المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أطيبُ الصُلاّح



الفاتح حمدتو
19/02/2010, 10:10 AM
أطيبُ الـصُـلاَّحْ
شعر : الفاتح حمدتو
من برزخِ الأخيارِ
عند مليكِنا المعبودِ
نعلمُ
سيدي ..
أن الفوارسَ
لا تعودْ ..
يا فارسَ الكلماتِ
كيف الحالُ
بعد ترجُّلٍ
من صهوةِ الحرفِ
المُوَشَّحِ
بالزنابقِ والوُرودْ ..
يا مالكَ الحرفِ
الأنيقِ
تحيةً
من مُولَعٍ بالحرفِ
يدري
كيف تنداحُ
الحروفُ
من الشواهِقِ عَذبةً
وبدونِ شُحٍّ
أو جُحودْ ..
فحروفُكَ الجذلـىَ
تُداعبُ في الشَغافِ
نداوةً ..
وتمورُ في
هُدْبِ السَحابِ
طلاوةً ..
وتعانقُ الفجرَ الجديدَ
حلاوةً ..
دُرراً تُناغمُ
ذا الوجودْ ..
وحديثُكَ المسكوبُ
في عُمقِ التفرُّدِ
في القلوبِ بِشارةٌ
تُهدي اليقينَ
لعاشِقٍ
ولهانَ قدْ
ولجَ التمرُّدَ
والشرودْ ..
يا طيِّبَ الصُلاّحِ
قُمْ !!
ـ أستغفِرُ اللهَ العظيمَ ـ
فقد مضى
عطراً تمازجَ
بالحروفِ جداولاً
تَهَبُ الحياةَ
لنخلةٍ منسيةٍ
رُغمَ العوائقِ
والسدودْ ..
يا طيِّبَ الأعَراقِ
قُمْ !!
ـ أستغفِرُ اللهَ العظيمَ ـ
فقد غدا
نوراً يُهلِّلُ
في الفضاءِ
مُباركاً
يرتاحُ في العلياءِ
من رَهقِ الدُنا
متجاوزاً
كلَّ الموانعِ
والقُيودْ ..
مريودُ
بندرْ شاهُ
عُرسُ الزيْنِ
يا مَنسيُّ
قُمْ !!
ـ أستغفِرُ اللهَ العظيمَ ـ
فقد بدا
وهْجاً تألَّقَ
في البعيدِ
مع النُجومِ
تلألُؤاً
رُغْمَ المسافةِ
والحُدودْ ..
يا نِسلَ أبطالٍ
كِرامٍ دافعوا
في منحنىَ
النيلِ العظيمِ
تدافعوا
للذودِ عن
وطنِ الكرامةِ
والجدودْ ..
يا سيدي
يا مَوْسِمَ الهِجْراتِ
عُدْ بي
للشِمالِ
شِمالِنا
حيثُ الشموخُ
المُشرئِبُ
إلـى السماءِ كنخلِه
زجَرَ التخلُّفَ
في إباءٍ
والجُمودْ ..
أوَّاهُ قدْ
سكتَ الكلامُ
وأُفْرِغَتْ
بعدَ الرحيلِ
على المدى
كلُّ المعاني
لمْ يعُدْ
للحرفِ إشباعٌ
ولا
للسردِ جودْ ..
أوَّاهُ قدْ
رحلَ الأليفُ
ولمْ يزلْ
في القلبِ بعضٌ
من حديثٍ
كان وعداً
في العيونِ
فكيف للأيَّامِ
تمضي
قبلَ تحقيقِ
الوُعودْ ..
بل كيف لو
حضرَ الربيعُ
ولم نجدْ
يا آخرَ الأخيارِ
غيرَ جليسِنا
عبْرَ الزمانِ
مُؤانِساً ؟
في حضرةِ
الوطنِ الوَلودْ ..
العهدُ أبداً بينَنا
سنراكَ
في لُبِّ الكتابِ
وعندَ ترسيخِ
العُهودْ ..
وسيذكرُ التاريخُ
في سِفْرِ الكِرامِ
مع الكِرامِ
بأنَّكَ الموعودُ فينا
يا كريمَ الأصلِ
صِدقاً
قد عَبَرْتَ
إلـى الخُلودْ ..
****
اليوم 18 فبراير 2010م يصادف الذكرى الأولى لرحيل الروائي الكبير الطيب صالح. ألقيت هذه القصيدة للمرة الأولى في " مهرجان أصيلة " بالمملكة المغربية الشقيقة في 10 أغسطس 2009م بمناسبة الاحتفال بذكرى الأديب العالمي الطيب صالح .

مجذوب العيد المشراوي
19/02/2010, 10:28 AM
أهلا بك أيها الأنيق ..

نص جميل هذا وروي مخنوق للجمال ...

يا طيِّبَ الصُلاّحِ
قُمْ !!
ـ أستغفِرُ اللهَ العظيمَ ـ

وددت ُ ألا يكون هذا ... ودّي ...

محمد إبراهيم الحريري
19/02/2010, 11:12 AM
سأتابع حرفك أنى وليت شعرك أستاذي
لمثل هذه المعاني والبيان تشد رحال القلوب وتضرب لها أكباد البحث الأقلام .
لله درك
أحذتني القصيدة إلى رحلة بدأت ولم تنته بعد
سأحملها معي وأثبتها بين القلب والنبض
تجلة أستاذي والتحيات

منى حسن محمد الحاج
19/02/2010, 01:16 PM
سأتابع حرفك أنى وليت شعرك أستاذي
لمثل هذه المعاني والبيان تشد رحال القلوب وتضرب لها أكباد البحث الأقلام .
لله درك
أحذتني القصيدة إلى رحلة بدأت ولم تنته بعد
سأحملها معي وأثبتها بين القلب والنبض
تجلة أستاذي والتحيات
وأنا أثبتها درة على تاج الفصيح ..
أستاذنا العزيز وشاعرنا القدير :د. الفاتح حمدتو.. حياك الله
أرحب بعودتك الجميلة لواتاك..
وأتمنى أن لا يُغيبك الله عنها بشر..
وأحييك على هذه الرثائية الجميلة المؤثرة..
وعلى هذا الوفاء الجميل..
رحم الله الأديب الطيب صالح واسكنه فسيح جناته..
وجزاك خيرا على ما جرى به قلمك..
مع فائض مودتي وتقديري

هلال الفارع
19/02/2010, 07:31 PM
أطيبُ الـصُـلاَّحْ
شعر : الفاتح حمدتو
يا فارسَ الكلماتِ
كيف الحالُ
بعد ترجُّلٍ
من صهوةِ الحرفِ
المُوَشَّحِ
بالزنابقِ والوُرودْ ..
يا مالكَ الحرفِ
الأنيقِ
تحيةً
من مُولَعٍ بالحرفِ
يدري
كيف تنداحُ
الحروفُ
من الشواهِقِ عَذبةً
وبدونِ شُحٍّ
أو جُحودْ ..

****
اليوم 18 فبراير 2010م يصادف الذكرى الأولى لرحيل الروائي الكبير الطيب صالح. ألقيت هذه القصيدة للمرة الأولى في " مهرجان أصيلة " بالمملكة المغربية الشقيقة في 10 أغسطس 2009م بمناسبة الاحتفال بذكرى الأديب العالمي الطيب صالح .
ـــــــــــــــــــــــ
وهل للطود صالح إلا مثل هذا الشعر الباذخ، يوفّيه بعض حقّه؟!
قصيدة تختصر الكثير من الشعر،
والكثير من المسافات،
لتحط رحالها في شرفة الإبداع بلا منازع.
الشاعر الجميل حمدتو:
اسمح لي أن أحييك، وأقرأ لك كثيرًا.
تحية لهذا الإبداع.

علاء القهوجي
20/02/2010, 01:06 AM
رحم الله الروائي الكبير الطيب الصالح
ذكرتني بروايته (عرس الزين) التي قرأتها له في ذلك المشروع العربي الثقافي الرائع (كتاب في جريدة) والذي كان ينشر في معظم الصحف العربية مرة في كل شهر ولكنه للأسف لم يعد له وجود
سمعت عن روايته موسم الهجرة الى الشمال التي اختيرت واحدة من أفضل 100 رواية في القرن العشرين و أتمنى ان اتمكن من قراءتها قريبا
جزاك الله خيرا ايها الشاعر الكبير على هذه الرائعة التي يستحقها الطيب الصالح

حسن إبراهيم حسن الأفندي
20/02/2010, 07:49 AM
الأخ الكريم والشاعر الكبير / الفاتح حمدتو
السلام والرحمة
مرة داخلتك بالسلام فقط , لعلك استغربت , ولكني لم أجد أفضل من السلام تحية , خاصة وأنا عندما أراك أو أقرأ لك , أذكر بك الراحل الشاعر الأديب الرقيق الكبير الفريق شرطة إبراهيم أحمد عبد الكريم الذي استضافك مرة في برنامجه وتابعتك معه يومها , وأذكر المرحوم الشاعر طه حمدتو الذي استقبلته زائرا لمنزل ابن أختي الأستاذ المعروف علي محمود حسنين المحامي مهنئا له عندما أطلق سراحه من سجن جعفر محمد عام 1977م إثر المصالحة المعروفة بعد أن كان محكوما عليه بالإعدام , وتذكرت بطه حمدتو الفنان الراحل عميد الفن السوداني أحمد المصطفى والوسيم القلبي رادو ... أرأيت كيف لقاؤك يثير في ذكريات تجعلني أكاد أطير بجناحين من أثير للوطن ؟
هذه القصيدة لا شك أنها رائعة ومتميزة تجعلني أكثر ثقة في شعرنا وشعرائنا السودانيين الكبار قدرا وعلما والذين يكتبون شعرا فيه روح ونفس بقدرة واقتدار ولا تحس فيه صناعة ولا نظما , شعرا فيه بوضوح سلاسة الإلهام ينبض حيوية تميزه على ما يكتب الكثيرون ممن ينظمون الشعر صناعة وكلفة بلا روح ولا نفس ولا هوية , وكأنهم عمال بناء يرصون طوبة فوقها طوبة ...قصائدك فيها روعة وجمال
لكني لاحظت ـ وربما أكون مخطئا ـ أن العنوان ربما كتب بخطأ طباعي ( أطيبُ الصلاحْ) بينما وكما تعرف أن (أ) حرف نداء لمن هو قريب منك بأية صلة من الصلات , وأن طيب مضاف والصلاح مضاف إليه , لذا وجب فتح الطيب ...... وربما هناك استثناء لا أعرفه , أما إن كنت تقصد أطْيَبُ الصلاح , فلا بأس نحويا ولكن لا مجاراة للعنوان مع ما ورد بالقصيدة من مناداة للطيب صالح .... وبل وهكذا يجب أن يفهم العنوان لأول ,وأوسط وآخر وهلة ....
كما أني أجد عدم تجانس بين القصيدة وزنا وبين :
العهدُ أبداً بينَنا
هل هي أبدا أم دوما أم المهم أنها على وزن دوْما ؟
لك خالص ودي واعتدادي
دمت بخير