المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة انشقاق القمر ... الجهل في اللغة جهل للدين



أبو مسلم العرابلي
05/02/2010, 10:06 AM
ما معنى الانشقاق ؟
كيف نفقه الانشقاق ؟
كيف نحدد الانشقاق ؟
الجواب هو المعجزة
المعجزة هي السبق العلمي بالإنباء عن الشيء والإخبار عنه قبل معرفته والتوصل إلى حقيقته
حقيقة انشقاق القمر .. هدية للباحث الفلكي الشيخ سلمان بن جبر آل ثاني
الورقة الأولى / المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم

في الفترة: (14-16) من شهر آب 2006م؛ انعقد المؤتمر الفلكي الإسلامي الرابع بعمان
بعنوان : التطبيقات الفلكية في الشريعة الإسلامية
وكان المشاركين في هذا المؤتمر؛
- الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك
- الجمعية الفلكية الأردنية
- وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية
- جامعة آل البيت
وحضر في المؤتمر المشاركون من أهل الشريعة، ومن أهل الفلك من الوطن العربي، وأعضاء الجمعية الفلكية الأردنية.
وكان من ضمن الحضور للشيخ الداعم للمؤتمر : سلمان بن جبر آل ثاني
وأعلن في المؤتمر أنه قد وضع جائزة خاصة منه؛ مقدارها: 20 ألف دولار؛ لأفضل بحث في انشقاق القمر يفوز في المؤتمر القادم للاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك في تونس بعد سنتين؛ أي في عام (2008م).
هذا العرض الشخصي والسخي يبين مدى اهتمام وانشغال الأمير بحقيقة انشقاق القمر.
وكان عندي بحث جاهز منذ عام 2002م بعنوان "انشقاق آخر للقمر"؛ وكان أحد الحلقات الثلاثين للبرنامج الديني (درر القرآن)، والحلقة الوحيدة التي عندي نسخة لها، وقد توقف التصوير فيه؛ بعد تصوير ثلاثة عشر حلقة من أصل ثلاثين حلقة؛ بسبب حرب الخليج الثالثة في آذار 2003م ،.
وتمنيت يومها لو أن المكافأة بالدينار الذي نتعامل معه في الأردن بدلاً من الدولار لأسدد منها بعض ديوني،
لغلبة ظني أن بحثي هو الذي سيفوز، فاهتمامي بخلق السماوات والأرض قد قطع ثلاثين سنة من عمري في تلك السنة؛ ودخلت حقيقة انشقاق القمر بين بنود الأبحاث العديدة التي بحثتها.
وقد أصدرت في تلك السنة كتابي: "حقيقة السموات كما صورها القرآن"، وأهديت نسخًا منه للمشاركين في المؤتمر، وكان من ضمنهم الأمير سلمان.
ولكن سنتين هما سنتان طويلتان في نظري ،
لقد عشت منذ بلوغي إلى يومنا هذا، وأنا أتصور أن الموت يسير أمامي، وقد وقفت مرارًا على عتباته، وما هي إلا أن يتوقف ويدير وجهه، وأكون بين يديه، وينتهي الأمر ..
حتى إني لأعجب من دخولي عامي (54) وقاربت قطع نصف السنة الأخير فيه !!!
والعجب أني أعد هذا البحث لأنشره عن "انشقاق القمر"،ـ وسورة القمر تحمل نفس رقم عمري (54) في ترتيب المصحف... فلعل في هذا التوافق نورًا من فيض الرحمن يغمرنا بنشر هذا النور بين الناس.
وكانت إحدى أيام المؤتمر الذي عقد عام 2006م كان في جامعة آل البيت بالمفرق،
وحُملنا في حافلة بعد جلسات المؤتمر لمطعم الجامعة للغداء، وبعد الغداء ونحن خارجين للصعود في الحافة، ووافق خروجي بجانب الشيخ سلمان، فعرض عليً أن يذهب إلى مقر المؤتمر مشيًا على الأقدام؛ لأنه يحب المشي، ومنها يتعرف على الجامعة أكثر، وكانت هذه أول زيارة لي للجامعة أتعرف فيها على الجامعة، فوافقته؛ لأن الطريق ليس فيه طلوع ولا نزول، وأنا مبتلي بالربو وهشاشة العظم منذ زمن بعيد، ....
وخلال سيرنا عرضت عليه أن أحضر له في الغد بحثي عن انشقاق القمر يقرؤه قبل ميعاده؛
فقال: احتفظ به وقدمه عندما يأتي مؤتمر الاتحاد الفلكي في تونس بعد سنتين.. وانتهى الأمر، وقد يكون ناسيًا لهذا الموقف بعد هذه المدة إن قدر للشيخ سلمان الاطلاع على هذا البحث.
وبعد ما يزيد على السنتين أمد الله تعالى فيها من عمرنا ما شاء له أن يمد؛ لم أسمع عن البحث عن انشقاق القمر الذي عرضه الشيخ سلمان.
ولما سألت الرئيس السابق للجمعية الفلكية وأمين الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك بعد ذلك عنه ؛ المهندس خليل قنصل؛ فهمت من إجابته أنهم أثنوه عن هذا العرض، وأنهم لا يريدون مثل هذه البحوث لتعليلات لديهم،
فعرفت منه أنه قد انقطعت الاتصالات بينه وبين الجمعية والاتحاد، ولم يعد ذلك الداعم لها معنويًا ولا ماديًا للاتحاد .. ويبدو إثنائهم عن عرضه كان له أثره الكبير عليه، إلا إذا تجدد الاتصال والدعم منه بعد ذلك ..
وفعلاً قد تجدد الاتصال وقد جلست يوم السبت مع الدكتور عوني الخصاونة في مقر الاتحاد، وأخبرني أنه يتصل به كل عدة أيام، وأنه أصبح مستشارًا للاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك.
وبدا لي أن معرفة حقيقة انشقاق القمر الوارد ذكره في القرآن والسنة مسألة مهمة ولها أولوية لدى الشيخ سلمان.
ولعل في هذا البحث المنشور أن يجد الشيخ سلمان؛ ما يسره ويبحث عنه، وأكثر مما يتوقعه..
أما الآن وقد أصبحت الأمور دون مسابقات ولا جوائز .. ومضى على الأمر أكثر من ثلاث سنوات ونصف، وكان وما يزال عندي الكثير الذي يشغلني .. ولكني آثرت أن أقدم نشر هذا الموضوع على غيره بعد مراجعته؛
لأنني رأيت للأمير سلمان على اليوتيوب محاضرة عن انشقاق القمر قد نشرتها قناة الجزيرة من قبل، ويرد على الدكتور محمد زغلول نجار دون ذكر اسمه ... فتذكرت بحثي ... وظهر لي جليًا سبب اهتمامه، وأن الدكتور زغلول نجار كان يتحدث عن انشقاق القمر بزمن قبل المؤتمر.
وأول مرة سمعت فيها الدكتور زغلول نجار يتحدث عن الكلام المنسوب لوكالة ناسا على إحدى القنوات الفضائية، قلت في نفسي هذا كلام خطير، وأخشى أن يكون ذلك مكيدة، ثم يكون هناك تكذيبًا بعد نشره للخبر وانتشاره بين الناس،
وكان ظني بأن الدكتور زغلول نجار شديد الحرص، وانه لا يتكلم إلا بشيء ثابت علميًا، وواثق منه.
ثم يأتي دايفد هلمرز الذي عمل 12سنة في وكالة ناسا، وقد شارك في رحلات دسكفري؛ 7، 14 وأتلانتس؛ 1، 6 ؛ ليقول: هذا الكلام عار عن الصحة.
فأنكر خبر انشقاق القمر الذي نقله النجار، وأنه لم يسمع بانشقاق القمر،
ولم يكن هناك أي مشروع في ناسا يهدف إلى التحقق منه. .. فكيف بإنفاق مائة مليار عليه ؟!
ولم يكن هناك ندوة لمذيع بريطاني اسمه ستيفن مع ثلاثة من وكالة ناسا في السبعينات وذكر فيها انشقاق القمر،
وصرح داوود (دايفد) موسى بيدكوك أو بيتكوك؛ رئيس الحزب الإسلامي ببريطانيا، والذي وقف فيه بالمؤتمر الذي حضره زغلول نجار بجامعة كارفن بغرب بريطانيا؛ بخلاف ما ذكره النجار عنه، وما نسب إليه من الأقوال: (هذا يمكن أن تدعوه كذبة بيضاء، أو تهويل بريء، ونحن في غنى عن ذلك، لكن للأسف هي من الأعراض التي هي مشكلة)،
فما كان ينبغي أن ينشر في وسائل الإعلام ...
وأن بيتكوك كذلك أنكر أنه أسلم بسبب آية انشقاق القمر عام 1978م، بل بسبب آية الربا عام 1975م.
وأنه أسلم لأن الإسلام دين الفطرة وليس دين الفتنة، وقبل أن يقرأ القرآن، ويعرف سورة القمر ...
ووصف النجار له بأنه شاب في العشرينات ، وكان عمره يومها 36 سنة لأنه من مواليد 1942م
.. فهذه لا مشكلة فيها .. فقد يبدو أنه أصغر من عمره، ولكن كل شيء حُسب على الدكتور زغلول نجار في محاضراته عن انشقاق القمر،
فهل كان هذا القول اختبارًا من بيتكوك للدكتور محمد زغلول نجار ليرى كيف يرد على ما سمع؟! ..
أم كانت مكيدة استدرج إليها للإيقاع به ؟!
فبدلا من التحقق من ذلك، وسؤال بسيط يوجهه لوكالة ناسا عن الموضوع، أو يرده .. فصدقه.. وأخذ بالقول به في كل مكان ..
وبسبب اهتمامي اتسع اطلاعي بعدها؛ لأرى مدى السخريات التي وضعت على الإعجاز العلمي،
وعلى الدكتور زغلول نجار الذي ورط نفسه بمعلومات علمية، لو راجع فيها نفسه قليلاً لأدرك خطأها،
ورأيت أنه قد وُرِّط بمسألة انشقاق القمر بقصد وسوء نية،
ولثقته الكبيرة بأن انشقاق القمر قد حصل بالمفهوم المنقول بالروايات الصحيحة وبتفسيرات غير صحيحة؛ صدق ما يقال له،
وعدَّ ذلك فتحًا في الإعجاز الذي يعد هو من أئمة المتكلمين به في هذا العصر ..
وقد كررها في أكثر من محطة فضائية، وجرائد مقروءة ...
ولقد تألمت للدكتور زغلول لهذه المكيدة التي تورط فيها ...
ولم أطلع على أي رد من الدكتور زغلول النجار يوضح هذا اللبس الذي حصل، أو يبرره؛ إذا كان هناك رد منظور أو مسموع أو مكتوب له على هذه الاتهامات.........
واسم دايفد موسى بيتكوك يدل على ماضيه السابق قبل إسلامه مما لا يخفى على أحد؛ ويضعه اسمه موضع الشك بما فعله!
وله اخت يهودية متعصبة، وابن عم رجع عن اليهودية للكاثوليكية، وحزبه هذا فيه خليط من المسلمين والمسيحين.. وقد يكون فيه من اليهود أيضًا، فليس في شروط عضويته أن يكون العضو مسلمًا.
فليحذر علماء الأمة من هدف إسقاط مكانة العلماء عند الناس بزلة يزلونها، فتضخم عليهم، للتشكيل في صدقهم، ليكون ذلك تشكيكًا بصدق دين الله الذي يدعون إليه.
وإذا فقدت الأمة ثقتها بحكامها وعلمائها ... فمن بقي بعدهم لتثق به؟!
ولو حسب الدكتور زغلول محيط القمر الذي قطره: (3476كلم)، وأنه يساوي أقل من 11ألف كلم بقليل،
وأن المسافة بين القطبين أقل من 5500 كلم؛ لما قال بأن الانشقاق في القمر ممتد ما بين القطبين من الجهة الأخرى، ويبلغ عشرات الآلاف من الكيلومترات،
إلا إذا قصد مجموع الشقوق على القمر، ولو أراد ذلك لكان القمر قد تفتت ولم يتشقق إذا تم ربطه بالحدث.
ولم يعتمد الدكتور زغلول النجار على ذلك بدليل، ولو بصورة واحدة على الأقل تثبت ذلك، إلا بصورة لأخدود طوله مائة كليو متر، وأطول انشقاق في القمر لا يزيد طوله على 300 كلم .. وحتى لو كان 500 كلم أو أكثر من ذلك؛ يبقى الذي في القمر هو شقوق وأخاديد، كبقية الشقوق في كواكب المجموعة الشمسية وأقمارها.
وذكر أنها بعمق عدة كيلومترات، والقول هو فقط بضع مئات من الأقدام وليس بالأمتار، وبعرض ميل؛
بل إن حفرة الانهدام التي تكون منها البحر الأحمر، وخليج العقبة، وغور الأردن؛ أطول وأعمق وأعرض من أكبر شقوق القمر بأضعاف كثيرة، وإن كان الماء يملأ معظم هذه الشقوق في الأرض،
وخطوط الصدع في الأرض تلف الأرض طولاً وعرضًا.
وهذه الشقوق تتكون بسبب تحرك أحد جانبي الصدع أفقيًا أو عموديُا أو حصول تباعد بينهما، أو حصول كل ذلك فيها معًا أو بسبب مجاري لابا الحمم البركانية فوق الأرض أو تحت الأرض. وهي ظاهرة لا يقف حدوثها على الأرض والقمر والمريخ فقط.
وأن د. النجار ذكر بأن القمر انفصل بضع ساعات ثم عاد والتأم، اعتمد في ذلك على بعض أقوال المفسرين دون دليل أقاموه على قولهم، ولا رواية مرفوعة إلى الصحابة رضي الله عنهم بأنه حدث التئام للقمر،
ففي تفسير مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ)
({ وَإِن يَرَوْاْ آيَةً } يعني انشقاق القمر { يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ } [آية: 2] يعني سحر ذاهب، فاستمر، ثم التأم القمر بعد ذلك،)
فجاء من بعده وقالوا : (وقال مقاتل: انشق القمر ثم التأم بعد ذلك)
تفسير الكشف والبيان / الثعلبي (ت 427 هـ)
تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ)
تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل/ الخازن (ت 725 هـ)
تفسير اللباب في علوم الكتاب/ ابن عادل (ت 880 هـ)
أما في تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) (شيعي)فقال: (ولأنه كان ليلاً فيجوز أن يكون الناس كانوا نياماً فلم يعلموا به، لأنه لم يستمر لزمان طويل بل رجع فالتأم فى الحال، فالمعجزة تمت بذلك.) فقد صرح بالالتئام لأنه عد ذلك الحدث معجزة، والمعجزة لا تصلح إذا لم يكن هناك التئام بعد ذلك.
وفي تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) (أباضي)
(وعن ابن عباس: انفلق فلقتين فلقة ذهبت وفلقة بقيت وانظر هل ذهابها زوالها انتقالها ثم التأمت مع الأخرى هذا هو المشهور) ففسر ذهابها؛ إعادة التآمها ... وهذا أمر عجيب منه ليوافق بين كونها معجزة عنده.
ومقاتل بن سليمان متروك الحديث، كذبه العلماء وهجروه؛ وأقوال علماء الجرح والتعديل فيه كثيرة؛ فلا عبرة البتة عندهم وعند البخاري بقوله.
والدكتور زغلول نجار قال بالتئام القمر؛ لأنه يعد ما حدث معجزة، فلا تصح المعجزة دون التئام،
وأما تحديد مدة الانشقاق بساعات؛
فلعل ذلك تقدير من نفسه، أو أنه أراد أنه مدة كافية تحقق فيها الانشقاق بالمفهوم المنتشر.
أو أنه أخذه من الحديث : (قدر ما بين العصر إلى الليل ينظرون إليه ثم غاب)؛ من حديث ذكر ابن كثير في البداية والنهاية ؟!...
فذكر الالتئام الذي يخالف رواية ابن عباس رضي الله عنهما؛ بأن فلقة ذهبت وبقيت فلقة ... وهو يفهم أيضًا من رواية ابن مسعود رضي الله عنه، كان ذلك من مقاتل فهمًا خاصًا به؛ مبنيًا على فهمهم للانشقاق، أو كذبًا منه كالمعهود عنه ...
ونحن أمة تعتمد على الدليل ونقيم مفاهيمنا على ركائز ثابتة بفهم وفقه سليم... فليس هناك أي دليل على التئام القمر،
بل القول على خلافه ... بأن الفلقة الثانية توجهت نحو الجبل، وغابت خلفه وسترها الجبل،
والقمر ظل ظاهرًا يسير في مداره وإلى قيام الساعة ..
ولو حصل ذلك فعلاً، وكان في ذهاب جزء من القمر لاختل وضعه، وتغير مداره، وتغير لذلك طول الشهر القمري، .. وتغييرات أخرى كثيرة ...
وأصبح الأمر بعد حديث د. زغلول نجار، وفتح أهل الضلال باب الطعن بالإسلام، وبالنبي صلى الله عليه وسلم، وبالقرآن من هذا الباب؛ ليس عرض بحث، ولكنه رد على من اتخذ من هذه المسألة بابًا للتشكيك في القرآن الكريم .. وبيان للأمة حقيقة هذا الانشقاق بما يسر الله تعالى وفتحه من فهم وفقه في هذه المسألة.
وأعجب ممن حمل عصاه، وجاء يدافع عن ورطة الدكتور النجار، وكأن المسألة (طوشة عرب)، ويعرض صورًا للقمر لا شيء فيها ... ويقول ناسا تثبت انشقاق القمر!!!!
ولي رسالة بعد البحث إن شاء الله تعالى؛ موجهة لمن يسمى برشيد في قناة الحياة وليس هو برشيد،
الذي قاد حملة التشنيع على الدكتور زغلول نجار، والمقصود بهذا إبطال القرآن الكريم نفسه، وإبطال نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وليس المقصود بذلك ذات الدكتور زغلول نجار غفر الله لنا وله.

محمد خلف الرشدان
05/02/2010, 10:31 AM
عالمنا وشيخنا الجليل وباحثنا الكبير أستاذنا القدير النبيل ابو مسلم العرابلي ، فقيه واتا بعلمه غير المسبوق وبعد : موضوع خطير شغل العلماء والمختصين سابقا وما يزال يشغلهم حول حادثة انشقاق القمر ، ولقد كان الرأي السائد قديماً بأن القمر انفلق فلقتين ثم عادتا والتحمتا ، وحديثاً أكد على هذه المعلومة عدد كبير من المهتمين بإستخراج وجوه اعجاز القرآن الكريم ومنهم الدكتور زغلول النجار ، وكما ذكر شيخنا الفاضل وحمل الموضوع ما لم يحتمل ،ولو حصل فعلاً ذهاب جزء من القمر لاختل وضعه، وتغير مداره، وتغيرً لذلك طول الشهر القمري، .. وتغييرات أخرى كثيرة ، أشكركم يا سيدي جزيل الشكر على هذه المعلومات القيمة وأتمنى عليكم تسليط الضوء على المزيد ودمتم لنا ، وأطال الله في عمركم آمين آمين .

أبو مسلم العرابلي
05/02/2010, 11:05 AM
الورقة الثانية
انشقاق القمر الوارد في القرآن الكريم
قال تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) القمر.

هذه آية كريمة نزلت بكلمات الله تعالى الخالدة، تثبت بوضوح تام؛ أن القمر قد انشق.
وإنكار هذا الأمر كفر في حد ذاته.
وسنبحث الانشقاق في القرآن أولاً ،
ثم البحث في الانشقاق الذي تم رؤيته بشهادة بعض الصحابة رضي الله عنهم.


بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5) القمر.
تميزت سورة القمر بأنها نزلت بعد سورة الطارق؛
36- الطارق. 37- القمر. 38- ص. حسب النزول.
التي افتتحت؛ بقوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) الطارق.
ووضعت في ترتيب المصحف بعد سورة النجم؛
53- النجم. 54- القمر. 55- الرحمن. حسب ترتيب المصحف.
التي افتتحت؛ بقوله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) النجم.
وهذا الترتيب في النزول والترتيب في المصحف؛ له أهميته في فهم سبب نزول سورة القمر التي افتتحت بالإخبار عن انشقاق القمر مما سنبينه لاحقًا، وعلاقة ذلك بالمشاهدة الفعلية التي تمت في ليلة الشق كما تسمى.
وقبل ذلك يجب أن نتعرف على حقيقة الانشقاق لغويًا قبل تفسير الانشقاق الوارد في سورة القمر، فنفسر الانشقاق تحت تأثير مفاهيم لا تمت بصلة إلى الاستعمال اللغوي الذي بني التحدي في القرآن الكريم عليه.
مادة "شقق" في فقه استعمال الجذور؛ هي في استمرار ملازمة الشيء للشيء بقوة وثبات مع الاختلاف الشديد بينهما، وبيان ذلك يكون في استعراض مادة "شقق" وما بني منها في القرآن الكريم؛
كما في قوله تعالى: (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) القصص.
المشقة على موسى عليه السلام في ذلك؛ أن يلزمه والد زوجه البقاء عنده وهو كاره لذلك، وهو يريد العودة لأهله في مصر .
وفي قوله تعالى: (لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (34) الرعد.
فعذاب الآخرة فيه شدة كبيرة، وفيه ملازمة شديدة للمعذب لا تنفك عنه، خلاف الحال في الدنيا فقد يخفف العذاب عليه، أو ينتهي عذابه، أو يتمكن من الخروج منه، وفي النفس رغبة شديدة للخلاص من العذاب، وألم شديد مما تعانية من العذاب.
وفي قوله تعالى: (وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) النحل.
أي بانقسام النفس بين الرغبة بالرجوع؛ لأن الارتباط بالديار والأهل ارتباط شديد؛ يجعل العودة أمر لا بد منه، وبين إجبار النفس على مواصلة السير وهي كارهة له مما تعانيه من الجهد الشديد في السفر.
ومثلها في قوله تعالى: (لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42) التوبة.
لأن خروج هؤلاء المنافقين المقصودين في الآية لغزوة تبوك؛ فيه شدة ومشقة عليهم، وبقائهم سالمين بين أهاليهم وبيوتهم وفي مزارعهم، أحب إليهم من الدفاع عن دين يخفون كفرهم به، وليس هناك غنيمة سهلة يحصلون عليها والانتفاع بها .
فالخروج في مثل هذا الوضع؛ من بعد المسافة، وذهاب المنفعة لهم يشق أنفسهم؛ لأنه صارت مقارنة بين مكانين؛ أحدهما قريب وفيه سلامة وتمتع بتمر المدينة، وآخر بعيد فيه مشقة وخطر وعدم منفعة لهم، وإن سار إلى الثاني بقي قلبه معلق بالأول؛ فصار الذي فيه مشقة شقة للأول الذي فيه أمانهم ومتعتهم.
وأما في قوله تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35) النساء.
الشقاق كائن مع بقاء رباط الزواج قائمًا، وتمسك الزوجين ببعضهما، مع وجود هذا الخلاف الشديد بينهما.
وفي قوله تعالى: (وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89) هود.
هذا القول لشعيب عليه السلام؛ فهو متمسك بقومه، ومرتبط بهم بقوة، مع شدة الاختلاف بينهما في مسألة توحيده هو لله تعالى، وهم في تمسكهم بشركهم بالله عز وجل، ويبذل جهده بهدايتهم، وإبعادهم عن شركهم.
والناس كذلك قد انقسموا في استجابتهم لدعوة الأنبياء إلى فئات ؛
فئة آمنت ودخلت مع المؤمنين وصارت منهم؛ فأولئك المؤمنون.
وفئة آمنت فدخلت مع المؤمنين، ثم كفرت وأخفت كفرها، ولم تظهر عداوتها لدين الله؛ فأولئك هم المنافقون.
وفئة كفرت بالله ورسوله، وأعرضت وأبعدت؛ فأولئك الكفار من المشركين وأهل الكتاب.
وفئة كفرت بالله ورسوله، ولازمت النبي عليه الصلاة والسلام، ولاحقته بالعداوة، والحرب عليه، والصد عن دين الله، وتنفير الناس من الإسلام؛ فأولئك الذين شاقوا الله ورسول؛ من المشركين وأهل الكتاب، وهم المقصودون في الآيات التالية؛
ففي قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ (32) محمد.
فصدهم عن سبيل الله المصرح به في الآية؛ من الملازمة والمخالفة معًا.
وفي قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13) الأنفال.
وهذه الآية في المشركين الذي شاقوا الله ورسوله في مكة، ثم جاءوا إلى بدر لمحاربة دين الله ورسوله.
وفي قوله تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4) الحشر.
وهذه الآية في بني النضير الذين جاوروا النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة، وكفروا به بعد أن كانوا ينتظرونه ويبشرون بمبعثه، فأرادوا قتله بإلقاء صخرة عليه من فوق جدار كان يقف تحته، وانتهى أمرهم بأجلائهم عن المدينة.
وفي قوله تعالى: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) النساء.
هذه الآيات نزلت في منافق اسمه بشير من بني أبيرق كان خبيثًا يهجو أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وسرق سرقة ورمى بها مسلمًا بريئًا ذا صلاح ، فلما افتضح أمره خرج من المدينة وتحول إلى المشركين، إمعانًا في محاربة الله ورسوله. وتفصيل قصته مذكورة في تفسير ابن كثير للآية (105) وما بعدها من السورة نفسها.
وفي قوله تعالى: (فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) البقرة.
هذه الآية جاءت بعد ثلاث آيات؛ يخاطب فيها أهل الكتاب المسلمين ليصدوهم عن دين الله؛ بأنه لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا أو نصارى؛ في الآية(111)، وأنهم لن يرضوا عنهم حتى يتبعوا ملتهم؛ في الآية (120)، والطلب منهم أن يكون هودًا أو نصارى حتى يهتدوا؛ في الآية (135)، فشقاقهم كان في كفرهم وملازمتهم المسلمين لصدهم عن دين الله.
وفي قوله تعالى: (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2) ص.
قال ابن كثير في تفسيره: (لم ينتفع به الكافرون لأنهم { فِى عِزَّةٍ } أي: استكبار عنه وحمية، { وَشِقَاقٍ } أي: ومخالفة له ومعاندة ومفارقة، ثم خوفهم ما أهلك به الأمم المكذبة قبلهم بسبب مخالفتهم للرسل، وتكذيبهم الكتب المنزلة من السماء، فقال تعالى: { كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ }
والشقاق يأتي في أكثره من المتكبرين ورؤوس الكفر فيهم.
ووصف الشقاق في آيات أخرى بأنه بعيد للذين خلافهم بعيد الأمد ولا ينتهي، وخاصة من أهل الكتاب الذي لم يتوقف شقاقهم إلى يومنا هذا، أو أن يستمر عليه إلى أن يلاقي الله عز وجل؛
كما في قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176) البقرة.
فهؤلاء قد شاقوا المسلمين بما أنزل الله تعالى؛ فجعلوا التوراة والإنجيل من كتب الله، وكفروا بالقرآن؛ منكرين أنه كتاب من الله، وكفروا بالنبي عليه الصلاة والسلام، وناصبوه العداء، وأخفوا ما عندهم من صفته عليه الصلاة والسلام، وأنه يأمرهم بالمعروف وينهاهم عنه المنكر.
وفي قوله تعالى: (لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) الحج.
فالظالمون الباحثون عن المواضع التي يفتِـنون بها الناس، والمشككون في كتاب الله؛ لا تنتهي ملازمتهم للناس في عداوتهم لله ورسوله وكتابه، وصدهم عن سبيل الله، ولم يحققوا شيئًا غير إهلاكهم لأنفسهم.
وفي قوله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) فصلت.
استفهام استنكاري عن أضل الضالين؛ الذي هم في شقاق بعيد ممتد متواصل بتوريثه لمن بعدهم؛
فقال تعالى بعدها عن المستقبل الممتد إلى يوم القيامة: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلاَ إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآءِ رَبِّهِمْ أَلاَ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ (54) فصلت.
وفي قوله تعالى: (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27) النحل.
أي الشركاء الذين التزمتم جانبهم، وأوجبتم على أنفسكم طاعتهم؛ في كفركم وعداوتكم لله ورسله، وصدكم عن سبيل الله، فشهد على خزيهم ممن وقف في وجههم في الحياة الدنيا من الذين أوتوا العلم .
وفي قوله تعالى: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32) عبس.
فالله تعالى قد صب الماء بقوة على الصخور والجبال، فعملت على مر الزمن على تفتتيها بما تحمله من مذيبات فيها، ثم حمل الفتات بالماء وما ذاب فيه، وترسيبه فوق صخور أخرى؛ فتولدت التربة التي تُـنبت النبات مما ذكر في السورة ومما لم يذكر فيها؛ فالتراب الذي تولد من الصخر خالف الصخر بصفاته في قبوله للماء وإنباته للنبات، وبقي مع الصخور يلازمها ولم يفارقها، وإن تحرك من صخور إلى أخرى أخفض منها، والتراب لا يغطي الصخور إلا بطبقة خفيفة؛ بين عدة سنتيمترات إلى عدة أمتار فقط.
وقال تعالى: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) البقرة.
الحجارة هي قطع الصخور الكبيرة الممتدة التي تحجر ما خلفها من الماء فتمنعه من الخروج، وإذا وجد له طريقًا انفجر وخرج منها عيونًا، وقد تجتمع العيون لتشكل أنهارًا،
قال تعالى: (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) البقرة.
أو الصغيرة التي يبنى بها الحجرات، فتحجر من فيها أو ما يوضع فيها عن الناس والدواب.
ومن الماء ما يجمد فيصبح حجارة يبنى منها كما يفعل الأسكيمو في بلادهم القطبية
أو يتجمد فوق الأنهار كما في شمال أوروبا ويحجر الماء تحته، ويصبح طريقًا للسيارات والشاحنات التي تمر من فوقه؛
ثم يبدأ يتشقق مع بداية الربيع، ويخرج منه الماء الذي يمد الأنهار به.
أو خروج الماء من شقوق في الحجارة تسمح بمرور الماء منها.
أو أن يكون الماء أحد نتائج تفاعلات كيميائية تحدث في الحجارة في قلب النار والحرارة.
أما قوله تعالى: (تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) مريم.
فالأرض التي تقبل الماء وتنبت النبات هي قائمة على شقوق الصخور فغطتها وأخفتها، وإذا انشقت الأرض فتصبح لها جانبين مختلفين؛ هذا عن يمين الشق وهذا عن شمال، وهما متصلان من أسف ومن الأطراف، وسيرتددان على بعضهما قبل أن تخر الجبال وتنهار عليهما ليصبح التراب من أسفل والحجارة والصخور من فوق.
أما انشقاق القمر في قوله تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) القمر.
فيفهم من استعمال مادة "شقق" الذي هو في وجود الاختلاف مع بقاء الارتباط بشدة كما تبين استعماله في القرآن خاصة وفي اللغة عامة مما سنبينه لاحقًا.
فالقمر فيه قسمان مختلفان مع ارتباطهما الشديد ببعضهما
وهذه حقيقة لا يمكن أن ينكرها أي كافر مهما بلغ من الكفر، فأنى لمؤمن أن ينكرها؟!.
القمر قد خرج حاله عن حال معظم الكواكب والأقمار بأن صار دورانه حول نفسه متزامن مع دورانه حول الأرض؛
وفي هذه الحالة يصبح له وجهان؛ وجه يقابل الأرض بصفة دائمة،
ووجه آخر لا يقابل الأرض بصفة دائمة، ولا يرى من الأرض،
وهذا الوجه لم يستطع الإنسان أن يراه من الأرض،
إنما رآه الإنسان بوساطة الأقمار الصناعية التي أرسلها إلى القمر ودارت حوله، وصورته.

شق القمر المواجه للأرضhttp://up.7cc.com/upfiles/roD23104.jpg (http://up.7cc.com/)
شق القمر الآخر الذي لا يرى من الأرض http://up.7cc.com/upfiles/ctt23766.bmp (http://up.7cc.com/)
وهذه صورة تبين أن أوجه القمر لا تتغير مع اختلاف الليالي
http://up.7cc.com/upfiles/Oq525885.jpg (http://up.7cc.com/)
والتغيير الضئيل الذي يحصل في رؤية الشق المقابل للأرض هو بسبب تأرجح القمر في مداره
والوصلة التالية لبرنامج يحدد أوجه القمر المرئية على طول الشهر من أي مكان
ويريك التأرجح الحاصل للقمر أثناء دورانه. .. خلال التغيرات التي تطرأ عليه أيام الشهر
http://www.tingan.com/exefiler/SetupMoonphase.exe
انقسام القمر إلى شقين؛ أحدهما يرى والآخر لا يرى حقيقة علمية؛
لم تعرف إلا بعد اكتشاف التلسكوبات ومشاهدة تفاصيل القمر
فسبق القرآن بالإخبار بهذه الحقيقة قبل معرفتها بما يقارب الألف سنة،
وهذه الظاهرة لا تحدث إلا للأجرام الميتة،
فيتزامن دورانها حول نفسها مع دورانها حول المركز الذي تدور حوله
وهي تدور حول نفسها حسب معادلة التعادل القطعي للأجرام التي مات باطنها أو برد.
ولذلك جاء ربط انشقاق القمر الدال على موته باقتراب الساعة ونهاية الحياة الدنيا وموتها.
والقمر جرم سماوي خامد؛ لا تحدث فيه زلازل، ولا تنفجر فيه براكين.
وباطنه كظاهره جامد متماسك
والانشقاق يدل على؛
وجود طرفين أو جنبين مختلفين
وأن هذين الجنبين مترابطان معًا بشدة،
فللقمر وجهان؛ أحدهما يرى، والأخر لا يرى
وهذان الوجهان مترابطان معًا بشدة؛ فهما يكونان القمر نفسه.
وللأجرام وجه ظاهر صلب كالأرض، وباطن داخلي منصهر من شدة الحرارة،
فوجه القمر الظاهر وباطنه مترابطان معًا بشدة، وحالهما ثابت؛ لأنهما جامدان باردان.
عند الرجوع إلى لسان العرب وتاج العروس نجد مادة "شقق"؛
الشِّق : الناحية من الجبل . والشِّقُّ : الناحية والجانب من الشَّقِّ أَيضاً
والشِّق : النّصف؛ شَطَرْتُ التّفَاحةَ وأكلتُ شِقَّهَا.
والشِّق : الجانبُ؛ نمتُ على شِقّي الأيمَن.
والشِّق : الشّقيق؛ هو أخي وشِقَّ نَفسي.
والشِّقُّ من الإنسان الجانب الواحد منهُ.
والشِّق: الجانِب وجانِبَا الشَّيءَ: شِقّاه،
الشِّقُّ من كُلِّ شيءٍ: نصفُه إِذ شُقَّ،
الشَّقِيقَةُ وجع يأخذ نصف الرأس والوجه
يُقالُ: أَخَذْتُ شِقَّ الشّاةِ، وشقَّةَ الشّاةِ، أَي: نِصْفَها،
وقالَ الليثُ: الشِّقًّ: اسم لما نظَرْتَ إِلَيْهِ.
فالقمر له شقان؛ شق تراه وشق لا تراه، شق يواجهك، وشق لا يواجهك،
وفعل انشق على وزن انفعل للمطاوعة؛
أي أن القمر تأثر بعوامل عديدة فأصبح على هذا الحال، ولم يكن كذلك من قبل،
فالآثار الموجودة على القمر؛ من تكون الجبال والبراكين والشقوق دلت على أن حاله السابق كان كبقية الكواكب والأقمار.
والشقوق الكثيرة في الأرض؛ هي صدوع في القرآن؛
في قوله تعالى: (وَالأَرْضِ ذّّاتُ الصَّدْعِ(12) الطارق.
وفي الحديث :1107 صحيح البخاري:
(حدثنا عبد اللَّهِ بن يَزِيدَ حدثنا سَعِيدُ بن أبي أَيُّوبَ قال حدثني أبو الْأَسْوَدِ عن عُرْوَةَ بن الزُّبَيْرِ عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ اضْطَجَعَ على شِقِّهِ الْأَيْمَنِ )
وعند البخاري رحمه الله تعالى:
باب الضجع على الشق الأيمن
وباب النوم على الشق الأيمن
والأخ الشقيق الذي يكون من والدي الأخ الآخر نفسيهما.
يتبعه إن شاء الله تعالى بيان ما حدث ليلة انشقاق القمر
وأعتذر عن صغر الصورة
فخبرتي ضعيفة في هذا الشأن

أبو مسلم العرابلي
06/02/2010, 07:54 AM
الورقة الثالثة
آية التحدي للرسول صلى الله عليه وسلم هي القرآن الكريم فقط


بسم الله الرحمن الرحيم
أرسل الله تعالى الرسل وآتاهم آيات منه تثبت أنهم أنبياء من عند الله عز وجل،
وهذه الآيات لها دلالة قطعية على أنها من الله تعالى،
ولم تكن هذه الآيات موضع التحدي من الأنبياء لأقوامهم لأنها فوق التحدي،
ولم يكن هناك من تحد لها إلا تحد فرعون بما لديه من السحرة لموسى عليه السلام.
وأما التحدي فكان بالقرآن الكريم فقط؛ أي بكلام الله تعالى؛ ومن محمد عليه الصلاة والسلام فقط دون جميع الأنبياء.
وذلك لأن البشر كلهم يتكلمون، وأن هذه الرسالة هي لكل البشر، والنبي عليه الصلاة والسلام مبعوث لكل البشر؛
فلا بد أن يكون التحدي لكل البشر، فيما يحسنه كل البشر، ولا يكون موقوفًا على فئة دون فئة، ولا على قرن دون قرن،
وكل البشر قادرون على تعلم العربية في سنين عديدة.
فكان التحدي عظيمًا متسعًا شاملاً لكل فئات البشر، وشاملاً لكل الأزمنة، ممتدًا فيهما إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها.
وليس بعد كلام الله تعالى من معجزة يتحدى بها الناس ويبقى هذا التحدي قائمًا
فمن يريد أن يبطل ما تحدى به القرآن الكريم؛ فليبطل القرآن بقرآن مثله .. وينتهي الأمر...
وأنى لهم القدرة على فعل ذلك؟!.


تساؤلات
هل هناك معجزات غير القرآن الكريم تحدى بها النبي صلى الله عليه وسلم الناس؟
هل انشقاق القمر هو معجزة ؟
هل المعجزة تكون للحظات فقط وتنتهي، ولا يبقى لها أثر؟
وهل هي معجزة عامة أم خاصة ؟
إن كانت خاصة .. فهل يمكن إثباتها؟
هل هذه المعجزة لمن شاهدها فقط؟ أم استمرت وبقيت قائمة ؟
هل هناك من دليل على هذه المعجزة على من لم يشهدها ؟
من الذي رأى المعجزة ؟

البحث لمعرفة حقيقة الانشقاق الثابت ذكره في سورة القمر يأخذ مناحٍ عديدة:

تحديد مفهوم المعجزة
تحديد سنة الحدث نفسه،
والفصل الذي وقع فيه،
واليوم الذي وقع فيه.
تحديد الأماكن التي رصد فيها هذا الحدث،
وعدد المشاهدين والناقلين لهذا الحدث،
والأوصاف التي ذكرت لهذا الحدث،
الوصف العلمي لما تم مشاهدته، وآثار هذه المشاهدة،
دراسة لغوية للانشقاق للوصول إلى تحديد دقيق لمفهوم الانشقاق
تفسير انشقاق القمر بما يوافق اللغة، والربط بآيات سورة القمر، والحالة الفلكية التي عليها القمر.


تحديد مفهوم الإعجاز
الإعجاز والمعجزة لم يرد لفظهما في القرآن الكريم.
ولذلك أنكر بعض الباحثين وصف القرآن الكريم بأنه معجز لأنه لم يرد الوصف له بالإعجاز في القرآن.
فمادة "عجز" استعملت في دوام الشيء على حاله، وانحصار اللحاق بغيره، واستمرار وامتداد عدم قدرته. فعجز الدابة: هو مؤخرتها التي لن تصبح في يوم ما مقدمتها،
والعجوز هو الكبير في السن من ذكر أو أنثى الذي يزداد عجزه كلما طالت عليه الأيام، ولن تعود له قدرته،
أما وصف امرأة لوط عليه السلام بأنها عجوز؛ فقد بقيت على كفرها، ولم تلحق بزوجها على إيمانه، إلى أن هلكت كافرة, (إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171) الشعراء، (135) الصافات.
وأما وصف امرأة إبراهيم عليه السلام بأنها عجوز عقيم؛
في قوله تعالى: (قَالَتْ يَا وَيْلَتَى ءَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) هود.
فكان ذلك على ما عرفت من حال النساء أمثالها، وكونها كانت عقيمًا من قبل ذلك؛
قال تعالى: (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) الذاريات.
فهذا الوصف منها لنفسها، ولو كان هذا الوصف من الله تعالى لما أنجبت بعد ذلك... فكان من رحمته تعالى بهما؛ أن جاء منها بإسحاق عليه السلام.
أما مضارع عجز في قوله تعالى: (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي (31) المائدة.
فهو جار على استعماله، وهو يلوم نفسه على عجزه في إيجاد سبيل يواري فيه سوءة أخيه، قبل رؤيته لفعل الغراب.
أما ذكر أعجاز في قوله تعالى: (تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20) القمر.
وفي قوله تعالى: (فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) الحاقة.
فهو تشبيه لما حل بهم من الهلاك، ولم تبق منهم باقية، فكذلك أعجاز النخل التي ذهب رأسها وانقعرت من مكانها، وأصبحت خاوية جوفاء؛ عاجزة عن الإتيان منها بما يعقبها من بعدها، وكذلك هذا ما آل إليه حال الهالكين.
أما استعمالها في الفعل الرباعي؛ (أعْجَزَ – يعْجِزُ – فهو مُعْجِزٌ وهم مُعْجِزون)؛ بزيادة همزة التعدية؛
فقد نقل العجز من نفسه إلى غيره، وهي التي جرى استعمالها في القرآن، وجاءت في جميع مواضعها الستة عشر بالنفي.
(وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (134) الأنعام، (53) يونس، (33) هود، (22) العنكبوت، (31) الشورى .
(فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46) النحل، (وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (51) الزمر، (لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ (20) هود،
(إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59) الأنفال، (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ (44) فاطر، (لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ (57) النور، (فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ (32) الأحقاف، (أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) الجن، (غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ (2)، (3) التوبة،
فوصف القرآن الكريم بأن معجز؛ أي أن القرآن بما تميز به أعجز كل واحد عن اللحاق به؛ فكان عاجزًا عن ذلك، والقرآن معجز له، وهو وصف موافق للاستعمال اللغوي، ولا غبار عليه، وإن لم يرد في القرآن الكريم، فقد وصف الكفار القرآن الكريم بأوصاف صحيحة لم يرد ذكرها في القرآن الكريم؛ كوصف الوليد بن المغيرة عندما سمع القرآن، فوصفه بأحسن الأوصاف في نادي قومه : إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق ، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه .
وهذا الوصف للقرآن بأنه معجز؛ لا ينطبق إلا على نظم القرآن الذي نزل بكلمات الله تعالى فقط، وهو الذي جرى فيه التحدي؛
وغير ذلك مما يوصف بالإعجاز فهو تقدم وسبق زمني بالإخبار والإنباء بما كان يجهله الناس زمن نزول القرآن الكريم، وتبين صدقه وحقيقته فيما بعد ..
ووصف هذا السبق بالإخبار عما كان مجهولا في السابق وأصبح معلومًا في الحاضر، لا يسمى إعجازًا، لأن البشرية لحقت به بمعرفتها له، والوقوف على حقيقته،
ولذلك جرى هذا الاستعمال على غير دلالته، وتم التوسع فيه، ودرج استعماله واشتهر بين الناس،
وهذا ما جعلني أن أسمي مدونتي "معجزات وأسرار" ليسهل الوصول إليها بما تعارف عليه الناس.
وعلى هذا أقول بأن إخبار الله تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) القمر.
هو إخبار من الله تعالى سبق معرفة الناس له، والوقوف على حقيقته.
وهذا الإخبار هو غير الرؤية الظاهرية من المسلمين والمشركين لما حدث في تلك الليلة في مكة بعد البعثة النبوية، وقبل الهجرة.
وربط الانشقاق باقتراب الساعة له دلالة كبيرة سنذكرها لاحقًا إن شاء الله تعالى.

هل قامت نبوة محمد صلى الله وسلم على التحدي بغير القرآن؟
قال تعالى: (فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) القصص.
كان هذا أول تحدٍ لهم بالإتيان بكتاب ردًا على طلبهم بآيات كآيات موسى عليه السلام؛ كاليد والعصا، وسورة القصص نزلت بعد سورة القمر، وآية انشقاق القمر بالمفهوم المنتشر أعظم من آيات موسى عليه السلام، بل لا مقارنة بينهما، وكان الأَوْلى تذكيرهم بهذه المعجزة.
ثم جاء تحد آخر في سورة الإسراء؛
في قوله تعالى: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) الإسراء.
ففيه تقرير من الله تعالى بأن عجزهم عن فعل ذلك عجزًا أبديًا، ولو كان لهم مقدرة بنقضه لنقضوه.
وتحد ثالث في السورة التي بعدها حسب النزول؛
في قوله تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) يونس0
وتحد رابع في السورة التي تلتها حسب النـزول؛
في قوله تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14) هود0
وتحد خامس في أول سورة نزلت في المدينة بعد الهجرة؛
في قوله تعالى: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) البقرة0
فكان هذا التحدي فقط بالقرآن وسور القرآن، وفي القرآن سور قصيرة؛ كسورة الكوثر التي تتألف من عشر كلمات فقط،
وفي سورة الإسراء عدم استجابة الله تعالى لتسع طلبات من الكفار؛ مما لا يعد شيئًا مع انشقاق القمر إلا الإتيان بالله عز جل وتعالى، وذلك من جهل الجاهلين؛
فقال تعالى: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89) وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94) الإسراء.
وقبل ذلك في سورة الفرقان طلبات مثلها؛
قال تعالى: (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9) تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10) الفرقان.
فهل انشقاق القمر بيد النبي عليه الصلاة والسلام؟ أم هل قبول التحدي بيده ؟!
وورد أيضًا في سورة يونس موضعين يؤكدان ذلك؛
في قوله تعالى: (وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (20) يونس0
وفي قوله تعالى: (وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95) إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97) يونس.
وفي سورة الأنعام ثلاث مواضع ينفي فيها تعالى استجابته لدعوى الكفار؛
قال تعالى: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) الأنعام0
وقال تعالى: (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) الأنعام0
وقال تعالى: (وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124) الأنعام0
فلا حياد عن كون القرآن هو آية التحدي المثبتة لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، مهما حاول الكفار الانحراف عن آية التحدي، وصرف التحدي إلى أمور أخرى غير القرآن.
قال تعالى: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) الزخرف.
وجاء بعد ذلك في سور مدنية؛
قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آَيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) البقرة0
وقال تعالى: (وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145) البقرة0
وقال تعالى: ( الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183) آل عمران0
وقال تعالى: (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7) الرعد0
وقال تعالى: (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) الرعد.
هذه شواهد على أن الله تعالى لم يستجب لهم ولم يذكرهم بآية نزلت عليهم.
ولا يعجل أحد علينا؛ فيظن أنا ننكر الحدث الذي شاهده ورواه ابن مسعود رضي الله عنه.

الباحثة وديعة عمراني
06/02/2010, 08:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الفاضل أبو مسلم العرابلي
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته .
يسعدنا مرة أخرى التواصل معكم عبر هذا الموضوع الهام ، والموضوع ذا أهمية ومثير فعلاً للدراسة والنقاش .
فنتابع معكم الآن حتى استكمال كل العرض .
وجزاكم الله عن الاسلام كل خير

أبو مسلم العرابلي
06/02/2010, 09:07 AM
الورقة الرابعة
تحديد السنة والفصل واليوم الذي وقع الحدث فيه.

تحديد السنة التي حدث فيها الانشقاق
السنة التي حدثت فيها ظاهرة الانشقاق كانت قبل السنة السادسة التي أسلم فيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
وبعد السنة الثالثة التي جهر فيها النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة للإسلام، وعبادة الله وحده، وترك عبادة الأصنام والشرك بالله.
فترتيب سورة القمر حسب النزول أخذ رقم (37) بعد سورة الطارق، وقبل سورة ص.
وترتيب سورة طه حسب النزول أيضًا أخذ رقم (45) بعد سورة مريم، وقبل الواقعة.
مما يدل على أن سورة القمر نزلت في السنة الخامسة وقد يكون نزولها في السنة الرابعة.
وهذا التحديد جاء من قرينة إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث دخل على أخته فاطمة وزوجها ابن عمه؛ سعيد بن زيد، ومعهما خباب بن الأرت يقرؤون (سورة طه) رضي الله عنهم جميعًا، فأخذ الصحيفة بعد أن اغتسل، فقرأها، ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم معلنًا إسلامه.
وجاء في السيرة الحلبية: وفي السنة السادسة من النبوة أسلم حمزة بن عبد المطلب، وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وقيل أسلما في سنة خمس، وكان إسلام حمزة قبل إسلام عمر رضي الله عنهما بثلاثة أيام.
فهذا الحدث؛ إما أنه كان في السنة الرابعة وإما أنه كان في السنة الخامسة.
ولكن قصة إسلام عمر قد تكون مكذوبة، والروايات فيها ضعيفة
والأقرب للحساب الفلكي الفكي أن تكون في السنة الخامسة قبل الهجرة
فقد جاء في عمدة القارئ:
"والثاني أنس بن مالك فإنه لم يحضر ذلك لأنه كان بمكة قبل الهجرة بنحو خمس سنين وكان أنس إذ ذاك ابن أربع أو خمس سنين بالمدينة والثالث ابن عباس وهو أيضاً لم يحضر ذلك لأنه إذ ذاك لم يكن ولد " تعقيبًا على الحديث 8363 / عمدة القاري ج16/ص163


تحديد ليلة الانشقاق
قال أبو نعيم: (وحدثنا سليمان بن أحمد حدثنا الحسن بن العباس الرازي عن الهيثم بن العمان حدثنا اسماعيل بن زياد عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال انتهى أهل مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
فقالوا: هل من آية نعرف بها أنك رسول الله؟
فهبط جبرائيل فقال: يا محمد قل لأهل مكة إن يحتفلوا هذه الليلة، فسيروا آية إن انتفعوا بها،
فاخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالة جبرائيل،
فخرجوا ليلة الشق ليلة أربع عشرة، فانشق القمر نصفين نصفا على الصفا ونصفا على المروة،
فنظروا ثم قالوا بأبصارهم فمسحوها ثم أعادوا النظر فنظروا ثم مسحوا أعينهم ثم نظروا؛
فقالوا يا محمد: ما هذا إلا سحر ذاهب، فانزل الله اقتربت الساعة وانشق القمر.)
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 3/118
خلاصة حكم المحدث: [إسناده قوي وله طرق]
وأخرج أبو نعيم من طريق عطاء عن ابن عباس؛ (قال: انتهى أهل مكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقالوا: هل من آية نعرف بها أنك رسول الله؟،
فهبط جبريل فقال: يا محمد، قل يا أهل مكة إن تختلفوا هذه الليلة فسترون آية،
فأخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالة جبريل،
فخرجوا ليلة أربع عشرة؛ فانشق القمر نصفين نصفا على الصفا ونصفا على المروة،
فنظروا ثم مالوا بأبصارهم فمسحوها ثم أعادوا النظر فنظروا ثم مسحوا أعينهم ثم نظروا؛
فقالوا يا محمد: ما هذا إلا سحر ذاهب، فأنزل الله اقتربت الساعة وانشق القمر )
هذا التحديد يناسب ادعاء المشركين بأن ما رأوه سحرًا؛ لأنه بعد انتهاء الحدث بقي القمر كاملاً كما هو من قبل.
وهذا يدل على أن الشيء المشاهد كان بحجم القمر في الرؤية، وأنهم عندما شاهدوه كأنه قمر آخر،
وأن أهل مكة لم يشاهدوه إلا بعد خروجهم من بيوتهم، عند اقتراب نهاية الحدث، قبيل الفجر، وانتهائه بالغياب عن النظر جهة الشرق خلف الجبال،
وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد رجع من منى،
وأن الحدث المشاهد استمر عدة ساعات..
(ويحتمل ان يكون القمر استمر منشقا حتى رجع بن مسعود من منى إلى مكة فرآه كذلك) فتح الباري ج7/ص184
وقال أيضًا: (والذي يقتضيه غالب الروايات ان الانشقاق كان قرب غروبه ) فتح الباري ج7/ص184
(وفي تفسير أبي عبد الله قال المشركون للنبي إن كنت صادقا فاشقق لنا القمر فقال آن فعلت تؤمنون قالوا نعم وكانت ليلة الجمعة فسأل الله تعالى فانشق فرقتين نصف على الصفا ونصف على قعيقعان الحديث) عمدة القاري ج19/ص206

وأخرج أبو نعيم في الحلية من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس في قوله اقتربت الساعة وانشق القمر؛ (قال: اجتمع المشركون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم؛ الوليد بن المغيرة، وأبو جهل بن هشام، والعاص بن وائل، والعاص بن هشام، والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن المطلب، وزمعة بن الأسود، والنضر بن الحارث،
فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين نصفا على أبي قبيس ونصفا على قعيقعان؟
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: إن فعلت تؤمنوا؟
قالوا: نعم وكانت ليلة بدر
فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه: أن يعطيه ما سألوا،
فأمسى القمر قد مثل نصفا على أبي قبيس، ونصفا على قعيقعان،
ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي يا أبا سلمة بن عبد الأسد، والأرقم بن أبي الأرقم اشهدوا) / الدر المنثور
والحديث مذكور في موسوعة الحديث؛
رقم الحديث: 210
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَنْ مُقَاتِلٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ سورة القمر آية 1 ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : " اجْتَمَعَ الْمُشْرِكُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنْهُمُ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَأَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ وَالْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ وَالْعَاصُ بْنُ هِشَامٍ وَالأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ وَالأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَزَمْعَةُ بْنُ الأَسْوَدِ وَالنَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ ، وَنُظَرَاؤُهُمْ كَثِيرٌ ، فَقَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنْ كُنْتَ صَادِقًا ، فَشُقَّ الْقَمَرَ لَنَا فِرْقَتَيْنِ ، نِصْفًا عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ وَنِصْفًا عَلَى قُعَيْقِعَانَ ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنْ فَعَلْتُ تُؤْمِنُوا ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، وَكَانَتْ لَيْلَةَ بَدْرٍ ، فَسَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُعْطِيَهُ مَا سَأَلُوا ، فَأَمْسَى الْقَمَرُ قَدْ مُثِّلَ ، نِصْفًا عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ وَنِصْفًا عَلَى قُعَيْقِعَانَ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَادِي : يَا أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الأَسَدِ ، وَالأَرْقَمُ بْنُ أَبِي الأَرْقَمِ ، اشْهَدُوا " .
دلائل النبوة لأبي نعيم » دَلائِلُ النُّبُوَّةِ لأبِي نُعَيْمٍ الأصْبَهَانِي ... » » فَأَمَّا انْشِقَاقُ الْقَمَرِ فَكَانَ بِمَكَّةَ / عن موسوعة الحديث
الحكم المبدئي: إسناد ضعيف فيه عبد الغني بن سعيد الثقفي وهو ضعيف الحديث.
(130 عبد الغني بن سعيد الثقفي حدث عنه بكر بن سهل الدمياطي وغيره؛ ضعفه ابن يونس انتهى، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مصري يروي عن موسى بن عبد الرحمن الصنعاني عن هشام بن عروة؛ قلت: ابن يونس أعلم به، وقد ذكر في تاريخه أنه توفي في رجب سنة تسع وعشرين ومائتين) - لسان الميزان ج4/ص45
وفي الحديث من الضعفاء الهالكين أيضًا؛ موسى بن عبد الرحمن الصنعاني، ومقاتل بن سليمان.

وقد خالف هذا الحديث بقية الأحاديث في أمور عدة؛
- أنهم طلبوا شق القمر نصفين، وفي الأحاديث الصحيحة أن طلبوا آية دون تحديد لنوع الآية،
- وفيه تسمية من سأل النبي صلى الله عليه وسلم آية، ولم يسم أسماء من طلبوا الآية في الأحاديث الأخرى الصحيحة، وهذه الأسماء التي ذكرت هم من رؤوس أهل الكفر والشرك، وماتوا أو قتلوا وهم على كفرهم.
- وفيه ربط الآية بإيمانهم بعدها، وفي ذلك أمر عظيم إن لم يكن منهم إجابة؛ كما كان في طلب الحواريين من عيسى عليه السلام؛ أن تنـزل عليهم مائدة من السماء؛
فقال تعالى: (قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (115) المائدة.
- وقوله أن القمر قد أمسى نصفان أي مع دخول المساء؛ يخالف بقية الأحاديث التي على أن مشاهدته كانت بعد منتصف الليل.
- لم يكن من الكفار الذي ذكرت أسماؤهم أي إيمان ذكر بعد الذي حدث، وقد ماتوا جميعًا على الكفر .... فما الفائدة إذن من الاستجابة لهم بهذه الآية؟ ولم يؤمن غيرهم لأجلها.
وإن كان في هذا الحديث فائدة؛ (لأن الوضاعين يخلطون الصحيح بكذبهم؛ ليكون هناك جانب من الصدق ليصدق به كذبهم )
فإنه أشار بوضوح إلى أمور عدة؛ - أن أهل مكة لم يهتموا بالأمر، ولم يسهروا ليروا الآية التي أخبرهم النبي عليه الصلاة والسلام أنها ستظهر في النصف الثاني من الليل، وأنهم رأوها بعد تنبيههم إليها في آخر وقتها، وهو ما دلت عليه أحاديث أخرى، ووصفهم لما حدث بأن سحر ذاهب.
- وأن خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى منى لم يكن لأجل هذه الآية، إذ لو كان على الكافرين من شرط لكان بينهم عندما حدث الذي رأوه، ليشهد عن حنثهم الوعد بالإيمان؛ لم يخرج لمنى ولم يتأخر عنهم، ولخرجوا معه إلى منى إن كانت الآية لا ترى إلا بمنى ..
- وأنه رجع إلى مكة والآية ما زالت مشاهدة في السماء. وهو ما يدل عليه شهادة ابن مسعود رضي الله عنه؛ مرة بمنى، ومرة بمكة. ومجيء أحاديث تبين طول مدتها، وكان لا بد من رجوعه عليه الصلاة والسلام إلى مكة لأنه لم يبق من الليل إلا القليل منه.
- وأن تخلف الصحابة الذي ذكروا في الحديث، وهم من السابقين الأولين للإسلام؛ دل على أن خروج النبي صلى الله عليه وسلم لمنى لم يكن لأمر جامع يشهده الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم على قلتهم، فلما رجع إلى مكة أحب أن يشهد هؤلاء ما شهده إخوانهم في منى، لتقوية إيمانهم وصدق ما أخبر به، وأفاق المشركون على ذلك على مناداتهم، فكانوا تبعًا لهم في اهتمام النبي عليه الصلاة والسلام، ما يدل على خلاف الشرط الذي ذكر في الحديث نفسه.
- وأن اتهام المشركين للنبي عليه الصلاة والسلام بالسحر جاء من حرصه صلى الله عليه وسلم على شهادة الصحابة رضي الله عنهم لهذا الحدث.
- وأن الفائدة من التركيز على الصحابة رضي الله عنهم في شهادة الحدث؛ والطلب منهم أن يشهدوا على ما حدث؛ لأن رصدهم هذا سيسجل، ويريد لهم أن يثبتوه؛ فيأتي من ينتفع به من بعدهم.
- وأن وقت رجوع النبي صلى الله عليه وسلم كان آخر وقت يمكن أن يشاهد في هذا الحدث.
وفي هذه الفترة قد تحرك القمر فكان فوق جبل المروة (قعيقعان)، والآخر اتجه للجنوب الشرقي فكان فوق أبي قبيس جبل الصفا؛ عند وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصفا بمكة.

أبو مسلم العرابلي
06/02/2010, 04:37 PM
تحديد الساعة الذي حدث فيه الانشقاق


لا يمكن مشاهدة جبل حراء من داخل منى؛ والصورة التالية تبين ذلك بوضوح؛
http://up.7cc.com/upfiles/qZW07219.jpg (http://up.7cc.com/)

فالمشاهدة للحدث كانت من أطراف منى عندما كان القمر غرب جبل النور (حراء)، أو فوقه، في الليلة الرابعة عشرة من الشهر،
والسهم يشير إلى أن موقع جبل حراء يقع إلى الشمال من مكان المشاهدة بزيادة درجات إلى جهة الغرب.
وهذا يدل على أنه قد مضي أكثر من نصف الليل بساعة أو حولها؛ عندما بدأت مشاهدة هذه الظاهرة؛
لأن البدر سمي بدرًا؛ لأنه يبادر بالخروج من الشرق مع غياب الشمس في الغرب،
فكون الحدث حصل في ليلة البدر؛ أعطانا القدرة على تحديد الساعة التي بدأت فيها رؤية الحدث.
http://up.7cc.com/upfiles/6TP07220.jpg (http://up.7cc.com/)
حركة ما شاهدوه كانت باتجاه الشرق، فتوجه جهة الجبل، ثم ستر بجبل منى من مكان رؤيتهم له بعد ذلك
http://up.7cc.com/upfiles/N9w07220.jpg (http://up.7cc.com/)


موقف الرؤية من أطراف منى، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستند إلى الجبل ووجهه إلى الشمال، والصحابة دونه؛ فكان هو عليه الصلاة والسلام أول المشاهدين للحدث؛ فقال: اشهدوا اشهدوا؛ فانتبه من معه من الصحابة؛ وكلن فيهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم؛ فرأى حراء بين القمر ومثيل القمر كأنهما فلقتين ثم توارت الفلقة الثانية خلف الجبل.
ورؤية أهل مكة مما رواه أنس عنهم، وجبير، وابن عباس رضي الله عنهم؛ أنهم رأوا الجبل بين فرجتي الجبل؛ لأن القمر يكون بعيدًا عن الجبل وليس فوقه لأن مكة في الجهة الغربية الجنوبية للجبل، والجبل في الجهة الشرقية الشمالية من مكة.


يقع جبل حراء (جبل النور) شرق مكة جهة الشمال قليلا على يسار الذاهب إلى منى
رؤية جبل النور أو جبل حراء من داخل مكة باتجاه الشرق
http://up.7cc.com/upfiles/WPZ07220.jpg (http://up.7cc.com/)

موقع مكة المكرمة باتجاه الجنوب الغربي من جبل حراء
والرؤية لجبل حراء بين الفرقتين من داخل مكة

http://up.7cc.com/upfiles/mDX07220.jpg (http://up.7cc.com/)


تحديد الفصل الذي حدث فيه الانشقاق
من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بأنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم بمنى
وأنهم شاهدوا جبل حراء بين الفلقتين؛ ما بين أن مسار القمر كان يميل جهة الشمال،
وهذا لا يكون إلا في فصل الصيف؛ حيث يميل مسير القمر إلى جهة الشمال،
ولو كان القمر جهة الجنوب لدل على فصل الشتاء.

وهذا يفيدنا كون النهار في الصيف طويلاً، وأن ليل الصيف قصير، وبعد مضي أكثر من نصف الليل يكون أكثر الناس نيامًا،
وهو يتجه جهة الشرق إلى مناطق قد نام الناس فيها قبل أهل مكة
وهذا ما يبرر خلو الرسول صلى الله عليه وسلم بأصحابه بعيدًا عن مكة في جو دافئ غير بارد.
ويعطينا هذا الموقف سبب قلة عدد المشاهدين لهذا الحدث لتأخره إلى ساعة متأخرة من الليل،
وأنه لم يكن هناك اتفاق بين النبي صلى الله عليه وسلم وأهل مكة على نحو ما ذكر
فالحديث الذي رواه أبو نعيم في الحلية ضعيف
وفي الثاني لم يذكر أسماء من أهل مكة
والرأي ان الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بعض أهل مكة من زعماء الشرك فيهم؛ بما سيحدث تلك الليلة، والتكذيب منهم هو الغالب، وخاصة بعد مضي نصف الليل دون أن يروا شيئًا،
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: اشهدوا اشهدوا
يحتمل وجهين :
الأول أنه طلب شهادتهم على صحة ما أبلغ به
والثاني أن الأمر كان مفاجئًا، وقد رآه عليه الصلاة والسلام قبلهم فنبههم إليه ليروه بسرعة قبل أن يستره الجبل ويختفي.


مدة بقاء الانشقاق

رقم الحديث: 3452
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ : انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِقَّتَيْنِ ، حَتَّى نَظَرُوا إِلَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اشْهَدُوا " .
الحكم المبدئي: إسناده متصل، رجاله ثقات، على شرط الشيخين البخاري ومسلم.
مسند أحمد بن حنبل » مُسْنَدُ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ ... » مُسْنَدِ الْمَدَنِيِّينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ ... » حَدِيثُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ
حتى نظروا إليه؛ أي امتد حتى تمكنوا من رؤيته
28 - (جاءت أحبار اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أرنا آية حتى نؤمن بها فسأل ربه فأراهم القمر قد انشق بجزئين أحدهما على الصفا والآخر على المروة قدر ما بين العصر إلى الليل ينظرون إليه ثم غاب فقالوا هذا سحر مفترى)
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 3/118
خلاصة حكم المحدث: [إسناده قوي وله طرق] الدرر السنية

وأخرج أبو نعيم من طريق الضحاك عن ابن عباس قال: (جاءت أحبار اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أرنا آية حتى نؤمن فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يريه آية فأراهم القمر قد انشق فصار قمرين أحدهما على الصفا والآخر على المروة قدر ما بين العصر إلى الليل ينظرون إليه، ثم غاب القمر، فقالوا: هذا { سحر مستمر }.) الدر المنثور

وأخرج أبو نعيم من طريق الضحاك عن ابن عباس قال: (جاءت أحبار اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أرنا آية حتى نؤمن فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يريه آية فأراهم القمر قد انشق فصار قمرين أحدهما على الصفا والآخر على المروة قدر ما بين العصر إلى الليل ينظرون إليه ثم غاب القمر فقالوا هذا سحر مستمر ) تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي

ثم روى الضحاك عن ابن عباس قال: (جاءت أحبار اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أرنا آية حتى نؤمن بها فسأل ربه فأراهم القمر قد انشق بجزئين أحدهما على الصفا والآخر على المروة قدر ما بين العصر إلى الليل ينظرون إليه ثم غاب فقالوا هذا سحر مفترى) البداية والنهاية لابن كثير / ج3
وهي مدة تقدر بثلاث ساعات؛ تزيد قليلا أو تنقص قليلاً وفي الصيف أكثر من ثلاث ساعات

وليس ببعيد أن يكون اليهود وراء طلب أهل مكة آية من النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهم أصحاب خبرة في امتحان الأنبياء بكثرة طلباتهم من قبل .. وأهل مكة لا خبرة لهم بذلك .. فلم يكن منهم إلا التكذيب والاتهام بالسحر والشعر والكهانة .. وهذا غاية ما يعرفونه.

يتبع إن شاء الله تعالى ....

جمال الدين عثمان
06/02/2010, 04:46 PM
أستاذى المبجل
دائمآ تخاطب عقلى وتحفزه على أن يعمل بالبصيرة المهداة من الله سبحانه وتعالى.
دمت لنا أستاذآ وعالما....وبارك الله فيك وعليك.
جمال الدين

عبد الرحيم محمود
06/02/2010, 05:38 PM
من فهمنا لكلام الله هو أن القمر انشق وأن من تم شقه لهم رأوه ، وأن علينا تصديق كلام الله تعالى ، والفعل شق يعني الفصل بين جزأي شيء واحد ، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ... الخ
ولا يمكن فصل الكلمة عن سياقها لنغير معناها ، فانشق القمر غير شق الرجل ... الخ .
ننتظر أستاذنا ما رأيك بما فهمت من انشقاق القمر ، ولا أرى أن شق القمر بمعنى أحد وجهيه هو المقصود بمعجزة شقه ، لأن ذلك ببساطة لن يدركه من شـُـق لهم .



وأنا يا أخي الكريم أثبت انشقاق القمر
ولا تعجل علينا قبل أن ننتهي من الموضع خلال يومين إن شاء الله تعالى

أبو مسلم العرابلي
07/02/2010, 12:20 AM
من فهمنا لكلام الله هو أن القمر انشق وأن من تم شقه لهم رأوه ، وأن علينا تصديق كلام الله تعالى ، والفعل شق يعني الفصل بين جزأي شيء واحد ، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ... الخ
ولا يمكن فصل الكلمة عن سياقها لنغير معناها ، فانشق القمر غير شق الرجل ... الخ .
ننتظر أستاذنا ما رأيك بما فهمت من انشقاق القمر ، ولا أرى أن شق القمر بمعنى أحد وجهيه هو المقصود بمعجزة شقه ، لأن ذلك ببساطة لن يدركه من شـُـق لهم .



بسم الله الرحمن الرحيم
أولا كل الشكر للأخ الفاضل الكريم محمد الرشدان الذي تعجز كلماتي عن رد الجميل له بالجميل
وللأخت الفاضلة الباحثة وديعة عمراني
وللأخ الكريم الفاضل جمال عثمان على متابعتهم الدائمة
ولأخ الكريم عبد الرحيم الذي عجل علينا قبل انتهاء الموضوع
كما بينت استعمال الجذر "شقق" في التلاحم وشدة الارتباط مع وجود الاختلاف
ولكن قوة تسلط فكرة فهم الانشقاق على أنه انفصال ستغلب على فهم كثير من الإخوة
وأنا أتعامل مع الاستعمال الجذري الذي يدل عليه الاستعمال القرآني واللغوي للجذر
وقد ناقشت كل الآيات التي ذكر فيها مادة شقق، ولم أستثن إلا بعض الآيات المتعلقة بيوم القيامة لأنها تحتاج إلى مقدمات أوسع من هذا البحث نفسه
ولعل الصورة تغني عن كثير من الكلام الذي لا نقف عليه بجدية كبيرة

فالشقيقة أو الصداع النصفي يصيب نصف الرأس والوجه والنصف الآخر ليس منفصلا عنه فكلاهما يشكلان رأسًا كاملا ثابتًا متلاصقًا
http://up.7cc.com/upfiles/l4R89953.jpg (http://up.7cc.com/)

وشق الإنسان نصفه المرتبط مع النصف الآخر
وعندما ينام الإنسان على شقه الأيمن فليس يعني هذا أن شقه الأيسر على سرير آخر
http://up.7cc.com/upfiles/08z89953.jpg (http://up.7cc.com/)

والتشققات في الحائط أو الجلد أو الخشب أو الطين أو الأرض لا يجعل كل واحد منها جزأين أو أجزاء منفصلة، بل يبقى اتصالها قائمًا ؛
http://up.7cc.com/upfiles/Mp889953.jpg (http://up.7cc.com/)

والشقق في البنايات متصلة غير منفصلة؛ تعددت الشقق في كل طابق أم كانت اثنتين
http://up.7cc.com/upfiles/xCO89954.jpg (http://up.7cc.com/)
فيجب يا أخي الكريم أن نتعامل مع اللغة على وضعها التي وضعت فيه
ولا نفهمها بوضع معاني جديدة على غير ما وضعت له .. لأنه غاب عنا استعمال جذورها
كان لا بد من توضيح هذا قبل تكلملة الموضوع وبيان مشاهدات الحدث الذي كان في عهد النبوة قبل الهجرة وفي السنة الخامسة على أقرب تحديد له
وبارك الله فيكم وزادكم علمًا فقهًا وإحسانًا

الباحثة وديعة عمراني
07/02/2010, 12:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الفاضل أبو مسلم العرابلي
الموضوع شديد الأهمية ، فنتابع معكم باذن الله تعالى هذا الطرح القيم ،و بالأخص في ما يتعلق بمسألة { هل رأت قريش فعلا انشقاقاً للقمر ؟ كما ثم وصفه في الأحاديث ، بمعنى الانشقاق الى قسمين ؟ } .
وأيضا ما رأيكم ، في معجزة شق البحر لموسى عليه السلام ؟ هل يوجد فرق بين كلمة : انفلق ؟ وانشق }
بالمقتبس التالي :
فلما تراءى الجمعان ) أي : تقابلا بحيث يرى كل فريق صاحبه ، وكسر حمزة الراء من " تراءى " وفتحها الآخرون . ( قال أصحاب موسى إنا لمدركون ) أي : سيدركنا قوم فرعون ولا طاقة لنا بهم . ) ( قال ) موسى ثقة بوعد الله إياه : ) ( كلا ) لن يدركونا ، ( إن معي ربي سيهدين ) يدلني على طريق النجاة . ( فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق ) أي : فضربه " فانفلق " فانشق ، ) ( فكان كل فرق ) قطعة من الماء ، ( كالطود العظيم ) كالجبل الضخم ، قال ابن جريج وغيره : لما انتهى موسى إلى البحر هاجت الريح ، والبحر يرمي بموج مثل الجبال ، فقال يوشع : يا مكلم الله أين أمرت فقد غشينا فرعون والبحر أمامنا ؟ قال موسى : هاهنا ، فخاض يوشع الماء وجاز البحر ، ما يواري حافر دابته الماء . وقال الذي يكتم إيمانه : يا مكلم الله أين أمرت ؟ قال : هاهنا ، فكبح فرسه بلجامه حتى طار الزبد من شدقيه ، ثم أقحمه البحر ، فارتسب في الماء ، وذهب القوم يصنعون مثل ذلك ، فلم يقدروا ، فجعل موسى لا يدري كيف يصنع ، فأوحى الله إليه : أن اضرب بعصاك البحر ، فضربه فانفلق ، فإذا الرجل واقف على فرسه لم يبتل سرجه ولا لبده .

المصدر : المكتبة الاسلامية
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1286&idto=1286&bk_no=51&ID=1295.

أبو مسلم العرابلي
07/02/2010, 11:51 AM
الورقة الخامسة
الذي ذكروا في قصة انشقاق القمر وعدد كبير
اثنان نقلا الخبر بالمشاهدة وهما؛
1- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وكان سادس من أسلم لله ودخل في دين الله، وهو المعول عليه في رواية الحدث، وقد روى مشاهدته من منى، ثم من مكة بعد العودة إليها.

رقم الحديث: 5017
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو كُرَيْبٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ جَمِيعًا ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ . ح وحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي كِلَاهُمَا ، عَنْ الْأَعْمَشِ . ح وحَدَّثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ أَخْبَرَنَا ابْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ الْأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : " بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى إِذَا انْفَلَقَ الْقَمَرُ فِلْقَتَيْنِ ، فَكَانَتْ فِلْقَةٌ وَرَاءَ الْجَبَلِ وَفِلْقَةٌ دُونَهُ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اشْهَدُوا " .

الحكم المبدئي: إسناده متصل، رجاله ثقات، على شرط الإمام مسلم.
صحيح مسلم » كِتَاب صِفَةِ الْقِيَامَةِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ ... » بَاب انْشِقَاقِ الْقَمَرِ

(قال ابن مسعود لقد رأيت جبل حراء بين فلقتي القمر فذهب فلقة فتعجب أهل مكة من ذلك وقالوا هذا سحر مصنوع سيذهب)

الراوي: - المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 3/119
خلاصة حكم المحدث: [إسناده قوي وله طرق]

2- وجبير بن مطعم بن عدي رضي الله عنه، وقد أسلم عام الفتح، وشهادته صحيحة ولو كان كافرًا يوم الحدث.

رقم الحديث: 16401
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : " انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَارَ فِرْقَتَيْنِ فِرْقَةً عَلَى هَذَا الْجَبَلِ ، وَفِرْقَةً عَلَى هَذَا الْجَبَلِ ، فَقَالُوا : سَحَرَنَا مُحَمَّدٌ ، فَقَالُوا : إِنْ كَانَ سَحَرَنَا فَإِنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْحَرَ النَّاسَ كُلَّهُمْ " .

الحكم المبدئي: إسناده حسن رجاله ثقات عدا سليمان بن كثير العبدي وهو صدوق حسن الحديث، رجاله رجال بخاري ماعدا محمد بن كثير العبدي روى له البخاري مقرونًا بغيره.
مسند أحمد بن حنبل » مُسْنَدُ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ ... » مُسْنَدِ الْمَدَنِيِّينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ ... » حَدِيثُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ

رقم الحديث: 2435
(حديث مرفوع) حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ , قَالَ : ثنا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ، حَتَّى رَأَيْتُ حِرَاءً بَيْنَ شِقَتَيْهِ انْشَقَّ الْقَمَرُ " .

الحكم المبدئي: إسناده حسن رجاله ثقات عدا الحصين بن نمير الواسطي وهو صدوق حسن الحديث.
أخبار مكة للفاكهي » ذِكْرُ حَفْرِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ ... » بَابُ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ زَمْزَمَ وَتَفْسِيرِهِ ...

وخمسة نقلوها مرسلة وإرسالهم يدل على انتشار الخبر بحيث لم يسند لأحد دون الآخرين وهم ؛
1- عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وكان عمره سنتان أو ثلاث يومها؛ ونقله يكون عن غيره وليس من مشاهدته؛

رقم الحديث: 6635
(حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ بِحَرَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : " انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِرْقَتَيْنِ " .

الحكم المبدئي: إسناده متصل، رجاله ثقات.
صحيح ابن حبان » كِتَابُ التَّارِيخِ » بَابُ : الْمُعْجِزَاتِ » ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ

2- عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما؛ كان بينه وبين أبيه إحدى عشرة سنة، وأبوه عمرو يكبر عمر بن الخطاب رضي الله عنهما بخمس سنين؛ فهو يصغر عن عمر بست سنين؛ أي أن كان في الخامسة والعشرين أو حولها، ولكن شعاب مكة عديدة ، فلعله لم يسمع بالخبر لبعد مسكن السهميين عندما استفاق أهل مكة على الحدث، وأهل مكة ينامون داخل بيوتهم، أو أنه كان في تجارة بعيدة، فلم يشهد ما شاهدوه، ونقله يدل على انتشار الخبر عند الجميع؛

رقم الحديث: 3691
(حديث مرفوع) فَحَدَّثْنَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ بِمِصْرَ ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، ثنا شُعْبَةُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلّ : اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ سورة القمر آية 1 ، قَالَ : كَانَ ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، انْشَقَّ الْقَمَرُ فِلْقَتَيْنِ فِلْقَةٌ مِنْ دُونِ الْجَبَلِ ، وَفِلْقَةٌ خَلْفَ الْجَبَلِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : " اللَّهُمَّ اشْهَدْ " ,

الحكم المبدئي: إسناده حسن رجاله ثقات عدا إبراهيم بن مرزوق الأموي وهو صدوق حسن الحديث.
المستدرك على الصحيحين » كِتَابُ التَّفْسِيرِ » تَفْسِيرُ سُورَةِ الْقَمَرِ
وهذا النقل يظهر جليًا أنه كان عن ابن مسعود رضي الله عنه.

3- عبد الله بن عباس رضي الله عنهما؛ ولد قبل الهجرة بثلاث سنوات؛ فهذا الحدث كان قبل ولادته بخمس سنين؛ فما رواه يكون من سماعه رضي الله عنه، وإرساله للحديث قد يدل على كثرة من سمع منهم فلم يشأن أن ينسب القول لأحدهم دون الآخرين.
بل إن روايات ابن عباس كان فيها استقصاء للحدث، فروى ما أهمله غيره؛ وهو كسوف القمر، وهذا له دلالته الكبيرة في فهم ما حدث. وكذلك ذهاب الفلقة الثانية وبقاء الأولى.

وروى أبو نعيم عن طريق السدي الصغير عن الكلبي (عن أبي صالح عن ابن عباس قال :انشق القمر فلقتين فلقت ذهب وفلقة بقيت ) ج3
البداية والنهاية / فصل انشقاق القمر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم

الراوي: أبو صالح المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 3/119
خلاصة حكم المحدث: [إسناده قوي وله طرق]

27 – (كسف القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالوا : سحر القمر, فنزلت : { اقتربت الساعة وانشق القمر * وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر }) .

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الوادعي - المصدر: صحيح أسباب النزول - الصفحة أو الرقم: 234
خلاصة حكم المحدث: إسناده رجاله رجال الصحيح

(رواية عبد الله بن عباس رضي الله عنهما)
قال البخاري: حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا بكر عن جعفر عن عراك بن مالك عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: انشق القمر في زمان النبي صلى الله عليه وسلم

ورواه البخاري أيضاً ومسلم من حديث بكر بن مضر عن جعفر بن ربيعة عن عراك به مثله.

وقال ابن جرير: حدثنا ابن مثنى، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا داود بن أبي هند عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: { ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ وَإِن يَرَوْاْ ءَايَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ } قال: قد مضى ذلك، كان قبل الهجرة، انشق القمر حتى رأوا شقيه،

وروى العوفي عن ابن عباس نحو هذا،
وقال الطبراني(ج11 رقم 11642): (حدثنا أحمد بن عمرو البزار، حدثنا محمد بن يحيى القطعي، حدثنا محمد بن بكر، حدثنا ابن جريج عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال: كسف القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: سحر القمر، فنزلت: { ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ } - إلى قوله - { مُّسْتَمِرٌّ }.) المصدر / تفسير ابن كثير

وفي الدر المنثور للسيوطي
(وأخرج الطبراني وابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: كسف القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: سحر القمر، فنزلت { اقتربت الساعة وانشق القمر } إلى قوله { مستمر }.)

4 - أنس بن مالك رضي الله عنه؛ كان عمره يوم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين؛ أي أنه عمره كان سنتان أو ثلاث عند وقوع الحدث، وهو من أهل المدينة، فما نقله هو مما سمعه من إخوانه المهاجرين، ودلالة سماعه من غير إسناد لأحد؛ أن هذا الخبر كان من الشهرة بمكان، فلا ينسب لأحد منهم.
وامتازت رواية أنس رضي الله عنه؛ أن ذكر انشقاق القمر مرتين؛ وقد يعود ذلك لشهادتين من ابن مسعود رضي الله عنه؛ شهادته بالرؤية من منى، وشهادته بالرؤية منى مكة؛ فظن أن الحدث قد تكرر، أو قصد شقين بلفظ مرتين، أو أمر آخر سنبينه عند شرح ما رأوه.

(حديث مرفوع) حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً , فَأَرَاهُمُ الْقَمَرَ شِقَّتَيْنِ حَتَّى رَأَوْا حِرَاءً بَيْنَهُمَا " .

الحكم المبدئي: إسناده متصل، رجاله ثقات، على شرط الإمام البخاري.
صحيح البخاري » كِتَاب الْمَنَاقِبِ » بَاب انْشِقَاقُ الْقَمَرِ

رقم الحديث: 1192
(حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : " سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيَةً ، فَانْشَقَّ الْقَمَرُ بِمَكَّةَ مَرَّتَيْنِ ، فَنَزَلَتْ : اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ سورة القمر آية 1 إِلَى قَوْلِهِ : سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ سورة القمر آية 2 ، يَقُولُ : ذَاهِبٌ " .

الحكم المبدئي: إسناده متصل، رجاله ثقات، رجاله رجال البخاري ماعدا عبد بن حميد الكشي روى له البخاري تعليقًا.
مسند عبد بن حميد » مسند عبد بن حميد » مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالْكٍ

رقم الحديث: 11047
(حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، عَنْ مُحَمَّدٍ وَهُوَ ابْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ . ح وَأَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيَةً ، فَانْشَقَّ الْقَمَرُ بِمَكَّةَ مَرَّتَيْنِ , وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ سورة القمر آية 2 " , يَقُولُ : ذَاهِبٌ .

الحكم المبدئي: إسناده متصل، رجاله ثقات.
السنن الكبرى للنسائي » كِتَابُ التَّفْسِيرِ » سُورَةُ الْقَمَرِ » قَوْلُهُ تَعَالَى : وَانْشَقَّ الْقَمَرُ سورة القمر ...

22 - سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم آية فانشق القمر بمكة مرتين فنزلت { اقتربت الساعة وانشق القمر } إلى قوله { سحر مستمر } يقول ذاهب .

الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3286
خلاصة حكم المحدث: صحيح

5 - وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما توفي سنة 35هـ بعد عثمان رضي الله عنه بأربعين يومًا وكان قد شاخ، مما يدل على أن كان كبيرًا عندما وقع الحدث، وقد شارك في غزوة أحد التي قتل فيها أبوه اليمان خطأً، وهو يعد من المهاجرين والأنصار لأنه هاجر من مكة إلى المدينة بسبب دم أصابه أبوه، وطلب بالثأر منه، وذلك قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم أو قبل بعثته، وحالف الأنصار فسمي اليمان لذلك.

27 - عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: (خطبنا حذيفة بن اليمان بالمدائن فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: { اقتربت الساعة وانشق القمر } ألا وإن الساعة قد اقتربت ألا وإن القمر قد انشق ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق ألا وإن اليوم المضمار وغدا السباق) فلما كانت الجمعة الثانية انطلقت مع أبي إلى الجمعة فحمد الله وقال مثله وزاد ألا وإن السابق من سبق إلى الجمعة فلما كنا في الطريق قلت لأبي ما يعني بقوله غدا السباق قال من سبق إلى الجنة

الراوي: أبو عبدالرحمن السلمي المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 3/117
خلاصة حكم المحدث: [إسناده قوي وله طرق]

وثلاثة ذكروا من المسلمين من غير أقوال نسبت إليهم :
1 - أبو بكر الصديق رضي الله عنه؛
(قال ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال : انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصار فرقتين فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر فاشهد يا أبا بكر) ج3 البداية والنهاية / فصل انشقاق القمر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم

الراوي: مجاهد المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 3/119
خلاصة حكم المحدث: [إسناده قوي وله طرق]

2 - وأبو سلمة بن عبد الأسد رضي الله عنه
3 - والأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنه
وهما من السابقين في الإسلام؛ وقد ذكرا في حديث يعد ضعيفًا؛
وأخرج أبو نعيم في الحلية من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس في قوله { اقتربت الساعة وانشق القمر } قال: " اجتمع المشركون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم الوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام والعاصي بن وائل والعاصي بن هشام والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب وزمعة بن الأسود والنضر بن الحرث، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن كنت صادقاً فشق لنا القمر فرقتين نصفاً على أبي قبيس ونصفاً على قعيقعان، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: " إن فعلت تؤمنوا؟ قالوا: نعم، وكانت ليلة بدر فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يعطيه ما سألوا فأمسى القمر قد مثل نصفاً على أبي قبيس ونصفاً على قعيقعان، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي يا أبا سلمة، بن عبد الأسد والأرقم بن أبي الأرقم اشهدوا " ".

المصدر/ الدر المنثور في التفسير بمأثور للسيوطي

وذكر معهم ثمانية من رؤوس الكفر والشرك؛
1 - الوليد بن المغيرة
2 - أبو جهل بن هشام
3 - العاص بن وائل
4 - العاص بن هشام
5 -الأسود بن عبد يغوث
6 - الأسود بن المطلب
7 - زمعة بن الأسود
8 - النضر بن الحرث أو الحارث في روايات أخرى،

لكن هناك من سأل النبي صلى الله عليه وسلم آية ، والسائلين من رؤوس الكفر والشرك، وليس ببعيد أن يكون هؤلاء منهم أو بعضهم.

فهؤلاء عشرة من الصحابة جاء ذكرهم في هذا الحدث
ومن سمي من رؤوس أهل الكفر والشكر
وآخرين من أهل مكة لم يذكر عددهم ولم تذكر أسماؤهم،
وهم القائلون بأن محمدًا صلى الله عليه وسلم قد سحرهم.
ومسافرين من أهل مكة عادوا من سفرهم فشهدوا بذلك
وأحبار من اليهود لم تذكر أسماؤهم ولا أعدادهم جاءوا مكة وسألوا آية(28 - جاءت أحبار اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أرنا آية حتى نؤمن بها فسأل ربه فأراهم القمر قد انشق بجزئين أحدهما على الصفا والآخر على المروة قدر ما بين العصر إلى الليل ينظرون إليه ثم غاب فقالوا هذا سحر مفترى)

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 3/118
خلاصة حكم المحدث: [إسناده قوي وله طرق]

وأخرج أبو نعيم من طريق الضحاك عن ابن عباس قال: (جاءت أحبار اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أرنا آية حتى نؤمن فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يريه آية فأراهم القمر قد انشق فصار قمرين أحدهما على الصفا والآخر على المروة قدر ما بين العصر إلى الليل ينظرون إليه، ثم غاب القمر، فقالوا: هذا { سحر مستمر }.)
المصدر / الدر المنثور

أبو مسلم العرابلي
08/02/2010, 09:00 AM
الورقة السادسة وصف المشاهدات

جرى وصف القمر ومثيله بأوصاف عديدة، ولم يكن من الرسول صلى الله عليه وسلم أي وصف لما حدث، غير قوله عندما شاهد هذا الحدث؛ اشهدوا، وفي لفظ اشهدوا اشهدوا، ولفظ ثالث اللهم اشهد، نبه الصحابة الذين كانوا معه لرؤيته إلى ذلك، وفيه لإشهادهم عليه.

1 - شقتين
رقم الحديث: 5016
(حديث مرفوع) مَصَائِبُ الدُّنْيَا حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَا : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : " انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِقَّتَيْنِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اشْهَدُوا " .
الحكم المبدئي: إسناده متصل، رجاله ثقات، على شرط الإمام مسلم.
صحيح مسلم » كِتَاب صِفَةِ الْقِيَامَةِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ ... » بَاب انْشِقَاقِ الْقَمَرِ

2 - فلقتين
رقم الحديث: 5018
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ الْأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : " انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِلْقَتَيْنِ ، فَسَتَرَ الْجَبَلُ فِلْقَةً ، وَكَانَتْ فِلْقَةٌ فَوْقَ الْجَبَلِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اللَّهُمَّ اشْهَدْ " ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ الْأَعْمَشِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ ، وحَدَّثَنِيهِ بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ . ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ كِلَاهُمَا ، عَنْ شُعْبَةَ بِإِسْنَادِ ابْنِ مُعَاذٍ ، عَنْ شُعْبَةَ نَحْوَ حَدِيثِهِ غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي عَدِيٍّ ، فَقَالَ : اشْهَدُوا اشْهَدُوا .
الحكم المبدئي: إسناده متصل، رجاله ثقات، على شرط الإمام مسلم.
صحيح مسلم » كِتَاب صِفَةِ الْقِيَامَةِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ ... » بَاب انْشِقَاقِ الْقَمَرِ

3 - فرقتين
رقم الحديث: 4513
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ شُعْبَةَ ، وَسُفْيَانَ ، عَنْ الْأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : " انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِرْقَتَيْنِ ، فِرْقَةً فَوْقَ الْجَبَلِ ، وَفِرْقَةً دُونَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اشْهَدُوا " .
الحكم المبدئي: إسناده متصل، رجاله ثقات، على شرط الإمام البخاري.
صحيح البخاري » كِتَاب تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ » سُورَةُ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ » بَاب وَانْشَقَّ الْقَمَرُ سورة القمر آية 1 وَإِنْ ...

4 - جزأين
ثم قال أبو نعيم وحدثنا سليمان بن أحمد حدثنا الحسن بن العباس الرازي عن الهيثم بن العمان حدثنا اسماعيل بن زياد عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال انتهى أهل مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا هل من آية نعرف بها أنك رسول الله فهبط جبرائيل فقال يا محمد قل لأهل مكة أن يحتفلوا هذه الليلة فسيروا آية إن انتفعوا بها فاخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالة جبرائيل فخرجوا ليلة الشق ليلة أربع عشرة فانشق القمر نصفين نصفا على الصفا ونصفا على المروة فنظروا ثم قالوا بأبصارهم فمسحوها ثم اعادوا النظر فنظروا ثم مسحوا أعينهم ثم نظروا فقالوا يا محمد ما هذا إلا سحر واهب فانزل الله اقتربت الساعة وانشق القمر ثم روى الضحاك عن ابن عباس قال جاءت أحبار اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أرنا آية حتى نؤمن بها فسأل ربه فأراهم القمر قد انشق بجزئين أحدهما على الصفا والآخر على المروة قدر ما بين العصر إلى الليل ينظرون إليه ثم غاب فقالوا هذا سحر مفترى
البداية والنهاية لابن كثير / ج3

5 – نصفين
وأخرج أبو نعيم من طريق عطاء عن ابن عباس قال: انتهى أهل مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا هل من آية نعرف بها أنك رسول الله فهبط جبرائيل فقال يا محمد قل لأهل مكة أن يحتفلوا هذه الليلة فسيروا آية إن انتفعوا بها فأخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالة جبرائيل فخرجوا ليلة الشق ليلة أربع عشرة فانشق القمر نصفين نصفا على الصفا ونصفا على المروة فنظروا ثم قالوا بأبصارهم فمسحوها ثم أعادوا النظر فنظروا ثم مسحوا أعينهم ثم نظروا فقالوا يا محمد ما هذا إلا سحر واهب فأنزل الله { اقتربت الساعة وانشق القمر }
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 3/118
خلاصة حكم المحدث: [إسناده قوي وله طرق]

6 – اثنتين
فجاء عن ابن عباس أنه قال انشق القمر على عهد رسول الله  باثنتين شطره على السويداء وشطره على الخندمة
وحدثنا احمد بن اسحاق حدثنا أبو بكر بن أبي عاصم حدثنا محمد بن حاتم حدثنا معاوية بن عمرو عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال انشق القمر بمكة فرأيته فرقتين ثم روى من حديث علي بن سعيد بن مسروق حدثنا موسى بن عمير عن منصور بن المعتمر عن زيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود قال رأيت القمر والله منشقا باثنتين بينهما حراء
الراوي: زيد بن وهب الجهني المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 3/119
خلاصة حكم المحدث: [إسناده قوي وله طرق]

7 - مرتين
رقم الحديث: 11047
(حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، عَنْ مُحَمَّدٍ وَهُوَ ابْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ . ح وَأَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيَةً ، فَانْشَقَّ الْقَمَرُ بِمَكَّةَ مَرَّتَيْنِ , وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ سورة القمر آية 2 " , يَقُولُ : ذَاهِبٌ .
لحكم المبدئي: إسناده متصل، رجاله ثقات.
السنن الكبرى للنسائي » كِتَابُ التَّفْسِيرِ » سُورَةُ الْقَمَرِ » قَوْلُهُ تَعَالَى : وَانْشَقَّ الْقَمَرُ سورة القمر ...


8 - فرجتين
رقم الحديث: 3793
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ الْأَسْوَدِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : " انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى رَأَيْتُ الْجَبَلَ مِنْ بَيْنِ فُرْجَتَيْ الْقَمَرِ " .

المصدر مسند أحمد بن حنبل » مُسْنَدُ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ ... » مُسْنَدُ المُكْثِرِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ » مُسْنَدُ عبد الله بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ
الحكم المبدئي: إسناده حسن، رجاله رجال البخاري ماعدا سماك بن حرب الذهلي روى له البخاري مقرونًا بغيره ومؤمل بن إسماعيل العدوي روى له البخاري تعليقًا.

وجاء وصف الشقتين بقطعتين ولكن في التفاسير وليس في الأحاديث

أبو مسلم العرابلي
08/02/2010, 09:20 AM
الروايات كثيرة في وصف فعل الانشقاق
فوصف الفعل تعدد، ووصف مواضع هذه القطع كان بألفاظ عديدة
ونذكر الألفاظ دون الأحاديث التي وردت فيها للاختصار بسبب كثرتها

: انْشَقَّ الْقَمَرُ
: انشق القمر شقتين
: انْشَقَّ الْقَمَرُ فِلْقَتَيْنِ
: انْشَقَّ الْقَمَرُ فِرْقَتَيْنِ
: انشق القمر بمكة فرأيته فرقتين
: انْشَقَّ الْقَمَرُ فَانْفَلَقَتْ فِرْقَةٌ منه
: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باثنتين

: انْفَلَقَ الْقَمَرُ
: انْفَلَقَ الْقَمَرُ فِلْقَتَيْنِ
: انفلق القمر فرقتين
: فَرَفَعْتُ شُقَّةً وَرَاءَ الْجَبَلِ ،
: ومنهم من قال انشق القمر فانقطعت فرقة منه خلف الجبل (معتصر المختصر ج1/ص7)
: فامسى القمر وقد سلب نصفا على أبي قبيس ونصفا على قعيقعان،
: فأمسى القمر قد مثل نصفاً على أبي قبيس ونصفاً على قعيقعان،


: شِقَّةٌ فَوْقَ الْجَبَلِ ، وَشِقَّةٌ سَتَرَهَا الْجَبَلُ ،
: شَقَّةٌ فَوْقَ الْجَبَلِ وَشَقَّةٌ يَسْتُرُهَا الْجَبَلُ ،
: شقتين شقة على أبي قبيس وشقة على السويداء والسويداء بالمهملة والتصغير ناحية خارج مكة عندها جبل. (جهة الغرب)

: فَسَتَرَ الْجَبَلُ فِلْقَةً ، وَكَانَتْ فِلْقَةٌ فَوْقَ الْجَبَلِ ،
: فكانت فلقة من وراء الجبل وفلقة دونه
: فِلْقَةً فَوْقَ الْجَبَلِ وَفِلْقَةً دُونَهُ
: فَذَهَبَتْ فِلْقَةٌ مِنْهُ خَلْفَ الْجَبَلِ ،
: فِلْقَةٌ مِنْ دُونِ الْجَبَلِ ، وَفِلْقَةٌ خَلْفَ الْجَبَلِ ،
: فلقتين فلقة من دون الجبل وفلقة من خلف الجبل
: فرقتين فلقة من دون الجبل وفلقة من خلف الجبل
: فَكَانَتْ فِلْقَةٌ وَرَاءَ الْجَبَلِ وَفِلْقَةٌ دُونَهُ،
: فَكَانَتْ فِلْقَةٌ مِنْ وَرَاءِ الْجَبَلِ ، وَفِلْقَةٌ دُونَهُ ،
: فَصَارَتْ فِلْقَةٌ مِنْ وَرَاءِ الْجَبَلِ ،
: فَلْقَةٌ وَرَاءَ الْجَبَلِ وَفَلْقَةٌ دُونَهُ ،
: فلقة ذهبت وفلقة بقيت.
: جبل حراء بين فلقتي القمر فذهب فلقة،
: فَكَانَ فِلْقَةٌ مِنْ وَرَاءِ الْجَبَلِ وَفِلْقَةٌ عَلَى الْجَبَلِ،
: حتى ذهبت فلقة خلف الجبل،
: وكان فلقة على الجبل وفلقة دون الجبل،
: انشق فلقتين من دون الجبل وفلقة من خلف الجبل،

: فِرْقَتَيْنِ ، حَتَّى ذَهَبَ فِرْقَةٌ مِنْهُ خَلْفَ الْجَبَلِ ,
: فِرْقَتَيْنِ ، فَذَهَبَ فِرْقَةٌ مِنْ وَرَاءِ الْجَبَلِ،
: فِرْقَتَيْنِ أَوْ فَلْقَتَيْنِ , شَكَّ شُعْبَةُ ، وَكَانَ فِرْقَةً مِنْ وَرَاءِ الْجَبَلِ وَفِرْقَةً عَلَى الْجَبَلِ ،
: فِرْقَتَيْنِ : فِرْقَةً وَرَاءَ الْجَبَلِ وَفِرْقَةً دُونَهُ ،
: انْشَقَّ الْقَمَرُ .... فِرْقَةٌ عَلَى هَذَا الْجَبَلِ ، وَفِرْقَةٌ عَلَى هَذَا الْجَبَلِ
: فَصَارَ فِرْقَتَيْنِ فِرْقَةً عَلَى هَذَا الْجَبَلِ ، وَفِرْقَةً عَلَى هَذَا الْجَبَلِ ،
: حَتَّى ذَهَبَتْ فِرْقَةٌ مِنْهُ خَلْفَ الْجَبَلِ ،
: حَتَّى ذَهَبَ فِرْقَةٌ مِنْهُ خَلْفَ الْجَبَلِ ،
: وَذَهَبَتْ فِرْقَةٌ نَحْوَ الْجَبَلِ ،
: انْشَقَّ الْقَمَرُ .. فِرْقَتَيْنِ ، فِرْقَةً فَوْقَ الْجَبَلِ ، وَفِرْقَةً دُونَهُ ،
: فَصَارَ فِرْقَتَيْنِ ، فَتَوَارَتْ فِرْقَةٌ ، فَصَارَتْ خَلْفَ الْجَبَلِ ،
: وانشق القمر حتى صار فرقتين فرقة خلف الجبل،
: فَقَالَ ‏"‏ اشْهَدُوا ‏"‏‏.‏ وَذَهَبَتْ فِرْقَةٌ نَحْوَ الْجَبَلِ،
: فِرْقَتَيْنِ ، فَكَانَتْ فِرْقَةٌ عَلَى الْجَبَلِ ، وَفِرْقَةٌ مِنْ وَرَائِهِ ،
: انْشَقَّ الْقَمَرُ فَانْفَلَقَتْ فِرْقَةٌ منه خَلْفَ الْجَبَلِ
: انشق القمر فصار فرقتين فتوارت فرقة فصارت خلف الجبل

: باثنتين شطره على السويداء وشطره على الخندمة

يتبع إن شاء الله تعالى

نصرالله مطاوع
08/02/2010, 12:31 PM
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
وزادك الله علما وتقى
دمت أخا .

أبو مسلم العرابلي
08/02/2010, 02:06 PM
الورقة السابعة – كسوف القمر وسلبه
لم ينل كسوف القمر في رواية ابن عباس رضي الله عنهما اهتمامًا كبيرًا في قصة انشقاق القمر،
وظاهرة الكسوف من بين الظاهر التي تفسر ما حصل تلك الليلة، وربط المشركين للكسوف بالسحر،
ولم يكن ذلك الكسوف كالكسوفات المعتادة التي تحدث للقمر؛ فقد دخل أمام القمر شيء غطى عليه أو على جزء منه قبل بداية الرؤية للأحداث التي حصلت تلد الليلة، وكان المشركون يقولون عن كسوف القمر بأنه من سحر الكهنة، ولم يجدوا أمامهم من يتهمونه بالسحر وبأنه وراء هذا الحدث إلا الرسول صلى الله عليه وسلم؛ مرة بلفظ أن القمر سُحر، وبلفظ أن محمدًا سحر القمر، وأن سحره دام على القمر حتى انشق؛
(حدثنا أَحْمَدُ بن عَمْرٍو الْبَزَّارُ ثنا محمد بن يحيى الْقُطَعِيُّ ثنا محمد بن بَكْرٍ ثنا بن جُرَيْجٍ عن عَمْرِو بن دِينَارٍ عن عِكْرِمَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ قال كُسِفَ الْقَمَرُ على عَهْدِ رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فَقَالُوا سُحِرَ الْقَمَرُ فَنَزَلَتْ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ( إلى قَوْلِهِ مُسْتَمِرٌّ )
الحديث رقم 11642 ج 11 المعجم الكبير للطبراني ، وذكره ابن كثير في تفسيره
وأخرج الطبراني وابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: كسف القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: سحر القمر، فنزلت { اقتربت الساعة وانشق القمر } إلى قوله { مستمر }.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك قال: كان انشقاق القمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل أن يهاجر، فقالوا: هذا سحر أسحر السحرة فاقلعوا كما فعل المشركون إذا كسف القمر ضربوا بطساسهم وعما اصفر أحبارهم، وقالوا: هذا فعل السحر وذلك قوله { وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر }.
تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي
(وقال ليث عن مجاهد انشق القمر على عهد رسول الله  فصار فرقتين فقال النبي  لأبي بكر اشهد يا أبا بكر فقال المشركون سحر القمر حتى انشق) تفسير ابن كثير
13 - كسف القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا سحر القمر فنزلت { اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر } الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 3/118
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد / موسوعة الحديث / الدرر السنية
وقال ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصار فرقتين فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر فاشهد يا أبا بكر وقال المشركون سحر القمر حتى انشق
فهذه طرق متعددة قوية الاسانيد تفيد القطع لمن تأملها وعرف عدالة رجالها
البداية والنهاية لابن كثير / ج3
(حدثنا بن حميد قال ثنا مهران عن أبي سنان عن ليث عن مجاهد انشق القمر على عهد رسول الله فصار فرقتين فقال النبي لأبي بكر اشهد يا أبا بكر فقال المشركون سحر القمر حتى انشق)
(حُدثت عن الحسين قال سمعت أبا معاذ يقول حدثنا عبيد قال سمعت الضحاك يقول في قوله ويقولوا سحر مستمر كما يقول أهل الشرك إذا كسف القمر يقولون هذا عمل السحرة)تفسير الطبري
رقم الحديث: 4797
(حديث مرفوع) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " كَسَفَ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالُوا : سُحِرَ الْقَمَرُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ، إِلَى مُسْتَمِرٌّ سورة القمر آية 2 " .
مصنف عبد الرزاق » كِتَابُ الصَّلاةِ » بَابُ الآيَاتِ
الحكم المبدئي: إسناده متصل، رجاله ثقات. /موسوعة الحديث
27 - كسف القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالوا : سحر القمر, فنزلت : { اقتربت الساعة وانشق القمر * وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر } .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الوادعي - المصدر: صحيح أسباب النزول - الصفحة أو الرقم: 234
خلاصة حكم المحدث: إسناده رجاله رجال الصحيح / الدرر السنية

أبو مسلم العرابلي
08/02/2010, 04:54 PM
سلب القمر

(وقال الحافظ أبو نعيم حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا بكر بن سهيل حدثنا عبد الغني بن سعيد حدثنا موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس وعن مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس في قوله اقتربت الساعة وانشق القمر قال ابن عباس اجتمع المشركون إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم منهم الوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام والعاص بن وائل والعاص بن هشام والاسود ابن عبد يغوث والاسود بن المطلب وزمعة بن الاسود والنضر بن الحارث ونظراؤهم فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين نصفا على أبي قبيس ونصفا على قعيقعان فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم إن فعلت تؤمنوا قالوا نعم وكانت ليلة بدر فسأل الله عز وجل أن يعطيه ما سألوا فامسى القمر وقد سلب نصفا على أبي قبيس ونصفا على قعيقعان ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي يا أبا سلمة بن عبد الاسد والارقم بن الارقم اشهدوا)
الراوي: عبد الله بن عباس المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 3/119
على ما في متن هذا الحديث وسنده من أقوال؛ إلا أن فيه وصفًا للقمر بأنه قد سلب ، وفي ذلك توضيح لأمور قد لا تظهر جلية في ألفاظ أوصاف أخرى لحقيقة ما حدث،
والنصف الذي على أبي قبيس هو النصف الذي ظهر كأنه جزء من القمر
وأن وصف القمر بالانشقاق؛ إن بقي في ذاته فهو على ما في اللغة
وإن حصل انفلاق ثم افتراق، وبقي الوصف بالانشقاق، فلا بد أن يكون هناك تواصل بين الشقتين،
وهذا لا يحصل إلا إذا كان خلف الشق الخارج من القمر ذيل يربط بينهما؛ فيظهران كأنهما شيء واحد له فلقلتان في كل طرف فلقة، وشيء يوصل بعضها ببعض، وفي هذه الحالة سيكون المنظر مدهشًا ومهولاً،

للننظر استعمال مادة "سلب" وما بني منها (في اللسان وتاج العروس)؛

والسَّلَبُ ضَرْبٌ من الشجر ينبُتُ مُتَناسقاً , ويَطولُ فيُؤخَذُ ويُمَلُّ , ثم يُشَقَّقُ , فتخرجُ منه مُشاقةٌ بيضاءُ كالليفِ ,
والسَّلَبُ : لِحاءُ شجرٍ معروف باليمن , تعمل منه الحبالُ , وهو أَجفَى من ليفِ الـمُقْلِ وأَصْلَبُ .
والسَّلَبُ ليفُ المُقْلِ والنَّخْل.
السَّلَبُ لِـيفُ الـمُقْلِ , وهو يُؤْتى به من مكة .
الليث : السَّلَبُ ليفُ الـمُقْل , وهو أَبيض ;
وقال أَبو حنيفة : السَّلَبُ نباتٌ ينبتُ أَمثالَ الشَّمَع الذي يُسْتَصْبَحُ به في خِلْقَتِه ,
إِلاَّ أَنه أَعظمُ وأَطولُ , يُتَّخَذ منه الحبالُ على كلّ ضَرب
وشجرةٌ سَلِيْبٌ: سُلِبَت ورقها وأغصانها.
شَجَرَةٌ سُلُبٌ إِذا تَناثَرَ ورقُها ;
ونخلٌ سُلُبٌ أي لا حمل عليهِ
وسلَب السيفَ جرَّدهُ (من غمده).
وسَلَبَ القَصَبَةَ والشَجَرَة : قشرها.
الأَسْلابُ التي قد قُشِرَتْ , وواحدُ الأَسْلابِ سَلَبٌ .
والسَّلَبُ لحاء الشجر أو القصبِ المنزوع.
والسَّلَب قِشْرٌ من قُشورِ الشَّجَر , تُعْمَلُ منهُ السِّلالُ , يقال لسُوقِهِ سُوقُ السَّلاَّبِـينَ , وهي بمكَّة معروفَةٌ .
وبالـمَدينة سُوقٌ يقال له : سوقُ السَّلاَّبِـين
والسَّلَبُ قشْرُ شجرٍ باليمن تعملُ منه الحبالُ.
والسَّلَبُ قشْرٌ من قشورِ الشجر تعمل منه السِّلال.
و(السَّلَبُ): ما يُسلَب. يقال: أَخَذَ سَلَب القتيل: ما معه من ثياب وسلاحٍ ودابَّة.
والسَّلَبُ من الذَّبيحَةِ: جلدها وأَكارعُها وبَطنُها. (ج) أَسْلابٌ.
ولا يقف السلب على نزع الخارج والقشور بل الباطن كذلك؛
(سَلَبَ) الشيءَ يسلبُ سَلْبًا: انتزَعَهُ قهرًا.
وامْرَأةٌ وناقة (سَالِبٌ وسَلوبٌ وسَليبٌ ومُسَلِّبٌ وسُلُبٌ) ماتَ وَلَدُها أو ألْقَتْهُ لِغَيْرِ تَمامٍ
و أَسْلَبَت الحاملُ: أسْقَطَتْ،
وقال اللحياني : الـمُسَلِّب و السَّلِـيبُ و السَّلُوبُ التي يموتُ زَوجُها أَو حَمِـيمُها , فتَسَلَّبُ عليه .
وسلب فلانةُ فؤادَهُ أَو عقلَهُ: استَهْوَتهُ واستولَتْ عليه
سَلَبه فُؤَادَه وعَقْلَه وأَسْلَبَ
السَّلاَّبة أي تسلب الأنفس ،
السَّلِيب المُسْتلَب العقل ج سَلْبَى.
وانْسَلَبَ: أَسْرَعَ في السَّيْرِ جِدّاً حتى كَأَنَّه يَخْرُج مِنْ جِلْدِه،
و انْسَلَبَتِ الناقَة إِذا أَسْرَعَت في سيرها حتى كأَنها تَخْرُج من جِلْدِها .
وانسلب الرجل أسرع في السير جدًّا.
و السَّلْبُ السيرُ الخفيفُ السريعُ
والأُسْلُوبُ: الطريق والوَجْهُ والمَذْهَبُ (المستقيمة).
والأُسْلُوب: السَّطْرُ من النَّخِيل. والطَّرِيقُ يَأْخُذُ فِيه. وكُلُّ طَرِيقٍ مُمْتَدٍّ فَهُوَ أُسْلُوبٌ.
وإِنَّ أَنْفَه لَفِي أُسُلُوبٍ، إِذَا كَانَ مُتَكَبِّراً لا يَلْتَفِت يَمْنَةً ولا يَسْرَةً.
ويقال: رُمْحٌ سَلِبٌ أَي طَوِيلٌ، (لأنه يصنع من عيدان بعد تجريدها)
فوصف النصف الثاني بأنه سلب هو وصف بالدلالة اللغوية لمذنب ومن تقشره يتكون ذيل طويل ممتد ملايين الكيلومترات وهو ما ذهبنا إليه مع بقية الأوصاف التي جاءت تصور ما حدث.
فكم لهذا الوصف للنصف الثاني بأنه سلب من النصف الأول من دلالات عظيمة
إذا بقي النصف الأول على حاله السابق ثابتًا إنما الذي نزع منه وتوجه بعيدًا عنه هو النص الثاني
وأن الثاني حمل من الصفات التي تحملها مادة "سلب" ؛
امتداد وطول كأنه حبال بيضاء ممدودة،
وكأنه ليف أبيض وشمعات بيضاء طويلة،
وجلد وقشر قد خلع، وتقشر لسطحه كتقشر لحاء الشجر،
وهي أوصاف المذنبات عن قرب ،
وسرعة كبيرة وخفة في السير،
في زمن لم تعرف فيه المقربات من المناظير، التي كشفت عن قلب المذنبات وظاهرها وامتداداتها
وهذا الوصف هو وصف بالدلالة اللغوية لمذنب،
وسطح رأس المذنب يتقشر كلما اقترب في دورته من الشمس؛
مكونًا خلفه ذيلاً طولاً ممتدًا لعشرات الملايين من الكيلومترات
وهو ما ذهبنا إليه مع بقية الأوصاف التي جاءت تصور ما حدث.
وهذا ما فوجئت به قبل أيام ، وليس لي من عمل منذ شهر إلا ودراسة كل التفاصيل الواردة في الروايات عن انشقاق القمر،
كنت درست الانشقاق في اللغة لتطبيقه على ما ورد في سورة القمر؛
فوجدت له وجهان كما بينت سابقًا؛
وجه ثابت الرؤية له من الأرض،
ووجه لا يرى من الأرض،
وهذه حالة خاصة بالقمر دون سائر الكواكب والأقمار إلا ما ندر
لأن مادة "شقق" هي في انقصام الشيء في ذاته من غير انفصال شق منه.
وهذا لا يمكن لأحد إنكاره،
أما الروايات في الأحاديث فكان جل اهتامي لها في هذا الشهر
بعد أن رأيت أنه لا بد من إيقاف تكذيب القرآن في هذه المسألة،
وانظر إلى صور هذه المذنبات قبل أن نكمل الموضوع في فقرة لاحقة ...
http://up.7cc.com/upfiles/JWK33641.jpg (http://up.7cc.com/)
http://up.7cc.com/upfiles/iqW33641.jpg (http://up.7cc.com/)

يتبع إن شاء الله تعالى ......

أبو مسلم العرابلي
09/02/2010, 12:00 AM
الورقة الثامنة - الحكم على انفلاق القمر فرقتين علميًا
يسير القمر في مداره بسرعة 3675كلم / ساعة أو 1.02كلم/ ثانية
طول مدار القمر حول الأرض بمعدل = 1234000كلم
ويحتاج القمر 27.32 يومًا ليدور حول الأرض دورة واحدة ويقطع هذه المسافة.
وحتى يحتاج القمر ليظل مقابل نقطة ثابتة من الأرض فيحتاج إلى مضاعفة سرعته 27.32 ضعفًا
ويحتاج إلى أن يتحرك إلى جهة الشرق بدل الغرب بنفس سرعة التراجع الظاهري إلى الغرب أن يضاعف سرعته 52.64ضعفًا

ويحتاج إلى مضاعفة سرعته 105.28 مرة لسرعة القمر الحالية حول الأرض حتى يتمكن من الغياب في الشرق بعد ثلاث ساعات كما حصل للجسم الذي رأوه قادمًا من جهة القمر وغاب في الشرق،
ونفس هذه القوة التي دفعت هذا القسم باتجاه الشرق ستدفع القسم الثاني باتجاه الغرب
ويعني هذا أن القمر سيدور حول الأرض أربع مرت في اليوم، وسيظهر ويغيب مرتين كل ليلة
هذ إذا حافظ القمر على نفس المدار في دوران
ومن ناحية ثانية فإن القمر إذا فقد نصف كتلته وبقيت له نصف كتله فإنه سيأخذ مدارًا أبعد عن الأرض
وستقل زاوية رؤيته في السماء،
وإن وصل بعده عن الأرض بكتلته الحالية إلى 1.5كلم؛ فإن قوة جاذبية الشمس ستكون أعلى من قوة جاذبية الأرض، وعلى ذلك سيجمع الشمس والقمر قبل يوم الجمع
فكيف إذا ضوعفت سرعة القمر إلى 105 أضعاف سرعته الحالية؟! ..
وكيف إذا خسفت كتلته إلى النصف وضاعف سرعته هذه الأضعاف الهائلة؟! ...
باختصار .. لن يكون هناك قمرًا
ومن جانب آخر إن كان في قلب القمر طاقة مضغوطة، وفتحت لها طاقة للخروج منها؛ فإن القمر سينفجر كبالون وسيصبح قطعًا بلا عدد وليس شقين أو نصفين ...
فما حصل تلك الليلة شيء مخالف للظاهر، ولم تكن المعرفة كافية لادراك حقيقته
ولم ينقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه سماه انشقاق للقمر
غيره تنبيه للصحابة بقوله " اشهدوا اشهدوا"
ولم يكن هناك طلب من المشركين أو أخبار اليهود انشقاق القمر
ولم يستجب الله تعالى لأي آية طلبها المشركون من الرسول صلى الله عليه وسلم
وظل القرآن الكريم هو الآية على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو نفسه آية التحدي الوحيدة التي تحدى به النبي عليه الصلاة والسلام لقومه.

فإذن ما الذي حدث في تلك الليلة ؟!

أبو مسلم العرابلي
09/02/2010, 01:04 AM
الورقة التاسعة ترتيب الأحداث
بسم الله الرحمن الرحيم 1- سمع أحبار يهود بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم فجاء جماعة منهم إلى مكة المكرمة
2- تكلموا مع أهل مكة عن آيات هذا النبي، فعلموهم كيف يمتحنون الأنبياء بطباعهم الذي تطبعوا عليه، فطلبوا آية تدل على نبوته عليه الصلاة والسلام، من غير تحديد لأي آية بعينها ... وآيات التحدي بالقرآن نزلت بعد ذلك في سور بعد سورة القمر التي هي محل بحثنا.
3- نزل جبريل عليه السلام وقال لمحمد عليه الصلاة والسلام: أخبرهم أنهم احتفلوا هذه الليلة فسهروا إلى النصف الثاني من الليل فسيرون آية؛ إن نفعتهم، ولم يشترط عليهم أي شرط، أو تؤخذ أي مواثيق،
وافق سؤال أهل مكة والأحبار إقبال مذنب من خلف القمر في تلك الليلة لا يمكن مشاهدته إلى بعد أن يمر أمام القمر.
4- ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم مع بعض أصحابه إلى العقبة بأول منى وظل هناك بعد منصف الليل فكان أول مشاهد لهذا الحدث، فنبه الصحابة الذي معه لشاهدوا حدث، حيث كان يجلس قبالة القمر جهة الشمال.
5- أقبل المذنب في مداره المفتوح وبنفس اتجاه دوران الأرض حول الشمس، من نقطة أبعد عن الشمس من الأرض، وبسرعة أكبر من سرعة الأرض.
6- فوقع القمر والأرض في طريق إكماله لدورته حول الشمس.
7- كان القمر في تلك الليلة بدرًا في ليلة أربعة عشر؛ في الوضع الذي يكون القمر فيه أبعد عن الشمس ويقابلها، والأرض بينهما، وكان الوقت صيفًا حيث انحرف مداره إلى جهة الشمال.
8- لم يظهر المذنب لبعده، ولصغر زاوية رؤيته؛ لأنه أقبل برأسه وليس بعرضه، ولتغطية ضوء القمر عليه، حتى تقدم عن القمر باتجاه الأرض.
8- فجاء مقبلا من خلف القمر.
9- تقدم المذنب من خلف القمر ليكون بين الأرض والقمر، ومتجهًا إلى الأرض، فصار في وضع أمام القمر مبتدئًا من جهة الغربية للقمر.
10- بدأت مادة المذنب تحجب ضوء القمر فكسفته؛ لأنها أقبلت بشكل رأسي وليس أفقيًا؛ بالوضع التي تكون كثافته عالية؛ لاجتماع أجزائه المتناثرة والمتباعدة على مسار الناظر إليه، وبنفس عملية كسوف الشمس عندما يمر القمر بين الأرض والشمس.
11- كان هذا الحدث في الساعة التي تعدى القمر فيها منتصف السماء بمقدار ساعة تقريبًا، أو أقل من ذلك بقليل، باتجاه الغرب.
12- بدأ يظهر رأس الذنب مع اقترابه من الأرض بقاطع طولي في منتصف القمر، فظهر من تركيب الصورتين على بعضهما ؛ الأمامية للمذنب، والخلفية للقمر كأن القمر انشق نصفين.
13 - ازدادت رؤية المذنب وبدأ حجمه يكبر أمام القمر في النصف الشرقي من القمر.
14 - بدأ رأس المذنب يكبر وهو مقبل جهة الأرض، وجزء منه يظهر خارج حدود طرف القمر الشرقي.
15 - فظهر القمر كأن ينفلق من الجهة الشرقية للقمر؛ فصار كفلقتين.
16 - بدأ رأس المذنب يظهر منفصلاً بعد ذلك، ومفترقًا عن القمر باتجاه الشرق، وزاوية مائلة جهة الأرض، فصارا كفرقتين كفرقتين، وتزداد سعة رؤيته في العين مع تقدمه جهة الأرض.
17 - أصبح البعد الكبير بين رأس المذنب والقمر مع تقدمه نحو الأرض ظاهرًا جليًا كلما اقترب من الأرض؛ فصار كأن القمر خلف جبل حراء وفوقه ورأس المذنب أمام الجبل بالنسبة للناظر من طرف منى.
18- بدأ كسوف المذنب ينحصر عن الطرف الغربي للقمر، ويخف مع تباعد رأس المذنب عن القمر وتحول القمر إلى جهة الغرب.
19- بدأ رأس المذنب الظاهر كفلقة من القمر تتباعد عنه، مع بقائه موصولاً به؛ بسبب امتداد الذنب، فظهر في العين؛ كأن رأس المذنب موصولا بالقمر، وجبل حراء واقع بينهما.
20- زيادة رؤية فارق البعد بين رأس المذنب والقمر تزداد كلما اقترب من الأرض، وسرعته ازداد باتجاه الشرق بسبب تسريع جاذبية الأرض للمذنب باتجاه الأرض.
21- اتجه رأس المذنب باتجاه جبل منى من الخلف بالنسبة لموضع رصده من طرف منى.
22- غاب مستترًا خلف الجبل بسبب ضيق زاوية الرؤية له من أطراف منى.
23- أخذت هذه العملية من ظهور المذنب إلى غيابه خلف جبل منى ساعة أو أقل من مراقبة النبي صلى الله عليه وسلم من طرف منى، ومن معه من الصحابة رضي الله عنهم.
24- تحرك بعدها الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه عائدين إلى مكة، واحتاجوا ساعة أخرى للدخول في مكة.
25- أصبح قد مضى على الحدث أكثر من ساعتين؛ فكان القمر في الغرب، ورأس المذنب في الشرق، وجزء من ذيل المذنب واقعًا بين رأس المذنب والقمر، مظهرًا هذه الفلقة كأنها قادمة من القمر.
26- نادى النبي صلى الله عليه وسلم بعد وصوله إلى مكة ابن عمته أبو سلمة بن عبد الأسد والأرقم بن أبي الأرقم المخزوميان ليشهدا هذا الحدث كما شهده من معه من الصحابة، دلالة على صدق ما أخبرهم به من رؤية آية في النصف الثاني من الليل.
27- أفاق بعض أهل مكة على مشهد عظيم؛ فيه قمران وخط موصول بينهما؛ فمسحوا أعينهم ليتأكدوا أن ما يروه حقيقة وليس خيالاً.
28- رأى ابن مسعود رضي الله عنه من مكة القمر فلقتين مرة أخرى، بعد أن غابت عنه فلقة خلف جبل منى وهو في منى فكانت الرؤية للانشقاق مرتين.
29- لما أفاق أهل مكة على رؤية المذنب آخر الليل كان الرأس قد تعداه جهة المشرق، والذي فوقهم وهو منقسم إلى ذيل غازي وذيل ترابي، وهذا ما أشار إليه أنس في روايته بانشقاقين، انشقاق عن القمر، وانشقاق في نفس المنشق إلى خطين متمايزين عن بعضهما متصلان بالرأس.
30- استمر توجه المذنب جهة الشرق وقرب كثيرًا من الأرض، ومع بداية بزوغ أول الفجر أو قبله بقليل؛ اختفى خلف الأفق، واختفت علامات الذيل الذي خلفه، وبقي القمر جهة الغرب كاملاً متكاملا لم ينقص منه شيء كما عهدوه من قبل.
31- وصف أهل مكة أن ما رأوه سحرًا بعد انقضاء الأمر،
31- وأخيرًا عادت الأمور إلى طبيعتها؛ فقالوا كان سحرًا مستمرًا أي ذاهب، وهم ينسبون كسوف القمر إلى سحر الكهنة، وما رأوه فوق ذلك بكثير، فقالوا عن القمر بأنه سحر، واتهام آخر للنبي صلى الله عليه وسلم بأنه سحرهم وأنه هو أسحر السحرة.
32- وانتظروا من كان خارج مكة من السفار ليتأكدوا أن ما رأوه لم يكن سحرًا، فجاء التصديق منهم عندما سئلوا: هل شاهدوا ما شاهده أهل مكة .. فبان لهم صدق ما أخبرهم به النبي صلى الله عليه وسلم ... لكنهم ظلوا على الكفر مصرين عليه ومعاندين.
33 – لم يتمكن أهل المشرق برؤيته لأن الساعة متأخرة في ليل قصير، ومن عادت البدو أن يجعلوا بيوتهم جهة المشرق والحدث كان في جهة الغرب قبل أن يتحول إلى الشرق.
34- أصبح المذنب جهة الشمس وليس من المستطاع أن يرى بعد ذلك في النهار، وهو لن يظهر في الليل.
35 - ستتعرض الأرض بزخات من الشهب لمرورها في ذيل المذنب، ولكن هذه الزخات ستكون في النهار، ولذلك لن ترى ولن يحس بها أحد.

هل تعرفون ما اسم هذا المذنب ؟

أبو مسلم العرابلي
09/02/2010, 01:46 PM
http://up.7cc.com/upfiles/I2S12218.jpg (http://up.7cc.com/)


http://up.7cc.com/upfiles/Th112291.jpg (http://up.7cc.com/)


http://up.7cc.com/upfiles/11M13495.jpg (http://up.7cc.com/)


http://up.7cc.com/upfiles/Vcq12142.jpg (http://up.7cc.com/)


http://up.7cc.com/upfiles/eOw12355.jpg (http://up.7cc.com/)
تمثيل لمسار مذنب هالي في ليلة انشقاق القمر وآسف على سوء الرسم فهذه هي إمكانياتي الضعيفة

أبو مسلم العرابلي
09/02/2010, 02:54 PM
الورقة العاشرة – هل مذنب هالي زار الأرض في ليلة الشق؟
عندما أدركت أن الذي حدث في تلك الليلة هو مرور مذنب أمام القمر، وكان بينهما مسافة كبيرة، ومر بجانب الأرض؛ لم يخطر ببالي إلا مذنب هالي؛ لأنه أشهر المذنبات، وله دورة ثابتة تقريبًا، فيمكن من خلالها حساب زمن الدورات السابقة.
ومذنب هالي له دورة ثابتة بمعدل 76.05 سنة، وهو أشهر المذنبات التي تظهر،
والمذنبات عددها كبير يقدر بمئات الآلاف، ولها حزام (كوبر) خلف بلوتو، ويرجح أن مدار بلوتو يتداخل معها فيجذب بعضها ويدفعها جهة الشمس،
والمذنبات لها دورات من بضع سنين إلى آلاف السنين،
وهناك ثلاثمائة مذنب مكتشفه لها دورات ثابتة، وقريبًا من هذا العدد له دورات غير ثابتة، واعداد المذنبات غير ثابت؛ لأن بعضها ينتهي وبعضها يظهر لأول مرة، وبعضها له دوراته الطويلة الأمد.
ومداراتها تكون مفتوحة في الأوج، وضيقة عندما تقترب من الشمس فتتداخل مع مدار الزهرة، كما هو موضح في الصور في الفقرة السابقة،
ثم تنفتح ليكون مدارها بعد نبتون واسعًا كما هو الحاصل مع مذنب هالي،
والذي اكتشف دورة مذنب هالي الإنجليزي ادومند هالي (1656-1742م)
فلاحظ أن دوراته الثلاث في؛(1530-1606-1682) ثابتة، فتوقع زيارته القادمة في 1758م، فظهر كما توقع، ولكنه حدث بعد وفاته، ولذلك سمي هذا المذنب "هالي" باسمه.
وقبل ذلك فقد قدرتُ السنة التي حدث فيها انشقاق القمر بالسنة الخامسة قبل الهجرة.
وهي توافق 617م
وبدأت أضع جدولاً تراجعيًا للسنين التي مر فيها مذنب هالي دون حساب الكسر العشري؛ أي 76 سنة فقط؛ فكان الجدول التالي؛
1986
1910
1834
1682
1606
1530
1454
1378
1302 1031
1226
1150
1074
998
922
846
770
694
618 617
وعلى ذلك يجب أن يمر على الأرض في السنة التاسعة للبعثة النبوية،
وهذا يخالف السنة التي قدرت فيها سنة حدوث الانشقاق
مع أنه ذكر أنه سنة الانشقاق حدثت قبل خمس سنين من الهجرة، وهي سنة أقرب لظهور مذنب هالي؛ أي في سنة 617، وقد يوافقها مع تداخل وتقاطع السنين الهجرية والميلادية، فرجعت إلى المنشور عن مذنب هالي فوجدت أن هناك كسرًا زائدًا على 76 سنة؛ 76.05سنة
فقبل تسع دورات ظهر مذنب هالي في سنة 1301م متقدمًا سنة عن موعد ظهوره،
فحسب الجدول في (1302) بأرقام صحيحة من السنين أي (76) دون كسر.
ويعني هذا أن سنة واحدة قد زادت بسبب هذا الكسر في السنين،


فكان موعد ظهوره في سنة 617م بدلا من 618م الموافق للسنة الخامسة قبل الهجرة،
وهي نفس الموعد المقدر لظهور مذنب هالي.
في الحساب؛
1986 – 617= 1369
1369÷ 18= 76.05
وهي نفس مدة دورة مذنب هالي

وعلى هذا الحساب فإن الذي تم مشاهدته في تلك الليل يتزامن مع ظهور مذنب هالي، وتقاطع مداره مع مدار الأرض حول الشمس، وهو متجه إلى مدار أقرب للشمس متقاطعًا مع مدار الزهرة قبل أن يكر راجعًا في دورته إلى الأفق البعيد خلف نبتون،(هذا إذا كانت هذه الدورة لمذنب هالي دورة حقيقية وصادقة وثابتة، وإلا فهو مذنب آخر).
وكان القمر في طريقه قبل الوصول إلى الأرض، في النقطة الأبعد عن الشمس؛ لأنه كان في ليلة البدر، فمر من أمام القمر ثم تخلف القمر عنه باتجاه الغرب.
وقد لوحظ أن رأسه مذنب هالي انكمش منذ مروره عام 1910م
وفي كل مرة يقترب من الشمس يتبخر جزء من رأسه ليتكون منه الذيل،
وفي النهاية ينتهي المذنب.
فكيف كان حاله قبل 18 دورة مر فيها على الشمس إذا كان ذلك هو مذنب هالي،
فحسب تقدير قطر نوات المذنب يقدر بعده عن الأرض في تلك الليلة؛ لأنه ظهر كأنه قمر آخر.
ومرور مذنب بهذا القرب الشديد من الأرض سينتج عنه خمسة أمور على الأقل:


1- تعرض الأرض لوابل كبير جدًا من الشهب، ولكن هذا التقاطع مع ذيل المذنب بدأ مع بداية النهار فلم تر تلك الزخات من الشهب.
2- أن قوة جاذبية الأرض ستعمل على تسريع المذنب في اتجاهه للشمس، ولشدة سرعته فلن تستطيع الأرض أن تأسره بقوة جاذبيتها، كما يفعل المشتري الذي أسر مذنبات تدور حوله، وأخرى تحطمت بداخله كما حدث لمذنب شوميكو - ليفي في عام 1994م.
3- استطاعت الأرض بقوة جاذبيتها أن تعكس مسار مذنب هالي مع عقارب الساعة بعد أن كان يسير عكس عقارب الساعة مع نفس اتجاه الأرض، فهو اليوم يسير في اتجاه مع عقارب الساعة، وعكس مسير الأرض حول الشمس،
و50% من المذنبات هي تسير مع عقارب الساعة،
و50% الباقية تسير عكس عقارب الساعة.
ويمكن التأكد من ذلك إذا كان هناك رصدًا لهذا المذنب يبين اتجاه دوران المذنب قبل ذلك.
4- كان يميل مستوى دوران المذنب عن مستوى دوران كواكب المجموعة الشمسية بدرجة كبيرة، فسيصبح بعدها يدور بمدار أقرب إلى مستواها.
5- سيكون قربه من مستوى دوران كواكب المجموعة الشمسية سببًا في تقاطعات تؤثر عليه، فتقدم زمن ظهوره بزيادة تسارعه، أو تؤخره بكبح سرعته عدة سنوات قبل أن يعيد استقرار دورة ثانية.
وقد يتكرر ما حدث أو أنه تكرر في النهار، ولذلك لم يتم رصد هذا المذنب في الوقت المفروض أن يرى فيها فيها المذنب، فكأنه لم يمر.
وقول أخير؛
كان لا بد من شجاعة في بيان ذلك الأمر، وعدم المهابة في نشره،
بما أن منهج البحث سليمًا في مثل هذه الدراسات، وإن كنت توصلت فيها إلى نتائج غير متوقعة، ولكن البحث يظل أمانة .. فلا بد من أداء الأمانة؛
فقد يأتي من يستدرك عليه أمورًا فيزيده وضوحًا،
وقد يأتي من يخالف بعض ما فيه، إما عن أدلة يحضرها،
وإما عن جهل بالأمر كله، فلا يستطيع إدراك ما فيه،
وإما هوى نفس يرفض كل شيء جديد، ويفضل ما عهده من قبل بغير دليل على ما جاءه مع الدليل.
وأن ما بذلته هو على قدر ما أستطيعه، وما يسر لي الوصول إليه،
وعندي بعض برامج الكمبيوتر المعدة لحساب مسارات الكواكب والأقمار، وقد تكون صالحة لحساب المذنبات والنجوم، ولكن لغتي الإنجليزية ضعيفة جدًا عن التعامل معها.
وإني أدعوا من له قدرة في التعامل مع هذه البرامج؛
أن يدرسوا هذا الأمر بجدية كبيرة،
وأن يحسبوا كم كانت سرعة المذنب، وكم كان يبعد عن الأرض، عندما دخل أمام القمر، واحتاج إلى ثلاث ساعات ليمر من جانبها،
ويحتسبوا جهدهم كما احتسبنا عند الله تعالى.
وأرجو أن يكون في هذا البحث منفعة للناس عامة وللمسلمين خاصة،
وأن يزيد هذا البحث ثقتهم في دينهم، وصدق ما جاء به القرآن الكريم، وما نقله إلينا أصحاب النبي رضي الله عنهم من سنته صلى الله عليه وسلم.
وألا يضيع أجر ما تيسر لنا من جهد فيه، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين [/COLOR]

أبو مسلم العرابلي
11/02/2010, 12:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل الحديث عن مسألة بقيت .. أود أشير إلى تواريخ ما يعتقد أنه مذنب هالي كما هو مرصود في التاريخ
وهذا الرصد قد سكون وهو ذاهب باتجاه الشمس، وقد يكون وهو مقبل من جهة الشمس، حسب وقوعه في ليل المناطق التي رصد فيها
(1) 11 ق ب 9 /10/
(2) 66 26/1/ 76 سنة و3 أشهر
(3) 141 29/3/ 75 سمة و2 شهرين
(4) 208 6/4/ 77 سنة
(5) 295 - / 4 77 سنة
(6) 373 أول / 11 - 78 سنة و 7 أشهر
(7) 451 3/7/ 77 سنة و 8 أشهر
(8) 530 - / 11 79 سنة و 4 أشهر
(9) 608 نهاية / 10 78 سنة.
(10) 684 - /10 - 76 سنة.
(11) 760 11/ 1 76 سنة.
(12) 837 1/3/ 77 سنة و شهرين
وصف الفيلسوف الكندي في رسالة في الكامل في التاريخ لابن الأثير لمذنب يسير باتجاه معاكس لاتجاه سير مذنب هالي (222هـ 837م)
(13) 912 أول/ 4 75 سنة وشهر ابن الجوزي في كتاب المنتظم 299هـ 913
(14) 989 12/ 9 77 سنة و5 أشهر المقريزي في رسالة إتحاف الحنفاء 379هـ 989
(15) 1066 1/4 76 سنة و8 أشهر
(16) 1145 19/4 79 سنة
(17) 1222 22/ 8 77 سنة و4 أشهر ابن الأثير 619هـ 1222م
(18) 1301 23/10 79 سنة وشهرين
(19) 1378 9/11 77 سنة
(20) 1454 8/6 75 سنة و7 أشهر. ابن إياس كتاب بدائع الزهور 862هـ 1454م
(21) 1531 26/ 8 77 سنة وشهرين
(22) 1607 27/ 10 76 سنة وشهرين
(23) 1682 14/12 75 سنة و1.5 شهر
(24) 1759 13/3 76 سنة و9 أشهر
(25) 1835 16/11 76 سنة و8 أشهر
(26) 1910 8/4 74 سنة و7 أشهر
(27) 1986 11/4 76 سنة و سبعة أشهر
ومعدل هذه الدورات هو : 76.8 سنة أي بزيادة 21 سنة حاصل ضرب عدد الدورات ب 76 سنة

وبقيت مسألة في الإجابة عن سبب نزول سوة القمر ؟
لو نزلت سورة القمر وذكر فيها انشقاق القمر دون وجود أي حدث يربط بالآية لأحدث إشكالاً لا يمكن الإجابة عنه في ذلك الزمن .
فكيف يتم إثبات أن القمر له وجهان ثابتان أحدهما يقابل الأرض والآخر لا يقابلها...
فكان مرور جسم أمام القمر، وأظهر القمر كأنه بشقين؛ سيربط بالآية، ثم بيان حقيقة الآية سيأتي في زمن بعد ذلك.
وكان هذا الحدث مناسب لنزول هذه السورة.
والأمر الثاني ان هذه السورة نزلت بعد سورة الطارق التي افتتحت؛
بقوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) الطارق.
والطرق في الاستعمال اللغوي للجذر يفيد الضرب في الباطن
والمذنب طرق المسافة ما بين الأرض والقمر وخرج منها وأصابت أطرافه كل من القمر والأرض
ثم هوى بتسارع باتجاه دورانه حول الشمس ولكن بتغيير اتجاه دورانه.
فكان ترتيب سورة القمر في المصحف بعد سورة النجم التي افتتحت؛
بقوله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) النجم.
وكان موضع النزول والترتيب مناسبًا لحقيقة ما حدث في تلك الليلة
والله تعالى أعلم.

الباحثة وديعة عمراني
16/02/2010, 03:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل أ. الباحث الاسلامي أبو مسلم العرابلي ، حفظه الله تعالى .
سعدنا كثيرا بالاطلاع ودراسة بحثكم واجتهادكم القيم حول معجزة - انشقاق القمر- ، فهو اجتهاد كبير مشكور عليه بفضل الله تعالى .
بيد أن لدينا بعض التحفظات على بعض المسائل والنقط الخاصة ، تلزم منا تخصيص ورقة خاصة ، لطرح بعض الرؤى والاستنباطات الهامة .
اذ ما زلنا نؤمن ونعلم علم اليقين ان القمر انشق ( وليس كانه انشق ) بمرور مذنب تزامن مع حركته وموقعه ودورانه ( ونصفه المضيء والاخر المغاير ) .
والله تعالى أعلم
لذا نستمسحكم الآن ، حتى يقدرنا الله تعالى ونطرح تلك الورقة الخاصة .
مع كل الشكر والتقدير
الباحثة وديعة عمراني
-------------------------------------
مرفق ( نرجو اطلاعكم على ما حمل هذا المقال لبعض الحقائق الهامة )
هل صحيح أن علماء وكالة ناسا اكتشفوا أن القمر قد انشق نصفين؟
عبد الدائم الكحيل
http://kaheel7.com/modules.php?name=News&file=article&sid=758

أبو مسلم العرابلي
16/02/2010, 11:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل أ. الباحث الاسلامي أبو مسلم العرابلي ، حفظه الله تعالى .
سعدنا كثيرا بالاطلاع ودراسة بحثكم واجتهادكم القيم حول معجزة - انشقاق القمر- ، فهو اجتهاد كبير مشكور عليه بفضل الله تعالى .
بيد أن لدينا بعض التحفظات على بعض المسائل والنقط الخاصة ، تلزم منا تخصيص ورقة خاصة ، لطرح بعض الرؤى والاستنباطات الهامة .
اذ ما زلنا نؤمن ونعلم علم اليقين ان القمر انشق ( وليس كانه انشق ) بمرور مذنب تزامن مع حركته وموقعه ودورانه ( ونصفه المضيء والاخر المغاير ) .
والله تعالى أعلم
لذا نستمسحكم الآن ، حتى يقدرنا الله تعالى ونطرح تلك الورقة الخاصة .
مع كل الشكر والتقدير
الباحثة وديعة عمراني




بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الباحثة الكريمة وديعة عمراني
أشكر أولاً لك اهتمامك ومتابعتك
وأنا أحب القراءة الواعية الدقيقة
فكل كلمة كتبتها في البحث أعنيها ولست أنا حاطب ليل ..
عندما أبحث في أمر ؛ أبحث فيه كما ينبغي أن يبحث ، وأناقش كل ما ورد فيها؛ بنظرة لغوية وشرعية وعلمية،
ولا أثبت او أنفي شيئًا بغير دليل على ذلك ، ولا أبني على شيء لا صحة له ولا واقع يدل عليه.
فليس لدي شيء أقوله مخالفًا للوضع العربي للغة التي نزل بها القرآن،
ولا مخالفًا لما يثبته القرآن الكريم،
ولا مخالفًا للأحاديث الصحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وليس الأمر كما ذكرت "اليقين أن القمر انشق وليس كأنه انشق"
في بداية البحث أثبت أن القمر انشق، وأثبته بلغة العرب واستعمال القرآن ، وبالدليل العلمي بصور لشقي القمر، وليس بفهمي الخاص
فالانشقاق انقسام الشيء في ذاته من غير انفصال جزء منه
والشق هو الجانب الذي تراه والشق الآخر الجانب الذي لا تراه
والقمر له حالة خاصة ؛ أن له جانبًا يرى من الأرض وجانبًا لا يرى
فهذا هو الذي وافق لغة العرب الذي نزل بها القرآن الكريم وصرحت به الآية.
وهذه الحقيقة في القمر لم تعرف إلا بعد ما يقارب الألف سنة عندما صنعت المناظير
وهذا التفسير لن يستطيع أن ينكره مسلم ولا كافر
وانتهى الأمر .. بالنسبة لاثبات القرآن لانشقاق القمر

وهذا جانب من البحث وليس فيه كأنه انشق القمر؛ بل هو انشق حقيقة بتصريح القرآن الكريم، وعليه دليل علمي يوافق معنى الانشقاق في اللغة العربية والاستعمال العربي.

ولو عُرض هذا القول على كافر لأقر به وقال : إذا كان هذا يوافق اللغة التي نزل بها القرآن فهو حقيقة، ولن أسفه نفسي وأنسب إليها الجهل بإنكاري ما هو ثابت علميًا .


والجانب الآخر هو البحث في الروايات
فيجب أن نأخذ بالاعتبار هذه الأمور ولا نتعامى عنها :
- أن الكفار والأحبار طلبوا آية كالآيات التي جاء بها الأنبياء من قبل من غير تحديد لنوع الآية؛ لتدل على صدق النبي عليه الصلاة والسلام.
- وأن الكفار ولا أحبار اليهود طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقسم أو يشق لهم القمر ، ولم يأتوا على ذكر للقمر في الروايات، وأظن أن ذلك كان بعيدًا عن تفكيرهم بالعبث بآيات عظيمة كالشمس والقمر؛ لأجل فقط أن يثبت صدقه لهم.
- ولا الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر لهم القمر ، ولا أنه سيشق القمر، ولا ان الآية التي سيرونها متعلقة بالقمر.
- ولا كان الرسول صلى الله عليه وسلم مع الكفار داخل مكة وقت حدوث هذه الظاهرة، ولم يكن معه أحد من الكفار في منى.
- وأنها حدثت ولم يجتمع الرسول صلى الله عليه وسلم بالكفار إلا بعد ساعتين من حدوثها؛ بعد أن عاد من منى إلى مكة.
- والذي حدث ووصف بالانشقاق إلى شقتين والانفلاق إلى فلقتين وفرقتين، بهذه الأوصاف التي ليس منها شيء عن الرسول صلى الله عليه وسلم،
- أن كل واحدة من هذه الأوصاف لها معناها ودلالتها، ولا يجوز تكذبيها بسبب العجز عن فهم ما حصل تلك الليلة.
- ولم يكن من الرسول صلى الله عليه وسلم إلا قوله: "اشهدوا" أو "اشهدوا اشهدوا" أو "اللهم اشهد" وليس غير ذلك له أي قول أو وصف.
- وأن هذا الذي حدث كان بعد منتصف الليل بعد ان نام غالبية الناس ومعظمهم .
- فهل كل هذا يدل على أنها معجزة للرسول صلى الله عليه وسلم وتحدى بها الكفار ؟! ولو كان هناك فهمًا من بعض الناس أنها معجزة.
- أن التئام القمر وليس التحام القمر هو قول الكذاب مقاتل بن سليمان صاحب الغرائب والأباطيل الذي قال عنه البخاري رحمه الله تعالى بأن كلامه لا يؤخذ البته وقد هجره العلماء وكذبوه.
- أن الرواية الصحيحة عن ابن عباس رضي الله عنهما "فلقة ذهبت وفلقة بقيت" تخالف بصراحة قول مقاتل بن سليمان الذي توفي عام 150هـ الذي فسر الانشقاق على هواه وفهمه.
- فمن يريد أن يثبت أن القمر التحم فليثبت أولاً أن الفرقتين رجعتا والتأتمتا معًا من المشاهدين والمعاصرين لهذا الحدث؛ قبل أن يخوض ويفسر شقوق القمر بأنها علامة على ما يفهم هو، أو على ما اعتمد عليه من غير دليل، وليس على ما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم .
- أن شقوق القمر وهي شقوق ملتحمة من أسفلها ومن أطرافها، ولا تمتد بأكثر من بضع مئات من الكيلومترات، وفي الأرض كما أسفلنا أعظم منها طولاً وعرضًا وعمقًا بأضعاف ما على القمر وفي المريخ وسائر الكواكب، ولم يذكر أن الأرض انفلقت وافترقت، ولا المريخ، ولا الزهرة ولا سائر الكواكب والأقمار.
- وأن هذه الآخاديد أو الشقوق وكلها تسميات صحيحة من حيث اللغة قد صنفت ثلاث تصنيقات؛ (1- مستقيمة 2- منحنية 3- ملتوية ) وهي ظواهر طبيعية لها مثيلاتها في معظم الأجرام الصخرية الباردة.
- ومن يريد أن يثبت شيء لم يحدث أصلاً فليأت بصورة كاملة للقمر يظهر ذلك فيها، ولا يأخذ صورة لجزئية من القمر لا نستطيع أن نراها إلا إذا قمنا بتكبير وتقريب صورة القمر مرات كثيرة حتى نستطيع أن نحدد مكانها الخفي في القمر لنراها، وتحت تأثيرات سطوع الضوء وظلاله على الجوانب.
- من يريد أن يبحث في هذا الأمر فعليه أن يكون على وعي وإدراك كبيرين للغة والروايات والعلم ، ولا يهمل جانبًا على حساب الجوانب الأخرى ..ليكون بحثه سليمًا وأقرب إلى الحقيقة.
وبارك الله فيك وزادك الله من علمه وفضله.

عليان البدوى
16/02/2010, 01:12 PM
جهد مشكور ادعوا الله ان ينفع به فى الدنيا والاخرة وان يجعل ذلك فى ميزان حسناتك يوم القيامة آمين

الباحثة وديعة عمراني
16/02/2010, 01:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل ،العالم القدير أ. أبو مسلم العرابلي
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته
لقد تطلعنا بفضل الله تعالى الى كل تفاصيل وحيثيات بحثكم القيم ( كلمة كلمة ، ومعنى معنى ...) ، وبالأخص في جانب الخاص بكل معاني ودلالات لفظ ( انشق) .
وكما تفضلت وأخبرتكم أن لنا بعض التحفظات وقول آخر ينص على أن معجزة انشقاق القمر ، هي معجزة بكل معاني الكلمة ، والقمر قد انشق فعلاً ( بمعنى الفعلي العملي لكلمة انشق ) كمعجزة شق البحر لموسى عليه السلام .
والحديث يطول ، لذا استسمحتكم أن سيكون لنا وقت آخر لطرح ورقة خاصة في هذا الشأن .
كما تفضلت وأشرت في عجالة وكبداية لهته الورقة ، ما تفضل سابقا وطرحه أخونا الكريم المهندس الفاضل عبد الدائم في مقاله وبحثه ( انظر الى مسألة شكل الشقوق ونوعيتها على سطح القمر ) .
فتقبل منا كل شكر وتقدير واحترام على ما تفضلتم بطرحه وهته الدراسة القيمة .
ونسأل الله تعالى أن يوفقنا واياكم لخدمة كتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام .
والسلام عليكم .

أبو مسلم العرابلي
16/02/2010, 03:58 PM
جهد مشكور ادعوا الله ان ينفع به فى الدنيا والاخرة وان يجعل ذلك فى ميزان حسناتك يوم القيامة آمين

بارك الله فيكم أخي الكريم عليان البدوي
وأشكر لكم مروركم وتعليقكم الكريم

أبو مسلم العرابلي
16/02/2010, 04:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل ،العالم القدير أ. أبو مسلم العرابلي
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته
لقد تطلعنا بفضل الله تعالى الى كل تفاصيل وحيثيات بحثكم القيم ( كلمة كلمة ، ومعنى معنى ...) ، وبالأخص في جانب الخاص بكل معاني ودلالات لفظ ( انشق) .
وكما تفضلت وأخبرتكم أن لنا بعض التحفظات وقول آخر ينص على أن معجزة انشقاق القمر ، هي معجزة بكل معاني الكلمة ، والقمر قد انشق فعلاً ( بمعنى الفعلي العملي لكلمة انشق ) كمعجزة شق البحر لموسى عليه السلام .
والحديث يطول ، لذا استسمحتكم أن سيكون لنا وقت آخر لطرح ورقة خاصة في هذا الشأن .
كما تفضلت وأشرت في عجالة وكبداية لهته الورقة ، ما تفضل سابقا وطرحه أخونا الكريم المهندس الفاضل عبد الدائم في مقاله وبحثه ( انظر الى مسألة شكل الشقوق ونوعيتها على سطح القمر ) .
فتقبل منا كل شكر وتقدير واحترام على ما تفضلتم بطرحه وهته الدراسة القيمة .
ونسأل الله تعالى أن يوفقنا واياكم لخدمة كتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام .
والسلام عليكم .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخت الكريمة وديعة عمراني
قبل أن نسمي ذلك معجزة يجب أن يكون هناك دليلاً يفهم منه أنها معجزة
وأرجو ملاحظة النقاط التي وضعتها وتنافي أن ذلك كان معجزة غير سبق الإخبار برؤيته
والرسول عليه الصلاة والسلام ليس بحاجة لمعجزة فوق معجزة القرآن الكريم
وردي السابق يظهر أني اطلعت على ما كتبه الدكتور الكحيل وغيره ولكني لا أحب ان أذكر الأسماء
وأنا في انتظار الورقة التي ستنزلينها إن شاء الله تعالى

هذه الصورة المضخمة لأجل إثبات أنه يوجد في القمر انشقاق عظيم وطوله حوالي 100كلم فقط من محيط طوله حوال 11000كلم، وكانه هو المقصود بآية سورة القمر، وهو يساوي خدش طوله 8ملم في لوح طوله متر
فماذا يساوي شق أو فلق أو أخدود صخري طوله مائة كلم أو 500كلم من محيط القمر؟!

http://up.7cc.com/upfiles/ooP25582.jpg (http://up.7cc.com/)

وهذه صور للمقارنة فقط مع الاعتذار لسوء الإخراج
http://up.7cc.com/upfiles/v5f25583.jpg (http://up.7cc.com/)
والشريط العريض الذي يظهر على صورة القمر هو خط وهمي لإظهار خط استواء القمر

وهذه صورة مضخمة لجزء من حدبات ظهرية في القمر ذات امتدادات قصير جدًا مقارنة بمحيط القمر لتخدع الناظر إليها وتتعب حتى تجد مكانها على القمر.
مع أن معظم سلاسل الجبال في الأرض هي من تصادم الألواح القارية
وما كان ينبغي أن تعرض على خلاف حقيقتها
ولو ضخم السور الذي بنته إسرائيل في الضفة الغربية أو سور الصين العظيم الممتد اكثر من 4000كلم لظهر كأنه انشقاقًا في الأرض
الحقائق لا تعرض بهذا الشكل .. ثم ندخل في مشاكل وندافع بعدها عن أنفسنا وآرائنا.
http://up.7cc.com/upfiles/9Tk30215.jpg (http://up.7cc.com/)

واسمعي هذا الشرح
http://www.youtube.com/watch?v=U_ePermYQK8

وهذه صورة لتحرك نيزك في سماء الرياض على اليوتيوب
http://www.youtube.com/watch?v=W3ZfjJt6PSI&NR=1

أبو مسلم العرابلي
17/02/2010, 10:39 AM
في ظلال القرآن
"فالقول بأن انشقاق القمر كان استجابة لطلب المشركين آية - أي خارقة - يبدو بعيداً عن مفهوم النصوص القرآنية؛ وعن اتجاه هذه الرسالة الأخيرة إلى مخاطبة القلب البشري بالقرآن وحده، وما فيه من إعجاز ظاهر؛ ثم توجيه هذا القلب - عن طريق القرآن - إلى آيات الله القائمة في الأنفس والآفاق، وفي أحداث التاريخ سواء.. فأما ما وقع فعلاً للرسول - صلى الله عليه وسلم - من خوارق شهدت بها روايات صحيحة فكان إكراماً من الله لعبده، لا دليلاً لإثبات رسالته..

ومن ثم نثبت الحادث - حادث انشقاق القمر - بالنص القرآني وبالروايات المتواترة التي تحدد مكان الحادث وزمانه وهيئته. ونتوقف في تعليله الذي ذكرته بعض الروايات. ونكتفي بإشارة القرآن إليه مع الإشارة إلى اقتراب الساعة. باعتبار هذه الإشارة لمسة للقلب البشري ليستيقظ ويستجيب.."


وفي تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور
"وإذ قد حمل معظم السلف من المفسرين ومن خلفهم هذه الآية على أن انشقاق القمر حصل قبل نزولها أو بقرب نزولها فبنا أن نبين إمكان حصول هذا الانشقاق مسايرين للاحتمالات الناشئة عن روايات الخبر عن الانشقاق إبطالاً لجحد الملحدين، وتقريباً لفهم المصدقين.

فيجوز أن يكون قد حدث خسف عظيم في كرة القمر أحدث في وجهه هوة لاحت للناظرين في صورة شقه إلى نصفين بينهما سواد حتى يخيل أنه منشق إلى قمرين، فالتعبير عنه بالانشقاق مطابق للواقع لأن الهوة انشقاق وموافق لمرأى الناس لأنهم رأوه كأنه مشقوق.

ويجوز أن يكون قد حصل في الأفق بين سمت القمر وسمت الشمس مرور جسم سماوي من نحو بعض المذنبات حجب ضوء الشمس عن وجه القمر بمقدار ظل ذلك الجسم على نحو ما يسمى بالخسوف الجُزئيّ، وليس في لفظ أحاديث أنس ابن مالك عند مسلم والترمذي، وابن مسعود وابن عباس عند البخاري ما يناكد هذا.
ويؤيد هذا ما أخرجه الطبراني وابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: كسف القمر على عهد رسول الله فقالوا: سحر القمر فنزلت { اقتربت الساعة } الآية فسماه ابن عباس كسوفاً تقريباً لنوعه.

وهذا الوجه لا ينافي كون الانشقاق معجزة لأن حصوله في وقت سؤالهم من النبي صلى الله عليه وسلم آيةً وإلهام الله إياهم أن يسألوا ذلك في حين تقدير الله كاف في كونه آيةً صدق. أو لأن الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأن يتحدّاهم به قبلَ حصوله دليل على أنه مرسل من الله إذ لا قبل للرسول صلى الله عليه وسلم بمعرفة أوقات ظواهر التغيرات للكواكب. وبهذا الوجه يظهر اختصاص ظهور ذلك بمكة دون غيرها من العالم، وإما على الوجه الأول فإنما لم يَشعُر به غيرُ أهل مكة من أهل الأرض لأنهم لم يكونوا متأهبين إليه إذ كان ذلك ليلاً وهو وقت غفلة أو نوم ولأن القمر ليس ظهوره في حد واحد لأهل الأرض فإن مواقيت طلوعه تختلف باختلاف البلدان في ساعات الليل والنهار وفي مسامتة السماء.
قال ابن كيسان: هو على التقديم والتأخير. وتقديره: انشق القمر واقتربت الساعة، أي لأن الأصل في ترتيب الأخبار أن يجري على ترتيبها في الوقوع وإن كان العطف بالواو لا يقتضي ترتيباً في الوقوع.
{ وانشق } مطاوع شقه، والشق: فرج وتفرّق بين أديم جسم مَّا بحيث لا تنفصل قطعة مجموع ذلك الجسم عن البقية، ويُسمى أيضاً تصدعاً كما يقع في عُود أو جدار.
فإطلاق الانشقاق على حدوث هوة في سطح القمر إطلاق حقيقي وإطلاقه على انطماس بعض ضوئه استعارة، وإطلاقه على تفرقة نصفين مجاز مرسل."

دكتور حسان نجار
22/02/2010, 01:46 PM
ان البحث والتفسير الذي قدمه الأخ الجليل العالم أبو مسلم العرابلي في موضوع تفسير آية انشقاق القمر ، هو بالتأكيد بحث متميز يشكر عليه دون شك .
ولكني رغم ذلك أميل وبشكل عفوي ، ورغم قراءاتي المكثفة عن هذا الموضوع ، الى أن القمر وبقدرة الله انشق كما انفلق البحر ليعبر سيدنا موسى ومعجزات كثيرة لرسل وأنبياء ليس بالضرورة حشر تفسيرها منطقيا أو علميا .أرجو من السيدة الباحثة تقديم بحثها المقابل لبحث الأخ أبو مسلم . مرة ثانية تقديري الكبير لمثل هذه الآراء التي تثمن البحث العلمي والذي نحن العرب والمسلمين بأشد الحاجة اليه .
دكتور حسان نجار

أبو مسلم العرابلي
22/02/2010, 04:13 PM
ان البحث والتفسير الذي قدمه الأخ الجليل العالم أبو مسلم العرابلي في موضوع تفسير آية انشقاق القمر ، هو بالتأكيد بحث متميز يشكر عليه دون شك .
ولكني رغم ذلك أميل وبشكل عفوي ، ورغم قراءاتي المكثفة عن هذا الموضوع ، الى أن القمر وبقدرة الله انشق كما انفلق البحر ليعبر سيدنا موسى ومعجزات كثيرة لرسل وأنبياء ليس بالضرورة حشر تفسيرها منطقيا أو علميا .أرجو من السيدة الباحثة تقديم بحثها المقابل لبحث الأخ أبو مسلم . مرة ثانية تقديري الكبير لمثل هذه الآراء التي تثمن البحث العلمي والذي نحن العرب والمسلمين بأشد الحاجة اليه .
دكتور حسان نجار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم الفاضل الدكتور حسان نجار
أشكر لكم مروركم الكريم وصراحتكم في إظهار إحساسكم بصراحة
كم يعاني الباحث من مشقة في الوقوف أمام النفس على ما تعودت عليه،
وأفكار لم يشك قبل بحثه في صدقها،
وهوى نفس أحب إليه أن يصدق ما عرف وليس ما سيعرف
ولكن ليس باليد حيلة إلا القول بما يجب ان يقال
يوم الأربعاء الماضي ألقيت محاضرة بالموضوع في اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين
ويوم السبت ألقيت بعدها المحاضرة في رابطة الأدب الإسلامي
فأد في النهاية من يقول نفس القول وليتني أستطيع أن أقول مثله
وأن يكون انشقاق القمر معجزة للرسول صلى الله عليه وسلم ولكن على دليل يدل على انه معجزة
لقد طرحت هذه النقاط بعنوان " عدم توافر شروط المعجزة في الانشقاق
"
..


1- لم يطلب المشركون من الكفار وأهل الكتاب انشقاق القمر.
2- لم يأت في إخبار الكفار برؤية آية أي ذكر للقمر.
3- لم يقم النبي عليه الصلاة والسلام بأي فعل متعلق بالقمر حتى يفهم منه أن الذي أصاب القمر ترتب على فعله.
4- لم يكن مع المشركين في مكة مع بداية انشقاق القمر، ولم يعلموا به إلا بعد وقت من حدوثه.
5- وعندما بدأ الانشقاق وهو في منى، لم يكن معه أحد من المشركين كذلك.
6- حدث الانشقاق بعد منتصف الليل والناس نيام، والأوْلى أن يحدث على مرأى ومسمع غالبيهم .
7- لم يؤخذ عليهم أي شرط وعهد بالإيمان في حديث صحيح.
8- لم يهددوا بالعذاب إن كفروا بعد رؤية آية الانشقاق.
9- وكان في إخبارهم رجاء الانتفاع بالآية فقط.
10- لم يذكر أنه أسلم أحد بسبب حادثة انشقاق القمر.
11- لم يتحد القرآن إلا بالقرآن وبسور القرآن فقط.
12- لم يستجب الله تعالى لأي طلبات للمشركين لأي آية مع بساطة ما طلبوا مما لا يقارن بانشقاق القمر.
13- لم يذكرهم القرآن عندما طلبوا الآيات التي طلبوها أن آية الانشقاق قد جاءتهم خاصة فكفروا بها ولم يؤمنوا بها.
14- لم يذكرهم القرآن عندما طلبوا الآيات التي طلبوها أن آية الانشقاق قد جاءتهم خاصة فكفروا بها ولم يؤمنوا بها.
15 لم يكن المشركون بهذا السذاجة حتى يطلبوا أمرًا عظيمًا كهذا الأمر.


فهل يعد ما حدث إعجازًا بعد عدم توفر كل ذلك؟
فإن كان انشقاق القمر إلى شقين؛ شق يرى وشق لا يرى
وأن إخبارهم بأنهم سيرون في تلك الليلة آية؛ هما معجزتان
- مع تحفظي الشديد على هذه التسمية-
فهما المعجزتان في هذه المسألة فقط.

الباحثة وديعة عمراني
24/02/2010, 12:18 AM
ان البحث والتفسير الذي قدمه الأخ الجليل العالم أبو مسلم العرابلي في موضوع تفسير آية انشقاق القمر ، هو بالتأكيد بحث متميز يشكر عليه دون شك .
ولكني رغم ذلك أميل وبشكل عفوي ، ورغم قراءاتي المكثفة عن هذا الموضوع ، الى أن القمر وبقدرة الله انشق كما انفلق البحر ليعبر سيدنا موسى ومعجزات كثيرة لرسل وأنبياء ليس بالضرورة حشر تفسيرها منطقيا أو علميا .أرجو من السيدة الباحثة تقديم بحثها المقابل لبحث الأخ أبو مسلم . مرة ثانية تقديري الكبير لمثل هذه الآراء التي تثمن البحث العلمي والذي نحن العرب والمسلمين بأشد الحاجة اليه .
دكتور حسان نجار

سيدي الفاضل د. حسان النجار
بارك الله فيكم وفي عالمنا القدير أ. أبو مسلم العرابلي .

الذي نشكره جزيل الشكر على ما قدم لنا من بحث واجتهاد قيم ، وكما أقول دائماً ، فنحن باحثون عن الحقيقة ( فقط ) سواء كانت تؤيد آرائنا أو ترفضها ؟
لذلك ، أنا ما زلت مثلك ، عندنا يقين تام أن القمر انشق فعلا ، ومعنا بعض الخيوط ، التي بامكانها أن توصلنا الى معرفة هذا السر ( بعد البحث والتقصي ) ،باذن الله تعالى .
وان شاء الله فورالانهاء بما في أيدينا من أبحاث لاصدرات جديدة ، نسأل الله تعالى ان يوفقنا في هذا البحث وتقديم كل ما يسرنا الله اليه .
أشكركم مرة أخرى ، واشكرك فضيلة العالم القدير أ. أبو مسلم العرابلي .
مع كل التقدير والاحترام.
أختكم

خالد أولاد أحمد
24/02/2010, 07:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سبحان الله الذي جعل من بيننا عقولاً نيرة نهتدي بعلمها وننتفع به


لقد قرأت كل حرف في الموضوع وكذلك كل رد .


جميل جداً بحثك أستاذي الجليل / أبو مسلم العرابلي


جهود جبارة ومباركة بإذن الله تعالى


بحثك مقنع إلى حداً كبير وأقرب إلى الواقع ، وكما تفضلت بأن أنقسام القمر إلى قسمين له تأثيرات جمة على الأرض وسير الحياة فيها .


وأتفق معك أستاذي بأن تلك التصدعات والتشققات الموجودة على سطح القمر ليست بدليل على أنشقاقه .


ولكن لا ننسى أستاذي بأن الله قادراً على كل شيء ، ولو فرضنا بأن القمر أنفلق فلقتين فأن الله قادر بأن يحفظ الموازين وبأن يعيده كما كان .


وقد قال الله تعالى : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ) ، هنا الأية أتت صريحة بمعنى الإنشقاق ، والله قادراً على كل شيء ، ولم يقل الله خيل لهم أنه أنشق



ومن ثم يا أستاذي الفاضل عندما نرى المذنبات هاوية تكون في سرعة كبيرة وفي حالة من الهيجان وعدم التنظيم ولا يمكن تخيلها بأنها القمر ، لا سيما وأن القمر بطيء في تحركه وهادئ المنظر ومرتب وخصوصاً إنه كان بدراً كما ذكر ، ومن هذا المنطق يستطيع أي إنسان أن يميز بين المذنبات والقمر .


وقد ذكرت أستاذي بأنهم كانوا يرون المذنب وهو مقبل نحو الأرض ، أي يرون وجهه ، مما يدل على أنه كان متجهاً نحو الأرض ، فكان من الطبيعي أن يصطدم بها .



متابع لبحثك بشغف وأهتمام .... أنار الله دربك ووفقك في علمك وحياتك



ولك مني التحية والسلام

أبو مسلم العرابلي
24/02/2010, 11:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله الذي جعل من بيننا عقولاً نيرة نهتدي بعلمها وننتفع به
لقد قرأت كل حرف في الموضوع وكذلك كل رد .
جميل جداً بحثك أستاذي الجليل / أبو مسلم العرابلي
جهود جبارة ومباركة بإذن الله تعالى
بحثك مقنع إلى حداً كبير وأقرب إلى الواقع ، وكما تفضلت بأن أنقسام القمر إلى قسمين له تأثيرات جمة على الأرض وسير الحياة فيها .
وأتفق معك أستاذي بأن تلك التصدعات والتشققات الموجودة على سطح القمر ليست بدليل على أنشقاقه .
ولكن لا ننسى أستاذي بأن الله قادراً على كل شيء ، ولو فرضنا بأن القمر أنفلق فلقتين فأن الله قادر بأن يحفظ الموازين وبأن يعيده كما كان .
وقد قال الله تعالى : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ) ، هنا الأية أتت صريحة بمعنى الإنشقاق ، والله قادراً على كل شيء ، ولم يقل الله خيل لهم أنه أنشق
ومن ثم يا أستاذي الفاضل عندما نرى المذنبات هاوية تكون في سرعة كبيرة وفي حالة من الهيجان وعدم التنظيم ولا يمكن تخيلها بأنها القمر ، لا سيما وأن القمر بطيء في تحركه وهادئ المنظر ومرتب وخصوصاً إنه كان بدراً كما ذكر ، ومن هذا المنطق يستطيع أي إنسان أن يميز بين المذنبات والقمر .
وقد ذكرت أستاذي بأنهم كانوا يرون المذنب وهو مقبل نحو الأرض ، أي يرون وجهه ، مما يدل على أنه كان متجهاً نحو الأرض ، فكان من الطبيعي أن يصطدم بها .
متابع لبحثك بشغف وأهتمام .... أنار الله دربك ووفقك في علمك وحياتك
ولك مني التحية والسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم خالد أولاد أحمد
بارك الله فيكم وأحسن الله إليكم
مهما شرحت مادة "شقق" بالكلمة وبالصورة؛ بأن الانشقاق هو انقسام الشيء في ذاته من غير انفصال جزء منه .. فستظل صورة الانشقاق في الأذهان هو انفصالاً، وهذا يخالف الوضع العربي لهذه المادة، والاستعمال القرآني لهذه المادة, ....
فبأي وسيلة ألغي هذا المفهوم عند الناس وأجعلهم يلتزمون باللغة؟!.
إن القرآن أثبت بنص آية فيه أن انشقاق القمر قد حصل وحدث، وحال القمر يدل على أنه أصبح شقين؛ شق يرى وشق لا يرى، وليس قطعتين منفصلتين.
وهذا لا خلاف فيه، ولا يستطيع أن ينكره عاقل كان مؤمنًا أو كافرًا.
وما حدث في تلك الليلة لم يكن ذكر للقمر في حديث جبريل عليه السلام، ولا إخبار من الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل مكة، ولا لأصحابه رضي الله عنهم،
وعندما شاهد ما شاهده لم يسمه انشقاقًا ؛ قال : اشهدوا، فقط.
فهل أخبرهم بأنه سيكون الليلة انشقاق للقمر؛ ليكون قوله عليه الصلاة والسلام: اشهدوا على الانشقاق الذي أخبرتكم به؟
فلم يكن هذا ..
وكل ما أخبرهم به؛ أنهم سيرون هذه الليلة آية ..
فلما رأوا ما رأوه ونزلت سورة القمر .. ذكر لفظ انشقاق القمر الوارد في السورة، ولكن ألفاظ فرقة وفرقتين، وفلقة وفلقتين أكثر من ألفاظ شقة وشقتين. وكلها أجزاء من مراحل مسيرة هذا الذي مر أمام القمر.
وكل ما قاله ابن مسعود رضي الله عنه بكل الروايات لم يكن فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال بأن ما رأوه هو انشقاق للقمر؟
كل ما قاله ابن مسعود رضي الله عنه؛ هو وصفه لما رآه بتقديره هو .. وهو تقدير غير مبني على قول للرسول صلى الله عليه وسلم.
فرأى القمر منشقًا ثم رآه منفلقًا، ثم رآه مفترقًا ثم متوجهًا إلى الجبل ليصبح وراء الجبل وقد ستره الجبل،
ولم يذكر أحد أن ما رأوه قد رجع إلى القمر ... فهل نحن نرجع الفلقة إلى القمر لنكيف الأحداث وفق ما نريد لها أن تكون كما فعل الهالك مقاتل بن سليمان ؟!
وحديث ابن عباس رضي الله عنهما واضح بين لا يحتاج إلى تأويل: أن فلقة ذهبت وفلقت بقيت.
ويا أخي الكريم عندما تقف على الرصيف وتقبل عليك سيارة من آخر الشارع؛ فهل ستصتدم بك أم تمر من جانبك ؟ ..
فالصورة التي نقلت بأنه أقبل ومر بجانب الأرض ولم يصتدم بها، وقطع عشرات الالاف من الكيلو مترات بل مئات الآلاف في ثلاث ساعات غير الشهب التي تقطع أربعين إلى مائة كيلو متر ثم تنتهي.
وجزاكم الله بكل خير

أبو مسلم العرابلي
15/06/2016, 01:34 AM
يؤسفني أن الصور المرفقة والموضحة للشرح
لم تظهر على جهازي
أم هي اختفت عند الجميع
وتنزيلها يحتاج إلى وقت كبير إن بقيت