المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى يستوعب الزعماء العرب الدروس من تركيا؟!!



طارق محمد منصور
14/01/2010, 01:46 PM
ما زلنا نتلقى العبر والدروس القيمة مراراً وتكراراً من دولة تركيا القوية.. تلك الدولة التي ما فتئت تعطي للزعماء العرب دروساً في الوطنية والكرامة والقوة.. وكما أسلفنا في غيرما هذا المقال من المنتدى إن العالم لا يحترم إلا الدول القوية والزعماء الأقوياء.. فالحضور الدبلوماسي لهذه الدولة القوية في المنطقة بدأ يتعاظم ويفرض نفسه وما كل ذلك إلا بتلك السياسات القوية والتي يتبعها البطل رجب طيب أردوغان وبمواقفه البطولية والواضحة وبالذات تجاه القضية الفلسطينية والإيرانية، وحسبان الله حينما يكون في ذات الوقت من زعمائنا الأجلاء وهم يرتهنون إرادتهم للكيان الصهيوني بل ويتواطئون معه في إحراق غزة في محرقة جماعية!!!
تحية خالدة لرئيس الوزراء التركي المناضل رجب طيب أردوغان نسبةً لمواقفه الداعمة لقضايا العدل والسلام وتحديداً فيما يخص القضية الفلسطينية فما استطاع أن يفعله هذا الرجل القوي إبان مؤتمر دافوس حين أنسحب من اللقاء الذي جمعه وعدداً من الزعماء وخصوصاً في حضور رئيس الكيان الصهيوني (شيمون بيريز) ما كان ليفعله أي زعيم عربي، فلقد كانت تلك الحادثة صفعة قوية تلقاها قبل الرئيس الإسرائيلي، السيد/ عمرو زعيم آمين العام جامعة الدول العربية والذي فقدها حينها بوصلة التصرف السليم حينما لم يستطع أن يقرر الانسحاب مع رئيس الوزراء التركي وتحمل تبعات ذلك إن كان سلباً أو إيجاباً، أو البقاء.. فآثر حينها البقاء خوفاً من ردود فعل إسرائيل في المقام الأول، وخوفاً من سلطان أمريكا، والأمر فقده لمنصبه!!!
وكان الدرس الثاني والذي تلقيناه من الرجل القوي عندما قام بإلغاء التدريبات العسكرية المشتركة بين إسرائيل وتركيا والتي كانت من المرسوم لها أن تقام في الخريف الماضي، فالرجل لم يكن يخاف من فقده لمنصبه (داخلياً) جراء ذلك التصرف بإلغاء العملية المشتركة، ولا يخاف غضبة إسرائيل وغضبة الأمريكان والأوربيين .. فأردوغان كان يعرف تماماً بأنه يقف على أرضية صلبة، ويعرف أنه جاء بانتخاب شرعي يؤهله ليتصرف فيما يراه صواباً.. والرجل متيقن من أنه لم من انقلاب على الشرعية في بلاده، ولم يأت من خلال عملية توريث للحكم، أو ملوكية تقوم على الأسر الحاكمة، لذا فإنه كان يقف ويتصرف وهو مرفوع الهامة، مطمئن البال من ناحية شعبه والذي جاء به عن قناعة.. وهذا هو البون الشاسع بين تصرفات زعمائنا العرب، تلك التصرفات المسلوبة الإرادة، الهزيلة القرار، والمعتمدة على الشجب والإدانة وأعلاها الاستنكار!!! وبين تصرفات الرجل القوي الواثق من الأرضية الصلبة التي يقف عليها، ذلك الرجل الذي يخاف من الله، قدر خوفهم من أمريكا وإسرائيل!!!
وكان آخر الدروس وأقواها على الإطلاق هو ذلك الدرس الموجه لزعمائنا العرب عسى ولعل أن يستوعبوه ويستفيدوا منه.. فالرجل حينما استفز سفيره في إسرائيل لم يستكين إلى عمليات الشجب والإدانة،بل سارع بمطالبة إسرائيل بتقديم اعتذار فوري، ونفذ طلب الرجل بالاعتذار الشفهي، ولقد تم ذلك على غير عادة إسرائيل والتي لم تكن تلق بالاً لقرارات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأسره، وكان الدرس القوي حينما ما طلب من دولة الكيان المغتصب الاعتذار مكتوباً وأن يكون قبل يوم الخميس وإلا اضطرت تركيا لسحب سفيرها من إسرائيل يوم الخميس، فما كان من دولة الكيان المغتصب إلا أن قامت بتقديم الاعتذار مكتوباً في أسرع بادرة من إسرائيل في تاريخ نشأتها،حيث سارعت بإرسال اعتذار مكتوب عبر وزارة الخارجية التركية والتي سارعت بدورها بتبليغه إلى رئيس الوزراء التركي وهو على متن طائرته قادماً من روسيا..
تحية لك أيها البطل أردوغان، وصحيح إن التاريخ لا يصنع الرجال، ولكن الرجال هم الذين يصنعون التاريخ.. فهل يا ترى تعلم زعمائنا العرب كل تلك الدروس المستفادة من الرجل؟!!!.. هل تعلموا منه إن العالم الآن لا يأبه ولا يحترم إلا الدولة القوية؟؟.. هل تعلموا منه إن ما يسمى بالمفاوضات العبثية والاستسلام لا السلام لا وجود له في دهاليز السياسة الإسرائيلية؟!! هل تعلموا منه إن هذه المقالات المموجة من أجل إتفاقية السلام والمبادرات السليمة قد مل منها الإسرائيليون أنفسهم.. هل تعلموا منه إن طريق الانبطاح والهزيمة والاستسلام لا يؤدي إلا إلى مزبلة التاريخ؟؟!!
نأمل أن نكون جميعاً قد استوعبنا من تلك الدروس المضيئة في حياة الزعيم القوي رجب طيب أردوغان...