المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسامير وأزاهير 134 ... ( صلاة الحاجة ) لنا و ( صلاة الاستخارة ) لأولي أمرنا!!!.



سماك العبوشي
26/01/2010, 09:53 PM
مسامير وأزاهير 134 ...


( صلاة الحاجة ) لنا و ( صلاة الاستخارة ) لأولي أمرنا!!!.
(
( يا ابيض ... يا اسود !!! ) ، تلكم لعمري عبارة مختصرة كان قد رددها عادل إمام في مسرحيته الشهيرة ( شاهد ما شافش حاجة ) أيام كنا نعشق مسرحياته وقبل أن نعرف معدنه ونكشف حقيقة مواقفه!!، وهي عبارة أثيرة ذات مغزى كبير يتم من خلالها تحديد المواقف ، كما ولها مدلولات واسعة تعيننا في كيفية تعاملنا بقضايانا المصيرية وفرز غثـّها من سمينها ، لاسيما تلك التي سترسم مستقبل أجيالنا القادمة حتى تقوم الساعة ويرث الله سبحانه وتعالى الأرض وما عليها بقرارات قد نتخذها اهتداءً وفرزاً ( بياضاً أو سواداً )!!.
( سواد المشهد ) بات واضحاً بعد ثبوت فشل جهود الدبلوماسية الأمريكية بإقناع حكومة يهود على التخلي عن الاستيطان ولو مؤقتاً أولاً ، و ( سواد المشهد ) ما نراه من رفض إدارة أمريكية على ممارسة ضغط حقيقي على العدو كي ينصاع لإرادة المجتمع الدولي والشرعية الدولية ثانياً ، و( سواد المشهد ) ما نتلمسه من صلف وغرور وعناد صهيوني على تحقيق سلام خاص بمواصفات وقياسات صهيونية ثالثاً ، وبرغم كل ذاك السواد القاتم المعتم ، فإننا بتنا نضع أيدينا على قلوبنا مخافة أن ينقلب السواد إلى بياض ، فنسمع عن عودة مفاجئة لمفاوضات ثنائية جديدة بيننا وبين الكيان الصهيوني تجري وفق السياقات القديمة التي اعتدنا عليها لتكتب بعدها فصول كتاب ( الحياة مفاوضات ) بجزئه الثاني ، لاسيما وأننا لا نزال نسمع بين الحين والآخر عن إصرار أمريكي واجتماعات تجري بينه وبين أطراف عربية توصف بالاعتدال من أجل إقناع قيادة السلطة على تغيير موقفها الرافض لعودة تلك المفاوضات وفق السياقات القديمة وفي ظل استمرار الاستيطان في مدن وقرى الضفة الغربية!!.
قد والله هدأ روعنا ، واستكانت أنفسنا قليلاً ، وتنفسنا الصـُـعـَداء هنيهة ، حينما سمعنا عن إصرار قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية وتمسكها بقرار عدم العودة للمفاوضات إلا بعد تحقيق مطالبها بإيقاف حكومة يهود العمل بإنشاء المستوطنات ، فيما يبدو ( ممثل راعي السلام الموهوم ) مصراً على أن يسحب قدم المفاوض الفلسطيني من جديد لمفاوضات لن تكون بأي حال من الأحوال بفضل من سابقاتها ، ولا ندري حقيقة إن كان مفاوضنا الفلسطيني سيغير رأيه فيرى بأن سواد المشهد الذي اصطبغت به المفاوضات من قبل قد انقلب بقدرة قادر فصار شديد البياض ، فلم يبق في الحقيقة بالقوس من منزع ، فلقد جربت السلطة الفلسطينية حظوظ التسوية والمهادنة من أجل استرداد حقوق أبناء شعبها طيلة عقد ونصف ، كان من تداعياتها تعطيل بعض بنود ميثاق م ت ف الداعية للمقاومة ، كما وزجت السلطة في غياهب معتقلاتها بخيرة أبناء فلسطين ممن انتهج سبيل الشرع والدين في مقاومة المحتل نزولاً عند توجيهات دايتون الحاكم بأمره!!.
يا رجال السلطة الوطنية الفلسطينية ، المشهد أمامكم ( يا أبيض ... يا اسود ) ، فسموا الأشياء بمسمياتها ، فلا حيرة بعد اليوم ولا خيار لكم غير ذاك ، تشبثوا بموقع رفضكم لدعوات أمريكا وممثلها المخادع ولا تخطئوا كرة أخرى بالامتثال لجهوده ودعواته لمعاودة استئناف المفاوضات، فلقد جربتم تلك المفاوضات طويلاً وعشتم أجواءها وتلمستم تداعياتها التي أظهرت بشكل لا لبس فيه بأنها ذات لون أسود قاتم ، ودليلكم في ذلك لعمري هو استمرار الاستيطان والتوسع ، وتزايد عمليات تهويد مدينة القدس ، وارتفاع ممارسات الاجتياح والتنكيل وقضم الأراضي واستمرار معاناة أبناء شعبنا في فلسطين!!!.
ختاماً ...
فإن كان ولابد ، وإزاء بؤسنا وشقائنا أولاً ، وحيرة قد تلبست قيادة شعب فلسطين ثانياً ، فلا أرى مناصاً من أن أذكر صلاتين يؤديانها كلا الطرفين ( قيادة وشعباً فلسطينياً ) تقربا لله واسترحاما واستعطافا لفضله وعونه ، تعين الواحدة الأخرى بفضل الله ومشيئته :
أولاً ... ومادام شعبنا سليب الإرادة قد وقع بين فكي كماشة الاحتلال والاحتراب والانقسام الفلسطيني الداخلي فلقد بات بأمس الحاجة اليوم للتوجه إلى الله العزيز القدير والتضرع إليه سبحانه وتعالى بـ ( صلاة حاجة ) من ركعتين خفيفتين يعقبهما دعاء فيه توسل إلى الله العزيز القدير وتضرع كي يقضي له حاجة قد أقضت له مضجعاً وسهـّدت له جفناً جراء غياب الوئام وانتشار الفتنة وازدياد الانقسام في مشهدهم السياسي أولاً ، ولقرب شبح شر جولة من مفاوضات عبثية من مشهدهم السياسي ثانياً :
(( لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين أسالك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والعصمة من كل ذنب والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم ألا تدع لي ذنبا إلا غفرته ولا همـّاً إلا فرّجـته ولا حاجة هي لك رضا إلإ قضيتها يا أرحم الراحمين ، اللهم أهد ولاة أمرنا وقادة ركبنا سواء السبيل وابعد عنهم يا عزيز يا جبار مطبات الطريق وما خلف الأكمات ، اللهم لا ترهم الأسود أبيضاً ولا الأبيض أسودا ، اللهم جنبهم تدليس أمريكا وأحابيلها واشتراطاتها ، اللهم ولا تجعلهم يخدعون بسراب وهم يسمى تسوية هي استسلامية ، اللهم أر قادتنا وأولي أمرنا حقيقة ما يريد نتنياهو وأنه ما كان ( كأسلافه ) صادقاً في نية السلام وإنهاء الخصام ، اللهم يا رب الأرباب ويا مزلزل الأحزاب في معركة الخندق إننا قد التجأنا إليك وأنت ملاذنا ومنجينا ، جئناك راجين طامعين لعطفك ومتوسلين إليك في أن تري قادتنا وأولي أمرنا حقيقة نوايا حكومة يهود ومن ورائها أمريكا في انطلاق جولة جديدة من مفاوضات فيما نحن على وهن وضعف وقلة حيلة لانقسامنا ، يا رب ، وما تلك الجولة الجديدة من المفاوضات إلا من أجل استثمار زمنها بغية استكمال ابتلاعهم لما تبقى من القدس الشرقية وتوفير غطاء لهم يعينهم في استمرار الاستيطان وقضم الأراضي ، اللهم هاهم ولاة أمرنا وقادة شأننا قد وقفوا ببابك محتارين يستخيرونك فأهدهم سواء السبيل ودلهم على طريق الحق والسيادة والكرامة ... اللهم آمين ... اللهم آمين )).
ثانياً ... ولن يضر رجال السلطة الوطنية الفلسطينية وقادة الفصائل الفلسطينية في شيء لو أنهم لجأوا مرة إلى صلاة الاستخارة وهي ركعتان خفيفتان تنتهي بالسلام يتبعها دعاء هذا نصه (( اللهم إنا نحن قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية وقادة فصائل وحركات سياسية ، قد جرب بعضه حظه في مفاوضات لعقد ونصف وبنية سليمة من أجل استرداد حقوق شعبنا فظهر لنا ولشعبنا أنها كانت عبثية عقيمة ، كما يا رب وأدخلتنا في متاهة لا أول لها ولا آخر ، ورغم أننا قد قررنا ألا تفاوض في ظل الاستيطان إلا أن راعي السلام مازال بين ظهرانينا يلح علينا كي نعود لما قاطعناه ورفضناه ، فجئنا اليوم يا رب لنستخيرك بعلمك ، ونستقدرك بقدرتك ، ونسألك من فضلك العظيم يا جبار يا قدير ، فإنك تقدر ولا نقدر ، وتعلم ولا نعلم ، وأنت علاّم الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم بأن ( المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام في مشهدنا السياسي وإصرار رفض المفاوضات مع العدو الصهيوني ) خير لنا ولقضيتنا الفلسطينية ولشعبنا الذبيح المسلوب الإرادة فاقدره لنا ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌّ لنا ولشعبنا ولقضيتنا فاصرفه عنا واصرفنا عنه ، واقدُر لنا ولشعبنا الذبيح الخير حيث وأنى كان ، ثم رَضِّنا به ،))!!.
اللهم آمين.
قولوا جميعاً بنية صادقة ... آمين.
سماك العبوشي
simakali@yahoo.com
26 / 1 / 2010