدل على أن المرض جزء كبير منه نفسي أكثر منه عضوي
تقبل تحياتي العطرة ومروري من هنا

محمود عباس مسعود
04/01/2010, 10:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...
سلام الله على الفاضل الأستاذ محمود عباس مسعود...
مقال رائع يتطلب العديد من الوقت حتى تتم طريقة التحكم بالعقل الواعي لكي لا يتم التأثير على الجسم إلا بما هو صحي و سليم...
فإذا كان اللاوعي هو المحدد لسلوك الفرد و من تم لأمراضه غير العضوية...؟
فهل يمكن للجسم أن يتداوى بالتأثير العقلي انطلاقا من تأثير اللاوعي على الأطراف أو الأماكن التي يشعر بها الإنسان بمرض ما...؟
فلو استطعنا مثلا أن نعكس مسألة الإفرازات التي وقعت في المثال السابق...مثل الليمون الذي يؤثر على الجسم حتى يفرز الريق في الحلق...فهل يمكن مثلا إيقاف تساقط الشعر لإنسان يشكو من هذا التساقط بإعادة إفراز المواد التي هي أصلا موجودة في الجسم و التي تفرز بطريقة آلية حتى يستعيد المريض توازنه في هذه الحالة...؟
لك التحية و التقدير...


وعلى أستاذنا القدير وأديبنا الكبير السلام ورحمة الله
نعم.. إن أفضل استعمال للعقل الواعي هو توجيهه بكيفية تعود على صاحبه بالنفع.
في تقديري يمكن للمرء أن يداوي نفسه بالتأثير العقلي لأن الفكر قوة بحاجة إلى توجيه ووضعها في القنوات الصحيحة.
بالنسبة لإيقاف تساقط الشعر والتحكم بحالات جسدية مشابهة هذا ممكن عندما يصبح عقل الشخص قوياً لدرجة التأثير المباشر على المادة. وقد سمعنا عن أشخاص امتلكوا تلك القوى، ولعل ذلك ما يعرف بالكرامات. فعندما يتحرر العقل من كثافة المادة عن طريق سلسلة من الرياضات يصبح بمقدوره التحكم بالجسم وبالمادة ككل.
تحياتي وتقديري

محمود عباس مسعود
04/01/2010, 10:21 PM
استاذي موضوع آخر شيق وممتع ومفيد لك كعادتك دائما
أتفق معك في أن العقل يتحكم كثيرا ولو بنسبة 50% من المرض العضوي أو الجسدي للانسان
هناك رواية عن طبيب بأن جاءه مريض يشكو من صداع مزمن وقوي جدا وأتعبه كثيرا فقال له الطبيب سنجري لك عملية جراحية ويزول هذا الصداع وبعد أن أفاق من المخدر قال له الطبيب استئصلت سبب الصداع ولن يعاود لك مرة اخرى
وشعر المريض براحة وبأنه قد شفي تماما من هذا الصداع وعاش سنوات عديدة وهو لا يشعر به نهائيا
وبعد سنوات التقى مع الطبيب وسأله عن الصداع فأجابه بأنه لا يشعر به منذ العملية
فأخبره الطبيب بالحقيقة وهي أنه لم يجر له أية عمليات وبأنه مجرد وهم داخله وموضوع نفسي لا أكثر
فعاد الصداع للرجل مرة أخرى واشتدت عليه الى أن مات به
وهذا يدل على أن المرض جزء كبير منه نفسي أكثر منه عضوي
تقبل تحياتي العطرة ومروري من هنا

الأخت العزيزة نجوى محمد
شكراً على القصة الجميلة. للإعتماد على العقل فوائد جمة، وفي نفس الوقت لا يمكننا أن ننكر الدور الكبير الذي يلعبه الطب والأطباء في حياة الناس.
سعدت بمرورك
وعليك السلام.