حفريات وطقوس خارج الباب الثلاثي للأقصى تعزز مخاوف الاستيلاء على أحد مصلياته

[عائشة صالح]

حفريات وطقوس خارج الباب الثلاثي للأقصى تعزز مخاوف الاستيلاء على أحد مصلياته
___________________________________________




كشفت مصادر مقدسية عن حفريات احتلالية في منطقة تبعد أقل من خمسة أمتار عن الباب الثلاثي المغلق في السور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك, وسط مخاوف من إقدام سلطات الاحتلال على الاستيلاء على المصلى المرواني الواقع داخل المسجد الأقصى والذي يؤدي إليه هذا الباب.

وأكد شهود عيان أن الحفريات الواسعة التي بدأت قبل نحو أسبوع في منطقة القصور الأموية الملاصقة لسور الأقصى الجنوبي, والتي استخدم الباب الثلاثي في عصور إسلامية سابقة للوصول منها الى المصلى المرواني داخل الأقصى, انتقلت يوم الخميس (24-12) إلى قرب السور, وأخذت طابعا متسارعا, باستخدام عدد مضاعف من العمال والآليات, وسط حراساتٍ عسكرية وشرطية كبيرة.


http://www.foraqsa.com/content/news/images/excavations_south_aqsa.jpg

http://www.foraqsa.com/content/news/images/excavations_south_aqsa1.jpg

http://www.foraqsa.com/content/news/images/excavations_south_aqsa2.jpg

الإعداد لافتتاح نفق يوصل إلى الأقصى
وأوضح فخري أبو دياب, عضو لجنة الدفاع عن عقارات حي سلوان الواقع جنوبي البلدة القديمة و المسجد الاقصى المبارك أن أعمال الحفر تجري في الموقع طوال ساعات الصباح, حيث يتم نقل أتربة بكميات كبيرة من منطقة القصور الأموية إلى جهات مجهولة, بينما تحضر شاحنات ضخمة في ساعات الفجر الأولى لاقتلاع حجارة بأحجام كبيرة تعود لهذه القصور, ونقلها إلى أماكن أخرى.


وقال إن “أعمال الحفر تجري على بعد أمتار من أسوار المسجد الأقصى, وهذا ينذر بالخطر الشديد بأن إسرائيل اقتربت من افتتاح نفق لإيصالها إلى الأقصى”.


وأعرب أبو دياب عن تخوفه من الضرر الذي قد يحدث للأقصى في أي وقت, إضافة إلى الأضرار التي قد تلحق بالمنازل بسبب هذه الحفريات.

http://www.foraqsa.com/content/news/images/excavations_south_aqsa3.jpg

http://www.foraqsa.com/content/news/images/excavations_south_aqsa4.jpg

إنزال بوابة إلى النفق



وأوضح الدكتور عكرمة صبري, رئيس الهيئة الإسلامية العليا, وخطيب المسجد الأقصى المبارك, أن عمال سلطة الآثار اليهودية أنزلوا بوابة ضخمة يزيد ارتفاعها عن ثلاثة أمتار إلى حفرة عميقة عند مدخل نفق تم شقه مؤخراً تحت بلدة سلوان باتجاه المصلى المرواني في المسجد الاقصى .




واستنكر صبري, في بيان صدر يوم الاثنين (28-12), الاستيلاء على حجارة القصور الأموية الأثرية, وطالب منظمتي اليونسكو والإيسسكو العالميتين بتكثيف جهودهما للمحافظة على المقدسات والآثار القديمة في مدينة القدس, وتطبيق القوانين والأعراف الدولية التي تمنع الاعتداء على الأماكن التاريخية, وإلزام حكومة الاحتلال بإعادة الحجارة الأموية إلى موقعها الأصلي في محيط المسجد الأقصى المبارك.


http://www.foraqsa.com/content/news/images/excavations_south_aqsa6.jpg

http://www.foraqsa.com/content/news/images/excavations_south_aqsa7.jpg

http://www.foraqsa.com/content/news/images/excavations_south_aqsa8.jpg

الآثار الإسلامية إلى مكب نفايات



وبحسب بيان لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث, صدر يوم الأربعاء (23-12), يتم نقل الحجارة الكبيرة الى مخازن تابعة لسلطة الآثار الاحتلالية ضمن بناية ما يسمى ”متحف روكفلر” على بعد أمتار من سور القدس الشمالي – والذي هو في الأصل المتحف الفلسطيني – وذلك لتحويل هذه الموجودات الأثرية الإسلامية إلى آثار عبرية, بينما يتم نقل الأتربة التي يتم استخراجها من الموقع الأثري الإسلامي إلى مكب نفايات في مستوطنة ”معالي أدوميم” الواقعة شرقي القدس.




ووصفت المؤسسة ما يحدث بأنه جريمة بحق المسجد الاقصى ومدينة القدس, وجريمة بحق التاريخ والآثار والحضارة, تصب في مسعى الاحتلال الى تدمير وطمس المعالم الإسلامية في القدس, وتهويد محيط المسجد الأقصى المبارك, ضمن مخطط شامل لتهويد مدينة القدس.





الحجارة الأموية إلى حديقة الكنيست



وسرقت سلطات الاحتلال في أبريل/نيسان الماضي حجرا أثريا ضخما من حجارة القصور الأموية, ونقلته إلى مكان مجهول اتضح في ما بعد أنه حديقة أثرية افتتحت في مايو/أيار الماضي بمبنى الكنيست, وتضم نحو 50 قطعة أثرية تدعي “سلطة الآثار” أنها من موجودات الحفريات التي أجرتها في القدس وخاصة تحت وفي محيط المسجد الأقصى المبارك, وتزعم أنها تعود إلى عهد الهيكل الثاني المزعوم.

http://www.foraqsa.com/content/news/images/excavations_south_aqsa9.jpg

http://www.foraqsa.com/content/news/images/excavations_south_aqsa10.jpg

http://www.foraqsa.com/content/news/images/excavations_south_aqsa11.jpg

سلهب: القدس على قائمة التراث العالمي



بدوره, أكد رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس, الشيخ عبد الحفيظ سلهب, أن سلطات الاحتلال ممنوعة, بموجب القوانين والمعاهدات الدولية, من أعمال الحفر ومن الاستيلاء على الآثار المكتشفة في مدينة القدس لأن المدينة موضوعة على قائمة التراث العالمي منذ عام 1981 بطلب من الحكومة الأردنية.




وطالب سلهب سلطات الاحتلال التي استولت على الآثار الأموية, بإرجاعها إلى موقعها, كما طالب اليونسكو بصفتها الراعية للتراث العالمي بالتدخل لاسترجاع الحجارة المسروقة.
وحولت سلطات الاحتلال جزءا من منطقة القصور الأموية الملاصقة للأقصى يقع عند الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد المبارك إلى حديقة أثرية عبرية تقام فيها احتفالات صاخبة تشوش على المصلين في الجامع القبلي الجنوبي بالأقصى, والقريب من هذه المنطقة, بينما تواصل حفريات في جزء آخر من هذه القصور يحاذي المصلى المرواني الواقع داخل الأقصى بالقرب من الزاوية الجنوبية الشرقية للمسجد بهدف افتتاح نفق يقود إليه.

http://www.foraqsa.com/content/news/images/excavations_south_aqsa12.jpg

http://www.foraqsa.com/content/news/images/excavations_south_aqsa13.jpg



صهاينة في منطقة القصور الأموية لتعزيز خرافة الهيكل



إلى ذلك, قامت يوم الاثنين (28-12) أطقم تابعة لوسائل إعلامٍ عبرية بإجراء مقابلاتٍ صحفية مع عددٍ من حاخامات اليهود المتطرفين في منطقة القصور الأموية بالقرب من البوابة الثلاثية جنوب المسجد الأقصى المبارك.




ونقل عن أحد الحاخامات أن المنطقة تزخر بالآثار اليهودية العبرية وتدل على وجود "الهيكل" المزعوم في المنطقة, وأن العمل يجري, وبوتيرة عالية, وعلى مدار الساعة لتحقيق حلم اليهود ببنائه مكان الأقصى, مُدّعياً بأن المسلمين "استولوا على المكان لفترات طويلة, وأن هذا المكان يخص اليهود وليس المسلمين".





طقوس واحتفالات صاخبة



وكانت جماعة يهودية متطرفة قد أدت يوم الخميس (24-12) شعائر وطقوس تلمودية عند البوابة الثلاثية للمسجد الأقصى المبارك من جهته الجنوبية, باتجاه المسجد الأقصى, وتبع ذلك احتفال صاخب يدعو لإقامة "الهيكل" المزعوم, و"تخليص جبل الهيكل", وطرد الفلسطينيين منه ومن مدينة القدس.



المصدر: موقع مدينة القدس (بتصرف)
والشكر لماجدولين أيضا على مثابرتها في هذا الموضوع