المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسامير وأزاهير 137 ...كيف نحقق للصهاينة مقولتهم (الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت(!!!.



سماك العبوشي
05/02/2010, 09:39 AM
مسامير وأزاهير 137 ...

كيف نحقق للصهاينة مقولتهم (الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت(!!!.


ستون عاما من المعاناة ونزيف الدم الطاهر المراق .. ولم يتحقق للفلسطيني، سواءً في الداخل أو في الشتات حلم التحرير والعودة، بل على العكس تماماً ... فبعدما تحقق ليهود الشتات القادمين عبر البحار والقفار الاستحواذ على أرض فلسطين الطاهرة بالنار والقهر والحديد فنجسوا ترابها واستباحوا حرماتها ، وبعد أن نجحوا فيما بعد بالحصول على الاعتراف بكيانهم الدخيل والغاصب بالمكر والخداع والتضليل ، فإذا بالحقائق تنقلب وينكفئ ميزانه فصار ذاك الكيان الغاصب الدخيل أمراً واقعاً راسخاً ً، فيما راح الفلسطينيون يسعون جاهدين من أجل الحصول على الاعتراف بكيانهم السليب وبإنشاء دولتهم على بعض مما تبقى من أرضهم الشرعية والتاريخية!!.

تلك والله مهزلة المهازل ... وهذه هي الحقيقة الساطعة ، حيث صودرت الأحلام الفلسطينية المشروعة بعد أن حـُوّرت وحـُرّفت وأعيد تعريفها مجدداً لتغدو في العـُرف والمفهوم والتفسير الصهيوني أوهاماً وسراباً يسعى جاهداً لمنع تحقيقها أبداً برغم محطة أوسلو وخارطة طريقها التي وضعت بجهود راعية السلام الوهمي والكاذب ...أمريكا وبمباركة بعض الأنظمة العربية التي هللت لأوسلو وطبلت وزمرت لاتفاقياتها !!. .

(( العربي الجيد ... هو العربي الميت )) ... عبارة لطالما رددها القاموس الصهيوني حين كان الصراع يومئذ عربياً - صهيونياً ، أعقبها ترديده لعبارة (( الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت )) بعد أن أختزل الصراع في أعقاب كامب ديفيد فأمسى صراعاً فلسطينياً - صهيونياً ، وتلكما عبارتان كان قد رددهما مؤسس حركة كاخ الصهيونية الإجرامية ، ثم رددتها غولدا مائير كما وتغنى بها طويلاً موشي دايان، حيث سعى قادة يهود جاهدين على غرس وترسيخ هاتين العبارتين في عقول أجيالهم بعدما كانوا قد رددوا من قبل عبارتهم الشهيرة (( أرض بلا شعب ... لشعب بلا أرض !!)) في بداية تأسيس كيانهم الغاصب إيهاماً للغرب بأن فلسطين أرض بلا شعب وأنهم شعب بلا أرض ، وأن أرض فلسطين هي أرض الميعاد وأنهم شعب الله المختار!!.

كيف السبيل للكيان الصهيوني من تنفيذ تلك العبارة الشهيرة ( الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت )!!؟، أيكون بمقدور الصهاينة ومستطاعهم من قتل كل الفلسطينيين المرابطين على أرض فلسطين ليخلو لهم الجو تماماً!؟، وإن تحقق لهم ذلك فكيف السبيل للتخلص من فلسطينيي الشتات جميعاً وقتل أحلامهم بالعودة إلى أرض الرباط فلسطين!!؟، لاشك أنهم قد جربوا ذاك الخيار بمجازر وحشية طيلة عقود من زمن النكبة الفلسطينية سقط خلالها الكثير من الشهداء ، ثم ماذا بعد !؟.

ليس من المنطقي بمكان أن يتم تحقيق المغزى والهدف من تلك العبارة ( الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت ) من خلال قتل كل الفلسطينيين سواء من كان داخل فلسطين أو من كان في الشتات، هم في الحقيقة يتمنون تحقيق ذاك لو وجدوا إليه سبيلاً ، إلا أن ذاك ممكن تحقيقه بوسيلة في منتهى البساطة واليسر وتتمثل تلك الطريقة بخلق الظروف والأجواء ليكون الفلسطيني بعدها كالميت تماماً ، بلا إحساس ولا ردة فعل ، مطواعاً راضخاً قانعاً بما يقدم له من حلول جاهزة تكون وفق الرؤية الصهيونية!!.

لقد سار العدو الصهيوني ومن ورائه الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية في خلق تلك الظروف والأجواء ، ووضعوا الخطط الكفيلة لتنفيذ ما رسموا له وذلك من خلال خنق الفلسطيني وإرهابه وتطويعه وقتل أحلامه ، وابتدأ ذاك المسلسل تحديداً بعد كامب ديفيد وخروج مصر الشقيقة الكبرى من دائرة الصراع العربي الصهيوني وتقييدها بمعاهدة سلام ، ليظهر على الساحة السياسية بعدها مفهوم دول الاعتدال العربي التي راحت تنادي وتهلل للقبول بالتسوية السياسية السلمية بين الفلسطينيين والصهاينة بحجة اختلال موازين القوى الدولية التي جعلت من الكيان الصهيوني صاحب حق يدافع عن حقه!!، ثم جاء دور أوسلو وما تمخض من توقيع اتفاقياتها من استحداث السلطة الوطنية الفلسطينية التي جاءت لتحل محل منظمة التحرير الفلسطينية ( الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين ) التي ألغيت الكثير من بنود ميثاقها، خاصة تلك التي تحض على مفاهيم الجهاد وتدعو للتحرير والتصدي للعدو، لندخل بعدها في متاهة مفاوضات عبثية طيلة عقد ونصف من سنوات عمر قضية فلسطين رافقها تنسيق أمني مع الكيان الصهيوني أدت إلى تعطيل الجهاد وزج رجاله في معتقلات ، فكان من تداعيات ذاك كله تطويع الفلسطيني وقتل أحلام العودة وإقامة دولته الفلسطينية الموعودة وصولاً لتحقيق شعار ( الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت ... بإحساسه ، الضعيف الإرادة ، القانع بمصيره، المحارب برزقه ورزق عياله )،!!!.

هكذا سعى الكيان الصهيوني إذن لتحقيق شعاره وجعل الفلسطيني الحي ميتاً في الوقت ذاته من خلال جعله : فلسطينياً مطواعاً مرتهناً سليب الإرادة !!.
فلسطينياً محجم الفعل والقدرات !!.
فلسطينياً سليب الإرادة يسعى خلف رزقه وقوت عياله!!.
هكذا كان الجلاد الصهيوني ، فبرغم قوته وتفوقه وشراسته ، فهو كي يحقق كامل أحلامه ، فهو يحتاج لتجميل صورته وإضفاء الشرعية عليه إلى اعتراف الضحية به في آخر المشوار ، واعتراف الضحية به وبوجوده وتواجده إنما يكون :
1. برضوخ الفلسطيني لإملاءات الكيان الصهيوني واشتراطات أمريكا.
2. باستسلامه التام وسكوته عن حقه بأرضه .
3. إنصياع الفلسطيني التام وقبوله للمواصفات التي تجعله بنظرهم أليفاً ... مسالماً ... يسعى صامتاً على مضض خلف قيادته ليكون بالتالي ... مواطناً فلسطينياً جيداً!!.

أترك الإجابة لكم أيها الفلسطينيون النشامى ، كما وأترك لكم الخيار أيضاً ... في أن تكونوا ( جيدين ) وفق النظرة والمسعى والهدف والتفسير الصهيوني فتذهب ريحكم بعدها ويطويكم النسيان للأبد ، أم ( جيدين ) وفق المنطلق الوطني الفلسطيني المقاوم للشروط والإملاءات الصهيونية لتستردوا ما كان قد ضاع منكم !!!.
أنتظر فعلكم يا سادة.

سماك العبوشي
simakali@yahoo.com
5 / 2 / 2010