المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وليام الفاتح أحد حكماء الحكام



محمود عباس مسعود
12/02/2010, 05:19 AM
هذه قصة وليام الأول أو الفاتح الذي اعتبره البعض أحد حكماء الحكام في التاريخ.

ولد وليام حوالي العام 1027 م. وقد ورث دوقية النورماندي (شمال غرب فرنسا) وعمره آنذاك ثماني سنوات، وظل تحت الوصاية حتى بلغ السن القانونية حيث كانت المنطقة والأوضاع في غاية السوء.

في سن العشرين أخمد عصياناً كبيراً وراح يحكم البلاد بحزم وصلابة، وقد ساعدته خبراته المكتسبة في النورماندي على تسيير شؤون البلاد عندما ارتقى العرش الإنكليزي.

في منتصف القرن الحادي عشر غزا وليام إنكلترا ليصبح ملكاً عليها. ومع أن تصرفه قد يعتبر في العصر الحاضر ضرباً من القرصنة، لكن كان لديه تبريرات عديدة لما قام به، وعلاوة على ذلك فقد كان مدعوماً من البابا نفسه.

عندما شكك النبلاء النورمان بقدرته على عبور القنال الإنكليزي أو بحر المانش مع قوات كافية لفتح البلاد قال لهم قولته المشهورة التي خلدها التاريخ:

"إن ما يحسم الحروب ويكسب المعارك ليس عدد الرجال بل شجاعتهم واستبسالهم في ساحات القتال."

أمضى وليام عدة سنين في إخضاع الجزر البريطانية، ولم يتقاعس عن أي عمل من شأنه تعزيز قبضته وترسيخ سلطانه. فقد استولى على كل الأراضي من المُلاك الإنكليز سواء الذين قاوموه أم لم يقاوموه ووزعها على حوالي العشرين ألف من رجاله النورمان بما فيهم خدمه الذين كانوا يقومون بأعمال وضيعة. لكنه احتفظ بالمؤسسات السكسونية التي اعتبرها مفيدة لحكمه.

في عام 1072 زحف على ملك اسكتلندا الذي كان يشجع المقاتلين الإنكليز ويمدهم بالسلاح وأجبره على الولاء والخضوع له. وبدلا من أن يقسّم إنكلترا إلى دوقيات قوية بحسب النظام الإقطاعي السائد آنذاك، فقد طلب وليام من جميع ملاك الأراضي أن يقسموا بالولاء المطلق للعرش. وبذلك تمكن من إخماد الفوضى وقمع المعارضة وتوحيد الشعب.

ومع أن وليام الفاتح كان صارماً في إجراءاته، حازماً في تعاطيه مع الأمور، معتـَبراً أن وحدة المملكة فوق أي اعتبار آخر، لكنه حاول أن يكون منصفاً عادلاً مما أكسبه محبة واحترام الشعب.

توفي وليام عن عمر يناهز التاسعة والخمسين عاما في فرنسا بسبب أضرار جسدية تعرض لها عند سقوطه عن ظهر حصانه، ودفن في كنيسة القديس اصطفان في النورماندي.

بعد دفنه بفترة تقرر وضع جثمانه في ناووس حجري بحضور البطاركة لكن تعذر إدخال جثته في الناووس. وبعد عدة محاولات انفجر الجثمان فخرجت منه خبائث - أعزكم الله - ملأت جو الكنيسة برائحة كريهة جعلت الحضور يتدافعون بالمناكب طلباً للهواء النقي.

وفي عصر تميز بالمكر والشرور والدسائس والأنانية، يقال أن وليام بقي نظيفاً، ضابطاً لنفسه، تقياً، معتدلا، وممتنعاً عن المسكرات. وقد كان أحد حكماء الحكام.

وفي هذا الصدد يقول المؤرخ الفرنسي الكبير غويزو:

"إن إنكلترا تدين بحريتها لاحتلال النورمان لها."

والسلام عليكم

المصدر: موسوعات
الترجمة: محمود عباس مسعود

اسامة دياب
13/02/2010, 12:11 AM
السلام عليكم استاذنا الكبير محمود عباس مسعود والشكر على هذه الاضاءة على مؤثرين في التاريخ الانساني فامثالكم من يحرر هؤلاء العظماء من صفحات الموسوعات كما كان لهم دور في تحرير شعوب مهما كانت تلك الشعوب فنحن مع الحرية اينما كانت
تحية قلبية

محمود عباس مسعود
13/02/2010, 01:06 AM
السلام عليكم استاذنا الكبير محمود عباس مسعود والشكر على هذه الاضاءة على مؤثرين في التاريخ الانساني فامثالكم من يحرر هؤلاء العظماء من صفحات الموسوعات كما كان لهم دور في تحرير شعوب مهما كانت تلك الشعوب فنحن مع الحرية اينما كانت
تحية قلبية

الصديق العزيز أسامة
هذه الشذرات المعرفية أحاول تجميعها وتقديمها للقارئ كسلة فيها تنويعة من الفاكهة، مختلفة الألوان والأشكال.
أجل يا صديقي، الحرية من أعظم هبات الحياة إن لم تكن أعظمها.. يريدها الله للإنسان لأنها حق من حقوقه المشروعة.
تحياتي لك وبارك الله بك.