المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشان الله .. أترك هذا الشعب وشأنه



سميح خلف
23/02/2010, 12:08 PM
" مشان الله .. أترك هذا الشعب وشأنه "

يطوف الرئيس الفلسطيني المنتهية شرعيته الدستورية والثورية عواصم العالم وهو مثقل بملفات الفساد التي تحدث عنها الكثيرين من كوادر حركة فتح والشعب الفلسطيني وتوج هذه الاتهامات والبصمات الواضحة على مسلكية الفساد وبكل ألوانه المحامي فهمي شبانة ، الذي مازال يتعاطى تدريجيا في كشف المستور والذي لم يتوقع من ضابط مخابرات ، فكان ولمدة عقود الحديث عن الفساد لا يلاقي إلا " أذن من طين وأذن من عجين " ، من المؤسسة الإحتكارية التي تقود حركة فتح وتقود منظمة التحرير وما يسمى بالسلطة الفلسطينية ، وأتى اليوم الذي يتحدث فيه فهمي شبانة اليوم بتاريخ 22 / 2/2010 ليقول : " لم يعد هناك مغلق في الساحة الفلسطينية " .
قديما كانت ملفات الفساد هي ذريعة بل تحديد خيار أمام المدعين لكي يتم إقصاءهم من حركة فتح ومنظمة التحرير في طريق إجباري وممر إجباري ليقعوا تحت طائلة طغيان الإعلام المؤسساتي الإحتكاري الحركي مع إكالة الاتهامات بالخيانة ، ويبدو أنه مازال السلوك هو السلوك لدى هذه المؤسسة الإحتكارية التي تحولت فيها حركة فتح إلى شركات أمنية لها نشاطات إقتصادية ونشاطات خدماتية لهذا الجهاز الإقليمي أو ذاك بعد أن كانت حركة فتح لا يمثلها إلا جناح العاصفة في سنوات إنطلاقتها الأولى .
وفي نفس السياق قال لي مندوب المفوض العام للتعبئة والتنظيم أبو ماهر غنيم الذي هو موجود الآن تحت حماية دايتون ورعاية الشين بيت ، في زيارته للساحة ، هذا المذكور الذي رقاه أبو مازن إلى رتبة لواء وهو خريج المدرسة الإيطالية ، وما أدراك ما المدرسة الإيطالية ، والذي يفتخر في أحاديثه بأنه لا يستطيع استخدام مسدس ولا يعرف بيروت أو الأغوار أو جنوب الأردن ، فهذا هو الوجه المطلوب للمرحلة ، مرحلة ملاحقة آخر كادر في حركة فتح يتبنى فكر الكفاح المسلح .. قال لي " إنني أطالبك بالتوقف عن الكتابة " ، فقلت له : " وإذا لم أتوقف .. ماذا أنتم فاعلون ؟ " ، قال : " الإتهامات كثيرة فيمكن أن نلصق لك أي تهمة لنوقف عروق يدك " ، ضحكت كثيرا وبسخرية من هذا الذي يلبس الثوب النضالي لحركة فتح ، وقلت له " لن أتراجع .. فافعل ما شئت ، ولن يكون لكم معي أمرا " .
أردت من هذه القصة أن أوضح السلوك الذي مازالت تمارسه المؤسسة الإحتكارية الأمنية الإقتصادية في مؤسسات السلطة وفتح من كيل الإتهامات لكل من يعارضها ، والغريب في هذه القصة أنهم لا يستطيعون إتهام الشرفاء ، ولن تكون لديهم أوراق ذات موضوعية ، بل هي أوراق مكشوفة ، ولكن الغريب أن تلك السلطة تتهم من رقي لرئاسة جهاز مخابراتها في الضفة بالتعامل مع إسرائيل ، وهي اليوم تسلم صاروخ صنعه المناضلين الفلسطينيين في الضفة لإسرائيل ، وهي التي تقوم بالرعاية الأمنية والملاحقة والمتابعة لكل من يخرج عن مفهوم السلام " العباسي " .
مفهوم السلام " العباسي " الذي يكرره في كل محطة وكما ثبته اليوم في تصريحاته أمام سركوزي ، بأن " السلام لا يأتي إلا من خلال المفاوضات، ونحن مصرون على طريق السلام "
وقال في فقرة أخرى من مؤتمره الصحفي " إننا ننشر ثقافة السلام بدلا من ثقافة العنف في الأرض الفلسطينية "
وهنا عباس مازال مصرا على اتهام الشعب الفلسطيني وتجربته في الكفاح المسلح والثورة بالعنف ، وهذه مصيبة لا تأتي من رئيس دولة يمتهن خيارات شعبه ، ثقافة العنف التي يتحدث عنها الرئيس المنتهية ولايته وشرعيته هي مقاومة الشعب الفلسطيني من أجل استرداد حقوقه وكرامته .
اليوم ومنذ الأمس تقوم إسرائيل بالإستيلاء على الحرم الإبراهيمي في خطوة تالية التي غيبت فيها الإعلام السلطوي عن ما يحدث في الخليل منذ سنوات ووجود المستوطنين في قلب المدينة ، واليوم يقوم ناتنياهو بتهويد الحرم الإبراهيمي في منطقة الخليل ، وهو الحرم الذي له أهمية وشأن مساويا لجميع المقدسات الإسلامية ، وفي نفس سياق هذه التصريحات تمر علينا أحداث بأن ينتهك الموساد الإسرائيلي حرمة الأرض العربية ويقوم باغتيال أحد الأبناء البارين للشعب الفلسطيني في دبي ، ومازال من يقول أنه رئيسنا يتحدث عن ثقافة العنف والسلام ونبذ العنف ، ويعتبرها الطريق الوحيد لتحقيق السلام العادل ، لا أدري أي سلام عادل يتحدث عنه هذا الرجل ، لو تذكر هذا الرجل أقوال تشرشل عندما قال أن السلام لا يأتي إلا من فوهة الدبابة لفهم كيف يمكن أن تصاغ معادلة السلام مع إستعمار استيطاني اغتصابي عنصري استئصالي ، ولكف عن الإدلاء بتلك التصريحات التي تمتهن كرامة هذا الشعب وكبريائه وشجاعته ، كان من الأجدر بالرئيس المنتهية شرعيته أن يترك الشعب الفلسطيني وشأنه مادام هو غير قادر على تحقيق أمانيه ورعاية وقيادة خياراته التي تتجسد في المقاومة والكفاح المسلح ، إذا كان يعتبر ان ما يتحدث به مجرد قناعات .
منذ يومين كشفت الصحف الإسرائيلية عن نية الحكومة الصهيونية بإنشاء 500 وحدة سكنية في القدس ، ومع هذا الخبر نشرت أيضا نية إسرائيل هدم العديد من المساكن في منطقة القدس ، وفي نفس السياق يتحدث فهمي شبانة عن مشاركة رجالات السلطة في بيع أماكن إستراتيجية في القدس ، ويتحدث في السابق حاتم عبد القادر الذي استلم ملف القدس لعدة أسابيع بأن السلطة تحجب الموازنة عن القدس ، وهذا ما يؤكد ما تحدث به السيد فهمي شبانة بأن القدس منسية في قاموس السلطة لصالح الجانب الصهيوني .
تحدث الرئيس المنتهية شرعيته والذي تستقبله الدول بدون شرعية فلسطينية ليمرروا خط وخطة انهاء القضية الفلسطينية وقضية اللاجئين ، تحدث عن دولة في 67 والقدس عاصمة مشتركة ، ماذا يعني أن القدس عاصمة مشتركة يا سيادة الرئيس ؟! ، ويرد ساركوزي في إجابة دبلوماسية ماكرة بأن من حق الشعب الفلسطيني إقامة دولته في حدود آمنة! ، بدون تحديد الحدود ويعني ذلك ترك تلك القضية إلى طاولة المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والصهيوني وتحت وطأة الأخطبوط الصهيوني ، ويعتبر الجانب الأوسلوي أن تصريحات ساركوزي هي لصالح الشعب الفلسطيني ، ونحن نقول أن تصريحات ساركوزي وما شابهه من رؤساء هي مجرد أعمدة لتقوية وتعزيز عرش السلطة المنهار أساسا بملفات الفساد والرفض الشعبي .
" مشان الله .. أترك هذا الشعب وشأنه " بقلم / سميح خلف

دكتور حسان نجار
23/02/2010, 01:14 PM
حياك الله وأخذ بيدك أيها الأستاذ الفاضل سميح خلف ، والحقيقة أني أستغرب ليس من محمود عباس وتصرفاته التي أصبحت معروفة ، وانما من الذين يستقبلونه كرئيس وزعيم للشعب الفلسطيني ؟؟ اتقوا الله أيها الزعماء العرب قبل الغرب . ألم يقل هذا الرجل وفي فضائية الجزيرة وعلى ملأ من الملايين الذين يسمعونه ويرونه ، يقول بأنه لن يتفاوض مع اسرائيل ان لم توقف الاستيطان ، ولكننا نتعامل معهم في الشؤون الأمنية فقط ،ومما يثير استغرابي سكوت الشرفاء والخلص من حركة فتح على هذا الرجل وهم (بالعاصفة) أعادوا المقاومة وجهادها الى واقعها.

دكتور حسان نجار