المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حناء سوداء .....



صابرين الصباغ
18/02/2007, 09:18 PM
منْ داخل حجرة سوداء كالقبر ، أجلس خلف مكتب رث متفحم ، كل ما عليه يعاني السواد ، الشمس بريئة منه ..!
زيي العسكري الأبيض ، أقصد الذي كان فقد أصابته نفس العدوى .
كل زواري من النساء والرجال ، أمسك بأيدهم ، أعبث بأناملهم واحداً واحداً ، كأنني أتأكد من عددهم ، أول شيء له الأهمية الأولى بعملي هو القار ، أُسفلِتُ به الأوراق ، مستخدماً الأنامل في رصفها .
تخرج الأوراق مزينة بدوائر مبهمة لا يستطيع قراءتها بشر ..
عملائي يسلمونني أيديهم ، أفعل بها ما أشاء ، هناك من يسلمني يده وقد أغرقها العرق ليبلل الورقة ، فتخرج الخطوط خائفة مرتعشة .
يدس أحدهم يده في جيبي ، أعطيه الماء والصابون ، يغسل يديه من لون الحناء الأسود ، ومن لا يفعل يعانِ من ظلام يسطع بطرف أنمله لا يفلح معه إشراقة أعتى المنظفات .
ينتهي يومي ...
أعود إلى منزلي ، أجمع الأوراق الموشومة بالأنامل .
تضعُ زوجتي الطعام ، أنظر إلى طبق الطعام ، يا الله هي نفس الخطوط المبهمة المستديرة ..! الملعقة في يدي تشبه الإبهام بخطوطه ، حتى سريري خشبه يعاني من تلك الخطوط المتعرجة ، السحب بإبهام السماء تدور متداخلة .. خطوط ، خطوط .
أنظرُ إلى أناملي فلا أجد .........

ابراهيم درغوثي
25/02/2007, 07:19 PM
الأخت : صابرين
قرأت هذا النص ثلاث مرات ووجدت أنه منغلق على ذاته
لا يعطي نفسه بسهولة للقارئ .
لماذا كل هذا الإبهام خاصة والعنوان يغري بالقراءة
فما أجمل الحناء وخطوطها يا سيدتي ....

مع كل الود

عبد الحميد الغرباوي
03/03/2007, 06:43 PM
الراوي هنا يشبه الجلاد الذي يظل طول النهار يعذب أشخاصا، يجلدهم، و لما يعود إلى بيته، في آخر النهار، تتراءى له وجوه ضحاياه في كل قطعة من أثاث البيت و في كل ركن من أركانه ، تؤنبه،تتهمه، توبخه، فيشعر بالتلاشي، و يكاد يصاب بالجنون.
النص شديد الانغلاق على نفسه.. كما ورد في تعليق الأستاذ درغوثي، و كان على الكاتبة أن تضيء قليلا بعض جوانب القصة المظلمة حتى يتسنى للقارئ التجاوب و التفاعل معها بشكل إيجابي.
مودتي

صبيحة شبر
06/03/2007, 09:20 PM
المبدعة العزيزة صابرين الصباغ
يعمل البطل في تحديد الشخصية ومعرفتها في ختم اصابع
اليد بالحبر الاسود لمعرفة البصمات التي تختلف من انسان الى اخر
كما يقول العلماء

تطلب هذه الوثيقة من كل امريء حين يتقدم الى عمل جديد
او التسجيل في الجامعة
او حين حدوث الجرائم ومطابقة البصمات التي تركها الجاني
بتلك التي اخذت للمجرمين

زاهية بنت البحر
06/03/2007, 09:34 PM
ياله من موظف سيطر عليه العمل الوظيفي فأصبحت حياته كلها بصمات في العمل والبيت وحتى في الطعام أخشى عليه من فقدان الخصوصية إن هو فقد ال....
بوركت عزيزتي صبر مبدعة :fl:

صابرين الصباغ
08/03/2007, 04:05 AM
الأخت : صابرين
قرأت هذا النص ثلاث مرات ووجدت أنه منغلق على ذاته
لا يعطي نفسه بسهولة للقارئ .
لماذا كل هذا الإبهام خاصة والعنوان يغري بالقراءة
فما أجمل الحناء وخطوطها يا سيدتي ....

مع كل الود


اخي الكريم ابراهيم
النص ليس منغلق على نفسه ابدا
بل مفتوح حد عدم رؤيته
هذا عامل صغير من العمال الذين لايراهم العالم المبهم
كخطوط الابهام والبصمات المشفرة

قد ولجت كل من الاستاذ صبيحة واختي زاهية ابواب النتص بمنتهى الراحة

شكرا لمرورك الكريم

صابرين الصباغ
08/03/2007, 03:00 PM
الراوي هنا يشبه الجلاد الذي يظل طول النهار يعذب أشخاصا، يجلدهم، و لما يعود إلى بيته، في آخر النهار، تتراءى له وجوه ضحاياه في كل قطعة من أثاث البيت و في كل ركن من أركانه ، تؤنبه،تتهمه، توبخه، فيشعر بالتلاشي، و يكاد يصاب بالجنون.
النص شديد الانغلاق على نفسه.. كما ورد في تعليق الأستاذ درغوثي، و كان على الكاتبة أن تضيء قليلا بعض جوانب القصة المظلمة حتى يتسنى للقارئ التجاوب و التفاعل معها بشكل إيجابي.
مودتي

اخي الكريم عبد الحميد
لكل منا ؤرية عند القراءة
وكل النصوص تبقى رهن تأويلات متعددة تفتح أفاق جديدة للنص
وكما اوردت في ردي على الاخ الكريم ابراهيم
شكرا لمرورك الذي أضاف لنصي رؤية ثمينة
مودتي واحترامي
لإبداعك وفنك

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
09/03/2007, 10:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما نطيل النظر والتحديث في امر فانه يسيطر على العقل حتى بعد ان نغمض العين
عندها لن نرى شىء
لن نرى الجمال ولن نرى في اللون الاسود الا السواد
تحية