المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عودة سيزيف (إلى جمال مرسي ثانيةً)



عبد القادر رابحي
22/02/2007, 03:20 PM
عودة سيزيف


أتريَّثُ
حينَ يمُرُّ على كاهلي
ثقلُ سيزيف
أهجعُ حين يصدّقُني
حزنُهُ
وهو يذرو جراحاتِه للرّياحِ
ويصبرُ...
علّ الذي فاتَ أكبر ممّا تبقّى
وعلّ الذي يتعلّمهُ الجرحُ..
أجمل من حزن هذا المساء الكئيبْ..
+++
أتريّثُ
حين يمُرُّ على أحرُفي ظلُُّهُ..
حين أسمعُهُ يتحدّثُ عن نفسِهِ..
ويقولُ لها:
كلُّ آتِ قريبْ..


+++ +++
أتصَوَّرُهُ غامضاً
وجميلاً..
ويحملُ أبَّهَةَ المَطَرِ المُسْتَفِيقِ لأعدائهِ..
وكثيراً من المدُنِ النَّائماتِ
تُؤيّْدُهُ..
و تسيرُ وراءَ ابتساماتِهِ
كيْ تبلّل أَحِْلامها بالكُرُومِ التي خَثّرتها لهُ الآلههْ..
+++ +++
أتصوَّرُهُ نازلاً من سَمَاءاتِ أبراجِهِ
و الجراحاتُ،
من فرط فرحتها،
تتزيّنُ في غفلةٍ منهُ..
تملأُ كلّ المنافي التي طرّزتْ حُزنها بالورودْ..
تتذكّرُهُ أرْضُه ُ
و تقولُ لأعدائهِ:
كنتُ أعْرِفُ أنَّ الفتى
ذاتَ يومٍ
يعُودْ..

+++ +++

أتصوّرُهُ نيّئاً
و طَرِيّاً
و يخْجلُ حينَ تحدّثُهُ أمّهُ
عنْ حَبيبتهِ...
يختفي حولَ أوهامِ آبائهِ
ليضيّعَ عُمرًا
و يلعبَ مثل الكبار بأسلحةٍ فاسدهْ..
يجرحُ الطفل أحْلاَمَهُ
فتحوّطهُ أمّهُ
و تَدُورُ كما هذهِ الأرضُ
حولَ شموسِ انكساراتِهِ
و تذرُّ الرمادَ
لتحرسهُ من نتوءاتِ أعدائِهِ الحاسدَهْ..
+++ +++
أتصوَّرهُ فارعاً
و الجميلاتُ يهدينَ أيديّهنّ لهُ..
علّهُ يتلفَّتُ عن طوعهِ لضفائرهنَّ
فَتَنْتَبِهُ الأرضُ...
تصرُخُ:
هذا الذي كنتُ راوَدْتُهُ عنْ نُبوءاتهِ
ذاتَ يومٍ
و كٌنتُنَّ لُمتُنَّنِي فيهِ..
هذا الذي حَرَمتْنِي الجبالُ الحزيناتُ من غيمهِ
حرمتني السّنونُ..
و مِن يومِها لمْ أرَ السُّنبُلَهْ..
لمْ تَطِرْ بي حقولُ الحنينِ إلى ما تراكمَ في قلبهِ
من حنينٍ
و لمْ يفتَحِ السّجنُ أبوابَهُ المُقفلهْ..
+++ +++
أتصوّرُهُ وطناً..
و الحُشودُ تطوفُ تواريخُها
حولهُ..
علّها تتطهّرُ من رجسِها..
من عذاباتِ سقْطَتِها..
و تُطِيلُ الدّعاءْ...
علّها ترتوي من سحاباتِ زمزمِهِِ
علّها تتماثلُ من غيِّها
للشفاءْ..
كان يعرفُها..
منذ أن دلّلتها المراحلُ
في رحم الكتب الحائرَهْ..
كان يعرفُها..
منذُ أن أخْبرتْهُ بها الذّاكرهْ
+++ +++
(ها..
أنتَ وحدكَ
مقلوبٌ
و منقلبُ
فليس ينفعُ
ما تُدلي بهِ الكتُبُ
قطفتَ من شوقِ ليلى
من ضفائرها
ما يجعل الصَّخرَ نبعاً
دُونهُ العِنَبُ
تذكّروكَ
على حَرِّ
و ليسَ لهمْ
في حرِّهِمْ
غير معناكَ الذي شَرِبوا )
++ +++
فرِحاً
كنتُ أمسِ
إذْ استوقفتني العصافيرُ
خبَّأتِ الشّوق في ممْلكاتِ البهاءِ
و في بوحِ هذي الظلالْ..
فَرِحاً
كانَ سيزيفُ
و الأرضُ ترقصُ من تحتِ أقدامِهِ
فتذوب الثّلوجُ
و تلتئِمُ الإنكساراتُ،
ثمَّ تٌجَرْجِرُ لوعَتَها خَلْفهُ
تتمنَّاهُ..
ماذا بإمكانهِا أنْ تُقدِّم للرّجُلِ
البطلِ
الهَرَمِ
المُستَحيلِ..
وماذا بإمكانها أنْ تقولَ لهٌ..
و هْوَ يحملُ أحزانَ من غادروا لونَ هذا التّرابِ
و لمْ يشْرحوا سِرَّهُ للتِّلالْ..
...
....
....
ها هي الآن تحضنهُ
تحتفي كالصبي بعودتِهِ
تتطلّع في طولهِ..
تتسلَّقُهُ
رجُلاً
رجُلاً
تستريحُ على ضِلعِهِ
لحظَةً
حينَ تتعبُ
ثمَّ تُواصلُ رِحلتها
للكمالْ..

تركي عبد الغني
22/02/2007, 07:31 PM
أتمنى ألا تكون كالإله زيوس بحكمه على سيزيف تعاقب حبيبنا د. جمال


وليتك تعاقبه بحمل وردة بدل الصخرة التي لا مستقر لها إلا قعر الجبل

لكم أنت رائع أيها الشاعر المبدع

لك احتراماتي ولجمال قبلة على الجبين (مش على مكان ثاني عشان ما حدش يفهمني غلط)

د. جمال مرسي
22/02/2007, 09:59 PM
خي الحبيب الشاعر الجميل عبد القادر
لله درك يا صديقي
و ما أجمل هديتك
نعم نعم
وعدت و وفيت بالوعد
فهل أستطيع رداً للجميل
سأحاول
فانتظرربما تسعفني عفاريت شعر أخي هلال الفارع
محبتي التي لا تنضب
أخوكم جمال مرسي

د. جمال مرسي
22/02/2007, 10:03 PM
أتمنى ألا تكون كالإله زيوس بحكمه على سيزيف تعاقب حبيبنا د. جمال


وليتك تعاقبه بحمل وردة بدل الصخرة التي لا مستقر لها إلا قعر الجبل

لكم أنت رائع أيها الشاعر المبدع

لك احتراماتي ولجمال قبلة على الجبين (مش على مكان ثاني عشان ما حدش يفهمني غلط)

يا تركي ، يا تركي
بطل شقاوة
أما أنا يا حبيب القلب فلا أخاف أن أفهم خطأ إن أودعتك قبلة كبيرة على
على
على
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
عينيك :wel:

د.هزاع
24/02/2007, 03:13 AM
بورك فيكما
شاعران رائعان
تمتعانا بفنكما الأصيل
الرابحي
وأبا الأمراس
لكما تقديري

عبد القادر رابحي
25/02/2007, 08:57 PM
أتمنى ألا تكون كالإله زيوس بحكمه على سيزيف تعاقب حبيبنا د. جمال


وليتك تعاقبه بحمل وردة بدل الصخرة التي لا مستقر لها إلا قعر الجبل

لكم أنت رائع أيها الشاعر المبدع

لك احتراماتي ولجمال قبلة على الجبين (مش على مكان ثاني عشان ما حدش يفهمني غلط)

اخي تركي عبد الغني
تحياتي الخالصة
أشكرك على مرورك
ز على تعليك الجميل
أنت تعرف أن القصيدة هي وقاء بوعد للدكتور جمال مرسي للرد على قصيدته التي أهداها لي مشكورا..
و التي سماها"سيزيف"
و هي نفسها كانت ردا على قصيدة لي هي "كلمات إلى جمال مرسي" كتبتها ردا على قصيدته
السابقة "أنهار لا تعرف الخوف"..
و أنت ترى أن الكلام ينادي الكلام..
في قصيدة "سيزيف" يصورالدكتور مرسي سيزيف في قمة الجبل ينظر إلى من هم أسفله من العرب الذين تقاسموا دمه و شربوه غبوقا على نحب ضياع الأرض و العرض..
و رأيي أن الدكتور جمال مرسي قد بلغ القمة صراحة بهذا العمق في الطرح و التصوير..
و قد حاولت في "عودة سيزيف" أن أنزل به إلى العالم الأرضي الواقعي لينظر إلى من كان صادقا في التعامل معه و من كان غير ذلك ..
و هو أقرب إلى الرجل المؤمن..منه إلى الرجل الاثيني الذي كانت له مشكلة مع الآلهة التي عذبته بالعذاب السرمدي المعروف..
احي تركي ..
أتمنى أن القصيدة قد راقتك..
و أن يتبع هذا الكلام نقاش..
شكرا
وفاء
و صدق..
عبد القادر...

عبد القادر رابحي
01/03/2007, 12:12 PM
خي الحبيب الشاعر الجميل عبد القادر
لله درك يا صديقي
و ما أجمل هديتك
نعم نعم
وعدت و وفيت بالوعد
فهل أستطيع رداً للجميل
سأحاول
فانتظرربما تسعفني عفاريت شعر أخي هلال الفارع
محبتي التي لا تنضب
أخوكم جمال مرسي

أخي جمال
تحياتي الخالصة
لك كل الوقت
و لك أن تختار العفاريت
و الابجديات..
و مباهج الشوق..

تحياتي

عبد القادر

مازن عبد الجبار
06/03/2007, 03:41 PM
فرِحاً
كنتُ أمسِ
إذْ استوقفتني العصافيرُ
خبَّأتِ الشّوق في ممْلكاتِ البهاءِ
و في بوحِ هذي الظلالْ..
فَرِحاً
كانَ سيزيفُ
و الأرضُ ترقصُ من تحتِ أقدامِهِ
فتذوب الثّلوجُ
و تلتئِمُ الإنكساراتُ،
ثمَّ تٌجَرْجِرُ لوعَتَها خَلْفهُ
تتمنَّاهُ..
ماذا بإمكانهِا أنْ تُقدِّم للرّجُلِ
البطلِ
الهَرَمِ
المُستَحيلِ..
وماذا بإمكانها أنْ تقولَ لهٌ..
و هْوَ يحملُ أحزانَ من غادروا لونَ هذا التّرابِ
و لمْ يشْرحوا سِرَّهُ للتِّلالْ..
...
....
هدية جميلة للشاعر الاروع د جمال مرسي

عبد القادر رابحي
12/03/2007, 07:36 PM
يا تركي ، يا تركي
بطل شقاوة
أما أنا يا حبيب القلب فلا أخاف أن أفهم خطأ إن أودعتك قبلة كبيرة على
على
على
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
عينيك :wel:

لن يفهمكم أحد خطأ
أيها الشعراء..
محبتكما دائمة
صادقة

أخوكم عبد القادر

يحيى سليمان
28/08/2009, 11:31 PM
كم تمنيت أن تكون هنا
أيها الشاعر الكبير
كم أفتقدك
وأفتقد مثل
هذا
النص الذي أجاهد لكي يخرج
من ذاكرتي منذ قرأته
أول مرة
بشعره ونزفه وكيانه المستقل
عما يكتب الشعراء
ولكني أستغل وجوده هنا
لأقول كل عام وأنت بخير أستاذي رابحي
والجزائر كلها بخير
ودمت مبدعا

يحيى سليمان
21/03/2010, 01:37 AM
(ها..
أنتَ وحدكَ
مقلوبٌ
و منقلبُ
فليس ينفعُ
ما تُدلي بهِ الكتُبُ
قطفتَ من شوقِ ليلى
من ضفائرها
ما يجعل الصَّخرَ نبعاً
دُونهُ العِنَبُ
تذكّروكَ
على حَرِّ
و ليسَ لهمْ
في حرِّهِمْ
غير معناكَ الذي شَرِبوا )

محمد العلوان
21/03/2010, 06:59 PM
حرف ينطلق
مرفرفا في فضاءات يقيدها
حلم
لا ..... فضاء
يسعه
تحياتي

مجذوب العيد المشراوي
21/03/2010, 07:17 PM
لا بدّ من شيخ ...

لا بدّ من شيخ ...

وهذه لي

فقط

يحيى سليمان
14/11/2011, 11:13 PM
لابد من شيخ
وهي لي يا شيخي
معذرة