المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سهام في قلوبنا



بديعة بنمراح
24/02/2007, 09:46 PM
على هامش فرح

ليل بهيم ..شعر فاحم منسدل على الكتفين.. عيون فزعة .. وشلالات خوف ترمح في الأعماق، فتصدح بالعويل.. جسد بلوري .. فتي .. معنىّ يهوي من أعلى.

رمقته سهام من أعلى السطوح .. غمرها بنظرات لافحة و اهتمام .. لاح أملا مضيئا ، شمعة منيرة تلون حلكة أيامها الباردة ، دأبت تترقب إطلالته كل مساء .. نسمة

هواء منعش تطفئ نار وحدتها الملتهبة..

يندفع الجسد المرهق نحو عوالم حالكة ، يطوقه الأسى والحزن و الحسرة ، يعبر غرف نوم كثيرة واسعة مبهجة ..ينعطف نحو غرف أطفال جميلة ملأى بالزهر \

والأحلام الوردية .. ينحدر نحو قاعات ضيوف مزهوة ببسط ملونة و ستائر حريرية شفافة ترتعش تحت نسائم ليل ساكن..

حين التقت به أول مرة حضنها بعيون ناعسة و ابتسامة ، رسم لها الحياة أياما جميلة تحوي البيت الصغير الدافئ و الأولاد و الأمل.. حكت له عن وجيعتها داخل غرفة

ضيقة باردة ، تقبع أعلى سطوح مظلمةللفيلا العملافة .. تأوي إليها في المساءات المتأخرة .. لتريح الجسد المضنى، والنفس ضمأى للدفئ والحنان .. مسح ألمها بحنو

دافق ، فغمرت وجهها في صدره ..

يرتطم الرأس الصغير بأصيص خزفي باسق، يربض في ركن الحديقة الغناء ، ينهمر السائل القاني نافورة دم تغمر الجسد .. الهاوي تحت شجرة ليمون مزهرة .. تزين

أزهارها فستان سهام الأحمر ..

قال لها لا تخافي ! لن اتخلى عنك مهما حصل ، ستكونين رائعة في فستانك الأبيض الجميل وباقة ورد تنتشي بين يديك البهيتين.. فستان عرسي أحمر يا أبي ! يا أمي

اهزجي...

عبد الحميد الغرباوي
26/02/2007, 03:28 PM
في هذا النص تحقق الكاتبة بديعة بنمراح قفزة نوعية في الكتابة..رغم وجود بعض الاضطراب في تسلسل الوصف:

ليل حالك كشعرها.. فاحم منسدل على الأكتاف ..
فالمعني بالوصف في الدرجة الأولى هو ّ الليل" و نفهم من وصفه بالحالك أن شعر ( سهام) أسود، و هذا يكفي القارئ..( فاحم منسدل على الأكتاف) أضعفت قليلا النص..ثم " الأكتاف" أظن أن هذا تعبير أجنبي، فقولنا:" فاحم منسدل على الكتفين" كان أفضل.
النص برمته يتحدث عن لحظة انتحار/ سقطة..و وصف السقطة، هو الذي استوقفني في هذا النص الجميل..

يندفع الجسد المرهق نحو عوالم حالكة ، يطوقه الأسى والحزن و الحسرة ، يعبر غرف نوم كثيرة واسعة مبهجة ..ينعطف نحو غرف أطفال جميلة ملأى بالزهر والأحلام الوردية .. ينحدر نحو قاعات ضيوف مزهوة ببسط ملونة و ستائر حريرية شفافة ترتعش تحت نسائم ليل ساكن..
ـــ
يرتطم الرأس الصغير بأصيص خزفي باسق، يربض في ركن الحديقة الغناء ، ينهمر السائل القاني نافورة دم تعمر الجسد .. الهاوي تحت شجرة ليمون مزهرة .. تزين أزهارها فستان سهام الأحمر ..
وصف السقطة هنا، كان ناجحا بقدر كبير.. العين كانت حاذقة في تصويرها..من فوق إلى تحت..و هنا تكمن أهمية الكتابة في القصة القصيرة.. أنها ترصد للحظة زمنية محددة.. الكاتب / الكاتبة، يعطيان، يقدمان، في اقتصاد مدروس ما يودان تمريره للقارئ ثم ينسحبان، ليتركا له حرية الفهم و التأويل أو حرية ملء الفراغات التي يتركها الكاتب/الكاتبة عنوة، بغية إشراك القارئ أو دعوته إلى إعادة كتابة النص ثانية.
إشارة أخرى..
التقطيع / المونتاج الذي استعملته الكاتبة في قصتها كان ناجحا..سهام تهوي من الأعلى..ثم تقطيع، فلاش باك.. العودة إلى الخلف، استحضار صور من الماضي القريب..
ذكرتني هذه التقنية بنص لي عنونته ب:" السقطة" يعود تاريخ كتابته إلى بداية التسعينات.. كما يبرز بجلاء في نص" القلوب " في وصف العسكري، لكن هذه المرة من تحت إلى فوق..
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=7222
قطعة إبداعية، تستحق القراءة أكثر من مرة..
مودتي.

بديعة بنمراح
27/02/2007, 12:54 AM
:fl:
المبدع القدير والناقد عبد الحميد
أشكر لك مرورك الكريم وقراءتك التي أبهجتني .
ملاحظاتك قيمة وانا أتعلم منك الكثير. أما قراءتك فعميقة نفذت إلى اعماق الشخصية وحللتها بقدرة ناقد متمكن. سوف أطلع على قصتك وأقزل رأيي المتواضع.
مع عميق المودة والتقدير لقلمك النابض بحبرمن ذهب

عبدالرحمن الجميعان
27/02/2007, 11:05 PM
سهام في قلوبنا.................
العنوان يحتمل معنيين، المعنى الأول هو المعنى المعروض في القصة أن الفتاة سهام في قلوبنا لن تموت مهما حصل، والمعنى الثاني هو البعيد بأن هناك سهاما في قلوبنا، وهي السهام المعروفة في الحرب، وكلا المعنيين جائز ولائق للقصة، وإن كان المعنى الأول ليس فيه حس قصصي، ولا شاعرية، كأنه كلام مغسول عن المعنى في القصة، وكنت أفضل عنوانا أكثر دلالة وجاذبية من هذا.
تبدأ الكاتبة قصتها بتصوير الجو الذي تعيشه الفتاة، وهو مدخل إلى بيئة و أجواء الشخصية الرئيسة في العمل الأدبي(سهام)، هكذا(ليل بهيم ..شعر.. فاحم منسدل على الكتفين.. عيون فزعة .. وشلالات خوف ترمح في الأعماق، فتصدح بالعويل.. جسد بلوري .. فتي .. معنىّ يهوي من أعلى....) بهذه الكلمات تبدأ القصة، وليل بهيم هو الليل الحالك السواد، وهو هنا نكرة، و لم تأتي بحرف العطف الواو، كأنها تريد أن تقول هذه الأمور والأشياء مسترسلة لا يوقفها شئ، وهو دائمة الحدوث والدوران هنا. وأرى أنها لو قالت(أسود فاحم) لجاء ا وصف أكثر دلالة كما قال امرؤ القيس في معلقته
وفَرْعٍ يُغَشِّي المَتْنَ أَسْوَدَ فاحمٍ أَثِيثٍ كقِنْوِ النَّخلةِ المُتَعَثْكِـلِ
لأن الأسود درجات و الفاحم هو الأشد سوادا من غيره.ثم لا أدري لم كتبته هكذا(شعر....فاحم.) لم هذه السكتة بين الكلمتين؟
وتصوير الشخصية بهذه الصورة فيه قوة بيان و وضوح، مع تشخيص الصورة المرسومة و جلائها.والليل البهيم يتناسب مع الحالة الموضوعة، ومع البنت المرسومة شخصيتها، ومع القصة كلها.
عيون فزعة كأنها ترسم لنا هذه العيون بهذا الصفة، و العيون تدل على الفزع ولا تفزع، ولكن لتداخل الفزع بين أعضاء الجسدـ ارتسم على العيون فبدت لكل ناظر هكذا.و كلمة يهوي، تدل على السقوط، ولكنها هنا استعارتها للسرعة والنزول كمن حطه السيل من عل.
ثم تمضي القصة هكذا..(رمقته سهام من أعلى السطوح .. غمرها بنظرات لافحة و اهتمام .. لاح أملا مضيئا ، شمعة منيرة تلون حلكة أيامها الباردة ، دأبت تترقب إطلالته كل مساء .. نسمة هواء منعش تطفئ نار وحدتها الملتهبة..)فهي تراه أملا مضيئا لحالها، وضياء لليلها البهيم، و أرى ضعفا في استخدام الألفاظ هنا، شمعة ...الباردة..فالشمعة للضياء والنور أو للدفء في أقل الأحوال، ولكن هذه الشمعة لا تلون الأيام الباردة، ثم أيامها الباردة، مع وحدتها الملتهبة .. كيف؟
ثم تمضي القصة في تناسق تام وانسيابية رومانسية عذبة تطوف آفاق الخيال و منعرجات النفس الظمأى للحب والعشق و اللقاء المرتقب الحميم، و بكلمات قليلة استطاعت أن تعبر بنا الكاتبة نحو منحدرات الشخصية الرئيسية، ثم طافت بنا اللقاء دون تطويلات مملة أو منعرجات يمكن الاستغناء عنها، وعرفنا أن هذا اللقاء كان وراؤه الزواج وبناء الأسرة، ولم يكن حبا عابران ولا اندفاعة حماسية... ولكن كانت النهاية قفزة غير متأنية، ولا تتواصل مع الذي قبلها، فبع كلمة(صدره)، تأتي كلمة(يرتطم)، ولا أجد علاقة واضحة، حسب قراءتي المتواضعة، وكان من الأفضل أن تمهد بكلمات أو ترسم مشهدا آخرترسم فيه هذه النهاية، مع أن القصة جميلة وتعالج جانبا من جوانب هموم المرأة، إلا أنني أجد ضعفا في الترابط بين القصة والنهاية على وجه مخصوص.
والنهاية بحد ذاتها لوحة مرسومة بألوان زاهية رائعة، ثم في ختام القصة(فستان..اهزجي) نهاية مفتوحة لقراءات متعددة، وهذه لفتة ذكاء من الكاتبة تريد من خلالها تحريك عقل القارئ نحو التفكير والاحساس بالمعاناة و مشاركته القراءة الواعية.
وكلمة فستان، اهزجي...كلمات تختصر الموقف كله، لمن يدرك مراد القصة.
الألوان لعبت دورا كبيرا في الحدث، و اللغة سلسة مفهومة وعربية فصيحة تخللتها الصور الشعرية الرائعة، و المشاهد المؤثرة والموحية، والشخصية رسمت باقتدار كبير....هل نرى مستقبلا قصصا أخرى تعالج مشكلات المرأة من زوايا عدة..! ربما..!

زاهية بنت البحر
27/02/2007, 11:44 PM
بديعة بنمراح وقصة جميلة تحجزنا لقراءتها أكثر من مرة دمت مبدعة ,فلن أضيف إلى ماتفضل بها الكبيران الأستاذان عبد الحميد وعبد الرحمن إلا سلمت يدك وبانتظار المزيد:fl:
أختك
بنت البحر

بديعة بنمراح
28/02/2007, 08:49 PM
الأستاذ الفاضل عبد الرحمان
أسعدني مرورك الكريم وقراءتك لقصتي . شكرا لوجودك هنا . شكرا لملاحظاتك القيمة.
: مع كامل الود و التقدير

اشرف الخريبي
03/03/2007, 10:28 PM
قال لها لا تخافي ! لن اتخلى عنك مهما حصل ، ستكونين رائعة في فستانك الأبيض الجميل وباقة ورد تنتشي بين يديك البهيتين.. فستان عرسي أحمر يا أبي ! يا أمي اهزجي...



من هذه النهاية اعتقد انه يبدأ النص
وتبدأ لعبة البناء المتخيل الذى يختفى خلف الأسطر ويشيد العالم

تقديرى لأبداعك والتحليل العميق الذى قرأت هنا
لكل من الصديق عبد الحميد الغرباوى والعزيز عبدالرحمن الجميعان

محبتى لكم

اشرف

بديعة بنمراح
06/03/2007, 12:57 PM
:fl:
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®» الأستاذ المبدع أشرف الخريبي
مرورك يسعدني دائما ، وقراءتك لنصوصي أعتز بها كثيرا.
دمت متألقا .مع كامل الود و الاحترام«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

بديعة بنمراح
20/03/2008, 07:16 PM
بديعة بنمراح وقصة جميلة تحجزنا لقراءتها أكثر من مرة دمت مبدعة ,فلن أضيف إلى ماتفضل بها الكبيران الأستاذان عبد الحميد وعبد الرحمن إلا سلمت يدك وبانتظار المزيد:fl:
أختك
بنت البحر
عذبة روحك، يا صديقتي البهية زاهية.
باقة ورد و محبة

غفران طحّان
23/03/2008, 02:28 AM
هي روحك العطشى للجمال
تنساب شلال عشق وشغف
تنسل بهدوء لتصنع الأنثى
بجمالها الراقي
ولغتها الأنيقة المشرقة
غاليتي
أقرؤك وأنا أتنشق العطر الذي يمطرني به حرفك
دمت بجمالك
في الله أحبّك

غفران طحّان
23/03/2008, 02:28 AM
هي روحك العطشى للجمال
تنساب شلال عشق وشغف
تنسل بهدوء لتصنع الأنثى
بجمالها الراقي
ولغتها الأنيقة المشرقة
غاليتي
أقرؤك وأنا أتنشق العطر الذي يمطرني به حرفك
دمت بجمالك
في الله أحبّك

بديعة بنمراح
23/03/2008, 03:23 AM
هي روحك العطشى للجمال
تنساب شلال عشق وشغف
تنسل بهدوء لتصنع الأنثى
بجمالها الراقي
ولغتها الأنيقة المشرقة
غاليتي
أقرؤك وأنا أتنشق العطر الذي يمطرني به حرفك
دمت بجمالك
في الله أحبّك
الغالية على روحي غفران
تمطرني حروفك فرحا ورديا ينبع من شراييني.
جميلة انت حين تعطرين صفحتي بوهج حضورك.
لك محبتي و تقديري يا رائعة

بديعة بنمراح
23/03/2008, 03:23 AM
هي روحك العطشى للجمال
تنساب شلال عشق وشغف
تنسل بهدوء لتصنع الأنثى
بجمالها الراقي
ولغتها الأنيقة المشرقة
غاليتي
أقرؤك وأنا أتنشق العطر الذي يمطرني به حرفك
دمت بجمالك
في الله أحبّك
الغالية على روحي غفران
تمطرني حروفك فرحا ورديا ينبع من شراييني.
جميلة انت حين تعطرين صفحتي بوهج حضورك.
لك محبتي و تقديري يا رائعة