المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ولذكر الله أكبر بقلم ماجـــد دوديـــن



ماجد سليمان دودين
11/10/2006, 02:12 PM
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

((ولذكر الله أكبر ))

أقوام من قبائل شتى وبلا د شتى يبعثهم الله يوم القيامة في وجوههم النور على منابر اللؤلؤ يغبطهم الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء.. يبعثهم الله على هذه الصورة البهية المشرقة الطيبة لأنهم اجتمعوا على ذكر الله يذكرونه.
ويقول صلى الله عليه وسلم: (( لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله تعالى فيمن عنده )).
إن الزمن لا يعيد دورته.. وساعة الزمن لا تتوقف دقاتها ولا تصمت.. وكل يوم جديد لا يعود إلى يوم الوعيد.. والعمر هو الذي يزيد وينقص إلى أن تصل إلى نقطة الصفر.. إلى لحظة الموت!..
والذين ابتدعوا واحتفلوا بأعياد ميلادهم وراحوا يطفئون الشموع نسوا أو تناسوا أنهم يطفئون السنين ويقتربون من لقاء رب العالمين!.
وما أكثر الساعات التي تمضي وتنقضي وألسنتنا لا تتحرك بذكر الله سبحانه.. ولن تزول أقدامنا يوم القيامة حتى نُسأل – من بين ما سنُسأل عنه – عن أعمارنا فيم أفنيناها؟! فبماذا نجيب وما ذا نقول؟!
هل نقول: يا رب أفنينا الأعمار في الغيبة والنميمة والقيل والقال والخوض في أعراض الناس وفي النجوى بما لا يجدي أو يفيد..
يا رب أمضينا الأوقات نجلس أمام الشاشات نرى المحرمات ونسمع القينات والمغنيات.
يا رب أضعنا الساعات في غير الطاعات..
إن مثل هذه الإجابات لن تكون مقبولة عند الله وستكون عاقبتها وخيمة ولن ينفعنا حسن الظن أو الأمل لأننا لم نحسن العمل.
أما إذا شغلنا الأوقات بالطاعات وبذكر الله فسنجد رصيداً من الحسنات والخيرات والكرامات..
وللذكر فوائد جمة نجنيها في الدنيا والآخرة.. وقد جمع أحد العلماء ما يربو على مائة فائدة للذكر.. فالذكر: يطرد الشيطان ويقمعه ... ويرضي الرحمان عز وجل.. ويزيل الهم والغم عن القلب ويجلب للقلب الفرح والسرور ويقوِّم القلب والبدن وينور الوجه والقلب ويجلب الرزق ويكسو الذاكر المحبة والحلاوة والنضرة.
الذكر يورث المحبة التي هي روح الإسلام وقطب رحى الدين ومدار السعادة والنجاة... ويورث المراقبة حتى يدخل الذاكر في باب الإحسان فيعبد الله وكأنه يراه.. ويورث الإنابة، وهي الرجوع إلى الله عز وجل.. ويورث القرب منه سبحانه.
الذكر يفتح للذاكر باباً عظيماً من أبواب المعرفة ويورث الهيبة لربه عز وجل وإجلاله.. ويورث حياة القلب فالذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟
الذكر قوت القلب والروح فإذا فقده العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قوته.
الذكر يحط الخطايا ويُذْهِبُها فإنه من أعظم الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات... والذكر يؤمَّن العبد من الحسرة يوم القيامة فإن كل مجلس لا يذكر العبد فيه ربه تعالى كان عليه حسرة وتره يوم القيامة..
هذه بعض فوائد الذكر.. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لأن أقول سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ))..
فهل نكثر من ذكر الله فنزيل صدأ القلوب ونربطها بعلام الغيوب؟
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41)
وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)
هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)
تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45)
وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (46)
وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47))). سورة الأحزاب.«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»