المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثماني كذبات لامي



مغربي سعاد
30/01/2010, 01:56 AM
ليس دائما ً: تقول أمي الحقيقة !!..



ثماني مرات : كذبت أمي عليّ !!!...





تبدأ القصة عند ولادتي ، فكنت الابن الوحيد في أسرة شديدة الفقر

فلم يكن لدينا من الطعام ما يكفينا ....

وإذا وجدنا في يوم من الأيام بعضا ًمن الأرز لنأكله ويسد جوعنا :

كانت أمي تعطيني نصيبها .. وبينما كانت تحوِّل الأرز من طبقها إلى

طبقي كانت تقول : يا ولدي تناول هذا الأرز ، فأنا لست جائعة ..

وكانت هذه كذبتها الأولى





وعندما كبرت أنا شيئا قليلا كانت أمي تنتهي من شئون المنزل وتذهب

للصيد في نهر صغير بجوار منزلنا ، وكان عندها أمل أن أتناول سمكة قد

تساعدني على أن أتغذى وأنمو ، وفي مرة من المرات استطاعت بفضل

الله أن تصطاد سمكتين ، أسرعت إلى البيت وأعدت الغذاء ووضعت

السمكتين أمامي فبدأت أنا أتناول السمكة الأولى شيئا فشيئا ، وكانت أمي

تتناول ما يتبقى من اللحم حول العظام والشوك ، فاهتز قلبي لذلك ،

وضعت السمكة الأخرى أمامها لتأكلها ، فأعادتها أمامي فورا وقالت :

يا ولدي تناول هذه السمكة أيضا ، ألا تعرف أني لا أحب السمك ..

وكانت هذه كذبتها الثانية





وعندما كبرت أنا كان لابد أن ألتحق بالمدرسة ، ولم يكن معنا من المال

ما يكفي مصروفات الدراسة ، ذهبت أمي إلى السوق واتفقت مع موظف بأحد

محال الملابس أن تقوم هي بتسويق البضاعة بأن تدور على المنازل

وتعرض الملابس على السيدات ، وفي ليلة شتاء ممطرة ، تأخرت أمي في

العمل وكنت أنتظرها بالمنزل ، فخرجت أبحث عنها في الشوارع المجاورة ،

ووجدتها تحمل البضائع وتطرق أبواب البيوت ، فناديتها : أمي ، هيا نعود

إلى المنزل فالوقت متأخر والبرد شديد وبإمكانك أن تواصلي العمل في الصباح ،

فابتسمت أمي وقالت لي : يا ولدي.. أنا لست مرهقة ..

وكانت هذه كذبتها الثالثة





وفي يوم كان اختبار آخر العام بالمدرسة ، أصرت أمي على الذهاب معي ،

ودخلت أنا ووقفت هي تنتظر خروجي في حرارة الشمس المحرقة ،

وعندما دق الجرس وانتهى الامتحان خرجت لها فاحتضنتني بقوة ودفء

وبشرتني بالتوفيق من الله تعالى ، ووجدت معها كوبا فيه مشروب كانت

قد اشترته لي كي أتناوله عند خروجي ، فشربته من شدة العطش حتى ارتويت ،

بالرغم من أن احتضان أمي لي : كان أكثر بردا وسلاما ، وفجأة نظرت

إلى وجهها فوجدت العرق يتصبب منه ، فأعطيتها الكوب على الفور وقلت لها :

اشربي يا أمي ، فردت : يا ولدي اشرب أنت ، أنا لست عطشانة ...

وكانت هذه كذبتها الرابعة





وبعد وفاة أبي كان على أمي أن تعيش حياة الأم الأرملة الوحيدة ، وأصبحت

مسئولية البيت تقع عليها وحدها ، ويجب عليها أن توفر جميع الاحتياجات ،

فأصبحت الحياة أكثر تعقيدا وصرنا نعاني الجوع ، كان عمي رجلا طيبا

وكان يسكن بجانبنا ويرسل لنا ما نسد به جوعنا ، وعندما رأى الجيران

حالتنا تتدهور من سيء إلى أسوأ ، نصحوا أمي بأن تتزوج رجلا ينفق

علينا فهي لازالت صغيرة ، ولكن أمي رفضت الزواج قائلة :

أنا لست بحاجة إلى الحب ..

وكانت هذه كذبتها الخامسة





وبعدما انتهيت من دراستي وتخرجت من الجامعة ، حصلت على وظيفة

إلى حد ما جيدة ، واعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب لكي تستريح أمي

وتترك لي مسؤولية الإنفاق على المنزل ، وكانت في ذلك الوقت لم يعد

لديها من الصحة ما يعينها على أن تطوف بالمنازل ، فكانت تفرش فرشا

في السوق وتبيع الخضروات كل صباح ، فلما رفضت أن تترك العمل

خصصت لها جزءا من راتبي ، فرفضت أن تأخذه قائلة :

يا ولدي احتفظ بمالك ، إن معي من المال ما يكفيني ..

وكانت هذه كذبتها السادسة





وبجانب عملي واصلت دراستي كي أحصل على درجة الماجيستير ،

وبالفعل نجحت وارتفع راتبي ، ومنحتني الشركة الألمانية التي أعمل بها

الفرصة للعمل بالفرع الرئيسي لها بألمانيا ، فشعرت بسعادة بالغة ،

وبدأت أحلم ببداية جديدة وحياة سعيدة ، وبعدما سافرت وهيأت الظروف ،

اتصلت بأمي أدعوها لكي تأتي للإقامة معي ، ولكنها لم تحب أن تضايقني

وقالت : يا ولدي .. أنا لست معتادة على المعيشة المترفة ...

وكانت هذه كذبتها السابعة





كبرت أمي وأصبحت في سن الشيخوخة ، وأصابها مرض السرطان اللعين ،

وكان يجب أن يكون بجانبها من يمرضها ، ولكن ماذا أفعل فبيني وبين

أمي الحبيبة بلاد ، تركت كل شيء وذهبت لزيارتها في منزلنا ، فوجدتها

طريحة الفراش بعد إجراء العملية ، عندما رأتني حاولت أمي أن تبتسم لي

ولكن قلبي كان يحترق لأنها كانت هزيلة جدا وضعيفة ، ليست أمي

التي أعرفها ، انهمرت الدموع من عيني ولكن أمي حاولت أن تواسيني

فقالت : لا تبكي يا ولدي فأنا لا أشعر بالألم ...

وكانت هذه كذبتها الثامنة





وبعدما قالت لي ذلك ، أغلقت عينيها ، فلم تفتحهما بعدها أبدا ...









إلى كل من ينعم بوجود أمه في حياته :

حافظ على هذه النعمة قبل أن تحزن على فقدانها ...

وإلى كل من فقد أمه الحبيبة :

تذكر دائما كم تعبت من أجلك ، وادع الله تعالى لها بالرحمة والمغفرة ..

مغربي سعاد
04/03/2010, 12:22 AM
أمي ،ذلك النبع الصافي...و الدواء الشافي...حب و حنان و تضحيات ....و كأن الحياة و حلاوتها اختزلت في لحظة حبها لوليدها و خوفها عليه و لو صار شابا....
فيا رب احفظ امهاتنا و أدم عليهن الصحة و العافية..
آمين يا رب العالمين

مغربي سعاد
01/04/2011, 06:40 PM
الى أحن قلب و أصفى نبع و أجمل لفظ انساب بين شفتي....الى أمي

حجي حبيب
01/04/2011, 09:10 PM
-----------------------------------------------------

Death at a Mother’s Arm by : Habib Ibraheem
Baghdad , 2001
Uselessly she sat and held
That kid she motherly addressed .
Touching kinder than silk
With warm hands she passed
“ Mother our fruits and orchard”
In vain she looked and closed
His eyes on a bloodless face .
The spirit ascended so high
To leave the body cold;
A mere carcass of a pale face .
Untold bitterness was eminent to flow
As tears or screams to -------------- blow
To rest the choked soul
The wounded heart to heal .

Oh ! May God rest yours so close
To angels that dearly receive yours .
Heaven I hope to be my share
Good deeds and goodness if I bear .
“ Son of my unseen ________ hopes
You so dearly bid me farewell
Death snatched you fully potent .
You laid restfully aghast.
Farewell .. Dear .. Farewell .

مغربي سعاد
01/04/2011, 11:08 PM
-----------------------------------------------------

Death at a Mother’s Arm by : Habib Ibraheem
Baghdad , 2001
Uselessly she sat and held
That kid she motherly addressed .
Touching kinder than silk
With warm hands she passed
“ Mother our fruits and orchard”
In vain she looked and closed
His eyes on a bloodless face .
The spirit ascended so high
To leave the body cold;
A mere carcass of a pale face .
Untold bitterness was eminent to flow
As tears or screams to -------------- blow
To rest the choked soul
The wounded heart to heal .
Oh ! May God rest yours so close
To angels that dearly receive yours .
Heaven I hope to be my share
Good deeds and goodness if I bear .
“ Son of my unseen ________ hopes
You so dearly bid me farewell
Death snatched you fully potent .
You laid restfully aghast.
Farewell .. Dear .. Farewell .

سيدي الفاضل حبيب حجي
شكرا على تعطيركم متصفحي بابيات تعزز قدر الام و مكانتها في القلوب
تقبلوا تحياتي

أريج عبد الله
01/04/2011, 11:39 PM
اليوم لاينفع الكذب على الأولاد فهم يحاججون في كل صغيرة وكبيرة ..
لكن قلب الأم لايعدله قلب في تحمل كل الم من أجل سعادة أبناءها !
الأم تحمل الرسالة بكل تفاصيلها .. وهي للتضحية عنوان ..
اللهم أحفظ أمهاتنا وإرحم من قضى منهنّ.
الأخت الغالية سعاد
شكراً لموضوعك الجميل وذائقتكِ في الإختيار!
لكِ أجمل التحايا وباقات الورد
أريج عبد الله

محمود عباس مسعود
02/04/2011, 12:06 AM
الأديبة العزيزة سعاد مغربي
قصة مؤثرة تحرك المشاعر وتهتز لها أوتار القلب.
اسمحي لي أن أعطي القصة العنوان التالي: ثماني حقائق أخفتها أمي عني
وأن تنتهي كل حادثة بالعبارة التالية: وتلك كانت الحقيقة الـ..... التي أخفتها أمي عني.
سلمت يداك وبارك الله بك
مع خالص المودة والتقدير





.

كرم زعرور
02/04/2011, 12:10 AM
ألرّائعة صاحبة القلب الكبير ، ومبدعة المواضيع الإنسانيّة ،
ألأخت الفاضلة سعاد مغربي
هذه الأم ُّ :
1 ادَّعَت الشَّبعَ وهي جائعة ٌ، حتّى يشبعَ ابنُها .
2ادَّعت أنَّها لا تحبُّ السَّمكَ ،حتى يأكلَ ابنُها السَّمكَ كُلَّهُ ويكبرَ .
3ادَّعت أنَّها ليست مُرهقة ً،لتؤمِّنَ لابنها لباساً يُفرحُه ويحميه .
4 ادَّعت أنَّها ليست عطشى ، وهي تتصبَّبُ عرقاً من شدَّة ِالحرِّ،
وارتوت عندما ارتوى .
5 رفضت الزَّواجَ ، حتى لا تنشغل عنه .
6 ادَّعت عدمَ حاجتها للمال ِ، لتُبقيه ِله .
7 رفضت السَّفرَ حتى لا تكونَ عائقاً أمام تقدُّمهِ ونجاحه ِ.
8 حتّى لا تزعجهُ ، ادَّعت في مرضِ موتها أنَّها لا تُحسُّ بألم ٍ، رغم أنَّ السَّرطانَ
اللَّعينَ من أشدِّ الأمراض ِتسبُّباً بالألم ِ.
..هذه كذباتُها الثَّمانية ، رحمها اللّهُ !
رحم اللهُ كُلَّ أمٍّ قضت ، وأطالَ اللهُ عمرَ كلِّ أمٍّ تنتظرُ ، واسعدها .
وأسعدك ِاللهُ أيَّتُها الأختُ المُمَيَّزة - سعاد .

مغربي سعاد
02/04/2011, 06:53 PM
اليوم لاينفع الكذب على الأولاد فهم يحاججون في كل صغيرة وكبيرة ..
لكن قلب الأم لايعدله قلب في تحمل كل الم من أجل سعادة أبناءها !
الأم تحمل الرسالة بكل تفاصيلها .. وهي للتضحية عنوان ..
اللهم أحفظ أمهاتنا وإرحم من قضى منهنّ.
الأخت الغالية سعاد
شكراً لموضوعك الجميل وذائقتكِ في الإختيار!
لكِ أجمل التحايا وباقات الورد
أريج عبد الله
السلام على الاخت الجميلة و الراقية و حبيبة الجميع أريج العراق الاشم
أولادنا أكبادنا التي تمشي على الارض و قرة أعيننا ...و لا تدرك هذه الحقيقة الا بعد تلمس نعمة الولد..
مداخلة تصب في عمق الموضوع و تنم عن ادراك و وعي كبيرين و عن حنان متأصل..
سلمت أناملك التي لا تخط الا الطيب من الكلام
تقبلي تحياتي و مودتي
سعاد

مغربي سعاد
03/04/2011, 12:23 AM
الأديبة العزيزة سعاد مغربي
قصة مؤثرة تحرك المشاعر وتهتز لها أوتار القلب.
اسمحي لي أن أعطي القصة العنوان التالي: ثماني حقائق أخفتها أمي عني
وأن تنتهي كل حادثة بالعبارة التالية: وتلك كانت الحقيقة الـ..... التي أخفتها أمي عني.
سلمت يداك وبارك الله بك
مع خالص المودة والتقدير.
السلام على من ينشر السلام الهادئ في واتا أستاذنا الكبير محمود عباس مسعود;
الامر إذن كما ترون...
تقبلوا تحياتي و احترامي
سعاد

مغربي سعاد
03/04/2011, 12:31 AM
ثماني حقائق أخفتها أمي عني..

تبدأ القصة عند ولادتي ، فكنت الابن الوحيد في أسرة شديدة الفقر

فلم يكن لدينا من الطعام ما يكفينا ....

وإذا وجدنا في يوم من الأيام بعضا ًمن الأرز لنأكله ويسد جوعنا :

كانت أمي تعطيني نصيبها .. وبينما كانت تحوِّل الأرز من طبقها إلى

طبقي كانت تقول : يا ولدي تناول هذا الأرز ، فأنا لست جائعة ..

وتلك كانت الحقيقة الأولى..... التي أخفتها أمي عني.





وعندما كبرت أنا شيئا قليلا كانت أمي تنتهي من شئون المنزل وتذهب

للصيد في نهر صغير بجوار منزلنا ، وكان عندها أمل أن أتناول سمكة قد

تساعدني على أن أتغذى وأنمو ، وفي مرة من المرات استطاعت بفضل

الله أن تصطاد سمكتين ، أسرعت إلى البيت وأعدت الغذاء ووضعت

السمكتين أمامي فبدأت أنا أتناول السمكة الأولى شيئا فشيئا ، وكانت أمي

تتناول ما يتبقى من اللحم حول العظام والشوك ، فاهتز قلبي لذلك ،

وضعت السمكة الأخرى أمامها لتأكلها ، فأعادتها أمامي فورا وقالت :

يا ولدي تناول هذه السمكة أيضا ، ألا تعرف أني لا أحب السمك ..

طبقي كانت تقول : يا ولدي تناول هذا الأرز ، فأنا لست جائعة ..

وتلك كانت الحقيقة الثانية..... التي أخفتها أمي عني.





وعندما كبرت أنا كان لابد أن ألتحق بالمدرسة ، ولم يكن معنا من المال

ما يكفي مصروفات الدراسة ، ذهبت أمي إلى السوق واتفقت مع موظف بأحد

محال الملابس أن تقوم هي بتسويق البضاعة بأن تدور على المنازل

وتعرض الملابس على السيدات ، وفي ليلة شتاء ممطرة ، تأخرت أمي في

العمل وكنت أنتظرها بالمنزل ، فخرجت أبحث عنها في الشوارع المجاورة ،

ووجدتها تحمل البضائع وتطرق أبواب البيوت ، فناديتها : أمي ، هيا نعود

إلى المنزل فالوقت متأخر والبرد شديد وبإمكانك أن تواصلي العمل في الصباح ،

فابتسمت أمي وقالت لي : يا ولدي.. أنا لست مرهقة ..

وتلك كانت الحقيقة الثالثة.... التي أخفتها أمي عني.






وفي يوم كان اختبار آخر العام بالمدرسة ، أصرت أمي على الذهاب معي ،

ودخلت أنا ووقفت هي تنتظر خروجي في حرارة الشمس المحرقة ،

وعندما دق الجرس وانتهى الامتحان خرجت لها فاحتضنتني بقوة ودفء

وبشرتني بالتوفيق من الله تعالى ، ووجدت معها كوبا فيه مشروب كانت

قد اشترته لي كي أتناوله عند خروجي ، فشربته من شدة العطش حتى ارتويت ،

بالرغم من أن احتضان أمي لي : كان أكثر بردا وسلاما ، وفجأة نظرت

إلى وجهها فوجدت العرق يتصبب منه ، فأعطيتها الكوب على الفور وقلت لها :

اشربي يا أمي ، فردت : يا ولدي اشرب أنت ، أنا لست عطشانة ...

وتلك كانت الحقيقة الرابعة... التي أخفتها أمي عني.





وبعد وفاة أبي كان على أمي أن تعيش حياة الأم الأرملة الوحيدة ، وأصبحت

مسئولية البيت تقع عليها وحدها ، ويجب عليها أن توفر جميع الاحتياجات ،

فأصبحت الحياة أكثر تعقيدا وصرنا نعاني الجوع ، كان عمي رجلا طيبا

وكان يسكن بجانبنا ويرسل لنا ما نسد به جوعنا ، وعندما رأى الجيران

حالتنا تتدهور من سيء إلى أسوأ ، نصحوا أمي بأن تتزوج رجلا ينفق

علينا فهي لازالت صغيرة ، ولكن أمي رفضت الزواج قائلة :

أنا لست بحاجة إلى الحب ..

وتلك كانت الحقيقة الخامسة... التي أخفتها أمي عني.





وبعدما انتهيت من دراستي وتخرجت من الجامعة ، حصلت على وظيفة

إلى حد ما جيدة ، واعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب لكي تستريح أمي

وتترك لي مسؤولية الإنفاق على المنزل ، وكانت في ذلك الوقت لم يعد

لديها من الصحة ما يعينها على أن تطوف بالمنازل ، فكانت تفرش فرشا

في السوق وتبيع الخضروات كل صباح ، فلما رفضت أن تترك العمل

خصصت لها جزءا من راتبي ، فرفضت أن تأخذه قائلة :

يا ولدي احتفظ بمالك ، إن معي من المال ما يكفيني ..

وتلك كانت الحقيقة السادسة... التي أخفتها أمي عني.





وبجانب عملي واصلت دراستي كي أحصل على درجة الماجيستير ،

وبالفعل نجحت وارتفع راتبي ، ومنحتني الشركة الألمانية التي أعمل بها

الفرصة للعمل بالفرع الرئيسي لها بألمانيا ، فشعرت بسعادة بالغة ،

وبدأت أحلم ببداية جديدة وحياة سعيدة ، وبعدما سافرت وهيأت الظروف ،

اتصلت بأمي أدعوها لكي تأتي للإقامة معي ، ولكنها لم تحب أن تضايقني

وقالت : يا ولدي .. أنا لست معتادة على المعيشة المترفة ...

وتلك كانت الحقيقة السابعة... التي أخفتها أمي عني.





كبرت أمي وأصبحت في سن الشيخوخة ، وأصابها مرض السرطان اللعين ،

وكان يجب أن يكون بجانبها من يمرضها ، ولكن ماذا أفعل فبيني وبين

أمي الحبيبة بلاد ، تركت كل شيء وذهبت لزيارتها في منزلنا ، فوجدتها

طريحة الفراش بعد إجراء العملية ، عندما رأتني حاولت أمي أن تبتسم لي

ولكن قلبي كان يحترق لأنها كانت هزيلة جدا وضعيفة ، ليست أمي

التي أعرفها ، انهمرت الدموع من عيني ولكن أمي حاولت أن تواسيني

فقالت : لا تبكي يا ولدي فأنا لا أشعر بالألم ...

وتلك كانت الحقيقة الثامنة... التي أخفتها أمي عني.





وبعدما قالت لي ذلك ، أغلقت عينيها ، فلم تفتحهما بعدها أبدا ...









إلى كل من ينعم بوجود أمه في حياته :

حافظ على هذه النعمة قبل أن تحزن على فقدانها ...

وإلى كل من فقد أمه الحبيبة :

تذكر دائما كم تعبت من أجلك ، وادع الله تعالى لها بالرحمة والمغفرة ..

محمود عباس مسعود
03/04/2011, 12:38 AM
بارك الله بك يا أستاذة سعاد
وزادك فضلاً ونعمة وسلاماً.
كان مجرد اقتراح ما عتمّ أن حظي بقبول طيب منك
فلك الشكر والتقدير
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.







.