المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مأساة عائلة برغوث صورة مشينة من حصار غزة



د. ناصر جربوع
24/01/2010, 07:00 AM
عائلة برغوث كغيرها من العائلات الفلسطينية اللاجئة إلي قطاع غزة ، بدأت حياتها في مخيم صغير للاجئين الفلسطينيين بدير البلح وسط قطاع غزة – المقطوع عن العالم – وبنت كوخها الصغير في المخيم على أمل تحقيق حلم العودة يوما إلى (بيت دجن ) إحدى ضواحي مدينة يافا المحتلة..في المخيم عاشت العائلة أحلامها ولم تكن تدري ما يخبئ لها الزمن والاحتلال والحصار ، كدح أفراد الأسرة وعملوا في شتى أنواع سوق العمل الفلسطيني، ليستمر صمودهم في رحلة البقاء ، والتشبث بأرض الوطن ، مات من كبارهم من جاء إلى مخيم دير البلح للاجئين ولم ينس أن يسلم مفاتيح بيته في بيت دجن إلى ابنه متمسكا بوصيته الخالدة ( لا تنسي بيتنا وأرضنا وانقل الأمانة إلى أبناءك ) ..ورغم إلتهاء معظم العائلة بتجارتهم البسيطة، إلا أن حلمهم وآمالهم لم تنسيهم أن ينحتوا بحياتهم البسيطة صورة في ذاكرتهم ووجدانهم تربطهم بجذورهم ومسقط رأس أجدادهم وآباءهم ، كل هذه المتزاحمات والأحلام المعششة في أذهانهم ربما تغيرت صباح يوم الجمعة الموافق 22- 1 – 2010 م حين أفاق المواطن سمير برغوث من نومه ووجد أطفاله جثة هامدة ، وضاع حلم حياته و طافت أفكاره وهو ينظر إلى أطفال في عمر زهرة الربيع ، وقد فارقوا الحياة (عبيدة 2 عام، وملك 4 أعوام، وخضر 7 أعوام، ووجد ابنه محمد 6 أعوام في رمقه الأخير ونقله بسرعة مع احد الجيران ليأمل من الله أن تبقى رائحة ممن عاش لأجلهم ، وقام بلحظة يأس بتحويل (شهد( 5 أعوام إلى مستشفى الأطفال بغزة بسبب خطورة حالتها وعدم قدرتها على التنفس.ولكن قدر موتها كان هو الأسبق!! ..وقف سمير برغوث بعيناه الدامعتين ، وقف ليلعن الظلام – ليلعن الحصار – ليلعن الانقسام ألف مرة – سمير برغوث تذكر أبيه، ووصيته ومفاتيح بيته الدجانى وقال في سريرته لمن اسلم المفاتيح بعد اليوم ..فقدت كل حياتي وما عاد للحياة في غزة طعمًا بعد اليوم ، لمن أجد واعمل ، وهل تحلو لي الحياة بعد أطفالي ، وصرخ باكياً بأعلى صوته -- آه --- آ ه على فراق بسمتك يا عبيدة ، وضحكتك الرائعة يا ملك ، وسلام على روحك يا محمد وخضر .مأساة عائلة برغوث لم تأتى طوعاً أو عمل اختياري، بل جاءت ضريبة لتحدى واقع قطاع غزة المأساوي في القرن الحادي والعشرين ، وخاصة حين شرعت دولة الكيان الصهيوني بفرض حصارًا هو الأبشع منذ خلقت البشرية ، حصار شمل الحجر والبشر وشرايين الحياة ، كان أشده ظلمًا قطع المازوت المشغل لمحطة توليد كهرباء غزة ، وإغراق غزة ومخيماتها بدجى ليل أسود وظلام حالك ، وبشكل يومي ، ويعزز الحصار بطائرات تخيم كغربان الليل في سماء غزة ،والأطفال يبيتون مرعوبين من الظلام الدامس والبرد القارص الناخر لعظامهم البريئة ، بسبب حرمانهم من ابسط وسائل التدفئة ، وأصبح أطفال غزة بين (مطرقة الحصار والجوع وسندان البرد والخوف وأزيز الطائرات ) .أمام كل هذه المعطيات وإرضاءاً لأساطين وأمراء الأنفاق الذين اغرقوا غزة بمولدات (مواتير) كهرباء نخب ثالث ، مستوردة من مصانع صينية رديئة ، اعتقد أنها تصنع خصيصا لغزة التي أصبح سكانها حقل تجارب لكافة شعوب العالم حتى العالم الثالث لم ينسي شوطه في ملعب غزة ، أمام كل ذلك اشتري سمير برغوث مولد كهربائي لإنقاذ أولاده من خوف واحد فقط - الخوف من الظلام – وقطعت الكهرباء كالمعتاد ولم يدري موعد رجوع النور إلى بيته الفقير من جديد، وغالبه النعاس الممزوج بتعب العمل في النهار ، ونام أطفاله الأبرياء على نور المولد وصوته المزعج ، ولكن لعب الأطفال بنهارهم بألعابهم البسيطة وغضاضة عظامهم وهجوم النعاس الكاسح أنساهم صوت المولد الكهربائي المزعج ، وكانت الكارثة ، الكارثة أن الأبوين أحكما إغلاق المنزل ليقوا أطفالهم من برد الشتاء القارص ، ونفث المولد عوادمه البترولية الخبيثة وافرز كمية كبيرة من الرصاص المخلوط بالبنزين المهرب عبر الأنفاق ، ومات أطفال سمير خنقاً ، وماتت أحلامه بالغد المشرق ، وجلس سمير يتساءل عن السبب في موت أطفال لم يبلغوا سن الحلم ولم يعرفوا للحياة في غزة طعم،، فقد سلبت طفولتهم منذ ولادتهم ورسموا في دفاتر مدارسهم أشكال من الحصار، وفتات لبعض الصواريخ التي ألقيت بالأطنان على غزة ، وتحويل سمير السعيد إلى حزين التعيس – تعاسة العيش في خضم هذا العالم المتوحش الذي تآمر لقتل أولاده الأربعة وفكر أن يعلى صوته ، ويقدم شكاوي ولكنه لم يهتدي للطريق ، فكل الأبواب مغلقة في وجه ، فهل يقدمها للعالم عبر الأنفاق رغم أنها ساهمت في قتل أولاده – د.ناصر إسماعيل جربوع اليافاوي – كاتب باحث فلسطيني

مصطفى عودة
24/01/2010, 07:34 AM
الانقسام ليس سبب موت الاطفال انما الجهل في مراعاة السلامة من هذا الاب المكلوم _ اعانه الله ومنحه الصبر _ .
لماذا لم يمت غير اطفاله من المازوت (الديزل) المهرَّب؟ السبب في الانقسام .!!

لا يوجد عاقل يؤيد الانقسام او ينظر له او يدعو له،انما من ارادوا القضاء على لا الله الا الله هم السبب. يا دكتور ناصر لم يبق الا ان تقول حماس تسببت في موت الاطفال وفتح المجاري مع مياه الامطار قبل ايام .

لا زلت يادكتور تبتعد عن تطبيق ومناصرة العاملين لاعادة الحكم لله في فلسطين لانك علماني!
هداك الله .

عائشة صالح
24/01/2010, 10:10 PM
أعانه الله على بلواه ومصيبته

إن المسؤول الحقيقي عن هذه الفاجعة هم من يحاصرون قطاع غزة ومن يبنون الجدار العازل ومن خلفهم اسرائيل.

عبد الرحيم لبوزيدي
25/01/2010, 12:42 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة تدمي القلب وتفجر غضب من لايزال لديه بصيص من المروءة والانسانية ،ارادوا لغزة العذاب اراد لها الدمار والاستسلام،ارادو تجويعها من اجل تركيعها ،ارادوا اهانتها من اجل اراحة العدو من صداعها ،ارادوا لغزة ان تلقى في البحر دون سابق انذار،ارادوا من اهل غزة ان ينتفضوا ضد من؟؟ضد من بعد الله كان السبب في رفع هامات اهل غزة بل والمسلمين جميعا امام العدو الغاشم،قد ينظر الى حماس انها السبب في الحصار ،قد ينظر اليها انها المتسببة في محن اهل غزة ،قد ينظر اليها انها التي تسببت في اشعال نار حرب ضروس لم يشهدها التاريخ المعاصر بل والتاريخ كله ،قنابل عنقودية ،فسفروية حارقة ،غازات ...قنابل بالاطنان ..ومع ذلك لم يستسلم المارد لارادة الغزاة لم يستسلم المارد لارادة عباس ومبارك....
لعن الاب المكلوم الحصار ولعن الفرقة ومعه نؤمن ،لكن من السبب ،السبب ليست حماس ،السبب هو ظلم ذوي القربى وهو اشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند،اذا كان لليهود ما يبررون به حصارهم ،فماذا نقول عن السلطة في رام الله التي تبارك هذا الحصار ولو بسكوتها وتواطئها مع الكيان الصهيوني في ادامة هذا الحصار عبر مشاركتها في مطاردة المناضلين الفلسطينيين في الضفة ،ماذا نقول عن الجار الذي صرح حديثا ان جدار الكراهية لم يقم استجابة لطلب احد وانما لحماية الامن القومي المصري ،وكاد المريب ان يقول خذوني.....
ان قصة هذا الرجل المكلوم ما هي الا نموذج لحالات قد نملأ بها مجلدات ،ومع ذلك تسقط الحصون ولا تسقط المبادئ ،فالحرية شجرة سقاها الدم المسفوح،وبقد ر ما سفك العدو دماء ابرياء غزة بقدر ما تقترب نهايته ان شاء الله ،وما ذلك على الله بعزيز