المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطفولة



مغربي سعاد
30/01/2010, 01:45 AM
بسم الله الرحيم الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطفولة
هي من أجمل المراحل التي يمر بها الإنسان ولكنها في نفس الوقت من أخطرها حيث تتشكل فيها 90%من الشخصية
اللاواعي من خيال وإبداع وإبتكار يكون أكبر حجما في مرحلة الطفولة من الواعي وهو عادة لايتعامل مع النواهي من الأعمال لذا علينا تعزيز الفعل المرغوب بإستخدام كلمة "أفعل" بدلا من لاتفعل حيث أن اللاواعي لدى الأطفال يلغي لام الناهية ويستجيب للفعل المنهي على أنه هو المطلوب عمله
لعمل الوقاية مما يعرض على الفضائيات لدى الأطفال لابد من تعويدهم على أن يجعلوا نظرتهم إنتقاديه وليس مجرد إستقبال لكل مايعرض ويشاهد حيث أنه من خلال الفكر الإنتقادي يصبح الخيال اللاواعي لديهم أوتوماتيكا مصان ويتمتع بالوقاية الكافية
لابد من معرفة ماهي حاجات الأطفال حيث أن هناك حاجات فسيولوجية أولية وهي كالتالي"الغذاء السليم+الرعاية الصحية "
وهناك الحاجات النفسية الثانوية وهي كالتالي"الحاجة إلى الأمن _الحاجة إلى الحرية_الحاجة إالىتقدير الذات_ الحاجة إىالعطف والحنان _الحاجة إلى الإنتماء_ الحاجة إلى فهم الذات _ الحاجة إلى اللعب "
ماهي متطلبات النمو الأساسية للأطفال؟ تكمن في تعلم الصلاة وتعليم دور الجنس المناسب بمعنى إعداد كل من الولد والبنت لما هو مطلوب منهم في المستقبل أي كيف يصبح الولد أبا وكيف تصبح ا لفتاة أما في المستقبل
علينا بإستمرار تنمية ثقتهم بنفسهم وتقديرهم لذاتهم وإكتسابهم المهارات الأكاديمية والتفكير والتميزوتعلم المهارات الجسمية والإجتماعية
هناك فيتامينات معنوية وأهمها الصحية لابد من توافرها للأطفال وهي كالتالي"الإحترام_التقبل_التحمل_التفاؤل_المدح_الثقة بالنفس_قوة الشخصية_التوجيه_روح العائلة_الحب الغير مشروط " يفقد معظم الصغار في السنة السادسة الكثير من التناسق العضوي الذي يزين طفل مرحلة ما قبل المدرسة في عين الراشد 0 فبدءاً من السنة السادسة تنمو الذراعان والساقان بصورة أسرع من نمو الجذع الأمر الذي يجعل الطفل يبدو كاللقلق وتميل البنات للنضج أبكر من الصبيان إلا أن الصبيان يبقون حتى العاشرة من العمر أطول من البنات وأثقل 0

يكون متوسط طول ابن السادسة 116سم ووزنه 24كغ تقريباً 0 ويزداد الطفل كل سنة من سنوات طفولته المتوسطة قرابة 8سم و2,5كغ 0 ويختلف معدل النمو من طفل لآخر إذ تقوم بين الصغار فروق فردية مذهلة في الوزن والطول ومعدلات زيادتهما 0 إلا أن حجم الطفل طولاً ووزناً يغدو ثابتاً ويمكن التنبؤ بتطوراته في تلك المرحلة فالطفل الذي يكون كبيراً أو صغيراً بالنسبة لأقرانه في الطفولة المتوسطة سيكون كذلك بالنسبة لأقرانه الراشدين 0 تصاحب تغيرات النسب بين أعضاء الجسم تغيرات في تقاطيع الوجه 0 فتضيق وجوه الأولاد وتنحل بخسارة شحم الطفولة ويخسر الصغار الأسنان اللبنية ويبرز أول الأسنان الدائمة في السنة السادسة 0 وبظهور بعض الأسنان والأضراس الدائمة يتغير شكل الوجه 0 أما العين فلا تصل إلى نهاية حجمها الطبيعي في السنة السادسة ويعاني كثير من الصغار بين السنتين السادسة والثامنة من بعد البصر الذي يصحح نفسه تلقائياً بعد الثامنة وحتى العاشرة حيث تبلغ العين حجمها وشكلها لدى الراشد 0 ولذا تجب طباعة الكتب لتلك المرحلة بأحرف كبيرة 0

المهارات الحركية :

يتسم النمو العضوي خلال فترة ما قبل المدرسة بالتناسق في العضلات الكبيرة والصغيرة 0 ويزداد التناسق المذكور في الطفولة المتوسطة ويتجلى ذلك في عدد ضخم من الفعاليات بدءاً من القراءة والكتابة وانتهاء باللعب الجماعي المنظم 0

القفز :

يعد القفز مؤشراً جيداً للتناسق الحركي والقوة وعادة يتخطى الصبيان البنات في القفز بعد السنة السابعة من العمر 0 وتتفوق الإناث على أندادهم الصبيان في الحجل ( القفز على قدم واحدة ) ويتصاعد حجل الأولاد حتى السنة التاسعة حيث يتهضب 0

مهارات لعب الكرة :

يلعب أطفال المدرسة الابتدائية الكرة بطرق مختلفة 0 ومن المعروف أن المشاركة في لعب الكرة تفيد الطفل في تحسين وضعه الاجتماعي ومفهومه عن ذاته 0 يستطيع أغلب الصغار في السنة السادسة قذف الكرة بقوة ودقة ويزداد مدى القذف بازدياد السن وليس عجيباً أن يتخطى الصبيان البنات في مدى قذف الكرة في السنوات كلها بين السادسة والثانية عشرة وذلك بسبب قوتهم العضوية 0 ويتضاعف مدى القذف في السنة العاشرة عنه في السادسة حتى يبلغ في السنة الثانية عشرة ثلاثة أضعاف مداه في السادسة كما يتحسن مستوى دقة إصابة الهدف في الكرة مع الزمن ويتفوق الصبيان على البنات في ذلك جلياً 0 هذا مع العلم أن إمساك الكرة يكون عادة أكثر صعوبة من قذفها وإن مهارة القذف تتوقف على حجم الكرة وعلى سرعة قذفها 0 أما بالنسبة لتقدير مسقط الكرة المقذوفة فقد تبين في إحدى الدراسات عجز الأولاد عن التقدير بين السنتين السادسة والثامنة ولم يبد الصغار تحسناً واضحاً في التقدير إلا في السنة العاشرة 0 إضافة إلى ذلك لم تقم فروق بين الجنسين في تقدير مسقط الكرة المقذوفة 0 وليست هناك وقائع بصدد قابلية الأولاد لرفس كرة القدم والتلاعب بها خلافاً لبعض الوقائع التي تبين تفوق الصبيان على البنات في عمليتي الرفس والتلاعب وإصابة الهدف ربما رجع تفوق الصبيان في تلك الفعالية إلى أصالة تمرسهم فيها 0

زمن الاستجابة :

تتطلب المهارات الحركية تلاحقاً في الأفعال يكسبها بعداً زمنياً محدداً يسمى زمن الاستجابة ويتحدد زمن الاستجابة بزمن الحركة أي الوقت الذي يمضي بين بداية الفعل ونهايته وبزمن القرار الذي يغطي الفترة الفاصلة بين انطلاق الإشارة أو المثير وأول حركة من الفعل 0 وقد كان زمن الاستجابة موضع اهتمام الباحثين فدرست تغيراته في مراحل الطفولة المختلفة 0 ففي إحدى الدراسات أعطي أطفال ما بين السنة الرابعة والسادسة عشرة مهمتين لزمن الاستجابة تمثلت المهمة الأولى في عشرة ألحان مرتفعة وعشرة ألحان منخفضة عرضت على الأولاد في فترات تتراوح بين 10 ثوان و25 ثانية 0 ومن أجل قياس زمن الحركة سئل المفحوصون ضغط زر بالسرعة الممكنة لإيقاف اللحن 0 أما في المهمة الثانية فقد قيس زمن القرار حيث سئل المفحوصون ضغط الزر بالسرعة الممكنة في حالة سماع اللحن الشديد فقط 0 أعطي كل مفحوص نقطتين واحدة لسرعة الاستجابة والأخرى لتباينات الاستجابة من محاولة لأخرى وقد وجد أن ثمة تناقصاً منتظماً يتماشى مع تزايد العمر في زمن الاستجابة 0 كان زمن استجابة الناشئة الصغار 0,75 من الثانية في حين بلغ زمن استجابة الناشئة الكبار 0,25 من الثانية 0 ووقع التناقص الأكبر من سواه في زمن الاستجابة بين أبناء الرابعة حتى التاسعة وتشابهت النتائج في زمن القرار بواقع 135 ثانية للصغار و 0,35 للكبار وكان التناقص الأكبر بين أبناء المدى العمري السابق نفسه 0 وتباينت نقط التباعد هي الأخرى مع العمر إذ أبدى الناشئة الصغار تبايناً أوسع من تباين نظرائهم الكبار 0 تناولت دراسة أخرى بحث زمن القرار فتمثلت المهمة في سؤال المفحوصين فرز عدد من البطاقات من أربعة أكوام تتألف كل منها من 24 بطاقة 0 وقد تضمنت إحدى الأكوام ثلاثة ألوان بواقع ثماني بطاقات لكل لون 0 وشملت الكومة الثانية أربعة ألوان بولع ست بطاقات للون الواحد 0 أما الكومتان الثالثة والرابعة فتكونت إحداهما من ستة ألوان بواقع أربع بطاقات للون الواحد وشملت الثانية ثمانية ألوان بواقع بطاقتين للون الواحد 0 وسئل المفحوص أن يفرز البطاقات في أكوام صغيرة طبقاً للونها 0 قيس زمن الحركة بسؤال المفحوص فرز كومة من البطاقات عديمة اللون في كومتين على أن تكون أربع بطاقات أو ست أو ثماني بطاقات للكومة الواحدة 0 وحسب زمن القرار بطرح الزمن المستغرق في فرز البطاقات الفارغة من الزمن المستغرق في فرز البطاقات الملونة 0 كان المفحوصون في هذه الدراسة ذكوراً وإناثاً من الأعمار 6،8،10،12،14،24 سنة 0 وأشارت النتائج إلى أن زمن القرار يتوقف على العمر وعلى عدد الاختبارات 0 فقد استغرق الكبار أقصر الأوقات وتزايد زمن القرار في كل فئة عمرية بتزايد عدد الاختيارات 0 إضافة إلى ذلك حدث التحول الجذري في زمن القرار بين العمرين 6سنوات و8 سنوات 0 وظهر تناقص في تشتت الاستجابة خلال الطفولة المتوسطة 0 ويعود السبب في ذلك إلى التحسن التدريجي في المهارات الحركية مثل إمساك الكرة وإصابة الكرة المتحركة بالقدم والتناسق بين حركة العين وحركة اليد 0

وتجدر الإشارة أخيراً إلى أن ضعف المهارات الحركية لدى الصغار قد يكون نتيجة كف نفسي لاتخاذ القرار وليس نتيجة تناسق حركة اليد مع حركة العين 0

تصور الجسم :

يكون الطفل مفهوماً ملائماً عن ذاته في الوقت نفسه الذي يتصاعد فيه اكتسابه لمفاهيم واقعية عن العالم من حوله 0 ويمثل تصور الطفل لجسمه إحدى المقومات الأساسية لمفهومه عن ذاته 0 يشمل تصور الجسم وعياً للجسم وأجزائه كما يشمل تقويماً لكفاءة المظهر العضوي والمهارات الحركية للفرد بمقارنتها بنظيرتها لدى الأقران 0 وعلى الرغم من أن تصور الجسم يبدأ في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة إلا أنه يغدو في مرحلة الطفولة المتوسطة أكثر وضوحاً مما مضى وذلك لأن الناشئ يقارن نفسه بأقرانه وليس بأهله فقط 0

وتجدر الإشارة إلى أن إدراك الطفل لجسمه يحدد بعدد من الأساليب منها سؤال الطفل المبحوث رسم شكل بشري أو إكمال رسم ناقص كما يمكن أن نطلب من الطفل التعرف على الأجزاء الناقصة في شكل بشري غير مكتمل أو تمييز الأعضاء اليمنى من اليسرى له وللآخرين ثم أن قابلية الطفل المتزايدة الصاعدة لكف الأفعال الحركية من الأنواع كلها تشكل دليلاً آخر على نمو إدراك الجسم لدى الطفل 0

مفهوم الذات :

سبق للفيلسوف الاجتماعي الشهير ( جورج ميد ) لزمن طويل مضى أن أشار إلى أن مفهوم الطفل عن ذاته يشتق عبر ظاهرة ( الاستحسان المنعكس ) عن الآخر 0 غير أن الطفل يعجز عن تلقي الاستحسان المنعكس إلا بعد نمو قابلياته الإدراكية 0 ويبدو أن طفل المدرسة الابتدائية يتحسس استحسان أقرانه ويميل لتقويم ذاته في إطار ذلك الاستحسان 0

ولقويم مفهوم المرء عن ذاته يستخدم الباحثون غالباً قوائم من الصفات أو العبارات الوصفية تشمل أوصافاً إيجابية وسلبية 0 ويسأل الطفل أن يقرأ القائمة أو تقرأ عليه القائمة بصوت مسموع وعليه أن يشير ما إذا كان الوصف ينطبق عليه أولا ينطبق 0 تقترح نتائج تلك الدراسات أن مفهوم الطفل عن ذاته يتوقف إلى حد كبير على استحسان الآخرين له 0 فللأطفال المقصرين في التحصيل الدراسي والذين لا يحترمهم أهلهم تقييم متدن لذواتهم خلافاً للأطفال الذين يماشون معيار التحصيل العام فيتمتعون باحترام الأهل لهم وبتقييم معقول لذواتهم 0

الواقع أن للطفل عدداً من المفاهيم بصدد ذاته وذلك تبعاً لمواهبه واهتماماته فهناك إضافة لتصور الجسم تصور عن الفرد كتلميذ وآخر كرياضي وثالث كصديق ورابع كشخص ما بمهارة ما وهكذا دواليك 0 فقد يكون للطفل مفهوم إيجابي عن ذاته كموسيقي ومفهوم آخر سلبي عن ذاته كلاعب شطرنج مثلاً ومن عانى ضعفاً في مفهومه عن ذاته في جانب عمد إلى تصحيح مفهومه عن ذاته في جانب آخر 0 والطفل الذي يشعر بعجزه في جوانب الحياة كلها أو في أكثرها يعاني مشكلة انفعالية تتطلب علاجاً نفسياً فورياً

النمو الخلقي

وصف بياجه النمو الخلقي عند الطفل ومراحله في كتابه ( الحكم الخلقي للطفل ) وقد حكى بياجه قصتين عن الأطفال تصف كلتاهما طفلاً يرتكب فعلاً يجر عليه العقاب ارتكب الطفل الخطأ بعفوية في إحدى القصتين وتعمد الخطأ في الثانية 0 وسئل المبحوثون الصغار بعد سماع القصتين أي الطفلين أكثر إجراماً من الآخر ؟ وكان القرار صعباً لأن التهديم الناجم عن الخطأ العفوي كان أشد من التهديم الناجم عن الخطأ المتعمد إليك قصتي بياجه :

جلس طفل صغير يسمى غسان في غرفته 0 ثم دعي للغذاء فذهب إلى غرفة الطعام 0 لم يعرف غسان بوجود صينية خلف الباب تحمل خمسة عشر كوباً فصدمها فتحطمت الأكواب الخمسة عشر 0

كان هناك طفل اسمه هشام رغب يوماً وبينما كانت أمه خارج البيت تناول المربيات من الخزانة 0 صعد الطفل كرسيه ومد ذراعيه وكان وعاء المربى بعيداً عن متناوله فسقط الوعاء بسبب محاولة سحبه وتحطم 0

سأل بياجه الأطفال تكرار القصتين بعد قراءتهما وذلك للتأكد من فهمهم لهما ثم أضاف سائلا هل يتساوى الطفلان في اللوم ؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك فأيهما يلام أكثر من الآخر غسان أم هشام ؟ 0

لام الصغار بين العمرين 6 سنوات و7 سنوات الطفل الذي أحدث الضرر الكبير ودعوا إلى معاقبته بشدة أكثر من الآخر إلا أن أغلب أبناء الثامنة والتاسعة لاموا الطفل الذي تعمد الخطأ فقالوا بأن على الطفل الذي فعل شيئاً لا يحق له عمله أن يعاقب أكثر من الآخر الذي ارتكب خطأ عن غير ما عمد 0 خلص بياجه إلى القول بأن للصغار مفهوماً بدائياً عن السلوك الخلقي بحيث أنهم يجعلون العقوبة موازية للأثر السيء وذلك خلافاً للأطفال الكبار الذين يتصف مفهومهم الخلقي بضرب من الموازنة العقلانية فيحكمون على الجرم في إطار تعمده وتلقائيته 0 وعند دراسة مفهوم العدالة عند الأطفال لاحظ بياجه أن الصغار يميلون إلى الاعتقاد بأن الشخص الذي يحل بهد الأذى خلال مساهمته بعمل محرم إنما يعاقب فعلاً وبصورة تلقائية 0 أما الأطفال الكبار فكانوا يعون أن من الممكن للمشارك في فعل محرم أن يتهرب من العقاب 0 وقد كررت دراسة تلك المفاهيم فتأكدت نتائج بياجه 0 إلا أن ( كولبرغ ) قد ضخم عمل بياجه في مجال النمو الخلقي وميزه مؤكداً بأن النمو الخلقي يتم خلال ست مراحل تؤلف ثلاثة مستويات من النمو الخلقي هي :

1- المستوى قبل الخلقي حيث يتحدد السلوك بعوامل خارجية وله مرحلتان :

تتسم الأولى بالتوجه نحو الثواب والقصاص والإحساس بالقوة السامية والثانية بتوجه بدائي وسيلي يتبع اللذة 0 وتحدد الأفعال في هذه المرحلة كأنها صواب لترضي الذات والآخرين 0

2- الخلقية التقليدية : وتتأكد بصنع الأفعال الحسنة والمحافظة على النظام الاجتماعي التقليدي ومرحلتاها هما المحافظة على العلاقات الطبية وإرضاء الآخرين ومساعدتهم واحترام السلطة والقانون والواجب والمحافظة على الوضع القائم الذي تعد له قيمة أولية 0

3- خلقية المبادئ التي تتقبلها الذات : وتتحدد بالخضوع للمعايير العامة والحقوق والواجبات ولها مرحلتان أيضاً تتجلى أولاهما بأخلاقية العقد والحقوق الفردية والقانون الديموغرافي وتعرف ثانيتهما بمرحلة أخلاقية الضمير والمبادئ الفردية في نفس الذي يتوجه الطفل فيها بالقواعد والمعايير القائمة بوجدانه الأخلاقي 0

لقد استخدم كولبرغ لاختبار تلك المراحل قصصاً تشبه إلى حد ما قصص بياجه 0 إلا أنه كان من الصعب تنقيط تلك القصص بسبب التمييز الدقيق بين مختلف مراحل النمو الخلقي وبالتالي كان ثمة صعوبة كبيرة في التحقق من صدق ملاحظات كولبرغ غير أن أحد الباحثين قد أعد سلماً يمكن من تنقيط المراحل المذكورة كلها وأكدت المعلومات الأولية صدق السلم المذكور 0 والنتيجة الأساسية التي يستخلصها كولبرغ هي أن أطفال مرحلة العمليات الإجرائية المشخصة نادراً ما يتخطون المرحلة الخلقية الرابعة 0

لا بد من افشارة إلى أن بياجه وكولبرغ أهملا جانباً هاماً من النمو الخلقي يتعلق بالإساءة الشخصية إلا أنهما درسا جانباً هاماً من النمو الخلقي شغل مكاناً بارزاً في الفلسفات الأخلاقية المختلفة وهو مسألة ( إلحاق الأذى بالآخرين وممتلكاتهم ) 0 وفي تلك الدراسة سئل الأطفال عن إمكانية عقوبة الطفل الذي يسبب قدراً من تهديم الممتلكات ويلحق الأذى بالأشخاص سواء عمداً أو عفواً قورنت أنماط أذى الآخرين بأنماط تهديم الملكية فأبانت النتائج أنه عندما ثبت ( التعمد ) فإن الأطفال كلهم أقروا بأن تهديم الملكية أكثرخطورة من إلحاق الأذى بالآخرين 0 فقد قال صغار الأطفال من ست سنوات بأنها ( تؤذي أكثر ) إلا أن أبناء الثماني سنوات قلوا بأنها ( تكلف أكثر ) وذلك خلافاً لأبناء العاشرة الذين أكدوا بأن الآخر أكثر قيمة من الأشياء كلها 0 وعندما نوع نمط التهديم وثبت عدم التعمد فإن أذى الآخرين بدا أكبر من تهديم الملكية 0 لقد استطاع حتى أبناء السادسة الاستجابة لتعمد الأذى عندما كان الأذى ينزل بالإنسان وهذا بعد جديد من النمو الخلقي يجب درسه بصورة أكثر تفصيلاً 0



جرى العرف على أن تنشئة الطفل , وخاصة في الفترة المبكرة من حياته هي مهمة الأم فقط وقد يكون صحيحا أن الجزء الأكبر من التنشئة يقع على عاتق الأم خصوصا في الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل ولكن أصول التنشئة السليمة تقضي بأن يكون للأب دوره أيضا وبعبارة أخري يمكن القول بأن تنشئة الطفل مهمة ومسئولية مزدوجة، لكل من الأم والأب دور فيها ، ومن الطبيعي أن يختلف دور كل منهما كما وكيفا وفقا لمرحلة النمو التي يمر بها الطفل .

ودور الأب حيوي وهام للطفل خاصة بعد السنة الثالثة من العمر . وما إذا لم يقضي الأب بعض الوقت مع أطفاله ، متحدثا إليهم وملاعبا لهم ومصاحبا إياهم في بعض النزهات فانهم لن يستطيعوا أن يتعلموا منه أو يرتبطوا به ارتباطا وثيقا وعميقا يؤثر على تكوين شخصياتهم وتكوين سماتهم الرئيسية الهامة .

كما أن هناك ملاحظة أخرى وهي أن الأب مهما يكن هادئا ورقيقا فانه يمثل بالنسبة للطفل السلطة ، والطفل يحتاج نفسيا إلى وجود السلطة في حياته لأنها تساعده على تمثل القيم والمفاهيم السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه والتي تكفه عن الانطلاق وراء نزوات الطفولة وأهوائها ، أي أن هذه السلطة تساعده

على اكتساب التنظيم الداخلي اللازم لعمليات التكيف الاجتماعي من ناحية و تكوين الاستقرار النفسي من ناحية أخرى ، وعدم وجود هذه السلطة ، أو ممارستها بطريقة خاطئة من أهم العوامل التي تبعد الطفل عن الطمأنينة وتبذر في نفسه بذور القلق . وكذلك فان الطفل يحتاج إلي الحنان من الأب وقد تعودنا أن نسمع أن الأم هى مصدر الحنان للطفل ولكن ظهر من الدراسات أن حنان الأب لازم لصحة الطفل النفسية مثل حنان الأم .

ولذلك نود أن نقرر أن إظهار الحنان للأطفال خصوصا الذكور منهم لا يتعارض مع نمو الإحساس بالرجولة لدى الصغار بل العكس هو الصحيح . إن الصبي الذي يلقى الحنان صغيرا يلقى مع الحنان الإشباع لحاجة نفسية ملحة هي حاجته أن يشعر بأنه مقبول ومرغوب ومحبوب ، ومتي لقيت هذه الحاجة الإشباع فأن الطفل سيشب وهو لا يطيق أن يرى الحرمان الذى يعانى منه الغير، وسيعمل جاهدا على مكافحة هذا الحرمان ، وسيشب على وجدان اجتماعي يتلخص في صفة الشهامة ، والشهامة من أهم صفات الرجولة .

إن الشدة والخشونة في معاملة الأطفال لا تفيدهم ولا تجعلهم كما يظن بعض الآباء أكثر قدرة على مقابلة أعباء الحياة ومتاعبها .

أعلى الصفحة

تأثير التليفزيون على الأطفال

أرجو أن ترشدني إلى الطريقة السليمة في التعامل مع الأولاد خصوصا في أوقات الفراغ حيث يقضي أولادي معظم الوقت أمام التليفزيون في مشاهدة البرامج المختلفة وينتقلون من قناة إلى قناة أخرى لمشاهدة البرامج والتمثيليات وبعضها اجتماعي قد يناقش بعض القضايا فوق مستوى إدراك الأولاد وكذلك بعضها يناقش الجريمة وقد يعرض سلبيات المجتمع من عنف وجريمة وجنس بطريقة غير مناسبة لإدراك الأولاد والشباب وإذا تدخل الأهل وطلبوا إغلاق التليفزيون في أثناء عرض هذه البرامج أو التمثيليات قد يحتج الأولاد ويثورون مما يؤدي إلى مشاكل مستمرة وأحيانا قد يقلد الأولاد ما شاهدوه من برامج تحتوي على مشاهد عنف مما يؤدي إلى مشاجرات بين الأخوة في المنزل . إننا أحيانا في المنزل نغلق التليفزيون كنوع من العقاب للأولاد أو كنوع من تنظيم وقت المشاهدة ولكننا نفاجأ بأن الأولاد تابعوا هذه البرامج عن طريق سؤال الزملاء في المدرسة أو أبناء الجيران عن تسلسل الأحداث في تلك التمثيليات ؟



التليفزيون يواجه كثيرا من الانتقادات بأنه يأخذ وقتا كبيرا جدا من وقت الأطفال ولا يترك لهم إلا القليل منه ليلعبوا ويتحدثوا ويقرءوا ويدرسوا ولكن التليفزيون يستهلك بالضبط الوقت الذي يقضيه الأولاد جالسين لمشاهدة البرامج التي تعرض عليهم أما مقدار هذا الوقت فمتروك للأسرة . إن الأرقام لمتوسط عدد الساعات التي يقضيها الأطفال من مختلف الأعمار في مشاهدة التليفزيون مرتفعة بشكل مثير للانتباه .

إننا يجب ألا نتجاهل على الإطلاق هذا القدر من المعلومات التي يوفرها التليفزيون لكل واحد منا فالأطفال الذين تربوا قبل ظهور التليفزيون لم يكن لديهم فرصة الحصول على المعلومات التي نحصل عليها الآن .

إن التليفزيون يمدنا بكثير من المعلومات ونحصل عليها في أماكننا بدون السفر والمجهود . إننا نستطيع أن نشاهد جميع أحداث العالم في نفس الوقت مثل انطلاق الصواريخ للقمر أو هبوط الإنسان عليه ونشاهد غرائب العالم فوق الجبال أو تحت سطح المحيطات من أسماك ونشاهد أجناسا مختلفة من الناس ويمكننا أن نحصل على قدر كبير من الثقافة من خلال متابعة البرامج الثقافية والعلمية والدينية التي تعرض ويتحدث فيها الخبراء . ولذلك ينصح في استعمال التليفزيون بأن يتحكم الأباء في التليفزيون بدلا من أن يتحكم التليفزيون فيهم .

استمري يا سيدتي في اعتبار مشاهدة التليفزيون من البداية قرار إيجابي ويعني ذلك أن تشجيع الأطفال منذ مراحل نموهم الأولى على مشاهدة برامج معينة تم التخطيط لها وتعرض على شاشة التليفزيون خصيصا لهم ولكن يجب ألا يفتح الجهاز أو يترك لعرض برامج دون ضابط لمجرد مشاهدة ما يعرض على شاشته للتسلية . وتمنع عائلات كثيرة الأطفال من مشاهدة التليفزيون على هواهم بعد أن تشرح لهم أن القضية ليست مجرد تسلط ولكن المنع لمصلحة الأسرة والأبناء .

اجعلي من مشاهدة التليفزيون عملا اجتماعيا . إن صغار الأطفال قد لا يجنون من مشاهدة التليفزيون إلا قدرا قليلا من الفائدة إذا ما شاهدوه بمفردهم فمهما تكن جودة برامج الأطفال فإنها لا تستطيع شد انتباه الأطفال طوال الوقت . إن مشاهدتك للتليفزيون مع الأطفال تولد مناقشات تفيد الطفل وتعوض عن تلك المناقشات والجلسات العائلية التي فقدناها بسبب التليفزيون .

لا تشجعي الطفل على مشاهدة برامج لا تناسبه وذلك لأنك مشغولة وتريدين التخلص منه . إن ذلك قد يقتل في نفسه المسلك الإيجابي نحو التليفزيون ، وتأكدي أن كل أفراد الأسرة يتبعون نفس السلوك فيما يتعلق بمشاهدة الأطفال للتليفزيون 000 و تستطيع الأسر التي تملك أجهزة الفيديو التحكم بمشاهدة التليفزيون بصورة إيجابية لأن الأسرة تستطيع أن تشاهد أفلاما أو تسجيلات معينة ومختارة بعناية وذلك للتخلص من البرامج المذاعة غير المرغوب فيها.

أعلى الصفحة

أسباب الاكتئاب عند الأطفال

أرجو أن أجد لديك حلا لمشكلة ابني الذي يبلغ من العمر 11 عاما وهو حاليا في السنة الأولى الإعدادية وكان خلال الدراسة الابتدائية من المتفوقين دراسيا وكان يضرب به المثل من حيث التفوق والأخلاق والأدب ، وكثيرا ما كان ينال الجوائز في المسابقات المدرسية في العلوم والرياضة البدنية، وكان لديه الكثير من الأصدقاء حتى بدأت المشكلة منذ حوالي سنتين حيث بدأ يعاني من الانطواء والاكتئاب والعزلة والخجل والبعد عن الناس مع إهماله لدروسه وعدم التركيز أثناء الدراسة وأثناء الكلام وأرسلت لنا المدرسة أكثر من مرة تستفسر عن سبب تعثره الدراسي وإهماله في عمل الواجبات وكثرة انفعاله على زملائه وعدم مشاركتهم في اللعب وقد حدث هذا التغير عقب عودة والده من الخارج وعمله في مصر وما صاحب ذلك من مشاكل مالية وأسرية وكثرة المشاحنات الأسرية بسبب نقده الدائم لكل شيء وقسوته على الأسرة بسبب إحساسه بالإحباط والاكتئاب . أرجو أن تدلني على كيفية التغلب على هذه المشكلة وهل حالة أبني تحتاج للعلاج النفسي000 وشكرا .

الطفل كائن حساس يتأثر بكل ما يدور حوله ويتفاعل معه ويتأثر بدرجة كبيرة في حالة إصابة الأب أو الأم بالإحباط أو الاكتئاب أو بوجود مشاكل أسرية فمتي كانت الظروف المحيطة مشحونة بالاحباطات والمشاحنات نشأ على الإحساس بالكبت والانطواء وقلة الحركة مما يحرمه من ممارسة حقه في اللعب كأقرانه في مثل سنه مع تدهور في شخصيته وانحدار في مستواه الدراسي . والأم عادة أول من يلاحظ علامات المرض على ابنها ، فهو يبقى وحده فترات طويلة لا يتحرك كثيرا ، و نادرا ما يبتسم ولا يلعب أو يلهو مع أصدقائه وهذه الأعراض تظهر في مرحلة الحضانة أو المدرسة ، وتكتشفها المعلمة ومتي تحول الاكتئاب إلى حالة مستمرة فذلك يؤدي إلى شخصية سلبية منطوية منعزلة عن الآخرين ليس لديها دافع للحياة ، تعيش بنظرة قاتمة خالية من أي السعادة . وللتخلص من ذلك لابد من خلق جو اجتماعي مرح يعيش فيه الطفل بين أصدقائه ، فهذا يخفف حدة التوتر والوسط الاجتماعي الطبيعي يخلق الإنسان السوي ، على العكس تماما من جو العزلة الذي يجذب الطفل إلى عالم الوحدة والقلق وعدم التآلف .

وعلى الآباء ألا يقحموا الطفل في مشاكلهم ويجب أن تكون مناقشاتهم بعيدة عن سمعه و بصره . فالصوت العالي قد يصيبه ويدخله في دوامة التوقعات المخيفة إضافة إلى شعوره بالغربة بينهم فيبحث عن عالم آخر من الخيال لكي يهرب من إحباطاته . ولابد أن يتفهم الوالدين نفسية الصغير ويدركوا تحولاته، فالهدوء الزائد وعدم التفاعل والتصرف كمن هم في سنه وأي تغيير يطرأ على سلوكه يشير إلى احتمالات المرض كاضطرابات النوم أو فقدان الشهية للطعام أو البكاء. و الحل هو محاولة تفهم مشاكل الطفل ومنحه حقه في الحياة مع أب وأم يعرفان واجبهما تجاهه أو بالعرض على الطبيب النفسي متي تفاقم الأمر ، حتى يجد العلاج المناسب لمشاكل الأسرة التي تؤثر سلبيا على حياة الطفل ومستقبله .

أعلى الصفحة



اضطرابات النوم عند الأطفال

يعاني ابني البالغ من العمر سبع سنوات من عدم القدرة على النوم وإذا نام أحس بأن نومه غير مستقر وهو دائم التقلب والحركة في أثناء النوم مع التكلم المستمر وهو نائم مما يسبب لي قلقا شديدا على حالته حيث أنه أصبح سريع الانفعال وعصبيا وأصبح تركيزه في المذاكرة أقل من الأول .. أرجو أن تصف لي العلاج المناسب لحالته وطريقة التعامل معه حتى يعود لحالته الطبيعية .



من تحليل الأعراض التي وصفت بها طفلك يتضح أنه يعاني من الأرق وهو نوع من اضطراب النوم الذي يصيب الكثير من الأطفال حيث يعاني الطفل من الأرق والتكلم في أثناء النوم والتقلب والرفس طوال الليل ويستيقظ الطفل دون أن يأخذ كفايته من النوم حيث يعاني من سرعة الانفعال والتهيج والقلق الواضح وشدة التوتر مع صعوبة التركيز وكثرة البكاء ويجب فحص الطفل جيدا قبل تشخيص الحالة كمرض نفسي حيث أن هناك كثيرا من الأمراض العضوية تسبب الأرق مثل الاضطرابات المعوية وصعوبة التنفس وارتفاع درجة الحرارة أو الآلام الجسيمة المتنوعة . أما أهم الأسباب النفسية التي تسبب الأرق للطفل فهي عدم التوافق بين الوالدين واستمرار المشاجرات أمام الطفل ومشاهدته المشاجرات اللفظية والجسدية أو المنافسة مع الاخوة أو الزملاء في المدرسة وما يصاحب ذلك من صراعات وقلق شديد . كذلك فإن محاولة الوالدين لتنشئة الطفل بصورة مثالية خصوصا في حالة الطفل الأول للأسرة يسبب له صراعا مع قدراته الذاتية .

ولذا ننصح الأسرة بمحاولة فهم الموضوع الخاص بأرق الطفل وتفسير تأثير الخلافات الأسرية على الطفل مع امتناعهم عن العقاب كوسيلة لإجبار الطفل على النوم .

أما عن استخدام المنومات للطفل فيجب أن يكون تحت إشراف أخصائي نفسي حتى يتمكن الطبيب من تحديد العلاج المناسب مع علاج الأسرة نفسيا في نفس الوقت

أعلى الصفحة



الكذب عند الأطفال

أعاني من مشكلة مع ابني الصغير الذي يبلغ من العمر عشر سنوات حيث بدأنا في الفترة الأخيرة نكتشف أنه دائم الكذب مما أدى إلى مشاكل كثيرة في المدرسة وكذلك في الأسرة ولقد حاولنا مرارا توجيهه للابتعاد عن هذه العادة السيئة ولكنه كان دائما يعود للكذب لدرجة أن والده كان يعاقبه بشدة بالضرب ويمنعه عن المصروف ولكنه كان يعود للكذب مرة أخرى ويدعي حدوث مواقف لم تحدث له مما خلق لنا مشاكل كثيرة مع الجيران ومع المدرسة . أرجو أن تدلنا على سبب هذه



يولد الأطفال على الفطرة ويتعلمون الصدق والأمانة شيئا فشيئا من البيئة إذا كان المحيطون بهم يراعون الصدق في أقوالهم وأعمالهم ووعودهم ولكن إذا نشأ الطفل في بيئة تتصف بالخداع وعدم المصارحة والتشكيك في صدق الآخرين فأغلب الظن أنه سيتعلم نفس الاتجاهات السلوكية في مواجهة الحياة وتحقيق أهدافه . والطفل الذي يعيش في وسط لا يساعد على تكوين اتجاه الصدق والتدرب عليه يسهل عليه الكذب خصوصا إذا كان يتمتع بالقدرة الكلامية ولباقة اللسان وكان أيضا خصب الخيال فكلا الإستعدادين مع تقليده لمن حوله ممن لا يقولون الصدق ويلجئون إلى الكذب وانتحال المعاذير الواهية يدربانه على الكذب منذ طفولته . وعلى هذا الأساس فإن الكذب صفة أو سلوك مكتسب نتعلمه وليس صفة فطرية أو سلوك مورث والكذب عادة عرض ظاهري لدوافع وقوى نفسية تحدث للفرد سواء كان طفلا أو بالغا وقد يظهر الكذب بجانب الأعراض الأخرى كالسرقة أو شدة الحساسية والعصبية أو الخوف .

وقد يلجأ بعض الأباء إلى وضع أبنائهم في مواقف يضطرون فيها للكذب وهذا أمر لا يتفق مع التربية السليمة كأن يطلب الأب من الابن أن يجيب السائل عن أبيه كذبا بأنه غير موجود فأن الطفل في هذا الموقف يشعر بأنه أرغم فعلا على الكذب ودرب على أن الكذب أمر مقبول كما يشعر بالظلم على عقابه عندما يكذب هو في أمر من أموره كما يشعر بقسوة الأهل الذين يسمحون لأنفسهم بسلوك لا يسمحون له ب

الطفولة المبكرة
2-6 سنوات
تمتد مرحلة الطفولة المبكرة من العام الثاني في حياة الطفل إلي العام السادس، وفي أثناء هذه الفترة ينمو وعي الطفل نحو الاستقلالية، وتتحدد معالم شخصيته الرئيسية، ويبدأ في الاعتماد علي نفسه في أعماله وحركاته بقدر كبير من الثقة والتلقائية . ومن أهم مميزات هذه المرحلة :
* استمرار النمو بسرعة، ولكن بمعدل أقل من المرحلة السابقة .
* ازدياد النضج الحركي بدرجة ملحوظة، فالطفل في سن الخامسة يظهر فيه التوافق العصبي العضلي في العضلات الصغيرة الدقيقة باليدين، بحيث يستطيع استعمال القلم العريض في رسم السطور المستوية والدوائر والمثلثات .
وفي هذه المرحلة تنمو حواسه حتى تكاد تبلغ نموها الكامل، وبالتالي تبلغ قوة الملاحظة عنده درجة كبيرة .
وتظل قدرة الطفل علي التركيز والانتباه محدودة، بالرغم من إقباله علي التعلم، واكتشاف العالم من حوله، ولكن الطفل يظل متمركزًا حول ذاته، بحيث لا يستطيع رؤية الأشياء من وجهة نظر الآخرين، رغم إمكان تصوره للأشياء والأحداث وتمثلها ذهنيا .
- الطفل في هذه المرحلة يستطيع التحكم في عملية الإخراج، بالإضافة إلي أنه يكتسب مهارات جديدة، ويكوِّن العديد من المفاهيم الاجتماعية، ويستطيع أن يفرق بين الصواب والخطأ، والخير والشر .
- يبدأ الطفل في تعلم لغة الأم في بداية هذه المرحلة من (2 - 6) سنوات، ويستطيع التمثيل الرمزي للأشياء مع التفكير البسيط، كلون من ألوان النشاط العقلي، كأن يكون الطفل قادرًا علي تقليد أصوات بعض الحيوانات، مثل : (العصفور، والقط، والكلب، والديك) إلي غير ذلك مما يحيط بالطفل من أشياء وموجودات .
- مع تعلم الطفل لغة أبويه والمحيطين به؛ تنمو قدرته علي التقليد والمحاكاة، وتزداد قدرته علي الكلام بسرعة أكبر تدريجيًا، حتى يستطيع التعبير عن حاجاته وانفعالاته مستخدما الكلام البسيط بدلا من البكاء .
وتيسيرًا علي القارئ فسوف نعرض فيما يلي إيجازًا واضحًا لخصائص النمو التي يمر بها الأطفال في هذه المرحلة من النواحي المختلفة : النمو الجسمي- النمو الفسيولوجي- النمو الحركي- النمو الحسي- النمو الانفعالي- النمو اللغوي- النمو العقلي- النمو الاجتماعي .
النمو الجسمي في مرحلة الطفولة المبكرة :
الأسنان : تستمر الأسنان في الظهور، ويكتمل عدد الأسنان المؤقتة فيما بين العام الثاني والثالث، وتظل الأسنان اللبنية حتى سن السادسة أو السابعة إلي أن تستبدل بها الأسنان الدائمة، ومع ذلك فأسنان الطفل اللبنية في حاجة إلي الرعاية الطبية حتى لايصيبها التسوس .
الرأس: يصل حجم الرأس في نهاية هذه المرحلة إلي مثل حجم رأس الراشد، ومع ذلك فإن الرأس والوجه تظل نسبتهما أكبر بالمقارنة بأجزاء الجسم الأخري، علي الرغم من أن معدل نمو الرأس يكون أبطأ من المراحل السابقة .
الجذع: ينمو الجذع بدرجة متوسطة، ويستمر نمو الجذع بحيث يصبح الطفل أكثر استقامة وأقل استدارة، ويبدأ الطفل في هذه الفترة في التخلص من الدهون التي تراكمت في الفترة السابقة، ويتم ذلك خلال عمليات الهدم والبناء التي تتعرض لها الأنسجة الدهنية .
الطول : يصل الطول في نهاية السنة الثالثة إلي حوالي (90) سم، ثم يزداد ببطء نسبي بمعدل (9 - 8 -7 - 6) سم خلال السنوات (3 - 4 - 5 - 6)، ويكون معدل الطول أكبر من معدل الوزن في هذه المرحلة، ويكون الذكور أطول من الإناث، وفي بداية العام الثالث يكون طول الطفل - سواء ذكر أو أنثي - (84) سم تقريبًا، وفي نهاية العام الخامس يكون متوسط طول الولد (108) سم ومتوسط طول البنت (107) سم، وفي نهاية هذه المرحلة يصل طول الطفل ضعف طوله عند الولادة .
الوزن : يزداد وزن الطفل بمعدل كيلو جرام تقريبًا في السنة، ويكون معدل الوزن أقل من معدل الطول، ويكون الذكور أثقل من الإناث. ويصل متوسط وزن الطفل في بداية هذه المرحلة إلي (12) كيلو جرامًا تقريبًا للجنسين. وفي نهاية المرحلة يكون متوسط وزن الولد (18) كجم، ومتوسط وزن البنت (17.5) كجم، ويصل في نهاية هذه المرحلة إلي سبعة أمثال وزنه عند الولادة .
وعلي الأم أن تعتني بصحة طفلها، وتهتم بتغذيته وتحصينه ضد الأمراض، كذلك عليها أن تكون علي دراية كافية بمعدل نمو طفلها مع ضرورة العناية بالأسنان، ومساعدة الطفل وتشجيعه علي القيام بالأنشطة الحركية المناسبة لعمره .
النمو الفسيولوجي في مرحلة الطفولة المبكرة :
المخ : الجهاز العصبي هو أكثر أجهزة جسم الطفل استمرارًا في النمو في هذه المرحلة، فمع بلوغ الطفل سن الثالثة يصل وزن مخه إلي حوالي 75 % من وزن مخ الراشد، ويتقدم نمو لحاء المخ في هذه المرحلة، وهذا الجزء من المخ يتألف من عدد كبير من الألياف العصبية، وهو أكثر أجزاء المخ تطورًا، ويرتبط بالسلوك الإرادي والنشاط العقلي، وهو الذي يساعد الطفل علي التفكير واكتساب المعلومات، ومعني هذا أن النمو العقلي والمعرفي في هذه المرحلة قد يكون وثيق الصلة بنمو لحاء المخ. ويستمر في هذه المرحلة ترسيب الأنسجة الدهنية المحيطة بنهايات الخلايا العصبية بدرجة تجعل التواصل العصبي في المخ أكثر كفاءة .
التنفس: يصبح التنفس أكثر عمقًا وأبطأ من ذي قبل .
القلب: تكون نبضات القلب بطيئة، وتصبح ثابتة نسبيا، ويزداد ضغط الدم ازديادًا ثابتًا .
المعدة: يزداد حجم المعدة، ويستطيع الجهاز الهضمي للطفل هضم الأطعمة الجامدة .
الإخراج: يستطيع الطفل التحكم في عمليات الإخراج والتخلص من الفضلات في الأمعاء والمثانة .
النوم: كلما تقدَّم الطفل في السن يقل عدد ساعات النوم، حتى تصل إلي (10) ساعات تقريبًا في الطفولة المتأخرة .
وعلي الأم أن تهيئ جوّا مريحًا حتى تساعده علي الاستقرار نفسيا، وذلك من خلال العادات الصحية في الأكل والنوم، ومعرفة أسباب فقد الشهية أو الإفراط في الأكل .
النمو الحسي في مرحلة الطفولة المبكرة :
الإدراك: لا يستطيع الطفل في بداية هذه المرحلة إدراك العلاقات المكانية للأشياء، ويكون إدراكه للمسافات والأحجام والأوزان والأعداد غير دقيق، ولكن عندما يتقدم الطفل في العمر يستطيع التمييز بين المثيرات. وفي سن الثالثة يستجيب للمثيرات ككل، وبعد ذلك يبدأ في الاستجابة للأجزاء المنفصلة، وتوجد صعوبة لديه في التمييز بين الشكل والصورة في المرآة .
إدراك الزمن: لا يستطيع الطفل إدراك غير الحاضر، ثم يزداد إدراكه ليدرك الغد والمستقبل في سن الثالثة. أما في سن الرابعة فيستطيع إدراك المدلول الزمني للماضي، ويدرك اليوم، ثم الغد، ثم الأمس. وفي سن الخامسة يدرك تسلسل الحوادث، ويعرف الأيام وعلاقتها بالأسبوع، ويظل الطفل في هذه المرحلة متمركزًا حول ذاته .
البصر : يحدث في هذه المرحلة تحسن كبير في قدرة الطفل علي الإبصار والتركيز البصري، ومع بلوغ الطفل سن السادسة لا يكون جهازه البصري قد اكتمل، فهو لا يكتمل إلا مع البلوغ، وهذا يعني أن النمو البصري مازال مستمرًا في المراحل التالية حتى يتحقق التركيز البصري الواضح. ويحتاج بعض الأطفال في هذه المرحلة إلي نظارات طبية .
السمع: يتطور السمع تطورًا سريعًا، ومع تقدم الطفل في العمر لا تكاد تظهر مشكلات سمعية إلا لدي قليل من الأطفال بنسبة لا تتجاوز 2 % .
وعلي الأم تنمية النمو الحسي لدي طفلها، وذلك بالمساعدة علي اتصاله المباشر بالعالم الخارجي عن طريق الزيارات والرحلات، وتعويد سمعه علي كل ما هو جميل، مع الحرص علي معالجة العيوب التي تصيب الحواس لدي طفلها .
النمو الانفعالي في مرحلة الطفولة المبكرة :
السلوك الانفعالي: ينمو السلوك الانفعالي تدريجيًّا في هذه المرحلة من ردود الأفعال العامة نحو سلوك انفعالي خاص، وتحل الاستجابات الانفعالية اللفظية محل الاستجابات الانفعالية الجسمية، كما تكون الانفعالات شديدة ومبالغًا فيها ومتنوعة ومتناقضة، وتسمي هذه المرحلة باسم "مرحلة عدم التوازن " ، وتظهر علامات شدة الانفعالات في صورة حدة المزاج وشدة المخاوف وقوة الغيرة، ويرجع ذلك كله إلي أسباب نفسية أكثر منها فسيولوجية، ذلك أنَّ الطفل يشعر بقدرة غير عادية، وكذلك يثور علي القيود التي يفرضها عليه الوالدان .
انفعال الحب: في البداية يتركز حب الطفل علي ذاته؛ حيث يكون هو موضوع الحب من الآخرين ومن نفسه، وحبه لوالديه ما هو إلا استثارة لحبهما له حتى يلبيا له كل رغباته؛ ذلك أن الطفل يشعر بقدرة غير عادية، ويثور علي القيود التي يفرضها عليه الوالدان .
الخوف: تزداد مثيرات الخوف في هذه المرحلة لقدرة الطفل علي إدراكها، فيخاف بالتدريج من الحيوانات والظلام والفشل والموت، ويمكن أن تكون هذه المخاوف أكبر عائق في سبيل نموه الصحي السليم .
الغضب: تظهر نوبات الغضب المصحوب بالاحتجاج اللفظي، والأخذ بالثأر أحيانًا، ويصاحبها أيضًا العناد والمقاومة والعدوان، وخاصة عند حرمان الطفل من إشباع حاجاته .
الأحلام المزعجة: تنتاب الطفل في هذه المرحلة بدرجة أكبر نسبيًا من أية مرحلة أخري ويكون نومه مضطربًا .
الغيرة: شعر الطفل بالغيرة عند ميلاد طفل جديد، وذلك بسبب تحول الاهتمام عنه بعد أن كان موضع الاهتمام .
التعبير الانفعالي: يجد الطفل تعبيرًا عن حياته الانفعالية في مجالات عديدة، مثل : الأحلام، واللعب، مما قد يخفف عنه حدة تلك الانفعالات، كما يعتبر في نفس الوقت وسيلة جيدة للكشف عنها، بل ولعلاجها أيضا .
وعلي الأم أن تحيط طفلها بالدفء والحنان، وأن تعلِّمه ضبط الانفعالات في هذه السن المبكرة، وتحميه من مصادر الخوف، ولكن عليها ألا تلجأ إلي العقاب البدني كوسيلة لضبط الانفعالات، ولا تفرض عليه الأوامر والنواهي، أو تكلفه مالا يطيقه، كذلك عليها أن تعدل بين أبنائها؛ حتى لا تتولد مشاعر الغيرة والحقد بينهم .
النمو اللغوي في مرحلة الطفولة المبكرة :
سرعة النمو: تعتبر هذه المرحلة من أسرع مراحل النمو اللغوي تحصيلا وتعبيرًا وفهمًا. وهناك علاقة وثيقة بين قدرة الطفل علي الكلام وقدرته علي المشي، فكلما كان الطفل قادرًا علي المشي الصحيح؛ تزداد قدرته علي تعلم الكلام واكتساب كثير من الكلمات .
مظاهر النمو اللغوي: من مظاهر النمو اللغوي في هذه المرحلة: الوضوح، ودقة التعبير، والفهم، وتحسُّن النطق، واختفاء الكلام الطفولي، وازدياد فهم كلام الآخرين، والقدرة علي الإفصاح عن الحاجات والخبرات، والقدرة علي صياغة جمل صحيحة طويلة، وكذلك استخدام الضمائر والأزمنة .
مراحل النمو اللغوي: يمر التعبير اللغوي في الطفولة بمرحلتين: مرحلة الجمل القصيرة، حيث تكون من (3) إلي (4) كلمات، وتعبر عن معني، رغم أنها لا تكون صحيحة من ناحية التركيب اللغوي، أما المرحلة الثانية: فهي مرحلة الجمل الكاملة، حيث تتكون الجمل من (4) إلي (6) كلمات، وتتميز بأنها جُمَل مفيدة تامة أكثر تعقيدًا في التعبير .
القدرة علي التواصل: علي الرغم من تمكن الطفل من اللغة في هذه المرحلة، فإنه يظل يعاني قصورًا من حيث القدرة علي التواصل مع الآخرين .
علي الأم ألا تُسمِع طفلها الألفاظ البذيئة، بل تقدم له النماذج الكلامية الجيدة، ويمكنها من خلال القصص والحكايات التحدث معه، وأن تدربه علي الكلام .
النمو العقلي في مرحلة الطفولة المبكرة :
المفاهيم: في هذه المرحلة تتكون المفاهيم المختلفة عند الطفل، مثل: الزمان والمكان والاتساع والعدد، ويتعرف أيضًا علي الأشكال الهندسية. ومعظم المفاهيم التي يستطيع الطفل إدراكها تكون حسية، أما المفاهيم الُمجرَّدة فلا يستطيع إدراكها إلا فيما بعد .
الذكاء: يزداد نمو الذكاء، ويستطيع الطفل التعميم، ولكن في حدود ضيقة، ويري "بياجيه" أن الذكاء في هذه المرحلة يكون تصوريًا تستخدم فيه اللغة بوضوح، ويتصل بالمفاهيم والمدركات الكلية .
التعلم: تزداد قدرة الطفل علي التعلم عن طريق الخبرة والمحاولة والخطأ، وعن طريق الممارسة والاستفادة من خبرات الماضي .
الانتباه: لا يستطيع الطفل في بداية هذه المرحلة التركيز والانتباه، لكن تزداد بعد ذلك قدرة الانتباه .
الخيال : تتميز هذه المرحلة بصفة عامة باللعب الإيهامي أو الخيالي، ويطغي خيال الطفل علي الحقيقة، لذلك فإن أطفال هذه المرحلة يحبون اللعب بالعرائس وتقليد الكبار، والقيام ببعض الأدوار الاجتماعية وتقمص الأدوار .
التذكُّر: يتذكر الطفل العبارات السهلة المفهومة أكثر من تذكُّره للعبارات الغامضة، كذلك يتذكر الأسماء والأشخاص والأماكن والأشياء .
التفكير: ويسمي طور التفكير في هذه المرحلة باسم "طور ما قبل العمليات"، وهو ينقسم إلي قسمين :
(أ ) فترة ما قبل المفاهيم، وهي من سنتين إلي أربع سنوات. ويظهر في هذه المرحلة خاصية التمركز حول الذات، بمعني أنه لا يستطيع أن يتخذ وجهة نظر الآخر في أحكامه أو في إدراكه للأشياء .
(ب) فترة التفكير الحدسي، من 4 - 7 سنوات وفيها يتحرر الطفل من بعض عيوب المرحلة السابقة، فيعتمد علي الحدس العام الغير واضح التفاصيل، فالطفل في هذه المرحلة يعتمد في تفكيره بشكل أكبر علي حواسه وتخيله أكثر من أي شيء آخر .
وعلي الأم أن توفر لطفلها الجو المناسب لتنميته عقليا، فتتيح له الفرصة ليكتشف ويجرب، وتجيب عن تساؤلاته بما يتناسب مع نموه العقلي، ويمكنها تنمية هوايات الطفل مثل الرسم واللعب، والتي تسهم في تنمية الابتكار عنده .
النمو الحركي في مرحلة الطفولة المبكرة :
نمو العضلات: يسيطر الطفل علي العضلات الكبيرة، وبالتدريج يستطيع السيطرة علي عضلاته الصغيرة، ويكتسب الطفل مهارات حركية جديدة: كالجري والقفز، والتسلق، وركوب الدراجة، والحركات اليدوية الماهرة: كالرسم والكتابة، ويعتمد نوع المهارات التي يتعلمها الطفل علي مستوي نضجه واستعداده، وعلي الفرص التي تتاح له لتعلمها والتوجيه الذي يلقاه لإتقانها. ومن الملاحظ أنَّ الأطفال الذين يعيشون في بيئات فقيرة يكتسبون المهارات مبكرًا عن الأطفال الذين يعيشون في بيئات ثرية، وتوجد فروق فردية بين الجنسين في نوع المهارات الحركية وذلك راجع إلي عمليات التنميط الجنسي .
الكتابة : يستطيع الطفل في نهاية هذه المرحلة رسم الخطوط الأفقية والرأسية والأشكال البسيطة، كما يستطيع تشكيل بعض الأشكال باستخدام طين الصلصال، ومع التدريب يستطيع الطفل الكتابة والرسم بشكل جيد .
العوامل المؤثرة في النمو الحركي: من أهم العوامل التي تؤثر في النمو الحركي في هذه المرحلة حالة الطفل الجسمية، وصحته العامة، وقدرته العقلية، إضافة إلي حالته النفسية، وكذلك العوامل البيئية من حيث الفقر والثراء، وعوامل التنشئة الاجتماعية، وعمليات التنميط الجنسي للذكورة والأنوثة والإمكانيات والفرص المتاحة للتعلم .
وعلي الأم أن تشجع طفلها علي الحركة والنشاط، وتُعلِّمُه المهارات المختلفة كالرسم وتشكيل الصلصال، أما بخصوص تعلم الكتابة، فلا تحاول إجباره علي تعلُّمها. وهذه الفرص عادة ما تتوفر في دور الحضانة الحديثة، حيث تتاح الكثير من الفرص أمام الطفل لتعلم الكثير من المهارات الحركية والعقلية .
النمو الاجتماعي في مرحلة الطفولة المبكرة :
العلاقات الاجتماعية: تتسع دائرة العلاقات والتفاعل الاجتماعي في الأسرة، ومع جماعة الرفاق باتساع عالم الطفل. ويزداد اندماج الطفل في الكثير من الأنشطة وتعلم الجديد من الكلمات والمفاهيم، ويمر بخبرات جديدة تهيئ له الانتقال من كائن بيولوجي إلي كائن اجتماعي .
نمو السلوك الخلقي: يكتسب الطفل قيم الوالدين واتجاهاتهما ومعاييرهما السلوكية خلال هذه الفترة، نتيجة لتعرضه لمتغيرات التنشئة الاجتماعية من ثواب وعقاب وتقليد وتوحد، وغيرها من الأساليب .
الصداقة: يستطيع الطفل أن يصادق الآخرين، ويلعب معهم، ويستطيع أن يحادثهم. ونجاحه في العلاقات الاجتماعية خارج المنزل يتوقف علي نوع الخبرات التي يتلقاها في تربيته علي أيدي والديه .
التعاون: يظهر (الفريق) في حياة الطفل، وفيه يصبح الطفل واعيًا بوجود الآخرين
الزعامة : الزعامة عند الطفل في هذه المرحلة وقتية، لاتكاد تظهر عنده حتى تختفي، و عندما يصبح الطفل علي أعتاب دخول المدرسة تكون معالم شخصيته قد تميزت بخصائصها وسماتها، فنجد أن بعض الأطفال يتسمون بالزعامة والقيادة والبعض الآخر يحب الظهور، ومنهم من يفضل الانطواء .
المكانة الاجتماعية: تعتبر هذه الفترة هي السنوات الحرجة في عملية التطبيع الاجتماعي للطفل، ويتوقف السلوك الاجتماعي كمّا وكيفًا علي خبرات الطفل والظروف البيئية التي يتعرض لها وعلاقته بها، ويشمل ذلك سلوك القيادة، والسيطرة والتبعية والمسايرة الاجتماعية .
سلوك الطفل: يبدأ الطفل في تعلم السلوك الخلقي، ويظهر لديه أيضًا سلوك العناد وعدم الطاعة، فيجذب الانتباه إليه، وتوجد فروق فردية بين الجنسين في السلوك، فالأولاد يميلون إلي التخريب، بينما تميل البنات إلي العناد، وتظهر مشكلات السلوك في التبول اللاإرادي والتخريب، ونوبات الغضب، والعصبية .
المنافسة: يميل الطفل إلي المنافسة التي تظهر لديه في الثالثة، وتبلغ ذروتها في الخامسة .
العناد : يكون العناد في ذروته حتى العام الرابع، ويتضح ذلك في الثورة علي النظام الأسري، وعلي سلطة الكبار، وعصيان أوامرهم، وإذا كان نظام التربية تسلطيًّا عقابيًّا فإنه يؤدي بالطفل إلي تنمية العصيان والتمرد، وكذلك القيام بالسلوك العدواني والانسحابي .
الاستقلال: يميل الطفل نحو الاستقلال في بعض الأمور، مثل: تناول الطعام، واللبس، إلا أنه ما زال يعتمد إلي حد كبير علي الآخرين، والاستقلال لا يتحقق لجميع الأطفال حيث توجد فروق فردية وسمات شخصية مختلفة .
وعلي الأم أن تعلم الطفل السلوك الاجتماعي كالتعاون، واحترام الآخرين، وتعلمه القيام بالدور الاجتماعي المتناسب مع المرحلة، وأن توفر لطفلها الجو الاجتماعي الذي يشبع حاجاته إلي الرعاية والتقبل، وتستخدم الثواب بدلا من العقاب كوسيلة للإصلاح، مع مراعاة البعد عن التسلطية والدكتاتورية في التربية، حتى يتكون لدي الطفل إحساس إيجابي بالذات .