المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علاقات غير شَرْعِيّة



د. حورية البدري
25/02/2007, 08:26 AM
8

علاقات غير شَرْعِيّة
في العِلْم بالتقْلِيّة

سَأَلَت المُعيدة الجديدة سُها فرار الدين الدكتورة جهاد إن كانت تسمَح لها بالتسجيل معها لنيل درجة الماجستير ..
قالت سُها فرار الدين لجهاد أنها تحب جداً عِلْم المَناعة وأنها يسعِدها أن تتتلْمَذ على جهاد فهي خبيرة في هذا المَجال ..
لم تتم الإجراءات الرَسْمِيَّة للتسجيل ..
لكن سُها فرار الدين كانت تتصِل بجهاد هاتِفِياً كُل ليلة ..
وفي هَدْأَة الليل والناس نِيام ؛ كانت الآنِسَة فرار الدين تُسَرْسِب مِنْ جهاد المَعلومات ..
يومِيّاً كانت تفعل ذلك ..
ويومياً كانت جهاد تلفِت نظرها أنها تزعجها بهذه الاتصالات المُتأخرة في جوف الليل ..
فجهاد تنام مُبَكِراً لتصحو لصلاة الفجر ..
لكن الآنسة فرار الدين كانت تصِر على الاتصالات الليلِيّة ..
تقول أنها لا تستطيع النوم دون أن تستزيد مِنْ عِلْم أستاذتها الدكتورة جهاد !
...
قبل مَوعِد تسجيل سُها فرار الدين للحصول على درجة الماجستير ؛
سَرقوا دولاب د. جهاد المُحتوي على أجهزتها وأدواتها العِلمِيّة والكيماويات الخاصة بأبحاثها ..
اشتكت جهاد ؛ فلم يسمعوا ..
كتبت الشكاوي ؛ فلم يُحَقِّق بِالأَمْر أَحَد ..
ولكي ينفوا عن السادة الرؤساء وَصْمة الإهمال ؛ أشاعوا أن بَعض الأنابيب والفلاسكات الزجاجية سُرِقت من المُعيدة الجديدة سُها فرار الدين ..
انقلَبَت الدنيا رأساً على عقب ..
عملوا شكوى بأمر سرقة الزجاجيات تخطت أسوار المَرْكَز العِلْمي وتصاعَدَت حتى وصلَت إلى وزارة البحث العلمي ..
ترك الباحِثين أبحاثهم وبَدَأوا في البحث عن أنابيب وزجاجيات الإنسة فرار الدين ..
لم يَعْثُر أحد على شئ ..
حوَلَت جهاد أن تلفِت انتباههم أن الأمْر لا يستحِق كُل هذا العَناء ..
وأنهم لم يتساءلوا – حتى – عن دولابها المَسروق وأجهزتها وأدواتها العِلمِيّة ..
لم تعرف جهاد بين اندهاشاتها وتساؤلاتها الكثيرة لماذا كان الجميع ينظرون بحَذر وتوَجُّس إلى الرُكْن البعيد المُظْلِم ..
وعندما انطَلَقَت البومة الكبيرة من بين طَيَّات الظلام الدامِس لتخرُج إلى المُخْتَبَر البَحثي ؛
انحَنت أمامها المُعيدة الجديدة سُها فرار الدين ..
مَدَّت البومة الكبيرة جناحها فوق رأس الآنِسَة فرار الدين ..
بارَكتها .. وأَعْلَنت على المَلأ أنها ستقوم بتسجيلها معها لنيل درجة الماجستير في عِلْم المَناعَة !
احْتجَّت جهاد : لكن هذا تخصصي !
ورغم انهاشهم ومعرفتهم بأن السيدة البومة لا تفهم شيئاً في عِلْم المَناعة ،
فتخصص البومة في العلوم الإجرامِيّة بعيد تماماً عن تخصص جهاد في المَناعَة ..
لكنهم في نفس الوقت كانوا مُدْرِكين تماماً أن السيدة البومة من المُمْكِن أن تُفَبْرِك أي شئ ..
وأنها لن تعدم حيلة في استِلاب المناعة من جهاد ..
تأكَدوا مِنْ ذلك عندما وقفت السيدة البومة أمام جهاد بعنجَهِيَّة لتقول :
- أنا الفيزه بِالجايزه ؛ أستطيع أن أَعْمَل في كل مَجال وتخصص ،
وجهاد لا أجهزة لَديها الآن ، فكيف تسجِّل معها المُعيدة الجديدة ؟ كيف ستشغِّلها ؟
...
عَرَفت جهاد لماذا سرقوا أجهزتها ..
ومِن التحقيقات الزجاجِيَّة الوَهْمِيَّة .. وعَدَم التحقيق أو حتى مُجَرَّد التساؤل حول سرقة أجهزة جهاد ؛
عرفت مَدَى سَطوة السيدة البومة ..
خاصة أن مدير الإدارات العِلْمِيَّة أَوْكَل إلى السيدة البومة مُهِمَّة تطوير التعليم والبَحث العِلْمي ..
حَصَلَت البومة على مَبالِغاً طائِلَة للقيام بهذه المهمة ..
أعطت كل منهم مَبْلَغاً ؛ فانصرفوا لأداء ما كَلَّفتهم به في هدوء تام ..
وعندما ارتفع صوت جهاد مُطالِبَة بالتحقيق في جريمة سرقة أجهزتها العِلْمِيَّة ؛
قالت لها السيدة البومة أنها ستشتري لها بدلاً مما سُرِق منها فالميزانِيّة معها كبيرة جداً ..
طلبت من جهاد أن تأتي لها بعروض لتشتري لها الأجهزة البَديلَة ..
لكن إحدى الباحِثات أَسَرَّت لجهاد :
- لا تتعبي نفسك .. لن تحصلي على شئ .. لقد صَرَفت كل الميزانية .. انها فقط تضَيّع وقتك !
نظرت جهاد حولها ..
كان البعض يبتسم بخُبْث !
كلهم يعلمون ..
؛
انتبَهَت جهاد على هَمَسات الآنسة فرار الدين الخفيتة :
- دكتورة جهاد هل ممكن أن أتصل بحضرتك في المساء لأسألك عن بعض المسائل العِلمِيّة ؟!!

زاهية بنت البحر
27/02/2007, 11:23 PM
الغالية علي د.حورية البدري قصتك هذه من الواقع الذي يتمطى وحشًا في المجتمع النفعي الذي يتسم بالمحسوبية وغياب العدل في العمل ..عندما أقرأ لك أحس بلسعادة أمام فكر واعٍ ..دمت بخير أختاه
أختك
بنت البحر
ترك الباحِثين أبحاثهم

هشام السيد
28/02/2007, 01:26 AM
الدكتورة الفاضلة حورية البدري
أهنئك على اختيار العنوان الذي يجذب القراء إليه بما لديهم من فطرة الفضول المتأصلة في بني البشر أجمعين.
أما عن المضمون يا عزيزتي ، فاسمحي لي أن أتجاوز حدود ما ورد هنا ، وأحيلك إلى سيرة الدكتور أحمد زويل ، العالم المصري الأصل الذي بهر العالم بأبحاثه عن الليزر ، والحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء قبل سنوات قليلة.
هل تعرفي يا عزيزتي أن هذا العالم ، أثناء وجوده في مصر ، كان يشتري المواد الكيماوية التي يجري تجاربه عليها من أمواله المعدومة التي يتقاضاها كمعيد في الجامعة ؟؟
هل تعلمي أنه كان يحفظ المواد الكيماوية في دولاب خاص به اشترى له قفلاً بنفسه حرصاً على ما تبقى لديه من الكيماويات لليوم التالي ؟؟
هذا الرجل الذي يحمل هذه العبقرية خرج من مصر فاراً بعلمه من بين أنياب هذا البوم الذي أشرتِ إليهم في قصتك.
إن ما ورد في قصتك يا عزيزتي هو قطرة من بحر ما يحدث في جامعاتنا العربية ، التي بفضل الله خرجت جميعها من أي تصنيف عالمي ، والأعجب أن جامعة إسرائلية وردت من أفضل عشر جامعات على العالم ، رغم أن إسرائيل نفسها لم تحتفل بعيدها المئوي بعد !!!
ما يلفت النظر هنا هو إجتماع العرب يداً واحدة وبلا أي تخلف ، وللمرة الأولى في التاريخ ، في الخيبة العامة التي يندي لها الجبين .
والسبب هو البوم الذي ينق في معامل الأبحاث ، والغربان التي تنعق في الجامعات ، والكلاب التي تطارد المستقيم المعتدل الذي يرغب في إثراء الساحة العربية بعلمه وفضله .
رحمنا الله من هؤلاء الخونة للعلم والدين والوطن

زاهية بنت البحر
28/02/2007, 02:05 AM
أستاذ هشام أقترح أن نعلن في واتا عن صائد يخلصنا من البوم بشبكة صيد صناعة محلية إيه رأيك والدكتورة حورية بالإقتراح هذا ؟ لك شكري
أختك
بنت البحر

د. حورية البدري
28/02/2007, 05:33 PM
العزيزة زاهية بنت البحر
والأخ الفاضل هشام السَيّد
كان على الدولاب قفل " مسوجَر "
لكن البوم سرقوه .. كامِلاً .. بكل ما فيه من أجهزة وكيماويات وأدوات معملِيّة ..
ومعمل د. زويل في كلية العلوم بجامعة الإسكندرية لا يبعد عن معمل د. جهاد المصري سوى خطوات !
العزيزة على القلب زاهية
أحاوِل أن أعمل مَصيَدَة للبوم في قصصي
لكن هناك بوم كثير .. أكثر من المصايد .. فماذا نفعل ؟!
&
ونوالي أحداث المُتوالية القصصية
.
.
فإلى لقاء
دمتما بكل خير وطيبة
تحياتي

د. حورية البدري
28/02/2007, 05:41 PM
2
تمر .. وسمك .. وأشياء أخرى ..
كانت مروه / تلميذتي الجميلة تخفي وجهها خلف النقاب ..
رغم أني لم أر وجهها ؛ إلا أني أشعر أنها جميلة ..
روحها الحلوة وأسلوبها يُشْعرني بذلك ..
فتحت مروه العلبة الأنيقة لأتناول منها التمرة المُغَلّفة بشياكة والتي أصَرّت على أن أفطر عليها أول يوم من شهر رمضان .
عندما كنت أشرح لهم الدرس ؛ فوجئنا ببومة كبيرة تدخل المعمل وتحمل الجهاز الذي نستخدمه من أمامنا مُحاوِلة الفرار به ..
قاومتها .. والطالبات انزوين خائفات ..
أنشبت البومة الكبيرة مخالبها في كتفي فشعرت بانغراز أظافرها في قلبي الحزين ..
خبطات أجنحتها القويّة الشرسة على الدماء التي تنزف منّي أطاحت بدمائي على جسمها وريشها ووجهها ..
فجأة ؛ تحوّلَت البومة إلى امرأة .. امرأة نعرفها جيداً .. ولم نتصَوَّر في يوم أنها من الممكن أن تتحوّل إلى بومة ..
وجهها آدمي بشري ، لكن عينيها مازالتا هما عينا البومة الشرسة ..
تنظر إليَّ بضراوة ووجهها وجسمها يكسوه دمي ..

قال كريم : مريضة ..
لا أعرف متى دخل المعمل ..
قائد سلاح الفرسان / كريم ينظر للسيدة البومة بإشفاق ! ..
قلت مُحتجة : لكنها ليست مريضة .. انها شديدة الضراوة والمهارة في التخفي والتحايل والطيران من هنا لهناك ثم الانقضاض على فرائسها .. انها شريرة ..
قال كريم : الشر مرض .
اعترضت : الشر طَبْع في نفوس خبيثة ضارة ..

بدأت السيدة تتحوّل إلى وجه البومة وجسمها وهي تنظر إليّ بضراوة ..
أخرج كريم سيفه النبيل ؛ فعادت لصورة البشر .. لكن عينيها مازالتا عيني البومة الضارية .
وعندما بكت كلماتي ؛ قال : اكتبي للأطفال حكاياتك الجميلة ..
نظرت نحو السيدة البومة ..
نظر كريم للبحر وقال : اكتبي عن الصيّاد البسيط ..
توقفت جروحي عن النزف ..
ودمي الذي يكسو مخالب البومة ووجهها ؛ جف ..
طويت صفحة النهار والليل والمكان .. خرجت من المعمل وتوجهت للبحر ..
هناك كان الصياد – في الأنفوشي – يرتق الشبكة التي تمزقت بعض خيوطها وهو يغني :
" أيام تييجي وتْروْح
وامواج بتتسابِقْ ..
لكن في يوم ما تبوح
إن السمك فيها
دايماً بيتخانِقْ ! ..
يا اللي هَويت الطير
الطير طلع جارِحْ ..
قَطَعْ الشِباك .. وازاي
لو ينخرم مركِبْ
أو خيط شِباكْ يتعَبْ
يوم تلتقيه طارِحْ ؟! ..

هشام السيد
28/02/2007, 06:03 PM
أستاذ هشام أقترح أن نعلن في واتا عن صائد يخلصنا من البوم بشبكة صيد صناعة محلية إيه رأيك والدكتورة حورية بالإقتراح هذا ؟ لك شكري
أختك
بنت البحر
أختي الفاضلة بنت البحر
إقتراح رائع وعملي جداً ، ولكن ....
هل تعتقدين أن المصيدة الواحدة تكفي لعدد البوم الذي ينعق حوالينا
اسم الله علينا وحوالينا :)
أشكرك على تفاعلك
تقبلي ودي وتحياتي
أخوك /هشام السيد

هشام السيد
28/02/2007, 06:14 PM
العزيزة زاهية بنت البحر
والأخ الفاضل هشام السَيّد

كان على الدولاب قفل " مسوجَر "
لكن البوم سرقوه .. كامِلاً .. بكل ما فيه من أجهزة وكيماويات وأدوات معملِيّة ..

أختي الفاضلة د. حورية
تذكرت مسرحية الانتخابات النزيهة التي تأتي نتيجتها المسبقة 99.9999999%
ففي إحدي المسلسلات ، أعتقد أن اسمها ( يوميات نائب في الأرياف ) كان الفنان الرائع صلاح السعدني يقوم بدور مختل عقلياً ويهزي بكلمات غاية في الدقة :
( سرقوا الصناديق يا محمد ، لكن مفتاحهم معايا )
وإن شاء الله إن مع السواد لفجرا
واطمئني على المفاتيح مع الشرفاء

هشام السيد
28/02/2007, 06:22 PM
2

تمر .. وسمك .. وأشياء أخرى ..

كانت مروه / تلميذتي الجميلة تخفي وجهها خلف النقاب ..
رغم أني لم أر وجهها ؛ إلا أني أشعر أنها جميلة ..
روحها الحلوة وأسلوبها يُشْعرني بذلك ..
فتحت مروه العلبة الأنيقة لأتناول منها التمرة المُغَلّفة بشياكة والتي أصَرّت على أن أفطر عليها أول يوم من شهر رمضان .

عندما كنت أشرح لهم الدرس ؛ فوجئنا ببومة كبيرة تدخل المعمل وتحمل الجهاز الذي نستخدمه من أمامنا مُحاوِلة الفرار به ..

الأخت الفاضلة د. حورية البدري
حنانيك يا دكتورة
فالبومة التي جاءت لك في المعمل لم تكن تقصد نزع الجهاز الذي تستخدمونه
فالأمر أكبر منذ لك
أشياء كثيرة عندكم تستحق النزع !!!
ألم تكن تلميذتك الجميلة ( مروة ) ترتدي نقاباً ؟؟
ألست أنت سعيدة بهذا الوجه الجميل ؟؟
ألم تتعاملي معها بلطف وتقبلي تمرتها ؟؟
ألا تكفي كل هذه الجرائم في نظرك ؟؟!!!!!
والله المستعان على ما يصفون
ودائماً وابداً رددي معي قوله تعالى ( إن مع العسر يسرا ) صدق الله العظيم
وصدقت كلماتك الرائعة
دمت بخير فاضلتي

زاهية بنت البحر
28/02/2007, 06:44 PM
ربنا ياخد كل البومات والبوم ,ويخلصنا منهم ومن أظافرهم الشريرة ..هم كم ياترى لو أردنا عدهم أتراهم لكل فرد منا بومة أم أكثر؟ رائعة ..مبدعة دائمًا غاليتي د.حورية البدري يامن أحس بالطمأنينة حيث تكونين .:fl:
أختك
بنت البحر



لكن عينيها مازالتا هما عينا البومة الشرسة ::::عينيْ

د. حورية البدري
12/03/2007, 11:30 AM
الأخ الفاضل هشام السيد
أردد معك / إن مع العُسر يُسرا
نسأل الله العافية
&
العزيزة زاهية بنت البحر
نسأل الله العافية والأمان والطمأنينة
دُمت ودام حضورك الجميل
تحياتي

د. حورية البدري
12/03/2007, 11:32 AM
3دولاب الدنيا

عندما سَقَطَت من على الصراط ؛ صاحت بعنجهيَّة :
كيف أسقط وأنا صاحبة الدولاب الفايزه بالجايزه ؟! ..
صوتها يسمعه الأشهاد .. ويستمر سقوطها حتى تصل إلى النار المُسْتعرة .
...
تتذكّر جهاد الرؤيا ..
رسول الله إبراهيم الخليل عليه السلام في النار التي أشعلها الكُفار ..
هو في برد وسلام ..
وصَهْد النار يخرج على الكُفار ويلسعهم فتتعالى صيحات فرحهم ومجونهم بتخيّلهم تعذيبهم لإبراهيم الخليل ..
لكنه في أمان من الله .. وقاه ..
يكيدونه ويسخرون من ما يتخيلونه من عذابه ، والله كائدهم وساخر منهم بحماية نبيّه إبراهيم الخليل وهو في قلب النار المُسْتعرة ! ..

إستمر صياحها بنفس العنجهيّة التي اعتادتها في الدنيا : كيف أهوي إلى النار وأنا صاحبة الدولاب الفايزه بالجايزه ؟! ..
...
يَرتج المكان بصوت مَهيب : بل الفائزون اليوم هم الأبرار .. دار الدولاب دورة الحق .. لمن المُلْك اليوم ؟ ..
يصيح الخلائق كلهم : لله الواحد القهّار ..
...
مازال صياحها وعنجهيتها التي جُبِلَت عليها طبيعتها ..
يردد أحدهم الحديث الشريف : " مَنْ عاش على شئ ؛ مات عليه .. ومَنْ مات على شئ ؛ بُعِث عليه " ..
...
كان على الأعراف يراقِب .. يرقُب أهل النار بِوَجَل .. ثم يدير وجهه لأهل الجنة ويتمنى عفو الله ورحمته ..
...
تمُر الصور على مُخَيِّلة عِباد الله أو أبصارهم ..
البعض ترى بصيرته ما لم تره صاحبة دولاب الدنيا والفايزه بجائزتها التراب ..
المُلْك يومئذ الحق للرحــــمن ..
وقد خـاب مَن اسـتَعْلَى ..

حمادة البيلي
23/03/2007, 08:10 AM
مجددا أدين لأستاذتي القديرة زاهية بالفضل في تواجدي هاهنا فلها بدء جزيل الشكر . قال إدريسنا يوسف أرى كما رأى أيضا نجيبنا أن لم يفهمهما نقدا وقربا من نصوصهما سوى ساسون سوميخ الناقد الإسرائيلى . قرأت ما خطه قلم د / حورية . قرأته كما اعتدت أن أقرأ نصوص غيري ولي فيما كتب تعليقا أرجو أن يتسع صدرها له . تأثرت بما كتب تأكيدا فصاحبة النص واعتذر عن لهجتى في الحديث واستمحيها عذرا كذلك . وضعت يدها وقلمها وابداعها على جراحنا العربية ببساطة وتلقائية حميدة مرجوة في النص . أي نص . ما ضاع وما مسرق أولا . هنا إشكالية النص . إن الكاتب لابد بما أنه لابد أن يتخذ دوره المنوط به وهو تواجده مع الأزمات وما أكثرها في عالمنا العربي وفيما أشار له الغزيز أستاذي هشام السيد عن عالمنا زويل ليؤكد لنا أن الكاتب لم يعد يبحث عن كيفية تفعيل دوره المنوط به وهو تواجده لحل أزمة ما وإنما أصبح الكاتب والمبدع بكل أسف يبحث عن دور شأنه في ذلك شأن أبطالك الذين ملوا البوم أولا ثم إما يستكينو للبوم ثانيا أو لستسلموا له ثالثا . هنا أستاذي العزيزة وأعتذر للإسهاب يبدأ الفعل القصصي . إن الأبطال هاهنا إما ينسحبون بعيدا تاركين الساحة للبوم وهم كثر في عالمنا العربي أو لنكن حالمون ونقول مجازا يقاومون البوم .. ولو قاومناه أولا بالتحدي الصامت الميؤس حتى منه كما في حالة جهاد فإن البوم لن يسكت ولم لم يسكت ؟. إنه أقوى منا . إننا مغيبى الإرادة . كان يوسف إدريس وهو من وجهة نظرى المتواضعة أعظم كتاب القصة القصيرة على الإطلاق في السجن وكتب البيضاء كان ناقما وغير . وكيف يطلبون منا أن نغير . ثم كيف أضم صوتى لصوت من طلب مصيدة للبوم ونحن أستاذتى الجليلة لم نعد بقادرين على أن نميز البشر من البوم فهل نملك مصيدة أذكى منا لتصتادهم دوننا عزيزتى . ولكن البوم آتينا من شباك . كلا إنما هي امرأة . كلا عينيها . هنا ذروة الفعل القصصي أستاذتى العزيزة .هو لحظة التضاد كما أسماها عمنا الناقد الرائع كوبر شويك لما نقد إدريسنا . التضاد معناه أستاتذتى العزيزة في فعل القصة هو وقوف وجهي القصة . بطليها . فعليها . فعل الخير والشر فيها وجها لوجه . فعل حياتنا . وحياتهم . فعل البوم وفعل البشر . من هنا ومن الذروة اللحظية في المتوالية القصصية يكون الكاتب قد نجح . ليس في قصته فما لهذا تأكيدا تكون أصبى أماني المبدع أو أهم أهدافه وإنما نجح في أن يضعنا في حالة تفكير . أترانا فكرنا . أم نحن مستسلمون منتظرون دورنا آملين إما أن تأتى طيرا أبابيل من السماء تحصد بومنا كما فعلت بأبرهة , أم ترانا نتغير بفعل قصة أثارت فينا شجنا بدء ثم حرجا من حالنا فتفكيرا ليس في مستقبلنا فأرانى قد بلغت بمنطق البوم من العمر أرذله إنما في مستقبل جيل قادم سيسألنا ونحن نسلمه الراية ماذا قدمنا له وتأكيدا جميل أن تبدأ مما انتهى الآخرون . تأكيدا جيلنا القادم سيسألنا كيف لأمة خرج منها ابن الهيثم وبن خلدون لا جامعة لها من أفضل خمسائة جامعة عالمية . تأكيدا أطلت وأكثرت من ثرثرتي ولكن في سعة صدر د / حورية ماحفزنى أن أكون ثرثارا في أول نص أطالعه لها , تأكيدا أخيرا أن ما كتيته يقف في صف النص لا ضده
تحيتي ..
واعتزازى
حمادة البيلي
عضو نادي القصة
نائب رئيس منتدى الثقافة الدولي

د. حورية البدري
02/04/2007, 12:20 AM
الأخ الفاضل حمده البِيَلي

جزيل شكري لوقفتك التأمُّلِيّة المُستفيضة مع النَص وأطروحاته

وبالنسبة للفِعل بمواجهة البوم .. كَتَبْت ؛

" اللي ما بيني
وبين الشَر
دايماً
دَه تَحَدِّي
مِشْ بِعيدَه دَوْرِةْ الأيامْ تِقَضِّي
لابتسامه ! "

&

لك تحياتي

ودام الأمل في غد أَفْضَل بإذن الله

صابرين الصباغ
02/04/2007, 12:56 PM
الحبيبة والراقية د/ حورية

للأسف البوم والغربان تتزايد لتسكن حتى اعشاش
نسجتها داخلنا
لكننا مازلنا نستطيع اصطيادهم وتخليصنا من جبروتهم
أعداء النجاح وكانهم خلقوا ليسرقوا نجاحاتنا
الحبيبة
إبداع هاديء راقي يخرج من قلم يشعر بالطمأنينة
هذا مارأيته حتى وإن كنت تتحدثين عن البوم
دمت مبدعة سامقة
مودتي واحترامي

د. حورية البدري
14/04/2007, 12:17 PM
صابرين العزيزة

تأتين فتُشرقين بنور طيبتك ويرحل البوم الباحث عن الظلام دائماً

دُمت بخير وطيبة وإبداع جميل

تحياتي

مصطفى ابووافيه
18/06/2007, 11:55 AM
دكتوره / حوريه
قصتك الواقعيه الرائعه اصابت لب الحقيقه --- وضعت يد ها على جرح الوطن -- سوء الاداره -- اكرر سوء الاداره -- المحسوبيه -- القيادات الفاسده على المستوى الاخلاقى والمستوى الادارى التى تفضلت بالاشاره اليها بالبوم
نحن لانحتاج الى مصايد -- الامر اكبر من ذلك -- نحن نحتاج الى زلزال لينسف عشش البوم دفعه واحده
لك تحياتى
مصطفى ابووافيه
الاسكندريه

د. حورية البدري
19/06/2007, 10:48 AM
أخي الفاضل الكابتن مصطفى أبو وافية / نور من أنوار الإسكندرية أنت

دُمت بخير وطِيبَة

وحفظك الله وإيَّانا وأوطاننا العربية من كل سوء

تحية وتقدير

د. حورية البدري
19/06/2007, 11:14 AM
4

حول البوم مرارات وآلام كثيرة

وقفت البومة على سور شُرْفة الهيئة العلميّة الكُبْرى ..
ترقُب بحرص وخُبْث زوج الحمام الخاضع لتجارب التطوير والتحسين ..

حرصَت على أن لا يظهر وجهها للعاملين بالهيئة .. فاتجَهَت بوجهها نحو الخارج فلم يروا غير ظهر طائر يقف هناك على سور الشرفة !

أعْلى الهيئة عش الصقر الكبير وأبنائه ..
تذكّرَت البومة قبل زواجها ، أيام تمنّت فيها الزواج من الصقر .. لكنه رفضها .. برغم تلميحاتها القريبة من التصريح .. لكنه تجاوزها .. وهي تزوجت من الغراب الرمادي الذي اعتادت أن تستخدمه في تربية الأولاد أو أعمال تكلفه بها من حين لآخر ..
تشعر البومة بالحسرة .. فأبنائها لم يحملوا جينات وتكوين الصقر كما كانت تتمنى ..
عينها على الحمامتين اللتين تحملان جينات مُطَوَّرة ..
فجأة ؛ انقضَّت على إحدى الحمامتين بقدميها ومخالبها الجارحة ..
انتبَهَت د. جهاد – من داخل المَرْكَز العلمي – إلى أن الطائر الواقف على سور الشرفة لم يكن غير بومة جارحة ، وأسرعت لإنقاذ الحمامة ..
البومة تقاوم بضراوة .. قويّة وجارحة ..
جرحت يد جهاد .. وبدأت يدها تنزف ..
أفلَحَت جهاد في وضع صندوق صغير فوق البومة ..
البومة تقاوِم بضراوة..
اجتمع بعض العاملين بالمركز ..
والبعض الآخر لم يهتم .. أفكارهم مُنحصرة في تجاربهم ومصالحهم .. ولا يهمهم إنقاذ المركز من شر البومة ..
جهاد – كعادتها – فدائيّة .. تضحي بنفسها لأجل إنقاذ قيمة ..
هذه القيمة التي يحصد مديرو المركز الجوائز بسببها ، وإذا كانت البومة في الجوار ؛ يقومون بدعوتها ومنحها التقديرات الشرفيّة والجوائز التقديرية .. أمّا جهاد ؛ فلم يفكروا في دعوتها حتى لحضور الاحتفاليّة ! ..

البومة ستحطم الصندوق الذي تمسكه جهاد باستماتة فوقها ..
قالت جهاد : هل يستطيع أحد ذبح البومة ؟
تشاغلوا عنها بتجاربهم الخاصة ..
تركوها وحدها تقاوم البومة ..

وحتى كتابة هذه السطور ؛ كانت جهاد تقاوم وحدها .. والبومة تبطش بالصندوق بضراوة ..
سقطت إحدى الأخشاب من جانب الصندوق ..
رأسها ظهر من أسفل الجزء المكسور ..
عيناها ضاريتان تنظران نحو جهاد بتحدّي ووعيد ..
أغمَضَت جهاد عينيها للحظات ..
وهم ؛ أغمضوا أعينهم عن كل ما يجرى ! ..

د. حورية البدري
19/06/2007, 11:21 AM
5

سلام جَبر السلام

ما من شك أن السلام الذي يَعني الأمان ؛ ليس إلا سلاماً مع النفس 00 أو مع أناس هُم لنا كأنفسنا 00 يحبون الخير لنا 00
أمّا السلام مع مَنْ يتمنّى لنا الشر ويترَبَّص بنا ليصيبنا في مَقتل ؛ فهو سقوط لتكوين هَش خاو 00 يسقط فيتكَسَّر 00
وعندما رأيت مسرحيّة " سلام يا جِدِّي " لطلبة كليّة العلوم ؛ كانت سلاماً جَبَر كسوراً كثيرة 00
وكما دَبَّت الحياة في تمثال الفرعون بالمسرحيّة / أذْكُر أني كتبت هذا المَشْهَد في إحدى قِصَصي ؛ دَبَّت الحياة في المسرح 00
المُدْهِش أن المسرحيّة والإخراج والتمثيل والمؤثرات الصوتيّة والضوئيّة والديكور ؛ كل ذلك من إبداع شباب كليّة العلوم 00
كانت تلميذتي داليا معي في مؤتمر التكنولوجيا الحيويّة بمكتبة الإسكندريّة منذ الصباح 00
وفي المساء ؛ كانت تتحرَّك بحيوية ونشاط ما بين مُسَطَّح المسرح ومَسْرَح الحياة 00
قالت د. جهاد بعد مُشاهدتها للمسرحيّة : مَنْ الذي قال أنه لا يوجد مسرحا مُحْترَما في مصر ؟! 00
وكانت رباب تسمع صوت أم كلثوم يملأ المكان :
" بالسلام احنا بَدينا 000 بالسلام 00
رَدَّت الدنيـــا علينا 000 يا سلام 00" 00
أمّا د. جبر وكيل الكليّة لشئون الطُلاّب ؛ فقد كان يضحك للكلمات والمواقف الساخرة بالمسرحية 00 وعندما يضحك رجل بمثل نقاء د. جبر ؛ يمتلئ المكان بالنور 00
د. النسر كان مُحَلِّقاً 00 سعيداً باختياره للنص المَسْرَحي مع الطُلاّب ومُساندتهم لإخراجه في هذه الصورة الرائعة التي ألْهَبَت حماس المُشاهدين 00

كان المَشْهَد نهارا داخليا 00
وفي الخارج ؛ كان الليل مُنتشِراً 00
قُلْت للطُلاّب : لقد جَبرتم اليوم كسوراً كثيرة 00
وشعرت مع توالي خطواتي على الطريق ضعيف الإضاءة ؛ أننا – بِرَغْم كل شئ – نتقدَّم 00 وأنه من الممكن لي أن أتمَكَّن من تلبية دعوة عيسى عَدَوي / الشاعر الفلسطيني الذي يَرُد على أشعاري بلهجة مصريّة يباريني فيها 00 والذي دعاني للصلاة في المسجد الأقصى وهو مُحَرر 000 بإذن الله 00

إننا نتقدَّم 00
نجبر الكسور 00
نُحَلِّق مع نسورا نبيلة 00
وقد نُصَلّي جميعاً في المسجد الأقصى 00 وهو مُحَرر 00 بإذن الله 000

د.محمد فتحي الحريري
12/10/2009, 07:02 AM
سعادة أ.د. حورية
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موضوع قديم جديد يقض مأمن كل شريف
والمصيبة ان الناس لم تعد تفرق بين العالم والجاهل
بين اللص والامين
لك الثناء العطر مولاتي على الطرح المتمدن