المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما قول أحمد شوقي اليوم في مدح الأزهر المبارك الشريف ؟ نسرين حمدان



نسرين حمدان
08/01/2010, 11:38 PM
ما قول أحمد شوقي اليوم في الأزهر المبارك الشريف ؟

اليوم رأيت والدتي تقرأ قصيدة للشاعر الرائع أمير الشعراء ( أحمد شوقي )

في مدح الأزهر الشريف

فتراءى لي لو أن هذا الشاعر عاصر هذه الحقبة الزمنية الحالية التي تعيشها مصر

حقبة الذل والعار و الخزي و التي جلبتها عليها الحكومة الفرعونية العميلة الدكتاتورية

وعاصر إفتاءات المفتي تحت الطلب مفتي مبارك ( الطنطاوي )

ماذا كان سيقول في الأزهر الشريف ومفتيه وعلمائه

أسيمدحهم ويثني عليهم أم ... ؟

ما رأيكم أنتم ؟

**************

قصيدة جداً رائعة أحببت أن أنقلها بين أيديكم للقراءة والاستمتاع

ها هو يبدو حزيناً بالصورة عندما علم بالحال التي وصلت إليها مصر


http://www.ibnkhaldoon.org/Characters/odbaa/ahmad_shawqi.jpg


قم في فم الدنيا و حيي الأزهرا


قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا " " وَانثُر عَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا

وَاجعَل مَكانَ الدُرِّ إِن فَصَّلتَهُ " " في مَدحِهِ خَرَزَ السَماءِ النَيِّرا

وَاذكُرهُ بَعدَ المَسجِدَينِ مُعَظِّمًا " " لِمَساجِدِ اللهِ الثَلاثَةِ مُكبِرا

وَاخشَع مَلِيًّا وَاقضِ حَقَّ أَئِمَّةٍ " " طَلَعوا بِهِ زُهرًا وَماجوا أَبحُرا

كانوا أَجَلَّ مِنَ المُلوكِ جَلالَةً " " وَأَعَزَّ سُلطانًا وَأَفخَمَ مَظهَرا

زَمَنُ المَخاوِفِ كانَ فيهِ جَنابُهُمْ " " حَرَمَ الأَمانِ وَكانَ ظِلُّهُمُ الذَرا

مِن كُلِّ بَحرٍ في الشَريعَةِ زاخِرٍ " " وَيُريكَهُ الخُلُقُ العَظيمُ غَضَنفَرا

لا تَحذُ حَذوَ عِصابَةٍ مَفتونَةٍ " " يَجِدونَ كُلَّ قَديمِ شَيءٍ مُنكَرا

وَلَوِ استَطاعوا في المَجامِعِ أَنكَروا " " مَن ماتَ مِن آبائِهِم أَو عُمِّرا

مِن كُلِّ ماضٍ في القَديمِ وَهَدمِهِ " " وَإِذا تَقَدَّمَ لِلبِنايَةِ قَصَّرا

وَأَتى الحَضارَةَ بِالصِناعَةِ رَثَّةً " " وَالعِلمِ نَزرًا وَالبَيانِ مُثَرثِرا

يا مَعهَدًا أَفنى القُرونَ جِدارُهُ " " وَطَوى اللَيالِيَ رَكنُهُ وَالأَعصُرا

وَمَشى عَلى يَبَسِ المَشارِقِ نورُهُ " " وَأَضاءَ أَبيَضَ لُجِّها وَالأَحمَرا

وَأَتى الزَمانُ عَلَيهِ يَحمي سُنَّةً " " وَيَذودُ عَن نُسُكٍ وَيَمنَعُ مَشعَرا

في الفاطِمِيّينَ انتَمى يَنبوعُهُ " " عَذبَ الأُصولِ كَجَدِّهِم مُتَفَجِّرا

عَينٌ مِنَ الفُرقانِ فاضَ نَميرُها " " وَحيًا مِنَ الفُصحى جَرى وَتَحَدَّرا

ما ضَرَّني أَن لَيسَ أُفقُكَ مَطلَعي " " وَعَلى كَواكِبِهِ تَعَلَّمتُ السُرى

لا وَالَّذي وَكَلَ البَيانَ إِلَيكَ لَم " " أَكُ دونَ غاياتِ البَيانِ مُقَصِّرا

لَمّا جَرى الإِصلاحُ قُمتَ مُهَنِّئًا " " بِاسمِ الحَنيفَةِ بِالمَزيدِ مُبَشِّرا

نَبَأٌ سَرى فَكَسا المَنارَةَ حَبرَةً " " وَزَها المُصَلّى وَاستَخَفَّ المِنبَرا

وَسَما بِأَروِقَةِ الهُدى فَأَحَلَّها " " فَرعَ الثُرَيّا وَهيَ في أَصلِ الثَرى

وَمَشى إِلى الحَلَقاتِ فَانفَجَرَت لَهُ " " حَلقًا كَهالاتِ السَماءِ مُنَوِّرا

حَتّى ظَنَنّا الشافِعِيَّ وَمالِكًا " " وَأَبا حَنيفَةِ وَابنَ حَنبَلِ حُضَّرا

إِنَّ الَّذي جَعَلَ العَتيقَ مَثابَةً " " جَعَلَ الكِنانِيَّ المُبارَكَ كَوثَرا

العِلمُ فيهِ مَناهِلًا وَمَجانِيًا " " يَأتي لَهُ النُزّاعُ يَبغونَ القِرى

يا فِتيَةَ المَعمورِ سارَ حَديثُكُمْ " " نَدًّا بِأَفواهِ الرِكابِ وَعَنبَرا

المَعهَدُ القُدسِيُّ كانَ نَدِيُّهُ " " قُطبًا لِدائِرَةِ البِلادِ وَمِحوَرا

وُلِدَت قَضِيَّتُها عَلى مِحرابِهِ " " وَحَبَت بِهِ طِفلا وَشَبَّتْ مُعصِرا

وَتَقَدَّمَت تُزجي الصُفوفَ كَأَنَّها " " «جاندَركُ» في يَدِها اللِواءُ مُظَفَّرا

هُزّوا القُرى مِن كَهفِها وَرَقيمِها " " أَنتُم لَعَمرُ اللهِ أَعصابُ القُرى

الغافِلُ الأُمِّيُّ يَنطُقُ عِندَكُمْ " " كَالبَبَّغاءِ مُرَدِّدًا وَمُكَرِّرا

يُمسي وَيُصبِحُ في أَوامِرِ دينِهِ " " وَأُمورِ دُنياهُ بِكُمْ مُستَبصِرا

لَو قُلتُمُ اختَر لِلنِيابَةِ جاهِلا " " أَو لِلخَطابَةِ باقِلا لَتَخَيَّرا

ذُكِرَ الرِجالُ لَهُ فَأَلَّهَ عُصبَةً " " مِنهُم وَفَسَّقَ آخَرينَ وَكَفَّرا

آباؤُكُم قَرَؤوا عَلَيهِ وَرَتَّلوا " " بِالأَمسِ تأريخَ الرِجالِ مُزَوَّرا

حَتّى تَلَفَّتَ عَن مَحاجِرِ رَومَةٍ " " فَرَأى «عُرابي» في المَواكِبِ قَيصَرا

وَدَعا لِمَخلوقٍ وَأَلَّهَ زائِلاً " " وَارتَدَّ في ظُلَمِ العُصورِ القَهقَرى

وَتَفَيَّؤوا الدُستورَ تَحتَ ظِلالِهِ " " كَنَفًا أَهَشَّ مِنَ الرِياضِ وَأَنضَرا

لا تَجعَلوهُ هَوًى وَخُلقًا بَينَكُمْ " " وَمَجَرَّ دُنيا لِلنُفوسِ وَمَتجَرا

اليَومَ صَرَّحَتِ الأُمورُ فَأَظهَرَتْ " " ما كانَ مِن خُدَعِ السِياسَةِ مُضمَرا

قَد كانَ وَجهُ الرَأيِ أَن نَبقى يَدًا " " وَنَرى وَراءَ جُنودِها إِنكِلتِرا

فَإِذا أَتَتنا بِالصُفوفِ كَثيرَةً " " جِئنا بِصَفٍّ واحِدٍ لَن يُكسَرا

غَضِبَتْ فَغَضَّ الطَرفَ كُلُّ مُكابِرٍ " " يَلقاكَ بِالخَدِّ اللَطيمِ مُصَعَّرا

لَم تَلقَ إِصلاحًا يُهابُ وَلَم تَجِد " " مِن كُتلَةٍ ما كانَ أَعيا «مِلنَرا»

حَظٌّ رَجَونا الخَيرَ مِن إِقبالِهِ " " عاثَ المُفَرِّقُ فيهِ حَتّى أَدبَرا

دارُ النِيابَةِ هَيَّأَت دَرَجاتُها " " فَليَرقَ في الدَرَجِ الذَوائِبُ وَالذُرا

الصارِخونَ إِذا أُسيءَ إِلى الحِمى " " وَالزائِرونَ إِذا أُغيرَ عَلى الشَرى

لا الجاهِلونَ العاجِزونَ وَلا الأُلى " " يَمشونَ في ذَهَبِ القُيودِ تَبَختُرا



http://www.alasra.ps/images/archive/09-03-2007_814020568.gif