المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رائعة الأستاذ عبد الجبار سعد... عراق العز ويمن الإيمان



الدكتور أحمد الياسري
18/01/2010, 10:36 PM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

عراق العز ويمن الإيمان

شبكة البصرة

عبد الجبار سعد
الرئيس الشهيد ياسر عرفات في حياته تحدث ذات مرة فقال أنه لا تزال قرى فلسطين محافظة على طابعها من عهد الناصر صلاح الدين فالقرى الفلسطينية مقسمة بين قيسية ويمانية منذ استقرت جيوش الفتح الإسلامي القادمة معه من أهل اليمن والعراق في فلسطين بعد طرد الصليبيين منها.

***

العراق واليمن هما بوابتا الجزيرة والخليج الشمالية والجنوبية وهما مخزنا الثروة البشرية التي أمدت في السابق كل الفتوح الإسلامية التي بلغت غرب أوربا وتخوم الصين وغرب آسيا وشرقها وهما مصدرا القوة البشرية التي استعادت بيت المقدس وبلاد الشام التي بقي فيها الصليبيون نحو قرن من الزمان حتى جاءت مواكب الفتح من كل من العراق واليمن تسند غيرها من جيوش مصر والشام أو كما كانا يسميانهما القيسية واليمانية

***

العمق التاريخي والبشري والعلمي والحضاري لكل من اليمن والعراق كان مقصد كل القوى المعادية للعرب والمسلمين فكل المدارس الفقهية واللغوية جاءت منهما وبقيت آثارها فيهما فمنها يستمدان تلك الغيرة الإيمانية التي تسكن أعماق أبناء هذين الشعبين العظيمين وتجعلهما مصدر فزع كل القوى المعادية خصوصا الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين وأضاف إليهما العصر الحديث أهمية اقتصادية أكبر حيث جعلهما حارسي خزان النفط الهائل الذي يرقد تحته ثلثا مخزون النفط العالمي فليس غريبا أن تجري عملية اغتيال شعب العراق العملاق واغتيال مقدراته بشتى الحيل والأساليب التي انتهت بالغزو الكوني لأراضيه وتدمير كل قدراته كما أنه ليس من الغريب أن يتم وأد مقدرات شعب اليمن وقهره وعملية اغتياله بالحروب والصراعات و بالإفقار والتجويع ومنعه من استغلال ثرواته المختلفة بمافيها الثروة العلمية الهائلة التي يختزنها تاريخه.

***

مشروع الشرق الأوسط الكبير والفوضى الخلاقة التي أراد لها الغرب والصهاينة أن تمزق الوطن العربي تمزيقا آخر يزيد على تمزيقه في بداية القرن الماضي من خلال اتفاقية سايكس بيكو التي أوجدت الخارطة السياسية للوطن العربي والإسلامي الممزق في القرن العشرين بعد أن كانت الخلافة العثمانية تستوعب معظم أقطاره تحت راية الهلال الإسلامي الواحد هذا المشروع لم يكتف بماهو حادث لبلاد العرب من تمزق وتناحر بل أراد أن يمزق الممزق ويقسم المقسم ويخلق صراعات تناحرية داخل كل جزء على حدة وبينه وبين الأجزاء الأخرى بحيث تغرق البلاد العربية على الخصوص بصراعات تدمر كل مقدراتها وتفتت كتلها البشرية والجغرافية الموحدة في حين يتجمع يهود الأرض من كل الأصقاع ليشكلوا كيانا واحدا حتى يبقى الكيان الصهيوني هوالكيان العملاق الوحيد في المنطقة المفتتة والمنارة العظمى في المنطقة المظلمة المدمرة والقوة القادرة على الهيمنة على كل هذه البقاع بعد أن تصبح أشلاء عاجزة عن فعل أي شيء لنفسها أو لغيرها فتصبح جميعها تحت وصايتها.

***

جاء التهديد العراقي للكيان الصهيوني من ناحية وصفعة الوحدة اليمنية من ناحية ثانية في هذا الوقت الذي بدأت فيه القوى الغربية وربيبتها إسرائيل بترتيب أوضاع المنطقة على أساس هذا المشروع فبدأت كل الخطط في التنفيذ وهكذا فمنذ نحو عقدين ونحن نعيش هذا المخطط بغض النظر عن صحة أوكذب الدعاوى التي يرفعها الأعداء ضد أنظمة الحكم فيها كتبرير لهذا المخطط الغادر وما رأيناه في العراق حتى انتهى إلى ما انتهى إليه هو ما نرى ظلاله في اليمن ولكن بطريقة أخرى وكل بقدره وكل من تحالفوا لسحق العراق وقواه العملاقة هم أنفسهم الذين تحالفوا ويتحالفون في اليمن لقهر وحدته وكيانه الواحد في طريق إنهاكه وتمزيقه.. والقوى التي باعت نفسها للشيطان كي تحقق هذا الهدف من بين أبنائه تربطهم روابط متينه مع نظائرهم في العراق.. والدعاوى التي رفعت في العراق هي نفسها الدعاوى التي ترفع الآن في اليمن فالحرية والديمقراطية وإنهاء التمايز الطائفي والمناطقي والقضاء على الدكتاتورية ودعم الإرهاب هي نفسها الدعاوى التي رفعها الطائفيون والمناطقيون والعملاء هناك في العراق والقوى التي صمدت وتصمد في وجه هذا التآمر هي نفسها القوى الوطنية المؤمنة التي تعتز بانتمائها العربي والإسلامي وبوحدتها اليمنية وجذورها الممتدة في أعماق التاريخ بغض النظر عما تعانيه من الأعداء والأصدقاء.

***

نحن نعلم الآن أن كل التدبيرات التي فعلها الأعداء في الداخل والخارج هنا وهناك خصوصا في العراق قدارتدت على أصحابها برغم دعاوى النجاحات الجزئية والآنية التي تحققت لهم وبرغم طول وعرض الدعاوى عن النجاحات الديمقراطية الفاشلة!! لكن المحصلة النهائية لهذه التدابير لم تحقق للجميع أمنا ولا أمانا فقد تضرر اليمن والعراق ويتضرران ولكن لم يسلم غيرهما من نتائج هذا الضرر وهذا ماجعل الجميع يتداعي لإطفاء حرائق هم مصدر إشعالها وكل العواصم العالمية والإقليمية والعربية أصبحت معنية بما يحدث في القطرين خصوصا اليمن في الوقت الراهن وهو الذي تحفظه عناية الله أولا ثم إرادة بنيه المؤمنين.. وهذه دعوة للجميع للإعتبار من تجربتي العراق وأفغانستان فاليمنيون قادرون على حل أوضاعهم مهما بلغت مخاطرها وتعقيداتها وعلى الأشقاء والأصدقاء جميعا أن يعينوه فقط للوصول الى الوضع الذي لا يبقى فيه خطرا يهدد كيانه أولا وكيانات غيره و حتى لا تقع الخسارة الحقيقية على من يمني نفسه بتحقيق المعجزات على حساب أمن واستقرار هذا البلد الفقير المتخم بالعناء

فنقول بعدها للجميع على نفسها جنت براقش.

شبكة البصرة

السبت 30 محرم 1431 / 16 كانون الثاني 2010

صادق الرعوي
18/01/2010, 11:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الأستاذ عبدالجبار سعد على هذه المقالة الجميلة ، وأشكر الأستاذ أحمد الياسري الذي أتحفنا بها..
وأضيف :
الله سبحانه وتعالى وصف شعبين فقط بأنهم أولوا قوة وبأسٍ شديد وهما قوم سبأ (اليمن ) مع ملكتهم بلقيس وقوم بابل (العراق )وملكهم بختنصر أو نبوخذ نصر ..
فهذه بلقيس حينما إستشارت قومها في أمر رسالة نبي الله سليمان رد عليها قومها:
{ قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ }النمل33
وهذا ملك بابل وغزوه لبني إسرائيل:
( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا *)الإسراء
سلامي لليمن والعراق سلام لن تبلغ مداه الحروف والأوراق..

الدكتور أحمد الياسري
19/01/2010, 11:34 PM
شكراً أخي الكريم صادق رعاك الله على هذا الايضاح.
سيبقى العراق عراق العز، واليمن يمن الايمان بعون من الله.

فاطمة باوزير
22/01/2010, 10:45 PM
صنعاء تعانق عدن ..
هل ستصمد وحـــــــــدة اليمن ..؟
نسأل الله اللطف بنا في هذه الأزمـــــة ..