المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاوقاف فى القدس



آمال الخزامى
06/02/2010, 06:20 PM
الاوقاف فى القدس
آمال الخزامى
القدس من اهم المدن المقدسة ، حيث تتمتع بمكانة عظيمة لدى العرب ،مسيحيين ومسلمين ، منذ عشرات القرون ،فهى مهد المسيح (عليه السلام) أولى القبلتين ، وثالث الحرمين الشرفين ، كما أن مدينة القدس قد شهدت عددا ،من الوقائع والمعارك المهمة التى تركت بصماتها على مجرى التاريخ ، مما ذاد من أهمية مدينة القدس ، بشكل عام ، وأهمية أوقاف القدس بشكل خاص . ويؤكد على ذلك مفتى القدس ، سماحة الشيخ عكرمة صبرى ، قائلا :"البلدة القديمة فى مدينة القدس ، وأكنافها المعروفه إنما هى كلها وقفيات بمقدستها وبجميع مبانيها وعقارتها "(1)
ماذا يعني وقف المكان
معنى الوقف :لغة الوقف مصدر للفعل وقف بمعنى حبس .
شرعا : الوقف هو حبس العين ،المملوكة ،ملكا تاما ، عقارا أومنقولا ، والتصدق بمنفعته على ذي القربى ،اوغيرهم .
الوقف فى الاسلام نوع من البر والإحسان ،وكانت عمليات الوقف شائعة ،في عهد الرسول (ص)،واالخلفاء الراشدين ،واستمرت على امتداد مختلف العصور الاسلامية .(2)
انواع الوقف: هناك نوعان من الوقف ،الوقف الخيرى :وهو ماخصص ريعه ،ابتداء ،لصرفة على جهة من جهات البر ، كالوقف على المساجد ،والمدارس ،والمستشفيات ، والملاجئ ......الخ .
الوقف الذرى : وهو ماخصص يعة للواقف نفسه ،أولغيره من الأشخاص ،الذين يحددهم ، سواء أسما ،أووصفا .
أركان الوقف : الواقف ،الوقف ،الموقوف عليه.
شروط الوقف: لا يجوز بيع الوقف عقارأ ، أو منقولا ، إلا بمصوغ شرعى .وعلى المتولي الشرعي للوقف المحافظة على اعيان الوقف ،ومنع التعدي عليه ،والعمل على رفع الاعتداء ،عند حدوثه ،فضلا عن العمل على إصلاح الوقف ،وترميمه ، وغير ذلك من الواجبات ،التى تكفل استمرار الوقف ، وتأدية لوظيفته .(3)
يجب أن تكون هناك لإدارة للوقف ، تقوم على خدمته، ورعايته، تتكون من ناظر للوقف ، ومتولى الوقف ، ثم الجابي.
الاوقاف الإسلاميه (العهدة العمرية )
اتسم العصر الإسلامي ،منذ بداية القرن السابع الميلادي ،الآول الهجرى ، بالفتوحات الإسلاميه للبلاد المجاورة ، وكان للقدس نصيب من ذلك ، فدخلت القدس ،وماحولها من مدن ، مرحلة جديده ، ومهمة من تاريخها .في عهد الخلافة الاسلامية ، بعد معركة الريموك ، عام 13 هجرية ، 633 ميلادية ،فى عهد الخليفة الثانى ،عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) ، وبقيت فلسطين ، والقدس ، تحت ظل الخلافة الإسلامية ، حتى اخر عام 1917م،مع اختلاف لمركز ،الخلافة ، فتارة يكون الخليفة امويا ،وتارة ثانية عباسيا ن وثالثة عثمانيا .(4)
ظلت القدس هدفا مهما للدولة الإسلامية ،منذ بداية الخلافة الإسسلامية ، فأرسل أبو بكر الصديق (رضى)جيشا ن بقيادة أسامة بن زيد، لفتح بلاد الشام ، محملا بنصائح مهمة "لاتخونوا، ولا تغدرا،ولاتغلوا ،ولا تمثلوا ،ولا تقتلوا طفلا ، ولا شيخا كبيرا ، ولا أمرأة ، ولا تعقروا نخلا ،ولا تحرقوه ، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ، ولا تذبحوا شاه ، ولابقرة ولا بعيرا ،إلا لمأكلة . وسوف تمرون بأقوام فرغوا انفسهم في الصوامع ، فدعهوهم ومافرغوا أنفسهم له ".وقد تم تجهيزه أربعة جيوش ، لفتح بلاد الشام ، كان أحدهم بقيادة عمرو بن العاص ، خصص لفتح فلسطين ونجح بن العاص في فتح معظم أرض فلسطين . وحين تولى عمر بن الخطاب الخلافة ، بعد وفاة الصديق ، عام 13 ه ، أكمل ابن الخطاب مسيرة الفتح ، بإرسال جيش ، بقيادة أبى عبيدة بن الجراح ، مع سبعه من خيرة القادة للزحف الى القدس ، وفتحها . ودارت معركة ، استمرت عشرة أيام ، بين الجيش الإسلامى وجيش الروم . انتصر فيها الجيش الإسلامى . ودام الحصار للروم أربعة أشهر ، استسلموا بعدها ، بشرط تسليم المدينة للخليفة نفسه ، ووافقهم أبو عبيدة ، واستمرت الهدنة ، حتى جاء عمر بن الخطاب (ر) واستقر فى جبل الزيتون ، ثم رحل الى القدس ، عام 638م، وتسلم مفاتيحها من البطريرك صفرينوس ثم زار كنيسة القيامة ، ولقد طلب البطريرك صفرينوس من عمر بن الخطاب (ر) ، عندما حان وقت الصلاة ،أن يصلى الخليفة في الكنيسة ، فاعتذر عمر ، حفاظا على المقدسات المسيحية ، كي لاتكون صلاة سنه لمن يجئي بعده، واختار مكانا آخر ، ليصلى يه .(5)
معروف بأن عمر بن الخطاب (ر) أعطى البطريرك صفرينوس "العهدة العمرية "التى جاء فيها :"هذا امانا لنفسهم ،وأمواله م ، وكنائسهم ، وصلبائهم ، أنه لاتسكن كنائسهم ، ولا تهدم، ولا ينتقص منها .. ولا من شيئ من أموالهم ، ولايكرهون على دينهم ، ولا يضار أحد منهم . ولايسكن إيلياء أحد من اليهود ".(6)
كما تضمنت "العهدة " ،أيضا، أن على أهل إليلياء ان يخرجوا من المدينة الروم ، واللصوص ، " فمن خرج منهم ، فهو آمن على نفسه ، وماله ، حتى يبلغوا مأمنهم " ،ومن كان فيها من أهل الأرض (وتعنى بأهل الأرض الفلاحين أصحاب الارض الاصليين )، فمن شاء نهم قعد، وعليه ماعلى أهل إليلياء من الجزية ، ومن شاء سار مع الروم ، ومن رجع الى اهله ، فإنه لايؤخذ منهم شيئ من الجزية ، حتى يحصدو أحصادهم ".
لقد فرقت "العهدة" بين طائفتين : الروم ، وهم حكام غرباء ، عليهم أن يخرجوا من البلاد ، وبين أهل البلاد الأصليين ، النصارى ، الذين لهم حق البقاء فى بلادهم ، يتمتعون بالحرية الدينية ، ضامنين سلامة أموالهم ، وأرواحهم ، ودور عبادتهم . وتعد هذه "العهدة " بمثابة نواة للاستقلال الطائفى الذى ينم على سماحة الإسلام مع "أهل الكتاب".(7)
توجه عمر (ر)، بعد ذلك ، الى المكان الذى تقع فيه الصخرة المشرفة ، التى انطلق منها معراج الرسول (ص) ، وكان قد تجمعت عليه القاذورات ، فأخذ عمر ينظفها بنفسه هو ومن معه من الصحابة ، ثم أمر ببناء أول مسجد في الإسلام فى مدينة القدس .
مكث عمر (ر)، عدة ايام ، في بيت المقدس ، لبحث شؤونها ن ثم غادر إلى المدينة المنورة ، بعد ان خطب في الناس ، عين يزيد بن سفيان عاملا على إدارة مدينة القدس ، تحت إمارة ابى عبيدة ، وعين سلامة بن قيصر إماما للصلاة ، وعلقمة بن مجزر مشرفا على شؤونها العسكرية .(8)
ظلت فلسطين تحت الحكم الإسلامى حتى آلت الخلافة إلى معاوية بن أبى سوفيان بعد معركة صفين ، على النحو المعروف ،وذهب إلى بيت لمقدس ، ليعلن خلافتة من هناك (عام 40 ه – 661 م) وكان م اهم ماقام به الأمويون بناء الحرم القدسى الشريف ، الذى يتألف من المسجد الأقصى ، ومسجد الضخرة ، ومابينهما ، وحولهما من منشأت ، على مساحة 140900 مترا مربعا . وقد بناها عبدالملك بن مروان ، عام 66ه – 685م، وأوقف على نفقاتها خراج مصر لسبع سنوات متصلة . وقد اكتمل بنائه ، في عام 70ه-691 م .
لقد أزدهرت القدس ، في عهد الخليفة عبدالملك بن مروان ، وعهد ابنه ، الوليد بن عبدالملك .(9)
استمر إعمار الحرم القدسى ، خلال مراحل التاريخ الإسلامى ، سواء أيام العباسيين ، أو الفاطيميين ، أو المماليك . وجاء الإعمار على شكل أعمال بناء ، وتوسيع لمساجد الحرم ، أو ترميمها ، واحيانا وقف مبان ، وسبل لزائري القدس ، للصلاة ، والزيارة .(10)
يشتمل الحرم المقدسى على أربع حوائط ؛شمالى وجنوبى ،وشرقى ،وجنوبى ،وغربى ،والصخرة المشرفة ، وقبة الصخرة ، المسجد ( الجامع ) الأقصى المسجد ،قباب المسجد الأقصى ، مآذن المسجد الأقصى .فضلا عن أروقة المسجد الأقصى .
وسبل الحرم ،وهى سبيل قايتباى ، وسبيل شعلان ، سبيل بابا الحبس ، وسبيل البديرى ، وسبيل قاسم باشا ، وسبيل السلطان السليمان.(11)
شملت العقارات المقدسية الموقوفة على الحرم ، الآتى : دار الأيتام الإسلامية ، تكية خاصكى سلطان ؛ كلية روضة المعارف ؛المدرسه البكرية ؛حمام الشفا؛ دكاكين على مقربه منه ،في سوق القطائين ؛دار حبس الرباط ؛ دار حبس الدم .
المصلى المرواني : يقع في الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد الأقصى المبارك ، وكان يطلق عليه ، قديما ، التسوية الشرقية من المسجد الأقصى . يتكون من (16) رواقا ، تبلغ مساحتها (2775) مترا مربعا ، أى مايقارب (4) دونمات ، استعمل فرض الرسول (ص) مصلى للأنبياء جميعا ،ضمن المسجد الأقصى المبارك .وللتسوية مداخل عديدة ، منها مدخلان من الجهة الجنوبية ، وخمسة مداخل من الجهة الشمالية ، استخدمه معاوية ،كمصلى ومكان للتدريس ، وخصص فى ،زمن عبدالملك بن مروان ، كمدرسة فقهية متكاملة ، ومن هنا أطلق عليه اسم المصلى المرواني.(12)
ظلت القدس ،طوال فترةالحكم الاسلامي ، مزدهرة ، ومنارة علمية ، ودينية فى آن ،حتى حملة الفرنجة الأولى (عام 1099م-492ه) وفيها تمكن الفرنجة من احتلال المدينة المدسة ،بعد قتال امتد اسبوعين ،قتل خلاله الفرنجة ،داخل المسجد الأقصى ، مايزيد عن السبعين ألفا ،كتير منهم من أئمة المسلمين ، وعلمائهم ، وعبادهم ، حيث قام الفرنجة بمحاصرة المسلمين ، فى الحرم الشريف واعطوهم مهله ثلاثة أيام ، للخروج من المدينة ، ومن يتأخر سيقتلوة ، وأما من كان في المدينة من اليهود ، فقد جمعهم الفرنجة في الكنيسة ، وأحرقوها عليهم . وأبقوا على العرب والنصارى ن لكن بدون سيادة دينية ،حيث ألفوا البطريركية الأرثوذكسية ، واقاموا ، بدلا منها أخرى لاتينية .(13)
استمر احتلال الفرنجة ،لمدة 192 عاما . انتهت ن حين حررها صلاح الدين الأيوبى ،بعد انتصاره فى موقعة حطين ، ودخل مدينة القدس فى ذكرى الإسراء والمعراج، يوم 27 رجب 583ه ، 20 تشرين الأول /أكتوبر 1187م . وقد كان صلاح الدين نموذجا للفاتح المسلم ن على غرار عمر بن الخطاب ، حيث أعطى الأمان للمعتدين من الفرنجة ، على أنفسهم ، واموالهم ، حتى بلغوا الساحل . ثم قام صلاح الدين بتعمير بيت المقدس من جديد ، وأمر بعودة كل أبناء القدس اليها .(14)
وقفية صلاح الدين الأيوبى
تعد من اهم إنجازات صلاح الدين الأيوبى ، هو وقفيتة التى عرفت ،فيما بعد، بأسمه ، وقد تمت صياغة هذه الوقفية ن فى 17 رمضان سنة 590 هجرية ، وبأمر من صلاح الدين الأيوبى ، وبحضور قاضى القضاة ، آنذاك .(15)
نصت "وقفية صلاح الدين " على الملاك الفسطنية الآتية :
"جميع الدار المعروفة بدار البطرك في القدس ،ومايليها ، بما في ذلك الربع المجاور ، وهو طاحونه ،تعرف بعصفور ، وفرن،ودير، يعرف بالحديد ، وقبو كبير باصطبل البطرك ، ودار شمالي الاصطبل ،وتشمل على أقباء تحتائية بالحمام المعروفة بالبطرك ، والقبو ، والحوانيت المجاورة ،البركة المعروفة بالبطرك ، والربع الملاصق لها ، البركة المعروفة بماملابظاهر القدس ،والقناة التي يجري فيها الماء في هذه البركة الجوانية ، المعروفة بالبطرك ، أرض الحمورة العليا ، الجورة السفلى ، المعروفة بالاسبتارءالبقعة ، قطعة أرض ، تعرف باسم حرج اشبكم ، وقطة أرض ،تعرف باسم راس الحنوص .وتضمنت وقفية صلاح الدين "تحذيرا من ألايدخل على هذه الممتلكات ا] وجه من وجوة التمليكات ، أو يزيلها عن تحبسها سبب من أسباب الانتقالات ، ولايقدح فيها ، تقادم الأعوام والدهور ، محفوظة على شروطها ،لاتغيير ، ولاتبديل، ولايلحقها نسخ ،ولا تحويل ، أبدا ،مادامت السموات والارض ، الى أن يرث الله الأرض وماعليها ".(16)
كما حددت الوقفية دار البطريرك "سكنا للزائرين ، الآتيين إليها من سائر دول العالم ، "ولايسكن في هذه الدار ، الابمقدار حاجته .وليس لأحد اخراجه منها ".(17)
الجدير بالذكر ان وقفية صلاح الدين الأيوبى تعد أساسا لجميع الوقاف الاسلامية ،التى تلت في القدس وفلسطين .وتوجد هذه الوقفية بالمحكمة الشرعية بالقدس .(18)
نهج المماليك طريق الايوبيين ، في سماحتهم مع "أهل الكتاب"، نصارى ويهود ، وعاش اليهود ،في العصر المملوكى ، في حارة لهم ،في بيت المقدس ،شانهم في المدن العربية الأخرى . إلى أن وصل الحكم العثمانى ثمة اوقاف مقدسية عدة من بعض الأفراد ، أوأوقاف شخصية ، لأقاربهم ،وذويهم منها وقف أفضل الدين محمد بن عمران الحنفي الغزى ، قاضى القدس ،وزوج شقيقية قاضى القضاة ن مجبر الدين عبدالرحم العلمي ، والعين الموقوفة ، هي دار سكن وجهات الوقف على ابن الواقف ، ثم زوجته ، ثم على ذرية الموقوف عليه ،ثم فقراء المسلمين .ويعد هذا الوقف من نوع ذري ،ويقع هذا الوقف في حارة بابا الحديد ، الملاصق بالمسجد القصى المبارك ،من جهة الغرب ، شمالى باب الحديد .وقد كان هذا الوقف ، عام 693 هـ 1293م.(19)
في 696 هـ 1296م، وقف الأمير علم الدين عبدالله الدويدار مدرسة الدويدارية ن وقرى ، وعقارات اخرى ، والجهة الموقوف لها المدرسة (الخانقاه) الدويدارية شمالى المسجد الأقصى المبارك .ونوع الوقف خيرى ،وجاء في حجة الوقف انه أوقفها ابتغاء وجه الله تعالى ، على ثلاثين نفرا ، طوال العام ، ولضيافة من يرد إليها من الصوفية ، ولمتصوفة ، مدة عشرة ايام .،"ووقف عليه قرية بيرنبالا من القدس الشريف ن وقية مجلا فى اريحا ، وفرن ،وطاحون ،وعلوهما بالقدس ،ودار ومصبنة ،وست حوانيت ، ووراقة بنابلس ، وثلاث بساتين ، وثلاث حوانيت ، وأربع طواحين ببيسان ،ووقف ذلك هذه الخانقاه ، وعلى تدريس مذهب الشافعى ، وعلى يسمع الحديث البنوى ،وقارئ يقرأ عليه ، وعلى عشر نفر يسمعون الحديث ونفر يتلون كتاب الله كل يوم ختمه وعلى مادح ينشد مدح النبى ذلك بالجامع الأقصى ".(20)
فى عام 8360 هـ 1432م ،أوقف نائب السلطنة ن بابلسيتن ،وقيسارية ،الأخير محمد ناصر الدين محمد باش بن غرس الدين خليل بن دلغادر الملكي الأشرافي ، والموقوف المدرسة الغادرية ، الكائنة شمالى المسجد الأقصى المبارك ، وخان الغادرية ، وحوانيت .ونوع الوقف خيري .(21)
في الأول من شهر رجب 838هـ /1434م،أوقف ناظر الحرمين الشريفين ،ونائب السلطنة مدرسة الحسنية الكائنة في حارة باب الناظر ، وقرى ، وأراضي متنوعة ، والجهة الموقوف إليها نوع الوقف خيرى يصرف منه على من يعلم كتاب الله تعالى ،والفقراء القانطون فى الخلاء ، والأيتام ، والمتصوفين، ومن الأماكن الموقفه في هذه الوقفية "قرية دبوان ،تابع قدس قريه أم طوبى (2)،تابع قدس ،قريه عنب (3) ، تابع قدس تماما ،قرية طيبة الاسم نصارى (4) ، تابع قدس ، مزرعة مالحة الكبرى (5) تابع قدس تماما ، قرية عصيرة الشمالية (6) تابع جبل شام درنابلوس ".(22)
الأوقاف فى العصر العثمانى :
ضمت الدولة العثمانية بلاد الشام إليها فى عام 1516 م بعد انتصار السلطان سليم على السلطان المملوكى قنصوه الغوري، في معركة مرج دابق ، قرب حلب .
وأصبحت القدس جزئا من ولاية دمشق ،ذهب إليها السلطان سليم ،فاستقبله علماء ، ووجهاء القدس ، وعندما تولى ابنه السلطان سليمان ، عام 1520هـ 1560م، اهتم بالقدس ، فرمم قبة الصخرة ، وأعاد تبليط المسجد ، كما رسم جدران الحرم الشريف ، وابوابه، وانشا عددا من السبل ، وأصبح يعرف بخاد الحرمين في القدس والخليل . كما قامت زوجته بزيارة القدس ، وأوقفت أوقافا عليها .(23)
اضاف العثمانيون إلى الوقاف الكثيرة ، التى وجدوها بفلسطين ، أوقافا جديدة ، كما أنشأوا منشآت خيرية ،ارتبطت بالأوقاف ،لضمان استمرار الأوقاف ، وكانت الأوقاف الخاصة بالحرمين أكثرها انتشارا فى مناطق كثيرة في فلسطين ،وبشكل خاص في القدس ، واللد ، والرملة ، ونابلس .(24)
جدير بالذكر أن هناك بعض الأقطار العربية أوقف اهلها كثير من أملاكهملحساب أوقاف القدس ،منها عائلات كثيرة يقمون فى مصر ، كذا فقد حظيت الأوقاف ،فى العهد العثماني ، بعناية كبيرة من الدولة العثمانية . مما ذاد من حجم الوقفيات ، وتعدد أوجه الاستفادة منها ، والإنفاق عليها . فمثلا عدد الأوقاف في استانبول ، في الفترة من 1453ـ 1553، بلغ 2515 وقفية ،علاوة على أوقاف السلاطين ، والأمراء ، المقامة في هذه الحقبة مما أدى الى تباين وجهات النظر بين ن الفقهاء حول الوضع القانوني للآوقاف الخاصة مما أدى بالتالى الى تباين فى إدارة الدولة العثمانية للأوقاف ، من منطقة الى آخرى ، ومن وقف لآخر ، متأرجح بين الصعود والهبوط ، متأثر بأوقات ضعف الدولة العثمانية وقوتها .(25)
أهم الأوقاف الشخصية أثناء الحكم العثمانى
فى النصف الثاني من القرن العاشر الهجرى ن استقرت عشرات من العائلات الدشقية فى القدس ، نتيجة الثورة العمرانية ، التى قام بها السلطان سليمان القانوني ،آنذاك ،مما أدى الى تضاعف عدد أهالي القدس ثلاث مرات ،في غضون سنوات قليلة .(26)
لقد تم تسجيل آلف الوقفيات في سجلات المحاكم العثمانية ،في بلاد الشام ،ومن أهمها "وقف الدمشقي "، الذى أكدت كثير من الحجج بأن وقف الدمشقى كان ،فى الأصل ،وقفين منفصلين ،لشخصين من أصل دمشقي ،مقيمان في القدس ،في أواخر القرن العاشر الهجري ،حيث وقف كل منهم وقف مستقلا ، ولكن في عقارات مشتركة بينهما ،ثم دمج الوقفين ،فيما بعد ،بسبب التزاوج بين الورثة .سجل الوقف الدمشقى باسم شهاب الدين أحمد بن الخواجة شمس الدمشقي الشهير بأبن الدمشقي ، ومحمد الناصر كمال ادين ،الشهير ، أيضا ، بابن الدمشقي ومكان وقفهما بالقدس الشريف ،وخارجها.وذلك ،في عام 1266هـ/1849م،ويشمل الوقف على قطعة أرض فى سلوان "جارية فى وقف المدرسة الناصرية الصلاحية بظاهر القدس الشريف ...يحدها من القبلة أرض بيد محمد الدمشقي ".،"ودار تقع بحارة اليهود ، تحت تصرف وارث المرحوم شمس الدين الدمشقي "،ووضحت الحجج بأن العقارات الموقوفة يوزع ريعها على المستحقين ، كما تصف هذه العقارات بأنها "ثلاث دور ،ودكانين ، تقع في محلة اليهود ،وقطعة أرض صغيرة وحصة كبيرة من وادي حلوة فى سلوان ".وتناولت الحجج تعميير وترميم الوقف ،طيلة العهد العثمانى ،وكان قاضي القدس الشريف ،يعين على كل وقف شخص يتابع إجرات التعمير ،والتأجير ،وتوزيع الريع على المستحقين ،فضلا عن تعيين ناظر ، يتولى مراجعة تلك الإجراءات مع المتولي .(27)
بالاضافة إلي وقف الدمشقي ،هناك أوقاف عدة لدمشقين عاشوا فى القدس ،منها وقف عبدالقادر الدمشقي ،فضلا عن وقفيات عددية ، كانت عقاراتها في دمشق ،ولها مستحقون في اقدس ، منها ـعلى سبيل المثال ـ وقف محمد شمس الدين النصاب الدمشقي ،الكائن في مدينة دمشق ، وعرف وقف النصاب بوقف الحصنى ، بعد أن تولى الاشراف عليه آل الحصني .(28)
الأوقاف فى العصر الحديث
شهدت الأماكن المقدسة في فلسطين ،مع بداية العصر الحديث ،والذى يبدأ بتولية محمد علي ، الحكم فى مصر (1805م)،تحولات عدة ، حيث اسس محمد علي ، عبر ممثليه في أرض الشام ، لتنظيم الحصول على ريع أوقاف القدس ، وأصبحت القدس تابعة لمصر ، فباتت تحصل مال وقف الحرمين ،والسادات ، لصالح مصر كما كانت هناك مواقف يهودية مشينة ،خاصه أولئك اليهود الآتين من الغرب ، حيث لم يتوقفوا عن محاولة البحث عن استغلال الأوقاف الإسلامية ،أوشراء مساحات من الأرضي،لتحوليها إلى ملكية يهودية ، على حساب الأوقاف الإسلامية ،فضلا عن تغيير معالم الأوقاف ، التي استولوا عليها ،أقاموا عليها شعائرهم ،وخاصة في منطقة المغاربة ،في الحرم الشريف،ففي ثلاثينيات القرن التاسع عشر، تزالت الكتابات إلى محمد علي من شيخ المغاربة في القدس الشريف ، بخصوص تبليط اليهود زقاق البراق ، الكائن بحارة المغاربة ، بقرب دور ووقف سيدي أبي مدين الغوث ، قدس سرة ، الملاصق لسور الحرم الشريف ، وذلك بدون وجه حق .(29)
كما سعى اليهود ، أيضا ، إلى بناء المعابد وترميم القديم منها ، والتمكين من الأوقاف الإسلامية بالعمل المستمر ، لترخيص الملاك ، فكانوا يستولون على كل مايريدون ، ويقولون "نحن فرنج ".حاول بعض المسلمين مواجهة الأفعال اليهودية العديدة ،المستميتة للسيطرة على الأراضي والأوقاف فى القدس ، تحت حمايه بريطانية لهم ، حيث أنشئ في مصر نظارة للوقف ن وتم تعيين مدير عام مسئول عن الأوقاف في مصر ، ومالبث بعد ذلك أن تم دمج بنى الوقف فى إدارة ونظام جديد ، وأنشئ مجلس إسلامى أعلى، ليتولى املاك المسلمين ، وخاصة أوقافهم . ورغم ذلك فقد ظل اليهود دون نفوذهم على المناطق الإسلامية ، وخاصة مناطق الوقف منها ، ليثبتوا وجودهم ، بعنف ، امام "حائط البراق " ،مما أدى الى تذايد اعمال العنف والقتل في المنطقة ، بجوار الحائط الغربى من الحرم الشريف .(30)
لقد أدت الاعتداءات المتكررة من اليهود على القدس ،ومحاولة بعض العرب والمسلمين الدفاع عن القدس ، قانونيا ، أمام اللجنة الدولية التى بعثت بها " عصبة الامم " ، في عام 1930 ،لبحث مسألة حقوق العرب "حائط البراق "، استمعت اللجنة الدولية ،المشكلة من سويسرا ، وهولندا ، والسويد ، والمسماة "لجنة البراق "، الى الطرفين ، العرب واليهودى ، وبعض موظفى حكومة الانتداب البريطانى . وبعد اطلاع اللجنة على كافة البيانات، توصلت الى أن ملكية " حائط البراق"،وحق التصرف فيه ، ومايحيطه تعود للمسامين ، ولايحق لليهود سوىالمطالبة بزيارة الحائط فحسب .كما أكدت اللجنة على أن الساحة المجاورة للحائط هي ملك إسلامى ، وتعتبر وقفا للمسلمين ، من قبل صلاح الدين ،منذ عام عام 1193م ، وأن حي المغاربة ، ومبانيه ، التي هدمتها جرفات الاحتلال ، قد أنشئت ، فى عام 1320م،لخدمة الحجيج المغاربة ،وأصبحت أملاك وقف ،بعد أن أوقفها أبومدين لهذا الغرض .(31)
يتضح من ذلك خطورة المشروع الصهيوني ،في القدس الذي بدأ ، من وقت مبكر ،ولايزال مستمرا ، رغم كل قرارات "عصبة الامم" و"الامم المتحدة "،من يعدها ،وعلى مسمع ومراى من العالم بأسرة .
الوجود والأوقاف المسحيين فى القدس
تعد كنيسة القيامة من أقدم الماكن المقدسة المسيحية في القدس ، وكذا كنيسة القديسة مريم ، التي تم تشييدها ، بعد زيارة القديسة مريم المصرية ، إلى القدس عام 382 م . استمر الوجود المسيحيى ي القدس ، بعد الفتح الإسلامي ، حيث أكدت العهدة العمرية على الوجود القبطي في القدس ، ضمنت الامان لكل الطوائف المسيحية في المدينة المقدسة ، واستمر بناء الكنائس والأديرة في القدس ن دون أي عوائق .(32)
ومن الممتلكات الدينية للأقباط فى القدس ،الان ،مايلى (33)
1. دير السلطان ، وبه كنيستا الملاك ، والأربعة حيوانات .
2. دير ماانطونيوس ، شمال شرق القيامة .
3. دير مارجرجس ، في حارة الموارنة .
4. كنيسة السيدة العذراء، بجبل الزيتون .
5. هيكل على ، جبل الزيتون.
6. كنيسة باسم ماريوحنا ، خارج كنيسة القيامة .
7. كنيسة صغيرة ، باسم الملاك ميخائيل ، مىصقة للقبر المقدس في الغرب .
كما ترتب على الوجود القبطى في اقدس ، إنشاء بعض المؤسسات ذات الطابع المدني ، من أشهرها المدرسة القبطية ،وكلية الشهيدة دميانة للبنات . فضلا عن وجود جمعية خيرية اجتماعية ، لرعاية الأقباط في القدس .(34)
ألاوقاف المسيحية :
حفلت الوثائق القبطية بالعديد من حجج الأوقاف المرصودة على القدس .والجدير بالذكر أن الوقف لم يكن حكرا على الأماكن المقدسة في القدس ، من الأثرياء الأقباط فحسب ،بل كانت معظم الأوقاف من أفراد الطبقة المتوسطة القبطية زفهناك عديد من الأوقاف القبطية ، تشتمل على عمارات صغيرة ، أوجزء من عقار ، بعضها موقوف لنفع الأبناء والذرية ، على أن تؤول ، فيما بعد، غلى الأماكن المقدسة فى القدس ،والبعض الآخر تم وقفه لصالح الأديرة القبطية في مصر ، وفي حالة تعذر ذلك ، تعود عائداتها إلى القدس . فضلا عن أوقاف موقوفه ، مباشرة ، على القدس . وبصفه عامة توضع معظم الأوقاف القبطية تحت اشراف البابا القبطي في القاهرة وينوب عنه المطران القبطي في القدس ، ولكن ،في حالات نادرة ،وقف بعض الأقباط اوقافا على الحرم القدسي ،بصفة عامة ، دون تخصيص لدير ، وكنيسة معينة ،وفي هذه الحالة توضع هذه الأوقاف تحت إشراف ناظر أوقاف الحرم القدسي ،وهو من المسلمين .(35)
منذ القرن التاسع عشر ، تولى الأقباط بأنفسهم رعاية الأوقاف والممتلكات القبطية في القدس ،ولاسيما مع تولي بعض الأقباط لوظائف إدارية في القدس .(36)
الانتداب البرياطنى والوقاف المسيحية
نظرا لاهمية الأوقاف الأرثوذكسية فى معركة التهويد حيث تملك الأراضي والعقارات وخصوصا فى المدينة القديمة ،ولما تعرضت له البطريركية بالقدس من ازمات مالية ،مما منح الفرصة لحكومة الانتداب بالتدخل فى اوائل 1921 فعين المندوب السامى لفلسطين السير هربرت صموئيل لجنة تحقيق لعمل الاجراءات اللازمة لتسوية الأزمة المالية فى البطريركية . ثم عاود المندوب السامى بتشكيل لجنة ثانية عام 1925 ، للنظر فى مدى أحتياج الأنظمة السلطانية الصادرة فى سنه 1875م، بشأن بطريركية الروم الأرثوذكيسة ،وأيضا ،ضمان حق دخول الطائف الأرثوذكسية العربية فى أخوية القبر المقدس ، فضلا عن أمر اقالة مجالس ابطريركية الأورشيليمية الأرثوذكسية العربية والبطريركية .
لقد ظهر بوضوح عهد الخلافات بين المسيحين العرب ،واليونان وكانت قضية الوقاف أهمها لارتباطها المباشر بمخطط التهويد والاسستيطان .(37)
تقسيم فلسطين والأوقاف في القدس
"إنى ذاهب إلي فلسطين ،لتنفيذ أوامر حكومتي لإنشاء وطن قومي لليهود فى فلسطين ".هكذا قال أول مندوب سامى لبريطانيا على فلسطين ،هربرت صموئيل|،عندما فرض الانتداب البريطانى على فلسطين ،عام 1920،من قبل مجلس الحلفاء ،وقبل أعتماده من قبل "عصبة الأمم" ،بعد عامين .كان لقيام "دولة اسرائيل "،في 15مايو/أيار 1948.اثر سلبى شديد على نظام الأوقاف المعمول به ،في تلك الحقبة ،سواء على مستوى المسؤلين ، أوالموظفي،حيث أغلق كثير من المساجد ، وتعطلت الصلاة ، وغيرها من الشعائر الدينية .وحدث اضطراب وضرر طال الكثير من النشطه الدينية ،والعملية في القدس ، فتعط ل العمل في المناطق الإدارية ،وغاب كثير من موظفي الدوائر ،بما نتج عنه توقف نظام الأوقاف عن العمل ،مما أصاب كثير من مباني الأوقاف بأضرار جسيمة ،نتيجةالاهمال ،وعدم الصيانة، فضلا عن سيطرة سلطة الاحتلال على موارد الأوقاف ، إما بأسليب إدارية ومالية ، تم وضعها من قبل المحتل ،أوبدمج أدارة الأوقاف ،أو باستقطاب بعض المسؤلين عن الأوقاف .(38)
لقد سعت سلطة الاحتلال للسيطرة على الأوقاف في القدس ن بطرق شتى ، مثل سن القوانين ، أو باللجوء الى العنف ، ورغم ماواجهته سلطة المحتل من مقاومة من الشعب الفلسطينى فإنها لم تتوان عن السعى للسيطرة على الأوقاف ، وساعدها على ذلك ماقررته اللجنة التى تم تشكيلها من الأمم المتحدة المتعلقة بفلسطين ،فى مايو/آيار 1947م،من تعامل مع مدينة القدس ، بوصفها كيانا منفصلا ،يخضع لنظام دولي خاص ، تديره الأمم المتحدة . وجاء تعريف هذه اللجنة للأماكن المقدسة بأنها عبارة عن مجرد قوائم لهذه الأماكن ، دون أن يسري عليها تطبيق أسس الوضع القائم فغدا لافرق بين هذه الأماكن المقدسة ، وبين الأماكن العادية ،من حيث الأهمية .(39)
كان لوضع الأوقاف المسيحية شأن آخر أكثر سوء، حيث تم توقيع عقد إيجار طويل المدي (49)،إبان النكبة بين البطريرك يتموثيوس الأول ، تخلي بموجبة عن مسحات واسعة من أراضى البطريريكيه فى القدسالجديدة بما كان يعرف بأرض المصلبة ،أقام عليها الصهاينة عمارات الكنيست ، ومقرر رؤساء اسرائيل ، وسكن رئيس الوزراء الاسرائيلي ، ومقر وزارة التعليم،وسكن لوزير المالية .(40)
من النكسه حتى أوسلو
إبان نكسة 1967م، أصدرت "اسرائيل" قانون حماية الأماكن المقدسة الإسرائيلية ، وبناء عليه أصبحت سلطة الاحتلال ترى فى نفسها الحارسة الأمينة على الأماكن المقدسة في القدس القديمة ، بالتعاون مع زعماء الطوائف الدينية الثلاث ، وذلك رغم وضع الكيان الصهيوني غير القانوني ، كمحتل!.(41)
فعندما سقطت مدينة القدس فى يد الكيان الصهيوني ، بعد معركتة مع الجيش الأردنى ، استولى الكيان على مفاتيح القدس ،ومنها مفتاح باب المغاربة ، احد أشهر الأبواب العتيقة ،ولايزال هذا المفتاح في حوزة سلطة الاحتلال ، رغم إلحاح الأوقاف الاسلامية على ضرورة رده ومن هذا اليوم ، لم يسمح للأوقاف الفلسطينية بتجاوز هذا الباب ، أوبإجراء أى ترميم له ،أو لغيره من الممرات العتيقة ، لحمايته من الانهيار ، تحت وطاة حفريات سلطة الاحتلال المستمرة ، والتى لاتنقطع . (42)
لقد اتخذت سلطة الاحتلال عدة إجراءات ، قانونية وعملية ، للقضاء على الأماكن المقدسة في القدس . حيث عمدت ،بعد نكسة 1967 ، على القضاء على التراث الإسلامي والمسيحي ، فشرعت بحفريات غير قانونية ، حول الحائطين ، الغربي والجنوبي ، للحرم القدسي ، والمسجد الأقصى، بحجة التفتيش عن الهيكل المزعوم ، مما لأدى الى تهويد 300 عقار حضارى وسكني بالانهيار .(43)
في 21/8/1969م،أحرق أحد الصهاينة المسجد القصى ، وقد أتى الحريق على منبر صلاح الدين ، وأجزاء من الحرم القدسي .
أسهم القرار السياسى الصهيوني بنقل العاصمة إلى القدس فى تحولها الى مركز لبعض المجالات الإدارية ، والتعليمية الصهوينية ،وتعزز هذا المركز عبر اتساع مجال القدس الغربية ، بادراج ضواح يهودية ، وقرى عربية مهجرة ، وأراضي خالية ضمن هذا المشروع التوسعي . بجعلها مدينة يهودية لايوجد بها سوى أقلية من غير اليهود ، لاتتجاوز 10%من السكان .(44)
قامت سلطات الاحتلال بإصدار عدة قوانين ، وانظمة ، واوامر، لتكريس "القدس الموحده"، كواقع جغرافي وسياسي ،على النحو التالى:
عدلت قانون القضاء والإدارة ، بادخال بعض فقرات جديدة على المادة 21 منه ، حيث نصت على : طأن قانون القضاء والإدارة يسري على كل منطقة في (أرض إسرائيل)، تحددها الحكومة بموجب أمر ".
كما ادخلت تعديلات على المادة 3 من قانون إدارة البلديات ،نصت على أنه "يحق للوزير (أى وزير الداخلية )بناء على رأيه الخاص ،دون إجراء تحقيق بموجب م 8،توسيع حدود بلدية ما ،باعلان إدخال المنطقة المحددة بالأمر 11/أ ،من قانون القضاء والإدارة العام 5708/1948".
كما ونصت الفقرة 2:"حيثما وسع الوزير منطقه بلدية ما ، كما وصف سابقا ،فإن حقه ان يعين بامر ، اعضاء إضافيين من سكان المنطقة المضمومة ".
جدير بالذكر أنه ، في اليوم التالي لإقرار تعديل قانون البلديات ، فى 28/6/1967م، أصدر وزير الداخلية ، حاييم عوش شايير، أمرا الى رئيس بلدية القدس المحتلة ، تيدى كوليك ، قضى بتوسيع منطقتة بلدية القدس .(45)
فى عام 1971من عبرت هيئة "اليونسكو" عن قلقها ، بشأن الحفاظ على المواقع المقدسة في المدينة القديمة . وتم عقد مؤتمر ، في عام 1972 ، باشراف اليونسكو ، تقرر فيه مطالبة "اسرائيل " بضرورة اتخاذ الإجراءات الضرورية ، للحفاظ الدقيق على العقارات والمباني الحضارية كافة . وان تمتنع عن إجراء أية حريات ، تنقيبا عن الآثار ، وعن نقل المعالم الحضارية من أماكنها ، وإجراء أ] تغييرات تطمس سماتها ، وطابعه التاريخي ، خصوصا الدينية المسيحية لإسلامية "
ولاتزال سلطة الاحتلال تتجاهل هذا القرار ، كمثله من القرارا ، وتصر على رفض كل المقترحات المتعلقة باستغلال مبان ،أومواقع دينية معينة ،عن سيادة أي دولة (46).
في 30/7/1980م،أقر الكنيست قانونا ، حمل توقيع رئيس الدولة ، آنذاك ،اسحق ناقون ، ورئيس حكومته ،ميناحم بيجن ، ونص على أن " أورشليم الكاملة الموحدة هى عاصمة إسرائيل ، ويكون فيها مقر رئيس الدولة ، والكنيست ، والحكومة ، والمحكمة العليا ".وتنفيذ لسياسة توحيد شطري القدس ، عمدت سلطات الاحتلال إلى جعل ضم القدس الشرقية واقعا يتعذر تجاوزه ، فربطت اجزاء المدينة ومحيطها بشبكة البنية التحتية الاسرائيلية ، مع إهمال متعمد للخدمات الخاصة بالمواطنين الهرب هناك .(47)
نجح الاحتلال الصهيونى منذ نكسة 1967م، بالاستيلاء على مساحات استراتيجية حولها كلها الى مستطوطنات فصل بعضها بين القدس وبين بيت لحم ، حيث استغل الاحتلال بعض النوس الضعيفة من الطوائف المسيحية ومعهم بطريرك يونانى فى الاستيلاء على كثير من أملاك وأوقاف الطائفة الأرثوذكية العربية ببيعها لجمعيات صهيونية ،فتم توقيع عقد بيع ميدان عمر بن الخطاب فى باب الخليل ، الذى يضم ثلاث فنادق تاريخية وعشرات المحال التجارية ، متورطا فيه بطريرك الروم الأرثوذكس البطريرك أرينيوس الأول مقابل 130 مليون دولار،فضلا عن تأجير 32 دونما من أراضى البطريركية فى محيط مسجد بلال بن رباح عند مدخل مدينة بيت لحم ، لألف عام !، لقد ساد الاستنكار والغضب أوساط الطائفة الأرثوذكسية فى القدس ، وتزايدت المطالبات بتنحية البطريرك أرينيوس وتقديمة للمحاكمة ، ووصف الأب الأرشمنديت عطا الله ماحدث بأنه "مشهد مخز من مشاهد الحالة التى وصلت اليها الكنيسة "،واضاف عطالله أن "أرينيوس الأول يعد خادم للوكالة الصهيونية ، التى مهمتها الأساسية شراء أو سرقة الاراضي العربية كحلقة من حلقات المشروع الصهيوني الاستيطاني ".
تسببت تلك التصريحات للاب عطا الله للتحرش به والاعتداء عليه جسديا من قبل أجهزة الشباك الصهيونية ، كما تلقى تهديدات بالتصفية لمواقفه الوطنية حين صرح بأن صفقة بيع ممتلكات الكنيسة الأرثوذكسية فى القدس الشرقية لجماعات يهودية سوف تظل وصمه عار تلاحق الذين قاموا بها وخططوا لها .(48)
على الرغم من رفض أكثر من سبعين سفارة فى تل أبيب الانتقال إلى القدس ، فإن الاحتلال واصل عمليات التهويد للمدينة المقدسة ، من الداخل ، بالاستيلاء على الأوقاف وغحاطتها بسياج من المستعمرات الاستيطانية ، حتى طرحت القضية فى مؤتمر مدريد ، خريف عام 1991.(49)
اتفاقية اوسلو والأوقاف
منذ توقيع"اتفاقية اوسلو "(13/9/1993)،بدات مرحلة جديدة ، نجح فيها الكيان الصهيوني فى تجميد مناقشة قضية القدس ، وترحيلها الى مفاوضات الوضع النهائي ، التي كان المقرر البدء فيها ، في مايو/آيار 1999.ولقد شهدت القدس اعلى مراحل التهويد ، حيث أصدر الكنيست ، في نهاية عام 1994 ، القانون الثالث ، الذي حظر على منظمة التحرير أى عمل أونشاط في القدس الشرقية ، مما أدى الى اندلاع "هبة النفق"، عام 1996، والتي اندلعت اثر قيام المتطرفين اليهود بحفر نفق بمحاذاة الجدار الغربي للمسجد الأقصى ، وفتح بوابة للنفق تحت المدرسة العمرية ، وهي عقار ووقف إسلامي ، في الرواق الشمالي للمسجد الأقصى ، ويبدأ هذا النفق من نهاية حائط البراق ، وطوله 47 مترا ، وعمقه حوالى 15 مترا ، ويستمر النفق ، حتى بابا الغوانمة ,(50)
قدمت بلدية القدس المحتلة ،فى عام 1998، الى حكومة نتنياهو مخططا من حصيلة عمل هيئات وشخصيات متخصصة فى التخطيط والاستيطان ، قضى بتوسيع القدس ، للمرة الثالثة ، بمقدار خمسة أضعاف ساحنها الحالية ، مااقتضى ، فى المقابل ، تقليص الوجود العربي الفلسطينى في المدينة ، الى النصف ، ليصل نحو 15%، فقط من مجموع اهلها.(51)ٍ
فى سلسلة لاتنقطع من القوانين والقرارات ، التي دأبت سلطة الاحتلال على إصدارها ، لتهويد واغتصاب القدس ، صدر فى 26 يناير/ كانون الثانى 1999، قرار من الكنيست ، لتشديد اجراءات إعادة أي من الأرض المغتصبة فى القدس ، حيث اشترط القرار موافقة 61 نائبا ،من أصل 120 (مجموع أعضاء الكنيست )، لإعادة أي أرض تمت السيطرة عليها ، من قبل سلطة الاحتلال ، مثل القدس الشرقية ، على ان يعرض الأمر ، بعد الموافقة ، للاستفتاء الشعبى .(52)
انتفاضة الأقصى والاستقلال والأوقاف
اندلعت "انتفاضة الأقصى والاستقلال" ،فى 28سبتمبر /أيلول 2000 ، كما هو معروف ، على إثر زيارة ارئيل شارون للحرم القدسي ، ولقد شهدت تلك المرحلة أخطر عمليات التهويد للمدينة المقدسة ، من اهمها حفر نفق القدس ، وتوسيع بلدية القدس مع استكمال إقامة المستعمرات الاستيطانية ، وفى مقدمتها مستعمرة (أبوغنيم )، وقد توجت هذه المرحلة ببناء جدار الفصل العنصرى ، الذى يبتلع "القدس الكبرى "، بحدود بلديتها ،وتدشين المذيد من المستعمرات وبجوار تلك الإجراءات العملية ، تواصل سلطة الاحتلال إجراءاتها القانونية . ففى 15 يوليو/تموز 2003، صادق الكنيست على مشروع قرار ، قدمتة كتلة " الليكود" ، قضى بان أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة ليست محتلة ، من الناحية التاريخية ، ولاحسب القانون الدولي ، ولا وفقا للاتفاقيات التي وقعت عليها إسرائيل ". وهذا يعني السيادة الصهيونية المطلقة على القدس كلها ، ورضها أي مفاوضات مستقبلية مع إقامة ماترغب فيه من مستوطنات في القدس .(53)
وصل الأمر أبعد من الاستيلاء على الأوقاف ، بل إلى حد هدم بيت المقدس ، يقوم القيادى الاسلامى المفروف ، سماحة الشيخ رائد صلاح :"لاشك ان ممارسات وأقوال المؤسسة الاسرائيلية بمثابة ضوء أخضر للعنف والإرهاب ، حيث قامت بإصدار التوجيهات لكل هؤلاء اليهود الإرهابيين ، كى يواصلوا محاولاتهم ، بشت ى الطرق ، لهدم المسجد الأقصى ، وان هذه المؤسسة هي التي أرخت الحبل على غاربه ، لبعض الإرهابيين اليهود ، لكي يواصلوا هدم المساجد ، أوحرقها ، أوجرف مئات المقابر ن أو تدنيس البعض الآخر من المساجد ، والكنائس ". يضيف صلاح:"إنه ، خلال السنوات القليلة الماضية ، قام بعض المتطرفين اليهود بهدم مسجد الفرج ، ومسجد الفلوجة ، ومسجد وادى الحوارث ، ومسجد صرفند ، وأيضا ، مسجد حسن بيك ، ومسجد البحر ، ومسجد الفاروق ، لإأرجاء مختلفة من فلسطين . علاوة على تدنيس مسجد البعته ، وكنيسة البعتة ، وكنيسة معلول . على مرأى ومسمع من المؤسسة السياسية الصهيونية ، بل هي من قامت بتسجيل تلك الجرائم ضد مجهول."(54)
لقد وضه خبراء بلدية القدس الصهاينة خطوطا عريضة لصورة القدس ، حتى عام 2010 ، واقترحوا إقامة نحو (52217)وحدة سكنية ، إضافية ، في المدينة ، وضم مساحات كبيرة من احتياطى الأراضي الموجودة شرقي المدينة .ونص المشروع على إنشاء عشرين إدارة يهودية ، وتسع إدارات عربية ، يكون لكل منها هيئة ممثلة ، تتعاون مع البلدية في اتخاذ القرارات وتقديم الخدمات .(55)
فى مخطط آخر لتوسيع القدس ،لعام 2020 يدور الحديث عن توسيع القدس ، وضم مناطث وأحياء غير مدرجة ن اليوم ، في الحدود الإدارية ، والبلدية للمدينة ، بحيث تشمل 12 حيا يهوديا و6 أحياء عربية ، بما فيها أحياء المدينة القديمة .(56)
وبعد،،،
إن لشريعة الإسلامية لاتجيز بيع الوقف ولاتحويلة خلافا لشروط الواقف ، كما ان الوقف لايسقط بتقاد الزمن ال إذا كان اغتصب لاكثر من ثلاثة وثلاثين سنه على الأقل بدون ممانعة او انقطاع ، وهذا لم يحدث للأوقاف فى القدس منذ بدايه الاحتلال حتى الان .
لذا فأن التمسك بالحقوق والثوابت التاريخية فى القدس والمحافظه عليها واجب لايمكن التخلى عنه أو التساهل فيه .
الهوامش1)
1)د.مصطفى عبدالغنى ، الأوقاف على القدس ، القاهرة ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 2007 ، ص7.
2) ابراهيم عبدالكريم ،حائط البراق الملكية الاسلامية والانتحال اليهودى ، ط1 ،منشورات القيادة الشعبية الإسلامية العالمية ، 2001،ص 11.
3) المصدر نفسه ، ص 11.
4) د. أحمد صدقى الدجانى ، تاريخ القدس منذ الفتح العربى ، موقع المركز الفلسطينى للآعلام .
5) المرجع نفسه .
6) المرجع نفسه .
7) المرجع نفسه .
8) القدس بين الأسرله والتهويد ، بيروت ،ن سلسلة معلومات ، شباط /ابريل 2007 )، ص 30 ، بدون أسم
9) موقع المركز الفلسطينى للاعلام ، تاريخ القدس منذ الفتح العربى (2).
10) عبدالغنى ، مصدر سبق ذكره ، ص32.
11) المرجع نفسه ، ص 35.
12) المرجع نفسه ، ص 36ـ37.
13) موقع المركز الفسطينى للاعلام ، تاريخ القدس منذ الفتح العربى (3).
14) المرجع نفسه،(3).
15) موقع مؤسسة فلسطين للثقافة ، وقفية صلاح الدين الأيوبى لآل الخالدى في القدس ، 11/5/2007.
16) القدس بين الاسرله والتهويد ، مصدر سبق ذكره ، 27،28.
17) المرجع نفسه ، ص 28.
18) موقع مؤسسة فلسطين للثقافة ، مرجع سبق ذكره.
19) موقع مؤسسة فلسطين للثقافة ، نصوص وحجج لأوقاف مقدسية ، 27/3/2006.
20) المرجع نفسه .
21) المرجع نفسه .
22) المرجع نفسه .
23) موقع المركز الفلسطينى للاعلام ،تاريخ القدس (3) مصدر سبق ذكره.
24) عبدالغنى ، مصدر سبق ذكره،ص 60.
25) المصدر نفسه ،ص 61.
26) بشير بركات ، وقف الدمشقى في القدس ، موقع مؤسسة فلسطين للثقافة ، 30/11/2008.
27) المرجع نفسه .
28) المرجع نفسه .
29) عبدالغنى ، مصدر سبق ذكره ، ص119ـ122.
30) المصدر نفسه ، ص 124ت125.
31) د. أحمد يوسف القرعى ، دفاعا عن القدس ، القاهرة ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 206، ص 13ـ14.
32) د. محمد عفيفى ، الوجود القبطى فى القدس حتى القرن العشرين ، ابحاث الندوة السادسة ، هوية القدس العربية والأسلامية 2ـ5 تشرين الأول /ديسمبر ، 1995 ، عمان ، موقع المركز الفلسطينى للأعلام .
33) القدس بين الاسرله والتهويد،مصدر سبق ذكره ، ص129.
34) عفيفى ، المركز الفلسطينى للأعلام ، صدر سبق ذكره.
35) المرجع نفسه .
36) رؤوف ابوجابر ،أزمة الأوقاف الأرثوذكسية في القدس ، موقع بانيت الالكتروني ، 3/5/2008.
37) عفيفي ، المركز الفلسطيني للأعلام ، صدر سبق ذكره.
38) عبد الغنى ، مصدر سبق ذكره .ص 129 ـ130.
39) ابوجابر ، موقع بانيت ، مرجع سبق ذكره .
40) عبدالغنى ،مصدر سبق ذكره ،ص 130،156.
41) المصدر نفسه،ص154.
42) المصدر نفسه، 154 ـ156.
43) القدس بين الأسرلة والتهويد ، بيروت ، سلسلة "معلومات" ،شباط / ابريل ،2007 ، ( انظر : حسن السبع ، القدس التدويل والتهويد ، ص212 ).
44) ابراهيم عبدالكريم ،المخططات الهيكلية الاسرائيلية لتهويد القدس، شؤون عربية (القاهرة ، يونيو/حزيران ، 2000 ، العدد 102 ، ص 111.
45) المصدر نفسه ، ص 12،13.
46) عبدالغنى ، مصدر سبق ذكرة ، ص 156 ،157.
47) عبدالكريم ، مرجع سبق ذكره ، ص 114 ،115 .
48) عبدالغنى ، مصدر سبق ذكره ، ص 215 ،241.
49) المصدر نفسه، ص 158.
50) المصدر نفسه ، ص 158.
51) عبدالكريم ، مصدر سبق ذكره ، ص 123.
52) عبدالغنى، مصدر سبق ذكره ، 160،161.
53) المصدر نفسه ،ص 164،165.
54) الشيخ رائد صلاح ، اعتداءات المتطرفين على القدس ،الموقع الفلسطينى للاعلام .
55) عبدالكريم ، مصدر سبق ذكره ، ص 124.
56) المصدر نفسه ،ص 125.

أيمن عبدالحق
06/02/2010, 08:27 PM
الأستاذة الكاتبة / آمال الخزامى
سلمت يمينك على هذه المعلومات القيمة عن أوقاف زهرة المدائن
جهدك طيب وأضاف إلينا الكثير
سنرجع يوما بإذن الله نزور كل هذه الأماكن ونبثها أشواقنا ونصلي ونسجد لله شكرا
مع تقديري وشكري ودعائي لك بسعادة الدارين

السعيد ابراهيم الفقي
13/06/2010, 08:38 PM
السلام عليكم
تحية تربوية حضارية شاملة
الشكر قليل على هذا العمل
دام يراعك
ودمت

آمال الخزامى
15/08/2010, 03:31 PM
أستاذى الفاضل السعيد أشكر لحضرتك مرورك الكريم وتعليقك المشجع
لك من ارق التحيه
امال الخزامى

آمال الخزامى
15/08/2010, 03:33 PM
استاذى الفاضل ايمن
شكر لمرور حضرتك وتعليقك ،وان شاء الله قريبا سترجع لنا قدسنا الحبيبة
آمال الخزامى