المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقاش مفتوح



iraqmc
25/02/2007, 06:57 PM
الطائفية الإسلامية وعلمانية عراقية مطلوبة !!

استمرار الفشل يجعل الصدرين الأول والثاني يلعنان من قبريهما كل من رفع صورهم لقيادة الجماهير من الموالين لهما.. نحو صناديق الانتخابات

بغداد/iraqmc
الواضح ، ان القوى السياسية التي عارضت نظام صدام حسين في مؤتمر لندن ، لم تنجح في طرح مشروعها السياسي، البديل ، لتكوين عقد اجتماعي ، يتبلور في نظام دستوري للدولة ، ومرد هذا الفشل ، ان هذه الأحزاب، وبالأخص ذات التوجه الإسلامي ، تنطلق من أجندات فكرية ، تنحصر في تحويل المذهب الى حزب سياسي ، دون ان تكون كل القاعدة الجماهيرية العراقية، ساحة عمل لهذه الاحزاب .

فالاحزاب الشيعية الإسلامية ، لم تكن يوميا لكل العراقيين ، وكذلك الإخوان المسلمين- تنظيم العراق بشقيه ، التنظيم السوري والتنظيم الأردني، الذين كانا يشرفان على تنظيم الإخوان المسلمين في العراق طيلة حكم صدام حسين ، وشتان ما بينهما في أسلوب معارضة ذلك النظام .




واقع الحال ، ان الإسلام السياسي في العراق ، قد تعرض الى طغيان الحكم الشمولي لحزب البعث ، واعدمت الكثير من قياداته ، لكن الإسلام السياسي الشيعي ، لم يأخذ بعين الاعتبار عاملين مهمين في نقل أفكار الشهيد الصدر الأول ، في كتابيه "فلسفتنا " و" اقتصادنا" الى واقع تطبيقي في برنامج سياسي لقائمة الائتلاف ثم لحكومة نوري المالكي ، واعتقد هناك الكثير من الرسائل التي تتداول بين أعضاء حزب الدعوة في نهاية السبعينات وأوائل الثمانينات، جعلت هذه الأفكار تقف عند حقيقة إقامة الدولة الإسلامية الشيعية في إيران ، في ذلك القول المشهور للصدر الأول في مخاطبته لحزب الدعوة ، بان "يذوبوا مع الثورة الإيرانية بقدر ذوبانها في الإسلام" ، عندها وبعد استشهاده دون رؤية نتيجة هذا الذوبان ، اذا ما كان فهمي صحيح لما قرأته حول هذا الموضوع ، ان اغلب قيادات الدعوة بعد تفرقهم ، لم تفهم حقيقة فكرة كتاب المفكر الإيراني المعنون" التشيع العلوي والتشيع الصفوي" ونقلت بالنتيجة مظاهر التشيع الصفوي الى نظام الحكم في العراق ، وقراءة سريعة لديباجة الدستور العراقي ، تظهر هذه الحقيقة ، الأمر الذي يحذر منه الان فقط ، الكتاب البعثي السابق ، حسن العلوي ، ومشاهدة الحكومة – الشيعية- في مجلس عزاء السيد عبد العزيز الحكيم الحسيني ، تؤكد استيراد التطبيقات الإيرانية فعلا وقولا للحكومة العراقية ككل.

والعامل الثاني، ان هذه الأحزاب ، ومنها الدعوة الإسلامية وغالبية كتلة الائتلاف ، التي جاءت بعد الدبابة الأمريكية من إيران لتحكم العراق ، لم تسقط خطابها السياسي ، الذي اعتادت عليه قواعدها ، في مرحلة المعارضة السياسية لنظام صدام حسين ، فحدثت فجوة ، مابين فهم القواعد الشعبية لهذه الأحزاب، لمضامين هذا الخطاب ، وبين ضرورات الحكم في ظل وجود قوة"احتلال اجنبي" ، وبذلك نقلت هذه الأحزاب ، تاريخ الشيعة في العراق من ثوار في العشرين من القرن الماضي ، الى معايشة الواقع ، في حالة إنكار ضمني للمشروع المقاوم للاحتلال .

في المقابل ، لم يكن الخطاب السياسي للأحزاب السنية ، ببعيد عن ذات المنهج لكتلة الائتلاف ، بأساليب مختلفة ، أولها ان الحزب الإسلامي لم ولن يكون حزبا لكل العراقيين ،بل لأهل السنة فقط ، وأيضا لم يجد هذا الحزب ، أية مصوغات فكرية تخرجه من خندق التعامل مع ازدواجية واقعه، ما بين خطاب المقاومة ، ومهادنة الاحتلال في خطين متوازين، ينتقل من احدهما للاخر ، حسب الحاجة البراغماتية ، التي تبعده عن ثوابت منطلقاته الإسلامية.

وما بين الاثنين ظهر الخطاب التكفيري ، لتنظيم القاعدة ، ولم يستطع أي من الاثنين" الائتلاف والحزب الاسلامي" تجاوز فقرة الفكر التكفيري لتهميش أي منهما ، في الانتقال الى " لعنة الصفوية " على شيعة العراق المناهضين للمشروع العروبي في العراق ، مقابل لعنة " التكفيريين الصداميين" المعادين لشيعة ال البيت الاطهار على اهل السنة ، وكأن ليس الشيعة هم لب العروبة ، او في اهل السنة من هم اقرب للائمة الاطهار من بعض المتصدين من اهل العمائم السوداء للشأن السياسي العام .

في مقالة سابقة ، قلت " اخطأ آباؤنا حين وافقوا على تسليم العسكر الشأن العام ، فظهرت دكتاتورية صدام ، واليوم يخطأ جيلنا ألف مرة ، حين يوافق على استلام الإسلام السياسي لمقاليد الحكم ، وحين يتفق اهل الإسلام السياسي على أي" مذهب سيكون الحكم " ، عندها سأدعو للخلافة الإسلامية ".

وحصل ما حصل من تهديدات ، جاءت من مختلف الجهات ، ولكن لان واجب المثقف ان يقول كلمته ويمضي ، برغم التهديدات ، أقول:

* نحتاج الى شجاعة اكبر في قول الحقيقة ، تشير بالسبابة الواضحة لكل المتصدين اليوم للشأن العام باسم شيعة العراق ، اذا ما حدث بقدرة الله سبحانه وتعالى، ان ينهض الصدر الاول و الصدر الثاني من قبريهما ، سيلعنون كل من رفع صورهم لقيادة الجماهير من الموالين لهما ،نحو صناديق الانتخابات، وتلوين أصابعهم باللون البنفسجي، لتكون النتيجة هذا الإخفاق الكبير في تحقيق أدنى ما يمكن القبول به لصالح هذه الجماهير .

* مطلوب من كل المخلصين لذلك الفكر، ان يحاولوا إحداث التوازن الفكري، بإعادة قراءة واقعية للفكر الصدري ، والرد على الأسئلة الواقعية لمرحلة ، ورسم إستراتيجية المستقبل ، ودون ذلك ستلعن الأجيال المقبلة ، من ضحك عليها باسم الصدرين الشهيدين ، من اجل الوصول الى سلطة تحاكي " الفكر الصفوي لولاية الفقيه ، اكثر مما تكون سلطة عراقية ، تخلع الأحزاب التي لجأت الى إيران ، جبرا ، خلال مقارعتها لنظام صدام ، عباءة الصفوية عن منهجها العملي ، لتلبس عباءة العراق العلوي الواحد الموحد ، دون تهميش او إقصاء لاي مكون فيه .

*واعتقد باليقين الراسخ ، ان هذه الدعوة يمكن ان يتبناها الكثير من المثقفين ،ليس من اجل جيلنا المنقرض ، بل من اجل أجيال أبناءنا وأحفادنا المقبلين لتواصل نقاء الفكر العلوي في عروبية شيعة العراق .

وهذه دعوة لاستقبال وجهات نظركم في محور نقاش مفتوح حول هذا الموضوع والمقال منشورا على موقعنا www.iraqmc.com

عباس النوري
25/02/2007, 09:58 PM
أخي العزيز وجميع الأخوة الذين يشاركون في هذا النقاش المفتوح شكرا لكم

أكثرهم للتنظير الحزبي وبيان أحقيتهم في التوصل للحقيقة وبناء الكوادر الحزبية متناسين واقع حال الإنسان العراقي. وتاه العراقي بين الأفكار وروادها يتلون حسب البيئة السياسية المتسلطة رغبةً منه في الاستمرار في الحياة ليس إلا. اتصور بأن المسؤولية الكبرى يتحملها النخبة، ليس الآن فقط بل منذ تاريخ العراق الحديث، لكن لشديد الأسف ذهب وجاء حكم البعث ليكون سوراً فولاذياً حول العراق لكي لا يتعرف العراقي على ما يدور حوله في العالم...ونلاحظ أخيراً بأن للشحوذة والخرافات سيطرة أكبر على الشارع العراقي...لو أعتمد المثقفون العراقيون على بناء المجتمع المدني عوض تبني الأحزاب السياسية من أجل التنعم بحلاوة السلطة لكن حال العراق غير الذي تتحدث عنه ولكان الواقع أكثر إشعاعاً ونوراً عوض الظلم والظلمات...العراق يعيش فترة ظلمات متعددة منها قومية، وطائفية مذهبية، وأيدلوجية ميته يراد يعثها من القبور التي لم يبقى لها أثر...نحن بحاجة لوعي نوعي، ولسنا بحاجة لثورة همجية من نوعٍ آخر بثوبٍ ملون. يجب علينا العمل من أجل مجتمع مدني.

مستلزمات بناء مجتمع مدني علماني ديمقراطي في العراقالمقدمة:

العراق مجتمع متكون من اتجاهات وأثنيات متنوعة، مثلها كمثل باقة وردة متلون، وله كنز من الثقافات وتاريخ مليء بالتجارب إن وظفت بصورة صحيحة وسليمة نحصل على مجتمع مدني متطور. أن اصحاب المصالح المقززة كرسوا همومهم من أجل تغيير الاتجاه الديمقراطي نحو هاوية وهم لايشعرون. التغيير المفاجيء الذي حصل بعد التاسع من أبريل 2003 وفرت للأعداء العراق فرص استغلال إرادة الإنسان العراقي المسلوب، وكان للنظام البائد دوراً مهماً في خنق الشعب العراقي لكي لا يطلع لما يجري حوله في العالم من تطور ونمو ثقافي.........

المجتمع العراقي _ مجتمع فيه من المدنية القليل (واللامدنية) ، والخرافات مسيطرة على أجزاء كبيرة من جغرافية العراق. فالبدوية قائمة، والعشائرية تحكم، والشعوذة مترسخة عند الكثيرين. المثقفين الذين يؤمنون بمصطلح المجتمع المدني ينقسمون إلى قسمين: الذين يسعون لتطبيق المدنية في نفوس العراقيين بكل ما أتوا من نشاط ثقافي وعلمي وسياسي، ولكن المثقفين الذين كرسوا جهدهم في التوصل للسلطة والمناصب بغية الحصول على مصالحهم الذاتية، وهؤلاء شجعوا أعداء المدنية أكثر من المتطرفين بكل اتجاهاتهم... وخطرهم أكبر من المفخخات والارهاب المحلي والمصدر.

التنوع الاجتماعي وتعدد الثقافات والاعتقادات يمكن أن تكون عوامل مساعدة لتكوين مجتمع مدني، ويمكن أن تكن من أهم المستلزمات لتغير الواقع المتردي من النواحي الاعتقادية الخرافية، ويمكن أن توظف لخدمة أعداء المدنية.

المجتمع العراقي _ ليس مدنياً، ولكن هناك أرضية خصبة لبث فكرة التمدن الديمقراطي إن توفرت المستلزمات اللازمة. لقد سعى النظام البائد وبشكل مبرمج تغيير الطابع المدني لوجهة قبلية من خلال نقل الأفكار العشائرية للمدنية ... ليس حباً بالأصالة والعروبية، بل تمهيداً لغسل دماغ الإنسان العراقي ليبقى متقوقع في المراحل المظلمة من تاريخه. وليس المعنى هنا أن الأفكار القبلية والعشائرية وأحكامهم فيه سوء، ولكن استخدم نظام التحول المدني إلى إشغال المجتمع بآفات تحطم المجتمع وتفرقه. فزرع مبدأ الانتماء العشائري والدفاع عنه مقابل مبدأ عشائري آخر، والتمسك بالتعصب القومي لمواجهة قوميات أخرى، واشاعة المذهبية وتفضيل وأحدة على أخرى. وجميعها كانت تصب في عسكرة المجتمع. لكي يخضع لرغبات الحاكم ويمتثل بأوامره. فأصبح المجتمع العراقي مجزء في واقع حاله، لكن ممتثل وموحد لغاية معينة ورغبة متغطرسة.

ترسبات الماضي المقيت ولدت من جديد في نفسية المجتمع العراقي، وساهم في ذلك مثقفون ومختصين في علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي. فكل ما ترك من زمن العثمانيين والدولة الصفوية استخدم سلاحاً فتاكاً لتوجيه المجتمع العراقي نحو نزعة التضاد والصراع عوض التلاحم والمحية. فأصبح المجتمع العراقي مجتمع يمتثل بصورة مباشرة وغير مباشر لأمر شخص واحد يسيره بالاتجاه الذي يتلذذ له ويرغب إليه أو حسب رغبات قوى أخرى خارجية دون أن يشعر أويرغب لذلك.

فأصبح لدينا مجتمع متجزء متفرق لا يؤمن بالقوانين ولا تربطهم مباديء معينة، حيث أن القوانيين الاجتماعية كانت تتغير بين الحين والفين طبقاً لرغبات الحاكم، والروابط الاجتماعية أصبحت أكثر صرامة بين مكونة دون أخرى، ونشر العداء القومي المزيف، والعداء القبلي، وانتشر الجهل بكل أشكاله في صفوف المجتمع العراقي.


من يتحمل مسؤولية عسكرة المجتمع؟

من الطبيعي أن كل مأساة عسكرة المجتمع العراقي نرميه بعهدة النظام البائد، لكي نتهرب من مسؤوليتنا التاريخية. مع أن التاريخ الحديث للمجتمع العراقي يكشف عن أسباب أخرى يحاول تجاهلها البعض عن علم أو بلا شعور. أن من أهم الأسباب التي أدت لتقبل الناس الأفكار المفككة للمجتمع يكمن في الأيدلوجيات التي نشرت بين صفوف أبناء المجتمع وخصوصاً المثقفين منهم. وبالتالي روجت لها بصورة غير صحيحة وأستقبلها البسطاء وحوروها لمصالحههم الذاتية لتصبح مبتعده عن المصلحة الوطنية. فالأحزاب السياسية التي حكمت طيلة فترة ما بعد الاستعمار الأنكليزي ومهدت أرضية لحزب البعث التأمري ليستلم مجتمع متفكك سياسياً ويبني دكتاتورية متسلطة بالحديد والنار أشاع الخوف بين صفوف الكثير من المجتمع العراقي، وجلب في صفوفه الكثير من الشخصيات العلمية والثقافية والسياسية ليوظفوا طاقاتهم وإبداعاتهم لخدمة الطاغية ونواياه التسلطية. وهذه الأحزاب السياسية تخلت عن كل مبادئها القيمة لتصب في مجرى تفكك المجتمع وبناء مجتمع متعسكر متخلف لا يهمه إلا قوت يومه. وأستباحت المباديء والقيم الأخلاقية وتخل المثقف والسياسي عن مبدأ المواطنة ليكون جزءاً من نظام استبداي. مع أن كثير من هذه الأحزاب السياسية أعطت الكثير من التضحيات للوقوف أمام ذلك النظام لكن بعد فوات الأوان. وحتى النخبة التي وقفت بوجه النظام البائد لم تكن لديهم مشروع موحد، ولا توجه معين للتصدي للنظام. أي أن المعارضة التي واجهت النظام منذ نشئتها المتأخرة تنازعت بدل التلاحم، وبذلك أعطت فرصة ومساحة واسعة للنظام بأن يتم كل أستعداداته لتوجيه المجتمع العراقي نحو منزلق التطرفات والتعصبات ...فولد التخاصم بين مكونات المجتمع العراقي، وسيطر مبدأ عدم التعايش، وبدأت نزعة الخلاف للتخلف. وهدم إنسانية الإنسان العراقي حين سلبت منه الإرادة. فأصبح مطيعاً منفذا غير مكترث لما تقترفه الدكتاتورية من جرائم، وغير مبالية بما تنتهكه من جرائم بحق الإنسانية، ولا مهتمه لما تبذره من ثروات البلاد ...لأن العراق كان صدام وصدام كان العراق.

المدنية تعني التطور الصناعي والثقافي والعلمي، وتستلزم الترابط بين مكونات مجتمع تلك المدينة على أختلاف إنتمائاتهم الفكرية والقومية والمذهبية. فلم نشاهد في مدينة المجتمع العراقي أي تطور صناعي إلا من أجل عسكرة المجتمع، فتطورة الصناعة العسكرية، وأستبدل كل ما هو أنتاج مدني ليكون عسكري. ووجهت كل وسائل الابداع والثقافة ليكن في خدمة الحروب الداخلية منها والخارجية، وفكرة عسكرة المجتمع ليست جديدة، ولم تكن الأولى في المجتمع العراقي. لأن إخلاء ساحة المجتمع من عنصر( ارسال الذكور للحرب، وتوظيف الأناث في مرافق الدولة) سلب أمرين مهمين: أولهما قتل الترابط العائلي وثانيهما تفسخ المجتمع خلقياً. فتفشى الفساد الأخلاقي بين الكثيرين، وأصبح اللامبالاة للأسرة أمراً مسلماً وبذلك حاول القضاء على أهم مكونات المجتمع المدني. إن انعدام القانون الموحد لصفوف المجتمع العراقي يعد من أهم الوسائل المتفسخة للمجتمع، وأن اشاعة الفساد الاداري والمالي بين صفوف الموظفين بسبب العوز. أدى لخنق روح المواطنة وإنضاج نزعة الشخصنة وحب الذات وشاع مبدأ الامبالاة للوطن وكل ما فيه من معاني.

لم تكن في حسابات الأحزاب السياسية القومية منها ولا اليسارية تفاقم التفكك الاجتماعي بسبب نزعاتهم السلطوية وأحقيتهم في السيطرة من أجل خدمة الشعب. كل الشعارات كانت لها معان جميلة ومقاصد خيرة، لكن عدم تطبيق تلك الشعارات بسبب تدخلات اقليمية مضادة حين عرقلة المسيرة السليمة. أنقلبة الأفكار الايجابية لعوامل سلبية كانت نقمة على تلك السياسات وأدت إلى غندحارها. فأي جهة أستلمت السلطة كان همها تقوية الحزب وأركانه عوض اللتفات للشعب وتطوره وبناء المجتمع المدني، وتثبيت الركائز المهمة مثل الديمقراطية، والحرية ومباديء حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. فكان لكل حزب أولوياته في توزيع المهام والسلطات على أساس المحسوبية. ولم تكن لدى أفضلهم أي مبدأ للمواطنة ولا حتى تفسير لها، وإن وجدت شعارات. لكنها توجهة لخدمة الأمة العربية متناسية البيت العراقي ةتطوره... متجاهلة الأسس القويمة لتكوين المجتمع المدني المتطور...لا ترغب في بناء وطن يعمه الرفاه لكي تتوجه بعد ذلك لنجدة الآخرين. وعكس ما حدث في العراق توجه كثير من دول الخليج فنرى نتئج ذلك التوجه الصحيح نسبياً في العمران والتطور الخدمي وانعاش الاقتصاد ومسيرتهم في ركب الدول المتطورة على الأقل بما يخدم مصلح المواطن الخليجي.

كل ذلك أدى لانعدام مباديء اساسية ومقومات مهمة في بناء مجتمع مدني مثل التسامح والحرية والتعدد القيمي والثقافي. والذي بدوره سبب في عدم احترام والاهتمام بالوقت والعمل الجاد لبناء الوطن.وعوض أن يتفاعل الجميع من أجل البناء من خلال الاستفادة من التنوعات والاختلافات والتعدد كعوامل مهمة لبناء مجتمع مدني حول كل ذلك ووظف لتفكك المجتمع وتأخره وجعله مجتمع قبلي متأخر. لم نلاحظ أي تيار أو حزب سياسي يعمل من أجل الاعمار الاجتماعي والتكاتف للبناء. حتى الحركات الديمقراطية رفعت شعارات تشير لتطبيق المدنية، لكن في واقع التطبيق أخفقت وأنتجت مساراً مخالفاً للمدنية.

المدنية العراقية أخت مساراً عكسياً للمفهوم المتعارف عليه، وحتى من نواحي العمران فضلاً على التشييد الاجتماعي. فبوادر بناء المدينة توضحت بشكل مستمر ومزيف حيث رافقتها التأثيرات المركزية السلطوية في أنشاء المدن المتخلفة من نواحي عدة. الريفية والتخلف سيطر على أنشاء هذه المدن. لأن السلطة المركزية شجعت على العنف والاستبداد وتقبل الإنسان المتخلف ووضعه في مناصب مهمة، وتوكيل أهم المؤسسات الثقافية والعلمية لأشخاص هم أصل التخلف، وكانوا سبباً في أنتشار أوبئة التحجر الاجتماعي والسكون الثقافي وتوجيه كل الأنظار والأفكار نحو شخص واحد. حتى أن الكثيرين يرون الصنم في احلامهم، ويرمون الآخر بإتهاماتهم فتولدة نزعة التخلف المقصود والعدائية والتفرقة العنصرية ولامذهبية في كل أطراف المدينة العراقية الحديثة.

المستزمات الضرورية لبناء مجتمع عراقي مدني

مع أن العنوان فيه مصطلحات كثيرة (مستلزمات بناء مجتمع مدني علماني ديمقراطي في العراق) المجتمع المدني يعني كل هذه المصطلحات.

المجتمع المدني هو ذلك المجتمع الذي يعمل جميع أفراده وفق نظام وقانون متفق عليه، ولا يصح أن نقول بأن يمكن أن يكون في العراق مجتمع مدني اسلامي. واذا أصبح المجتمع العراقي مدنياً، فأن من أهم مقومات المجتمع المدني مبدأ الديمقراطية في كل زوايا المجتمع...في نظام الحكم المركزي والمحلي، وحتى في نظام حكم العائلة الواحدة. فمصطلح المجتمع المدني يجمع في طياته كل المصطلحات المتطورة الأخرى... فالعمل بالمدنية هو بمثابة إقرار وتفعيل للحرية والعدالة والمساواة والعلمانية والديمقراطية اللبنة الأولى للبدأ في بناء المجتمع المدني، أو بالاحرى أن الديمقراطية تشمل وتحتضن كل تلك المصطلحات التي تشير للمجتمع المدني.

والسبب في ذلك لخصوصية المجتمع العراقي، والتنوع الأثني والعرقي والمذهبي يؤكد أن بعد الاتفاق وتوطيد العقد الاجتماعي بين جميع أفراد الشعب العراقي سيؤكد المباديء آنفة الذكر.

إن من أهم مستلزمات بناء مجتمع مدني عراقي هو الدستور، ولقد صوت الشعب العراقي على دستور فيه من الفقرات الكثيرة التي يمكن توظيفها من أجل بناء المجتمع المدني. ونظام الدولة العراقية المقرة دور رئيسي آرخر. خصوصا النظام الفيدرالي التعددي، ومبدأ فصل السلطات يساهم بشكل فعال. ثم الفقرات الخاص بالحقوق ولاواجبات، وما إلى ذلك من ايجابيات البنود التي تخص المؤسسات المدنية، لكن يبقى على البرلمان العراقي أن يشرع قوانين تتلائم ومشروع بناء المجتمع المدني. كل ذلك أصبح متاحاً لتهيئة أرضية خصبة ومرنة للتطور المدني. لكن كل هذه الأمور لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع إن تتوفر الكوادر والكفاءات المثقفة والقادرة على التنفيذ لتطبيق المباديء الأساسية لمشروع المجتمع المدني. وبمعنى أوضح ... كل العناوين جيدة لكن بدون فائدة إن لم تطبق، ولا يمكن تطبيقها بشكل صحيح إن لم تتوقر الكوادر القادرة والمتنورة. فهذان الأمران متلازمان. يبقى أمرٌ مهم وهو الأرضية الشعبية لقبول الأفكار. وحسب ما ذكرنا سابقاً أن الشعب العراقي مرَ بأطوار مخيفة ومتخلفة أدت به لقبول الكثير من مخلفات الماضي بل تفاعلت وتتلاحمت معه، ولكن هذا التلاحم والتفاعل هشٌ قابل للتغيير الجذري لكن بحاجة للأمور التالية:

* القضاء على البطالة بشكل ملحوظ ومدروس، وهناك لا أقصد المقنعة والمصطنعة.
* حملة شاملة نوعية لنشر مباديء حقوق الإنسان.
* تنمية وتطوير المؤسسات لامدنية بطريقة علمية ونزيهة ومستقلة.
* التصدي لبوادر التخلف والعقائد المفسدة للإنسان.
* عدم التعرض لخصوصيات الجماعات. إن كانت قومية، أو دينية أو مذهبية أو غير ذلك.
*الاستقلالية في العمل الميداني، وحضر التسابق الحزبي غير المشروع.
* القضاء على الفساد الاداري والمالي.
* الأصرار على تنفيذ القوانين على الجميع، وتفعيل مبدأ القانون فوق الجميع.
* الأهتمام بالبيئة ومظهر المدينة وجماليتها.
* مكافحة التخلف بكل أشكاله.
* التصدي لترشيحات الأحزاب للمناصب المهمة في الدولة العراقية لأشخاص غير ذو كفاءة.

لكي نقطة هناك شروح وتفاصيل لا يمكن الخوض في غمارها، بسبب تحديد عدد الكلمات المسموحة.

خطر الجراثيم والفايروسات المستشرية في المجتمع العراقي يكون حائلاً دون إقامة المجتمع المدني، وأضع بين يدي القارئ العزيز مقتطفات من أفكار لفلاسفة أعتمده النظام البائد لتفعيله من خلال مثقفين باعوا ضمائرهم بابخس الأثمان...وحاووا قتل الضمير العراقي، لكنني أستبشر خيراً إذا وفقنا للمساهمة في وضع لبنة بناء وتشييد البيت العراقي الديمقراطي من أجل مجتمع مدني متطور.

لقد شخص أحد أكبر علماء الاجتماع العراقي وهو المرحوم الدكتور علي الوردي الأمراض الاجتماعية المصاب بها المجتمع العراقي. منها انفصام الشخصية (الشيزوفرينيا) ولهذا المرض أعراض كثيرة منها الشعور بالاضطهاد الريبة والتصورات الخاطئة وضعف المهارات والخبرة، العزلة عن العالم، التحجر الفكري وغيرها ( راجع مقالة للدكتور عبد ارزاق حسين – الحوار المتمدن العدد-1552 – 2006-5-16)

أدوارد بارنابز: ولد سنة 1891 وتوفى سنة 1995 يعتبر منشئ ما يسمى العلاقات العامة وهو أبن عم لسيغموند فرويد. عمل إدوارد على تطبيق الإكتشافات التي وصلت غليها علم النفس وعلم الإجتماع في ميدان الحقل العام. وقد كان من - *شركة بروكتر أند Calvin Coolige حرفائه: الرئيس الأمريكي كليفن كوليدج
وشركات أخرى كبيرة معروفة...............

ولبارنلابز كتابات عديدة يشرح فيها كيفية السيطرة على عقول العامة وتوجيههم وقد جلبت هذه الأفكار والكتابات إعجاب غوبلز رئيس البروباغندا الألمانية له.

بيار بور دو: ( 1930-2003) عالم اجتماع فرنسي من المراجع العلمية في علم الاجتماع. بدأ نجمه يبزغ بين الأخصائيين انطلاقاً من الستينات وازدادت شهرته في آخر حياته بالتزامه العلني إلى جانب (المغولبين) كان مصبَ عنايته تحليل إواليات تكرر التمرينات الاجتماعية من جيل إلى جيل وذلك بتسليط الضوء على العوامل الاجتماعية والرمزية فيه............................................... ..............

العنف الرمزي: انتقد بورديو تغاضي الماركسية عن العوامل غير الاقتصادية إذ أن الفاعلين الغالبين، في نظره، بإمكانهم فرض منتجاتهم الثقافية( مثلا ذوقهم الفني) أو الرمزية ( مثلا طريقة جلوسهم أو ضحكهم وما إلى ذلك). فللعنف الرمزي (اي قدرة الغالبين على الحجب عن تعسف هذه المنتجات الرمزية وبالتالي على إظهارها على أنها شرعية) دور أساسي في فكر بيار بورديو. معنى ذلك ان كل سكان سوريا مثلا بما فيهم الفلاحون سيعتبرون لهجة الشام مهذبة أنيقة واللهجات الريفية غليظة جداً رغم أن اللهجة الشامية ليست لها قيمة أعلى بحد ذاتها. وإنما هي لغة الغالبين من المثقفين الساسة عبر العصور وأصبح كل الناس يسلَمون بأنها أفضل وبأن لغة البادية رديئة. فهذه العملية التي تؤدي بالمغلوب إلى أن يحتقر لغته ونفسه وأن يتوق إلى امتلاك لغة الغالبين( أو غيرها من منتجاتهم الثقافية والرمزية) هي مظهر من مظاهر العنف الرمزي................

سان سيمونيون: السان سيمونيون: هي مجموعة أتباع سان سيمون الفيلسوف والاقتصادي الفرنسي(1760-1825) الذي يدعو إلى أن السلطة يجب أن تسلم إلى الصناعيين لا للعلماء، لأنهم هم الرؤساء الحقيقيون للشعب، فهم الذين يقودونه في أعماله اليومية. فالأمة هي ورشة صناعية واسعة، تزول فيها فروق المولد والنسب، وتبقى اختلافات القدرات. وقد كانت آراءه وراء بدايات (العلم الوضعي) والاشتراكية. رأى السان سيمونيون في مصر محمد علي فرصة لتطبيق أفكارهم، لذا فقد سافر الكثير منهم إلى مصر للمساهمة في نهضتها..............................
تفرد العالم الدكتور الوردي بالدخول بتحليلات علمية عن طبيعة نشأة وتركيب المجتمع العراقي الحديث خصوصا بعد عهد المماليك وفيضانات دجلة والفرات وموجات امراض الطاعون التي اما فتكت باعداد هائلة من المواطنين الذين كانوا يقطنون الولايات العراقية على عهد العثمانيين او ادت إلى هجرة اعداد غفيرة من مواطني الشعب العراقي إلى الولايات والامارات العثمانية شرق نجد والخليج او إلى الشام "سوريا ولبنان والاردن وفلسطين او إلى مصر. ولازالت الكثير من العوائل من الاصول العراقية محافظة على القابها العراقية.
كما حلل اصول المهاجرين وتميزت مؤلفات وابحاث الوردي بالصبغة الانثرولوجية حيث ما انفك يبحث عن الكثير في واقع مجتمع العراق و بغداد عاداته وتقاليده المتحدرة من عهود الخلافة العباسية.وعن المناسبات الدينية واهميتها في حياة الفرد البغدادي كالمولد النبوي الشريف وذكرى عاشوراء.

الخاتمة:

قد لم افصل الترابط بين هؤلاء العلماء، لكنني أرى أنه من المفيد الرجوع إليهم لمعرفة الأوبئة التي نشرها النظام البائد بواسطة مختصين في علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي ليتسنى لنا تشخيص الأمراض الاجتماعية ومحالة إيجاد السبل الكفيلة للقضاء عليها، وبدونها لا يمكن بناء مجتمع مدني عراقي.


المصادر: موقع الحوار المتمدن- ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

د. دنحا طوبيا كوركيس
26/02/2007, 03:45 PM
أيها النشامى في فيالق واتا!
أنقل لكم في أدناه ما سبقني اليه ابن العراق في رسالة خاصة. ومن شذ في فكره أو عقيدته عما يجده بين السطور من معان في هذه الشجون فهو غير محسوب على العراقيين. أذلهم الله! هذا هو العراق الحقيقي على فطرته، وعلمه بغداد، الذي تزينه نجوم السماء، وليس ثلاثة نجوم وحسب.

البروفيسور العراقي
دنحا طوبيا كوركيس


> أنها بغداد ايها الاوغاد !!! >
> بغداد كعبة العلماء اسم كان للكون كله منارة كان للعلم
> شمس وعنوان ،بغداد التي لم تخلو قصيدة من اسمها ولم
> يبرز عالم الا ونهل من نهر علمها وبحر خيرها،كان اسمها
> عنوان العراق اين ما ذكرت اسمها وقف الجميع احتراما
> لها،احترامها لمكانتها،احتراما لعلمها،احتراما لمن
> تخرج من مدارسها وجامعاتها،احتراما لقبابها
> ومنائرها،احتراما لتاريخها وقادتها،احتراما لعمارتها
> الفريدة.
> بغداد الجميلة كانت قبلة للكون منها يقتبس العالم
> ،كيمياء ،فيزياء،شعر،فلسفة ،عمارة ،بلاغة ،طب،بغداد
> كان ملجأ المحتار،حامي الدخيل،سند المحتاج ،منبع
> الاساتذة الذين اوجدوا واسسوا العلم والمؤسسات في كل
> دول العرب والخليجية منها خاصة،بغداد كانت جنة وكان
> الخليج كله صحراء جرداء قاحلة ،في بغداد كان الخضار
> والجمال مميزا،كان الحب والغزل والانفتاح ،كان العلم
> والدين والخمر والليالي الملاح كلها تسير في خطوط
> متوازية ولا تتقاطع ابدا،في بغداد كان اليهودي اخو
> المسلم وكان الكردي اخو العربي واخو التركماني،في
> بغداد كان اليزيدي يمارس طقوسه وكان الصابئي يتوضأ في
> دجلة ،في بغداد ولد اول تلفزيون عربي،في بغداد ولدت
> الزوراء وحبزبوز،في بغداد قامت المستنصرية والسمؤال،في
> بغداد ولدت اروع قصص الحب والاخاء والتاخي،في بغداد
> عرضت ارقى المسرحيات وعلى شاشات سينماتها عرضت اروع
> الافلام،زارها كبار العظماء والملوك والسلاطين
> والرؤساء،وعلى ارض بغداد انشد عمالقة الغناء اروع
> القصائد واجمل الالحان،على بغداد مرت اشد الازمات وامر
> واشرس الغزوات،غزتها اعاصير الشر وفلول الحقد
> والاجرام،في بغداد صار لون دجلة ازرق في يوم من
> الايام عندما انتقم الغزاة من مكتبة بغداد قبل ان
> يقتلوا اهل بغداد لان العلم والكتاب كان هو رمز بغداد
> وقلب بغداد وروح بغداد،في بغداد للمتنبي شارع انجب
> العظماء وعلم كبار العلماء،كانت القاهرة تؤلف وبيروت
> تطبع وبغداد واهل بغداد تقرأ.
> في بغداد كان كل شيء محلل الا الدم فهو حرمة الحرمات
> ،في بغداد ولدت وأول ما سمعت كانت حروف الحب،ابو
> نؤاس،الرشيد،المنصور
> ،المتنبي،فيصل،الباشا،الزعيم،الانكليز،كلية بغداد،طب
> بغداد،جامعة بغداد،مطار بغداد،جواد سليم ،سليمة (باشا)
> مراد،ناظم الغزالي،يوسف عمر،القبنجي،الجواهري ،الرصافي
> ونده الزهاوي ،فندق السندباد،سميراميس،تايكرس
> بلس،لندن،بيروت،الشام،عيد الجيش،عاشور،تمن وقيمة
> ،الكريسماس،عيد راس السنة ،المعهد البريطاني،المركز
> الثقافي الفرنسي،الخطوط الجوية العراقية ،البصرة
> ،جزيرة السندباد،شقلاوة،صلاح الدين،شلال كلي علي بيك
> ،الكاظم،ابو حنيفة،شيخ عبد القادر (ابو القبقاب)،علي
> والحسين والعباس،النجف وكربلاء،كرخ ورصافة ،بابل
> وجنائنها المعلقة .
> في مدرستي وفي صفي كان صديقي يهودي اسمه صباح حسقيل
> والاخر اسمه نمير ناجي،وكان يجلس جنبي على نفس الرحلة
> (المقعد) فكري ابن زرياب العراق جميل بشير،مديرة
> المدرسة كانت لبنانية الاصل لها هيبة وسطوة لايجاريها
> فيها اكبر عتاة العصر.
> في المدرسة تعلمنا الانكليزية قبل العربية ،تعلمنا
> الحب قبل الكراهية ،تعلمنا ان هناك اديان وليس دين
> واحد،تعلمنا الموسيقى والرياضة ولم نسمع ابدا ان هناك
> مذاهب تكره بعضها،كان معنا الارمن،التلكيف،الاشورين
> وكان ملاصقا لجدار مدرستنا مدرسة للراهبات خاصة
> بالبنات وبيت شيخ يزيدي لااذكر اسمه شاهدت عنده مره
> طاوس من معدن الصفر (النحاس المطروق).
> في بغداد كان جارنا من اليمين كردي ومن اليسار خال
> الزعيم عبد الكريم ومن بعد داره كان هناك ثلاث دور
> واحد لارمني واثنان للكلدان ومن خلف دارنا كان دار ابو
> عمر التركماني كنت ارى فسيفساء العراق كله يحيط بي من
> كل جانب ولم اكن اشعر بالفرق بين هذا وذاك،في نشأت
> وترعرعت ولم اتعلم غير الحب والوئام والثقافة دينا.
> نشأت وترعرت ولم يدوي في اذني مع نبضات قلبي سوى اسم
> بغداد،كانت بغداد هي الشهيق وهي الزفير،كانت بغداد هي
> المن والسلوى،كانت بغداد هي الكون والعالم كله في ذهني
> وفي اذني لم اسمع بدبي ولا ابو ظبي واعرف شيئا اسمه
> قطر او عمان بل وحتى البحرين اللهم الا اسم الكويت كان
> مطروقا احيانا،كنت اسمع ان هناك صحراء جرداء كان اهلها
> ينهلون علما وطعاما وماءا وخيرا من البصرة يفدون اليها
> بحرا تلك هي دول الخليج العربي اليوم
> في بغداد لم اسمع كلمة محجبة بل سمعت البوشية والعباية
> وعشت عصر الميني جوب وشرطة الاداب والخنافس،في بغداد
> كان بائع الحليب العادي والمعقم يطرق بابنا صباح كل
> يوم ،في بغداد كان باص المدرسة يقلني في السابعة من
> صباح كل يوم ،في المدرسة كان هناك مطعم نتناول فيه
> وجبة الفطور والغذاء ومنه كرهت شيئا اسمه فاصوليا بقدر
> كرهي للطائفية والارهاب.
> نشأت وترعرت وكبرت وكانت بغداد تكبر معي كنت اراها امي
> وابي،حبيبتي وعشيقتي،شاعرتي وملهمتي،كنت اسافر وكنت
> اسأل من اين انت (Where R u From ) كنت اجيب انا من
> بغداد قبل ان اقول انا من العراق لانهم كانوا يخلطون
> بين العراق وايران باللفظ حين ذاك ،بغداد كانت اسمي
> وعنواني ووطني،كنت افخر بالدينار العراقي وقوته وانا
> في عز عواصم الغرب عندما اجد ديناري العراقي اصرفة
> بثلاثة دولارت امريكية خضراء وجنهين استرلينية واثني
> عشر ماركا المانيا غربيا حينها ،كنت احمل النوط ابو
> العشرة واتفاخر به كمن يحمل العراق وحضارته واثاره
> وتاريخه كله معه.
> تلك هي بغداد التي عشقتها دوما وابدا وتركتها وجودا
> ولم اتركها حبا والهاما وعشقا وهياما وفخرا فمن يعقل
> انها نفس بغداد الموت والخراب والدمار والبؤس والشقاء
> والاوساخ والقاذورات ودجلة الجاف وابو نؤاس المحاصر
> بالحواجز الكونكريتية ورأس المنصور المقطوع !!!!!
> يا الهي هل انا في حلم ام علم ؟؟؟
> اين ذهب الفنانون والشعراء والممثلون،اين جواد سليم
> ورافع الناصري ومحمد غني حكمت،اين رفعت الجادرجي وحسين
> جميل وكاشف الغطاء وجعفر ابو التمن ؟؟؟
> اين عبد الهادي الجلبي وعبد الامير الصراف عمالقة
> اقتصاد العراق؟؟؟؟
> اين يوسف النعمان وجعفر الكويتي وعبد الامير علاوي
> وصائب شوكت ،اين سلمان تاج الدين جهابذة الطب في بلد
> الحضارات.
> اين تجار الشورجة والدهانة اعمدة واعلام تجار
> العراق؟؟؟
> يا الهي هل انا في حلم ام علم ؟؟؟
> اكتب اليوم وانا اشاهد حفل افتتاح دورة الالعاب
> الاسيوية في دوحة قطر هذا الحفل الخرافي الذي نقل قطر
> الى محفل اخر وتصنيف اخر من العالم المتحضر واسأل اين
> وصلت بغداد واين اوصلتم بغداد يا اهل بغداد وسادة
> بغداد؟؟؟
> ثلاثة مليارت دولار كلفة المنشأت الرياضية الجديدة في
> قطر والعراق بلا كهرباء ولا ماء ولا مجاري..
> هل سمعتم اين وصلت الحضارة والتقنية في العالم ؟؟؟
> هل شاهدتم دبي كيف كانت وكيف اصبحت ؟؟
> دبي كانت صحراء والعراق كان جنة واليوم في دبي اليوم
> الحكومة كلها الكترونية كل شيء يعمل بالحاسوب لاملفات
> ولا اضابير ولاطابور انتظار ولا رشاوي ولا واسطات في
> دبي اليوم الدوائر الحكومية كانها فنادق خمسة نجوم
> بدون مبالغة ،دائرة الكاتب العدل الكترونية ومكتبه
> يضاهي مكتب اكبر وزير في حكومات البؤس والشقاء،في دبي
> اليوم اعلى برج بالعالم واكبر فندق واكبر ميناء واكبر
> وارقى مطار لاتجد مثيله في كل اوربا وامريكا ،في دبي
> سباق مع الزمن والبناء بين الحكومة والمواطن وبين
> الحداثة والعمران والتكنلوجيا في دبي الحكومة تعمل من
> اجل بناء الوطن والانسان ،في دبي اليوم المواطن البدوي
> يتكلم الانجليزية بطلاقة وبلكنة امريكية او انجليزية
> ملكية بحتة وفي العراق اليوم العالم يقتل او يهاجر،في
> دبي التلميذ يتعلم فن المحادثة واداب المائدة والاتكيت
> وفي العراق التلميذ يرضع الطائفية والعنف والحقد
> والكراهية و الجهل والتخلف.
> في دبي توجد مدينة للطفل ومدينة للمعرفة ومدينة
> للاعلام ومدينة للانترنيت ومدينة للطب وواحة للسجاد
> واكبر سوق ذهب في العالم ،في دبي تعيش 167 جنسية من
> مختلف الاعراق والاصول والاديان تحت راية القانون
> الصارم ،في دبي شرع قانون جديد يضع غرامة على مخالفي
> الاشارة الضوئية من المواطنين بقيمة عشرة الاف درهم اي
> ثلاثة الاف وثلاثمائة وستون دولار امريكي نعم واكرر
> 3360 دولاروعلى المقيم بالتسفير مباشرة وعلى اول طائرة
> ان خالف الاشارة الحمراء وفي العراق يحكم على القاتل
> والذباح والمختلس بستة اشهر سجن !!!!!!!!!!!!
> يا الهي هل انا في حلم ام علم ؟؟؟
> كان في العراق ثلاثة ملايين مصري يقيمون ويعملون
> ويعيلون عوائل ويعلمون اجيال في بلادهم من خير بغداد
> وفي مصر اليوم مليون عراقي مهاجر باحثا عن الامن
> والامان ولا شيء غيرهما.
> انظروا الى ابو ظبي وعجمان والفجيرة والرياض والبحرين
> وعمان وماليزيا وتايلند والهند والباكستان اين وصلت
> واصبحت واين اضحت بغداد وامست ؟؟
> لبنان وبيروت دمرت كلها وعمرت وبغداد تدمر يوما بعد
> يوم و لاتعمر ؟؟؟
> هل هو النصيب ام انه القدر الاشر ؟؟؟
> بغداد التي تكالب عليها العلماء والفقهاء سابقا انقضت
> عليها كل غربان الشر واساتذة الذبح وفقهاء الفرقة
> والجهل والتخلف،هجرها المثقفون واحتلها الفاسدون
> والمختلسون فأين الخلل وما هو السبب؟؟؟
> يا الهي هل انا في حلم ام علم ؟؟؟
> الخلل ايها السادة ويا بغداد الحبيبة في عقل الحاكم
> ،ثقافة الحاكم ،انتماء الحاكم لاغير.......... هناك من
> عمر وطن وهناك من دمر بلدان واوطان وشعوب وحضارات وذلك
> هو نصيب بغداد اليوم فلمن تبكي بغداد وبمن تستغيث ؟؟؟؟
> هل دين اهل بغداد يختلف عن دين هؤلاء ام ان قدر بغداد
> ان تكون قربان الاخرين ؟؟؟؟
> هل يعقل ما نرى وما نشاهد قصف بالقنابل والهاونات وقتل
> بالمفخخات بين احياء بغداد واهل بغداد هل يعقل ان نسمع
> ان هناك قناص بغداد من اجل قتل اهل بغداد؟؟؟
> يا الهي هل انا في حلم ام علم ؟؟؟
> هل انتهت بغداد؟؟
> هل قتلت بغداد؟؟
> هل اسرت بغداد؟
> هل اغتصبت بغداد؟؟
> ام ان هناك من سوف ينقذ بغداد ويمسح دموع بغداد ويبلسم
> جراح بغداد وينظف شوارع بغداد ويعيد ليالي بغداد
> وامسيات بغداد وسينمات بغداد وقهقهات شياب بغداد
> ومقاهي بغداد وخمارات بغداد،هل سوف ياتي من يعمر خرائب
> وزرائب بغداد،من سوف يعيد العقل والحب الى اهالي
> بغداد،من سوف يقضي على اسراب غربان الشر التي هبت
> ووفدت من كل فج عميق واستوطنت بغداد لكي تطفيء شعلة
> بغداد الوهاجة التي لم تنل منها كل اعصاير الكون
> وكوارث الزمان .
> تبا لمن قال بأن بغداد قد سقطت ،ان الطاغية هو الذي
> سقط وبقيت بغداد شامخة بوجه الاعاصير وطعنات الرماح
> وخناجر الغدر .
>
> ارحموا بغداد وارحلوا عن بغداد فانها بغداد ايها
> الاوغاد .
>
> ابن العـــــــــــــــــــــــــــــراق

iraqmc
26/02/2007, 06:16 PM
سعدت كثيرا بالردود المتفاعلة مع فكرة موقعنا لناقش حول بناء العراق الجديد ، ولكن يبدو ان حسابات الحقل لا تناسب تناسب حصاد البيدر ، وانقل لكل الاخوة المشتركين في هذا النقاش ، ما نشر اليوم على موقعنا "www.iraqmc.com" عن دراسة امريكية تبشر بقبول هيمنة الاسلام الشيعي بعد فشل الولايات المتحدة في بناء عراق علماني !!!!!
وهذا نص ما نشرناه :
دراسة أمريكية تعترف بانعكاسات الانسحاب البريطاني على تطبيق خطة امن بغداد
هزيمة واقعية تواجه إستراتيجية بناء عراق علماني لا تترك غير خيار القبول بهيمنة الإسلام الشيعي
بغداد/ IMC
اعترفت دراسة أمريكية،حصلت "IMC" على نصها المنشور يوم 21/2/2007 ، ان " هزمية واقعية " تواجه إستراتيجية الرئيس جورج بوش في العراق ، بعد القرار البريطاني بجدولة سحب قواتها من جنوب العراق .
وقال الباحث الاستراتيجي " انتوني كروزدمان" خبير شؤون العراق في البنتاغون ، في دراسة تحت عنوان " الهزيمة البريطانية في الجنوبِ و"إستراتيجية" بوش المجهولة في العراق" ، ان الأوضاع في العراق تسير نحو فرضات ل" هزيمة واقعية " قد تجبر الرئيس بوش على إعادة النظر في إستراتيجيته العراقية المعلنة بعد نشر تقرير لجنة بيكر هاملتون
و استخدم كروزدمان منهجا معروفا في توصيف الأزمات عبر مصفوفة صفرية لقياس الاحتمالات، واظهار الجوانب الايجابية والسلبية في مثل هكذا تحليل، لتحديد الاحتمالات المطروحة امام الادارة الأمريكية ، حيث اعتبر التركيز على خطة بغداد الامنية وترك بقية مناطق العراق عرضة لهيمنة واضحة من المليشيات الشيعية او السنية ، تجعل العراق عرضة لنظام حكم مناقض لنموذج البلد العلماني الديمقراطي التعددي الفترض في الاجندة الامريكية لبناء العراق الجديد، وهي النتيجة التي توصلت لها القوات البريطانية في البصرة ، والتي انتقدها الباحث بكونها تكشف حقيقة من يمتلك السيطرة على العراق.
معتبرا جنوب شرق العراق ، قد ترك لسيطرة واقعية من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وفئات من التيار الصدري وجيش المهدي ، وفقدت القوات البريطانية اية فرصة عملية لتكون البصرة ،كمدينة علمانية .
واشار كروزدمان الى ان القوات العراقية التي ساعدت بريطانيا على تشكيلها في هذه المنطقة، كانت مجرد امتداد فعلي للسيطرة الإسلامية الشيعية بوسائل أخرى ، بعد ان أعادت مليشيا جيش المهدي تاكيد وجودها الفعلي في البصرة عام 2005، فضلا عن امتدادات النفوذ الإيراني ، وبذلك أضحت الشرطة العراقية في هذه المدينة جزءا من المشكلة ، بدلا من ان تكون ( الحل النموذجي) ، ومثاله على ذلك عمليات الشرطة الشاملة على السنة والمسيحيين ، عام 2005 .
ويجد الباحث ان هذه الأوضاع قد خلقت مافيات للجريمة والفساد ، يؤثران في كل شيء تقريبا ، وابرز ما في ذلك ، صناعة النفط وصادراته في الجنوب ".
ويؤكد في دراسته ان نتائج أولية لهذه الإستراتيجية البريطانية ، يمكن ان تنعكس على الإستراتيجية الأمريكية في تنفيذ خطة "فرض القانون "في بغداد ،لان التأثيرِ الواقعيِ للعمليات العسكرية الأمريكية في بغداد، تواجه عدة حقائق ميدانية، الأول مواصلة المليشيات الشيعية التنازل لقبول معطيات هذه الخطة ، مقابل العامل الاخر في رفض السنة لها ، لأسباب تتعلق بإمكانية هزيمتهم بشكل نهائي في بغداد ، متوقعا ظور ما وصفه ب" البقع البيضاء" لتواجد السنة داخل العاصمة ، أمام القوة الشيعية المسيطرة ، ودفع باقي السنة الى خارج العاصمة .
ويعترف كروزدمان بان فرقاء العملية السياسية العراقية ، يعرفون حقيقة اشتراك الولايات المتحدة وقواتها في حرب استنزاف ، بسبب الأخطاء التي قامت بها في الماضي ، في إشارة ضمنية الى أخطاء الحاكم المدني بول بريمر في حل الجيش والأجهزة الأمنية للنظام السابق ، والتي يصف نتائجها ب"خلق مناخ سياسي ضعيف وغير ثابت" ، لا تستطيع الولايات المتحدة ان تلعب دورا رئيسيا في سنة تطبيق خطة" فرض القانون " التي يصفها بالسنة الطويلة ، المتأثرة بمعايير السياسة الداخلية للولايات المتحدة ، والتي أدت إلى اعتبار فرص الاستقرار، مجرد "فرص تافهة" من وجهة نظره
لذلك يؤكد ان إستراتيجية "النصر" القائمة على فكرة "سيطرة الأمنِ في مدينة بغداد" ، مقابل خسران بقية مدن البلد الرئيسة ، تترك الريف وهذه المدن عرضة للنزاعات العرقية والطائفية ، لا يمثل نصرا في اية ستراتيجية ، بل الهزيمة بعينها !! .
وعلى هذا الأساس حصر كروزدمان توقعاته في تطبيق خطة بغداد الأمنية بالتعامل "الشفاف" مع المناطق الشيعية التي توافق على تطبيق الخطة ، كاحتمال أول ، وبذلك يمكن ان تربح هذه الخطة 7 من مناطق بغداد العشرة ، لكنه يسترك في احتماله الثاني ، مشيرا الى إمكانية قيام بعض المليشيات بضرب القوات الأمريكية في مناطق ضعفها ، وفي احتماله الثالث ، توقع حدوث اشتباكات ممكنة من هذه المليشيات قبل نزولها تحت الأرض ضد القوات الأمريكية ، وفي الاحتمال الرابع ، يرجح استمرار عمليات التفجيرات والسيارات المفخخة بشكل متواصل ، ضد المناطق التي توصف بالآمنة ، لاستغلال الوقت ونتائج تأثيره على الإستراتيجية الأمريكية ، بشكل ينقل هذه العمليات الى أطراف العاصمة بدلا من وسطها .
لذلك يحذر من استمرار التوترات، "سنية ضد الشيعة" ، و"عربية ضد الاكراد" في بقية فضاء العراق غير المسيطر عليه ، واستمرار التحدي الأمني المؤدلج لبعض القوى السنية ضد القوات الأمريكية في هذه المناطق خارج العاصمة بغداد ، ليظهر بالنتيجة النهائي أي نصر مرجح في العاصمة ، وكأنه نصرا ضد التمرد السني فقط ، في سياق مشاركة السنة العرب الضعيفة في الحكومة العراقية ، وعدم بروز قيادات سنية معروفة ومقبولة من جميع السنة لمثل هذه المشاركة .
و في الجانب الايجابي من مصفوفة احتمالاته ،يرى كروزدمان ، ان الأطراف الشيعية ، قد لا تمثل الحالة المطلوبة أمريكيا لتطبيق الديمقراطية ،كما ارادتها واشنطن عام 2003 ، مستدركا بالقول ، ولكن من منظور واقعي سيكون ذلك افضل من حمام دم او حرب اهلية ، طالما سمح للسنة بالحصول على القوة والمنافع الكافية للعيش مع هذه الحالة ، ويعتقد بان دول الجوار السنية قد تكون راغبة بالاعتراف بهذه النتيجة .