المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القاهرة رفضت تحقيقًا مشتركًا في مقتل الجندي



عائشة صالح
15/02/2010, 04:52 PM
الجدار الفولاذي تصعيدٌ في وجه "حماس"
نعيم: القاهرة رفضت تحقيقًا مشتركًا في مقتل الجندي


[ 15/02/2010 - 01:10 م ]

القاهرة - المركز الفلسطيني للإعلام



أكد الدكتور باسم نعيم وزير الصحة الفلسطيني أن زيارته إلى القاهرة تأتي في إطار دعم مصر في عدم نقل مقر "اتحاد الأطباء العرب" إلى الجزائر، مستدركًا أنه ليس معنيًّا بتكريس الأزمة بين مصر والجزائر.

وقال نعيم في تصريحات لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أمس الأحد (14-2): "إن "اتحاد الأطباء العرب" كان مقرُّه الأصلي هو مدينة القدس، لكن تمَّ نقله إلى القاهرة بسبب وجود الاحتلال حتى توقيع اتفاق "كامب ديفيد"، فتمَّ نقله بشكل مؤقت في بداية الثمانينيات إلى الجزائر، ثم عاد إلى القاهرة مرةً أخرى، وإن الغالبية تُجمع على بقائه في القاهرة حتى ولو كان الأمين العام القادم غيرَ مصري؛ باعتبار أن مصر دولةٌ مركزيةٌ في المنطقة، بالإضافة إلى أنها أقرب دولة من القدس المقرِّ الأساسيِّ للاتحاد".

وكان نعيم قد وصل إلى القاهرة يوم السبت الماضي للمشاركة في المؤتمر السنوي للأمانة العامة لـ"اتحاد الأطباء العرب" المنعقد في محافظة الإسكندرية، وذلك بصفته ممثلاً للاتحاد عن فلسطين؛ حيث ناقش معهم العديد من القضايا المهمَّة التي تخص الوضع الإنساني والطبي في قطاع غزة.

واستعرض الوزير نعيم جملة الإنجازات التي حقَّقتها وزارة الصحة في حكومة هنية خلال العام الحالي، بالإضافة إلى حجم الصعوبات التي تواجهها من جرَّاء الحصار، داعيًا إلى إنهاء الحصار وفتح المعابر من أجل إيصال الأدوية والمستلزمات الطبية إلى مؤسسات وزارة الصحة الفلسطينية، علاوةً على السماح للمرضى بالعلاج في الخارج.

من جهة أخرى أكد نعيم أن بناء "الجدار الفولاذي" الذي تشيِّده مصر يأتي في إطار التصعيد ضد "حماس" وحشرها في الزاوية للتوقيع على الورقة المصرية للمصالحة، مؤكدًا أن كافة الأحداث التي مرَّت في الفترة الماضية وخلق أجواء التوتر، مثل ما حدث في قضية الجدار وقضية قافلة "شريان الحياة" وقضية الجندي المصري، هدفها انتزاع موقف سياسي معيَّن من "حماس".

وحول ما توصَّلت إليه الحكومة الفلسطينية في تحقيقات مقتل الجندي المصري، أكد نعيم أن الحكومة باشرت التحقيق في مقتل الجندي المصري فور وقوع الحادث، لكنَّها طلبت من القاهرة تشكيل لجنة مشتركة بين مصر وغزة؛ لأنه كان هناك إطلاق نار بين الجانبين، ولا يمكن حسمه من طرف واحد، موضحًا أن القاهرة رفضت بدورها تشكيل لجنة مشتركة بين الجانبين.

وأشار نعيم إلى أن تأثير "الجدار الفولاذي" في القطاع الصحي لم تظهر نتائجه بشكل كبير؛ بسبب أن غالبية البضائع التي تسمح بدخولها القاهرة عبْر فترات متباعدة، أغلبها تكون أدويةً ومستلزماتٍ طبيةً، كما أوضح أن الجدار لن يؤثر بشكل مباشر في القطاع الصحي، إلا أنه سيؤثر في الوضع الإنساني للشعب؛ ما يجعله متدهورًا صحيًّا بسبب تضييق الحصار.

وأكد الوزير نعيم أن الخلاف الحقيقي بين "فتح" و"حماس" يكمن في ملفَّيْن رئيسيَّيْن؛ هما: ملف "الأجهزة الأمنية"، وملف "منظمة التحرير الفلسطينية" موضحًا أن الورقة المصرية للمصالحة تُحيل كافة الأمور إلى أبو مازن في هذَيْن الملفَّيْن.

وأشار إلى أن "حماس" لا تخشى خوض الانتخابات المقبلة، وأنها على استعداد لخوضها بكل بسالة، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه من خلال لقائه عددًا من سفراء الدول الأوروبية وجَّه إليهم سؤالاً عن وضع غزة في حال فوز "حماس" مرةً أخرى في الانتخابات وتوليها السلطة، فقالوا: "سيستمر الحصار على غزة"، موضحًا أن الأوروبيين ليسوا معنيين بتحقيق ديمقراطية في المنطقة، ولكنهم معنيُّون بتدعيم موقف سياسي معيَّن يقبل بعدم الوقوف في خندق المقاومة وتدعيم مسار التفاوض مع العدو الصهيوني.