المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في ضيافة أمين الزاوي...



سمية محنش
03/01/2010, 12:27 AM
في ضيافة أمين الزاوي من خلال :« La chambre de la vierge impure »« غرفة العذراء المدنسة ».
تقول جدتي : "المرأة التي تفشل في وضع السرور في وعاء طهيها ، لن تتمكن أبدا من وضعه في سريرها"

بهذه المقولة فضل أمين الزاوي الروائي و الكاتب الجزائري و المدير السابق للمكتبة الوطنية مباشرة روايته التي أصدرها هذا العام عن دار البرزخ بالجزائر و دار"فايار" بفرنسا حيث تدور قصتها بين شاب و ابنة عمه من خلال علاقة عاطفية ، بلور من خلالها أمين الزاوي هواجس الحب الجارفة التي جمعت عيلان بطل الرواية المراهق و ابنة عمه سلطانة في مشاهد جريئة و ساخنة تحيل بفكر قارئها إلى موضوع إباحي ،غير أن جوهرها يختلف عن ذلك تماما ، حيث عالج من خلالها أمين الزاوي ظاهرة الإرهاب و تفشي الأمراض الأخلاقية التي تعيشها أفراد هذه المجموعة من شذوذ و تعاطي المخدرات و غيرها...فعيلان الذي خرج من بيتهم ذات يوم لشراء نصف قالب سكر لم يكن يعلم أن مصيرا آخر ينتظره و يترصد به.

أمين الزاوي الذي ولج عالم الكتابة باللغة الفرنسية قبل عام 1998 ، و هي السنة التي اصدر فيها أولى رواياته بلغة موليير "صمت الميموزا" و التي اقتبس منها السينمائي سعيد ولد خليفة فيلمه "شاي من أجل غنية" عام 2004 ، كان قد ولجها من خلال نشره بالاشتراك مع الكاتبة الفرنسية "إلان سيكسو" (عضوة بالأكاديمية الفرنسية) عن ثقافة المضجع من خلال ألف ليلة و ليلة ، لم يأبه منذ البداية بالأصوات المحتجة على قراره خوض الكتابة باللغة الفرنسية ، بل أثبت قدرته على الكتابة باللغتين بنفس العطاء مؤكدا حسب قوله أن الحدس و كيمياء الإبداع وحدهما من يملي على قلمه إن كان عليه أن يسير من اليمين إلى اليسار أو العكس.لتتوالى أعماله الروائية و التي تجسدت في :
الاستسلام 1998 ، الغزوة 1999 ، إسطبل النساء 2001 ، قوم العطر2003 ، وليمة الأكاذيب 2007 إلى جانب شارع إبليس و غرفة العذراء المدنسة.
و قد صرح أمين الزاوي لجريدة الشروق مؤخرا أنه أراد من خلال هذه الأخيرة أن يمارس عملية فضح ثقافة النفاق المنتشرة اجتماعيا ، إذ لم يرد أن يكتب رواية عن التطرف و الإرهاب ، و الاغتيالات كما كتب من سبقوه في هذا المجال ، و إنما أراد عبر هذا العمل الكشف عن الطرف الآخر الخفي في حياة الجماعات الإرهابية .

و يراهن أمين الزاوي كثيرا على عناوين رواياته وكتبه ، لأن العنوان حسب رأيه يجب أن يكون إضافة للنص ، لأن الرواية تبدأ من الغلاف و الكلمة الأولى ، كما يجب أن يكون النص إضافة للعنوان صورة و مختصرة و مكثفة عن الرواية و من ذلك جاء الإشتغال على أغلب عناوين رواياته .

و يقول الزاوي أنه اختار العنوان في آخر لحظة ، إذ سبق و أن أعلن عن اسمها "عسعس السرير" و لكن في آخر المطاف و في آخر لحظة غير العنوان ..لأن العذرية كما يقول شيء يخافه الجميع ، و يبحث عنه الجميع ، و يريد أن يكسره الجميع ، و يحافظ عليه الجميع ، فهي رمز لأشياء مثيرة كالشرف و الدم و الخيانة و كل الظلال التي تضيف الى النص شيئا ، طارحا عدة أبعاد عن مفهوم العذرية بمفهومه الواسع في الحياة السياسية ، و من بين ما ذكر الإشارة إلى ما كان يحدث في أوساط الجماعات المسلحة.

الأعمال الأولى: عام 1985 اصدر أمين الزاوي روايته و عمله الأول"صهيل الجسد" عندما كان طالبا شابا في دمشق ، فجرت آنذاك فضيحة مدوية جعلت الرقابة السورية لا تكتفي بمصادرتها ، و سحبها من السوق فحسب ، بل و سجنت ناشرها و أقفلت "دار الوثبة" التي أصدرتها.

بعدها أثار أمين الزاوي حفيظة متطرفي جماعة التكفير و الهجرة بعد صدور روايته "السماء الثامنة" فأحرقوها في ساحة عمومية في ساحة سيدي بلعباس ، بعدما أصدروا فتوى ، بإهدار دم الزاوي اثر نشره لدراسات عن موسيقى الراي ، و الشيخة الريميتي مطلع الثمانينات .

ليتحول التحرش الكلامي و التهديد الخطابي الذي طال أمين الزاوي إلى خطر داهم مطلع التسعينات ، فلم ينجو أمين الزاوي إلى بأعجوبة من محاولة تفجير سيارته عام 1992 بينما كان يهم بمغادرة عمله في مكتبة وهران الجهوية و التي كان مديرها آنذاك.

بعدها اختار الزاوي المنفى على غرار الكثيرين من مثقفي الجزائر اللذين طالتهم محاولات الاغتيال من جهة و التهديدات من جهة أخرى باتجاه فرنسا و تحديدا إلى "كان" ليحصل على منحة من البرلمان الدولي للكتاب الذي كان يرأسه آنذاك الروائي "سليمان رشدي" و يلتحق بعدها بالتدريس أستاذا للأدب المقارن في جامعة السربون الثامنة.

قَنَاعَاتْ الزَّاوي الأَدبيَّة:إضافة إلى ما سبق ذكره عن كتابة الزاوي باللغة الفرنسية ، وقناعته اتجاهها رغم الحملات التي أحالتها تخوينا و ردّة و انسلاخا. فإن الزاوي المتحصل على أعلى الشهادات من معهد اللغة العربية ، حاملا لقلمها ، و ناطقا بلسانها ، و الذي يكتب أيضا بلغة موليير يستند إلى قاعدة مفادها أن لا يترجم أيا من أعماله من لغة إلى أخرى مبررا ذلك بقوله "المرء لا يجب أن يستحم بماء الحوض مرَّتين."

و لأنه يشتغل في جوهر رواياته على قضايا المرأة منذ أعماله الأولى فانه يعتبر نفسه كاتبها "كاتب المرأة" ، إذ يرى أن المرأة هي التي تمثل التوازن و الاختلال الاجتماعي كما أن الذات بحاجة إلى علاقة صادقة مع المرأة ، و إذا لم تكن هذه العلاقة صادقة ، يحدث حتما الاختلال.

و يعتقد أمين الزاوي أن الجوائز الأدبية لعبة غير منطقية ، في وقت تخيفه فيه الجوائز العربية كما الجوائز الغربية ، لان الجوائز الأوروبية لها حسابات سياسية واضحة ، أما الجوائز العربية فاها حسابات عشائرية و قطرية ، و لا تشتغل كثيرا على القيمة الأدبية.

و يشتغل أمين الزاوي كثيرا على عناوين رواياته ،لان الرواية في اعتقاده تبدأ من الغلاف و الكلمة الأولى فتكون بذلك الصورة الأولى صورة مختصرة عن الرواية ، بالقدر ذاته الذي يكون إضافة لها ، و لعل رواية شارع إبليس التي لم يفهم الكثير عنوانها من الروايات التي استقى الزاوي عنوانها من اسم شارع في العاصمة السعودية "الرياض" و هو شارع تباع فيه كل المنتجات التكنولوجية من أجهزة البرابول و الفيديو و الهواتف النقالة ، حيث أطلقوا عليه هذه التسمية لأنهم يقولون انه الباب الذي يدخل منه إبليس إلى البيوت العربية ، فأعجبته الفكرة و تساءل ما هو شارع إبليس عندنا ليكتشف شوارع أبالسة كثيرة في الجزائر ، و هنا تظهر بوضوح أبعاد النظرة الأدبية للزاوي.

العَذْرَاءُ المُدَنَّسَة و سِبَاقُ الجَوَائِزْ:بالرغم من الاستقبال الإعلامي الكبير الذي حظيت به رواية غرفة العذراء المدنسة في فرنسا ، وما أضيف إليه من نقد جيد يحسب لها ، استبعدت من سباق الجوائز لظروف و حسابات معينة يرجعها الزاوي إلى ذلك التحفظ الذي حدث منذ تنظيم ملتقى عن "جاك دريدا" بالمكتبة الوطنية منذ سنين ، و الذي جاء فيه بان دريدا كان مثقفا يقف الى جانب القضية الفلسطينية و أن بعض الدوائر الصهيونية في فرنسا و أوروبا عامة ضغطت عليه بسبب هذه المواقف الأمر الذي لم يرضي بعض الأطراف .

و كما أن الرواية لاقت استحسانا و ترحيبا اعلاميا في فرنسا ، فانها استقبلت بشكل لافت بالموازاة مع الجزائر ، فبعد توقيعها في جناح منشورات البرزخ يوم 31/10/2009 بالمعرض الدولي للكتاب بالجزائر العاصمة ، ينتظر أن يقوم الزاوي بجولة في المكتبات بالمدن الداخلية بعدما أصبحت الرواية مطلوبة حتى من هناك لتنشيط حفلات البيع بالتوقيع.

و سيشرع الزاوي كما صرح مؤخرا في كتابة رواية باللغة العربية ، من المقرر ان يشتغل عليها بمعدل ثمانية ساعات يوميا انطلاقا من موضوع كتب في جريدة الشروق بخصوص الفرنسيات الثلاثة اللواتي اسلمن في الجزائر.

عبدالرحمان الزاوي
22/10/2010, 11:21 PM
شكرا للأستاذة سمية على هذا التقديم لأحد أهم روائيي الجزائر سواء باللغة العربية أو الفرنسية، أمين الزاوي كاتب يعرف كيف يتعامل مع اللغة ومع الموضوع، يساير الوضع الاجتماعي والسياسي والثقافي الجزائري بكل ما لديه من إحساس ووعي بهم الجزائر والثقافة في الجزائر.
نتأسف على عدم استغلال هذه الموهبة الفذة في الرفع من مستوى الثقافة في الجزائر. نتأسف أن تبقى الثقافة في الجزائر رهينة بين أيدي لا تعرف كيف تصنع الثقافة، كيف تقوم الثقافة وكيف تحتفل بالثقافة.
إني من هذا المقام أدعو الواطاويين إلى الانضمام إلى فريق مترجمي أعمال الدكتور أمين الزاوي من العربية إلى الفرنسية ومن الفرنسية إلى العربية.
إنه مشروع بادرت به مع مجموعة من المترجمين فأرجو أن يلتحق بنا الأساتذة المحترمين الذين يترجمون من وإلى الفرنسية.
وشكرا.

أنتظر استجابتكم على العنوان الإلكتروني التالي : aerzaoui@ymail.com أو على صفحتي على واتا.

علي الكرية
25/01/2011, 02:09 AM
الأستاذة الفاضلة سمية محنش:
شكرا أخت سمية على هذا التعريف لأحد أهم روائيي الجزائر"في واتا".
بوركت على هذا العمل القيّم وجزاك الله خير الجزاء.
تحيّتي وودّي.