المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مرض الصفر Zero Disease



مصطفى توفيق ابراهيم
16/02/2010, 02:22 AM
سمعتها من سائق يعمل معنا في الجامعة وقد كنت أظن معرفته تقتصر على الأمساك بمقود السيارة أو على الأكثر قدرته على اصلاحها اذا توقفت فجأة في الطريق. قالها بشكل عرضي لايمت الى موضوعي هذا بصلة فأرتأيت أن أصهرها في بوتقة واقعنا الحالي في كل أو على الأقل في معظم أرجاء وطننا العربي أو كما يسمى.

تبدأ الحكاية مع احد رجالات الدولة الذين تتابعت أقدامهم في تسلق سلم الوظيفة بحق أو بغيره حتى وصلوا الى أعلى درجة فيه فنظر الى الكرسي الذي يُقدم الى أمثاله ونظر أخرى وقال له أيها الحبيب لكم اتعبني الوصول اليك ولستُ بتاركك حتى أنال منك كل ما أصبو اليه.
جلس على ذلك الكرسي الملعون فرأى أنه الشخص الوحيد الذي كان يستحقه فما سابقه الا لعنة من لعنات الدنيا والقدر الأعمى على الأمة فصال وجال وبنى هذا وذاك ولكن بغباء يحسده عليه حتى حمار .ما أن نظر الى مابنى سابقه ورأى بأم عينيه الثاقبتين ما أجحفت يداه وسرقت ونهبت حتى قال : ما كان أغباك أيها المدير السابق حتى تفني أموال الشعب والدولة بهكذا بنيان وضعت فيه اموالا طائلة ولكن نسيت أن تضع فيه مكانا لخزنتي الجديدة .

أهدموا هذا البناء الغبي صرخها بأعلى صوته فهو السيد المطاع بأمره .

انثنى الفاعلون بتقويض ماقد أخذ سنوات من العمل وذلك تحت رغبة وبأمر من السيد الجديد وبنوا أخر غيره يحوي الخزنة الجديدة المنشودة .

مر به العمر ومضى بعد أن قوض كل ما طالت يداه من أبنية بناها سابقه وجاء اليوم الذي يجب أن يترك فيه الكرسي للمسؤول الجديد.

رحل السابق وأتى اللاحق فرأى من غباء سابقه نفس ما رآه من كان قبله من نسيانه لبناء خزنة جديدة فقوض وهدم ثم خطط وبنى ومع البناء بالتأكيد الخزنة الجديدة .

في هذا المنحنى نرى أن التقدم الذي حصلت عليه الأمة هو تقدم في عديد السنين وحسب وأما تفدم الأمة وتطورها فكان الرقم Zero.

ما تحليل مثل هذه النفسيات بنظر علمائنا الأجلاء من ذوي الحل والعقد في مجال علوم النفس؟ هل هو أن المدير المطلوب لعدالتكم مجرد لص ؟ أم هو لص + انسان معقد لا يحب أن يُمدَحَ غيره؟ أم مجموعة من كلاكيع وعقد مركبة تنتظر حلها ؟؟

رحمك الله أيها الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز عندما كنت لاترضى أن تستهلك زيتا من بيت مال المسلمين الا في حاجات هي للمسلمين فقط .

تحية زاهدة

د. عيدة مصطفى مطلق
16/02/2010, 11:11 AM
الأخ مصطفى إبراهيم
سلام الله عليك
شكراً على الموضوع لأهميته البالغة.. وأقول بأن العقدة في القضية المطروحة عقدة مركبة لأنها عابرة للأشخاص والحقب .. والمسؤولية في انتشار هذا الوباء " الصفري" هي أيضاً مركبة وعابرة بدورها للأجيال والحقب .. وما قصة إبليس في اعتراضه على خلق آدم من طين عنا ببعيدة .. فسرعان ما تجلت سيكولوجية إبليس الرافضة للآخر في قوم نوح وعاد وثمود .. وكل الأقوام التي بادت ولكن هذه السيكولوجيا ماكان لها أن تبيد ( لا بالطوفان ولا بالصيحة ولا بالريح الصرصر .. ولا بغير ذلك من أدوات الدمار الشامل) .. ويبدو أنه مع تطور البشرية أصبح التمدد الإبليسي واضحاً في كثير من السلوكيات البشرية من حيث رفض الأخر .. فكثيرون من لا يرون أي شيء قبلهم ولا أي شيء بعدهم .. و فرعون ما زال حياً فينا يقود مؤسساتنا وأنظمتنا .. ويمشي في شوارعنا .. ويختال في بيوتنا .. ما زال يصول ويجول .. يبني الصروح ليطلع على عقولنا ونبضاتنا .. يقطع الأيدي والأرجل من خلاف .. يربط الألسن ويقطعها حين تصر على الثغاء ويعلق المشانق...
وأما إشكالية هذه الحالة فتتجلى في الانصياع الواسع والانخراط في القطيع .. فكم من قطيع ما زال عابراً بدوره للأجيال والحقب والمستويات الثقافية والانتماءات الفكرية .. نراهم يحملون المباخر .. ويزينون للسلطان مرض "الصفر".. ونحن العرب ربما من أكثر الشعوب التي كثر فيها شعراء المدح والهجاء ..وثقافتنا من أكثر الثقافات التي ازدهرت فيها صناعة النفاق يتقنها رهط من الوعاظ والأئمة والمفتين .. وكم من أدعياء الفكر والباحثين من كرس ذكاءه وفكره للي أعناق الحقائق وتركيب حقائق أخرى تتناسب مع المصابين بداء " الصفر "!!
العلاج ممكن يبدأ أولاً بتعزيز ثقافة " لا" حيث يجب أن تكون .. وثقافة تمحيص النعم حتى لا تقال في غير سياقها
الحديث يطول والتداعيات تتوالى وأكتفي بهذه الكلمات التلميحات ..
أكرر الشكر على إثارة هذا الموضوع .. عسى الله أن يلهمنا الحوار المعمق في هذه المسألة فنضيء شمعة في درب المراجعة والمحاسبة الطويل
مع المودة
د. عيدة مصطفى المطلق قناة
اربد / الأردن

مصطفى توفيق ابراهيم
16/02/2010, 11:33 PM
الدكتورة الفاضلة عيدة مصطفى تلميحاتك الجلية قد أثرت الموضوع ونقلته الى فضاءات أوسع تكمل العقدة "الصفرية" ولكن هناك أسئلة طفت على سطح تلكم التلميحات وهي:

أولا: لماذا يقع إبليس وفرعون ضحية لكل أخطاء وعقد وتراكمات المركبات النفسية دائما في فلسفة العرب عند تفسيرها؟

ثانيا: متى يكون رهط الأئمة والوعاظ والمفتين بحاجة للنفاق المقيت الذي يوسع من دائرة الصفر لدى المعني ؟

ثالثا: هل العرب فعلا هم اكثر أهل الأرض مدحا وهجائا؟ وأين ذهب معية القياصرة والأباطرة والأكاسرة في بلاطاتهم؟ أم أن شعراء العرب استطاعوا أن يعمموا هذه الثقافة لتكون على هذا الشكل من التكاثر والتنامي لحد أنها جعلت مرض التصفر مستشرٍ الى هذا الحد؟

كل المودة والتقدير للشخص الكبير الدكتورة المطلق

عليان البدوى
17/02/2010, 11:44 AM
الاستاذ/مصطفى توفيق تحية طيبة هؤلاء عبدة الكرسى ومن يجلس عليه يعتبرونه الاههم يعتبرون المنصب مغنم وليس مغرم اللهم انصرنا على انفسنا ولاتجعل بيننا خائن لدينه ووطنه واجعل الاختيار بيد الشعب لابيد العملاء

مصطفى توفيق ابراهيم
18/02/2010, 06:02 PM
الاستاذ/مصطفى توفيق تحية طيبة هؤلاء عبدة الكرسى ومن يجلس عليه يعتبرونه الاههم يعتبرون المنصب مغنم وليس مغرم اللهم انصرنا على انفسنا ولاتجعل بيننا خائن لدينه ووطنه واجعل الاختيار بيد الشعب لابيد العملاء

صدقت استاذي الفاضل عليان البدوي وإنما أؤيدك في دعواك وأؤمن عليها امين اللهم امين.