المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإسلام السياسى وتبعيات الحركات الإسلامية



الشاعرمحمدأسامةالبهائي
22/02/2007, 03:22 AM
على هامش الأعلان الأول لحقوق الإنسان
والذى تفضلت بطرحة الأخت الكريمة أمينة بنت الشهباء
أقدم هذا البحث البسيط لأوضح تبعيات الحركات الإسلاميةومن ثم الإسلام السياسي
وارجو إلقاء الضوء على الحركات الإسلامية بطريقة مبسطة مستعينا فى بحثى ببعض المواقع والكتب والجرائد على الشبكة العنقودية ( الأنترنت) وارجو الربط والموضوع المشار إليه أعلاه للأخت الواعية (بنت الشهباء) للتواصل ونقاشنا حول قضية من أهم القضايا التى تهمنا .
الإسلام السياسى وتبعيات الحركات الإسلامية
إسلام سياسي عبارة عن مصطلح سياسي وإعلامي استخدم لتوصيف حركات تغيير سياسية تؤمن بالإسلام باعتباره منهج حياة، واستخدم بكثافة عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 واستخدم هذا المصطلح بكثرة في الحملة الدعائية لما سميت الحرب على الإرهاب.
من وجهة نظر المسلمين يعتبر استخدام هذا المصطلح نابعا من عدم فهم و تعمق كافي في فلسفة الإسلام حيث يعتبر الإسلام من الناحية التأريخية الدين الوحيد الذي استطاع في عهد انتشاره الأولي من تكوين نواة لمؤسسات اجتماعية و خدمية و سياسية على الصعيدين الداخلي و الخارجي على عكس الديانات الأخرى التي لم يتمكن مؤسسوها (الديانة الأخرى) من تشكيل بدايات دولة والدول ذاتها التي تنتمي لديانات غير الإسلام شكلت الدولة بما يعرف بالنزعات العلمانية غير الملتزمة بتعاليم السماء والديانات كما هو معروف للعامة .
والإسلام السياسي بالمفهوم الغربي يمكن تعريفه كمجموعة من الأفكار و الأهداف السياسية النابعة من الشريعة الإسلامية والتي يستخدمها مجموعة يطلق عليهم الأعلام الغربي "المسلمين المتطرفين" الذين يؤمنون أن الإسلام ليس عبارة عن ديانة فقط وإنما عبارة عن نظام سياسي واجتماعي و قانوني و اقتصادي يصلح لبناء مؤسسات دولة . يتهم خصوم الحركات الإسلامية هذه الحركات بأنها تحاول بطريقة أو بأخرى إعادة هيكلة الدول وتطبيق تحليل محافظ الشريعة الإسلامية . يلقى فكرة تطبيق الشريعة الإسلامية بحذافيره في السياسة عدم قبولا من التيارات التي تسمي نفسها الليبرالية أو ما يطلق عليهم في بعض الأحيان الحركات العلمانية. ورغم الانتقادات والحملات الأمنية والإعلامية ضدها تمكنت حركات الإسلام السياسي من التحول إلى القوة السياسية الأكبر والأقوى في الشارع العربي والدليل على ذلك التجمع الإسلامي بلبنان ( حزب الله) والتجمع الإسلامي بفلسطين (حماس) والكيانات الإسلامية بمصر بصرف النظر الآن عن ماتلاقيه من النظام المصري الحاكم
وفيما يلي سنلقى الضوء على مايعرف بالإسلام السياسي
أولا : كلمة إسلام سياسي
. بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وجه الأعلام العالمي اهتمامه نحو الحركات السياسية التي تتخذ من الإسلام مصدرا لرسم الخطوط العريضة لسياستها وحدث في هذه الفترة الحرجة نوع من الفوضى في التحليل ادى بشكل او بآخر إلى عدم التمييز بين الإسلام كدين رئيسي و بين مجاميع معينة تتخذ من بعض الاجتهادات في تفسير و تطبيق الشريعة الإسلامية مرتكزا لها. وعدم التركيز هذا ادى إلى انتشار بعض المفاهيم التي لا تزال آثارها شاخصة لحد هذا اليوم من تعميم يستخدمه أقلية في العالم الغربي تجاه العالم الإسلامي بكونها تشكل خطرا على الأسلوب الغربي في الحياة و التعامل.
يعتبر مصطلح الإسلام الأصولي Islamic Fundamentalism من اقدم المصطلحات التي تم استعمالها لوصف ما يسمى اليوم إسلام سياسي حيث عقد في سبتمبر 1994 مؤتمر عالمي في واشنطن في الولايات المتحدة بأسم " خطر الإسلام الأصولي على شمال إفريقيا" وكان المؤتمر عن السودان و ما وصفه المؤتمر بمحاولة ايران نشر "الثورة الإسلامية" إلى أفريقيا عن طريق السودان . تدريجيا بعد ذلك و في التسعينيات وفي خضم الأحداث الداخلية في الجزائر تم أستبدال هذا المصطلح بمصطلح "الإسلاميون المتطرفون" واستقرت التسمية بعد احداث 11 سبتمبر 2001 على الإسلام السياسي.
يعتقد معظم المحللين السياسيين الغربيين ان نشوء ظاهرة الإسلام السياسي يرجع إلى المستوى الاقتصادي المتدني لمعظم الدول في العالم الإسلامي حيث بدأت منذ الأربعينيات بعض الحركات الاشتراكية في بعض الدول الإسلامية تحت تأثير الفكر الشيوعي كمحاولة لرفع المستوى الاقتصادي و الاجتماعي للأفراد ولكن انهيار الاتحاد السوفيتي خلف فراغا فكريا في مجال محاولة الإصلاح الاقتصادي و الاجتماعي و يرى المحللون انه من هنا انطلقت الأفكار التي قامت بتفسير التخلف و التردي في المستوى الاقتصادي و الاجتماعي إلى ابتعاد المسلمين عن التطبيق الصحيح لنصوص الشريعة الإسلامية وتؤثر حكوماتهم بالسياسة الغربية ولعبت القضية الفلسطينية والصراع العربي - الإسرائيلي واحتلال إسرائيل للضفة الغربية و قطاع غزة كل هذه الأحداث وتزامنها مع الثورة الإسلامية في ايران و حرب الخليج الثانية مهدت الساحة لنشوء فكرة ان السياسة الغربية مجحفة وغير عادلة تجاه المسلمين وتستخدم مفهوم الكيل بمكيالين.
يرى بعض المختصين الأمريكيين في شؤون الإسلام مثل روبرت سبينسر انه لايوجد فرق بين الإسلام و الإسلام السياسي وانه من الغير المنطقي الفصل بينهما فالإسلام بنظره يحمل في مبادئه أهدافا سياسية وقال سبنسر ما نصه "ان الإسلام ليس مجرد دين للمسلمين وإنما هو طريقة وأسلوب للحياة وفيه تعليمات و أوامر من ابسط الفعاليات كالأكل والشرب إلى الأمور الروحية الأكثر تعقيدا.

ثانيا : بدايات الإسلام السياسي
بالرغم من وجود دول و حكومات و إمبراطوريات و دويلات في التاريخ كانت تستند في أدارتها الداخلية و توجهاتها السياسية إلى الشريعة الإسلامية ولكن حركة الإسلام السياسي بمفهومه الحديث بدأت بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية عقب الحرب العالمية الأولى وقيام مصطفى كمال أتاتورك بتأسيس جمهورية تركيا على النمط اﻷوروبي وإلغائه لمفهوم الخلافة الإسلامية في تاريخ 3 مارس 1924 وإلغائه الشريعة الإسلامية من المؤسسة التشريعية وقام أيضا بحملة تصفية ضد كثير من رموز الدين والمحافظين. وبدأت الأفكار التي مفادها ان تطبيق دين الإسلام في تراجع وان هناك نكسة في العالم الإسلامي بالانتشار وخاصة بعد وقوع العديد من الدول الإسلامية تحت انتداب الدول الغربية المنتصرة في الحرب العالمية الأولى.
كانت ما أعتبره البعض النكسة الثانية للإسلام في العصر الحديث هو نشوء حركة القومية العربية على يد القوميون العرب و جمال عبد الناصر و حزب البعث العربي الاشتراكي والذي كان الانتماء للقومية العربية و ليس الانتماء لدين الإسلام هو المحور المركزي لهذا التيار وبدأت تدريجيا نشوء دول عربية و أسلامية مستقلة يظهر فيها تفاوت في مدى تطبيق الشريعة الإسلامية في رسم سياسة الدولة وكان المنحى العام في تلك الفترة هو نحو العلمانية ولم يكن هذا المنحى مقبولا لدى العديد من المواطنين الساكنين في الدول العربية وتم استعمال القوة في نشر الأفكار القومية العربية و العلمانية في بعض الدول مثل مصر في عهد جمال عبد الناصر و العراق في عهد حكم حزب البعث
ثالثا : حركة ديوباندي في الهند
نشأت حركة ديوباندي في الهند كردة فعل على الهيمنة البريطانية في الهند حيث انطلقت من قرية ديابوند الواقعة 150 كم من العاصمة نيودلهي على يد سيد أحمد خان (1817 - 1898) حركة أسلامية انتشرت في جنوب آسيا وكانت الحركة تتخذ من الفقه الإسلامي حسب المذهب الحنفي محورا مركزيا لها وتم بناء مدرسة دار علوم ديوباند في القرية عام 1866 وقامت المدرسة بتدريس مايعتبره العالم الغربي بالمفهوم الحديث الإسلام السياسي ويمكن تلخيص مبادئ هذه الحركة بالتالي:
• التوحيد بالله
• إتباع سنة رسول الإسلام محمد بن عبد الله في كل صغيرة و كبيرة.
• حب الصحابة
• تقليد وأتباع أقدم مدارس الفقه او الشريعة الإسلامية .
• الجهاد في سبيل الله.
كان لهذه المدرسة الأثر الأكبر في نشوء حركة طالبان فيما بعد. كان مؤسس الحركة سيد أحمد خان يشعر بالقلق من كون المسلمين أقلية في الهند و كمواجهة للمد البريطاني في الهند نصح أتباعه بتقبل الثقافة الغربية بصورة محدودة مع عدم الانفتاح الكامل على الغرب وكان يخطط لإنشاء مؤسسة تعليمية ضخمة توازي في ضخامتها جامعة كامبريدج وقام بإصدار صحيفة باسم "تهذيب الأخلاق" وتدريجيا نشأت خلافات بينه وبين الهندوس من جهة و السلطات البريطانية من جهة أخرى وعندما بدأت بوادر الأزمة في 1876 نتيجة إصرار الهندوس على اعتبار اللغة الهندية لغة رسمية بدلا من لغة الأوردو عندها صرح احمد خان انه كان و لفترة طويلة يعتقد ان المسلمين و الهندوس هم أمة واحدة ولكنه مقتنع الآن ان هناك خلافات جذرية تمنعهما من ان يكونا أمة واحدة". بالرغم من ان حركة سيد أحمد خان لم تكن مسلحة ولم تتسم بطابع العنف إلا أن أفكار وآثار هذه المدرسة كانت لها دورا كبيرا في نشوء دولة باكستان و حركة طالبان فيما بعد.
رابعا :حركة سيد أبو الأعلى المودودي
يعتبر سيد أبو الأعلى المودودي (1903 - 1979) من الشخصيات الدينية البارزة في تأريخ باكستان وكان المودودي متأثرا بتعاليم حركة ديوباندي في الهند . كان المودودي ينادي لإقامة دولة أسلامية يتم فيها تطبيق للشريعة الإسلامية. في عام 1941 أنشأ المودودي مجموعة "جماعتِ إسلامي" أي الجماعة الإسلامية وكانت عبارة عن حركة أسلامية سياسية ويسيطر هذه الحركة في الوقت الحاضر على 53 مقعد من المقاعد البرلمانية البالغة عددها 272 في البرلمان الباكستاني . يعتقد بعض المؤرخين ان سيد قطب من حركة الإخوان المسلمين قد تأثر بأفكار المودودي ويعتبر قطب و المودودي من مؤسسي تيار مايسميه البعض "الصحوة الإسلامية" .
تعرض المودودي إلى الاعتقال بسبب انتقاداته الشديدة و المتكررة للسياسيين في باكستان من عدم اعتمادهم على الشريعة الإسلامية في رسم سياسة الدولة . من عام 1956 إلى عام 1974 قام المودودي بمجموعة من الرحلات لنشر أفكاره على شكل محاضرات في القاهرة و دمشق و عمان و مكة و مدينة و جدة و الكويت و الرباط و إسطنبول و لندن و نيويورك .

خامسا : الأخوان المسلمون
الإخوان المسلمون هي جماعة إسلامية تم تأسيسها في عام 1928 من قبل حسن البنا في مصر كدعوة إسلامية وهى كبرى الحركات الإسلامية المعاصرة. وتنتشر هذه الجماعة الآن في 72 دولة تضم كل الدول العربية و دولا إسلامية و غير إسلامية في القارات الست. بدأ نشاط الإخوان المسلمون في مصر كحركة جامعة شاملة تُعنى بالإصلاح الاجتماعي و السياسي .أسسها حسن البنا عام 1928 في مدينة الإسماعيلية وما لبثت أن انتقلت إلى القاهرة. وفي ثلاثينيات القرن العشرين، زاد التفاعل الاجتماعي والسياسي للإخوان المسلمين وأصبحوا في عداد التيارات المؤثرة سياسياً واجتماعياً .وفي عام 1942 وخلال الحرب العالمية الثانية عمل الإخوان على نشر فكرهم في كل من شرق الأردن وفلسطين، كما قام الفرع السوري بالانتقال إلى العاصمة دمشق في عام 1944. وبعد الحرب العالمية الثانية، قام الإخوان المسلمين بالمشاركة في حرب 1948 لتحرير فلسطين بكتائب انطلقت من كل من مصر وسوريا والأردن. وحلت الجماعة في أعقاب عودة مقاتليها من حرب فلسطين دون سبب معلوم حتى الان.وبعد ذلك تم اتهام بعض الإخوان باغتيال النقراشي باشا وقد أدان الإخوان قتل النقراشي وتبرؤوا من القتلة . وتمت معاقبة من قام بعملية القتل من قبل القضاء المصري مع رفع الحل وعاد الإخوان لممارسة أنشطتهم .حتى تم اغتيال مؤسس الجماعة حسن البنا مساء السبت 12 / 2 / 1949.
سادسا : حركات الجهاد الإسلامي
ادى اعتقال سيد قطب و تنفيذ حكم الإعدام عليه مع 7 آخرين في فجر الاثنين 29 أغسطس 1966 إلى نشوء نوع من بوادر الانقسام في حركة الإخوان المسلمين حيث استمرت قيادة الجماعة متمثلة في حسن الهضيبي في انتهاج نهج معتدل يدعو إلى الحوار بينما بدأت بعض الفصائل التي تتبنى تغييرات جذرية في الخطوط العريضة للحركة بالظهور وكان محركهم الرئيسي الكتابات الأخيرة التي كتبها سيد قطب من المعتقل قبل إعدامه ومهد هذه الأحداث الطريق إلى نشوء حركة الجهاد الإسلامي في مصر في أواخر السبعينيات والتي تبنت مسؤوليتها عن اغتيال محمد أنور السادات وحاولت اغتيال وزير الداخلية المصري حسن الألفي و رئيس الوزراء عاطف صدقي في عام 1993 . يعتبر حركة الجهاد الإسلامي في مصر مسئولا عن تفجير السفارة المصرية في باكستان عام 1995 و سفارة الولايات المتحدة في ألبانيا عام 1998 . كان أيمن الظواهري زعيما لحركة الجهاد الإسلامي في مصر في الثمانينيات ولكنه انضم إلى تنظيم القاعدة فيما بعد . بعد نشوء هذه الحركة في مصر ظهرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وكانت معارضة لمنظمة التحرير الفلسطينية و زعيمها ياسر عرفات .
سابعا : الوهابية
الوهابية حركة إسلامية قامت في شبه الجزيرة العربية في أواخر القرن الثاني عشر الهجري على يد محمد بن عبد الوهاب (1703 - 1792 ) بغية تنقية عقائد المسلمين والتخلص من العادات والممارسات التعبدية التي انتشرت في بلاد الإسلام و تراها الوهابية مخالفة لجوهر الإسلام التوحيدي مثل التوسل بالقبور والأولياء والبدع بكافة أشكالها أو ما يطلق عليه بشكل عام اسم بدعة. نبعت الحركة الوهابية من أهل السنة و الجماعة ويصفها أتباعها بأنها دعوة إلى الرجوع إلى الإسلام الصافي و هو طريقة السلف الصالح في إتباع القرآن و السنة ، أي عمليا نبذ اعتماد المذاهب الفقهية السنية الأربعة و الاعتماد المباشر على النص (القرآن و السنة) .
مصطلح وهابية بحد ذاته مرفوض حاليا من قبل أتباع ابن عبد الوهاب مفضلين عليه اسم سلفية أو اسم (أهل السنة و الجماعة) باعتبار أنهم من يمثلوا الإسلام الحقيقي ، لكن مصطلح أهل السنة و الجماعة كمصطلح تاريخي له أهميته تتمسك به معظم الفئات السنية بمن فيهم الصوفية و أصحاب المذاهب السنية و تجده حتى في أدبيات الفرق الكلامية من أشاعرة و ماتريدية مما يجعله مصطلحا خلافيا . لكن مصطلح وهابية يبقى مستخدما بشكل كبير من قبل معارضيهم الذين يرفضون نسبتهم إلى (السلف) و بالتالي يجدون في نسبتهم لابن عبد الوهاب الطريقة الأفضل لتمييزهم . وسائل الإعلام و الكثير من المؤلفين تستخدم المصطلح أيضا للتعبير عن المدرسة الإسلامية السلفية التوجه المنتشرة في شبه الجزيرة العربية و الخليج العربي
ثامنا : مابعد الثورة الإسلامية في ايران
شهد مايسمى بحركات الإسلام السياسي من قبل البعض او مايسمى بالصحوة الإسلامية من قبل البعض الآخر نشاطا في الثمانينيات و التسعينيات ويعتقد معظم المحللين السياسيين ان هناك عوامل عديدة ساهمت في هذا النشاط منها فشل حركات القوميون العرب و التيار الشيوعي من تحقيق اي تقدم ملموس في الواقع الإقتصادي المتردي في كثير من الدول العربية اضافة إلى قيام الجمهورية الإسلامية في ايران و التدخل السوفيتي في أفغانستان وصعود محمد ضياء الحق إلى السلطة في باكستان و حرب الخليج الثانية كل هذه العوامل مجتمعة مع التوتر في علاقة السعودية مع ايران وخاصة بعد فشل مساعي السعودية من الحد من انتشار الفكر الأيراني بعد اعتمادها على صدام حسين و حرب الخليج الأولى ادى هذا إلى اعتماد السعودية أستراتيجية بديلة في منافستها مع ايران الا وهي الدعم المالي للمدارس الإسلامية القريبة من تفكير السعودية اضافة إلى الدعم المالي للمجاميع الإسلامية في البوسنة و الهرسك و افغانستان .
في التسعينيات اخذت ما يسمى بحركات الإسلام السياسي طابعا عنيفا في الجزائر و فلسطين و السودان و نيجيريا وكان الحدث الأكبر في هذه الفترة هو صعود حركة طالبان إلى الحكم في أفغانستان مما ادى بصورة عملية إلى تشكيل كيان جغرافي و سياسي وجد الكثير ممن يوصفون باتباع منهج الإسلام السياسي ملاذا و نقطة انطلاق فيها ومن ابرزهم تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن وفي تركيا فاز حزب التطور والعدالة ذو التوجه الإسلامي المحافظ بزعامة رجب طيب أردوغان باغلبية مقاعد البرلمان في تركيا في عام 2002م.
تاسعا :مابعد 11 سبتمبر 2001م .
بعد احداث 11 سبتمبر 2001 حاولت الأدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي جورج و. بوش ايجاد طريقة للحد من انتشار ما يسمى الإسلام السياسي فقامت الولايات المتحدة باعلان الحرب على الإرهاب المثير للجدل الذي يرى البعض انه بطريقة او باخرى ادى إلى زيادة انتشار فكر الإسلام السياسي حيث انتشرت هذه الأفكار في دول كانت تتبع في السابق منهجا علمانيا مثل العراق حيث بدأت افكار الإسلام السياسي بالظهور بعد غزو العراق 2003 وبدأ الملف الشيشاني مع الاتحاد الروسي تاخذ طابعا اكثر عنفا و اصبحت بعض جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق يظهر على حكوماتها ملامح إسلامية مثل أوزبكستان و كازاخستان و ترکمانستان و أذربيجان . يرى الرئيس الأمريكي جورج و. بوش ان الإصلاح الاقتصادي في العالم الإسلامي يعتبر عاملا مهما في الانتصار في مايسمى الحرب على الإرهاب ولكن هذا الإصلاح يبدو بطيئا جدا في ساحات مايسمى الحرب على الإرهاب في افغانستان و العراق.
عاشرا : الحركات الليبرالية في الإسلام
هناك العديد من الحركات التي توصف بأنها حركات الإسلام الاجتهادي او حركات الإسلام التقدمي التي تعتمد على الاجتهاد او تفسير جديد او عصري لنصوص القرآن و الحديث النبوي ويزعم هذا التيار بأنهم يحاولون الرجوع إلى المبادئ الأساسية للإسلام. يمكن تلخيص المحاور الرئيسية لهذا التيار بالنقاط التالية:
• إستقلاية الفرد في تفسير القرآن و الحديث
• التحليل الأكاديمي للنصوص والتعاليم الإسلامية المحافظة.
• انفتاح اكثر مقارنة بالتيار المحافظ وخاصة في العادات و طريقة اللبس و الهندام.
• التساوي الكامل بين الذكر و الأنثى في جميع أوجه الحياة.
• اللجوء إلى استعمال الفطرة اضافة إلى الاجتهاد في تحديد الخطأ من الصواب.
يرجع بدايات هذا التيار إلى اختلاط المسلمين مع العالم الغربي من خلال موجات الهجرة . ويرى هذا التيار ان التطبيق الحرفي لكل ما ورد من نصوص إسلامية قد يكون صعبا جدا إن لم يكن مستحيلا في ظروف متغيرات العصر الحديث . وهذا التيار لا يؤمن بصلاحية أية جهة بإصدار فتوى و يؤمن هذا التيار بحق المرأة في تسلم مناصب سياسية وحتى ان تكون خطيبة في مسجد ومعظم من في هذا التيار يحاولون فصل السياسة عن الدين ويفضلون مبدأ اللاعنف .
يرى التيار المحافظ في الإسلام ان مصطلح "مسلم ليبرالي" هو صنيعة غربية ولا يوجد على ارض الواقع مثل هذه التسمية وان من يحملون هذه الأفكار قد ابتعدوا عن المبادئ الأساسية لدين الإسلام بسبب تأثرهم بالعالم الغربي .


الشاعر
محمدأسامةالبهائي
مصر

سيد يوسف
22/02/2007, 11:49 AM
بارك الله فيك ونفعنا بك ايها الحبيب
السرد التاريخى والتحليلى هذا يحتاجه كثير من الناس
وأستأذنك فى ذكر ما يلى
* معظم المقاومة فى بلاد المسلمين التى تتعرض لاحتلال واغتصاب- يغض الطرف عن الحديث فيه أغبياء الطابور الخامس- ترجع إلى المقاومة بصبغتها الإسلامية...فمثلا : فلسطين ،جنوب لبنان، الشيشان، البوسنة والهرسك، كشمير ،إرتيريا،هذى نماذج واضحة للعيان...والسؤال:هل هذه الملاحظة سليمة؟!

ولماذا الإسلام هو القادر –ولو تاريخيا- على حشد وتعبئة الجماهير؟وهل الإسلام فقط هو القادر على تحريك هذه الأمة؟ وإذا لم يكن فأي شيء آخر يمكن أن يكون معه؟وما دلالة ذلك؟ولماذا يتجاهل ذلك بعض العلمانيين بله ينكرونه؟ولماذا يُستدعى الإسلام إلى ساح الوغى والجهاد عند الأزمات وينحى عند الحكم والتطبيق؟!

ولماذا حين تجرى انتخابات –ولو شبه نزيهة- ويحصد فيها أصحاب التيار الإسلامى أصواتا ذات أغلبية ( مصر، فلسطين ، اليمن ، الأردن ، الصومال، الكويت ، المغرب ،....) يسارع البعض للتقليل من هذا النجاح ووصم ذلك النجاح بأنه بسبب فساد الأنظمة الحاكمة كما فى مصر وفلسطين أو بأنه بسبب القتل البطيء للأحزاب الأخرى وإفساح المجال للجماعات المحظورة رغم أن أكبر نسبة اعتقال ،وتضييق تطال تلك الجماعات لأسباب عدة؟!

**تأملات من الماضي

*ما يزال بعضنا يذكر أن الإسلام يُستدعى بقوة لتحريك الجماهير سواء جهة السلطة أو جهة المقاومة فالأنظمة الحاكمة تستصدر فتاوى تخدم مصالحها وكم سمعنا أن العمليات الاستشهادية فى فلسطين إنما هى عمليات انتحارية ، ثم سمعنا من بعض أهل العلم –الثقة – إنها أفضل الجهاد عند الله إذا صحبتها نية صادقة...
* وفى حرب الخليج الأولى وما كان من رفع الشعارات الإسلامية وبكاء بعض الرموز الإسلامية من أجل تبرير المشاركة فى نصرة أهل الكويت من صدام ثم اختفت تلك الشعارات بعد انتهاء وظيفتها وحصل المؤيدون جزاء استغلالهم للدين لتحريك الجماهير بعض الامتيازات فضلا عن سقوط بعض الديون.
* ولعل بعضنا يذكر الوثيقة الستالينية وهي البيان الذي وجهه جوزيف ستالين وفلاديمير لينين إلى مسلمي روسيا بعد أقل من شهرين من استيلائهم على السلطة تحثهم على مواجهة القياصرة ، والثورة عليهم ، لأنهم أهدروا حقوق المسلمين ، والوعود التي قطعوها على أنفسهم ثم تنكروا لها فكان المسلمون أول الضحايا.
* ونذكر – كما تروى كتب التاريخ المعاصر- حين حارب أتاتورك بداية قد أخذ يلبس العمامة ويحمل السبحة ويمسك القرآن ، ويطوف على الجماهير والجنود ، يستثير حماسهم ويعبئهم لحربه مع اليونان ، ويعتبر أن انتصار اليونان على تركيا هزيمة للإسلام؟!

نتائج
ما سبق يدعونا إلى استخلاص عدة نتائج تتناسب والبيئة العربية :
*الإسلام يعد أكبر حافز لتعبئة الجماهير ولعله وحده تاريخيا القادر على ذلك .
* تنحية الإسلام من الحياة السياسية والاجتماعية لا تؤتى بثمار ناجعة بله أنها تؤخر أنصار ذلك الإقصاء إلى حيث لا يمكنهم النصر...ومن ثم فإن استدعاء الإسلام للجهاد وتنحيته عن الحكم خطل كبير وسفه ينبغي إعادة النظر فيه احتراما للعقل.
*التبريرات السخيفة لانتصار التيارات ذات النزعة الإسلامية فى أى انتخابات ماضية وقادمة يجعل أهل التبرير لا يتقدمون خطوة للإمام بل يشيع فيهم جدل المصاطب الذى ينشأ من فراغ العمل.

أعتذر للاطالة وشاكر لك طرحك مثل هذى الموضوعات الرائعة

محمد البوهي
22/02/2007, 11:56 AM
السلام عليكم ورحمة الله

الشاعر المبدع القدير / محمد البهائي

حاولت ان ارسل لك لكنك الغيت خدمة استقبال الرسائل ، فتقبل مني شكري ، واحترامي وتقديري ، من خلال صفحاتكم المضيئة هنا .

محمد سامي البوهي


نقال : 009656773625

الشاعرمحمدأسامةالبهائي
22/02/2007, 12:10 PM
اشكرك أخى الكريم سيد يوسف
على مداخلتك القيمة
واننى أراك تتحدث عن مشروع الجهاد أو فكرة المجاهد الإسلامى
وفى عجالة أيضا أذكرك اخى سيد ومن خلال تاريخ الأسلاميين بمصر مثلا فى نطاق وفى خبرة حركة السياسة المصرية على امتداد المساحة الزمنية بين الجيل الذي افتتح القرن الماضي بجهاده في "مشروع التحرر" (خاصة بعد حملة نابليون على مصر) وبين الجيل الذي خُتم ذلك القرن وهو يبحث عن مشروعية الوجود السياسي الرسمي داخل مصر.
تبدأ المسيرة مع جمال الدين الأفغاني الذي تبنَّى فكرة الإسلام المجاهد ضد الطغيان الداخلي والخارجي، وكذلك فكرة الإسلام المتحرِّر من قيود التقليد. ثم انتقلت المسيرة بعد ذلك إلىالشيخ محمد عبده الذي دعا إلى المنهج "الإصلاحي" "التربوي" "التدريجي" وأعقب الشيخ محمد عبده المرشد حسن البنا الذي قام بتشكيل جماعة الإخوان المسلمين. وتبنَّى حسن البنا مفهوم "النهضة"، أي نهضة الأمة الإسلامية التي لا تتمّ نهضتها إلا بجانب الله والإيمان وسلوك سبيله"، وكذلك دعا إلى كون "الدولة والقومية والعلم من أركان الإسلام"، وأن الإسلام شامل لكل أوضاع الكون والمجتمع والفرد. ثم جاء سيد قطب ليعلن عن الجاهلية التي أصيبت بها المجتمعات المسلمة، ومن ثم فقد رأى أن التحرر الوحيد من براثن الجاهلية يتم من خلال تطبيق الحاكمية، وتلا سيد قطب حسن عشماوي وتوفيق الشاوي الذي تبنَّى فكرة التسليم بالوجود الإلهي والإيمان بالحرية الفردية. وأخيرًا.. وصلت المسيرة إلى مشروع تيار الوسط الذي انتقل من إطار الفكر الدفاعي إلى إطار الفكر البنائي الذي يستجيب لمتطلبات الواقع بالعمل على مبادئ الإسلام لرفعة الحياة الإنسانية من مجرد حياة على حياة كريمة .
واختتم بتساؤل مفاده: لمصلحة من تتمّ محاصرة كل هؤلاء الإسلاميين؟
وبصفة خاصة فى بلدى وما يدور فى الوقت الراهن
دمت بكل الخير
أخى الكريم سيد يوسف العزيز
وإلى لقاء على خير
أتركك فى آمان الله
أخوك محمدأسامة

بنت الشهباء
22/02/2007, 12:12 PM
أخي الكريم
الشاعر والأديب الحر الملتزم
محمد أسامة البهائي
دخلت للتو لأرى صفحات مضيئة أتى لنا بها لسان قلمكَ الحر الجريء
حول تاريخ الإسلام السياسي
وخطر على البال وأنا أتلو روائع بحثكَ مجموعة الكاتب محمد حسن ابراهيم
يعرض فيها تاريخ الإسلام السياسي من خلال رؤى واضحة , وحقيقية الإسلام السياسي
وفيه يعرض تاريخ الحركات الساسية ونشأتها من زمن النبي الأمي إلى زمن الخلافة الراشدة والأموية والعباسية ....
وسأعود بإذن الله إلى هذه المجموعة قريبا لأضيف لكم بعض النقاط المهمة في تاريخ الإسلام السياسي

وجزاكم الله خيرا

الشاعرمحمدأسامةالبهائي
22/02/2007, 12:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله

الشاعر المبدع القدير / محمد البهائي

حاولت ان ارسل لك لكنك الغيت خدمة استقبال الرسائل ، فتقبل مني شكري ، واحترامي وتقديري ، من خلال صفحاتكم المضيئة هنا .

محمد سامي البوهي


نقال : 009656773625

أخى العزيز
الأستاذ محمد البوهى
فى البداية لك كل التحية وخالص الأمتنان بمعرفتك
وهذا شئ يسعدنى كثيرا وربنا يرزقك بما هو أفضل من غربتك
وتعود لأحضان معشوقتك الغالية مصر وأنت سالم غانم اللهم آمين
بين الأخوة لا شكر على واجب ولو أنى مش عارف على أيه ؟؟؟
أحنا عملنا حاجة يارجل ؟؟
لك خالص دعواتى القلبية
وربنا يوفقك
أخوك
محمداسامة