المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة إقرأ كتابك /المرحوم مفدي زكريا



نبيل الجلبي
23/02/2010, 10:42 PM
قصيدة إقرأ كتابك

شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا رحمه الله

نظمها الشاعر من خلف أسوار السجن عام 1956 وخلد فيها مشاعر التضامن الراسخة بين الجزائري وإخوانه العرب عموما، وبين الجزائر ومصر بوجه خاص.
يشير الشاعر في قصيدته أيضا إلى تضامن الشام ومصر والعراق وتونس والمغرب ولبنان مع كفاح الشعب الجزائري من أجل الحرية والإستقلال.
هذان عنوانان فرعيان من وحي القصيدة:

الضادُ.. في الأجيال.. خلَّد مجدَها

أو

يا مصرُ .. يا أختَ الجزائر في الهوى


نسبٌ بدنيا العُرب زكَّى غرسَه ** ألمٌ فأورق دوحُه وتفرَّعَا


سببٌ، بأوتار القلوب عروقُهُ ** إن رنّ هذا رنّ ذاكَ ورجَّعَا!


إمّا تنهَّد بالجزائر مُوجَع ** آسى الشآمُ جراحَه، وتوجَّعَا!


واهتزَّ في أرض الكِنانة خافقٌ ** وأَقضَّ في أرض العراق المضجعَا!


وارتجَّ في الخضراء شعبٌ ماجدٌ ** لم تُثنِه أرزاؤه أن يَفزعَا


وهوتْ مُراكشُ حولَه وتألمّتْ ** لبنانُ، واستعدى جديسَ وتُبَّعَا


تلك العروبةُ.. إن تَثُرْ أعصابُها ** وهن الزمانُ حيالَها، وتضعضعَا!


الضادُ في الأجيال خلَّد مجدَها ** والجرحُ وحَّد في هواها المَنزعَا


فتماسكتْ بالشرق وحدةُ أمّةٍ ** عربيّةٍ، وجدتْ بمصرَ المرتعَا


ولَمِصرُ دارٌ للعروبة حُرّةٌ ** تأوي الكرامَ وتُسند المتطلِّعَا


سحرتْ روائعُها المدائنَ عندما ** ألقى عصاه بها الكليمُ فروّعَا


وتحدّث الهرمُ الرهيب مباهياً ** بجلالها الدنيا فأنطق يُوشَعا


واللهُ سطَّر لوحَها بيمينهِ ** وبنهرها سكبَ الجمالَ فأبدعَا


النيلُ فتّحَ للصديق ذراعَهُ ** والشعبُ فتَّحَ للشقيق الأضلعَا!


والجيشُ طهَّر بالقتال قنالَها ** واللهُ أعمل في حَشاها المبضعَا!


(والسدُّ) سدّ على اللئام منافذاً ** وأزاح عن وجه الذئاب البُرقعَا!


و تعلّم ( التاميزُ ) عن أبنائها ** و(السينُ) درساً في السياسة مُقنعَا


و تعلّم المستعمرون حقيقة ** تبقى لمن جهل العروبة مرجعَا


دنيا العروبة لا تُرجَّح جانباً ** في الكتلتين أو تُفضَّل موضعَا !


يا مصرُ يا أختَ الجزائر في الهوى ** لكِ في الجزائر حرمةٌ لن تُقطَعَا


هذي خواطرُ شاعرٍ غنّى بها ** في ( الثورة الكبرى ) فقال أسمعَا


و تشوّقاتٌ من حبيسٍ ،مُوثَقٍ ** ما انفكّ صبّاً بالكنِانَة ،مُولَعَا


خلصتْ قصائدُه فما عرف البُكا ** يوماً و لا ندب الحِمى والمربعَا


إن تدعُه الأوطانُ كان لسانَها ** أو تدعه الجُلَّى أجاب وأَسْرعَا



عن موقع المستقلة

د.محمد فتحي الحريري
24/02/2010, 12:39 AM
رحم الله مفدي زكريا
وشكرا اخي الكريم لكم
اذ ذكرتنا بقامة ادبية سامقة رحلت قبل اعوام
ودي ..

نصر بدوان
24/02/2010, 01:43 PM
كم هي جميلة هذه الهدية

وكم هي واعظة هذه الحروف

في زمن انحرف فيه كل شيء عن مساره

فرأينا العجب العجاب في الفرقة والاضطراب.

رحم الله الشاعر مفدي زكريا

وأسكنه فسيح جناته.

مغربي سعاد
24/02/2010, 01:57 PM
السلام عليكم
شكرا يا أخ نبيل الجلبي على هذا التذكير بشاعرنا و قدوتنا مفدي زكريا
فقد كان شاعر الثورة و الحماس الثوري و هو بلا منازع شاعر الجزائر ...
كلماته زلزلت فرنسا و فضحت كل المخططات التي كانت ترمي و تهدف الى جعل الجزائر فرنسية ...فأثبت للعالم أجمعه أن الجزائر عربية اسلامية ثائرة.
تحياتي

طلال الدبعي
24/02/2010, 02:24 PM
قامة أدبية سامقة يحق أن نتباهى بها

حب العروبة والعرب ينبض في حروفه

يرحمه الله ، وشكرا للأستاذ نبيل على نشر هذه الدرة اليتيمة