المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يعيق عدم وجود ترجمات حرفيّة لقاء الحضارات ؟؟؟



الدكتور محمد أيمن الجمال
01/01/2010, 08:29 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على سيّدنا رسول الله

من المعلوم أنّ ثمّة كلمات ليس لها مُرادفات في لغات غير لغاتها الأصليّة، وكثيرًا ما نرى في هذا الموقع وغيره أنّ هناك كلمات بالإنجليزيّة مثلاً لا نرى لها ترجمة حرفيّة مقبولة عربيًّا، وكذلك نرى كلمات بالعربيّة لاترجمة لها باللغات الأخرى، إلاّ ترجمة معنى بعيد ليس له ذات المدلول الذي تُعطيه الكلمة بأبعادها في اللغة العربيّة، فهل يكون لهذا الأمر تأثيرٌ في حوار الحضارات؟ وهل يُعيق عدم وجود تلك المفردات في اللغات الأخرى فهم أهلها إذا تكلّمنا معهم حولها ؟؟؟

ذلك أنّه من المعلوم أنّ اللغة التي وضعت تلك المفردات تحتويها عمليًّا، ولأهلهم منها نصيب، فهل يعني هذا عدم وجود قاعدة معرفيّة بمدلولات هذه الكلمات عند أهل اللغات الأخرى؟؟

لتقريب الأمر أقول: إنّي (وحسب معلوماتي المتواضعة في اللغات الأجنبيّة عمومًا) أعرف أنّه لا مرادفات حقيقيّة لكلمات توجد في العربيّة، ويتفاخر بالتمسّك بفعل مدلولاتها العرب، وتُنقل عنهم من تراثهم وتراث آبائهم، ولكنّا لا نجدها عند غيرهم، ومن أبرز هذه الكلمات:

الشهامة

المروءة

الإيثار

فأرجو من الإخوة الكرام توضيح أمرين اثنين:

الأوّل: هل لهذه الكلمات ترجمات حرفيّة (بمعنى: كلمة بكلمة) وتعطي نفس مدلولها في اللغة العربيّة؟؟؟

الثاني: هل يؤثّر هذا الأمر (فيما لو لم يكن لتلك الكلمات أو غيرها ترجمات) في الحوار الحضاريّ الثقافيّ بين الأمم؟؟؟

من وجهة نظري أرى أنّ عدم وجود تلك المفردات ينبغي أن يدفع العرب إلى تعلّم المفردات التي لا توجد في لغتهم ومعرفة مدلولاتها ليتعرّفوا على طريقة تفكير وحياة الآخرين من خلال ما انفردوا به من مفردات. وضرورة وضع مفردات جديدة لها.

وأرى أيضًا ضرورة محاولة ترجمة تلك المفردات إلى اللغات الأخرى ترجمات (وضعيّة) تضع ألفاظًا جديدة في اللغات الأخرى.

وفي حالة عدم فعل ذلك فإنّ هذا سيكون أحد معوّقات التفاهم الحضاري والحوار بين الحضارت والأمم.

بانتظار آرائكم.

محمود عباس مسعود
01/01/2010, 09:22 PM
أخي الدكتور محمد أيمن الجمال

تحية طيبة:
اللغة العربية بحر لا ساحل له، ومفرداتها من أغنى مفردات لغات العالم. واللغة الإنكليزية هي أيضاً بحر يُستدل على ذلك من قاموس أكسفورد الذي يقع في عشرين مجلداً يكاد عدد صفحاته يضارع عدد صفحات دائرة المعارف البريطانية. فإن كانت هذه اللغة بهذه السعة، لا بد أن هناك كلمات ذات معانٍ إما مطابقة لمعاني مفردات اللغة العربية أو قريبة منها بحيث يمكن تجاوز الحيّز الباقي الذي يعود في الأصل إلى تجربة ثقافية فريدة.

من تجربتي الخاصة لا أظن أن عدم التطابق التام هو حجر عثرة في التواصل بين الناطقين باللغتين. هناك ناحية هامة يجدر أخذها في الإعتبار هي أن الراغب في التواصل الحضاري يجب أن يكون على معرفة جيدة باللغة الأخرى ليكون التواصل منطقياً وفعّالاً.

أساسيات اللغة الإنكليزية، على سبيل المثال، تفي بحاجة التواصل من حيث التعبير عن أمور ذات صلة بحاجة الإنسان من كل ثقافة. أما إن أردنا بلوغ مستوى آخر من التواصل فهذا يعني فهم ثقافة ولغة الآخر، مما يضيّق المسافة ويسهّل التفاهم.

بالنسبة لكلمة الشهامة، هناك كلمة قريبة منها بالإنكليزية هي magnanimity التي تعرّفها القواميس – أو بعض منها على النحو التالي:

كريم النفس والأخلاق noble in soul and character
كريم في تسامحه generous in forgiving
متحرر من مشاعر اللؤم free from mean feelings
وربما هناك تعريفات أخرى مشابهة.

أما كلمة المروءة فأعتقد أنها قريبة من كلمة manliness التي يتم تعريفها تقليدياً على أنها:
المزايا التي نكبرها عادة في الرجل qualities we traditionally admire in man
إظهار الشجاعة بكيفية تليق بالرجال a manly show of strength
المثل الأعلى للرجولة the ideal of manhood
فضائل الفرسان knightly virtues من حيث تقديم الخدمة وتوفير الحماية لمن يحتاج إليهما.

أما الإيثار فأظن أن التشابه يكاد يكون متطابقاً، وهناك كلمتان متقاربتان تشيران إلى ذلك هما unselfishness و selflessness

ففي حين تشير كلمة unselfishness إلى عدم الأنانية فإن selflessness تعني تقديم الآخر على النفس.

قد تكون هناك مقاربات أخرى من الأخوة والأخوات تلقي مزيداً من الضوء على ما تفضلتَ بطرحه.

كل عام وأنت بخير
وعليك السلام

الدكتور محمد أيمن الجمال
01/01/2010, 11:27 PM
من تجربتي الخاصة لا أظن أن عدم التطابق التام هو حجر عثرة في التواصل بين الناطقين باللغتين. هناك ناحية هامة يجدر أخذها في الإعتبار هي أن الراغب في التواصل الحضاري يجب أن يكون على معرفة جيدة باللغة الأخرى ليكون التواصل منطقياً وفعّالاً.



بالنسبة لكلمة الشهامة، هناك كلمة قريبة منها بالإنكليزية هي magnanimity التي تعرّفها القواميس – أو بعض منها على النحو التالي:

كريم النفس والأخلاق noble in soul and character
كريم في تسامحه generous in forgiving
متحرر من مشاعر اللؤم free from mean feelings
وربما هناك تعريفات أخرى مشابهة.

أما كلمة المروءة فأعتقد أنها قريبة من كلمة manliness التي يتم تعريفها تقليدياً على أنها:
المزايا التي نكبرها عادة في الرجل qualities we traditionally admire in man
إظهار الشجاعة بكيفية تليق بالرجال a manly show of strength
المثل الأعلى للرجولة the ideal of manhood
فضائل الفرسان knightly virtues من حيث تقديم الخدمة وتوفير الحماية لمن يحتاج إليهما.

أما الإيثار فأظن أن التشابه يكاد يكون متطابقاً، وهناك كلمتان متقاربتان تشيران إلى ذلك هما unselfishness و selflessness

ففي حين تشير كلمة unselfishness إلى عدم الأنانية فإن selflessness تعني تقديم الآخر على النفس.

قد تكون هناك مقاربات أخرى من الأخوة والأخوات تلقي مزيداً من الضوء على ما تفضلتَ بطرحه.

كل عام وأنت بخير
وعليك السلام



أستاذ محمود عباس أشكر إضافاتك القيّمة التي استفدت منها بحقّ.

وما زلت أقول: لعلّ هذه الترجمات ليست لها ذات الدلالة العربيّة،
وإن تقارب المعنى كثيرًا

فمثلاً:


قلتم في تفسير كلمة (الشهامة):


بالنسبة لكلمة الشهامة، هناك كلمة قريبة منها بالإنكليزية هي magnanimity التي تعرّفها القواميس – أو بعض منها على النحو التالي:

كريم النفس والأخلاق noble in soul and character
كريم في تسامحه generous in forgiving
متحرر من مشاعر اللؤم free from mean feelings
وربما هناك تعريفات أخرى مشابهة.

والشهامة عند العرب في الاستعمال والجرس والوقع ليست كذلك فقط، بل تتضمّن إلى ذلك معاني توجد عند النساء، فتقول: هذه المرأة ذات خلق وشهامة، والشهامة تكون في غير الإنسان كذلك، ومعناها قريبٌ من معناها في الإنسان.


قال أبو بكر قال الفراء: الشهم معناه في كلام العرب:

الحمول الجيّد القيام بما يحمل، الذي لا تلقاه إلا حمولاً، طيّبَ النفس بما حمل.

قال: وكذلك هو من غير الناس.

وقال الأصمعي الشهم معناه في كلامهم: الذكيّ الحادّ النفس الذي كأنّه مُروَّعٌ من حِدّةِ نفسِهِ.

قال: وكذلك هو من الإبل، وأنشد للمخبل السعديّ يصف ناقة:
( وإذا رفعت السوط أفزغها تحت الضلوع مروع شهم )

يعني: قلبًا ذكيًّا تحت ضلوعها.

ولذا فإنّ المعنى الوحيد الذي تكاد تُترجم إليه تحتمل اللغة غيره، وتستعمل فيما هو أوسع منه وهذا ما قصدته: أي: ليست هناك ترجمة تؤدّي الغرض والوقع والجرس، ولا ترجمة تؤدّي الإشارة إلى جميع المعاني التي يُفيدها اللفظ في العربيّة.

اللهم إلاّ إن كانت تلك الترجمة التي ذكرت لنا تؤدّي ذلك.

قال الخليل بن أحمد الفراهيديّ في كتاب العين:

الشهم، وجمعه الشهوم: السادة الأنجاد النافذون في الأمور.

وفرس شهم: سريع نشيط قوي. وشهمت الفرس أشهمه شهما.