المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عمالّنا بين مطرقة الاحتلال وسندان الاستغلال



داعس ابو كشك
30/01/2010, 05:38 PM
يعاني العمال الفلسطينيون العاملون خلف الخط الاخضر من اشد انواع الاستغلال والاضطهاد والذل والاجراءات الصارمة التي يتعرضون لها من قبل قوات الاحتلال والشرطة الاسرائيلية ، بالاضافة الى الظروف التي يمرون بها اثناء عملهم وخاصة منذ عام 2000 لغاية الان ، حيث انهم محرومون من حقوقهم المشروعة التي نص عليها القانون الدولي ، ولا يوجد هناك اي اتفاقية مع السلطة الوطنية الفلسطينية حول تشغيل هؤلاء العمال خلف الخط الاخضر ، وهذا يؤدي الى فقدان مردود مادي سواء كان للسلطة الوطنية الفلسطينية او للعمال انفسهم ، وليس هناك اي تعاون مع مكاتب العمل الفلسطينية الّا في الحدود الدنيا جدا ، ومع ازدياد البطالة في الضفة الغربية اجبر العامل الفلسطيني على اختراق الحواجز والذهاب الى اسرائيل من اجل العمل وتوفير لقمة العيش لابنائه وهذا ما عرضه للاعتقال وفرض الغرامات عليه ومنعه من العودة الى العمل وحرمانه من اجوره .
ان طبيعة العمل للعمال الفلسطينيين قاسية جدا لأنهم يعملون في المصانع وورش البناء والزراعة ، ومحرومون من حقوقهم الاجتماعية والصحية ، وليس لهم ضمانات مما يجعلهم يعملون من اجل العيش فقط رغم انهم يعرفون بتعرضهم لشروط عمل قاسية وساعات اضافية واستغلال بشع واضطهاد قومي ، لان لسان حالهم يقول " ما بجبرك على المّر الّا الأمّر " ، زذ عل ذلك الظروف السيئة التي تحيط بهم في منامهم ، حيث انهم ينامون في ورش البناء او في اماكن مهجورة وقذرة وغير صحية ويتعرضون لاجراءات صارمة من قبل الشرطة الاسرائيلية التي تلاحقهم في يقظتهم واثناء منامهم.
وامام هذا الواقع اتجه بعض العمال الى شراء فواتير مقّاصة من اجل اخراج تصاريح لهم تضمن ذهابهم الى اماكن عملهم ، ولكن ذلك محفوف بالمخاطر لان سلطات الاحتلال تمنحهم تصريح تاجر وليس تصريح عمل ، كما ان العامل يدفع مبالغ طائلة مقابل شراء هذه الفاتورة ، وكلما زادت قيمة الفاتورة تزداد عدد الايام التي تمنح له في التصريح ، ولقد تعرض الكثير من هؤلاء العمال الى الاعتقال والاملاحقة المستمرة من قبل الشرطة الاسرائيلية ، ويلاحظ ان العامل الذي لديه فاتورة مقاصة ينتظر لمدة تزيد عن الشهر لاخراج التصريح ، ولكن همهم اجاد فرصة عمل لهم لكي يعيلوا اسرهم فهم يذهبون الى المعابر الساعة الثالثة قبل الفجر والناس نيام ويقضون ساعات طويلة امام تلك المعابر في ظل ظروف جوية سيئة ، وتراهم بالمئات امام كل معبر ، فمجرد ان بدأ السماح لهم بالدخول فانهم يمرون باجراءات امنية مشددة منها الكترونية ومنها ادخال البعض الى الغرف من اجل التأكد من وضعهم ، وكذلك عند العودة في المساء يتعرضون الى نفس الاجراءات وكأن الضفة الغربية قد تحولت الى " بانسيونات " يقضي فيها العامل بضع ساعات ثم يعود الى عمله .
ورغم ما يقوم به الاتحاد العام لنقابات العمال في الدفاع عن حقوقهم الا ان ذلك يبقى محدودا في ظل الاجراءات الاسرائيلية التي تتمادى في زيادة المعاناة لعمالنا ، ومن هنا فان خسائر جمة تتكبدها السلطة الوطنية الفلسطينية بسبب فقدانها المادي جراء حرمانها من عوائد العمال وكذلك العامل نفسه يتعرض في كثير من الاحيان الى حرمانه من تقاضي اجوره دون ان يكون هناك من يدافع عنه ، ولذا فانه امام هذه المعطيات يجب التحرك وطنيا ودوليا لفضح سياسة الاحتلال التشغيلية ضد عمالنا الفلسطينيين والقمع المزدوج الذي يتعرضون له والاستغلال البشع لاحتياجاتهم ووضع حد لتلك الاجراءات والاعتراف بحقوقهم المشروعة .