المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هدير العُقاب سيثأر



أيمن أحمد رؤوف القادري
02/02/2010, 08:54 PM
هديرُ العُقاب سيثأر
خُذوا من أفاعي الأرضِ أوفى نـقيعِ= ليَـنْهَشَ ذا الـسُّمُّ الـزُّعافُ ضُلوعي
وألـقُوا بجِسْـمي حيثُ تُخْرِجُ نارَها= براكينُ ولَّـى عهْدُها بالهُـجوعِ
وعودوا إلى أوراقِ شِعْـري وأحرِقُوا= وذرُّوا رماداً وَسْطَ ريحٍ هَلوعِ
وفُكُّوا حُروفاً هُنَّ لاسْمي، وبَعثِروا= يميناً... شِمالاً... في جميعِ الـرُّبوعِ
أعِدُّوا عِقابي، فالقَصيدةُ هذهِ= تُـفـجِّرُ حِقْدي في «المَقامِ الـرَّفيعِ»
تُـفجِّرُ شوقي للخلافةِ يرتمي= على قدَميها كلُّ حُكمٍ رقيعِ
أعِدُّوا عِقابي، لا أُبالي، فإنـَّني= أُعِدُّ عُقابي حالِماً بالـرُّجوعِ
سأبقى أُمَنـِّي قَبْـضتي رَفعَ رايَتي= لتهـتفَ حولي حاشداتُ الجُموعِ
إذا لمْ تَـنَلْ عيـنايَ رؤيةَ خَفْـقِها= فما لذَّةٌ في العيشِ عيشَ الخُضوعِ
وإنْ قتـلوني قبلَ تَحـقيقِ مُنْـيَتي= ففي أمّـتي مليونُ طفلٍِ رضيعِ
***=***
سجونٌ كما المستنْقَعات، تموجُ في= ظلامٍ وماءٍ آسِنٍ ورَجيعِ
وهتْكٌ لأعراضٍ، وتشويهُ أوجُهٍ= أبَــتْ لِسوى الـجبَّارِ ذُلَّ الـرُّكوعِ
ونَـزْعٌ لأظفارٍ، وإطفاءُ جَمرةٍ= على حُرِّ أجسادٍ ذَوَتْ دونَ جُوعِ
وأعمِدةُ الـتَّعذيبِ لطَّـخَها دمٌ= وكمْ فُكَّ عن أصفادِها من صريعِ
ومِقصَلةٌ ليستْ تُـمَنَّى براحةٍ= فأشبالُ طهَ في ازديادٍ سريعِ
ومنْ أبصرَ الـسَّـجّانَ صَرَّفَ نَـعتَهُ=بما شاءَ... إلاّ بالخَروفِ الوديعِ
لقد كانَ يخشى مَنْ يُقادُ لسِجْــنِهِ= وضاعةَ قَدْرٍ وانـتِباذَ القَطيعِ
ولكنْ... سُجونُ الـظَّالِمينَ، سُجونُكُمْ= حَوَتْ كلَّ صَوَّامٍ مُصلٍّ جَزوعِ
إذا رتَّـلَ القُرآنَ يَخشَعُ قلـبُهُ= ويَـجري على الـخَدَّيْـنِ ماءُ الـدُّموعِ
فمنْ حلَّ سِجناً من سجونِكُـمُ رنتْ= إليهِ الـمَآقي باحترامٍ بديعِ!
***=***
أعِدُّوا عِقابي، فالـرِّضا من لدنْكُـمُ= علامةُ إعراضِ البصيرِ الـسَّميعِ
عِقابُكُمُ لن يَـثنيَ العَـزْمَ، إنـَّهُ= كسَيْفٍِ سليطٍ فوقَ صَخْرٍ مَنيعِ
لئِنْ خِلْـتُمُ في الـسَّجْنِ إخمادَ ثَورتي= لَفي ظُلمةِ الـقَبرِ اتـِّقادةُ رُوعي
تُريدونَ أن يلقى غياهِبَ سِجنِكُمْ= جميعُ الأُلى لم «يَـبْـصموا» في خُشوعِ
وما سبَّحوا لِلغربِ حيثُ حَضارةٌ= سَمَتْ بِضَـجيعاتِ الـزِّنا والـضَّجيعِ
فتَــبّاً لكم! لن يكفِيَ الكَونُ، إنْ تُـشَدْ= بهِ ناطِحاتُ الـسُّحْبِ مَدَّ الـصَّليعِ
فإنَّ جميعَ المُسلمينَ تـيقَّظوا= وبانَتْ لهمْ سَوءَاتُ قِرْدٍ شنيعِ
بلى! أنـتُمُ تلكَ القُرودُ الّـتي استَوتْ= على الـعَرْشِ في ليلٍ بهيمٍ فَظيعِ
غداً تُودَعون الـسِّجْنَ في حين يَرتَـقي= إلى الـعَرشِ إسلامٌ بهيُّ الـطُّلوعِ
***=***
غداً تهدرُ الـرَّاياتُ في كلِّ بُـقعةٍ= ولو كتـبوها من دمٍ ونَـجيعِ
غداً سوفَ تـسري للجهادِ كتائبٌ= ولو أوقدوا الأجسادَ قبلَ الـشُّموعِ
غداً يُوطَأُ الكُـفْرُ الــذَّليلُ بمِـنْسَمٍ= وتشمخُ أشجارٌ بـثمْرٍ ينيعِ
لقد جُـدِّدَ العهْـدُ الوثيقُ، فلا وَنـى= ولا عَودَ للحُــكْمِ الكَفُورِ الوَضيعِ
وأشـبالُ هذا الـدِّينِ موجٌ عَرَمرَمٌ= يسوقُ سفيـناً نحوَ أرضٍ ربيعِ
سـتَلقى بِلادَ الـشَّامِ تَـحضنُ جَـمعَهُـمْ= وتَـنْصرُ حُـكْمَ اللهِ قبلَ الجميعِ
أُزيلَتْ سحاباتُ الـضَّلالةِ كلُّها= وها سخِرَتْ شمسُ الـهُدى بالـصَّقيعِ
***=***
تودَّعـْتُ من خَوفي تَودُّعَ يـثربٍ= منِ الكُفْرِ إذْ ضاءَتْ بنورِ الـشَّفيعِ
وبَـرَّأْتُ ديـني من قذارةِ دينِـكمْ= ومِن وَصْمِ دُستورٍ هَزيلٍ صَــنيعِ
نِظامُــكُمُ أٌسطورةٌ عنْ أميرةٍ= وسبعةِ أقزامٍ بغابٍ وَسيعِ
وفِلْــمٌ أمِـرْكيٌّ طويلٌ مُدَبْـــلَجٌ= ولستُمْ، وإنْ شِـئْـتُمْ، رُعاةَ القَطيعِ
ألا لمْلِموا أُسطورةَ الـهَزْلِ هذهِ= فبُـنيانُكُمْ أمسى وَشيكَ الوُقوعِ
غداً يقطعُ البـثَّ المُذيعُ بصوتِهِ= يقولُ: «أُقيمَ الـنُّورُ» صوتُ المُذيعِ
«أقيمَتْ بأرضِ المُسلِـمينَ خِلافةٌ= ألا بايِعي، يا أمـَّتي، وأطيعي»

أيمن أحمد رؤوف القادري
02/02/2010, 08:56 PM
http://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=176
http://www.poetsgate.com/poet_1460.html
http://poem.afdhl.com/cat-1460.html
http://www.flickr.com/people/ayman_kadri/

عبدالسلام جيلان
03/02/2010, 09:28 AM
خُذوا من أفاعي الأرضِ أوفى نـقيعِ= ليَـنْهَشَ ذا الـسُّمُّ الـزُّعافُ ضُلوعي
سجونٌ كما المستنْقَعات، تموجُ في= ظلامٍ وماءٍ آسِنٍ ورَجيعِ
لئِنْ خِلْـتُمُ في الـسَّجْنِ إخمادَ ثَورتي= لَفي ظُلمةِ الـقَبرِ اتـِّقادةُ رُوعي
غداً تهدرُ الـرَّاياتُ في كلِّ بُـقعةٍ= ولو كتـبوها من دمٍ ونَـجيعِ

قصيدة ملؤها الثورة والروعة في آنٍ واحد.. وهذا يكفي للتوقف عندها مليّـاً، ويجعلها تنتزع الإعجاب عنوةً من القارئ!
لا فضَّ اللهُ فاكَ يا سيدي.
.
شاعرنا بهيَّ الحرف/ أيمن القادري..
قد تتساءل عن سبب اختياري للأبيات أعلاه دون غيرها، لأخبرك عن أهم ما لفتَ انتباهي في القصيدة، وهو أمرٌ قد لا ينتبه إليه القارئ العابر..!
فقد ذهبَ أهل العروض إلى استحسان دخولُ زحاف القبض على (فعولن) الحشوية الواقعة قبل الضرب في البحر الطويل، فقط حين يكون الضرب محذوفاً (مفاعي)، كما هو الحال في قصيدتك.. وأسموا ذلك اعتماداً.. وذهب جُـلُّـهُـم إلى لزوم الاعتماد في جميع الأبيات.
ولو أعدتَ النظر في الأبيات الأربعة التي أوردتها في مستهل مشاركتي، فإنك ستلاحظُ أن (فعولن) الحشوية - التي قبل الضرب - مقبوضة.. ولهذا جاءت هذه الأبيات مستساغة أكثر من غيرها، بحسب ذائقتي على الأقل.
والقصيدة أدناه للأستاذ الشاعر/ مجذوب العيد المشراوي ، جاءت على البحر نفسه والقافية نفسها، مع فارق أن الشاعر التزم قبضَ (فعولن) الحشوية الأخيرة في جميع الأبيات، ولعل هذا أحد مظاهر رشاقتها وروعتها:


لِلَوْنِك َ شَرْق ٌ مُتـْعَب ٌ بدُمُوعي = و صَبْر ٌ كثير ٌ قائم ٌ بضلوعي
وزخّات ُ شوق ٍ من ْ أثير ٍ ورَأفَة ٍ = تقودُك َ يا هذا بأي ّ شموعي
لِلوْنِك َ أسماء ٌ تمر ّ ُ بريئة ً = ومِن ْ خلْفِها حُر ّ ٌ بغير ِ خـُنوع ِ
سئِمْت َ ولم ْ تـَحْلم ْ شجونُك َ عندَمَا = خَرَجْت َ بلا شمس ٍ .. بغير طلوع ِ
لماذا تريد ُ الموت َ في كل ِّ مرّة ٍ = وعندَكَ منها موجبات خشوع ِ ؟
لهم ْ كِسْوَة َ الأيّام ِ لم ْ تنتَفِعْ بها = ولم ْ تَكْتَنِز ْ زهْرَا بأيّ ِ ربوع ِ
أراك َ بلا يوْم ٍ تَمُدّ ُ جميلـَه ُ = إلى حُبِّك َ المزْرُوع بين َ زُروعي
أراك َ بلا حبٍّ وبعضُكَ شاحب ٌ = وفي قلبِك َ المخنوق ألف ُ سطوع ِ

أيمن أحمد رؤوف القادري
03/02/2010, 06:10 PM
الأخ عبد السلام جيـلان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على هذه المساهمة الغنية، ولا سيما أنها قدّمت فوائد علمية جلية.
بارك الله فيك.