المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ** المصطلح التربوي في التراث العربي \ أ. الزبير مهداد **



عبد الحفيظ جباري
04/01/2010, 04:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يسرني موافاتكم بهذا العمل الموجود على الرابط أدناه :


المصطلــح التربــوي
في التـراث العربــي

الأستاذ / الزبيـــر مهـــداد (*)


مقدمـــة
أهمية الموضوع
تمتاز اللغة العربية بامتلاك رصيد اصطلاحي ضخم غني يخدم علوما متنوعة. فالتراث العربي تراث عريق ساهمت في إثرائه أجيال من المفكرين والعلماء عبر حقب طويلة. وقد فطن كثير من العلماء المسلمين لأهمية المصطلحات، فجردوها ورتبوها ووضعوا كتبا تحصي مصطلحات علوم معينة وتضبطها وتشرح معانيها، رغبة منهم في توحيد لغات العلوم ومصطلحاتها وتيسيرها للمختصين والدارسين وعموم القراء. وكانت هذه المصنفات والكتب -وما زالت- من ركائز البحث ومصادر التثقيف والاستزادة من المعرفة المتخصصة.
والمصطلحات التراثية هي في الغالب مصطلحات أصيلة، وضعت وضعا ولم تنقل من اللغات الأخرى، أي أنها وجدت مرجعيتها وشروط وجودها ضمن الثقافة العربية نفسها. فلماذا لا يكون هذا التراث العربي مصدرا من مصادر مصطلحاتنا في الوقت الراهن؟
إن مسألة المصطلح ليست مجرد بحث عن كلمة بعينها، بل هي مرجعية ثقافية وحضارية، إنها تاريخ ثقافتنا وفكرنا. ولعل هذا الأمر هو الذي فطن له مكتب تنسيق التعريب بالرباط، حيث أقر المشاركون في ندوة توحيد منهجيات وضع المصطلحات العلمية أيام 18 - 20 فبراير 1981 مبدأ "استقراء وإحياء التراث العربي، وخاصة ما استعمل منه أو ما استقر منه من مصطلحات علمية عربية صالحة للاستعمال الحديث وما ورد فيه من ألفاظ معربة" حرصا منهم على إلا ينقطع تواصل اللغة العربية.
أهداف العمل
وهذا العمل المتواضع خطوة في اتجاه تأصيل المصطلح التربوي، يهدف إلى:
1 - إحصاء المصطلح التربوي في التراث العربي الإسلامي، جمعاً وترتيباً، مع شرح موجز لما قاله الفقهاء والمربون في مادته، وعرض مختصر لتطوره التاريخي.
2 - تصنيف العناصر الحضارية من خلال الممارسات العملية للتربية العربية الإسلامية، مع بيان موقف الفقهاء والمربين من هذه الممارسات.
3 - كشف الغطاء عن مكونات تراثنا التربوي العربي الإسلامي وآلياته وإسهاماته في بناء الحضارة العربية الإسلامية خاصة والإنسانية عامة.
مصادر المادة المصطلحية
* القرآن الكريم وتفاسيره والسنة النبوية وشروحها وآثار الصحابة.
* مصنفات الفقهاء والأصوليين والمحدثين والفلاسفة وغيرهم التي عُنيت بموضوعات التربية والتعليم، ككتاب الإحياء للغزالي والموافقات للشاطبي والمقدمة لابن خلدون وتحصيل السعادة للفارابي.
* رسائل في التربية صنفها المحدثون والمربون والأطباء وغيرهم، وهي كثيرة. نذكر منها كتب ابن جماعة الحموي والمغراوي، وابن سينا والبلدي ومسكويه وغيرهم.
* كتب الفهارس والإجازات والتراجم مثل فهرس ابن غازي والمنجور وكتاب بلغة الأمنية بتحقيق الأستاذ عبد الوهاب بن منصور.
* كتب التاريخ الاجتماعي والثقافي للدول العربية والإسلامية ونذكر منها مؤلفات الأستاذ محمد حجي عن الحركة الثقافية في عهد السعديين وكتب الأستاذ محمد المنوني وغيرهما.
* المعاجم والموسوعات المتخصصة والعامة كاصطلاحات الصوفية لابن عربي وكتاب التعريفات للجرجاني ولسان العرب وتاج العروس ومعلمة الفقه المالكي.
* الدراسات والأبحاث الحديثة المنشورة في كتب مستقلة أو مجلات مختلفة وهي كثيرة.

خطة العمل
إن هذا العمل المتواضع يعود إلى التراث لاستكناه مصطلحاته، وقد جعل معدُّه المؤلفات التراثية في مختلف العلوم -خاصة منها ذات الصلة بمباحث التربية والتعليم- موضوع قراءة وبحث، فجرد المصطلحات المتعلقة بحقول التربية والتعليم وتدبير الطفولة وسياستها.
تتبع الكاتب معاني المصطلحات في تلك المصنفات المصدرية، وأثبت معنى المصطلح كما ذكره مؤلفه أو محقق الكتاب ودارسه. وحين لا يجد للمصطلح تفسيرا في الكتب المصدرية ولا في تعليقات وحواشي الدارسين، يرجع إلى قواميس اللغة والمعاجم العامة والمتخصصة، التراثية والحديثة، للبحث عن معاني المصطلح ومدلولاته اللغوية والوظيفية.
وأخيرا فإن هذا العمل، وإن اقتصر على المصطلحات والمفاهيم، فهو يكشف عن التراث الإسلامي في التربية ويعرف به، هذا الإرث الذي أرسى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسسه، ورفعها الصحابة رضوان الله عليهم والأئمة وسائر العلماء رحمهم الله وغفر لهم.
والكاتب واثق من أن هذا العمل المتواضع مثقل بالأخطاء والعيوب والنقائص. ويرجو أن يجد في مراجعات القراء المهتمين والباحثين المختصين تصحيحا للعيوب وتكملة للنقائص الملحوظة.
- أ -
ابتداء القراءة
هو افتتاح الموسم الدراسي
كان الشيوخ، في المراكز التعليمية الصغرى، يتفقون على تحديد موعد افتتاح الدراسة، بينما في المراكز الكبرى، كان يوكل تعيين يوم الافتتاح إلى شيخ الجماعة الذي هو قيدوم الأساتذة وعميدهم، بعد ان يستشير قاضي المدينة الذي يكون غالبا من رجال التعليم.
أتابـك
كلمة تركية تطلق على الوصي أو المؤدب لأمراء الأتراك، الذي كان يعهد إليهم بأمر تربيتهم، في أيام السلاجقة إلى بعض الأمراء البارزين، الذين يمتون إليهم بصلة القرابة.
وفي عصر المماليك، في مصر، أطلق اللفظ على الأمير الذي كانت تعهد إليه إمارة العسكر، ومنها جاء لقب أتابك العسكر.
إجانـة
قال الجوهري: الإجانة واحدة الأجانين ولا يقال الإنجانة وقال في باب آخر: المركن بالكسر: الإجانة التي يغسل فيها الثياب وتسمى أيضا -المحبس- وربما سميت -المحاية-.
تحدث عنها ابن سحنون والقابسي والمغراوي، فهي الآنية الكبيرة التي تملأ ماء ويمسح فيها التلاميذ ألواحهم بعد حفظ ما كتبوه فيها وعرضه. ويقوم التلاميذ بالتناوب بتفريغها في الأماكن البعيدة عن النجاسات احتراما لما محي فيها من ألواح تعليم القرآن.
إجـازة
الإجازة من التجوز وهو التصدي، ولها معان أخرى ينطبق الاصطلاح منها على الإباحة.
فطالب العلم يسأل العالم أن يجيزه علماً فيجيزه إياه، فالطالب مستجيز، والعالم مجيز.
فالإجازة عند علماء الأصول إذن ، المحدث للطالب أن يروي عنه حديثا أو كتابا من غير أن يسمع ذلك منه أو يقرأ عليه. وهي من طرق تحمل الحديث تأتي في الدرجة الثالثة بعد القراءة والسماع.
كانت الإجازة من الضرورات التي يجب على العالم الحصول عليها، لكي يثبت أنه وصل إلى درجة كافية من العلم تؤهله لرواية وتدريس ما سمعه أو تلقاه عن شيخه أو أستاذه. لهذا كان الرواة والفقهاء وطلبة العلم يسعون وراء الإجازات في الأقطار الأخرى، التي تأتيهم بعلو الإسناد وتكسبهم شهرة من روايتهم عن شيخ مشهور.
اجتهـاد
1) بذل الوسع والمجهود، الجد والمواظبة، ضدها الكسل فطالب العلم مطالب ببذل الجهد لتحصيل العلم، وبهذا ينصحه كل المربين. والزرنوجي قدم في الفصل الخامس من كتابه نصائح لطلاب العلم يحثهم فيها على الجد والمواظبة (لابد لطالب العلم من المواظبة على الدرس والتكرار) ورعيا لمصلحته وتفاديا للضرر الحاصل من المبالغة في الجهد ينصحه بالاعتدال حتى لا يضر نفسه. والمعلم أيضا مطالب ببذل الجهد لتفهيم الطالب وإفادته وتعليمه.
2) في الاصطلاح، الاجتهاد: بذل الوسع في طلب الأمر وهو افتعال من الجهد والطاقة، والمراد به رد القضية التي تعرض للفقيه من طريق القياس إلى الكتاب والسنة، ولم يرد الرأي الذي رآه من قبل نفسه من غير حمل على كتاب أو سنة وهو عكس التقليد. وقد حفل تاريخ التعليم الإسلامي بالمجتهدين المناصرين للاجتهاد ومعظم الذين كتبوا في آداب التعليم والتربية، بينوا أهمية الاجتهاد وفوائده حاثين عليه نابذين التقليد، محتجين على المقلدين بحجج تحمل قدرا من الصواب والوجاهة.
أجـــر
أجر أجرة وإجارة هو ما يتقاضاه المعلم من مقابل مالي نظير تعليمه الناس.
وقد تنازع أهل العلم في تعليم القرآن الكريم والعلم بالإجارة، فقال الحسن البصري، وابن سيرين والشعبي وعطاء ومالك والشافعي، ذلك جائز وبه مضى العمل عند الشيوخ.
قسمت الأجور التي يتقاضاها المعلمون إلى قسمين:
- قسم يتعلق بالزمن وهو ذلك الذي يقوم به جميع الأطفال تقريبا، وهو عبارة عن مبلغ من المال يدفع أسبوعيا أو شهريا أو رغيف من الخبز يدفع كل أسبوع، ويضاف إليه مبلغ من المال يدفع في المناسبات كالأعياد والمواسم. وفي بعض الأحوال كان يدفع مقدار من القمح أو الذرة بدل دفع النقود الأسبوعية أو الشهرية.
- قسم يتعلق بالقسط الذي يدفعه الطفل الذي يصل في حفظه إلى تمام سورة تبارك أو الرحمان، فكان عليه حينئذ أن يقدم للمعلم شيئا يعد من التكريم والشكر.
وقد أجاز الفقهاء العطية في المواسم والأعياد تقدم للمعلم بدون إلزام ولا إكراه، وهذا ما ذكره القابسي وابن حبيب.
احتـــلام
الاحتلام هو البلوغ، احتلام الغلام إذا بلغ الحلم وأدرك الرجال وجرى عليه حكمهم.
تترتب على احتلام الولد أحكام متعددة، منها عزله عن مكاتب الصبيان ومعاملته معاملة تتم بالشدة والصرامة غير التي كان يحظى بها في صباه.
ويتمتع بحقوق أقرها له الشرع كرفع الوصاية عنه كما يجوز له أن يعقد مجالس التحديث -إذا كان قادرا- ويكون أداؤه صحيحا لأنه يكون عاقلا بإدراكه البلوغ.
وقد تظهر مع احتلام الصبي وبلوغه نوازع الاستقلال الذاتي، ورفض الوصاية الوالديه والهيمنة الأبوية مما يعتبره الوالدان عقوقا. فيجيب ابن سحنون قائلا: "إن الولد إذااحتلم وملك أمره فقد ارتفع عنه نظر والده ».
أداء
أطلق العلماء على رواية الحديث وتبليغه لفظ -الأداء- ووضعوا لهذا الأداء شروطا منها الإسلام، والبلوغ، والعدالة، والضبط.
أدب
1) تعني كلمة أدب: ما هو نظري وعملي معا، فالجاحظ يقول: "والأدب إما خلق وإما رواية"، ويقول ابن منظور في باب كلمة أدب: « الذي يتأدب به الأديب من الناس سمي أدبا لأنه يؤدب الناس إلى المحامد وينهاهم عن المقابح ».
ويستنتج من وصايا الأمراء والملوك للمؤدبين أن المقصود بالتأديب، تهذيب السلوك وتحسينه وتوسيع مدارك الصبي بالعلوم والمعارف، وهو نفس المفهوم الذي نجده لدى الفقهاء: التربية على الصلاح وحسن الخلق.
فالتأديب يعني إعطاء المعرفة النظرية والسلوكات حتى يتوحد في شخصية الطفل المتأدب المعرفي مع السلوكي ويكون سلوكه مرآة صافية تنعكس عليها ما استوعبه ذهنه من آداب ومعارف.
2) ساد هذا المفهوم خلال فترة الازدهار الحضاري على عهد الدولتين العباسية والأموية ثم تراجع وضاق فأصبح يقتصر معناه على الزجر والمعاقبة على الإساءة بقصد الإصلاح وتقويم اعوجاج الصبي السلوكي، وذلك في قول ابن عرضون: "ويؤدبهم على الفساد، والسرقة، والكذب، والسب، والهروب من المسجد واليمين الحرام، والطلاق وغير ذلك من إيمان الفساق).
3) كما اتفق المربون على جملة من الأخلاقيات والقواعد سموها آداباً خاصة بكل نشاط ووظيفة كالتعليم والقضاء والطب وغيرها.
فهناك في التعليم آداب المعلم وآداب الطالب وآداب المملي وآداب المستملي وآداب المعيد وآداب العريف وغير ذلك من الآداب حددها الفقهاء والمربون بدقة، حتى يكون سلوك كل شخص مطابقا لنوع السلوك المعتبر خيرا في نظر المجتمع، والمراعي لأحكام الدين. تبين هذه الآداب طرق العمل والواجبات والشروط وإرشادات عامة أخرى.
عرف بهذه الآداب ودرسها وشرحها مؤرخو التعليـم والتربيـة، ودارسـو الفكـر التربـوي العربـي، ومحققو الكتـب والمصنفـــات الفقهيـــة والتربوية.
أستــاذ
يطلق هذا اللفظ في الغالب على النحوي أو اللغوي.
استبصار
التأمل والنظر والاعتبار بتحكيم العقل والضمير، يقول الغزالي: "العلوم التي تحصل بطريق الاكتساب، بحيلة الدليل تسمى إلهامـا، والعلـوم الـتي تحصل بالاستـدلال تسمى اعتبارا واستبصارا".
استخدام
استغلال المعلم للصبي المتعلم عنده واستعماله لقضاء أغراض شخصية لا علاقة لها بمصالح الصبي، كالاحتطاب والسقي أو لتفقد التلاميذ المتغيبين عن الدراسة واستقدامهم للمكتب.
ولعل بعض هذه الأعمال كان يتأذى منها الآباء، خاصة وأن بعض المعلمين كانوا لا يتورعون عن تسخير الصبيان في كل الأعمال رغم ما قد تكتسيه من مشقة كنقل الحجارة، أو دناءة كنقل الزبل، مما يتنافى مع كرامتهم وكرامة ذويهم وتثير لديهم الإحساس بالعار.
يرى الفقهاء أن الشريعة تحرم ذلك، وأثبت هذا المنع المحتسبان الشيزري وابن الاخوة في مصنفيهما.
استعداد
هي القدرة الطبيعية أو الفطرية لدى المرء على اكتساب نوع من المعارف والمهارات أكثر من غيرها، وتكون قابليته لتعلم تلك المهارات بسهولة والوصول إلى مستوى عال من المهارة فيها.
والاستعداد يشير إلى إمكانية إنجاز كامنة وليس إلى إنجاز فعلي. فيجب أن تستكشف هذه الإمكانية في بداية العمل التعليمي، حتى نقدم للصبي ما يناسب هذا الاستعداد تفاديا للهدر المحتمل الوقوع فيه عند إلزام الصبي بما هو غير مستعد له. وأهم من نادى به ابن سينا والشاطبي.
استنابة
بعض المدرسين كانوا يكلفون للقيام بالتدريس في بعض المدارس أو المساجد، مقابل مرتب من مداخيل وقف معين، ويكون اختيار هؤلاء المدرسين وتعيينهم محل اعتبار وتقدير.
إلا أن هؤلاء المدرسين لأسباب معينة تمنعهم من أداء وظيفتهم التعليمية فيكلفون من ينوب عنهم في المؤسسة ويقوم بمهام التدريس بدلا منهم.
وقد تصدى الفقهاء لهذا الأمر وأفتوا بعدم جواز الاستنابة من أوجه متعددة.
اصطلاح التعليم
يعني بها ابن خلدون طريقة ومنهاج التدريس في قوله: "لكل إمام من الأئمة المشاهير اصطلاح في التعليم يختص به ».
إقــراء
من قرأ والإقراء مصدر أقرأ، وهو التعليم والتدريس.
المقصود بالإقراء تفهم الحاضرين، ورب مسألة تفهم من أول مرة لسهولتها ورب أخرى لا تفهم إلا بعد تكريرها .
"وحقيقة الإقراء تصحيح المتن وحل المشكل وإيضاح القفل".
أكــــل
عني الأطباء خاصة والمربون عامة بتغذية وفطام الصبي فنبهوا إلى مساوئ الفطام المفاجئ، وإجبار الصبي على تناول أغذية قد لا تلائمه، وطالبوا الأمهات بتعويد الصبي على تناول الأغذية الطبيعية بالتدرج حتى يتقبلها ويتعودها، على أن تكون اللقيمات الأولى التي يتناولها لينة سهلة المضغ والبلع. يقول ابن البلدي "ينبغي إذا همت بفطامه أن تتقدم فتنقص من رضاعه قبل ذلك شيئا فشيئا على تدرج وترتيب وتعوده الطعام وتمرنه عليه لئلا يضره الانتقال دفعه واحدة بغتة".
كما حرص المربون على تدريب الصبي على آداب الأكل ولهم في ذلك مصنفات كثيرة.
ألفيــة
أرجوزة بلغت ألف بيت أو أكثر، وأطلق على مجموعة من الأراجيز المنظومة في علوم شتى لتيسر على الدارسين تذكر أصول هذه العلوم.
وأقدم ما عرف منها ألفية ابن سينا في أصول الطب، وألفية ابن معطي في النحو والآملي في فرض الصلاة اليومية وغيرها.
وأشهر الألفيات ألفية ابن مالك التي صارت الكتاب الدراسي للنحو في العصور المتأخرة وألفت حولها عشرات الشروح المطولة والمختصرة.
ألوفـــا
معلمون دينيون كانوا ينشرون الإسلام في أفريقيا الغربية، وكانت في بعض القبائل دور لاستقبالهم، وتفوق مكانتهم مكانة الحكام أنفسهم، لاسيما وأن القرآن الكريم بفضلهم أصبح أساسا للحكم في كل المسائل الدينية. ويحظون بالاحترام حتى في القرى الوثنية التي يؤسسون فيها مدارسهم.
امتحان
محنه: ضربه واختبره كامتحنه، وامتحن القول: نظر فيه ودبره.
يعتبر الامتحان أهم وسائل التقويم وأدواته. أدرك المربون أهميته من قديم، وطالبوا به واستعملوه لتحقيق أغراض ثلاثة:
- تقويم فهم الطلاب.
- تقويم مستوى المتخرجين المنتهين وكفاءتهم.
- تقويم كفاءة المدرسين والمحدثين خاصة.
يقول ابن جماعة إن على المعلم أن يمتحن فهم التلاميذ دوما بأسئلة يطرحها عليهم، ويتبين من إجابتهم مدى فهمهم واستيعابهم لمحتوى المادة الملقاة عليهم، ويعرض من أدوات هذا الامتحان الأسئلة والاستظهار والمناقشة حتى يستبين مدى فهمهم.
أمـــرد
الشاب طر شاربه ولم تنبت لحيته. ومرد كفرح مردا ومرودة، وتمرد بقي زمانا ثم التحى.
تطرق الهيثمي في المقصد السادس من كتابه -تحرير المقال- إلى حكم تعليم المعلم للطفل الأمرد والنظر إليه.
فبعد مقدمة ذكّر فيها بتحريم الزنا والنظر إلى النساء. قال إن الصالحين بالغوا في الإعراض عن المرد وعن النظر إليهم وعن مخالطتهم.
إملاء
نوع من أنواع التأليف لم يتصد له إلاّ الفطاحل من العلماء لاعتماده على الحفظ والذاكرة، وهو مستحب عند المحدثين، وإن استخدمه اللغويون إلى القرن الرابع الهجري. وبقي إملاء الحديث إلى قرون متأخرة، وقد اعتبر أعلى مراتب الرواية والسماع، وفيه أحسن وجوه التحمل وأقواها كما قال السيوطي في التدريب.
وعادة الفقهاء عند الإملاء أن يتخذوا مستمليا محصلا متيقظا يبلغ من المملي، وإذا كثر الجمع بحيث لا يكفي مستمـــل اتخــــذ مستمليين فأكثر.
أمهات
كان لفظ -الأمهات- يعني في القرون الاولى: الكتب المعتبرة أصولا التي يرجع إليها في مختلف العلوم.
ثم تطور مفهوم هذا اللفظ حتى أصبح في عصر الانحطاط مرادفا للمتون التي تختصر تلك الأصول، وتحفظ عن ظهر قلب مثل مختصرات ابن الحاجب وخليل.
أمــــي
وردت كلمة أمي في القرآن الكريم مفردة وجمعا. وكاد المفسرون يجمعون على أن الأمي هو المنسوب إلى الأمَة الأمية التي على أصل ولادتها لم تتعلم الكتابة ولا القراءة، ونقل الرازي عن الزجاج أن الأمي هو الذي على صفة أمّة العرب، فالعرب أكثرهم ما كانوا يكتبون ولا يقرأون، والنبي كان كذلك ولهذا وصفه الله تعالى بكونه أميا.
وقد فسر الكلمة اللغويون الأقدمون بأنها الجهل بالقراءة والكتابة، وفسروها أيضا بالغفلة والجهالة وقلة المعرفة.
ذكر المربون أن من مقاصد التعلم، محو الأمية عن المتعلم وعن غيره.
- ب -
برنامج
مثل الفهرس نوع من أنواع الإجازات، لكنه يتميز باحتواء تراجم شيوخ كثيرين، ويحدد المقروء ووقت دراسته، وقد يذكر نصوص الإجازات عليها كاملة، وغير ذلك من المعلومات.
بلغــم
خلط من أخلاط البدن، اعتبره كثير من المربين مسؤولا عن الكسل الذي يصيب التلميذ. ففي رأيهم أن الكسل يتولد عن كثرة البلغم، الذي يتولد من كثرة شرب الماء النــاتجة عن كثرة الأكل.
بنـــات
المقصود بها الدمى. قال عياض في الإكمال والحكمة "إن اللعب بالبنات تدريب للجواري على تربية الأولاد وإصلاح شأنهـم، قبل حصول الأولاد عندهن، وقد أجاز العلماء بيعهـن وشراءهــن، وقـد كانــت لهــن ســوق يبعـن فيهــا بالمدينــة ".
بيت الطلبة
يلحق بالمدارس بيت الطلبة، يتخذه الطلبة ناديا يجتمعون فيه للمناظرة وامتحان الوافدين من أهل العلم.
ومن بين الذين امتحنوا فيه ابن عات في كتاب مسلم.
- ت -
تبـــاع
أو (كراكة) عود صغير في حجم القلم، يزخرف حسب رغبة صاحبه ليصبح كمرشد للحروف.
تحريرة
صدقة يتسولها أطفال الكتّاب ويعطونها لمعلم الكتّاب، حتى يحررهم من الدرس أي يسمح لهم بالتعطـل عن الدراسـة. نهى عنها الفقهاء والمربون.
تحصيل
التحصيل تمييز ما يحصل، والاسم الحصيلة وتعني البقية، والحاصل من كل شيء ما بقي وثبت وذهب ما سواه.
فتحصيل العلم إبقاؤه والاحتفاظ به وتثبيت محتواه في العقل، ليس بالحفظ والتكرار فقط بل بالفهم والاستيعاب أيضا. قيل (آلة تحصيل الطالب كتب صحاح وشيخ فتاح ومداومة وإلحاح).
(وتحصيل العلم على نوعين: كسبي وسماعي. الكسبي هو العلم الحاصل بمداومة الدرس والقراءة على الأستاذ. والسماعي هو التعلم عن العلماء بالسماع في أمور دينهم ودنياهم، وهذا لايحصل إلا بمحبة العلماء والاختلاط بهم، والمجالسة لهم، والاستفسار منهم).
تحمل
التحمل هو تلقي الحديث وسماعه، وأخذ الحديث عن الشيخ بطريق من طرق التحمل المعروفة.
تدبيج
من مصطلحات المحدثين، ومعناه رواية قرين عن قرين. كأن يروي صحابي عن صحابي أو تابعي أو أي راوٍ عن آخر يساويه سنا وسندا.
توسع المتأخرون فجعلوا كل رواية بين الأقران في أي علم كان تدبيجا، وكثيرا ما كان المجيز بدوره يستفيد من قرينه المجاز، وينال منه أيضا إجازة في مادة اختصاصه.
تدبير
لفظ استعمله الأطباء للدلالة على المجهود المبذول لعودة الصحة إلى الإنسان بعد نفاذها، أو الحفاظ عليها حتى لا تزول.
استعمله الفلاسفة للدلالة على المجهود التربوي. فهو لدى ابن باجة فعل تربوي له هدف وغاية. وهذا الفعل على هذا الأساس يكون موجها لإنجاز غرض، فهو فعل مقصود.
ترابي
وجد ما يعرف باسم الترابي في نظام التعليم الفاطمي. ويقصد بهم الصبيان الصغار من أسرى الحروب الذين كان يدفع بهم إلى الأستاذيـة بالقصر الفاطمي، فيربون تربية عسكرية إسلامية، ويعلمون الكتابــة والرمايــة ويسمونهــم (الترابي).
تربية
إن الأصل اللغوي لكلمة تربية أساسها فعل ربا يربو ربوا ورباء، بمعنى زاد ونما. ومنه ربيت الطفل غذوته، قال الجوهري وهكذا لكل ما ينمي الزرع ونحوه.
والتربية معناها إحسان القيام على الصبي وولاية أمره حتى يفارق الطفولية ويبلغ كماله شيئا فشيئا. وهذا المعنى يفيد وجود صبي وقائم عليه يلي أمره ويساعده على بلوغ كماله الجسدي والعقلي والعاطفي. وهذه العملية نجدها تذكر تحت مسميات أخرى كالتهذيب والتأديب والتعليم والرياضة والسياسة.
تسمية
إطلاق اسم على المولود يعرف به، وقد جرت العادة أن يكون يوم عقيقته أي في اليوم السابع من ميلاده.
وتسمية المولود حق من حقوقه. ومن السنة تحسين التسمية أي اختيار الاسم الحسن. وأفضل الأسماء أسماء الأنبياء والحمد والعبادة.
تصحيف
التصحيف من الصحيفة، ومعناه قراءة اللفظ على خلاف ما أراد كاتبه أو على ما اصطلحوا عليه.
من أسباب التصحيف أخذ العلم من الكتاب (الصحيفة)، واعتباره المصدر الوحيد للعلم وعدم تصحيح قراءته بالسماع من شيخ عارف ضابط حافظ.
تصوف
يؤكد القشيري أنه لايعرف لهذا الاسم في اللغة قياس أو اشتغال، والأظهر فيه أنه كاللقب. وعرف ابن عربي التصوف بأنه الوقوف بالآداب الشرعية ظاهرا وباطنا، وهي الخلق الإلهية، وقد يقال بإزاء إتيان مكارم الأخلاق وتجنب سفاسفها.
وقد ميز العلماء بين علم الظاهر وهو الفقه، وعلم الباطن وهو التصوف. وكان بعضهم يرى أن العارفين بالله (المصوفين) أفضل من العارفين بأحكام الله (الفقهاء).
من آثار التصوف في التربية : ازدهار الحركة الثقافية والعلمية بالخوانق والزوايـا، التي تعتبر مراكز للتعليم الديني تبث الفكر الصوفي وتعلم النازلين بها، وإثراء التربية الإسلامية بمصطلحات جديدة كالسلوك والمريد والمجاهدة وغيرها. كما كان للتصوف أثره في ثقافة وسلوك وآراء العديد من العلماء، وفي تحديدهم لمفاهيم العلم والعقل والقلب وحدودهما وآداب التعليم، وكثير من الموضوعـات التي تدخـل في مجـال التربيـة والتعليـم.
تعليم
هو إيصال العلم والمعرفة إلى الغير وإيجاد الفضائل النظرية في الأمم، قال ابن عبدون (التعليم صناعة تحتاج إلى سياسة ولطف وتأنيس حتى يرتاض ويقبل التعليم وليس شيء أنفع للإنسان من شيئين: فأما لمن يكتب ويقرأ فإقامة الهجاء وأما لمن يبيع ويشتري فمعرفة الحساب).
تعليم صناعي
أطلق ابن خلدون هذا اللفظ على التعليم الذي لا يرتبط بالوحي والنصوص الشرعية. ويقوم على تعليم النحو والمنطق والحساب. ويتخذه المتعلم حرفة لكسب العيش.
تغيير
هو رفع الصوت بقراءة القرآن، وهو منهي عنه لأنه -مثل اللحن- داعية إلى الغناء وهو مكروه.
تفهيم
إيصـال المعنـى إلى فهـم السامــع بواسطــة اللفـظ.
تقليد
اتباع الإنسان غيره فيما يقوله أو يفعله، معتقدا أنه الحقيقة، من غير نظر أو تأمل في الدليل. كأن هذا المتبع جعل قول الغير قلادة حول عنقه. وقيل التقليد قبول قول الغير بلا حجة ولا دليل.
وقف المربون والفقهاء عامة موقفا معارضا منه.
تكرار
التكرار هو إعادة الدرس إعادة لفظية بغرض ترسيخه وتثبيته في الذاكرة. التفت المربون المسلمون إلى التكرار ودوره في تثبيت التعلم وحفظ النص، فأكدوا أن التعلم يرسخ بالتكرار.ونصحوا المتعلم بتكرار ما درسه في يومه تكرارا لفظيا حتى يحفظه.
تلوين
التلون كالتلوين هو تنقل العبد في أحواله، وهو مفهوم خاص بالتربية عند الصوفي، ويعنى (الطلب والفحص)مادام العبد (المتعلم / السالك) في الطريق فهو صاحب تلوين، لأنه يرتقي من حال إلى حال وينتقل من وصف إلى وصف.
تهذيب
التهذيب كالتنقية، هذب الشيء يهذبه نقاه وأخلصه، وقيل أصلحه. والمهذب من الرجال النقي من العيوب، وتهذيب الأطفال هو تربيتهم وتنقيتهم من العيوب.
توكل
التوكل هو أصل خلوص النية وعلو الهمـة، وهو من الموضوعـات التـي عنــي بها الزرنوجي في كتابـه وقد عقـد له الفصل السابع من مؤلفه. يدعو الزرنوجـي طلاب العلم إلى التوكل على اللـه في طلب العلـم ولا يشغل قلوبهم أمـر الــرزق.
توطية
التوطية أو التمهيد للدرس، قال عبد الله المساري في السراج:
وقبل أن تشرع مهد بتوطية
تزيل عن شمس العقول تغطية
ويتوسع البلغيثي في مفهوم التوطية بقوله: وطئ أيهــا المدرس قبل الشروع فيما تقرئــه، توطية تزيل عن عقول الطلبة غشاء الجهل. وكيفية التوطيــة أن تذكر وجه الارتباط بين الكلام المتقـدم لك تقريــره في النصـاب قبــل، وبين الكــلام الـذي تريـد أن تقرئه في نصاب يومك، إذ بذلك يعلـم موضوع الكلامين، ويسهل الفهم على الطالـب بمعرفـة مناسبــة هذا الكــلام للسابــق.

- ج -
جامكية
لفظ غير عربي، يعني أجرة الجند. استعملت بهذا المعنى في المغرب على عهد الموحدين لوجود طائفة من الاغزار في جندهم. ثم اتسع إطلاق هذا اللفظ فصار يدل على كل راتب ومنه راتب المعلمين.
ورد اللفظ بهذا المعنى في كتاب الهيثمي: تحرير المقال وكذلك في فهرس ابن غازي.

جايبوه
حفل كان يقام بعد حفظ الطفل لأولى سورة في الكتاب. يحضر هذا الحفل أصدقاء الطفل وأقاربه، وتلقى خلاله أمداح ومنها قصيدة :
جايبوه جايبوه
يا فرحة يماه وبوه
جراية
الجراية : النعمة من الله على العبد، ويقال جرى له ذلك الشيء ودر له بمعنى دام له.
قال ابن الأعرابي: ومنه قولك أجريت عليه كذا أي أدمته.
وتعني الكلمة في كتب التربية النصيب المعلوم من المال العائد من الوقف في غالب الأحيان والمخصص لطلبة العلم، إعانة لهم على التفرغ لطلب العلم.
وردت في كتب أخرى كلمة معلوم، وجمعها معاليم.
جــزم
كان العرب يسمون الكتابة بالجزم، سواء فصلوها عن خط حمير المعروف بالمسند أو بالحري، بفصلها عن الحروف الكلدانية، وهي أقرب إليها.
جعـل
هو الإجارة على منفعة مظنون حصولها، أي مشارطة المعلم على الحذق، وهو جائز خلافا لرأي أبي حنيفة. وفي مذهب مالك لا يستحق المعلم شيئا من الجعل إلا بتمام العمل.
والجعل ليس عقدا لازما، بل يجوز لأحد الأطراف فسخه، ولا يشترط في عهد الجعل حضور المتعاقدين كسائر العقود.

- ح -
حاســـة
القوة النفسانية المدركة. يقول إخوان الصفا (إن الطفل إذا خرج من الرحم فإنه في الوقت والساعة تدرك حواسه محسوساتها. فيحس بالقوة اللامسة الخشونة واللين، وبالقوة الباصرة النور والضياء، وبالقوة الذائقة طعم اللبن، وبالقوة الشامة الروائح، وبالقوة السامعة الأصوات).
والمعرفة عند إخوان الصفا كلها مكتسبة وليست نظرية. وأصل المعرفة هو الحواس، ويوصون في خطتهم التعليمية بالسير مع المتعلم من المحسوسات إلى النظريات لأن المعرفة الواردة عن طريق المحسوسات يتقبلها العقل بسهولة ويسر.
حافظة
هي عند الحكماء قوة محلها التجويف الأخير من الدماغ. من شأنها حفظ ما يدركه الوهم من المعاني الجزئية، فهي خزانة للوهم كالخيال للحس المشترك.
حاشية
معناها اللغوي الجانب والطرف. وأطلقت كلمة حاشية على أطراف وهوامش الكتب، فصار معناها الاصطلاحي: الشرح على الشرح، حيث تورد الكلمـة أو العبـارة من الشرح ثم يعلق عليها.
وقد ذاع هذا النوع من التأليف في عامة الدراسات العربية في العصور المتأخرة.
حانــوت
1) الحانوت دكان الخمار، ويطلق على الدكان عموما، أو المحل الذي يمكن أن يتخذ للاحتراف، كمكان المكتب. يرى الفقهاء أن مسؤولية كرائه تقع على المعلم وليس على الصبيان شيء من ذلك. قاله ابن سحنون.
2) مكان يتخذه العدول المنتصبون للشهادة مقرا لهم، يتلقون فيه الشهادات من الناس ويقومون بسائر الأعمال التي تدخل ضمن اختصاصهم.
أحيانا يصبح حانوت العدل مكانا لتعليم الناس والتباحث في الأمور الثقافية والعلمية.
3) حانوت الوراق أو دكانه، ظهرت هذه الدكاكين في مطلع الدولة العباسية لأغراض الكسب المالي من تجارة الكتب واستنساخها، اذ كان الوراقون ينسخون الكتب المهمة للراغبين فيها، وكانت حوانيتهم مكانا يجتمع فيه طلاب العلم والعلماء للمذاكرة والنقاش. وكان الجاحظ يكتري دكاكين الوراقين ويبيت فيها للنظر والمطالعة.
حبيبنا
حفل كان يقام على شرف الطفل الذي أتم حفظ القرآن الكريم. يحضر الحفل الفقيه والعلماء وأرباب الحرف والمنشدون تتلى فيه الآيات القرآنية والأمداح.
حذقة
حذق الصبي القرآن أو العمل حذقا وحذاقا وحذاقة بفتح الحاء أو كسرها: تعلمه كله ومهر فيه، ويوم حذاقه يوم ختمه القرآن.
نجد في كتب التراث التربوي لفظ الحذقة وهو الشائع، كما نجد أحيانا لفظ الختم. لكن الختم يعني إتمام تعلم القرآن وحفظه، بينما الحذق وهو الشائع في كتب التربية لها معنى شامل للقرآن والقراءة والكتابة.
كما تعني الكلمة المبلغ من المال الذي يقدم للمعلم جزاء تحذيقه الصبي.
حزاب
موظف ديني مهمته قراءة أحزاب القرآن، وهي وظيفة أحدثت منذ عهد الموحدين حيث نظمت قراءة الحزب بأمر من يوسف بن عبد المومن في سائر بلاد المغرب بعد صلاتي الصبح والمغرب.
حضانة
يعني تربية الولد. فالحاضن والحاضنة هما الموكلان بالصبي يحفظانه ويربيانه، وقد اشتق الاسم من الحضن وهو ما دون الإبط إلى الكشح، لأن المربي والكافل يضم الصبي إلى حضنه.
وشاع استعمال هذا المصطلح في القطاع الفقهي، ومن معانيه كفالة الصبي وتربيته بعد فراق الوالدين بالطلاق أو الوفاة. والنساء مقدمات فيها على الرجال مراعاة لمصلحة الصبي. ويعلل هذا التقديم بأن المرأة أعرف بتربية الصبيان وأقدر عليها وأكثر صبرا وشفقة وحنانا من الرجال، شرط أن يكون الجو التربوي عندهن سليما من شوائب الفساد وأسبابه، ويحتفظ الأب إذا كان حيا بحق الإشراف عليه لتأديبه.
حفظ
حفظت الكتاب استظهرته، تحفظت الكتاب استظهرته شيئا فشيئا، ورجل حافظ وقوم حفاظ هم الذين رزقوا حفظ ما يسمعون، وقلما ينسون شيئا يعونه.
وقد احتل الحفظ مكانا مهما في نظامنا التعليمي، إذ اعتمد هذا التعليم طيلة قرون متتالية على الحفظ، باعتباره وسيلة أساسية لتراكم المعلومات ورسوخها في الذهن،واسترجاعها بالتذكر كل حين.
وقد اشتهرت في بعض العصور عبارة (من لا يحفظ النص فهو لص)، وتحمل دلالات كثيرة على الأهمية التي احتلها الحفظ في هذا التعليم.
حــــق
منح الشارع للطفل حقوقا كثيرة مادية ومعنوية، لضمان سلامته وتوفير أسباب الراحة وشروط النمو السليم. وقد تناولت كتب الفقهاء خاصة بالتحديد والإحصاء والشرح والتحليل هذه الحقوق، واعتمدت هذه الكتب على ما ورد في القرآن الكريم وما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحاديث، وكذلك على آثار الصحابة واجتهادات الفقهاء وقياساتهم. من هذه الحقوق: الإرضاع، والنسب، واختيار الام، وتحسين الاسم، والعدل في المعاملة، والتربية والتعليم.
حلقــة
تحلق القوم جلسوا حلقة حلقة. أطلق لفظ الحلقة على مجلس العلم، وكان التعليم في المساجد يتم في حلقات يكونها المستمعون المتعلمون حول المعلم المحدث أو المحاضر المملي.
لم يقتصر نظام الحلقة على المساجد، بل كان منتشرا في المدارس والزوايا وكل المؤسسات التعليمية، وكانت الحلقة تتألف حول الأسطوانات أو الكراسي أو في الزوايا. وكان حجم الحلقة وعدد المتحلقين يرتبط بشخصية المعلم أو المحدث.
- خ -
خانقاه
جمعها خوانق وهي كلمة فارسية، أطلق هذا اللفظ في العربية على المؤسسات الدينية التي تشبه الزوايا، والتي تقام لإيواء المتصوفين مع أسرهم مع توفير سبل العيش لهم حتى يتفرغوا لتصوفهم وعباداتهم.
لم تبن الخانقاة لتكون مؤسسة تعليمية، لكن كانت تنظم فيها دروس وحلقات تعليمية. وكان هناك نوعان من التعليم داخلها.
- التعليم الذي يرتب للصوفي للاشتغال به، ويكون الصوفي ملزما بحضور الدروس ويؤاخذ إذا تخلف عن حضوره طبقا لحجة الوقف.
- التعليم الحر: فإذا وجد الصوفي في نفسه القابلية ليتعلم علما آخر غير ما خصص له، فعلى شيخ طائفتـه أن يقوم بشرح ذلك له والعمل على إفادته.
ختان
الختان أو الإعذار، قطع جلدة صغيرة من حافة العضو التناسلي للولد حتى تظهر حشفته. وهي عادة منتشرة في العالم الإسلامي وبين اليهود وقبائل أخرى. وهو في الإسلام سنة مؤكدة، للذكر يوم سابعه، فإذا تأخر يستحب أن ينتظر حتى يوم شهره الأول.
يعتبر الناس عملية الختان طهارة للطفل، واعترافا بأنه سيخرج بهذه العملية من حياة الطفولة الأولى ليستقبل الحياة بتكاليفها. لذلك كانت تؤجل عادة إلى السنة السابعة من عمره ليكون واعيا بما سيقع بعدها، وينبه الصبي إلى القيام ببعض الفرائض الدينية ليتدرب عليها. كما يصحب والده إلى المساجد ليتعود عليها، ويجلس في حلقات الوعظ والذكر التي كانت تقام فيه.
ختمة
حفل يتعطل فيه التدريس بالكتّاب بمناسبة انتهاء الصبيان من تعلم القرآن كله أو بعضه. يزين المعلم لوح التلميذ الذي ختـم القـرآن برسوم وزخارف. ويحملــه الصبـي إلى منزلــه للاحتفــاء بــه.
وهو تقليد ظل حاضرا بالبلاد العربية منذ القرن الثالث الهجري.
خريطة
وعاء من جلد يستعمل لجمع الكتب والوثائق.
خط
هو الكتابــة، تصويــر اللفظ بحروف الهجاء. كانت الكتابــة قليلــة بيـن العرب في الجاهليــة. وعنـد مجيء الإســلام عرفــت انتشـــارا سريعـا.
أما الخط فقد حظي تعليمه بعناية المربين المسلمين، وبعد انتشار مكاتب التعليم أصبح معلم الكتاب مطالبا بتعليم الصبيان الكتابة وتحسين الخط، وكان شرط تحسين الخط من الأمور المعتبرة في تقدير حدقة المعلم.
وفي تعليم الكتابة فرق المربون بين الخط والرسم فالرسم هو العلم الباحث في كيفية تصوير ألفاظ القرآن عند الكتابة، على نحو ما في المصحف العثماني، ببيان ما يثبت وما يحذف وما يزاد من الحروف، وما يوصل من الكلمة، وما إلى ذلك ويدخل تعلمــه ضمن القــراءات القرآنية. أما الخــط فيخصص لتعلم قواعد الخــط العربي المطلق بأشكاله.
خط الكفار
هو لغة وكتابة الأقوام الأخرى غير المسلمة كالعبرية واللاتينية.
وقد فرضت الظروف السياسية والاقتصادية على المسلمين، خلال العهود السابقة، تعلم اللغات الأجنبية غير العربية، لإقامة جسور التواصل مع الشعوب والأقوام المجاورة.
وحول جواز تعلم هذه اللغات وموقف الشرع من ذلك يرى الفقهاء جواز تعلم خط الكفار. لكن يتقيد هذا الجواز، بقول مالك بعدم إباحة تعلم هذه اللغة في مدارس الكفار أو على أيديهم. فيكون تعلم اللغة الأجنبية جائزا، إذا كان في مدارس المسلمين وعلى يد معلمين مسلمين.
خلق
الخلق في اللغة يفيد معنى السجية والطبع والعادة. واصطلاحا هو حالة للنفس راسخة، تصدر عنها الأفعال من غير حاجة إلى فكر وروية.
وكلمة خلق وحدها لا تعطي معنى الأخلاق الحسنة، لأنها تحمل المعنيين الحسن والقبيح، فعند المدح يوصف الخلق بأنه حسن أو كريم.
ذكرت مصنفات التربية الاسلامية أن من مهام التربية تزويد المتعلم بمعايير قارة يمكن التفريق على ضوئها بين خلق وخلق للإعلاء من الأخلاق الحسنة والحط من شأن الأخلاق السيئة.
أما التربية الصوفية، فقد أولت عناية خاصة بالجانب الأخلاقي في شخصية المريد المتعلم، أكثر من عنايتها بالجانب الاجتماعي أو العقلي. فتعريف التصوف نفسه يعني لدى المشتغلين به تعديل الأخلاق وتغييرها.
خميس الطالب
الخميس هو ما يدفع للفقيه الذي يحفظ التلاميذ القرآن كل يوم خميس، فكان الطالب يدفع مبلغا من المال يتم الاتفاق على قدره، بين المعلم وولي الطالب، وهو غير ما يدفع في الحدقة.

- د -
دار
اسم جامع للعرصة والبناء والمحلة، وكل موضع حل به قوم فهو دارهم. قال ابن جني هي من دار يدور لكثرة حركات الناس فيها.
وأطلق هذا الاسم على أماكن خاصة بتدريس القرآن والحديث والعلوم، فقد كانت هذه العلوم تدرس بالمساجد أول الأمر إلى أن أنشئت أماكن خاصة لتدريس كل علم على حدة. أطلق على هذه الأماكن اسم الدور منها:
دار الحديث
مكان لتعليم الحديث وتحفيظه، وتعتبر دار الحديث من مبتكرات نور الدين زنكي، الذي كان أول من بناها بدمشق، وخصص لها أوقافا كثيرة للإنفاق عليها.
ويظهر أن دور الحديث كانت تشترك مع دور القرآن، فتبنى دورا مشتركة للقرآن والحديث معا تكون مستقلة عن مدارس الفقه، أو تجعل في المساجد، كما في مسجد خمرية ببغداد.
كانت دور الحديث مستقلة في ميزانياتها، وذات تخصص محصور في مناهجها الدراسية.
دار العلم
أنشأها الفاطميون في مصر عام 395 هـ (1005م) غلب عليها اسم دار العلم، وأحيانا كان يطلق عليها اسم دار الحكمة. واشتهرت بمكتبتها الكبيرة التي كانت تسمى خزائن دار العلم.
كان هدف دار العلم الفاطمية هو التعليم، تعليم المذهب الفاطمي الإسماعيلي الشيعي، وعلوم النحو والمنطق والكلام والإخبار والجدل والطب والهندسة والهيئة والجبر والحساب، وغير ذلك من العلوم، وكان نظام الدراسة بها مفتوحا.
دار القراء
هي دار مخرمة بن نوفل، نزل بها عبد الله بن أم مكتوم ومصعب بن عمر بعد بدر بيسير.
دار القرآن
دار القرآن مؤسسة لتعليم القرآن وتحفيظه، ولعل أول من أنشأها هو رشا بن نظيف الدمشقي المقرئ في حدود سنة 400 للهجرة بدمشق. وكانت تسمى (دار القرآن الرشائية). وظلت دور القرآن مستقلة أو في داخل المساجد إلى أن أنشئت المدرسة المستنصرية ببغداد، فصارت دور القرآن تلحق بالمدارس بوجه عام.
داعي الدعاة
موظف ديني كبير في الدولة الفاطمية، يلي في وظيفته قاضي القضاء ويتزيا بزيه. من مهامه الموكولة إليه وإلى نوابه:
- الإشراف على دار العلم، ويعينه على ذلك الفقهاء أو فقهاء الدولة وهم المعلمون.
- الإشراف على التعليم الديني المذهبي في الدولة الفاطمية.
- رئاسة مجالس الدعوة أو الحكمة.
دايـــة
كلمة فارسية معربة تعني :
- القابلة التي تتولى ولادة المرأة.
- الوصيفة التي يعهد إليها بالعناية بالصبيان.
دراية
في المعجم درى الشيء دراية ودريانا، علمه. وفي التوشيح الدراية أخص من العلم. وقيل درى يكون فيما سبقه شك، قاله أبو علي أو علمته بضرب من الحيلة.
درة
الدرة بالكسر التي يضرب بها. ويتخذها معلمو المكاتب من (عصا اللوز اليابس والجريد المنشرح والأسواط النوبية).
كما يطلق اللفظ على الضربة. ومنه سمي (الدرار) أي الذي يستعمل الدرة لتأديب الصبيان، وهو معلم المكتــب، الـذي يطلــق عليــه أيضا (المدرر).
الدرس
درس الكتاب يدرسه (بالضم والكسر) درسا ودراسة قرأه.وفي الأساس كرر قراءته. وفي اللسان كأنه عانده حتى انقاد لحفظه، وقال غيره ذلّلـه بكثرة القراءة حتى حفظه.
والزمخشري قال درس الكتاب ودرس غيره كرره عن حفظ.
والدراسة القراءة. ومدرس ومدراس الموضع الذي يدرس فيه كتاب الله، ومنه مدراس اليهود. والمدرس أيضا الكتاب المكتب.
والمدرس كمحدث الرجل الكثير الدرس أي التلاوة، بالكتابة والمكرر له. ومنه مدرس المدرسة. وأصل المدارسة من الدرسة الرياضة والتعهد للشيء.
دواة
جمعها دوى ودويات ودوايا، وعاء يحمل فيه الحبر.
تصنع من نحاس وفولاذ وأبنوس. بلغت صناعتها في الدولة الفاطمية غاية الإتقان.
دولة
كان يراد بها الحصة الزمنية المخصصة لتدريس علم، وقد يراد بها الدرس نفسه.
- ر -
راتب
هو ما يقدم مكافأة لمن هو في منصب أو خدمة. والمرتبون هم الطلبة الذين يجري عليهم أدرار من أوقاف المدرسة.
ربـــاط
جمعها ربط، والرباط في الأصل اسم حربي للثغر الذي يرابط فيه الجنود لمجاهدة العدو. ثم أطلق على الدار التي يرابط فيها المتصوفون لمجاهدة النفس.
كانت هذه الربط من جملة مواضع التعليم، وقد حفلت المصادر بذكر العديد منها.
رحلة
هي السفر والخروج من الموطن الأصلي إلى بلاد أخرى، في طلب العلم وسماع الرواية.
وقد تعددت أسبابها. فكانت للحج أو للدعوة أو رغبة في اكتساب معرفة أو ربط سند بسماع ورواية، أو لتنمية تجارة أو هروبا من فتن.
والرحلات العلمية بدأت مبكرا في صدر الإسلام، ومما ساعد على ازدهارها تفرق العلماء والصحابة في المملكة الإسلامية حيث جعلوا من مقاماتهم مراكز تعليمية، قصدها طلاب العلم من جميع البلدان.
رجــــز
من الإرجاز، وهو النظم على بحر الرجز. والأرجوزة المنظومة على بحر الرجز الذي وزنه:
مستفعلن مستفعلن مستفعلن
مستفعلن مستفعلن مستفعلن
ومنه نوع تكون الأبيات فيه مقفاة بقافية واحدة، وهونوع قليل في الشعر العربي. ونوع تكون فيه الأبيات مصرعة كل مصراعين على قافية واحدة، والأرجوزة من هذا النوع تسمى المزدوجة، وهي كثيرة الشيوع في الشعر العربي، وخاصة في الشعر التعليمي، وذلك لسهولة نظمها.
أوصى المربون في تعليم الأدب للطفل بالبدء معه بالأراجيز، ثم القصائد، لأن رواية الأراجيز وحفظها أسهل.
رضاع
الرضاع هو امتصاص الثدي بالفم لإخراج ما به من حليب بقصد التغذية، في زمن الصبا قبل الفطام. يعتبره الفقهاء أحد حقوق الصبي.
نصح المربون باشتراط الصحة البدنية والعقلية للمرضع، كما اشترطوا صحة إيمانها وحسن خلقها.
رق
قال المبرد الرق ما رقق من الجلد ليكتب عليه، وكذلك قال الجوهري في الصحاح، قال والرق بالفتح ما يكتب فيه جلد رقيق وجمعه رقوق.
وكل صحيفة فهي رق لرقة حواشيها.
رقية
جمعها رقى، وهي الاستعانة على حصول أمر أو دفع مكروه بقوة غير طبيعية، يتوسل إليها بتعويذة أو شيء مكتوب يجعل في حرز.
كان ينصح باستعمالها لشفاء الطفل من أوجاع وآلام أو لدغ الهوام أو العين. وكذلك للتغلب على عسر الحفظ. وأحيانا للمعلم كي يكون ناجحا في مهمته، أو لدفع النسيان عنه.
رياسة
رياسة ورئاسة، معناها الصدارة والتقديم على الآخرين، فبعد الترتيب في الطبقة يكون اختيار الرؤساء عادة، وذلك في أفراد الهيئة العلمية، خصوصا المدرسين والطلبة. فكان من عادة الأمراء والحكام، أن يرتبوا الأفراد ويختاروا منهم فردا يحظى بشرف الرياسة والتقديم دوما.
رياضة
راض الدابة يروضها: وطأها وذللها أو علمها السير. في التربية الصوفية تعني الرياضة تصفية القلب من الرذائل والخبائث المذمومة وهي نوعان:
- رياضة الأدب وهي الخروج عن طبع النفس
- رياضة الطلب وهي صحة المراد به.
وبالجملة فالرياضة تعني تهذيب الأخلاق عند الصوفية.
أما في الفكر التربوي الإسلامي فقد انتقل ذلك المعنى إلى العملية التربوية للطفل، حيث الجهد لتحويله إلى منظمة يقبلها الأهل والمجتمع أي التربية.
كما تعني الرياضة في مصنفات أخرى للأطباء خاصة الحركة الجسدية والتربية البدنية.
رواية
هي تبليغ الأحاديث والأقوال والأخبار والمعلومات التي رواها الأستاذ الشيخ بالتواتر عن شيوخه السابقين، حتى تصل إلى قائلها الأصلي. وقد اتبعت هذه الطريقة في الأجيال الأولى على نطاق واسع، شمل العلوم كلها، واستمرت في الحديث النبوي قرونا متتالية.
اعتبرت الروايات من أخص سمات المنهجية التدريبية لدى العلماء. فكلما كان رجال السند أقل، كان السند عاليا. وكان الراوي أقرب إلى مصدر النص المروي.
كان الهدف من الرواية في الحديث، التأكد من صحة القول المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصبح يمثل في سائر العلوم دليلا على استمرار السماع عن الشيوخ.
هذا السماع الذي يوليه العلماء عنايتهم.
- ز -
زاوية
الزاوية في الأصل تعني ركن البناء، ثم أصبحت الكلمة تطلق على المسجد الصغير أو المصلى، وهو معنى مشرقي، أما في المغرب فيطلق على البناء، أو مجموعة أبنية، تخدم أغراضا دينية صوفية. وقد قيل في تعريف الزاوية المغربية أنها (مدرسة دينية ودار مجانية) أنها مكان لانقطاع المتصوفين فيها للعبادة، يقيمها غالبا أقطاب الصوفية وصلحاؤهم لتكون لهم مقرا، ولأبنائهم مدرسة يتلقون فيها علوم الدين من المريدين ويقرأون القرآن. كما تفتح الزاوية أبوابها لغير هؤلاء لإيواء طلاب العلوم والفقراء والغرباء.
للزاوية وظيفتان:
1) الوظيفة العقائدية والفكرية والتربوية للرواد، لهذا تعتبر الزاوية من أهم ركائز التصوف وأقوى وسائل نشر المذهب الصوفي بنشر التعليم الديني الصوفي.
2) التكوين العلمي والمعرفي للرواد الذين يتلقون دروسا في العلوم الدينية واللغوية. وتتيح للرواد فرصة التفرغ للدراسة، بما توفره لهم من وسائل الإقامة والعيش.
دور الزوايا التعليمي -مثل الخانقاه- أقل من دور المساجد والمدارس، لأنها لم تبن أساساً لأغراض التعليم، بل لإيواء المتصوفة ونشر المذهب الصوفي. ورغم ذلك لم تخل الزوايا من نشاط فكري تعليمي، كما أنها لم تكن تخلو من خزائن الكتب، وكان دورها التعليمي يزداد أهمية في المناطق التي تخلو من مؤسسات التعليم، وخاصة المناطق الصحراوية.
- س -
سائق
السائق هو الشخص المكلف بأخذ الصبيان الصغار يوميا من منازلهم إلى المكتب، ويردهم بعد نهاية الدرس إلى بيوتهم.
سارد
التلميذ الذي يقرأ النص في الحلقة الدراسية. إذ أن جميع الدروس في النظام التعليمي التقليدي تنطلق من (نص الكتاب)، يقرأ هذا النص أنجب الطلبة، بين يدي الشيخ، في بداية الدرس، ويسمى هذا الطالب السارد أو القارئ، ويتخذ مجلسه في وسط الحلقة، ويجلس إلى يمينه وشماله المتقدمون من الطلبة، على شكل نصف دائرة، تحيط بالأستاذ الجالس على كرسي أو المستند على سارية.
لا ينتهي دور السارد عند القراءة الأولى، وإنما يظل طوال الدرس حاملا الكراسة، مستعدا لقراءة الفقرات أو التعليقات التي قد يطلب منه الأستاذ قراءتها.
سالك
السالك صوفيا هو الذي يتنقل في المقامات بحاله لا بعلمه، وهو الساعي في طريق التصوف على أساس المجاهدة والرياضة، تحت إشراف الشيخ المربي. إلا في الطريقة الشاذلية التي لاتشترط الارتباط بالشيخ، وبوسع كل إنسان حسب هذه الطريقة أن يصل إلى القطبانية بالمجاهدة الذاتية وبلا وساطة.
ســـؤال
سألته الشيء بمعنى استعطيته إياه، وسألته عن الشئ استخبرته، فالسؤال الاستخبار أي طلب خبر الشيء من المسؤول.
إن السؤال وسيلة الاستخبار وأداة المعرفة بدون منازع.
في المجال التربوي حظي السؤال باهتمام وعناية المربين والطلبة فهو أداة المعرفة ودليل على الرغبة في التعلم. ورغم إغراق النظام التعليمي العربي في التقريرية التي يعتمدها المدرسون في دروسهم وإملاءاتهم، فإن اهتمامهم بالسؤال كان لوعيهم بعيوب هذه الطريقة ورغبة في تعويض نقصها.
سبر القريحة
يتألف هذا اللفظ من جزأين: السبر والقريحة.
فالسبر هوالتجربة والخبرة: سبر الشيء سبرا: أي حزره وخبره ونظر مقداره وقاسه، فالسبر هو استخراج كنه الأمر.
وقريحة الإنسان هي طبيعته التي جبل عليها، لأنها أول خلقته جمعها قرائح.
سبر قريحة الصبي: معناها النظر في الطبيعة التي جبل عليها الصبي، لأجل معرفة ميوله وقدراته. وعلى ضوء هذا السبر يتخذ القرار بتوجيه الصبي نحو المهنة المناسبة، والتعليم الملائم لطبعه واستعداداته.
سبـــق
السبق هو ما يأخذه طالب العلم عن أستاذه في اليوم أو الأسبوع، مما يلزم تدارسه وحفظه. وينبغي أن يكون مقدار هذا العلم، أي (قدر السبق)، للمبتدئ قدر ما يمكن ضبطه بالإعادة مرتين، ويزيد كل يوم كلمة، حتى وإن طال وكثر، يمكن ضبطه بالإعادة مرتين ويزيد بالرفق والتدرج.
سلطان الطلبة
كان من عادة الطلبة، بجامع القرويين بفاس، أن يحتفلوا في عطلتهم الربيعية بعيدهم المسمى (سلطان الطلبة)، الذي قيل أن المولى رشيد، مؤسس الدولة العلوية، هو الذي سنّه لهم.
في الحفل ينصب الطلبةواحدا منهم، سلطانا عليهم، يعترف به السلطان الرسمي للبلاد مدة أسبوع، وتكون لسلطان الطلبة نفس مظاهـر الأبهة والاحترام، ويحيط به الحجاب والحراس الذين يبعث بهم السلطان الرسمي، وعند نهاية مظاهر الاحتفـال يعود سلطــان الطلبـة إلى دراسته.
سلوك
مصطلح عند الصوفية، يدل على سير الصوفي في الطريق إلى الله، ويبدأ بدخوله في الطريق، بإرشاد شيخ من الشيوخ، وينتهي ببلوغه أسمى المراتب، في حدود قدرته.
يتضمن السلوك مطلبا يتخذ عن قصد، ويسعى إليه السالك سعيا منتظما. ويجب على السالك أن يمضي في هذا الطريق، وأن يتحقق بكل مقام من مقاماته، كالذكر والتوكل والفقر والحب والمعرفة وغير ذلك قبل أن يصبح واصلا.
سمـــاع
سماع لفظ الشيخ من حفظه أو كتابه.
والسماع عماد الرواية، وأحد أهم وسائل إثبات الإسناد. اعتنى به المتعلمون وحرصوا على طلبه متحملين المشاق في سبيل ملاقاة الشيوخ وسماع لفظهم.
يمنح الطالب بعد ذلك (سماعا) وهو إجازة شفاهية، يبيح بها الشيخ للطالب رواية ما سمعه منه من أحاديث وأخبار.
سن التحمل
التحمل هو تلقي الحديث وسماعه وأخذه عن الشيخ بطريق من طرق التحمل. وسن التحمل هو السـن التي يتهيـأ فيها الفرد لسماع الحديث ووعيه.
لم يتفق العلماء على تحديد السن التي يصح فيها سماع الصبي، وسبب ذلك اختلاف الصبيان في قدراتهم ونموهم العقلي، لكن هناك شبه إجماع على خمس سنين، والغالب اعتبار حال الصبي وقدرته على التمييز، فإن كان يفهم الخطاب ويرد الجواب اعتبر مميزا وصح سماعه.
سياسة
السياسة هي القيام على الشيء بما يصلحه، وقد استعمل هذا اللفظ كمرادف للتربية بعض الأطباء والفلاسفة، وأهمهم ابن سينا ومسكويه. فالسياسة عند ابن سينا تربية وتدبير لازمة لجميع الناس، وهي مستويات: فهناك سياسة الرجل نفسه وسياسته دخله وخرجه وسياسته أهله وسياسته ولده وخدمه. شرح ابن سينا هذه المستويات بتفصيل في رسالته (السياسة).

- ش -
شـــرح
الكشف، التبيين للمعنى، التفسير. وهذا النوع من التآليف كان منتشرا بين المغاربة خصوصا، الذين عنوا بوضع شروح أو مختصرات أو تقاييد وهوامش على مصنفات المشارقة والأندلسيين، بغية تقريب معانيها من أفهام المغاربة.
وقد وضع ابن رشد، حسبما نقله عنه الحطاب، منهجا للشروح خلاصته (أن من ألف في فن يذكر كل شيء ولا يقـول أن هذا واضح ويسكت عنه).
شــرط
تعاقد يتم بين جماعة من الناس ومعلم، ينص هذا التعاقد على أن يتولى هذا المعلم إمامة الجماعة في الصلوات الخمس، وتعليم الصبيان. ويسمى المعلم المتعاقد معه (مشارط).وتتكفل الجماعة بضمان الإقامة للمعلم، ومرتب يقبضه يشارك فيه كل سكان الجماعة، بحصص معينة.
من المشاكل التي كانت تثار حول الشرط، امتناع بعض الناس عن أداء حصصهم، بدعوى أن ليس لهم أبناء يتعلمون. وللتصدي لذلك رأى بعض الفقهاء أن دفع الأجر واجب على كل دار، سواء كان لها صبيان يقرأون أم لم يكن.
شركة
عقد بين معلمين أو أكثر، يتفقون به على أن يقوموا متعاونين فيما بينهم على تسيير مدرسة وتعليم روادها واقتسام مداخيلها.
تطرق المغراوي إلى مسألة اشتراك المعلمين فيما بينهم لإنشاء وتسيير مدرسة واحدة، فوضح الشروط التي تجعل من هذه الشركة جائزة، وهي تقوم في مجملها على تكامل المعارف التي يمتلكها المعلمون.
كما تطرق إليها من حيث وجاهتها. ومن حيث الحكم الفقهي فيها. فمن حيث وجاهتها، فإن نظام الشركة يسمح بنيابة أحد المعلمين عن الآخر أيام المرض أو التغيب لغرض طارئ. كما أنه يساعد على تكميل أحد المعلمين للآخر، فإن بعضهم، كما يقول المغراوي، يكون عربي القراءة (أي فصيح النطق)، بينما الآخر ليس كذلك، هذا إلى أن أحدهم يمكن أن يكون خاصا بتعليم العربية والآخر بالحساب والفرائض.
أما بالنسبة للحكم الفقهي الذي يعتري هذه الحالة، فغير خاف أن هؤلاء المعلمين يتفاوتون فيما بينهم من حيث المادة التي يعلمونها، ومن حيث كفاءتهم في القدرة على التبليغ وهكذا. فكما يحدث بين الشركاء في صناعة أو تجارة، يمكن أن يحدث في الشركة بين رجال التعليم، فيحق للأعلم من المعلمين أن يتقاضى أكثر من غيره، بحسب ما يحمله من علم.
شريعة
كان يقصد بها في العهد الموحدي القاعة المخصصة لإلقاء الدرس والمواعظ بالمسجد ولها محراب. وقد
وصف ابن القطان خروج ابن تومرت إلى الشريعة، حيث كان يجلس على حجر مربع أمام محرابها فيعظ الناس.
شريك
يطلق الزرنوجي وحاجي خليفة على الزميل في المدرسة لفظ الشريك، ولعلهما لاحظا أن هناك منفعة مشتركة تربط التلميذ بزميله، وأن تعاونهما ينتج الخير لهما جميعا كالذي يحدث بين الشركاء في التجارة أو أي تصرف مالي، إذ أن تعاونهما وإخلاص كل منهما للآخر سيدر الربح عليهما معا، وسيعمل على نجاح الهدف المشترك الذي يسعى إليه الإثنان.
شيخ
من استنابت فيه السن من خمسين أو إحدى وخمسين إلى الثمانين أو آخر عمره. وشَيَّخَه دعاه شيخا تبجيلا، وتشيَّخ الصحيفة الاقتصار في أخذ العلم من الكتب والصحف دون قراءة على شيخ.
يطلق لفظ الشيخ على المعلم والمربي، ويكثر تداوله في التربية الصوفية بالخصوص. إذ يحتل الشيخ في التربية الصوفية مكانة مهمة، بحيث أنه لا يمكن سلوك طريق التصوف لرفع الحجب، والوصول إلى الحق تعلما من الكتب الخاصة الموضوعة لأهله، أو الرياضة المترسمة لها. بل لابد من شيخ يبين للمريد السالك دلائل الطريق، ويصلح أخلاقه، ويجود تهذيبه.
وتشترط التربية الصوفية في الشيخ أن يكون عالما ورعا زاهدا عارفا بالله دائم الذكر. وعلاماته الورع والإنصاف والتواضع ومداواة نفسه قبل غيره.

- ص -
صباغة
(قال الشيخ سيدي عبد الوارث لمريده أحمد اللوزي الأندلسي: خفت أن تسقط بيد مبطل يصبغك صبغة لاتكاد تجد من يخرجك منها، ولو علمت أنك تقع على المحقين لقلت لك ابسط لهم خدك. قلت وهذه فائدة جليلة، وهو مراد الشيوخ من العلماء وأهل الطريقة، لكونهم لايريدون تلميذهم يتتلمذ لغيرهم، ممن لم يتحققوا صحة حاله، وقيامه بما تصدر له، وهو الغالب في زماننا، رزقنا الله سلامته).
صبيان الحجر
أو الحجرية: وهم الصبيان الذين يخضعون للتربية العسكرية في النظام التعليمي التربوي الفاطمي بمصر، إبان حكم الفاطميين لها.
صناعة
الصنعة: حسن القيام، وهي العلم المتعلق بكيفية العمل، لا يقصد باللفظ الأعمال اليدوية وحدها، كالخياطة وغيرها، بل يقصد بها أيضا الأعمال الفكرية، فيقولون (صناعة الفلسفة) (صناعة الطب) و(صناعة الشعر).
في كشاف اصطلاحات الفنون: هي ملكة يقتدر بها على استعمال موضوعات ما نحو غرض من الأغراض، صادرا عن البصيرة بحسب الإمكان. والمراد بالموضوعات الآلات التي يتصرف بها، سواء كانت خارجية كما في الخياطة أو ذهنية كما في الاستدلال.
وقال ابن خلدون هي (ملكة في أمر عملي فكري، وبكونه عمليا هو جسماني محسوس).

- ض -
ضرب
الضرب هو العقاب البدني، وأساسه إلحاق الأذى والألم البدني بالصبي، رغبة في منعه من عمل أو دفعه إليه.
والقاعدة المتفق عليها في التربية الإسلامية، أن تكون العلاقة مع الصبيان قائمة على الرفق والرحمة. وحدد الفقهاء جملة شروط وقواعد للحد من ضرب الصبيان حماية لهم من كل ضرر وحيف.
قسم المربون الضرب إلى نوعين:
-ضرب جائز على مصالح الصبي: حدد الفقهاء هذه المصالح وقالوا أن لاضمان على المعلم إذا ضرب الصبي عليها وألحق به ضررا.
-ضرب غير جائز: وهو كل ضرب لم يكن في مصلحة الصبي، وهو ممنوع ويجب فيه الضمان على المعلم إذا تأذى منه الصبي.
كما حددوا أداة الضرب، وجعلوها سوطا رطبا لينا عريضا، فالمقصود هو إيلام الصبي وليس تعذيبه، كما حددوا المواقع التي يجوز فيها الضرب، وعدد الأسواط الجائزة.
ضمان
الضمان هو الكفالة، وما يلزم المعلم أداؤه من ماله على سبيل الغرامة لضرر ألحقه بالصبي من غير جناية.
أثار العقاب البدني مشكل الضمان، فضرب الصبيان يترتب عليه أحيانا أذى بدني وضرر أو تلف بعض أعضائه، فهل يجوز تغريم المعلم وإجباره على أداء الضمان لأهل الصبي.
قال الكاساني (لاضمان على المعلم إذا أدى تأديبه للصبي إلى تلف بعض أعضائه، لأن التضمين سد لباب التعليم وبالناس إليه حاجة).
بينما وقف الفقهاء المغاربة موقفا مخالفا، فرأوا أنه إذا تولد في الصبي ضرر عن ضرب جائز فلا ضمان فيه، وعن ممنوع ففيه الضمان.

- ط -
طالب
هو من شرع في طلب العلم. وعرفه ابن الطالب بأنه ليس من يقتصر على دراسة القرآن وحده، وإنما من له شروع في تعلم العلـم والتـردد بين أهله.
وصنف الحسن البصري طلاب العلوم حسب أهدافهم وطريقتهم.
1) فئة تدرس قصد تعلم طريقة الجدل والمناظرة.
2) فئة تدرس لتغامر مع المخادعين والمتملقين.
3) فئة التفقه والعقل وهي الأهدى والأتقى والأصلح.
نجد في كتب الرحلات والتراجم والفهارس والبرامج أحاديث عن ظروف حياة الطلبة التي كانت تختلف باختلاف العصور والأماكن. وهم على العموم كانوا يحظون بعطف وعناية العلماء والأمراء، وكان نقباء الطلبة يحظون بمكانة بارزة لدى الحكام.
كما تذكر كتب التربية آداب الطالب مع نفسه ودرسه وشيخه، استنادا إلى أحكام الشرع ومقتضيات العرف السائد.
طبع
قال الأزهري ويجمع طبع الإنسان طباعا. وهو ما طبع عليه من طباع الإنسان في مأكله ومشربه، وسهولة أخلاقه وحزونتها، وعسرها ويسرها، وشدته ورخاوته، وبخله وسخائه.
وطبع الله على الأمر يطبعه طبعا فطره. وطبع الله الخلق على الطبائع التي خلقها فأنشأهم عليها، وهي خلائقهم وجبلتهم التي خلقوا عليها. والطباع ما ركب في الإنسان من جميع الأخلاق التي لا يكاد يزاولها من الخير والشر.
عرف العرب لفظ الطبع قديما وبينوا أهميته في رسم معالم شخصية الإنسان وتحديد اختياراته من الصنائع والعلوم والأدوار الاجتماعية.
طريقة تقرير
إحدى طرق التعليم، يكون الانطلاق من نص ثم يتبع شرح المدرس وتفريعاته وتفصيلاته. أو يتناول سلسلة من الموضوعات، يعالجها من غير رجوع إلى مؤلف مكتوب.
لكن الجانب الأول من التقرير كان أغلب بأقطار المغرب، وإن لم تخل منه حلقات المشرق، واتسع نطـاق التقرير خصوصا منذ القرن الثالث ثم القرون اللاحقة مع انتشار الكتب واستنساخها، لتمكيـن الدارسيـن من تمتيـن دراستهـم المسموعـة.
طلبة
جمع طالب وينطق بها في المغرب بتسكين الطاء واللام.
أطلق هذا اللفظ على جماعة من الناس كانوا يجلسون حول أبي الحسن المريني يجري عليهم ديوانه، يقرأون حزبا من القرآن، ويذكرون شيئا من الحديث النبوي قبل الصبح، فإذا صلى الأمير الصبح خرج للسفر.
- ظ -
ظئــر
الظئر بالكسر، العاطفة على ولد غيرها، المرضعة له في الناس وغيرهم، للذكر والأنثى. يقول ابن سينا أن من حق الولد على والديه إحسان تسميته، ثم اختيار ظئره، كي لاتكون حمقاء ولاورهاء، ولاذات عاهة فإن اللبن يعدي كما قيل.

- ع -
عادة
جمعها عادات وعوائد، وهي الأفعال التي تصبح تلقائية نتيجة للتكرار الطويل، وتدخل في جميع أنواع النشاط، سواء الخارجي مثل الحركة والداخلي مثل الأفعال الذهنية التلقائية.
قال ابن خلدون (الإنسان ابن عوائده)، أي ثمرة تربيته: في وسطه الطبيعي والاجتماعي (لا ابن طبيعته ومزاجه).
والعادة التي يكتسبها الإنسان بالتربية هي عند المسلمين (طبع ثان) يساند الطبع السيكولوجي الموروث.
عرض
هي القراءة على الشيخ: يسميها أكثر المحدثين (العرض)، ويسميها بعضهم (عرض القراءة) لأن الطالب يعرض على العالم ما يقرأه، كما يعرض القرآن على المقرئ، وهي أن يقرأ واحد على الشيخ إما من حفظه أو من كتاب مقابل مصحح، والشيخ يصغي إليه معتمدا على حفظه أو على أصله، أو نسخة مقابلة، وقد يكون المقابل غير الشيخ ممن يوثق به كالعريف أو المعيد.
عــرف
العرف مجموعة من التقاليد والعادات المتعارف عليها لدى جماعة، والمتوارثة من جيل إلى جيل، تقوم بتوجيه تصرفات الإنسان الظاهرة، وتنظم طريقة حياة الناس في مجال أو آخر.
والعرف أحد مصادر التشريع يقود إليه المشرع والمفتي عند الحكم في الأمور والقضايا العارضة، والمشاكل التي تعترض العملية التعليمية. فالأمور التي جرى بها العرف، تعتبر صحيحة، ما لم يرد دليل شرعي يحرمها.
ويورد المغراوي أمثله كثيرة عن العرف الذي جرى به العمل في التعليم، في صفحات متعددة من كتابه جامع جوامع الاختصار، وكذلك الهيثمي في تحرير المقال.
عريف
القيم بأمر القوم الذي عرف بذلك وشهر، من يعرف أصحابه. وهو في الأصل وظيفة القيم بأمر الجماعة من الناس، يلي أمورهم، ويتعرف الأمير منه أحوالهم، والعرافة عمله.
أما في النظام التربوي، فالعريف هو التلميذ الحاذق والمتفوق، الذي يختاره المعلم ليساعده على تعليم التلاميذ، وينوب عنه في غيابه، ويكون هذا التلميذ قد (ختم وعرف القرآن وهو مستغن عن التعليم).
والعريف في المكاتب الخصوصية، يعينه المعلم من بين التلاميذ، ويقوم بوظيفته مجانا. أما في مكاتب السبيل، التي تستفيد من الوقف، فإن الواقف أو الناظر هو الذي يعين العريف الذي يقوم بوظيفته نظير مرتب يعينه الواقف، كما يحدد أعماله والشروط الواجب توافرها فيه.
عسيب
هو جريد النخل، الأصل العريض من جريدة النخلة، وكان المسلمون يكتبون عليه بعض القرآن والحديث الشريف. قال ابن الجوزي (رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزلت عليه الآية دعا بالكاتب فأثبتها، وكانوا يكتبونها في العسيب والحجارة وعظم الكتف).
عطلــة
ترد في كتب التراث التربوي تحت أسماء مختلفة أهمها: تخلية وبطالة وتسريح وعواشر في المغرب.
وقد اتفق المربون المسلمون على أهمية العطلة الأسبوعية، في تجديد نشاط المتعلمين وزيادة حيويتهم وفاعليتهم، إلا أنهم اختلفوا في تحديد اليوم المناسب لتعطيل الدراسة. وجرت العادة على عدم إفراد يوم الجمعة، ويلحق غالبا بيوم الخميس أو السبت، وأحيانا الثلاثاء.
علـــم
كلمة علم تفيد المعرفة، وقد تخصصت في الثقافة الإسلامية بعد ذلك بالمعرفة المنظمة في أي ميدان من الميادين، فيشمل جميع أنواع المعارف الإنسانية، مهما يكن مصدرها، سواء أكان العقل كالرياضيات والمنطق، أو كان الحس والتجربة بالإضافة إلى العقل كالطب والكيمياء والفلك، أم كان الذوق والخيال والعاطفة كالأدب، أو النقل والسماع جيلا بعد جيل كاللغة، أم الوحي والنبوة والنقل عن مصدر الوحي كعلوم الدين من العقيدة إلى التفسير والحديث والفقه.
وفي الثقافة التقليدية كان مفهوم العلم يطلق على العلوم الدينية فقط، والعالم هو المتبحر في العلوم الدينية، وذلك لارتباط العلم بالدين في الفكر الإسلامي وثقافته.
عمــل
العمل في الإسلام هو الدليل على صدق الإيمان، ففي تفسير قول الله عز وجل {لكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وما كنتم تدرسون} قال الأصمعي والإسماعيلي: الرباني نسبة إلى الرب، أي الذي يقصد ما أمره الرب بقصده بالعلم والعمل. وقال ثعلب قيل للعلماء ربانيون لأنهم يربون العلم أي يقومون به.
والارتباط بين العلم والعمل في الاسلام راجع إلى كون المسلم مأمور بتطبيق التعاليم الدينية في حياته، في عباداته ومعاملاته، وقد حرم الله بصريح العبارة القرآنية عدم العمل بالعلم. قال ابن الخطيب البغدادي (إن العمل ثمرة العلم وهومتولد عنه، ولا يراد العلم إلا للعمل، فلولا العمل لم يطلب علم، وهو سببه وخادم له في آن واحد).

- ف -
فطـــرة
من فطره يفطره بالضم فطرا أي خلقه. الفطرة ما فطر عليه الخلق من المعرفة به. وقال أبو الهيثم الفطرة الخلقة التي يخلق المولود عليها. قال وقوله تعالى الذي فطرنى فانه سيهديني أي خلقني.
وفي الحديث كل مولود يولد على الفطرة.
فكرة الفطرة كما وردت في الحديث الشريف، فكرة أصيلة في الإسلام، تستحضرها جل الكتابات التربوية الفقهية خاصة، عند الكلام في انبناء وتشكل شخصية الطفل. وطرح مفهوم الفطرة حقيقتين اثنتين على جانب كبير من الأهمية في تربية الأطفال وهما:
-استقلالية الإنسان الفرد بفطرته عن المجتمع الذي يولد فيه.
-أثر المجتمع في نشأة الفرد
لهذا أولى الفقهاء المربون أهمية كبيرة لموضوع الفطرة، وحرصوا على حمايتها مما في البيئة عناصر وعوامل يمكن أن تلحق بها ضررا.
فلقـــة
أو الفلكة، وهو الأداة من الخشب التي فيها خروق، كل خرق على قدر سعة الساق، يدخل فيها أرجل التلميذ المستحق للعقاب، الذي يستلقي على الارض ليتلقى الضربات على بطن قدمه.
أحيانا كان المعلم يأمر التلاميذ بتوفيرها، فقال ابن سحنون على المعلم أن يكسب الدرة والفلقة وليس على الصبيان ذلك. أما ابن الحاج العبدري فيقول بأنه لا يليق بمعلم القرآن وحامله أن يمتلكهما.
فــــن
لم تكن كلمة فن تعني قديما ما تعنيه اليوم. لأن مفهومها اليوم تحدد وأصبح مقصورا على عناصر لا تدخل في نطاق ما يسمى اليوم علماء في حين أنها كانت تشمل الكثير من معطيات العلم.
كانت الكلمة إذن تعني العلم عموما، فنقرأ مثلا (دولة في الفنون العلمية) أو (ألف في فن) وأيضا (يطلب من كل فن نصيبا كافيا) وأيضا (لا يمكن الطالب من الاشتغال في فنين أو أكثر إذا لم يضبطهما).
فهرس
كلمة فارسية معربة، ولعل أقرب الصيغ إلى الأصل (فهرست) بكسر الفاء والراء وسكون الهاء والسين والتاء. ذلك ما نجده عند ابن النديم وغيره.
إجازة يذكر فيها المؤلف شيوخه وما قرأ عليهم من كتب، وأسانيدهم في تلك الكتب مروية عن شيوخهم. يتسلسل إلى مؤلفي الكتب أو واضعي العلوم وأئمة المذاهب. يطلق الاندلسيون على الفهرس اسم البرنامج أو المعجم أو الثبت ويسميه الشرقيون المشيخة.

- ق -
قراءة
1) القراءة بمعنى العرض، وهي من طرق تحمل الحديث وأدائه، تأتي بعد السماع عند الجمهور. وعدها بعض العلماء بمنزلة السماع، وفضل آخرون القراءة على السماع.
قال ابن الصلاح: إن أكثر المحدثين يسمون القراءة على الشيخ عرضا، من حيث أن القارئ يعرض على الشيخ ما يقرأه، كما يعرض القرآن على المقرئ.
وتتحقق القراءة سواء كان الطالب القارئ، أو قرأ غيره وهو يسمع، أو قرأ من كتاب أو من حفظه، أو كان الشيخ يحفظ ما يقرأ الطالب عليه، أو لا يحفظه، لكن يمسك أصله هو أو ثقة غيره. وبعد تمام القراءة يجوز للطالب أن يروي الكتاب أو الكتب التي تمت قراءتها على الشيخ المدرس.
2) القراءة بمعنى التلاوة: ومنها تقرّأ بمعنى تفقّه ومنها الإقراء والقرآن.
وهذه الكلمة من الألفاظ الأكثر شيوعا في المدونات والكتب التربوية، ويقصد بها في أغلب الأحيان تلاوة القرآن الكريم. من أنواع هذه القراءة.
-قراءة الظاهر: وهي استظهار القرآن من حفظه عن ظهر قلب، دون النظر إلى اللوح أو المصحف. وهي عادة المغاربة في إقراء القرآن وتحذيق الصبيان.
-قراءة الناظر: وهو ما جرت به العادة في الأندلس، فتعتمد على القراءة في اللوح الذي يتجدد محوه وكتبه كل يوم. ويستعاض اللوح بالمصحف أحيانا فيقرأ فيه الصبي.
قرين السوء
القرين من الاقتران والمصاحبة. والسوء يعني القبح والفجور والمنكر والفساد. ومنه قول الجاحظ (لا أعلم في جميع الأرض شيئا أجلب لجميع المفاسد من قرناء السوء).
تكلم المربون المسلمون جميعهم عن أهمية المخالطة الاجتماعية في تكوين شخصية الصبي وتشكيل سلوكه وأخلاقه. لهذا نبهوا إلى خطورة مخالطة الصبي لمن لا خلاق لهم، لما في ذلك من التأثر بأخلاقهم وتأثر بطباعهم، فطالبوا بعزل الصبي عن هؤلاء الذين لقبوهم بقرناء السوء.
قــــط
جمعه قطوط، في الأصل الجلد الذي يكتب عليه، ويطلق على ما قط من الكاغد والرق ونحوه. قال ابن عبيدة والكسائي: القط الكتاب بالجوائز.
قلـــم
القلم آلة الكتابة، ورد ذكره في القرآن الكريم في عدة سور. كما تحدث عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم مبينا أهميته. وقد حظي القلم بقدسية خاصة في التاريخ الإسلامي والثقافة الشعبية. فمنذ أن خلق الله الإنسان وعلمه بالقلم، والناس يستعملون القلم في أغراض تعليمية وتوثيقية وإعلامية.
ولعل هذه المكانة الخاصة التي حظي بها القلم في الإسلام، هي الدافع لتطوير الخط العربي وتجويده والعناية به، وبصناعة الأقلام وبرايتها وإعدادها. وقد خص أكثر الفقهاء والمربين القلم بفصول من مؤلفاتهم، يصفونه ويذكرون كيفية استعماله، والشروط التي تحدد جودته وهي أمور مهمة تؤثر على نوعية الخط والكتابة وعلى تداول وانتشار العلم.
كاغـــد
هو ورق الكتابة. وكانت الكتابة في العصور الإسلامية الأولى على الرق. فلطول بقائه أجمع الناس على كتابة النصوص عليه، وخاصة القرآن الكريم. وبقي الناس على ذلك إلى أن ولى الرشيد الخلافة، وقد كثر الورق وفشا عمله بين الناس، فأمر ألا يكتب الناس إلا على الكاغد، لأن الرق وغيره يقبل المحو والإعادة، فيسهل التزوير وتحريف النصوص، بخلاف الكاغد فإنه يسرع اليه الفساد عند كشطه.
كتــــاب
يعتبر الكتاب من أهم وسائل التعلم، واكتساب المعرفة، لذلك حظيت الكتب التعليمية باهتمام العلماء والمربين، فاجتهدوا في تصنيف كتب تستجيب لحاجات طلاب العلوم، وراعوا في تصنيفها مستوياتهم العقلية واللغوية.
وذكر العلماء أن للكتابة سبعة أغراض وحددوها في ما يلي:
(شيء لم يسبق إليه فيؤلف أو شيء ألف ناقصا فيكمل أو خطأ فيصحح أو مشكل فيشرح أو مطول فيختصر أو مفترق فيجمع أومنثور فيرتب).
وإذا عبر بعض العلماء عن اهتمامهم وتقديرهم للكتاب واحتفائهم به فإن الفقيه الأبلي يرفض الكتب جملة وتفصيلا، بدعوى أنها تعلم الكسل وتقطع سلسلة الاتصال والتلقي. وتنافس وسائل التعلم الأخرى كالرحلة.
كتب رقائق
أطلق هذا الاسم على بعض الكتب التي فيها ذكر الله وثوابه وعقابه، ونعيم الجنة وحساب يوم الآخرة وفناء الدنيا وبقاء الآخرة، مما يرقق قلب الإنسان خشوعا لله،وشفقة من عذابه ورجاء في مغفرته.
أوصى ابن جماعة المتعلمين بقراءة هذه الكتب لما فيها من أثر تربوي في نفس القارئ، بتطهيره من الصفات الخبيثة والأخلاق الرذيلة.
كراســـة
بمعنى الجزء أو السفر، وتطلق على الدفتر والكتيب المحتوي على عدد صغير من الملازم أو مجموعة أوراق.
في العصر السعدي أطلق اللفظ على نصوص منثورة ومنظومة تتعلق بكيفية رسم القرآن وضبطه، ومبادئ الدين واللغة.
كرســي
هو منصب التدريس، وكراسي القرويين هي مناصب لتدريس علوم أو كتب معينة، يجري عليها راتب من ريع أوقاف محبسة عليها.
ظهرت هذه الكراسي في العصر المريني، عند ازدهار الفكر والثقافة واتساع مجالات العلوم. وكان مبدأ ظهورها بجامع القرويين، للاستعانة بها على تلقين الطلبة العلم، خاصة عندما يكثر عددهم. بعد تأسيسها بجامع القرويين، انتشرت هذه الكراسي بسائر جوامـع فاس ثم المـدن المغربيـة الأخرى.
كرسي الكتب
مسند من خشب يوضع عليه الكتاب، يتخذ لحماية الكتاب من التمزق خلال المطالعة أو النسخ منه.
عند غياب كرسي الكتب ينصح بوضع الكتاب بين كتابين.
كســل
التثاقل عن الشيء والفتور فيه، وهي حالة ذهنية ونفسية، تعرقل نشاط الفكر ونشاط الإرادة، تتعدد أسباب هذه الحالة وتتنوع.
ذكر المربون المسلمون الكسل، كأحد الموانع التي تحول دون تعلم التلميذ، أو دون تحقيق النجاح، لكن اعتبروه عاملا ذاتيا يقتصر على التلميذ، ولم ينتبهوا إلى العوامل الأخرى المرتبطة بالمعلم أو الطريقة أو المادة. لكن المربين حرصوا دوما في كتاباتهم على نصح المتعلم بالاجتهاد وعدم التقصير، وباتخاذ الشريك المجتهد وعدم الارتباط بصداقة مع الكسول، تفاديا لكل تأثر بسلوكه وكسله.
كــــلام
هو النطـق، العملية التي يتم بواسطتها تبادل الأفكار بين الناس، بطريقة تعتمد على السمع، ووسيلـة الكـلام الفـم ولواحقه من لسان وحنجرة.
لم يعن المربون العرب بكلام الأطفال عنايتهم بالأمور الأخرى، ويندر أن نقرأ لهم إشارات إلى هذا الموضوع، ويغلب على الظن أن سبب ذلك، هو أن الطفل يدخل المؤسسات التربوية، ويشرع في التعلم في عمر متقدم، بعد أن يكون قد أتقن الكلام.
أما الأطباء العرب فقد خلفوا مباحث في كلام الصبـي، ضمنوهـا مؤلفاتهم التي تطرقوا فيها إلى نمو الصبيان، ومشاكله. فأوصوا بالعناية بكلام الصبي خلال فترة تعلمه النطق.
كنـــاش
لفظ كناش أو كناشة، هو اصطلاح يكاد يكون خاصا بالمغاربة، ويعني الدفتر الذي يسجل فيه الفقيه أو العالم ما قرأه على شيوخه وشيوخ شيوخه. فهو شبيه بالفهرست والبرنامج.
كيمياء السعادة
مصطلح استعمله الفلاسفة خاصة، يعني تهذيب النفس باجتناب الرذائل وتزكيتها باكتساب الفضائل وتحليتها بها.
- ل -
لا لا
هو مربي أولاد الأمراء والوزراء والكبار بالشام. وهذا اللفظ غير عربي، استعمله السراج الوراق في قوله:
تربية الخدم هذا شك فلا يخرج عن لا لا
لحـــن
عند القراءة هو التطويل في القرآن فيما يقصر والقصر فيما يطال. وقد جاء في كتب التربية النهي عن تعليم القرآن باللحن، لأن ذلك يؤدي إلى الغناء وهو مكروه.
لعـــب
عرفه الجرجاني بأنه فعل الصبيان يعقبه التعب من غير فائدة. لم يغفل المربون المسلمون عن أهمية اللعب الترويحية، ودوره في تجديد نشاط التلاميذ، وتجديد رغبتهم في التعلم.
واللعب أنواع منه المحرم ومنه المباح، منه الضار ومنه المفيد. وقد أوصى الشيزري المعلمين بمنع الصبيان من اللعب المكروه، الذي يؤدي إلى مخالفة الشرع، مثل اللعب بالنردشير وسائر ألعاب الرقع والطاولة الفارسية.
أما اللعب الذي يفيد، ويعين على التعلم، فلا ضرر منه، بل ولا غنى عنه. يقول الغزالي (إن منع الصبي من اللعب وإرهاقه دائما يميت قلبه ويبطل ذكاءه وينغص عليه العيش).
ويرى العبدري أنه (ينبغي أن يؤذن للصبي بعد الفراغ من المكتب أن يلعب لعبا جميلا ويستريح إليه من تعب الأدب بحيث لا يتعب في اللعب).
لـــوح
صحيفة من خشب مصقول أوعظم، تكتب عليها النصوص. وقد حظي اللوح التعليمي في تاريخ التربية بقدسية خاصة، فكان يعنى بتزويقه عند إتمام حفظ الطفل لجزء من القرآن، وأحيانا في الأوقات العصيبة والأزمات السياسية، كان يحمله صبيان المكاتب على رؤوسهم ويذهبون عند السلاطين لغرض التشفع لديهم لأهل بلدهم.
كما أن بعض المدرسين كان يستعمل لوحا أبيض بين يديه، لشرح الأشكال والصور المنطقية، فحذق عليه تلاميذه هذه العلوم ونشروها بنفس الطريقة في أنحاء المغرب.
مارستان
كلمة فارسية معربة.
وهي مؤسسة صحية تبنى أساسا لعلاج المرضى وإيوائهم، تلحق به مساجد ومدارس.
تنظم به دروس في الطب نظرية وتطبيقية. فكانت تحوي قاعات خاصة للبحث والدراسة، وإلقاء المحاضرات والمداولة في أمور الصحة والعلاج.
مـــؤدب
أطلق لقب مؤدب على معلمي أولاد الملوك والأمراء. قال الجاحظ. وقالوا اسم المؤدب من الأدب، والأدب إما خلق وإما رواية، وقد أطلقوا له اسم المؤدب على العموم.
فالمؤدب هو الذي عهد إليه بتربية الأمراء وتعليمهم. (ويستدل من نصائح الملوك للمؤدبين إنهم ما قلدوهم أمور أبنائهم، إلا بعدما ارتفع إليهم في الخبر حالهم في الأدب، وبعد أن كشفهم الامتحان، وقاموا على الخلاص)، وهكذاكانوا يختارون المؤدب بعد أن يستقصوا أخباره، ويستفسروا عنه معارفه، ثم يختبر وإذا وقع عليه الاختيار وحظي بالقبول، فإنه يحظى بالاحترام والإجلال، ويحيطه لقب المؤدب بإهاب من العظمة.
متعلــم
تعني هذه الكلمة الناشئ الذي يذهب إلى مؤسسة تعليمية أو لزيارة عالم قصد التعلم والتفقه، أو الذي يزوره المؤدب في البيت، كحال الأمراء وأولاد الأعيان، كما تطلق على كل راغب في اكتساب المعرفة والاستزادة من العلم، ولو عن طريق آخر دون الارتباط بمؤسسة أو عالم.
متــــن
المتون أو المنظومات العلمية: هي نصوص منظومة في الغالب، متعلقة بعلوم الآلة والفقه، تختصر قواعد ومبادئ العلوم والفنون، أو تحصر بعض مصطلحاتها الأساسية.
جرى التقليد التربوي على أن يدرسها التلاميذ بعد حفظ القرآن الكريم. فكانت تحفظ في مجموع المغرب والبلاد الإسلامية.
بعض المنظومات تنسب إلى القرن الأول، لكن الاتجاه إلى نظم المتون عرف انتشارا ونموا متزايدا في القرن السابع خاصة، من أشهر المتون الاجرومية والألفية والمرشد المعين والمقنع ومثلث قطرب ومختصر الشيخ خليل.
وأكثر المتون لها أكثر من شرح.
مجلــــة
يقول ابن دريد في اشتقاق المجلة (الصحيفة يكتب فيها شيء من الحكمة) وقال الجرجاني هي الصحيفة يكون فيها العلم. وقال أبو عبيدة كل كتاب عند العرب مجلة.
مجاهدة
في اللغة المحاربة. وفي الشرع محاربة النفس الأمارة بالسوء، بتحميلها ما يشق عليها بما هو مطلوب في الشرع.
وهو من مصطلحات التربية الصوفة. ألف فيه الصومعي التادلي كتابا سماه (بداية المريد في الجد والمجاهدة).
مجلـــس
مكان القعود لسماع حديث أو حضور درس أو إملاء. وهو أكبر من الحلقة، بحيث لا يستطيع الناس التحلق حول المحدث المعلم. فيجلسون حيث انتهى بهم المجلس.
وقد جرت العادة في مجالس التدريس بجلوس المتميزين قبالة وجه المدرس، والمبجلين من معيد أو زائر عن يمينه ويساره.
مجلس الدعوة
مجالس لتعليم ونشر المذهب الفاطمي الاسماعيلي الشيعي، يشرف عليها داعي الدعاة الفاطمي ونوابه في الأقاليم المصرية، ولا تقتصر على المتشيعين وحدهم، بل لسائر الناس، كانت المجالس للرجال والنساء على السواء، كما تعددت مجالس الدعوة لكل الفئات، فكان لأولياء الدولة مجلس، وللخاصة وشيوخ الدولة مجلس، ولمن يختص بالقصور من الخدم مجلس، ولعوام الناس وللطارئين على البلد مجلس.
كما كانت الدعوة الفاطمية تقرأ في مكانين محددين في القصر: واحد للرجال، يعقد في القاعة الكبيرة ذات الأعمدة (الإيوان). والثاني للنساء، في مجلس الداعي المسمى المحول، وهو أعظم المباني وأوسعها. وكان التعليم الديني في القصر يتم في حلقات حول داعي الدعاة أو نوابه. ويتمحور التعليم في هذه الحلقات حول التعريف بالعقيدة الفاطمية، وأحقية الإمامة الفاطمية وتسلسلها.
محبـــــرة
جمعها محابر: أوعية صغيرة يحمل فيها طالب العلم الحبر الذي يحتاجه للكتابة، وهي أخف من الدواة. وقد عرفت حلقات الدرس هذه المحابر منذ شيوع الكتابة وانتشار مؤسسات التعليم.
وقد أوصى المربون طلاب العلم باستحضار المحبرة دوما، وخاصـة خــلال حضـور مجالس العلم، حتـى لا يضيع منه ما يسمعــه مـن حديث أو علـم.
محتسب
القائم بالحسبة، والحسبة لغة الأجر والثواب، مأخوذة من الاحتساب على طلب الأجر. ومن معانيها الأخرى التدبير والنظر. واصطلاحا تعني القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح بين الناس.
والقائم بالحسبة هو الموظف الديني يتولى مهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحمله الناس على الالتزام بصحة المعاملات فيما بينهم لتبني الروابط الاجتماعية بين الأفراد على أسس سليمة، مطابقة لما جاءت به الشريعة الإسلامية.
ففي عهد الدولة الفاطمية كان المحتسب من كبار الموظفين الدينيين، يعهد إليه بمسؤولية الإشراف على التعليم، وله نواب في سائر أعمال الدولة يمثلونه، فكان يراقب المعلمين، وينذر الذين يتجــاوزون في ضربهــم للصبيــان الحدود المعقولة.
وكان يكلف المحتسب بالعناية بأمر تعليم المسلمين، حتى لا يلقنوا ما يضر بالمجتمع الإسلامي، ولا مايسيء لسمعته أو وحدته.
محـــرس
تجمع على محارس، وهو مكان مخصص لطلاب العلم الغرباء، يضمن لهم الإقامة الآمنة والإعانة المالية، فضلا عن مكان التعلم والمدرس.
محضــرة
تجمع على محاضر، وهو في الأصل رباط لنشر الثقافة الدينية، وتعليم الناس أمور الدين وتعود البذرة الأولى لنشأة المحاضر في الصحراء إلى عهد المرابطين. حيث أسس عبد الله بين ياسين، في جملة ما أسس رباطا على بعد 60 كلم من نواكشوط الحالية.
ويطلق اللفظ أيضا على المكتب (الكتاب).
مختصرات
هي الكتب التي تختصر أمهات الكتب، أي الأصول، وتختصر لتيسير حفظها على طالب العلم بالخصوص.
فعندما تنوعت العلوم، وتكاثرت الكتب، خصوصا الكبيرة التي يتعذر استيعابها على ذاكرة الطلاب، فشت ظاهرة الاختصار.
وأهم ما أخذ على هذه المختصرات، عدم استيفائها للأفكار والأحكام التي تضمنتها المؤلفات الأصلية.
كما أن المختصرات ينسب ما فيها إلى الأصل، مع أن الواضع ليس واحدا، وإن كان قليل من المؤلفين يضعون مصنفا ثم تلخصيا له على حدة.
مدبر الصبي
مدبر الصبي: هو الذي يتولى أمور الصبي بالتربية أو التعليم. استعمل اللفظ ابن سينا في رسالة السياسة.
مدرر
جمعه مدررون، ولعله مشتق من الدرة التي تستعمل لضرب التلاميذ، هو صاحب (المسيد) أو معلم الكتاب بالمغرب، ويسمى (المكتب) بالأندلس.
مـــدح
مدح: أحسن الثناء على الشخص، والمدح نوع من الإثابة والتعزيز الإيجابي لسلوك قصد تكراره.
فإذا كان العقاب مطلوبا للحد من تكرار السلوك السلبي، فإن المدح مطلوب أيضا لتشجيع الصبي على تكرار السلوك المطلوب، وهو التعلم والخلق الحسن. فمن الأطفال (من إذا مدح تعلم علما كثيرا) لهذا يجب أن يمدح (إذا ظهر شيء جميل منه) بهذا يوصي كل المربين المسلمين.
ويوضح ابن جماعة أن أثر المدح لا يقتصر على الصبي المجد الممدوح، بل يتعداه إلى زملائه الآخرين ويحفزهم على الاجتهاد حتى ينالوا المدح والثناء الذي ناله صديقهم (فالمدح يبعثه وإياهم على الاجتهاد).
مدرس
في اللسان المدرس الكثير الدرس، المجرب.
المدرس هو الفقيه المسؤول عن تدريس العلوم الفقهية وما يتصل بها من أصول وتفسير.
مدرسة
المدرسة مكان الدرس، مكان تلقي العلوم ونشرها.
تجمع الدراسات التي صدرت عن المدرسة على أنها وجدت بدافع من الاتجاه السني، الراغب في مقاومة الاتجاه الفاطمي الشيعي الذي كان يدعو له جامع الأزهر بالقاهرة.
لكن هذا القول يصدق على نشأة المدارس النظامية، التي حامت حولها أكثر الدراسات. هذه المدارس التي أنشأها الوزير نظام الملك، وافتتحها الخليفة العباسي القائم بأمر الله عام 1048م، وقد قام الوزير نظام الملك نفسه بالتدريس فيها واختيار المدرسين. غير أن اكتشاف مواد جديدة في المصادر، وخاصة في كتب الطبقات، أمدتنا بمعلومات جديدة تصحح نتائج الدراسات السابقة. وتشير هذه المصادر إلى وجود مدارس كثيرة خاصة في منطقة خراسان وما وراء النهر، وجدت هذه المدارس قبل نشأة المدارس النظامية.
ويعتبر نظام الملك أول من جعل إنشاء المدرسة ورعاية المتعلمين بها من عمل الدولة، ثم أصبح بعده تقليدا انتقل إلى كافة الدول الإسلامية.
وميزة المدارس النظامية، أنها كانت تجمع العلوم كلها، فعنيت بدراسة علوم القرآن والسنة والمذاهب الفقهيةوعلوم العربية، والرياضيات والفرائض ومنافع الحيوانات وعلم الطب، وكان يلحق بكل مدرسة مسجد صغير لإقامة الصلوات.
مدونـــة
اشتهرت المدونة ككتاب تعليمي، يدرس ويحفظ في مختلف المدارس بالمغرب العربي، رغم أنها لم يصنفها مؤلفها لطلبة المدارس، بل كتبها لضبط وجمع مسائل الفقه المالكي، فلاقت قبولا وذيوعا بين طلبة العلم.
ونظرا لأهمية المدونة ككتاب تعليمي وديني، فقد حظيت باهتمام الفقهاء، فشرحوها واختصروها وذيلوها، بتعليقاتهم وإضافاتهم.
مرتـــب
هو الذي يستفيد من راتب (اجراء) قار.
يشترط في المرتب أن يكون متفرغا لطلب العلم، مجتهدا غير متهاون.
مريـــد
يطلق هذا اللفظ على التلميذ في التربية الصوفية، قال الجرجاني المريد عند الصوفية هو المتجرد عن الإرادة، وقاله ابن عربي في اصطلاح الصوفية. آداب المريد مع شيخه لاتختلف كثيرا عن آداب المتعلم مع معلمه، غير أنه في علاقة المريد مع الشيخ تطغى العلاقة الروحية والطاعة الدائمة العمياء، وصحة الاعتقاد في الشيخ، وقبول كلامه بالإيمان والتسليم، وإذا تحقق ذلك فإن المريد يساوي شيخه في العلم وما يبقى للشيخ إلا مقام الإفاضة عليه من علومه لاغير.
مزوار الطلبة
كلمة باللهجة الأمازيغية المغربية، تعني الإبن البكر. وقد استعملت اللفظة في دواوين الدولة المرينية، بمعنى الصدر الرئيس والمقدم، ثم استقر تداولها واستعمالها لتدل على رئيس جماعة أو طائفة.
مسألة
جمعها مسائل: موضوع السؤال.
هي المطالب التي يبرهن عليها في العلم ويكون الغرض من طرحها معرفتها أو اختبار الطالب.
مسبِّــع
مسبِّع (بكسر الباء المشددة) هو الطالب الذي يحفظ القرآن بالقراءات السبع.
ويذكر عن الأستاذ الصغير أنه ختم عليه ثلاث مائة مسبع أي قرأوا عليه القرآن بالقراءات السبع.
مستدعى
هو طالب العلم الذي استدعاه العالم لتدريسه، بعدما توسم فيه جودة الذكاء وقوة الخاطر وتفتح الذهن، ليقوم بتعليمه.
مستناب
هوالمدرس الذي يقوم بوظيفة التدريس، في مدرسة أو مسجد ما، نيابة عن مدرس آخر اضطرته ظروفه للتغيب.
ويكون انتصاب المستناب للتدريس مؤقتا، حتى يعود المستنيب أو يقره الحاكم أو ناظر الوقف في وظيفته بدل المتغيب. وقد أثير حول مشروعية تصرف المستنيب، في الأجرة المرتبة على التدريس من الوقف، نقاش أدلى فيه الفقهاء برأيهم.
مسجد
المسجد اسم لمكان السجود، وأصبح الاسم يطلق على المكان المعد للصلاة.
يفرق الفقهاء بين المسجد والجامع، فالمسجد هو مكان إقامة الصلوات الخمس، وعندما تقام في المسجد صلاة الجمعة، يطلق عليه اسم المسجد الجامع. والجامع نعت للمسجد، لأنه مكان الاجتماع.
كان المسجد مؤسسة، من بين أغراضها درس العلوم وتدريسها، ولهذا كان يتخذ كمكان للدراسات العليا في اللغة والعلوم الدينية. وقد اتخذ الأئمة والفقهاء وعلماء المذاهب المساجد لهذا الغرض. ومع تنوع المجالس وتعددها، وازدهار الحركة العلمية الثقافية، أصبحت حلقات المساجد تنقسم إلى ثلاثة بحسب أماكنها في المساجد:
-حلقة أصحاب الكراسي، وهم القصاصون المذكرون الوعاظ.
- حلقة أصحاب الأساطين، وهم المفتون في أحكام الدين.
-حلقة أصحاب الزوايا، وهم أصحاب المعرفة.
والإشراف على هؤلاء كان موكولا للمحتسب، الذي يراقبهم في عملهم، ويقر منهم ذوي العلم ويمنع المتطفلين من التصدر في المسجد، سواء للوعظ أو الإفتاء والتدريس.
وللمساجد أحكام وآداب حددها الفقهاء، وطالبوا مرتاديها باحترامها، منها: الحفاظ على نظافتها، والتطيب، وأخذ الزينة قبل دخوله، وعدم رفع الصوت فيه بقراءة أو صلاة، وحظر البيع والشراء، والحديث في الأمور الدنيوية الخاصة، وغير ذلك من الآداب والأحكام.
مُسمِّع
أحد أعوان المدرس يتخذه المدرس قريبا منه يلقى إليه الكلام، فيوصله هذا المسمع الى المستمعين المجتمعين في الحلقة.
يشترط فيه أن يكون متيقظا، قادرا على التقاط كلام الشيخ بشكل صحيح. حتى لا ينقل الخطأ إلى المستمعين، ولا يزيد ولا ينقص من كلام الشيخ. (فإن خيانة الرجل في العلم أشد من خيانته في المال).
معلم العوم
معلمون خصوصيون، اتخذهم الفاطميون لتعليم الصبيان السباحة.
مَعْلَمَة
تجمع على معالم: الاسم الذي يطلق في اليمن، على ما يعرف في البلاد العربية الإسلامية بالكتاب.
معلوم
مَعْلَم ومعلوم جمعها معاليم، وهو ما يتقاضاه المدرس أو المعيد من راتب، جزاء إقرائه علما من العلوم في مدرسة.
وهو في أغلب الأحيان يعينّه الواقف، ويحدده بحسب عدد التلاميذ الذين يعلمهم، بحيث إذا تناقص عدد التلاميذ في الكتاب تناقص المعلوم.
مُعيد
يطلق هذا اللفظ على المكلف بإعادة الدروس مع الطلبة لزيادة توضيحها وتفهيمها، من غير أن يكون مطالبا بإضافة شيء جديد إليها. ويكون من أنجب الطلبة وقريبا من مستوى الشيخ والأستاذ.
قال السبكي والمعيد عليه قدر زائد على سماع الدرس، من تفهيم بعض الطلبة ونفعهم وعمل على ما يقتضيه لفظ الإعادة.
مفيد
يكون المفيد في مستوى الأستاذ أو أعلى منه، حسبما يفهم من كلام تاج الدين السبكي في كتابه معيد النعم حيث قال ما لفظه (عليه أن يعتمد ما يحصل به في الدرس فائدة من بحث زائد على بحث الجماعة ونحو ذلك. وإلاّ ضاع لفظ الإفادة وخصوصياتها، وكان أخذ العوض في مقابلها حراما).
مُكَتِّب
هو معلم الخط في الكتّاب أو المسجد، وقد لاحظ بعض الرحالة أنه في أكثر البلاد العربية، يكون الملقّن للقرآن على حدة والمكتّب على حدة. فيتنقل الصبي من تلقين القرآن إلى التكتيب، ولذلك ما يتأتى للمتعلمين من حسن الخط، لأن المعلم له لايشتغل بغيره. فهو يستفرغ جهده في التعليم والصبي في التعلم كذلك.
غير أن هذه الوظيفة لم تكن منتشرة في مكاتب التعليم كلها، بل تكاد توجد في المكاتب التي ينشئهـا الولاة أو الأعيان. ويخصصــون لهــا أوقافا.
مَكْتَب
جاء في لسان العرب لابن منظور في مادة كتاب ما يلي:
الكتّاب موضع تعليم الكتاب والجمع الكتاتيب والمكاتب. وفي الاصطلاح يطلق على الموقع الذي يتعلم فيه الصبيان.
وقال المبرد مصححا المَكْتَب موضع التعليم والمُكَتَّب المعلم. والكتاب الصبيان، ومن جعل الموضع الكتاب فقد أخطأ.
ورغم ذلك فإن مكان التعليم هذا أطلق عليه الاسمان معا، الكتّاب والمكتب وأحيانا المحضرة، وعــرف العالـم الإسلامـي نوعيــن مــن المكاتـب.
مُسْنِد
بضم الميم وكسر النون، هو من يروي الحديث بإسنــاده، ســواء أكـان عنـده علم بـه أولـم يكن.
مَسِيد
كلمة مسيد تعني الكتّاب مكان التعليم، والراجح أنها اختزال لكلمة المسجد، حيث كان في الأيام الأولى مركزا للعلم والعبادة.
وكان المعلمون هم الذين يصلّون بالناس، فيقيمون مكاتبهم بجوار المساجد.
مصرية الخطيب
لخطباء المساجد الكبرى بيت خاص في المسجد، يسمى مصرية الخطيب. يتخذونه كمكتب للمطالعة واستقبال العموم، أو لإلقاء دروس على الخواص من الطلبة، وأحيانا كان يتخذها الخطيب مقرا لسكناه.
مطارحة
مطارحة الكلام، قال ابن سيده وأراه مولدا، مبادلة طالبين أو أكثر إلقاء المسائل على بعضهم، بغية اختبار فهم أو تعميقه.
أوصى المربون تلامذتهم بمطارحة المسائل فيما بينهم، باعتبار المطارحة من أهم وسائل تحصيل العلم وفهمه، وفضلوها على التكرار والحفظ.
معلّم
هو المتصدي لإقراء الناس وتعليمهم، والمعلمون أنواع هناك معلم المكتب ومعلم المدرسة، والمؤدب والمفيد والمعيد والمُكَـتِّب ولكل واحد من هؤلاء اختصاصات تختلف عن الآخرين.
معلم المكتب: كان يتصدر لتعليم الصبيان في المكاتب الخاصة. فكل من وجد في نفسه الأهلية لذلك، وكان قارئا للقرآن، عارفا بالعربية وبمبادئ الدين، فيكتري حانوتا يتخذه مكتبا، يستقبل فيه صبيان المسلمين، فيحفظهم القرآن ويعلمهم مبادئ القراءة والكتابة والمواد الأخرى، مقابل أجرة يدفعها أولياؤهم.
أما في مكاتب السبيل فكان تعيين المعلم يتم من طرف الوالي أو ناظر الوقف، فيعلم الصبيان القرآن خاصة، والعلوم الأخرى. أما الخط والكتابة ففي أكثر الأحيان كان يكلف بها معلم خاص يسمى المُكَـتِّب.
وكا يعهد للمحتسب بمراقبتهم في عملهم، ومدى احترامهم لآداب المهنة والأخلاق العامة.
معلم المدرسة: كان يعين عادة لكل علم من العلوم أستاذ، يقوم بتدريسه ويعاونه معيد أو أكثر، وأحيانا كان المعلمون يتربون في طبقات.
فهناك الصدر: أعلى رتبة في سلم المعلمين، ويحمل هذا اللقب أئمة العصر في العلوم، وعليهم يتخرج النوابغ من المدرسين، ويقصدهم الأمراء والوزراء للإفادة منهم.
-المفيد الذي عليه قدر زائد من الإفادة والإفهام.
-المدرس الذي يتصدر لتدريس العلوم.
-المعيد أدنى رتبة من المدرس، ووظيفته تنحصر في إعادة الدرس للتلاميذ، بعد أن يلقيه المدرس ليفهموه، كما يساعدهم على حفظ الدرس ويراجعه معهم.
وأحيانا كانت توكل إلى المدرس وظائف أخرى، كالنظر في أوقاف المدرسة التي يدرس فيها، إلى جانب وظيفته الأساسية.
-مكاتب ينشئها المعلمون أنفسهم ويرسل الآباء إليها أبناءهم ليتعلموا، نظير أجرة تدفع إلى صاحب المكتب.
-مكاتب أنشأها الحكام والأمراء، لتعليم الأيتام من الفقراء والأطفال، وكانوا يحبسون على هذه المكاتب الأوقاف للإنفاق عليها، وسميت مكاتب السبيل أو مكاتب الأيتام.
ومن الشروط التي اشترطها الفقهاء لإقامة المكاتب: ألا تقام في المساجد تنزيها للمساجد من تدنيس الصبيان لها، بل تقام في أماكن مناسبة تصلها المسالك والطرق.
ملكة
(هي صفة راسخة في النفس، وتحقيقه أنه تحصل هيئة بسبب فعل من الأفعال، ويقال لتلك الهيئة نفسانية، وتسمى حالة ما دامت سريعة الزوال. فإذا تكررت ومارستها النفس حتى رسخت تلك الكيفية فيها، وصارت بطيئة الزوال تصير ملكة). وهذا قول الجرجاني في تعريفه الملكة. وابن خلدون يقول عنها بأنها صفة راسخة، تحصل على استعمال الفعل وتكرره مرة بعد أخرى، حتى ترسخ صورته، وهي للعالم أوالشادي (النابغ) في الفنون دون سواها، فدل على أن هذه الملكة غير الفهم والوعي.
والفعل الحاصل بالملكة قد يرسخ بالتكرار والعادة فيصبح في مرتبة الطبع والطبيعة.
ووظيفة التعليم عند ابن خلدون، إكساب المتعلم ملكة راسخة في علم ما، والملكة كما يستفاد من كلام ابن خلدون، تشير إلى استعداد قبلي لدى الإنسان، يؤهله لاكتساب مهارة ما عقلية أو عملية. وهذا الاستعداد لايتحقق فعليا إلا من خلال الممارسة.
مناولـــة
أرفع أنواع الإجازة لما فيها من التعيين والتشخيص، فالعالم إذا ناول تلميذه كتابا جاز له أن يروي عنه ما فيه. قال السهيلي وهو فقه صحيح. أما البخاري فقد احتج على صحة المناولة.
مهــرق
الصحيفة التي يكتب فيها. وفي اللسان ثوب حرير أبيض، يسقى بالصمغ ويصقل ثم يكتب فيه.

- ن -
نابـــت
نابت جمعها نوابت. استعمل ابن باجة هذا المصطلح، للدلالة على اللامنتمين الى المدينة، الرافضين الاندماج في التشكيل الاجتماعي، الرافضين إديولوجيتها، قيمها وحضارتها، نهجها وتوجهاتها. إنهم رافضون لواقع المدينة، وللفكر المعبر عن هذا الواقع.
وهذا المصطلح يصعد استخدامه إلى الفارابي، فالنوابت اللامنتمون يحملون إليها أفكار التغيير في الثقافة والسوك، والتجديد في النظام السياسي والاجتماعي والقانوني والخلقي. إنهم رمز تجديد بناء المدينة الشامل.
ناظـر
كانت الأجهزة الحاكمة في الدول الإسلامية، هي التي تعين نُظّارا على أوقاف المساجد الجامعة: كالأزهر والزيتونة والقرويين. وشيئا فشيئا تدخل الفقهاء إلى أن أصبحوا يتولون النظارة على المؤسسات التعليمية، وكذا المساجد، وخاصة في أواخر العصر العثماني.
وكانت وظيفة الناظر الوظيفة الإدارية في المدرسة، وأحيانا كانت وظيفتا المدرس والناظر تجتمعان في شخص واحد، يعين للتدريس في المدرسة والنظر في أوقاتها. فهو يدير المدرسة ويشتري لوازمها، ويصرف الرواتب والمخصصات والمكالمات والمكافآت للطلبة والمدرسين والمستخدمين، حسب ما قرره الواقف في حجته.
نزهـة
خرجة إلى عرصة أو حديقة، يقوم بها معلم مع تلاميذه للترفيه عنهم، وعلى سبيل الاستراحة، ودفعا للتعب المترتب على الدرس. وكان من عادة بعض المدرسين، الخروج مع تلاميذهم في نزهات إلى عرصاتهم.
لم نقف في كتب التراث التربوي على ذكر لأهمية النزهة، أو الخرجة الترفيهية، ولا على شيء من هذا القبيل، وإن وجدنا في هذه الكتب حديثا عن أهمية الاستراحة وقيمتها التربوية والنفسية، لكن لم تذكر هذه الكتب أشكال الاستراحات وطرق تنظيمها.
نصاب
النصاب تعني الدرس.
نفس
للنفس معان مختلفة، وقد يقصد بها في سياقات متباينة ما نسميه النفس أو العقل أو القلب أو الروح. قال محمد بن فاضل بن مامين (فإن النفس باعتبار أنها نفس الشيء وذاته، وعقل باعتبار إدراكها، وقلب باعتبار انقلابها من شيء إلى شيء، وروح باعتبار استراحتها بما يلائمها).
وقد وردت في القرآن الكريم بمعنى الذاتية، هوية الذات في إطارها الفردي والذي يتمايز بها الانسان عن غيره، حملت لفظة النفس هذا المعنى الخاص في مواضع متعددة.
يقول الجرجاني معرفا النفس، هي الجوهر البخاري اللطيف، الحاصل لقوة الحياة والإرادة والحس والحركة. ويقسمها إلى أنواع ثلاثة: النفس الأمارة والنفس اللوامة والنفس المطمئنة.
نادى المربون بتزكية النفس وترقيتها، وأكدوا في كتاباتهم أن العلم أحد أهم وسائل ترقية النفس وتهذيبها وتكميلها.
نفيسة
هي النفساء بلغة العامة في المغرب. وكان من عادة معلمي المكاتب إذا عسر الوضع على حامل، أو لم يسقط خلاصها، بعد ولادتها، أن يرسلوا الصبيان المتعلمين إلى شوارع المدينة وسبلها، يزورون الأضرحة والمشاهد، ممسكين بأطراف رداء، واضعين فيه بيضة، داعين الله أن يفرج كربتها. وأصحاب الحوانيت والمارة يرمون في وسط الرداء المنشور بفلوس وما يؤكل من فواكه تحمل إلى معلم الكتاب.
نبه الفقهاء إلى مساوئ هذا العمل الذي يتعارض مع أهداف العمل التربوي ووظيفة المعلم. فنبهوا بشدة إلى آثاره السيئـة، وحرموا على المعلمين فعله.
نقش
هو تأثير عمل المربي على الصبي، والتربية القديمة كانت تنظر إلى الطفل كصفحة بيضاء، يمكن أن نسطر عليها ما نشاء، أو كعجينة لينة نشكلها على النحو الذي نريد، وينتج عن هذا التصور إمكانية ممارسة التربية بأساليب تلقينية.
وأكد مربون أن النقش محدود التأثير، ولا يمكن أن يغير من طبيعة الطفل الأصلية، فالأطفال يختلف استعدادهم لقبول النقش، وأن النقش المؤثر هو الذي يتوافق مع طبيعة الطفل، ممثلة في ميوله وقدراته.
نقيب
كبير القوم وسيدهم، والمقدم عليهم. وقد جرت العادة في مجالس العلم أن يختار العالم المدرس، من بين المتعلمين، تلميذا يتخذه نقيبا. يتولى هذا النقيب ترتيب الحاضرين في الحلقة،وتنظيمهم وإجلاسهم في أماكنهم المناسبة لهم حسب منزلتهم،كما يتولى مراقبتهم، وتنبيههم إلى الدروس ومراعاة آداب حلقة العلم.
نيـــة
القصد الوجه الذي يذهب فيه.
تعتبر النية ركنا أساسيا من كل عمل في الإسلام. فكل خطوة أو إجراء يجب أن تسبقها نية، تبين القصد من ذلك العمل. وكذلك في العلم والتعلم، يجب أن تكون هناك نية سابقة تبين للمتعلم الوجهة التي يذهب فيها خلال تعلمه.
وفي النية تربية على اليقظة والإرادة الواعية التي تخلص العمل به، ومن ثم كان حرص الإسلام على توافرها مع كل عمل، حتى يكون المؤمن واعيا لا يخضع لهواه، متجهاً بعمله الى الله. ولذلك كان إفساد النية إفسادا للعمل.
وقد حث على تحديد النية في طلب العلم كل المربين وهي تعني لديهم أحيانا أغراض التعليم وأهدافه.
همــــة
باعث على العمل يكون بين الانفعال والسلوك، أو حركة داخلية تؤدي إلى حركة خارجية، أو سلوك يتميز بالإقبال والحماس.
يقول الزرنوجي بأن الهمة ضرورية لطالب العلم.

- و -
وأد
وأد ابنته يئدها وأداً دفنها في القبر وهي حية.
تحدث القرآن الكريم عن الوأد وحرمه. وقال المفسرون أن الرجل كان في الجاهلية إذا ولدت له بنت دفنها حين تضعها والدتها، مخافة العار والحاجة.
ومنهم من كان يئد البنين عند المجاعة.
وقف
هو التزام بالتبرع، ينشأ عنه قطع التصرف بالعين الموقوفة، وصرف المنفعة إلى الجهات التي حددها الواقف. له شروط ذكرها الفقهاء.
والوقف وجد أصلا لحمل الدعوة الإسلامية وتبليغها. وقام بدور فعال في مختلف العصور على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وكفل للعديد من العلماء أرزاقهم كي يتفرغوا لأنشطتهم العلمية.
وقد ارتبط ازدهار التعليم بتعيين أوقاف تابعة لمؤسساته، وتحبيس عقارات يخصص مردودها للإنفاق على المؤسسات وأداء مرتبات هيئة التدريس وجرايات لطلاب العلم. فكفل للعلماء المدرسين والطلبة فرص العيش الكريم، وضمن استقرارهم وتفرغهم للعلم.








المراجــــع
الكتب :
-إحياء علوم الدين -الغزالي- دار المعرفة بيروت د.ت
-بلغة الأمنية ومقصد اللبيب -مؤلف مجهول- حققه عبد الوهاب بن منصور- المطبعة الملكية 1984.
-تاج العروس من جواهر القاموس -الزبيدي- دار الفكر، بيروت، د.ت.
-تاريخ التربية الإسلامية -أحمد شلبي- دار الكشاف، بيروت، 1954.
-تدبير الحبالى والأطفال -ابن البلدي- حققه محمود الحاج قاسم- دار الرشيد بغداد 1980.
-التراث التربوي الإسلامي، هشام نشابة- دار العلم للملايين، بيروت، 1988.
-التربية في الإسلام -أحمد فؤاد الاهواني- دار المعارف مصر، 1968.
- تهذيب الأخلاق -مسكويه- حققه قسطنطين زريق -بيروت 1966.
-الحركة الفكرية بالمغرب في عقد السعديين -محمد حجي - دار المغرب للتأليف والترجمة 1976.
-دائرة المعارف الإسلامية -ترجمة الشنتاوي وآخرون- دار الفكر د.ت.
-الدليل التربوي ج3 -إشراف محمد الدريج -مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1993.
-رحلة ابن جبير -ابن جبير- دار صادر، بيروت 1964.
-روض التعريف بالحب الشريف -ابن الخطيب- حققه محمد الكتاني- دار الثقافة، الرباط، 1970.
-الروض الهتون في أخبار مكناس -ابن غازي- حققه عبد الوهاب بن منصور- المطبعة الملكية 1964.
-صورة الطفولة في التربية الإسلامية -صالح دياب الهندي- دار الفكر للنشر، عمان 1990.
-العصبية والدولة -محمد عابد الجابري- دار الطليعة، بيروت 1982.
-الآداب والعلوم والفنون على عهد الموحدين -محمد المنوني- دار المغرب للتأليف 1977.
-فن التعليم عند بدر الدين بن جماعة- حسن إبراهيم عبد العال- م.ت.ع.د.خ - الرياض 1985.
-فهرس ابن غازي- حققه محمد الزاهي- دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر 1979.
-فهرس أحمد المنجور -حققه محمد حجي- دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر 1976.
-في الفكر التربوي (مستلات) المعهد العالمي للفكر الاسلامي -نيويورك د.ت.
-كتاب اصطلاح الصوفية -ابن عربي- حيدر آباد الدكن 1948.
-كتاب التعريفات- الجرجاني - بيروت د.ت.
-لسان العرب -ابن منظور= دار صادر بيروت، د.ت.
-المدخل -ابن الحاج- دار الحديث القاهرة 1981.
-معلمة الفقه المالكي، عبد العزيز بن عبد الله، دار الغرب الاسلامي- بيروت 1986.
المغراوي وفكره التربوي- عبد الهادي التازي -مكتب التربية العربي لدول الخليج الرياض.
-مقدمة تاريخ ابن خلدون -دار الفكر بيروت 1988.
-الموسوعة العربية الميسرة -دار نهضة لبنان 1986.
-نشر المثاني -القادري- حققه محمد حجي وأحمد التوفيق -دار المغرب للتأليف، 1977.
الدوريات:
-إبراهيم حركات: الدراسة والتدريس في عصر الخلافة (مجلة دعوة الحق) عدد 283.
-أحمد احدوثن: المصطلح التربوي في التراث (مجلة الدراسات النفسية والتربوية) عدد 13 (1992).
-أحمد شحلان: مفهوم الأمية في القرآن (مجلة كلية آداب جامعة محمد الخامس) عدد1 (1977).
-إدريس كرم: أثر التقليد الثقافي في الطفل المغربي (أنوال الثقافي) (17/10/1987).
-عبد الجبار العبيدي: التعليم عند المسلمين (مجلة المتحف / الكويت) عدد 3 (1987).
-عبد اللطيف السعداني: التعليم عند المسلمين (مجلة المناهل / الرباط) عدد 20 وعدد 21.
-محمد بن عبد الله: ناظر الوقف (مجلة دعوة الحق / الرباط) الأعداد 261 و269 و270 و271 و272.
-محمود قمبر: ذاتية الطفل والنظرية التربوية في الإسلام (المجلة العربية للتربية) عدد 2 (1984).
-نجاح القابسي: المعاهد والمؤسسات التعليمية في العالم الإسلامي (مجلة الثقافة العربية) (5/82).
أعداد خاصة:
-مجلة الرسالة التربوية (الرباط) عدد 12 (1982).
-مجلة الدراسات النفسية والتربوية (الرباط) عدد 9 (1989).
-مجلة المنهل (الرياض) عدد 467 (1989).
-مجلة الفكر العربي (بيروت) عدد 21 (1981).