المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التعريف الاشتراطي للفظ "التأويل"



سعيد عبدالمعطي
15/01/2010, 10:35 PM
التأويل
هو مآل الشيء أو نهاية مطافه.

*) تأويل المواعظ:-

"إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا و...* ...، ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا*" 58-59/4/النساء

"لَّا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَـهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولًا* ...* ...، ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا*" 22-35/17/الإسراء

الآيات تبين مجموعة من المواعظ التي يعظ بها الله الذين آمنوا، وعقَّب بعد ذلك بأن نهاية الاتباع لهذه المواعظ التي عظَّمها الله توصل الإنسان إلى أخْيَر حالٍ في الدنيا، الذي هو الأمن من الجوع والعري والظمأ والحر، وإلى أحسن مآلٍ في الآخرة وهو الجنة، التي هي التأويل.

*) تأويل الأحاديث:-

"...، وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ، وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ*" 21/12/يوسف

فحلول يوسف بمصر هو بداية تمكينه من السلطة المنبأ بها بالرؤيا التي رآها من قبل، وحذره أبوه يعقوب عليه السلام من أن يرويها لإخوته حتى لا يكيدوا له، ولكنهم كادوا له ولم يعلموا أن فعلهم كان الخطوة الأولى لتمكينه مما نُبئ به.

فتأويل الأحاديث هو الوقائع والأحداث الفعلية المتعلقة بالحديث.

*) تأويل الرؤى والأخبار الغيبية:-

هي الأحداث الفعلية التي تقع في زمن لاحق لزمن الرؤيا.

والغيب نوعان الأول غيب نسبي بمعنى أن البعض يعلم أشياء لا يعلمها آخرون ولا يعرفون عنها شيئا فهي بالنسبة لهم غيب، والثاني غيب مُطْلَق لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.

جميع الآيات بلا استثناء التي تكلمت عن تعبير الرؤى ذُكر فيها لفظ "نبئنا" أو مشتقاته وهذا يعني أن التأويل ليس أقوالا أو تفسيرا وإنما هو أحداث ووقائع ينبئ بها مُعَبِّر الرؤيا.

" وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ، قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا، وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ، نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ، إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ*" 36/12/يوسف، وانظر أيضا 37/12/يوسف، 45/12/يوسف، 78/18/الكهف
"وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا، وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا، وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي، إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ، إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ*" 100/12/يوسف

"هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ، يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ، قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ*" 53/7/الأعراف

"قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ، سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا* أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا* وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا* فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا* وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ، وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي، ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا*" 78-82/18/الكهف

ومن الآيات السابقة يظهر بوضوح أن التأويل هو الأحداث المُخْبَر عنها.

ففي الآية 53/7/الأعراف، يوم يأتي التأويل أي أحداث يوم الحساب يقر الذين نسوه من قبل بصدق الرسل ويبحثون عن الشفعاء أو يطلبون أن يُرَدُّوا إلى الدنيا ليعملوا أعمالا أخرى، ولكن هيهات فلا شفاعة ولا رد.

وفي قصة يوسف عليه الصلاة والسلام نرى أن وجوده هو وأبويه وإخوته وهو صاحب سلطة في مصر هذا الوجود ذاته هو التأويل للرؤيا التي رآها من قبل.

وفي الآيات التي تحدثت عن موسى والرجل الذي علمه الله من علمه عليهم الصلاة والسلام قال الرجل لموسى في نهاية ذكره للأحداث التي لم يكن موسى يعلم عنها شيئا قال "ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا" أي أن تلك الأحداث التي ذكرها هي بذاتها التأويل.