المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التنمية البشرية المستدامة بين واقعيتها وبين نتائجها



فدى المصري
01/02/2010, 12:46 AM
إنطللاقا ً من الشعارات الرنانة التي تطالعنا بها الحكومات العربية ، أصبحت كلمة التنمية ملصقا ً للمحافل الرسمية والأدبية والاجتماعية والسياسية، تطال حياتنا وكافة المحافل والاجتماعات بأي هدف كان، حتى بتنا نخشى النوم من دون ذكر هذا المصطلح، أو مرافقته لنا، كونه أصبح يدخل مدخل الهواء في تنفسنا ، لما آل له من الاتصاق البنيوي في تركيبة مجتمعاتنا بشكل عام.
والجدير بالذكر هنا، أن نشير بهذه اللغة المفعمة والمتفاءلة من قبل الحكومات التي تطالعنا في ترداد للتعاريف الغربية حول مضامين وأهداف التنمية والغايات المرجوة التي تُحي الإنسان وتروي ظمأه وعطشه المزمن من خلال ما تقدمه لنا من نتائج مبجلة ، فما كان منا إلا أن تختلط الأمور لدينا،ونظن بالتنمية بأنها تلك العصى السحرية التي تضيء دربنا وتخرج أزماتنا من الظلام إلى النور.
أي واقع تنموي ننادي به؟؟؟؟؟ أي أهداف إنمائية نسعى إليه؟؟؟؟؟؟ أي برامج تنموية ولا سيما تلك المتصلة بالبرامج المستدامة التي تحفظ حق الأجيال المقبلة، والعجب كل العجب أين هو حقنا نحن الأجيال الحالية ، القائمة التي سحقت على أبواب الفقر وعتبة الحرمان . وأي حرمان نشير إليه ، لا بد من التذكر للدور الرسمي ودور الحكومي في معالجة قضايا البشر التي تحكم بإسم البشر وسلطة نفسها قواما ً على رؤوس البشر ، لا في غاية في نفسها فقط ، إنما تمارس سلطانها وما يؤتى لها من قوة ومقدرة عقلية في سبيل حل أزمات البشر. وأي حلول تكمن ، تلك الحلول المتصلة بالعصى السحرية التي تطال التنمية وأبعادها، لتحل لنا الفجوة الطبقية التي تتصل بإتساع الكبير لقاعدة المحرومين عبر ارتفاع معدل الفقر الذي طال أكثر من مليار ونصف فقير في العالم ، والذي طال أكثر من ثلث الشعب العربي. كيف للتنمية أن تعالج تلك الفجوة التي تتصل بها الكثير من الفجوات ومنها فجو ة البطالة ، والتي تطال أيضا ً أكثر من ربع الشباب المعطل المتشرد ،لا عمل ولا مؤسسات استثمارية تدمج قدراتهم. خاصة ما رافق للمؤسسات وللشركات من إفلاس أشهرتها وأعلنت تشرد كافة مواردها البشرية من العمال والموظفين تحت تأثير الأزمة المالية العالمية. وهذه النتيجة التي آلت اليها تعد نتيجة محتمة، قد أفرزتها الأنظمة الرأسمالية السائرة على منوال الأنظمة الأشتراكية ، نفس المسيرة ونفس التاريخ ولما العجب ، طالما أن التنمية ولغتها ومضامينها موجودة ، فلا تيأس أيها الإنسان فإن الحق وإن ضاع فلا بد للبرامج التنمية أن تطال هذا الحق وتؤمنه لك بشكل أو آخر.
ولو مُت أو أنتقلت الروح للبارئ الأعظم ، فإن الأجيال القادمة هي من تتوخى هذه البرامج المستدامة، فعُش بسلام ولا تأسى من حرمان أو تشكو من وضع يكاد ينتهك قدراتك ومقدراتك الحياتية ويُشرد عائلتك أو يهز كيانك أمام أطفالك ليس لشيء، إنما لعجز لديك عن تأمين إحتياجاتهم، والتي أفرزتها الأمم المتحدة بمؤشراتها لمفهوم التنمية بأنها حق وعلى الحكومات صون هذا الحق، فعلى الأسر حينها أن لا تتشكى طالما إرتمت في أحضان مسئوليها التي تسعى جاهدة بكل ما يؤتى لها من قوة وقدرات أن تحقق هذه الحقوق، وتؤمن للأطفال حقوقهم الغذائية، تقيهم تشرد الطرقات، تؤمن لهم الرفاهية والتثقيف ، والأهم من كل ذلك تؤمن لهم الأستقرار والسلام، فهل لنا أن لا نصدق معنى التنمية وبرامجها ، والأهم أهدافها الرنانة التي تسعى إليها ، وبعدها نشكو الكفاف ، فيا رعاك الله.

عز الدين بن محمد الغزاوي
01/02/2010, 01:24 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخت الفاضلة فدى المصري
موضوع قيم و له عدة أبعاد
و لعل جوهر الأهمية يكمن في التصاقه بالإنسان
للمشاركة ، أنطلق من الأسئلة التي أثرت :
أي واقع تنموي ننادي به؟
أي أهداف إنمائية نسعى إليه؟
أي برامج تنموية ولا سيما تلك المتصلة بالبرامج المستدامة التي تحفظ حق الأجيال المقبلة؟
أين هو حقنا نحن الأجيال الحالية ، القائمة التي سحقت على أبواب الفقر وعتبة الحرمان؟

و للإجابة على هذه الأسئلة ، لابد لنا من الانطلاق من أمثلة واقعية تعرفها بلداننا العربية
نعم إن مجتمعاتنا العربية تشكو من هشاشة في وضع الاستراتيجيات الصائبة التي من شأنها
أن ترسم الواقع الإنمائي الذي نحن في حاجة إليه و الذي من شأنه تحقيق الأهداف التنموية
و إن جل التجارب التي نعيش وضع حجرها الأساسي أو بداية الانجاز تجعلنا نتفاءل
و لو أن السؤال الذي يطرح دائما :
هل المسؤولون عن برامج التنمية هم من الوطنيين المخلصين ، أم هم أصحاب المصالح ؟
ثم إن هناك هذا التصور المقلق لمستقبل الأجيال المقبلة في ظل سياسات تنموية لا تحقق لهم
أضعف الإيمان من الحقوق
و لعل مرد هذا هو التأخر الذي بتنا نلمسه مقارنة مع باقي الشعوب التي عملت على تحقيق
كل الحقوق لمواطنيهم
بقي السؤال المقلق :
ما تموضعنا نحن جيل التضحيات و البناء في منظومة التنمية المستدامة؟
حقيق أننا لم نظفر بكل ما كنا نطمح إليه ، نظرا للظروف الصعبة التي مرت بها بلداننا خاصة
و قد كانت تسعى أولا للتحرر من الاستعمار
لكن الذي يحز في أنفسنا أننا عشنا مرحلة الانتقال بكل الصعوبات و التحديات و قد أدينا الثمن غاليا
و بتنا نأمل في مستقبل واعد يحقق تطلعات الأجيال المقبلة و لو أنهم لم يتحملوا المسؤولية و لم
يتذوقوا بعضا من المعاناة التي ذقناها بأكملها

من كل هذا أريد أن أفتح بابا للتفاؤل نرى من خلاله تحقيقا و لو جزئيا لأهداف التنمية المستدامة
التي تبنى بسواعد المواطنين الذين تربوا على حب الوطن و الدفاع على المرجعيات و الهوية

* صادق مودتي ، و لي عودة للموضوع / عز الدين الغزاوي

فدى المصري
01/02/2010, 09:26 PM
أشكر لك هذا المرور واضافة هذا التعليق

وطالما ان هناك فجوة بين راسمي السياسات وحاجات الشعوب سوف تظل معايير التنمية قاتمة النظرة

عبدالوهاب محمد الجبوري
09/05/2010, 10:56 AM
اسجل حضوري اعتزازا وتقديرا وفخرا بالغالية فدى وكتاباتها الانيقة .. حياك الله ورعاك

فدى المصري
09/05/2010, 06:32 PM
أتمنى ان تكون بخير وأشكر لك هذا التعليق الجميل الذي يدل عن عمق الرؤية والتقدير للغاية المستهدفة عبر هذا المقال

كل الود والتحية لشخصك الكريم أنت وأسرتك