مصطفى لغتيري
11/10/2006, 04:37 PM
انقــــــراض
كانا متقابلين .. بينهما تفصل كراس متعددة .. وحيدة- مثله- تجلس في ركن قصي.. بين لحظة و أخرى يختلس النظر إليها.. ساهمة كانت، تعبث بخلصة من شعرها .. في لحظة ما، التقت نظراتهما..
ابتسم.. ابتسمت..
حرك رأسه.. حركت رأسها..
رفع يده.. رفعت يدها..
حينذاك أيقن أن البشرية أبعد ما تكون عن خطر الانقراض.
سعــــادة
مثقلا بالهم دخل الحانة.. شرب كأسا.. كأسين.. ثلاثة.. تدريجيا انحلت عقدة ما داخل صدره.. تيار الفرح تسلل إلى قلبه..
ما فتئ مع مرور الزمن- أن أصبح جارفا.. قهقهات الانتشاء فكت من عقالها.. متوهجة انطلقت، تطيح بما تبقى في قلبه من هم.. لحظتها أدرك الذروة، فتردد في أعماقه:
»الله .. كم هو بخس ثمن الفرح! « .
خبــــــرة
حل فصل الخريف.. تباعا جفت الأوراق وتساقطت.. وحدها ورقة تمسكت بالبقاء.. هادنت الرياح.. قاومت أمطار الشتاء القوية.. حين أزف فصل الربيع .. من جديد ظهرت الأوراق.. مبتهجة تطلعت إليها الورقة المخضرمة .. وهي الآن، تفكر- جديا- في نقل خبرتها إليها.
* المصدر: مظلة في قبر -قصص قصيرة جدا- منشورات القلم المغربي-ط الأولى 2006.
كانا متقابلين .. بينهما تفصل كراس متعددة .. وحيدة- مثله- تجلس في ركن قصي.. بين لحظة و أخرى يختلس النظر إليها.. ساهمة كانت، تعبث بخلصة من شعرها .. في لحظة ما، التقت نظراتهما..
ابتسم.. ابتسمت..
حرك رأسه.. حركت رأسها..
رفع يده.. رفعت يدها..
حينذاك أيقن أن البشرية أبعد ما تكون عن خطر الانقراض.
سعــــادة
مثقلا بالهم دخل الحانة.. شرب كأسا.. كأسين.. ثلاثة.. تدريجيا انحلت عقدة ما داخل صدره.. تيار الفرح تسلل إلى قلبه..
ما فتئ مع مرور الزمن- أن أصبح جارفا.. قهقهات الانتشاء فكت من عقالها.. متوهجة انطلقت، تطيح بما تبقى في قلبه من هم.. لحظتها أدرك الذروة، فتردد في أعماقه:
»الله .. كم هو بخس ثمن الفرح! « .
خبــــــرة
حل فصل الخريف.. تباعا جفت الأوراق وتساقطت.. وحدها ورقة تمسكت بالبقاء.. هادنت الرياح.. قاومت أمطار الشتاء القوية.. حين أزف فصل الربيع .. من جديد ظهرت الأوراق.. مبتهجة تطلعت إليها الورقة المخضرمة .. وهي الآن، تفكر- جديا- في نقل خبرتها إليها.
* المصدر: مظلة في قبر -قصص قصيرة جدا- منشورات القلم المغربي-ط الأولى 2006.