المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تدريس المحتوى، أم تدريس الطريقة!؟



أبو زيد البليمي
18/02/2010, 12:06 AM
المنهج بمفهومه الحديث لا يقتصر فقط على المحتوى التعليمي الذي يتضمّنه المقرّر الدراسي، بل هو كلّ الخبرات التربوية التي تقدّمها المدرسة لطلاّبها داخل المدرسة و خارجها؛ لغرض تحقيق نموّ شامل لهم من جميع الجوانب الجسدية، والعقلية، والنفسية، والاجتماعية.
ويعدّ التدريس أحد العناصر الرئيسة للمنهج، ومكوّن أساسي من مكوناته إضافةً إلى الأهداف، والمحتوى، والتقويم. من خلاله تتحقّق الأهداف التعليمية، وعن طريقه يتم تقديم المحتوى التعليمي، وعليه يتحدّد شكل التقويم وأساليبه وأدواته.
ولا يخفى أنه خلال عقودٍ طويلةٍ مضت, ساد في مدارسنا نمطٌ معيّنٌ من التدريس، نمط تدريسيّ يعتمد على الإلقاء والتلقين والحفظ والاسترجاع، ولعلّ أحد أسباب شيوع هذا النمط التدريسي في مدارسنا العربية يرجع إلى نظرتنا إلى العلم بشكلٍ عام، ونظرتنا إلى المنهج الدراسي على وجه الخصوص. فالعلم من وجهة نظر الكثير منّا عبارة عن مجموعة من الحقائق والقوانين والنظريات! والمنهج ما هو إلاّ الموضوعات المقرّرة بين دفّتي الكتاب المدرسيّ! هذه النظرة القاصرة للعلم والمنهج في الحقيقة لم تؤدّي فقط إلى ترسيخ طرق التدريس المباشر في مدارسنا، بل أنّها ساهمت وبشكل كبير في تدنّي مهارات التعلّم لدى الطلاّب، فأضحى التعلّم لدينا مقصوراً على التحصيل الدراسي في أدنى مستوياته.
وقد تنبّه التربويون المتابعون للعملية التربوية والتعليمية، وكذا المسؤولون عن تطوير المناهج لهذا الخلل البليغ في الممارسات التدريسية والتعلّمية، فبدأوا بحملة تصحيح تربوي واسعة، من خلال بناء مناهج جديدة تهتمّ بتدريس الطريقة إضافةً إلى تدريس المحتوى، ومحاولة تطوير الممارسات التدريسية والتعلّمية عن طريق نشر استراتيجيات وطرائق تدريس حديثة، وأيضاً من خلال المناداة بدمج مهارات التفكير في التدريس، ودمج مهارات التعامل مع التقنية في التدريس.
وهذا بالفعل ما نلحظه حالياً وبوضوح في الميدان التربوي، فالمناهج والمقرّرات الجديدة تؤكّد على أهمّية الاهتمام بالجناح الثاني للعلم وأعني به طريقة الوصول إلى المعرفة، كما أنّ العمليات والممارسات التدريسية المتّبعة من قِبل كثير من المعلّمين اليوم أضحت أكثر حداثةً ووعياً.
والأسئلة التي تطرح نفسها هنا وبقوّة: كيف يمكن لنا أن نضمن سلامة وصحّة هذه النقلة، من التركيز على تدريس المحتوى إلى التركيز على تدريس الطريقة؟ وإلى أيّ مدى يكون الاهتمام بتدريس الطريقة؟ هل سيكون على حساب تدريس المحتوى؟ بمعنى هل سيؤدي زيادة الاهتمام بتدريس الطريقة إلى قصور في تدريس وتعلّم المحتوى؟ وهل سيكون تدريس الطريقة في سياق تدريس المحتوى التعليمي المقرّر؟ أم سنفسح المجال للمعلّمين للاجتهاد في هذا المجال؟ وماهي الضوابط التي يجب علينا مراعاتها عند تدريس الطريقة؟
هذه الأسئلة وغيرها في الحقيقة تراودني منذ زمن, والموضوع من وجهة نظري واسع وشائك، وقد لا أكون قد وُفّقت في إيصال الرسالة بوضوح، ولكني سأحاول أن أكون أكثر وضوحاً في المداخلات التالية بإذن الله حتّى يحصل المقصود.
بانتظار تفاعل الزملاء المهتّمين، والله الموفّق.

محرز شلبي
18/02/2010, 12:27 AM
المنهج بمفهومه الحديث لا يقتصر فقط على المحتوى التعليمي الذي يتضمّنه المقرّر الدراسي، بل هو كلّ الخبرات التربوية التي تقدّمها المدرسة لطلاّبها داخل المدرسة و خارجها؛ لغرض تحقيق نموّ شامل لهم من جميع الجوانب الجسدية، والعقلية، والنفسية، والاجتماعية.
ويعدّ التدريس أحد العناصر الرئيسة للمنهج، ومكوّن أساسي من مكوناته إضافةً إلى الأهداف، والمحتوى، والتقويم. من خلاله تتحقّق الأهداف التعليمية، وعن طريقه يتم تقديم المحتوى التعليمي، وعليه يتحدّد شكل التقويم وأساليبه وأدواته.
ولا يخفى أنه خلال عقودٍ طويلةٍ مضت, ساد في مدارسنا نمطٌ معيّنٌ من التدريس، نمط تدريسيّ يعتمد على الإلقاء والتلقين والحفظ والاسترجاع، ولعلّ أحد أسباب شيوع هذا النمط التدريسي في مدارسنا العربية يرجع إلى نظرتنا إلى العلم بشكلٍ عام، ونظرتنا إلى المنهج الدراسي على وجه الخصوص. فالعلم من وجهة نظر الكثير منّا عبارة عن مجموعة من الحقائق والقوانين والنظريات! والمنهج ما هو إلاّ الموضوعات المقرّرة بين دفّتي الكتاب المدرسيّ! هذه النظرة القاصرة للعلم والمنهج في الحقيقة لم تؤدّي فقط إلى ترسيخ طرق التدريس المباشر في مدارسنا، بل أنّها ساهمت وبشكل كبير في تدنّي مهارات التعلّم لدى الطلاّب، فأضحى التعلّم لدينا مقصوراً على التحصيل الدراسي في أدنى مستوياته.
وقد تنبّه التربويون المتابعون للعملية التربوية والتعليمية، وكذا المسؤولون عن تطوير المناهج لهذا الخلل البليغ في الممارسات التدريسية والتعلّمية، فبدأوا بحملة تصحيح تربوي واسعة، من خلال بناء مناهج جديدة تهتمّ بتدريس الطريقة إضافةً إلى تدريس المحتوى، ومحاولة تطوير الممارسات التدريسية والتعلّمية عن طريق نشر استراتيجيات وطرائق تدريس حديثة، وأيضاً من خلال المناداة بدمج مهارات التفكير في التدريس، ودمج مهارات التعامل مع التقنية في التدريس.
وهذا بالفعل ما نلحظه حالياً وبوضوح في الميدان التربوي، فالمناهج والمقرّرات الجديدة تؤكّد على أهمّية الاهتمام بالجناح الثاني للعلم وأعني به طريقة الوصول إلى المعرفة، كما أنّ العمليات والممارسات التدريسية المتّبعة من قِبل كثير من المعلّمين اليوم أضحت أكثر حداثةً ووعياً.
والأسئلة التي تطرح نفسها هنا وبقوّة: كيف يمكن لنا أن نضمن سلامة وصحّة هذه النقلة، من التركيز على تدريس المحتوى إلى التركيز على تدريس الطريقة؟ وإلى أيّ مدى يكون الاهتمام بتدريس الطريقة؟ هل سيكون على حساب تدريس المحتوى؟ بمعنى هل سيؤدي زيادة الاهتمام بتدريس الطريقة إلى قصور في تدريس وتعلّم المحتوى؟ وهل سيكون تدريس الطريقة في سياق تدريس المحتوى التعليمي المقرّر؟ أم سنفسح المجال للمعلّمين للاجتهاد في هذا المجال؟ وماهي الضوابط التي يجب علينا مراعاتها عند تدريس الطريقة؟
هذه الأسئلة وغيرها في الحقيقة تراودني منذ زمن, والموضوع من وجهة نظري واسع وشائك، وقد لا أكون قد وُفّقت في إيصال الرسالة بوضوح، ولكني سأحاول أن أكون أكثر وضوحاً في المداخلات التالية بإذن الله حتّى يحصل المقصود.
بانتظار تفاعل الزملاء المهتّمين، والله الموفّق.
الموضوع قيم أخي أبوزيد فعلا مهم ..لذا سأعود إليه لاحقا لأنني لم أتمكن من الركيز لغلبة النعاس في هذه اللحظات..تصبح على خير وأعدكم بالعودة بإذن الله..تحياتي.

السعيد ابراهيم الفقي
18/02/2010, 02:15 AM
تدريس المحتوى بطريقة ( استرتيجية )
ولكل محتوى طريقة تناسبه

بونيف محمد
18/02/2010, 02:59 AM
المنهج بمفهومه الحديث لا يقتصر فقط على المحتوى التعليمي الذي يتضمّنه المقرّر الدراسي، بل هو كلّ الخبرات التربوية التي تقدّمها المدرسة لطلاّبها داخل المدرسة و خارجها؛ لغرض تحقيق نموّ شامل لهم من جميع الجوانب الجسدية، والعقلية، والنفسية، والاجتماعية.
ويعدّ التدريس أحد العناصر الرئيسة للمنهج، ومكوّن أساسي من مكوناته إضافةً إلى الأهداف، والمحتوى، والتقويم. من خلاله تتحقّق الأهداف التعليمية، وعن طريقه يتم تقديم المحتوى التعليمي، وعليه يتحدّد شكل التقويم وأساليبه وأدواته.
ولا يخفى أنه خلال عقودٍ طويلةٍ مضت, ساد في مدارسنا نمطٌ معيّنٌ من التدريس، نمط تدريسيّ يعتمد على الإلقاء والتلقين والحفظ والاسترجاع، ولعلّ أحد أسباب شيوع هذا النمط التدريسي في مدارسنا العربية يرجع إلى نظرتنا إلى العلم بشكلٍ عام، ونظرتنا إلى المنهج الدراسي على وجه الخصوص. فالعلم من وجهة نظر الكثير منّا عبارة عن مجموعة من الحقائق والقوانين والنظريات! والمنهج ما هو إلاّ الموضوعات المقرّرة بين دفّتي الكتاب المدرسيّ! هذه النظرة القاصرة للعلم والمنهج في الحقيقة لم تؤدّي فقط إلى ترسيخ طرق التدريس المباشر في مدارسنا، بل أنّها ساهمت وبشكل كبير في تدنّي مهارات التعلّم لدى الطلاّب، فأضحى التعلّم لدينا مقصوراً على التحصيل الدراسي في أدنى مستوياته.
وقد تنبّه التربويون المتابعون للعملية التربوية والتعليمية، وكذا المسؤولون عن تطوير المناهج لهذا الخلل البليغ في الممارسات التدريسية والتعلّمية، فبدأوا بحملة تصحيح تربوي واسعة، من خلال بناء مناهج جديدة تهتمّ بتدريس الطريقة إضافةً إلى تدريس المحتوى، ومحاولة تطوير الممارسات التدريسية والتعلّمية عن طريق نشر استراتيجيات وطرائق تدريس حديثة، وأيضاً من خلال المناداة بدمج مهارات التفكير في التدريس، ودمج مهارات التعامل مع التقنية في التدريس.
وهذا بالفعل ما نلحظه حالياً وبوضوح في الميدان التربوي، فالمناهج والمقرّرات الجديدة تؤكّد على أهمّية الاهتمام بالجناح الثاني للعلم وأعني به طريقة الوصول إلى المعرفة، كما أنّ العمليات والممارسات التدريسية المتّبعة من قِبل كثير من المعلّمين اليوم أضحت أكثر حداثةً ووعياً.
والأسئلة التي تطرح نفسها هنا وبقوّة: كيف يمكن لنا أن نضمن سلامة وصحّة هذه النقلة، من التركيز على تدريس المحتوى إلى التركيز على تدريس الطريقة؟ وإلى أيّ مدى يكون الاهتمام بتدريس الطريقة؟ هل سيكون على حساب تدريس المحتوى؟ بمعنى هل سيؤدي زيادة الاهتمام بتدريس الطريقة إلى قصور في تدريس وتعلّم المحتوى؟ وهل سيكون تدريس الطريقة في سياق تدريس المحتوى التعليمي المقرّر؟ أم سنفسح المجال للمعلّمين للاجتهاد في هذا المجال؟ وماهي الضوابط التي يجب علينا مراعاتها عند تدريس الطريقة؟
هذه الأسئلة وغيرها في الحقيقة تراودني منذ زمن, والموضوع من وجهة نظري واسع وشائك، وقد لا أكون قد وُفّقت في إيصال الرسالة بوضوح، ولكني سأحاول أن أكون أكثر وضوحاً في المداخلات التالية بإذن الله حتّى يحصل المقصود.
بانتظار تفاعل الزملاء المهتّمين، والله الموفّق.

أخي أبو زيد السلام عليكم ومرحبا بكم في واتا

ما طرحته في موضوعك القيم بالغ الأهمية ، فطرق التدريس لها دورهام في العملية التعليمية التعلمية ، فالطرق القديمة التلقينية كانت تعتبر المتعلم عبارة عن وعاء يشحن بمجموعة من المعارف والقيم للأجيال التي سبقته ، أما الطرق الحديثة فتتعامل مع الطفل كشخص كامل العضوية في المجتمع يجب فقط أن نساعده كي تنبثق مواهبه واستعداداته ، كما يجب أن يتمتع بنوع من الاستقلالية في تكوين شخصيته ...
نعم المشكلة لم تعد في الطرق فهي أصبحت معروفة ،بل المشكلة في المحتوى وحمولته ، والمشكلة الكبيرة في الوسائل الديداكتيكية خاصة فيما يتعلق بالمواد العلمية ، بحيث أصبح التركيز والاهتمام يتوجه نحو المدرس أكثر من المتعلم ، ويقف نقص الوسائل التعليمية كحاجز أمام تطبيق الطرق التعليمية الحديثة بما تستوجب من نجاعة ، ولي عودة إلى الموضوع
مع كامل الاحترام والتقدير

محرز شلبي
18/02/2010, 02:40 PM
المنهج بمفهومه الحديث لا يقتصر فقط على المحتوى التعليمي الذي يتضمّنه المقرّر الدراسي، بل هو كلّ الخبرات التربوية التي تقدّمها المدرسة لطلاّبها داخل المدرسة و خارجها؛ لغرض تحقيق نموّ شامل لهم من جميع الجوانب الجسدية، والعقلية، والنفسية، والاجتماعية.
ويعدّ التدريس أحد العناصر الرئيسة للمنهج، ومكوّن أساسي من مكوناته إضافةً إلى الأهداف، والمحتوى، والتقويم. من خلاله تتحقّق الأهداف التعليمية، وعن طريقه يتم تقديم المحتوى التعليمي، وعليه يتحدّد شكل التقويم وأساليبه وأدواته.
ولا يخفى أنه خلال عقودٍ طويلةٍ مضت, ساد في مدارسنا نمطٌ معيّنٌ من التدريس، نمط تدريسيّ يعتمد على الإلقاء والتلقين والحفظ والاسترجاع، ولعلّ أحد أسباب شيوع هذا النمط التدريسي في مدارسنا العربية يرجع إلى نظرتنا إلى العلم بشكلٍ عام، ونظرتنا إلى المنهج الدراسي على وجه الخصوص. فالعلم من وجهة نظر الكثير منّا عبارة عن مجموعة من الحقائق والقوانين والنظريات! والمنهج ما هو إلاّ الموضوعات المقرّرة بين دفّتي الكتاب المدرسيّ! هذه النظرة القاصرة للعلم والمنهج في الحقيقة لم تؤدّي فقط إلى ترسيخ طرق التدريس المباشر في مدارسنا، بل أنّها ساهمت وبشكل كبير في تدنّي مهارات التعلّم لدى الطلاّب، فأضحى التعلّم لدينا مقصوراً على التحصيل الدراسي في أدنى مستوياته.
وقد تنبّه التربويون المتابعون للعملية التربوية والتعليمية، وكذا المسؤولون عن تطوير المناهج لهذا الخلل البليغ في الممارسات التدريسية والتعلّمية، فبدأوا بحملة تصحيح تربوي واسعة، من خلال بناء مناهج جديدة تهتمّ بتدريس الطريقة إضافةً إلى تدريس المحتوى، ومحاولة تطوير الممارسات التدريسية والتعلّمية عن طريق نشر استراتيجيات وطرائق تدريس حديثة، وأيضاً من خلال المناداة بدمج مهارات التفكير في التدريس، ودمج مهارات التعامل مع التقنية في التدريس.
وهذا بالفعل ما نلحظه حالياً وبوضوح في الميدان التربوي، فالمناهج والمقرّرات الجديدة تؤكّد على أهمّية الاهتمام بالجناح الثاني للعلم وأعني به طريقة الوصول إلى المعرفة، كما أنّ العمليات والممارسات التدريسية المتّبعة من قِبل كثير من المعلّمين اليوم أضحت أكثر حداثةً ووعياً.
والأسئلة التي تطرح نفسها هنا وبقوّة: كيف يمكن لنا أن نضمن سلامة وصحّة هذه النقلة، من التركيز على تدريس المحتوى إلى التركيز على تدريس الطريقة؟ وإلى أيّ مدى يكون الاهتمام بتدريس الطريقة؟ هل سيكون على حساب تدريس المحتوى؟ بمعنى هل سيؤدي زيادة الاهتمام بتدريس الطريقة إلى قصور في تدريس وتعلّم المحتوى؟ وهل سيكون تدريس الطريقة في سياق تدريس المحتوى التعليمي المقرّر؟ أم سنفسح المجال للمعلّمين للاجتهاد في هذا المجال؟ وماهي الضوابط التي يجب علينا مراعاتها عند تدريس الطريقة؟
هذه الأسئلة وغيرها في الحقيقة تراودني منذ زمن, والموضوع من وجهة نظري واسع وشائك، وقد لا أكون قد وُفّقت في إيصال الرسالة بوضوح، ولكني سأحاول أن أكون أكثر وضوحاً في المداخلات التالية بإذن الله حتّى يحصل المقصود.
بانتظار تفاعل الزملاء المهتّمين، والله الموفّق.
أخي أبوزيد ..تدريس المحتوى والطريقة كلاهما مطلوب..وتحديد هدفهما مطلوب أيضا..لابد منه..نمط التلقين والإلقاء صار من الماضي نظريا أما واقعيا مازال رغم مساعي الإصلاحي التربوي في مناطق كثيرة...
_الطريقة المعمول بها الآن طريقة التدريس بالكفاءة وهي التي تجعل الطفل محور العملية التعليمية .
_إن المحتوى الذي لم يُفهم بطريقة سهلة سريعة إستنتاجية يعود سببه إلى الطريقة التلقينية الإلقائية الجافة ..لابد من فسح المجال لإجتهاد المعلم المبدع ..أكرر المبدع الذي نحن في حاجة إليه هو الباحث المجتهد الغيور المتألم ...لا المعلم الذي جسده في حجرة التدريس وروحه في ...
أظن رسالتي وصلت أخي أبة زيد ؟ تحيتي ومودتي.

أبو زيد البليمي
18/02/2010, 04:57 PM
الإخوة الأفاضل ...
الأستاذ محرز شلبي
الأستاذ السعيد ابراهيم الفقي
الأستاذ بونيف محمد
شاكر لكم تواجدكم ومداخلاتكم.

النقلة المشار إليها أعلاه من التركيز على تدريس المحتوى التعليمي إلى التركيز على تدريس طريقة الوصول إلى العلم وتنمية مهاراته لدى المتعلّمين مطلب هام لا نختلف في ضرورة وجودها واستمرارها ودعمها وتشجيعها، وهي لازمة ولا شكّ لجعل الطالب أكثر إيجابية في عملية التعلّم. غير أنّ المشكلة تكمن في كيفية التحوّل ومقداره. تُرى، هل الإمكانات المادية في بيئتنا المدرسية العربية مناسبة لتدريسٍ من هذا النوع؟ هل يمتلك معلّمونا الوعي التربوي والكفاءة المهنية اللازمة للقيام بأدوارهم الجديدة؟ المتابع لمجريات وأحداث التمدرس في مدارسنا يلحظ نوعاً من التخبّط والعشوائية في بعض تلك العمليات، كما يلحظ اجتهادات غير مدروسة من قِبل بعض المعلّمين! حتّى يخيّل للناظر والمتابع بأنّ فصولنا الدراسية أضحت معامل ومختبرات للتجريب! وغدى أولادنا فئران تجارب ومعذرةً على التشبيه! فهذا معلّم يحاول تطبيق فكرة القبّعات الستّ في درسه، وآخر التحق ببرنامج في البرمجة اللغوية العصبية وصار يطبّق بعض مبادئها وأفكارها في الدرس، وثالث قرأ عن نظرية سكامبر في طرح الأسئلة فوظّفها في تدريسه، وهذه جوانب إيجابية في حدّ ذاتها، ولكن أليس من المفترض أن تدرس هذه التطبيقات بدايةً من قِبل خبراء تربويين لتحديد ضوابط لتطبيق مثل هذه الأفكار، ومن ثمّ تدريب المعلّمين عليها لتطبيقها بالكيف والقدر المناسبين؟

هلال الفارع
18/02/2010, 05:01 PM
أخي الكريم أبا زيد البليمي.
تحية طيبة لك.
أشكرك على فتح هذه النافذة المهمة في تأسيس وإعداد الطالب، بحيث يكون إنسانًا صالحًا للحياة، قادرًا على اجتيازها، والنفاذ منها إلى تحقيق الحلم الإنساني، المتمثل في الإبداع المتواصل. وأعبّر لك عن أسفي لقلة توارد المتداخلين على هذا الرابط الخطير في معناه وأثره. بيد أنني أجد ذريعة للمتجولين في منتديات واتا، وأزعم أن الخوض في القضايا التربوية هو أمر جدّ دقيق ومتخصص، لا يستطيعه الكثيرون، لأنه لا يخضع لاجتهاد، ولا إلى وجهة نظر، كونه علمًا واسع المعنى، صعب الاقتحام.
ومع ذلك، فإن في الإخوة الذين زاروا هذا الرابط خيرًا كثيرًا، ولهم بصيرة بعيدة الأداء، وحرص جدير بالاحترام.
أخي الكريم:
لم تستطع كلّ نظريّات التّعلّم - حتى الآن - توضيح، أو بيان كيفية التدريس النموذج، أو التدريس الجيد الفعّال. إلا أن هذه النظريات تحاول - ما استطاع واضعوها إلى ذلك سبيلا - تقديم أفضل طريقة منطقية لاكتشاف مبادئ التعليم الصحيح، وتقديمه إلى ميادين التربية والتعليم. وهذا يعني أن تقديم أفضل طريقة للتدريس، إنما ترتبط عمليًّا بالنظرية التي جاءت بها، وبالتوقعات التي يمكن أن تقدمها التجارب الميدانية من خلالها.
نحن إذًا أمام فهم خاص، وحالة خاصة، هي نظرية التعلم، التي قد تنجح تطبيقًا، وقد يُبنى عليها، وقد تتطور إلى ما هو أرقى منها مضمونًا، لكنها في النهاية تبقى طرحًا يقع ضمن خارطة شاسعة الأبعاد من الرؤية التربوية العامة، التي لا يمكن فصلها عن السلوك التعليمي، والمنطلق الفكري، الذي تنطلق منه، أو تسعى إلى تكريسه. وتجدر الإشارة، إلى أن هذه النظريات - في مجملها - إما أن تكون موضوعة في كتب، يتم الرجوع إليها، أو يتم تداولها من خلال التوارث العرفي، تبعًا لنجاح هذه النظرية، أو تلك، في توصيل المحتوى إلى الطلبة.
ولعل أهم ما يمكن الوقوف عليه في هذا الإطار، أنه لا طريقة التلقين، ولا تدريس المضمون، تضمن نتيجة يمكن اعتبارها نهائية، مع أن تدريس المحتوى هو الأجدر بالاتباع، لأنه يقود إلى تعليم التفكير، وهذا ما يشدد عليه العصر التربوي الحديث، على عكس تدريس التلقين، الذي يقود غالبًا إلى حشو الذاكرة، وترك الأمر للإبداعات الشخصية، أن تأخذ طريقها في مجال التعلّم الإبداعي، كمنتج نهائي للعملية التعليمية.
إن الانتقال من عملية تدريس المحتوى، إلى عملية تدريس الطريقة ليس بالأمر الهيّن، وإن كان مثل هذا الانتقال مهمًّا في جانب، فتدريس المحتوى مهم أيضًا في جانب،بل في جوانب، قد لا يأتي عليها تدريس الطريقة. ولن ننسى، ونحن نعرض للتعلّم في وطننا العربي، أننا أمام متناقضات كبيرة جدًّا. ففي حين نسعى بكل إمكاناتنا، إلى الوقوف على نظريات التعلّم الحديثة، وعلى الجديد في حقل التربية، والتجارب العالمية، إلا أننا لا نزال نضع أجيالنا المتعلمة في مدارس بُني معظمها في منتصف القرن العشرين الماضي، ولا يمكن أن تصلح بأي حال من الأحوال، لتطبيق هذه النظريات والتجارب، لأنها قاصرة كثيرًا كبيئة تعليمية مناسبة، خاصة وأن معظم هذه النظريات توظف التقنية الحديثة المتجددة في عملية تطبيقها، ضمن المواصفات التي وُضعت لها، والتي لا نزال نسميها نحن وسائل التعلّم، ولا نملك في غالبية مدارسنا، إلا الحدّ الأدنى منها قيمة، وأثرًا.
موضوعك أخي الكريم جدّ مهم، وشائك، ولا يمكن الوقوف عليه في ردود صغيرة سريعة ( متواضعة ) كردي هذا، لأنك ببساطة تضع على طاولة التشريح مستقبل الأمة، الذي يعتمد على إعداد أجيال قادرة على المنافسة والبقاء، في عصر لن يستطيع الكثيرون فيه البقاء.
أرجو أن تقبل تحيتي، واحترامي.

طهر بنت الحمدي
18/02/2010, 06:36 PM
هنا نطرح بعض من الاسئلة التي تحتاج الى اجابة:
- كيف نتمكن من ايجاد البدائل التعليمية التي تتوائم مع التطور العلمي والقفزة التكنولوجيا ؟
- كيف يمكننا البحث عن طرق وأساليب تعليمية جديدة بمقدورها وأد الأساليب الكمية والحشو المنهجي
القديم الذي اصاب الفكر بالجمود والتحجر ؟
( نعاني من هذا المنهج الكمي في بلدنا ونفتقر للكيفية التي تجيد مهارة توصيل الفكرة لكي نحصد مخرجات مفيدة ناجحة مؤهلة للتطبيق العملي والمنافسة الجادة لمواجهة التطور العالمي من جولنا !!
- يجب توفير الإمكانيات والأساليب اللازمة في الحقل التعليمي واستقطاب الأفضل والأحسن من المدرسين والأكاديميين والعاملين للتطبيق الأمثل .
التعليم سواء في الغرب أواليابان , التطبيق عملي وليس نظري ويقسم الى مجموعات تعاونية وليس الى مجهود شخصي بل جماعي , يستخدم المجهود الشخصي في المنافسة لتشجيع الابتكار والاختراع من خلال ما تم دراسته وتطبيقه عمليا " تطبيق نظريات وبحوث علمية " لذلك منهم المنتجين والمخترعين .
هل من اجابة :
لماذا العربي منا " طالب علم " يبدع ويخترع في الغرب بينما في وطنه كان في قائمة التهميش لا نقل الفاشلين ؟
هل لأنه وجد الاساليب والطرق الحديثة ؟
هل وجد المؤهلين لمهارة توصيل المعلومة ؟
هل وجد المناهج المناسبة ؟
هاوية التعليم العربي :
هل العيب بمناهجنا الدراسية ؟
ام العيب فيمن يحملون امانة التعليم ؟
ام العيب بالمسئولين ؟
هل الخلل في فكرنا ام فيمن نتعامل معهم ؟
ام الخلل في الطلاب والطالبات ؟
كل هذا يحتاج الى دراسة ومن ثم وضع الحلول والاستراتيجية المناسبة لتطبيق نظريات تربوية عديدة تساعد على اكتساب العديد من المهارات العقلية والاجتماعية والحركية وتتمثل مهمة المعلم الحديث وفقاً للطرق الحالية في إتاحة الفرصة للمتعلمين لتحصيل المعرفة بأنفسهم ، والمشاركة بفاعلية في كافة أنشطة التعليم ، والإقبال على ذلك برغبة ونشاط حتى يعتادوا الاستقلال في الفكر والعمل والاعتماد على الذات .
الاستاذ/ ابو زيد
شكرا لهذه المساحة التي تحتاج الى نظرة تعاونية جماعية تخدم مخرجات علمية من واقع ما نعانيه وما زلنا نعاني
اتمنى ان نجد الحلول البديلة التي تخدم شريحة عامة من المجتمع وليس شريحة خاصة تخدم مناصبها
خالص التقدير

عبد الرحيم لبوزيدي
20/02/2010, 01:19 AM
السلام عليكم
نشكر الاخ الكريم أبو زيد البليمي على اثارته لهذا الموضوع،والذي يشير الى الهم الذي يحمله تجاه هذا الجيل.
اخي الكريم برجوعنا الى طرق التربية والتعليم الذي خضعنا لها وخضع لها من سبقنا نلاحظ على المدرس او المعلم كان يتعبر المركز فمنه تنبثق المعرفة ،على التلميذ او المتعلم ان ينصت ويتابع شرح الدرس ولا تترك له فرصة التعبير عن مكونانته الا لماما ،لكن وفي الوقت الراهن وبفعل احتكاك مجموعة من الطلاب بالنظريات الغربية في مجال التعلم والتربية بدأنا نلا حظ السلطات التربوية في بلادنا العربية تعمل جاهدة على نقل نمط التعليم الغربي الى بلادنا سعيا منها وراء الرفع من مستوى التعليم ،وعملا على جعل الطالب العربي يساير الركب في المجال التربوي ،وهكذا خضعنا في لحظة من اللحظات لتكوين يتغيا التدريس بالاهداف ،وبعد سنة او سنتين قيل لنا ان هذا النوع من التدريس قد عفا عنه الزمن وان العصر عصر التدريس بالكفايات ،غير ان ذلك لم يستمر اذ سرعان ما طلب منا نسيان التدريس بالكفايات والعمل على التدريس المندمج ،ويعلم الله وحده ما يمكننا ان نسمعه غدا او بعد غد ،في الحصيلة ان هذه النظريات كلها نظريات دخيلة على مجتمعنا العربي والاسلامي ،تم استيرادها كما نستورد مجموعة من المواد الاستهلاكية...ليس عيبا ان نستفيد من تجارب الاخرين ،لكن ينبغي ان تكون هذه الاستفادة استفادة متعقلة واعني بذلك وجوب مراعاة الظروف الاجتماعية والتربوية والاقتصادية للبلد الذي نريد ان نطبق فيه هذه النظريات ،اذ ان هذه النظريات ولحد الساعة لم تجلب علينا الا مزيدا من التقهقر والتراجع الى الوراء ما حذا بمسؤولينا للتساءل عن اسباب التدهور في المجال التعليمي ببلادنا العربية ،وطبعا وكما يقول الشاعر :وداويني بالاتي هي الداء..،فعندما غدا الجانب الاقتصادي يطغى على الجانب التربوي والتعليمي اصبح مستوى تلامذتنا في مهب الريح...بالرغم من الجرعات التي نقدم اليهم من اجل بعث الحياة في تعليمنا ،والرفع من مستواهم .
ان العودة الى المقررات الدراسية التي يتلقاها النش ء في المغرب مثلا نجدها غنية بالمواد والدروس غير ان الحصيلة ليست في المستوى المأمول ،هنا نتساءل اين الخلل؟هل في المقررات ام في طريقة تلقينها ؟ام في المدرس ؟
لو بدأنا بالمقرر فسنلاحظ ان المواد كثيرة جدا الى الحد الذي لايمكن لطفل في السابعة من عمره ان يحمل دفاتره وكتبه التي سيدرس فيها ،وفي المحصلة نجد هذا التلميذ لم يتمكن من اسيعاب الا النذر اليسير مما تم تدريسه له ،واذا ما تأملنا كتب اي مستوى من مستويات التعليم الاساسي نلاحظ ان العنصر التجاري حاضر وبشدة بينما غاب العنصر التريوي في العملية ،حيث لايعود الكتاب المدرسي صالحا للاستعمال من قبل تلميذ آخر ،لانه اعد خصيصا لتلميذ واحد فقط ،فهو اشبه بادوات التلقيح وليته كان له نفس التاثير الذي للتلقيح،واذا عدنا الى فترة الستينات او السبعينات نلاحظ ان التلميذ وعلى قلة الكتب التي يستعملها لا تاتي نهاية السنة حتى نجده قد استوعب ما درسه ،ومن تجليات طغيان الجانب الاقتصادي في العمل التربوي ان الوزارة الوصية وتحت عنوان المنافسة في مجال التاليف وتنويع المقررات ،قد اصدرت مجموعة من الكتب في مادة واحدة واعطت صلاحية اختيار المقرر الدراسي للمشرفين التربويين ما نتج عنه اختلاف لغة الخطاب التربوي بين مؤسسة تعليمية وأخرى ،وترتب عنه ايضا ارتفاع كلفة التدريس على الاباء وخلق نوعا من العزوف عن الدراسة ،في ظل هذا الوضع هل بوسعنا ان نتحدث عن تدريس المحتوى ام تدريس الطريقة؟؟؟
ننتقل الى الحديث عن الطريقة ،اعتقد ان طرح طريقة معينة واجبار جميع المدرسين على انتهاجها في تدريسجميع المواد فيه نوع من التجني على بعض المواد ،وكمثال على ذلك فالطريقة التي يمكن اتباعها لتدريس القرآن الكريم مثلا لايمكن ان نتبعها في تدريس الفيزياء مثلا او علوم الحياة والارض او غيرها ....مما يشير الى ان طريقة التدريس تفرضها طبيعة المادة ،وخصوصيتها .
ان السرعة المذهلة التي يعرفها العالم على كافة المستويات وخاصة جانب التعليم تفرض علينا مواكبة العصر مع مراعاة خصوصياتنا الثقافية والاقتصادية والاجتماعية ،وان نتعامل مع هذا السيل من النظريات تعامل اجدادنا من خلال بيت الحكمة مع الفلسفة اليونانية ،وعلى اصحاب القرار في بلادنا العربية والاسلامية ان لايجعلونا حاطبي ليل ،فقبل العمل باية نظرية علينا ان نخضعها للضوابط السابق ذكرها.
اتمنى ان لا اكون قد انحرفت عن المسار الذي عينه الاخ الكريم لمداخلته ،وعلى كل حال سنعاود التواصل في نفس الموضوع اذا اتيحت الفرصة لذلك .مودتي وتقديري للاخ ابوزيد.

د. عيدة مصطفى مطلق
20/02/2010, 12:17 PM
الأخ أبو زيد البليمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع في غاية الأهمية وسوف أعود لمقاربته

مع التحية
د. عيدة مصطفى المطلق قناة

اربد / الأردن

أبو زيد البليمي
21/02/2010, 12:35 AM
شكري العميق للأساتذة والأستاذات.
ما تفضّلتم به مثري ويفتح العديد من الأبواب التي يمكن الخوض من خلالها في موضوعات وقضايا تربوية أخرى.

لعلّي أضيف النقاط التالية زيادةً في البيان والإيضاح:
1- جميلٌ ومهمّ هذا التحوّل من التركيز على تدريس المحتوى إلى التركيز على التدريس لتنمية مهارات العلم والتفكير والتعلّم الذاتي.
2- يجب أن لا يطغى التدريس من أجل تنمية مهارات التعلّم على تدريس المحتوى! فالمفترض أن يتحقّق هدفنا من تدريس الطريقة من خلال تدريس المحتوى.
3- يُفضّل عند دمج مهارات التفكير ومهارات التقنية في التدريس عدم الخوض في تفاصيل النظريات والأفكار والعمليات المستخدمة في تنمية المهارات. وإذا أُستهدف هذا الأمر فليكن من خلال حصص إضافية وأوقات مخصّصة له كنشاط لا صفّي.
4-الوعي التربوي، والتدريب المهني مطلوبان ومهمّان لغرض تحقيق الجودة في التدريس.
5- نعم للحماس والتجربة ولكن في ظلّ الوعي والدُربة.
6- العمل وفق الامكانات المتوّفرة وبذل الجهد قدر الإمكان ولا يكلّف الله نفساً إلاّ وسعها.
7- هذا النوع المتطوّر من التدريس يحتاج إلى تخطيط جيّد لتنفيذ صائب، وتقويم مناسب للحصول على تغذية راجعة لغرض تحسين وتطوير الأداء.

بانتظار إضافتك د. عيدة .

المولدي اليوسفي
21/02/2010, 01:14 AM
أبى زيد السلام عليك و رحمة الله و بركاته.
سيدي العزيز باختصار إن أنت رمت تكوين عقول مفكرة لتبدع فعلمهم مناهج تجعلهم قادرين على الاستيعاب و النقد للاثراء و التقدم و إن كنت تريد استنساخك و اعادة انتاجك أو إن أنت رمت إيجاد قطيع يتبعك و يقر ما تقول و يرفض ما اختلف مع رؤيتك فعلمهم المحتوى الذي تراه صالحا للتكرار و اعادة انتاجه.

عمر أبودقة
21/02/2010, 01:53 AM
الأستاذ الفاضل أبو زيد البليمي المحترم
بدأت بالموضوع بطرح جانبين مهمين في العملية التعليمية, المنهج والطريقة , وفي حيثيات هذا الموضوع عناويين رئيسية أيضاً مهمة
, فهل نناقش عملية التعليم أم مفهوم التعلم ؟
نناقش أهداف المنهج أم المنهج" كرؤية شاملة" أولاً ؟
نبحث في الطريقة لمنهج "كمادة تعليمية "ما؟
هل يمكن أن نفصل الطريقة مهما تكن عن المتلقي كعملية مؤالفة أو تكيف ؟
لنعرف أين نحن ضمن عملية التعلم ؟ ومن ثم ماهي حاجاتنا المعرفية ؟
هل نستطيع ردم الفجوة العلمية" بيننا وبين العالم ؟ وكيف ؟
هل تصلح طرقهم " التعليمية " لنا ؟ ألا نجد حلولاً في سمات الكبار من أساتذتنا ؟
في شعارنا التربية والتعليم هل مازال ذا مصداقية عملياً ؟
أية لغة نستخدم العربية الدارجة لكل العلوم ؟
هل يعمل هذا الموقع المحترم "وتا " دور في التعريب بالجودة المطلوبة لمنهج ما ؟
موضوع ...في كل العناوين مثير لدرجة لاأعرف الدخول إليه من عنوان واحد فقط

]أحييك لشجاعتك الخوض فيه من زاوية عسى نجد حلاً فيها بعد التعريف العام لها وشكراً لك .

أبو زيد البليمي
21/02/2010, 02:05 AM
الأستاذ القدير المولدي اليوسفي، كلمتك المختصرة و(الثورية) أخلّت بتوازني المعرفي للحظات! أفهم من إضافتك القيّمة أنّك تؤيّد التركيز على تدريس المنهجية حتّى لو كان على حساب تحصيل المحتوى! ولكن ألا ترى - وأنت المعلّم الخبير - أنّ المحتوى هو الوعاء الذي يحوي الطريقة؟ وأن جودتها تستلزم جودته؟ هل يمكن لموجات الأثير أن تنتقل في الفراغ!؟

عمر أبودقة
21/02/2010, 02:32 AM
لأدخل للموضوع من زاوية واحدة وعلى الله أتوكل
لكل منهج "مادة تعليمية " أهداف ووسائل , تناسب المرحلة الزمنية للمتعلم من حيث المفاهيم والعلاقات الفكرية , والخيال الإبداعي, والمهارات الحركية .
وله طريقة تدريس خاصة به , ينفذها معلم مؤمن بالأهداف المحدده لذلك المنهج أولاً .ومتمكن, وقدير كفنان "ممثل " بصناعة ذاتية ليكون قدوة عليا يؤثر ويتأثر لحظياً مع بيئته التعليمية التي يوظفها لمهاراته ثانياً , حيث يصل في أهدافه لعملية التعلم "من المهد إلى اللحد" كمنبع ذاتي فكري للمتعلم .
وشرط للمتعلم أن يكون محققاً لشروط لابد منها : 1- غير جائع 2- غير محبط 3- لايعاني من أزمات أسرية ضاغطة 4- مبتسماً لحظة دخوله المدرسة لاباكياً 5- ينتابه شعور عدم الرضى لحظة خروجه من المدرسه . *

عمر أبودقة
21/02/2010, 02:40 AM
أبى زيد السلام عليك و رحمة الله و بركاته.
سيدي العزيز باختصار إن أنت رمت تكوين عقول مفكرة لتبدع فعلمهم مناهج تجعلهم قادرين على الاستيعاب و النقد للاثراء و التقدم و إن كنت تريد استنساخك و اعادة انتاجك أو إن أنت رمت إيجاد قطيع يتبعك و يقر ما تقول و يرفض ما اختلف مع رؤيتك فعلمهم المحتوى الذي تراه صالحا للتكرار و اعادة انتاجه.
الأستاذ المولدي اليوسفي المحترم :
صاروخ عابر للقارات أصاب الهدف تماما أحييك .

عمر أبودقة
21/02/2010, 02:45 AM
الأستاذ القدير المولدي اليوسفي، كلمتك المختصرة و(الثورية) أخلّت بتوازني المعرفي للحظات! أفهم من إضافتك القيّمة أنّك تؤيّد التركيز على تدريس المنهجية حتّى لو كان على حساب تحصيل المحتوى! ولكن ألا ترى - وأنت المعلّم الخبير - أنّ المحتوى هو الوعاء الذي يحوي الطريقة؟ وأن جودتها تستلزم جودته؟ هل يمكن لموجات الأثير أن تنتقل في الفراغ!؟
استاذي الفاضل أبو زيد :
نعم لكل منهج طريقة لم يغفل عنها الأستاذ المولدي فقد أشار لمنهج يحفزهم للإبداع وأي منهج يفعل ذلك ؟ لابد من طريقة مناسبة له ... أليس كذلك ؟

أبو زيد البليمي
21/02/2010, 08:07 AM
أخي الأستاذ عمر أشكر لك حضورك وتفاعلك مع الموضوع. كلمة ( مناهج ) التي وردت في مشاركة الدكتور المولدي يقصد بها - كما فهمتُها - هي ( منهجية البحث والدراسة ) أيّ طريقة التعلّم دون المحتوى العلمي. ورأيه يمثّل من وجهة نظري تطرّفاً فكرياً في الجانب الآخر المقابل لجانب تقديس المحتوى العلمي والعمل على حشو عقول المتعلّمين بالمعرفة.
الدكتور المولدي وفّقه الله يريدنا أن ننتقل من أقصى اليمين إلى أقصى الشِمال، لذلك نعتُّ مشاركته بالثورية!

المولدي اليوسفي
21/02/2010, 10:27 AM
عزيزي البليمي السلام عليك و كل المتدخلين.
سيدي العزيز ما أردته هو التركيز على المنهجبة دون التضحية بالمحتوى لأن المنهجية أهم فهي تجعل المتعلم انسانا مفكرا قادرا على استيعاب ما يقدم له و تمحيصه و كذلك على الابداع و الاستنباط.
و أوجز كل ما يمكن أن يقال في هذا المجال في ما يلي:
المحتوى ينمي العقل المكوَّن ( بادغام و فتح الواو) [اسم مفعول]و هو جماع ما يتوارث و يمرر من جيل إلى جيل. و نعلم أن الزمن يمر والاحوال تتغير و ما كان يصلح قد يفقد، مع مرور الزمن، أهميته.
المنهجية تطور العقل المكوِّن ( بادغام الواو و كسرها) [اسم فاعل] و هو ما يبدعه عقل الانسان في تفاعله مع واقعه طبعا انطلاقا من العقل المكوَّن ( بادغام و فتح الواو) لانه ينطلق منه و عندما تتكون عنده ملكة التفكير الممنهج يعمل على نقد ذاك المحتوى فيحمي المفيد و يعالج نقاط الضعف إن و جدت و يتجاوز ما اتضح ضعفه أو عدم الحاجة له. و يشتغل مع واقعه لمواجهة ما يعرض فيه من مستحدث لم يواجهه السابقون فيوجد له جوابا و صيغة تعامل.
لم يكن عبد الرحمان ابن خلدون أول من قرأ مروج الذهب (كتاب التاريخ الذي وضعه ابن مسعود) فما الذي جعله يتفطن لما يحويه من مغالطات بل خرافات؟ أليس استعمال منهجية علمية تعتمد مطابقة الخبر على طبائع العمران و منطلقة من حقيقة أن كل حدث [ذاتا كان أو فعلا] له حقيقتان الاولى هي عوارضه الذاتية (طبيعته التي وجد عليها) و الثانية هي ما يعرض( يحدث) له في احواله.
لا نفرق بين المحتوى و المنهجية و لكن للمنهجية الاولوية. فان تعطي للمتعلم معلومات هدا مهم و لكن الاهم أن تعلمه التمحيص لان ما يقدم ليس دائما صحيحا و ليس دائما صالحا ثم لا ننسى و نحن نعلم اننا نعد أجيالا ستعيش في غير ما عشنا فيه فلنعلمهم كيف يتفاعلون مع ما قد يعرض.
و لا ننسى أحبتي الاعزاء أن العلوم تتطور على أنقاضها و هذه عملية تتم بالنقد و التمحيص و الغوص و الدرس و هذا يستدعي منهجية علمية.
وفقنا الله جميعا.

أبو زيد البليمي
21/02/2010, 03:06 PM
شكراً لك يا دكتور على هذا التوضيح، وأعتذر إليك فقط كنتُ متطرّفاً في فهمي لكتابتك الأولى :) أمّا الثانية فاتّفق معك فيها تماماً. وأتمنّى أن تزيدنا من معرفتك وفهمك في ما يتعلّق بكيفية ضمان صوابية النقلة المنشودة، وما هي ضوابط تحقيق هذا النوع من التدريس الذي يرتكز إلى تدريس المنهجية؟ يا سيدي أخشى أن نصير إلى حال الغراب المعروف، فلا محتوىً أبقينا، ولا منهجيةً حقّقنا!

وجيه القاسم
21/02/2010, 09:07 PM
رد: تدريس المحتوى، أم تدريس الطريقة!؟
لأستاذ الفاضل أبو زيد البليمي المحترم ، الأساتذة الأفاضل ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
كان المنهاج وما يزال أداة رئيسة للتربية والتعليم ويتكون من عناصر رئيسة هي: الأهداف ، المحتوى ، استراتيجيات أو طرق التدريس كما يحلو للبعض أن يسميها ، والتقويم ، وأضيف إليها التقنية والتي تمثل البيئة التي تتفاعل فيها ومعها العناصر الأربعة السابقة في علاقة تفاعلية تبادلية.
لقد شهدت بدايات القرن العشرين في الولايات المتحدة اهتماماً بالتركيز على محتوى التدريس مع إعارة اهتمام أقل لأصول التدريس وأدبياته. وفي سنة 1906م أكدت مؤسسة كارنجي لتقدم التعليم على الدور المحوري للمحتوى وعلى ضرورة اكتساب المعرفة ، ولم تؤكد أو تعطي أي تعليقات أو ملاحظات حول طرق تنفيذ التدريس. ونشر ديوي (1916) كتابه الديمقراطية والتربية الذي تمحور حول هدف محدد هو جعل النظام التربوي حاضنا ومنتجاً للديمقراطية القوية.وأوضح فيه كيف يمكن أن تكون قاعة الصف البيئة التي يتم فيها تبادل الآراء والتشارك فيها، و كيف تتطور فيها المبادئ الأساسية للعيش في المجتمع. وشكَّل هذا المنحى انفصالاً مهماً عن الفكر التربوي السابق الذي كان يركز على اكتساب المعرفة وحفظها.كما أكد ديوي الدور الرئيس للأسلوب العلمي في عملية التعلم. وأشار إلى الاستقصاء الجماعي باعتباره العلاج الشافي للوصول للب الأشياء وزبدتها. واستناداً لفكر ديوي ووليام كيلباترك، وغيرهما وضعت مبادئ التدريس في الفكر التربوي الديمقراطي.وقد قدمت هذه المبادئ موجهات قوية للممارسات الصفية. ومن هذه المبادئ:
أن يراعي التدريس الحاجات النمائية للمتعلم.
الابتعاد عن إلقاء أو عرض المعرفة على المتعلم فعليه أن يبنيها بنفسه.
المشاركة في الحياة الاجتماعية شيء مركزي في التعلم وللتعلم.
الأسلوب العلمي واحد من الأدوات الرئيسة للتعلم.
تنمية المتعلم واحد من الأهداف الرئيسة للتربية والتعليم.
ومنذ بداية السبعينيات، عرفت استراتيجيات التعلم لتناسب مختلف أنواع المعرفة والحالات في كل مجال من مجالات المواد الدراسية.وفي ضوئها ومع الزمن تحول دور المعلم من التركيز على تعليم المحتوى إلى التركيز على تعليم الطالب كيف يتعلم. واتفق هذا التحول مع نظرية طورها علماء النفس تقول: مهما كان نوع الكفاية ومهما كان مجالها فإن بالإمكان تعليمها وتعزيزها حتى لو كانت من مجال الذكاء العام.
لقد حاول عديدون تقديم تعريف للعلم فعرفه البعض بأنه جسم منظم من المعرفة ، وعرفه آخرون بأنه الطريقة أو الطرق التي استخدمت للوصول لهذه المعرفة المنظمة. وجاء آخرون وقدموا تعريفاً يجمع بين وجهتي النظر السابقتين فقالوا: العلم جسم معرفي منظم وطريقة الوصول لهذه المعرفة. ونخلص من ذلك أن تدريس المحتوى المعرفي شيء مهم وأساس ، وكذلك تدريس طريقة الوصول لهذه المعرفة والتفاعل معها وتطويرها، مع انعطاف واضح في التركيز من: (ماذا ُنعلِّم؟) إلى (كيف نُعلِّم أو كيف يجب أن نُعَلِّم الطالب كيف يتعلم). من هنا ظهر شعار تربوي بلسان الطالب يقول : علمني كيف أتعلم. ونخلص من ذلك كله إلى التأكيد على الدور المحوري للمعلم الذي يستطيع أن يبني العقول المفكرة المبدعة مهما كان المنهج ضعيفاً أو قوياً تمشياً مع القول التربوي المأثور: أعطني طالباً ، ومنهاجاً (بغض النظر عن جودتهما)، وأعطني معلماً مبدعاً أنتج لك طالباً مفكراً مبدعاً.
وفقنا الله جميعاً
د. وجيه القاسم

أبو زيد البليمي
21/02/2010, 11:25 PM
د. وجيه القاسم رفع الله قدرك ونفع بك، ويسعدني أن تكون أولى كتاباتك في هذا المنتدى العريق في هذه الصفحة.

تقول حفظك الله: ( ونخلص من ذلك أن تدريس المحتوى المعرفي شيء مهم وأساس ، وكذلك تدريس طريقة الوصول لهذه المعرفة والتفاعل معها وتطويرها، مع انعطاف واضح في التركيز من: (ماذا ُنعلِّم؟) إلى (كيف نُعلِّم أو كيف يجب أن نُعَلِّم الطالب كيف يتعلم). )

خلاصة جميلة، ونتمنّى أن يتحقّق هذا الانعطاف. غير أنّ الأمر ليس سهلاً ولعلّك تتّفق معي في هذا. أضف إلى ذلك وأنت الخبير المطّلع والمتابع لما يجري في الميدان أنّ هناك جهات أخرى غير متخصّصة في التدريس ابتداءً قد بدأت في نشر أفكارها وتطبيقاتها في أوساط المعلّمين، وهم بدورهم أخذوا يطبّقون هذه الأفكار والتطبيقات في التدريس بشكل أضاعوا معه جزءٌ كبير من المحتوى المعرفي! ومن هذه الجهات وما أظنّها خافية عنك: أنصار البرمجة العصبية، ودعاة برامج التفكير وتنمية الذات، وغيرها! من وجهة نظرك هل ما نسمع عنه حالياً كالتدريس بالقبعات الست، والتدريس بالذكاءات المتعدّدة، وطريقة سكامبر، وغيرها! يُعدّ ظاهرة صحيّة تخدم تحقق الهدف من ذلك الانعطاف؟ سيدي الكريم لقد أضحت مهنة التدريس وهي المهنة الأصيلة العريقة مجالاً مستباحاً للتجريب من قِبل جهات لا تفقه شيئاً في أدبيات التدريس!. هل تتّفق معي في ذلك أم أنّني أتوّهم؟

تقديري العميق.

عز الدين بن محمد الغزاوي
22/02/2010, 12:14 AM
السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته
موضوع تربوي ذو أبعاد هامة و تشعبات معقدة
لكنني و من خلال قراءة مجمل المداخلات الواردة في هذا المتصفح
و انطلاقا من مداخلة "الدكتور وجيه القاسم" الذي استعرض التجربة في الولايات المتحدة الامريكية
و هي و إن كانت جديدة و متطورة على الساحة التربوية، خاصة في طرحها و مبادئها
لكنها تبقى بعيدة بعض الشيء عن واقع التعليم في بلداننا العربية
سأضع الأفكار الواردة في مقاربة و مقارنة مع" واقع التعليم و التعلم في بلداننا العربية "
و أبدأ بالتساؤلات التالية :

* ما هي الاستراتيجيات التى تضعها الوزارة الوصية على قطاع التعليم،
من أجل تحقيق أهدافه ؟
* ما هي الأسباب التربوية التي أدت إلى تدني مستوى التعليم في بلداننا العربية ؟
* ما هو الدور التربوي الذي على الفاعلين التربويين القيام به، من أجل تفعيل عملية التعلم ؟
إننا و نحن نناقش هذا الموضوع، نكون قد خطونا خطوة إلى الأمام و حققنا قفزة نوعية من أجل انعاش جسم التعليم المريض
و للتوضيح أكثر ، سأتناول" تجربة التعليم بالمغرب خلال الثلاثة عقود الأخيرة "
و ننطلق من معطيات ميدانية عاشها جيل الخمسينات الذين اقتربوا كثيرا من قطاع التعليم ، لقد عرفت الساحة التربوية العديد من التجارب و التطبيقات كانت لها ايجابيات و سلبيات و أهم هذه المحطات:
"محطة المغربة و التعريب " و لا أحد يشك لحظة فيما خلفته هذه التجربة من انعكاسات سلبية لا زالت آثارها في أفق التعليم
نعم كانت التجربة رائدة، لكونها تريد الاستفادة من الأطر الوطنية لكن :
هل كانت هذه الأطر في مستوى التكوين اللازم ؟ و إلى أي حد سدت النقص الحاصل ؟
و إن نحن تجاوزنا مرحلة المغربة ، كيف يمكن لنا أن نقيم مرحلة تعريب المواد العلمية التي لاتزال تطبق و بدون تقييم لما حققته من أهداف و غايات
رب قائل يتساءل : و ما دخل هاتين المرحلتين في الاشكالية المطروحة ؟ و أرد قائلا إن المنظومة التربوية جزء لا يتجزأ و بالتالي إننا و نحن نقارب التدريس و المحتوى لا بد من الوقوف عند مرحلتي المغربة و التعريب اللتان ترتبت عنهما عدة مشاكل تربوية لا زال التعليم بالمغرب يشكو منها
لنقترب أكثر من الموضوع، فطرح مفهوم الطريقة و المنهج يجعلنا نأخذ بخصوصيات المواد التعليمية و بالتالي فإن مرحلتي المغربة و التعريب كانت رهينتين بما أوصت به الوزارة الوصية في تعليماتها و مذكراتها في تحديد النهج و الطريقة و كذلك المحتوى
كانت التجربة جديدة و بالتالي فقد انهمك المدرس في المحتوى دون اهتمام بالغ بالطريقة مما أقلق المفتشين و جعلهم يرفعون تقارير ميدانية تنبه لهذا الانزلاق
و لانقاذ ما يمكن انقاذه، أخذ المفتشون على عاتقهم عملية الانقاذ فمرروا خطابا تربويا يدعو إلى اعتماد الطريقة الفعالة أو النشيطة حتى لا ينزلق الاستاذ في بحر المحتوى
" مرحلة تقليد النهج التجريبي "
و بعد هذه المرحلة جاءت مرحلة تقليد المنهاج الفرنسي في التدريس ، و قد كان يتزعمه فئة من المفتشين الفرنسيين الذين كانوا يمارسون تحت مظلة التعاون
ليتسلم المفتشون المغاربة هذه الرسالة و يسهرون على تطبيقها في جميع المستويات و على جميع المواد التعليمية
ثم بدأت مرحلة الاجتهاد خاصة بعد تعيين المجلس الأعلى للتعليم الذي انفتح على عدة دول غربية لها تجارب متعددة و متقدمة في التعليم و من هذا المنطلق بدأت
استقلالية اختيار المناهج و الطرق لتظهر على الساحة التربوية عدة تدرجات أهمها :
"التدريس بواسطة الأهداف ثم التدريس بواسطة الكفايات و المهارات "
و لو نظرنا لهذا المستوى الذي وصل إليه البحث التربوي في اختيار أنجع السبل نكون قد حققنا تقدما ملموسا و غايات طالما تطلعنا إليها
و السؤال المطروح حاليا ، ما هو الهامش الذي وضعه التصور الجديد من أجل جعل الأستاذ يعمل على ايصال المحتوى لكن بطريقة منهجية ؟
و للاجابة على هذا السؤال، هناك جانبين :

* الجانب النظري و الذي يبرز فعلا أهمية هذا الطرح في تكوين و تنمية طريقة التفكير و العمل لدى التلميذ
* الجانب التطبيقي أي الممارسة الفعلية للعملية التعليمية-التعلمية و فيها تبرز الصعوبات التقنية خاصة في نقص الوسائل التعليمية و الصعوبات التطبيقية و هي ناتجة عن نقص واضح في تكوين الأساتذة
و بين الجانبين النظري و التطبيقي برزت عدة ملامح ترصدها عيون المؤطرين التربويين من خلال الزيارات الصفية
فمن استاذ لم يستوعب أي الطرق عليه اعتمادها في التدريس إلى أستاذ عازف عن التضحية و الاجتهاد فيقتصر على الكتاب المدرسي بالمحتوى و التجارب المرسومة حيث يكون عمل التلميذ هو اجترار ما ورد في هذه الوسيلة
و لعل واقع التعليم حاليا في جل المؤسسات التعليمية العمومية منها و الخصوصية، يحكي نفس المعاناة و يعكس نفس الثغرات التي ما هي إلا انعكاسات سلبية
جاءت من سوء فهم و تطبيق،" للمنهجية التي تقول بالمحتوى لكن بطريقة تربوية تسمح بمجال واسع من الحرية للمتعلم"
إن ما ورد في مداخلة الدكتور وجيه القاسم هو صورة مشرقة من صور التعليم في البلدان النامية، لكننا و نحن نعد من الدول التي تسير في طريق النمو علينا
أن نفكر بطريقة ترتكز على المبادئ الآتية :

- الاعتماد على الطاقات البشرية الوطنية
- الانطلاق من الواقع المعيشي للمواطن العربي
- تشجيع مجال الابتكار عند المتعلم حتى يكون قادرا على الاختراع
- العمل على توفير المناخ الملائم للعملية التعلمية
- و كذلك وضع أساليب للتقييم و التقويم من شأنها أن ترقى بالتعليم للمكانة المتوخاة

لا أشك بأن مناقشة هذا الموضوع و من عدة زوايا اعتمادا على التجارب و الممارسات الحقيقية في جل بلداننا العربية من شانه أن يقرب المفهوم و يوضح الرؤية حتى نتمكن و في جو من التعاضد و التىزر من التوصل إلى تصور استراتيجية نابعة من الواقع العربي و تحترم الهوية و المرجعيات و هي الكفيلة بانقاذ التعليم من التدهور و السقوط
أتمنى أن تكون مداخلتي قد ساهمت في إثارء النقاش وفي انتظار المزيد من المناقشات و الآراء ، دمتم في حفظ الله و رعايته

* صادق مودتي ، من مواطن عربي غيور على عروبته / عز الدين الغزاوي

عبد الرحيم لبوزيدي
23/02/2010, 01:08 AM
السلام عليكم
خالص تحياتي للاخ الكريم السي محمد الغزاوي
مداخلة قيمة تعطي صورة مجملة لواقع التربية والتعليم بمغربنا الحبيب تنم عن ما تحمله من هم بهذا الخصوص.
اخي الكريم :ان العامل في حقل التربية و التدريس في الوقت الراهن يجد صعوبة في مواكبة المستجدات التربوية التي تحبل بها الساحة،بفعل التغيرات التي تعرفها هذه الساعة بين لحظة وأخرى ،مما يشير الى الوزارة الوصية لم ترس بعد سيفنتها ،ولم تركن بعد للسبب الذي حذا بالمستوى التعليمي لان يصل لهذه الدرجة من التراجع،مما جعلها دائمة البحث في النظريات التربوية التي قد تتدارك بها هذا التأخر عن الركب ،وتتمكن بها من سد الثغرات التي يعاني منها الجسم التربوي في بلادنا،غير انها لا تعير اهتماما للفاعلين الحقيقيين في المجال التربوي وهم رجال التدريس كما لا تعير اهتماما للظروف الاقتصادية والاجتماعية للمتمدرسين والذين تريد منهم هذه الوزارة ان يكونوا في مستوى الحدث قبل الأوان ،فبخصوص المدرسين كيف يمكن لمدرس تلقى تكوينه في السبعينات من القرن الماضي او الثمانينات في احسن الاحوال ووفق خطة تربوية معينة عفا عنها الزمن ،وبخطاب تربوي يتلاءم وطبيعة المرحلة التي خضع فيها للتكوين ،اقول كيف له ان يعمل على تطبيق نظرية قادمة من وراء البحار بناء على لقاء تربوي لايتجاوز في احسن الاحوال ساعة او ساعتين تم تنشيطه من قبل مفتش لايعرف بدوره من النظرية الا الاسم ،ولايفقه كيفية تطبيقها الا قراءة ما تم تزويده به من قبل مسؤوليه ،ملقيا بعبء المسؤولية على الحلقة الضعيفة امامه وهو المدرس..اقول كيف لهذا المدرس الذي قضى ما يزيد على 25سنة في القسم يجتر من الماضي ،ويعد السنوات المتبقية امامه للركون الى الراحة باصابع اليد ان يطبق نظرية تمت تجربتها في اطفال الغرب الذين تتوفر لهم جميع المؤهلات لمتابعة دراستهم في احسن الظروف ،وتوفرت لمدرسيهم جميع الوسائل لتطبيق هذه النظريات ،نظرية بعيدة كل البعد عن واقعه،اعتقد وبناء على تواجدي في الميدان ان جميع المحاولات التي سيبذلها هذا المدرس لتجاوز مختلف الاكراهات التي تواجهه سوف لن يكتب لها النجاح الا قليلا ،لذا وجب اخذ هذا المعطى بعين الاعتبار كلما ارادت الجهة الوصية تطبيق نظرية تربوية في هذا المجال ،ولد لخصت اخي الكريم كل هذه الامور بقولك: لا أشك بأن مناقشة هذا الموضوع و من عدة زوايا اعتمادا على التجارب و الممارسات الحقيقية في جل بلداننا العربية من شانه أن يقرب المفهوم و يوضح الرؤية حتى نتمكن و في جو من التعاضد و التآزر من التوصل إلى تصور استراتيجية نابعة من الواقع العربي و تحترم الهوية و المرجعيات و هي الكفيلة بانقاذ التعليم من التدهور و السقوط.

وجيه القاسم
26/02/2010, 05:07 PM
الأساتذة الكرام ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، تعليقاتكم وردودكم تفتح مجالات واسعة جداً قد لا يتسع المقام لها هنا جميعاً. لذلك سأحدد بعض المفاهيم التي وردت في العنوان الأصلي للموضوع ( تدريس المحتوى أم تدريس الطريقة).
المحتوى : يتمثل عالم المحتوى بالمعرفة المتراكمة المنظمة، بما تعبر عنه من مهارات واتجاهات وقيم. يمكن للفرد أن يتكلم عن محتوى منهج الفيزياء بالإشارة للمفردات والحقائق والقواعد والمبادئ والأساليب...إلخ، التي تشكّل بمجموعها ميدان المادة المطروحة. ولكن مفهوم محتوى المنهج لا يشير فقط إلى أجزاء أو قطع مرتبة بطريقة منظمة، لتؤلف ميدان المادة المطروحة، وإنما يشير أيضاً إلى الأحداث والظاهرات والتفاعلات التي تصل ما بين حدود الموضوعات، على سبيل المثال؛ يمكن للفرد أن يدرس أنظمة النقل، التلوث، الطاقة، الغذاء... الخ، مثل هذه الموضوعات وتفاعلاتها واستراتيجيات الربط بينها تشكل محتوى منهج. كذلك فإن محتوى المنهج يتمدد ويتسع ليشمل كل ما يضعه مخططو المنهج من خبرات متنوعة من شتى مجالات الموضوع من أجل تحقيق الأهداف التربوية التي وُضع المنهج لتحقيقها، بحيث ُتحقق وتظهر نماءً شمولياً متكاملاً في شخصية الطالب بجوانبها المتعددة. ويبدو واضحاً من هذا التعريف؛ أن الأهداف التربوية عنصر رئيس في تحديد المحتوى.
ومن الجدير بالذكر في هذا المجال أن سعة المحتوى وكمية ما فيه من مفاهيم تتحدد في ضوء متطلبات بنية المادة وما يحتاجه الطالب من المعلومات في هذا الموضوع.وهنا تبرز أربعة أنواع من المفاهيم أو المعلومات التي يفترض أن يتضمنها المحتوى:
1. مفاهيم يعرفها الطالب: وتتمثل بخبراته السابقة التي يأتي بها من البيت أو المجتمع المحيط أو من تعلم سابق. وتعد هذه المفاهيم أساسية لبناء خبرات التعلم الجديد( المعرفة الجديدة ) عليها بشكل نمائي متدرج ينطلق بالطالب مما يعرف إلى مالا يعرف.
2. مفاهيم يجب أن يتعلمها الطالب: وتُشكل المعلومات أو الأساسيات التي يجب أن يعرفها الطالب ليلم بالموضوع ويفهمه، وتمثل غالبية المحتوى.
3. مفاهيم يمكن أن يتعلمها الطالب: وهذه المعلومات ضرورية لربط مفاهيم الموضوع الأساسية وإضفاء التكامل بينها، وسد الفجوات المفهومية التي يمكن أن تنشأ في أثناء محاولة المؤلف أو المعلم تطوير المفاهيم إلى المستوى المطلوب.
4. مفاهيم يُفضَّل أن يتعلمها الطالب: وهذه المفاهيم توسع فهم الطالب للموضوع وتعمقه، وتجعله أكثر قدرة على التعامل مع المعرفة التي يتعلمها وتطبيقها أو توظيفها في مواقف جديدة.

ويجب أن يلبي هذا المحتوى عدداً من المعايير منها:
أولاً: أن يشكل قاعدة لمزيد من التَعَلُّم.
ثانياً: أن يرتبط بالقضايا المعاصرة.
ثالثاً: أن يرتبط بالتراث الثقافي للمجتمع.
رابعاً: أن يواكب القيم السائدة في المجتمع.
خامساً:أن يوفر ا فرصاً لمزيد من النشاطات التعليمية.
سادساً: أن يكون مناسباً لتحقيق الأهداف.
سابعاً: أن يكون قابلاً للتعلم.
ثامناً:أن يرتبط بحياة الطلاب ( ينتمي لحياة الطلاب).
تاسعاً: أن يساعد الطلاب على فهم العالم الذي يعيشون فيه وطبيعة العلاقات السائدة بين أفراده.
عاشراً: أن يساعد في بناء بنية Structure المادة العلمية نسيجاً مترابطاً.
حادي عشر: أن تكون المادة العلمية التي يقدمها حديثة ودقيقة وصحيحة علميا.ً
ثاني عشر: أن يكون متوازناً.
ثالث عشر: أن يستثمر معطيات التقنية في التدريس.

أمّا الطريقة ، فيقصد بها طريقة الوصول للمعرفة ، ويعني ذلك تنمية مهارات الطالب في التفكير بأنواعه كافة خاصة التفكير الناقد والتفكير الإبداعي، ومهارات التواصل مع مصادر المعرفة والتفاعل معها، ومهارات البحث والاستقصاء والتجريب ومهارات العلم عامة، بما في ذلك التنبؤ والتفسيروالوصول إلى نتائج موثوقة.

من هذا المنظور كان تدريس المتعلم ( مهما بلغ من العمر) المحتوى والطريقة كلاً واحداً ضرورياً ومتكاملاً لبناء خبرات التعلم واستيعاب الطالب لها وتمثلها في المواقف التعليمية التعليمة الجديدة مثل الشرح والتفسير والاكتشاف والتنبؤ وحل المشكلات؛ وحل المشكلات بطرق إبداعية قد يكون من أهم أهداف التربية فقد جعله بوش الأب الهدف الرئيس لإستراتيجية التربية في الولايات المتحدة 2002 م. ولا يخفى على أحد منا أهمية امتلاك الطالب لمهارات حل المشكلة لما في ذلك من انعكاسات إيجابية تعود بالنفع عليه وعلى أسرته ومجتمعه ووطنه والعالم أجمع.
والسلام عليكم جميعاً أيها الزملاء الكرام.
د. وجيه القاسم

أبو زيد البليمي
04/03/2010, 01:41 AM
علم العليم وعقل العاقل اختلفا ** من ذا الذي منهما قد أحرز الشرفا
فالعلم قال : أنا أحرزته غايته ** والعقل قال : أنا الرحمن بي عرفا
فأفصح العلم إفصاحا وقال له ** بأيّنا الله في قرآنه اتصفا ؟
فأيقن العقل أن العلم سيده ** فقبل رأس العلم و انصرفا

تذكّرت هذه الأبيات، فربطت بينها وبين أصل الموضوع! ولا أدري إن كان ربطي مناسباً أم لا.

د عيسى شويطر
05/03/2010, 09:07 PM
طرق التدريس عامل مهم في نقل محتوى المعرفة والمهارات والقيم للطلبة وتعتمد عملية اختيار الطريقة على مجموعة عوامل منها:
طبيعة المعرفة ، طبيعة المتعلم والخبرات السابقة لديه ، الانشطة المناسبة ، الظروف المحيطة بالبيئة التعليمية لذلك لا توجد طريق مفضلة بعينها للتدريس لكن الموقف التعليمي والمتعلمين هم من يحدد نوع الطريقة المستخدمة والموضوع الذب طرحته مهم ومفيد بنفس الوقت وبحاجة لدراسة ويحتاج للإطلاع على ابحات متخصصه في مجال التربية والتعليم للإثراء وهذا لا يقلل من أهمية الافكار التي وردت في موضوعك بل يثريها وأنا مقدر للجهد المبذول وأشكرك على الموضوع

د عيسى شويطر
05/03/2010, 09:08 PM
طرق التدريس عامل مهم في نقل محتوى المعرفة والمهارات والقيم للطلبة وتعتمد عملية اختيار الطريقة على مجموعة عوامل منها:
طبيعة المعرفة ، طبيعة المتعلم والخبرات السابقة لديه ، الانشطة المناسبة ، الظروف المحيطة بالبيئة التعليمية لذلك لا توجد طريقة مفضلة بعينها للتدريس لكن الموقف التعليمي والمتعلمين هم من يحدد نوع الطريقة المستخدمة والموضوع الذي طرحته مهم ومفيد بنفس الوقت وبحاجة لدراسة ويحتاج للإطلاع على ابحات متخصصه في مجال التربية والتعليم للإثراء وهذا لا يقلل من أهمية الافكار التي وردت في موضوعك بل يثريها وأنا مقدر للجهد المبذول وأشكرك على الموضوع