ياسر سعد
22/02/2010, 08:59 PM
هذه القصيدة عمرها15سنة كتبتها سنة 1995ولكني أحبها كثيراً
لذلك أنشرها اليوم على هذا الصرح الأدبي الكبير
إني وإيـاها لـفي صحراءِ =هي نـبـتـةٌ تـشكو انقطاعَ الماءِ
لاقـيتُها ظمأى وإني ظامئٌ = فسقيتُها من أدمعي ودِمـائي
وظـللتُ ارويها وأظماُ دُونَها = وأفوزُ من إسعادِها بشقائي
حتى استحـالَ ذبـولُها لنضارةٍ = فغدتْ بذلك فتنةً للـرائـي
نظرتْ إليهـا فاستـفاق بنَفسِها = ما نوَّمَتْهُ قـسـوةُ البـيـداءِ
قالت: أأبقى في انعزاليَ هكذا =وأنا التي يسبي العقولَ بهائي
أأظلُ في هذي الرمالِ تسومُني = سوءَ العذابِ ببكرتي ومسائي
أيظلُ مَـصدرُ عـيشَتي منْ أدمعٍ = يُفسِدْنَ من أملاحهنَّ صفائي
يا لَيْتَ ريحاً صرصراً تـغدو بنا = من هاهُـنا لـجُـنـينـةٍ فيحاء
فـيهـا الـتـرابُ مُـطهَّـرٌ ومُـعـطّـرٌ = يحوي الحياةَ بذاتِه المعطاء
الخـصبُ مِـن عـاداتِـه فـهـوَ الـذي =يمتازُ بالأمطارِ والأنداءِ
وبـلـيلـةٍ لـيلاءَ هـبّ هـواؤها = نسماتِ سحرٍ لم تشأ إيذائي
برجَـتْ لـذيّـاك الهواءِ بغـنجةٍ = وتمايَلَتْ منْ لُطفهِ بدهاءِ
وتـنهّـدتْ أنْ ليت أنـك يا هـوا = تبقى إليّ فأنتَ أنتَ دوائي
يـا أيُّـهـا الآتـي مُـنـدىً بـالحـيا = مِنكَ الحياةُ تَفيضُ في أحشائي
هـيّـا فخذني للرياضِ أعشْ بها = معكَ الهناءَ فقدْ سئمتُ عنائي
هيّا إنْـتشِلْني يا هواءُ مِنَ الضنى = أُذكي الغنا بالروضةِ الغنّاءِ
فاشـتَـدّ منْ هـذا الكـلامِ هـواؤها = بعواصفٍ مجنونةٍ هوجاءِ
نَـسَـفَـتْ رِمـالَ البـيـدِ في تَـيَّـارِها = وغدتْ تُثيرُ الذُعر في الصحراءِ
فَـتـقصَّفَتْ منها غصونُ نُبيتتي = وتطايَرَتْ أوراقُها بفضاءِ
ناديـتُـها يا وُرْقُ إنَّـكِ مـنْ دَمـي = عودي، فراح من الهواءِ ندائي
والوُرقُ طلّتْ سابحاتٍ في الفضا = والقلبُ بينَ تقطّعٍ ورجاءِ
ونـظـرتُ نـحـو نُـبـيـتـتي فرأيـتُـها = قدْ عُفّرتْ من غبرة الأهواءِ
فـالـقــدُّ مـنْهـا مـنحـنٍ والـهـامُ قــدْ = أضحى بذاكَ ملاصق الغَبراء
بعـد الـشـمـوخِ تـبـدَّلـتْ فـتـحـولـتْ = منْ غضةٍ خضرا إلى صفراءِ
وبـعـصـفةٍ أقوى تمـكّن حينها = من شلحِها في حقل وردٍ ناء
فيـه أمـانـيـهـا الجميلةُ كـلُّـها = لكنَّها لم تَـنـتَـفِـعْ بهناءِ
فـجـذورُها مـدفـونـةٌ برمـالِـهـا = وبذاك صارَتْ عُرضَةَ الأدواءِ
وَهيَ التي جاءتْ بدون غُصونِها = وبدونِ وُرْقٍ غضّةٍ وشذاءِ
والـجـوُ غـيُـر مـلائـمٍ لـحـياتِـهـا = فحياتُها في أرضِها الجدباء
والوردُ كلٌ عـافَـهـا لـشُـجـونـهـا = ولما أثارتْ مِنْ أسىً وبكاء…
عاشتْ حياةَ الجدبِ في أحزانها = ما بين أرضٍ جنّةٍ وسماءِ
ولـكـم تـمـنَّـتْ أنْ تعـودَ لأرضِها = وتعيش عيشَ الحرَّةِ الشمَّاءِ
قــالـت لـعــلَّ اللهَ يــجـمـعُ بـيـنَـنَـا = يا شاعرَ الصحراءِ رغم حيائي
إنــي لأخــجــلُ أنْ أراكَ وإنــنـي = لَمشوقةٌ لدُموعِك الملحاءِ
لكنـنـي مـا عـدّتُ أجْـرؤُ شُـربَـهـا = كي لا يُسبِّبَ ذلِكمْ إحيائي
فالـمـوتُ راحةُ مُهجـتي من ظلمِها = منْ بعدِ ما غدَرَتْ بملحِ وفائي
لـكــنّــنــي أهـــوى لـقــاكَ لأنــنـي = أيقَنتُ أنّك لا تُطيقُ جفائي
فــأراكَ سـاعـةَ مـا أمـوتُ مـعــذبـاً = ترثي لِتلكَ النبتةِ الحمقاءِ
فـيـسـيـلُ دمـعُـكَ سـاقـيـاً لـجـذورها = وبـذاكَ أحيا بينكُم برثائي
لذلك أنشرها اليوم على هذا الصرح الأدبي الكبير
إني وإيـاها لـفي صحراءِ =هي نـبـتـةٌ تـشكو انقطاعَ الماءِ
لاقـيتُها ظمأى وإني ظامئٌ = فسقيتُها من أدمعي ودِمـائي
وظـللتُ ارويها وأظماُ دُونَها = وأفوزُ من إسعادِها بشقائي
حتى استحـالَ ذبـولُها لنضارةٍ = فغدتْ بذلك فتنةً للـرائـي
نظرتْ إليهـا فاستـفاق بنَفسِها = ما نوَّمَتْهُ قـسـوةُ البـيـداءِ
قالت: أأبقى في انعزاليَ هكذا =وأنا التي يسبي العقولَ بهائي
أأظلُ في هذي الرمالِ تسومُني = سوءَ العذابِ ببكرتي ومسائي
أيظلُ مَـصدرُ عـيشَتي منْ أدمعٍ = يُفسِدْنَ من أملاحهنَّ صفائي
يا لَيْتَ ريحاً صرصراً تـغدو بنا = من هاهُـنا لـجُـنـينـةٍ فيحاء
فـيهـا الـتـرابُ مُـطهَّـرٌ ومُـعـطّـرٌ = يحوي الحياةَ بذاتِه المعطاء
الخـصبُ مِـن عـاداتِـه فـهـوَ الـذي =يمتازُ بالأمطارِ والأنداءِ
وبـلـيلـةٍ لـيلاءَ هـبّ هـواؤها = نسماتِ سحرٍ لم تشأ إيذائي
برجَـتْ لـذيّـاك الهواءِ بغـنجةٍ = وتمايَلَتْ منْ لُطفهِ بدهاءِ
وتـنهّـدتْ أنْ ليت أنـك يا هـوا = تبقى إليّ فأنتَ أنتَ دوائي
يـا أيُّـهـا الآتـي مُـنـدىً بـالحـيا = مِنكَ الحياةُ تَفيضُ في أحشائي
هـيّـا فخذني للرياضِ أعشْ بها = معكَ الهناءَ فقدْ سئمتُ عنائي
هيّا إنْـتشِلْني يا هواءُ مِنَ الضنى = أُذكي الغنا بالروضةِ الغنّاءِ
فاشـتَـدّ منْ هـذا الكـلامِ هـواؤها = بعواصفٍ مجنونةٍ هوجاءِ
نَـسَـفَـتْ رِمـالَ البـيـدِ في تَـيَّـارِها = وغدتْ تُثيرُ الذُعر في الصحراءِ
فَـتـقصَّفَتْ منها غصونُ نُبيتتي = وتطايَرَتْ أوراقُها بفضاءِ
ناديـتُـها يا وُرْقُ إنَّـكِ مـنْ دَمـي = عودي، فراح من الهواءِ ندائي
والوُرقُ طلّتْ سابحاتٍ في الفضا = والقلبُ بينَ تقطّعٍ ورجاءِ
ونـظـرتُ نـحـو نُـبـيـتـتي فرأيـتُـها = قدْ عُفّرتْ من غبرة الأهواءِ
فـالـقــدُّ مـنْهـا مـنحـنٍ والـهـامُ قــدْ = أضحى بذاكَ ملاصق الغَبراء
بعـد الـشـمـوخِ تـبـدَّلـتْ فـتـحـولـتْ = منْ غضةٍ خضرا إلى صفراءِ
وبـعـصـفةٍ أقوى تمـكّن حينها = من شلحِها في حقل وردٍ ناء
فيـه أمـانـيـهـا الجميلةُ كـلُّـها = لكنَّها لم تَـنـتَـفِـعْ بهناءِ
فـجـذورُها مـدفـونـةٌ برمـالِـهـا = وبذاك صارَتْ عُرضَةَ الأدواءِ
وَهيَ التي جاءتْ بدون غُصونِها = وبدونِ وُرْقٍ غضّةٍ وشذاءِ
والـجـوُ غـيُـر مـلائـمٍ لـحـياتِـهـا = فحياتُها في أرضِها الجدباء
والوردُ كلٌ عـافَـهـا لـشُـجـونـهـا = ولما أثارتْ مِنْ أسىً وبكاء…
عاشتْ حياةَ الجدبِ في أحزانها = ما بين أرضٍ جنّةٍ وسماءِ
ولـكـم تـمـنَّـتْ أنْ تعـودَ لأرضِها = وتعيش عيشَ الحرَّةِ الشمَّاءِ
قــالـت لـعــلَّ اللهَ يــجـمـعُ بـيـنَـنَـا = يا شاعرَ الصحراءِ رغم حيائي
إنــي لأخــجــلُ أنْ أراكَ وإنــنـي = لَمشوقةٌ لدُموعِك الملحاءِ
لكنـنـي مـا عـدّتُ أجْـرؤُ شُـربَـهـا = كي لا يُسبِّبَ ذلِكمْ إحيائي
فالـمـوتُ راحةُ مُهجـتي من ظلمِها = منْ بعدِ ما غدَرَتْ بملحِ وفائي
لـكــنّــنــي أهـــوى لـقــاكَ لأنــنـي = أيقَنتُ أنّك لا تُطيقُ جفائي
فــأراكَ سـاعـةَ مـا أمـوتُ مـعــذبـاً = ترثي لِتلكَ النبتةِ الحمقاءِ
فـيـسـيـلُ دمـعُـكَ سـاقـيـاً لـجـذورها = وبـذاكَ أحيا بينكُم برثائي