المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منتدي دافوس الاقتصادي و"تحسين اوضاع العالم" بين محاورات السياسيين والاقتصاديين والمناوئي-



سيد أمين
30/01/2010, 07:16 PM
منتدي دافوس الاقتصادي و"تحسين اوضاع العالم" بين محاورات السياسيين والاقتصاديين والمناوئين


بقلم الدكتور محمود ابو الوفا - الخبير المالي والاداري
Maw01000@yahoo.com
يمثل منتدي دافوس ملتقي العالم السياسي والعالم الاقتصادي، لقد دعا منتدي 2009 رجال الأعمال والحكومات ومنظمات المجتمع المدني إلي الدخول في ما وصفه "نوعا جديدا من القيادة الابتكارية والتعاونية لمواجهة تحديات العولمة", ولاول مره في تاريخ المنتدي يتنحي المصرفيون والماليون عن مقعد القيادة حيث تولاها السياسيون في دافوس هذا العام ، وقد شغل بالهم جميعا "اعادة تشكيل النظام المالي العالمي ", لقد اعتبر العالم ان الماليين هم المسؤولين عن الأزمة واننا نعرف جميعا انهم ايضا كانوا أول ضحاياها , فعلي سبيل المثال تغيب منهم عن دافوس هذا العام ما يزيد عن اثنين وعشرين من اكبر الماليين في..
العالم بسب تسريحهم من اعمالهم وذلك بسبب الازمة التي اجهزت علي كثير من المؤسسات البنكية و الماليه العملاقه ، ولقد ذهب الي دافوس رؤساء دول ورؤساء حكومات ووزراء و برلمانيون وإعلاميون وأكاديميون بالإضافة إلي ممثلين لشركات دولية عابرة للقارات وممثلي المنظمات غير الحكومية في محاوله منهم لتناول القضايا الدولية والإقليمية الأساسية المطروحة علي جدول الأعمال هذا العام، وان كان دافوس اجتماعا للنخب من رجال الحكم , الا انه يعتبر اجتماعا للاغنياء خاصة حيث أنه يشترط علي الشركات التي ترغب في عضويته ألا يقل دخلها السنوي عن مليار دولار , بالاضافه الي دفع اشتراك سنوي قدره 12500 دولار كرسم عضوية ، كما تبلغ رسوم الاشتراك في المؤتمر السنوي 6250 دولار، اما بالنسبه للشركات التي تريد الاشتراك في وضع الموضوعات التي ستطرح بالمؤتمر فيفرض عليها دفع 250000 دولار، اما رسوم الشراكه الدائمه بالمنتدي فتبلغ 78000 دولار، ولقد حدد رئيس المنتدي كلاوس شواب أهداف "دافوس 2009" في خمسة أهداف طموحة، مشيرا الي ان سنة 2009 "حاسمة" للعالم حيث تتطلب إعادة النظر في القيم والممارسات لرجال الأعمال جنبا الي جنب مع الأنظمة الاقتصادية التي اثبتت الازمه العالميه انها تحتاج الي تطوير , وانني اعتقد ان اهم هذه الاهداف التي طرحها كلاوس شواب هو الهدف الخاص بالبحث في "قاعدة القيم الاخلاقية" للاعمال والمنظمات مع العمل علي تحديد "اجراءات ملموسة" تضمن هذه القيم، وفي ظل اعتبار ان منتدي دافوس هو منتدي الاقتصاد العالمي فقد سيطرت هواجس الازمه الماليه العالميه علي الاجواء واستغل هذه الفرصه اصحاب المعسكرات المناوئه للرأسماليه فانهالوا يكيلون التهم ويسردون الادله علي فشل النموزج الرأسمالي الامريكي ويستنكرون استعلاء الدولار علي ما سواه من العملات , وقد بدا ذلك واضحا في الهجوم الشرس الذي شنه كلا من رئيس الوزراء الروسي ورئيس وزراء الصين علي النظام الرأسمالي, حيث ركز الروسي بوتين في كلمته علي انتقاد الاقتصاد الامريكي وتذكير الامريكان بتأكيدهم للجميع في المنتدي السابق بقوة اقتصادهم وعدم معاناتهم لاي ازمات في حين ان الاقتصاد الامريكي كان يعاني من خسائر فادحه, كما طالب رئيس الوزراء الصيني الي اقامة نظام اقتصادي عالمي جديد يتغلب علي المصاعب الحالية علي ان يكون نظام عادل ومتوازن وصلب ومستقر يبدأ بإصلاح المؤسسات المالية العالمية الكبري بما يضمن حضوراً أقوي للدول النامية فيها, وعلي الجانب الاخر حاول رجال الاعمال تحسين صورة الرأسماليه, كما فعل بيل جيتس حيث اعلن عن منح بقيمة 306 ملايين دولار لتنمية الزراعة في الدول الفقيرة بأسيا وافريقيا عن طريق صندوق جيتس, كما قال جيتس "اذا كنا جادين في انهاء الجوع والفقر المدقع في انحاء العالم يجب ان نكون جادين بشان تغيير الوسائل الزراعية بالنسبة للمزارعين الصغار ومعظمهم من النساء", ومن الجدير بالذكر ان هذه المنح ستُخصص لتمويل مشاريع تهدف الي تحسين نوعية التربة وانتاج الحليب والري وتطوير البذور في عدد من الدول الافريقية والاسيوية, كما انه اقترح علي المشاركين في المنتدي نموذجا جديدا من الرأسمالية يخدم الفقراء المغيبين, لكن السؤال الذي نطرحه في هذا الشأن الي اين تذهب وعود دافوس ؟ وردا علي هذا السؤال توضِّـح إلّـين هيرتس "المتخصِّـصة في عِـلم الأنتروبولوجيا والعميدة الحالية لكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة نوشاتيل" حيث قالت : "هناك إعلانات مبادئ مُـدهِـشة تخرُج من دافوس كل عام وتكون متبوعة بتأثيرات أقرب ما تكون إلي الصِّـفر, ومن المهمّ أن نلاحظ في هذا السياق، أن القادة الاقتصاديين والسياسيين، علي حدّا سواء، يسمحون لأنفسهم بالإدلاء بتصريحات قويّـة 'مُـرعِـدة', إن دافوس أشبه ما يكون بـ "مساحة آمنة"، يُـمكن الإعلان فيها عن مبادئ كُـبري، دون الشعور بوجود ضرورة لتقديم كشفِ حسابٍ إثر ذلك ", ومن ناحيه اخري وصف جان زيجلر مفوض الأمم المتحدة الخاص لبرنامج الحق في الغذاء والخبير الدولي بالمؤسسات الصناعية والمالية الكبري في العالم، الشركات الكبري بـ"الإمبراطوريات المتعددة الجنسيات" وحملها مسؤولية انتشار الفقر والجوع في العالم, وقال أن تلك المؤسسات هي التي بيدها مفتاح كسر دائرة الفقر والديون التي تعاني منها الدول النامية، وقال إن "شعوب تلك الدول هي ضحية دوامة شيطانية", بين تطلعات السياسيين وتوقعات الاقتصاديين واعتراضات المناؤين يظل منتدي دافوس كل عام علامه فارقه بين طموحات الاغنياء واحلام الفقراء .