علم التحمر والاستحمار

[محمود سلامه الهايشه]

علم التحمر والاستحمار (1)



75 جنيه أفضل من 2000 جنيه
تذكرة طيران = بطة

الخبر: ضحى راكب بقيمة تذكرة الطيران التي تزيد على ألفي جنيه حتى لا تتم مصادرة بطة سعرها 75 جنيها وكمية من اللحوم كانت بحوزته. وحذرته شركة الطيران من أنه سيتم إلغاء تذكرة سفره لأنه أضاع مقعداً على الشركة لكنه أصر على موقفه، فتم إنزال حقائب الراكب ليخرج من المطار بصحبة البطة، ورجع بها إلى بيته بدلاً من أن يسافر للعمل..
يجب أن يُصنف هذا الخبر عن أنه صدق أو لا تصدق، اعتبر هذا الراكب أن مفتشي جمارك المطار اعتدوا على كرامة وكبرياء بطته المذبوحة، ورأسه وألف حذاء أنه لا يركب الطائرة إلا إذا كانت بطته بصحبته!، ولن يركب الطائرة ويسافر للبحث عن لقمة عيشه إلا بصحبتها!
فكيف يسافر إلى أبوظبي وليس معه البطة؟ فمن المحتمل أن تكون لصديقة المقيم هناك، وبالتالي فهو أخذ بوصية أم صديقة، بألا يضيع البطة ولا يعطيها لأحد إلا لأبنها، وبالتالي فهو اخذ بالوصية وفضل أن لا يسافر من غيرها، فهو قد عاشر البطة عدة ساعات، منذ أن حملها من بيته ثم إلى المطار.
احتمال كبير جدا أن هذا الراكب لم يسمع عن مرض الأنفلونزا بأنواعه طيور وخنازير وماعز....الخ. وطالما لم يسمع ويعرف فليس عليه من حرج!
وبالتأكيد أعطى البطة لزوجته بمجرد أن وصل بيته، فقام هي على الفور بطبخها، وبالهنا والشفا.

بقلم: محمود سلامة الهايشة

[محمود سلامه الهايشه]

علم التحمر والاستحمار (2)

5 حجاج للعريس مقابل 4 حجاج للعروسة
نجل الخامس على كريمة التاسع


تعود الناس على طباعة كروت للدعوة في مناسبة الزواج وعقد القران وما شبه ذلك من احتفالات عائلية وأسرية.
وصلني كرت دعوة لحضور حفل زفاف وعقد قران سيكون على يومين متتاليين، العريس (م) على الآنسة (ب). عقد القران عقب صلاة العصر بمسجد ..... والسهرة أمام منزل العريس..
كل هذا والكرت كباقي الكروت ليس فيه شيء، ولكن انظر من هم أسماء الأشخاص الداعين لهذا العُرس، وجدت خمسة أسماء فوق أسم العريس مقابل أربعة أسماء فوق أسم العروسة، كل هؤلاء يتشرفون بدعوة سيادتكم والعائلة الكريمة لحضور حفل عقد قران وزفاف نجل الخامس على كريمة التاسع.
أسماء أعمام العريس الأربعة واسم أبوه الخامس، واسم جد العروسة واثنين من أعمامها والرابع أبوها.
وبالتالي كان علي أن أدقق من هو الخامس من ناحية لعريس حتى أعرف من هو أبوه، وأدقق أكثر كأني أحل الكلمات المتقاطعة حتى أعرف من هو والد العروسة، وأدقق أكثر في الأسماء حتى أعرف من هو الجد ومن هم الأعمام؛ جلست أقهقه وأضحك أنا وزوجتي، ثم طلبت مني أن ترى الكرت وتقرأه بنفسها، ثم قالت أنظر هل قرأت هذه الجملة، فأمسكت بالكرت وقرأت: (وذلك بمشيئته تعالى خامس وسادس أيام عيد الفطر المبارك)!!!!، ولا يوجد تاريخ هذين اليومين ولا ماذا يوافقان؟!
فقالت زوجتي: عيد الفطر ثلاثة أيام فقط، فماذا يعني خامس وسادس أيام العيد. فظل أضحك وأقهقه على هذا الكرت الغريب العجيب الذي ينطبق عليه قواعد هذا العلم الجديد. ودامت دياركم عامرة بالأفراح.

بقلم: محمود سلامة الهايشة

[محمود سلامه الهايشه]

علم التحمر والاستحمار (3)


3 سنوات سجن يقضيها في الآخرة!

فوجئ نجل إبراهيم شعبان الذي يعيش في إحدى محافظات شمال مصر، بصدور حُكم ضد والده بالحبس 3 سنوات بعد اتهامه بالتبديد والامتناع عن سداد أقساط أرض زراعية، وعلم بذلك عندما أتت له قوة تنفيذ الأحكام للقبض على والده، فأخبرهم أنه غير موجود، فسارع الابن إلى تقديم معارضة على الحكم.
وتبين عقب صدور الحكم الذي تسبب في صدوره ثلاثة موظفين بمديرية الإصلاح الزراعي بالمحافظة بعد قيامهم بالتزوير والحجز الإداري على إبراهيم شعبان صاحب الأرض، فألقى القبض على المتهمين الثلاث وأمرت النيابة بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيق، وبعد أن قدم ابن المتهم الأوراق الرسمية للمحكمة، فأصدر القاضي حكماً ببراءة إبراهيم شعبان، الذي توفي منذ أكثر من 10 سنوات، فهو قد فارق الحياة عام 1999.
• حتى المتوفين لم يسلموا من صدور الأحكام القضائية ضدهم بالحبس.
• ولكن ليس ذنب القاضي الذي حكم عليه، ولكن الذنب كله يقع على كاهل هؤلاء الحمير الثلاثة الذي زوروا في أوراق متوقي رسمية!
• حكمت المحكمة حكماً غيابياً على المرحوم، وعليه أن ينفذه في قبره، أو على مقبرته!، فالمقابر الآن أصبحت مساكن شعبية تُأخر بمبالغ كبيرة، بل ويدفع فيها مقدم مالي وتأمين، وقد قامت الحكومة بتوصيل جميع المرافق من كهرباء ومياه شرب، ورصف طُرق وإنارة الشوارع، وعليه فيتم تحصيل الغرامات والمبالغ المستحقة على المتهم المحبوس داخل قبره من خلال تسديد قيمة الإيجار (القيمة الإيجارية) إلى خزانة المحكمة كل شهر حتى الانتهاء من سداد كامل المبلغ المقدر في الحُكم ويلتزم الورثة بذلك!!
• الخوف كل الخوف أن تصبح تلك المقابر والأحواش التي بها المدافن، تقع تحت طائلة وأنياب قانون الضرائب العقارية الجديد!!
• وإنا لله وإنا إليه راجعون! وحسبنا الله ونعم الوكيل!
بقلم: محمود سلامة الهايشة

[محمود سلامه الهايشه]

علم التحمر والاستحمار (4)


كليات الزراعة تقبل الحاصلين على الثانوية العامة من القسم الأدبي
إغلاق وإلغاء كليات الزراعة، وضمها لكليات العلوم
الدكتوراه في العلوم الزراعية وفقط= كيلو باذنجان وعليه كيلو طماطم هدية
الدكتوراه في العلوم الزراعية + وساطة ومحسوبية= تصبح عالما وباحثا مرموقا في المجتمع
الاستحمار يؤدي بك/أو بكِ إلى تبوء ارفع المناصب القيادية
رسالة ماجستير ودكتوراه ليس مكتوباً عليها اسم مشرف من المعهد/أو المركز البحثي مكانهما صندوق القمامة!!


قراءة هذا الخبر العجيب!، فذهبت مسرعاً إلى حماري الفيلسوف حتى يشرح لي كيف يكون هذا؟، كيف لكليات الزراعة التي تدرس العلوم الزراعية التطبيقية أن تقبل خريجين الثانوية العامة من القسم الأدبي بجانب القسم العلمي؟!
- فقهقه حماري الفيلسوف وقال: هذا خبر كاذب نشر كاختبار وقياس ردت الفعل!
فقلت: خبر كاذب، لماذا؟!!
- حماري: لأن كليات الزراعة بجميع الجامعات المصرية منذ حوالي سبعة أعوام وهي تقبل الحاصلين على الثانوية علمي بمجموع خمسون بالمائة، ولكن للأسف لا يقبل عليها إلا أعداد محدودة للغاية، لدرجة أن أصبح عدد أعضاء هيئة التدريس بتلك الكليات أضعاف مضعفة بالنسبة لإجمالي أعداد الطلاب في جميع السنوات الدراسية الأربعة بالكلية. فقام أحد النابغين باقتراح قبول طلاب من القسم الأدبي للالتحاق بكليات الزراعة.
فقلت: أيكون هذا الوضع لكليات الزراعة ونحن في دولة زراعية في المقام الأول؟!، ولا يوجد مستقبل لتأمين الأمن الغذائي والاكتفاء الغذائي إلا بالزراعة ونحن قد تخطينا ثمانين مليون نسمة. صحيح أن كلية الزراعة من الكليات ذات الدراسة الصعبة والثقيلة، ولكن ليس معنى هذا أن تغلق!
فضحك حماري الفيلسوف وقال: ما رأيك في هذا الخبر الكاذب؟
إغلاق وإلغاء كليات الزراعة، وضمها لكليات العلوم
فقلت: الله خبر كذب أكثر من رائع، ولكن نحن نعيش في زمن فيه كل شيء ممكن وجاز ويمكن حدوثه، فهذا الأمر ليس بالبعيد إن استمر الأمر على هذا النحو، وإذا استمرت الإحصائيات بهذا الشكل.
- حماري: أنت عارف المثل الشعبي المصري (الفاضي يعمل قاضي).
نعم أعرفه...!
- حماري: الآن تغير المثل وأصبح (الفاضي يعمل ماجستير ودكتوراه!!).
فعلاً اتجه شباب الخريجين من الجنسين ومن كافة الكليات إلى تكملة دراستهم العليا للحصول على الماجستير والدكتوراه، في محاولة منهم للاستفادة من السنوات التي سوف تمر دون جدوى في ظل عدم وجود وظائف وارتفاع نسب البطالة بينهم. والفتيات يقبل أكثر في السنوات الأخيرة على تلك الدراسات رغم ارتفاع مصروفات الجامعية إلى أربعة أو خمسة أضعاف ما كانت عليه قبل عشرة سنوات، وذلك لأنهم لم يتزوجن وذلك لحل مشكلة العنوسة بالدراسة، حتى إذا سألهن أحد لماذا تأخر بكم سن الزواج فتكون الإجابة جاهزة، فتقول البنت "إني أكمل دراستي العليا للحصول على الماجستير والدكتوراه"!!
- فابتسم حماري الفيلسوف وهز رأسه، مشيراً إلى إعجابه واتفاقه معي فكل ما قلته، ثم قال: حتى الدراسات العليا ليس لا معنا، فالشباب يقبلون عليها على أساس أن تلك الشهادات تمنحهم فرصة عمل أفضل، وخاصة في المركز والهيئات والمؤسسات البحثية، ولكن للأسف لا يجدون ولن يجدون...!!
فقاطعته: كيف هذا حتى من حصل على الدكتوراه؟
- حماري: نعم، بكل تأكيد، فقد أخبرني أحد أصدقائي أن هناك عشرات بل مئات الرجال والنساء في المعاهد المختلفة لمركز البحوث الزراعية، يعمل مؤقتين ب ستون أو ب سبعون جنيهاً مصرياً في الشهر على الرغم من أنهم حاصلين على درجة الدكتوراه في العلوم الزراعية كل على حسب تخصصه، وذلك منذ خمسة بل عشرة بل خمسة عشر سنة وهم على هذا الحال، المثبتين منهم فهم مازال على موظفين عاديين وليسوا باحثين، أي أنهم على الكادر العام وليس الكادر الخاص للباحثين!!
- فنظر إليك وقرأ على وجهي عدم التصديق والاندهاش!!، فقال: أتحب أن أقص عليك حكاية حقيقية حدثت بالفعل ومازالت تحدث لأن فصولها لم تنتهي، وتحت يدي جميع المستندات التي تثبت صحت كلام، فهزت رأسي ومشيراً بيدي نعم أريد.
- فبدأ حماري الفيلسوف يقص الحكاية:
أعلن مركز البحوث الزراعية عن حاجته لتعيين باحثين مساعدين من الحاصلين على الماجستير في العلوم الزراعية، وذلك في التخصصات الآتية: إنتاج حيواني-إنتاج دواجن-تكنولوجيا حيوية-ألبان، وذلك في الإعلان رقم (1) لسنة 2007. وتم ترتيب المتقدمين لهذا الإعلان والبالغ عددهم 180 متقدم، وذلك على حسب تاريخ الحصول على درجة الماجستير (وذلك على حسب إفتاء الجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع لمجلس الدولة)، وهذا الكلام مثبت في محضر مجلس معهد بحوث الإنتاج الحيواني، وكذلك في رد مدير المركز على معالي وزير الزراعة، وتم تعيين رقم 1 ورقم 2 في الترتيب بهذه الشروط"
فقاطعته وقالت: كلام جميل وشيء رائع ولا يوجد أي نوع من الاستحمار والتحمر..!
- حماري: أصبر حتى أكمل فالاستحمار سيظهر بعد قليل، تغيرت إدارة المعهد وجاءت إدارة جديدة أخذت على عاتقها مبدأ أساسي وهو مخالفة القانون، حيث أعلنت إدارة المعهد في إحدى جلسات مجلس المعهد رغبتها في تغيير شروط الإعلان رقم (1) لسنة 2007، وتم إضافة شروط جديدة لم تكن موجودة بالإعلان الأصلي، وذلك بهدف خدمة مجموعة معينة من أبناء المعهد.
فقلت: هو يجوز تغيير شروط إعلان بعد نزوله وانتهاء الفترة القانونية للتقديم فيه، ومرور سنوات وشهور (هذا يتفق مع قواعد الاستحمار)، ثانيا هم أصحاب الوساطة والمحسوبية أولاد وأبناء المعهد ومن هم دون ذلك أولاد البطة السوداء (هذا أيضا استحمار من النوع الفريد).
- حماري الفيلسوف: أرأيت، فقامت الإدارة باستبعاد عدد (95) متقدم من جملة (180) متقدم للإعلان ليصبح العدد المتبقي (85) فقط، وذلك بدون وجه حق وبدون سند قانوني.
فسألته وما السبب؟!
- فقال: السبب أنهم ليس لهم مشرفاً من المعهد، أي أن ليس من ضمن لجنة أشرافهم على رسالته الماجستير كل المبعدين مشرف من أساتذة المعهد!!
فقلت: ما هذا الكلام الفارغ؟!، الجامعة هي التي تمنح الدرجة العلمية وليس أي مركز أو معهد بحثي..!!
- حماري الفيلسوف: ثم تم ترتيب هذا العدد المتبقي (85) على حسب شروط جديدة وضوابط أخرى منها تاريخ التعيين بالمعهد وتاريخ الحصول على الماجستير، وذلك في تحدي صارخ للقانون، حيث أن القانون ذكر أن مدة الخبرة التي يعتد بها عند التعيين في وظائف الباحثين المساعدين هو التاريخ اللاحق لحصوله على الماجستير.
- ثم استطرد قائلاً: ليس هذا وفقط، بل العجب العجاب أن هناك أسماء تم تسكينها في هذا الإعلان حاصلين على ماجستير تخصص اقتصاد زراعي وعلوم بيئة، وهذه التخصصات غير موجودة أساسا في الإعلان..!!!
فقلت: حماري الجميل هل هذا معقول؟!، هل يوجد كل هذا الاستحمار والتحمر؟؟!!

بقلم: م. محمود سلامة الهايشة

[عبدالله بن بريك]

ليس هذا بغريب في زمن المحسوبية و المحاباة

وليذهب قانون(الشخص المناسب في المكان المناسب)

إلى الجحيم؟؟؟

شكرا جزيلا أخي محمود.