المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تاريخ السموم الإسبانية في الريف المغربي



هري عبدالرحيم
18/02/2007, 07:58 PM
تاريخ السموم الإسبانية في الريف المغربي
إسبانيا لم تتخل عن الروح الاستعمارية برفضها الاعتراف بجرائمها

تذهب بعض الإحصائيات إلى أن عدد القنابل الغازية التي أسقطتها الطائرات الإسبانية على أهالي منطقة الريف بشمال المغرب بلغ على الأقل 10000 قنبلة، وأن وزن هذه القنابل ربما يفوق 400 طن، وهو مؤشر على مدى الوحشية التي انتقم بها الإسبان لهزيمتهم النكراء في معركة أنوال، وهي هزيمة لم تذق الجيوش الإسبانية مثيلا لها في تاريخ إسبانيا الحديث.

وقد طفت هذه القضية إلى سطح الأحداث من جديد في إسبانيا والمغرب إثر تقديم مقترح قانون أمام البرلمان الإسباني من أجل حمل السلطات الإسبانية على الاعتراف بجرائمها والاعتذار عنها، وتم رفض المقترح يوم الأربعاء الماضي.

محمد عماري
18/02/2007, 09:30 PM
ان مااقترفته اسبانيا في منطقة الشمال منارسالها لغازات سامة اصبح له اثر سلبي على حياة المواطنين وبحكم اشتغالي بالحسيمة كاستاذ للتعليم الثانوي التأهيلي منذربع قرن تقريبا الا حظ كبرة الا صابات بمرض السرطان في صفوف المواطنين..
الا مر صعب اخي الكريم
دمت بهيا
محمد عماري/الحسيمة/المغرب
http://mybook10.jeeran.com

هري عبدالرحيم
18/02/2007, 10:50 PM
مرحبا بالشاعر محمد عماري
شكرا للتفاعل مع الموضوع
لاشك أن الضحايا لايزالون وسيبقى الأمر كذلك في الزرع والضرع،فعلى أهل منطقة الريف المغربي أن يرفعوا أصواتهم عاليا كي يسمعهم من لا يريد السماع بان الصليبيين إذا دخلوا قرية خربوها ،وعاتوا فيها فسادا،فهم فعلوا هذا ولا زالوا يفعلونه،فعلينا ومن واجبنا أن نصيح لفضح زيف ادعائهم،ولنطالب بأقل ما نطالب به ،التعويض عن استعمال أسلحة محظورة دوليا وأخلاقيا،رغم أن الحرب كلها لا أخلاقية،ونطالب بالإعتذار عما حصل حتى لا يتكرر.
لي عودة للموضوع
أرجوك أخي محمد عماري ،افتح هذا الرابط وتتبع ما جاء فيه ،وإن أمكن أن تعطي رأيك أو مداخلة تفيد بها في الموضوع.http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=6073&page=2
شيء آخر لقد حَوَّلْتُ قصيدتك التي ترغب في ترجمتها ألى عنوان :ترجم قصيدة.

هري عبدالرحيم
19/02/2007, 09:21 PM
بالأمس وعدت بالعودة للموضوع،ووعد الحر دين.
تاريخ السموم الإسبانية في الريف
إسبانيا لم تتخل عن الروح الاستعمارية برفضها الاعتراف بجرائمها

الحزبان الكبيران في إسبانيا، الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي، مختلفان على كل شيء، سواء في السياسة الداخلية أو في السياسة الخارجية. لكنهما اتفقا على رفض المقترح الذي تقدم به الفريق الكاتلاني لليسار الجمهوري بشأن اعتراف إسبانيا بمسؤوليتها عن سقوط عدد كبير من الضحايا في منطقة الريف نتيجة استعمال جيشها لأسلحة كيماوية وذلك خلال عشرينيات القرن الماضي، بدافع الانتقام من سكان المنطقة إثر الهزيمة التي ألحقها بها محمد بن عبد الكريم الخطابي ومن معه من مقاتلي الثورة الريفية في معركة أنوال.
رفض المقترح لم يكن مفاجئا
اعتبر إلياس العماري رئيس جمعية ضحايا الغازات السامة بالريف هذه النتيجة التي آل إليها مقترح القانون عادية ومنتظرة، وأضاف في تصريح للعلم أن التماطل الذي آخر إدراج هذا المشروع للمناقشة في البرلمان الاسباني بالرغم من أنه ظل مطروحا أمام لجنة الشؤون القانونية منذ سنتين يوحي بأنه خضع لمفاوضات طيلة هذه المدة، وهي مفاوضات لم تكن لتفضي إلا إلى رفضه، بيد أنه بالرغم من هذا الموقف، الذي جمع بين الخصمين السياسيين الكبيرين في اسبانيا، فإن مجرد وصوله إلى البرلمان يعد في نظر العماري مكسبا مهما للغاية، لأن الرسالة وصلت إلى الرأي العام الإسباني وإلى كل المناصرين للقضايا العادلة هناك، وأن هؤلاء هم المعول عليهم لكي يكونوا الدعامة الأساسية لتقدم الموقف الرسمي الإسباني في هذه القضية.
وقال العماري إن المعركة لن تقف هنا، بل ثمة خطوات أخرى سيتم اتخاذها أولها اللجوء إلى القضاء الإسباني بحثا عن الإنصاف، وإذا لم تتغير الأمور سيتم اللجوء إلى المحكمة الأوروبية ومنها إلى محكمة العدل الدولية، لأن الجريمة ثابتة من خلال الوثائق التاريخية المختلفة والكثيرة المتوفرة.
تواطؤ فرنسي ألماني انجليزي... وإسباني طبعا.
وعن سؤال حول ما إذا كانت إثارة القضية ستقتصر على إسبانيا أم ستمتد لتشمل دولاً أخرى ثبتت مساهمتها في حرب الغازات الكيماوية في الريف خاصة ألمانيا وانجلترا وفرنسا، أجاب العماري أن الوثائق الموجودة تؤكد أن الغازات التي استخدمت في هذه الحرب القذرة تم إنتاجها في ألمانيا وساهمت فرنسا وانجلترا في إيصالها إلى إسبانيا التي قصفت بها سكان الريف، وهو ما يفتح الباب لمطالبة هذه الدول أيضا بالاعتراف والاعتذار، مشيراً إلى أن جمعية ضحايا حرب الغازات السامة في الريف لا تطالب بأكثر من هذا وبجبر الضرر الجماعي للمنطقة، دون أن يمنع ذلك أولئك الذين يرون أنفسهم ضحايا من حقهم في المطالبة بتعويضاتٍ مادية بسلوك مختلف القنوات المتاحة.
واعتبر أن اعتراف اسبانيا بما قامت به واعتذارها عن ذلك ضروري لبناء علاقاتٍ متينة بينها وبين المغرب.
استسلام الخطابي لانقاذ حياة الأبرياء
تذهب الكثير من الروايات إلى أن محمد بن عبد الكريم الخطابي لم يستسلم لأنه انهزم في المعارك التي تلك معركة أنوال، بل فعل ذلك لأنه لم يكن أمامه خيار آخر، فقد وجد نفسه مضطرا للاستسلام حفاظا على حياة سكان الريف الذين بدأت إسبانيا تقصفهم بالغازات السامة دون تمييز بين مقاتلين ومدنيين وبين نساء وأطفال ورجال. جمعت الكل في سلة واحدة وأمطرت عليهم حقد الانتقام سموما وغازات.
وجاء في كتاب »عبد الكريم الخطابي في مواجهة السلاح الكيماوي« للباحثين رود بيرت كونز ورولف ديتر مولر »إذا كان الأوروبيون يعتبرون غرنيكا التي قصفها الطيران الفرنكاوي حتى الإبادة مثالاً لويلات الحرب ووحشيتها فإن الريف كان يوميا مسرحا لغرنيكا... وتلك شهادة على فظاعة الحرب التي شنتها الدولتان المستعمرتان للمغرب«.
ويشكل هذا الكتاب، واحداً من الأبحاث الكثيرة التي تناولت هذه القضية، وهو يكشف العديد من الحقائق التي ظلت طيّ الكتمان لمدة طويلة ويرى مؤلفاه أن غاز اللوست الذي كانت تنتجه ألمانيا هو الذي حسم المعركة برمتها، وقد جاء توجه إسبانيا نحو ألمانيا بعد أن لم يسعفها الحليف الفرنسي في تسجيل انتقامها من مقاتلي الثورة الريفية، وهو الحليف الذي كان مزودها الأول بالغازات السامة، لكنها لم تكن غازات متطورة مثل غاز اللوست الألماني.
مفارقات
إن المفارقة الكبرى التي لابد من تسجيلها هنا، هي أن هذا الدعم الألماني لإسبانيا ظل مجهولا، لأن الشائع في ذلك الوقت أن ألمانيا تقدم دعما لعبد الكريم الخطابي والذين معه، وهي الشائعة التي ظلت فرنسا تروج لها، وكانت تغطي عن الصفقات التي تم بموجبها تزويد إسبانيا بالغازات الألمانية.
وتتمثل المفارقة الثانية التي يكشفها هذا الكتاب في رفض الصليب الأحمر الاستجابة للنداءات التي وجهت له من قبل الريفيين للتدخل من أجل العمل على إسعاف ضحايا حرب الغازات السامة الجوية، التي يعتبرها المؤلفان أول حرب كيماوية جوية في التاريخ، وقد كان الضحايا يسقطون بأعداد كبيرة نظرا لأن المقاتلات الاسبانية كانت تختار التجمعات لقصفها، كالأسواق والاحتفالات بالأعياد، مما أسفر عن استسلام عبد الكريم الخطابي تفاديا للإبادة النهائية التي باتت تهدد سكان المنطقة بشكل متزايد »فكانت حرب الريف أول صراع حربي يحسم غير استعمال الغازات السامة«.
خرق معاهدة فرساي
ويكشف الكتاب أن القصة بدأت بلقاء سري في السفارة الاسبانية ببرلين في 20 دجنبر 1923 بين السفير الإسباني ورئيس القيادة العليا للجيش الألماني والدكتور هو جو شتولتسنبرغ المختص في شؤون الغازات، والذي يعود الفضل لمذكراته في تسجيل هذا اللقاء الذي حصلت اسبانيا بموجبه على الغازات السامة في خرق سافر لمعاهدة فرساي بعد الحرب العالمية الأولى التي منعت استيراد الأسلحة إلى ألمانيا وكذلك تصديرها منها إلى دول أخرى، كما نص على حظر صناعة الغازات السامة في هذا البلد، وبالتالي استيرادها وتصديرها ويذكر المؤلفان أنه قبل الغازات حصلت إسبانيا سنة 1913 على قنابل »كاربونيت« تم تطويرها في ألمانيا وهاجمت بها منطقة بنقريش في تطوان، وورد في الكتاب أن قائد السلاح الجوي الاسباني انذاك قال »كنا نتوفر على أجود القنابل التي قام الألمان بتطويرها على نحو أفضل مما فعل الانجليز والفرنسيين«. وهو ما يؤكد التعاون الوثيق بين الدولتين، علما أن ألمانيا كانت لها أطماعها هي الأخرى في المغرب خاصة في ثرواته الطبيعية التي استقطبت أحد أكبر مهندسي المعادن الألمان راينهارد مانسمان الذي وظف أموالا طائلة في هذا المجال، مما كان يثير حفيظة الفرنسيين غيرة وخوفا على مصالحهم باعتبار فرنسا هي المحتل الأساسي للمغرب.
وقد شكل تزويد إسبانيا بالغاز مجالا للتنافس بين الفرنسيين والألمان من أجل الفوز بالصفقة انتهت لصالح الأخيرين.
غازات فتاكة
وقد حصلت اسبانيا على غازات مختلفة ذات آثار متفاوتة لكنها عجلت بنهاية المقاومة في الريف واستسلام عبد الكريم الخطابي، الاستسلام الذي جاء على خلفية المحافظة على حياة السكان الذين باتوا مهددين بفقدان حياتهم بشكل جماعي.
ويمثل غاز »اللوست« أهم هذه المواد، وهو يعمل على تلويث التربة والبنايات والطرق والمواد الغذائية ويتمتع بقدرة النفاذ عبر كافة الألبسة سواء من القماش أو الجلد أو حتى المطاط وكان من الصعب جدا في تلك الفترة اكتشافه مما جعله أكثر فتكا، وكانت صعوبة اكتشافه من بين الأسباب التي حالت دون تدخل الصليب الأحمر. كما يتسبب في التهاب العينين حد العمى المؤقت وزكام وبحة في الصوت واحمرار في الجلد يتحول سريعا إلى حروق. وثم غاز الكلوربكرين الذي يهيج العينين والأعشية النخامية ويسبب الغثيان ويضر الرئتين والقلب وتكفي كمية قليلة منه لوضع حدٍّ لحياة الشخص الذي يتعرض له.
وأيضا غاز الدّك الذي هو سم خاص بالجلد وذو تأثير حاد على الجهاز التنفسي، ثم غاز الكلارك الذي يهيج الانف والحنجرة، وغاز الفوسجين الذي يؤثر في الرئتين.
ويبدو جليا من الوثائق التاريخية التي استند إليها مؤلفا الكتاب أنه لولا لجوء إسبانيا إلى استعمال الغازات السامة لما تمكنت من إعادة بسط نفوذها على منطقة الريف بعد الهزيمة في معركة أنوال.
ومن خلال طرح هذه القضية الآن في البرلمان الإسباني ربما آن الأوان لتعترف إسبانيا بجرائمها في حق سكان الريف، وتعمل على جبر الضرر الذي خلفته وراءها، وعلى القيام بما لم تقم به خلال الفترة الاستعمارية وذلك بإنجاز برامج لتنمية المنطقة بالتعاون مع السلطات المغربية، كما يطالب بذلك المقترح الذي تقدم به الفريق الكاتلاني لليسار الجمهوري بتنسيق مع عدة فعاليات مغربية، وبتقديم اعتذار صريح على ما اقترفه جنودها هناك، وعبر عنه القنصل الألماني بتطوان بقوله كما ورد في الكتاب »لم تكتف القوات الإسبانية بتدمير القرى والمناطق السكنية التي كانت تعتبر قواعد انطلاق المتمردين فحسب بل مارست عمليات التقتيل الجماعي في تلك المناطق وهي ممارسات يمكن وصفها ببساطة بكونها إبادة شاملة للسكان«.
هامش:
حرب الغازات السامة بالمغرب (عبد الكريم الخطابي في مواجهة السلاح الكيماوي)، رود بيرت كونر ورولف ديستر مولرو، ترجمة عبد العالي الأمراني. الرباط 1996.