المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مناهج بلا سخف/د.عائض القرني



نبيل الجلبي
25/02/2010, 01:26 PM
مناهج بلا سخف

د. عائض القرني


شاهدتُ قناة «العربية» وهي تخبر عن أسئلة سخيفة قدمها بعض الأساتذة في المدينة المنورة لطلابهم في الامتحان، فحمدت الله على نعمة العقل، وكان يسألهم في الامتحان عن أسماء اللاعبين والنادي الزعيم وألوان الأندية إلى غير ذلك من الكلام الفارغ. وبالله عليكم هل هذا الأستاذ مؤهل لتوجيه جيل، وتربية شباب، وحمل أمانة، وتقويم أخلاق، وتصحيح أفكار؟ وأنظر إليه حينما ترك مادته التي يجب أن يقتلها بحثا وتدريسا وتفهيما وقفز إلى ألوان الفنايل وأشكال السراويل وأسماء اللاعبين وكأن الإعلام قصر في عرض المباراة ونشر الثقافة الرياضية وتعليم العجائز بأسماء اللاعبين وتحفيظ الشيبان أسماء الأندية. وهناك سخف في المناهج، كإشغال الطلاب بالآراء المذهبية المقلدة المتعصبة، وهجر التفقه في الكتاب والسنة والاستنباط من الأدلة، ومثل عرض نقائض جرير والفرزدق في الأدب العربي وتدريسها الطلاب على أنها من تراثنا وهي سب وشتم وفحش وقذف، ومن السخف تدريس الطلاب الجوانب المظلمة في تاريخنا الإسلامي مثل خمريات أبي نواس وإلحاديات أبي العلاء المعري وأبي حيان التوحيدي وابن الريوندي.
ومن السخف إشغال الطلاب بأخبار مغني هارون الرشيد وجواري الأمين وحكايات الأعراب ودقائق وتفاصيل أصول بني أمية وبني العباس وأخبار الشعراء المرتزقة الذين ينتظر أحدهم صرخة الخليفة «أعطه يا غلام ألف دينار» بعدما يسكر الخليفة بخمر المديح. ومن السخف في المناهج، وقد درسنا ذلك في المتوسط والإعدادي، إرهاق أذهان الطلاب بالصادرات والواردات في دول فقيرة لا ترى بالعين المجردة على الخارطة كمدغشقر وبوركينا فاسو وداهومي (بنين) وموزمبيق، وتحفيظ الطلاب المطاط والأناناس والكاكاو والنحاس ونسبة كل مادة لدولة من هذه الدول، مع هجر أصول المعرفة وسنن الله في الكون وأصول الحضارة وسبل التقدم والرقي، ومن السخف إدخال الطلاب في متاهات التاريخ المعاصر ودقائقه مع هجر قضاياه الكبرى، فهم يدرسون للطلاب انقلابا وقع في دولة، وعسكريا اغتصب السلطة، مع العلم بأن هذه الحوادث تجري كل يوم، بل وصلت الثقافة في بعض المناهج إلى دراسة الأزياء والأكلات الشعبية وأنواع الرقصات القبلية وفنون الأهازيج الحمينية وأغاني رعاة الأغنام، ومن السخف دراسة طلاب المتوسطة في المعاهد الشرعية لدقائق الجبر والهندسة والحساب ثم لا يجيدونها ولا يفهمون الدروس الأصلية التي أُسست المعاهد من أجلها؛ كالعقيدة والتفسير والحديث والفقه. ومن السخف إشغال الطلاب في السنوات الأولى من دراستهم بأسماء الفرق والطوائف كالقدرية والجبرية والجهمية والمعتزلة ونحوها مع عدم دراسة العقيدة الصحيحة باستفاضة وفهم عميق. ومن السخف خروج الأستاذ عن مادته خاصة إذا كانت مهمة إلى مادة ثانوية، ويوم درسنا الابتدائية كان يخرجنا بعض الأساتذة ممن ساهموا في نكسة حزيران من حصة القرآن إلى حصة الرياضة، وكأن التمارين أهم من كلام رب العالمين.

ينبغي أن نرفع مستوى مناهجنا عن السخف والابتذال، ونحافظ على الثوابت العظيمة، مع معطيات العصر الكريمة، والاستفادة من العقول السليمة، والآراء القويمة. ينبغي أن ننافس العالم بمناهج تعيش حياتنا، وتحمل رسالتنا، وتراعي هويتنا؛ لنصل بها إلى المجد في الدنيا والفلاح في الآخرة. وينبغي أن يعلم كل أستاذ أنه مسؤول أمام الله ثم أمته وتاريخه عن أبناء المسلمين وفلذات أكباد المؤمنين الذين يجلسون أمامه خاشعين منصتين، والمناهج الدراسية هي المرآة التي تريك مستوى رقي الشعوب وتقدم الأمم وازدهار الدول.


عن الشرق الأوسط

وجيه القاسم
02/03/2010, 10:57 AM
مناهج بلا سخف
د. عائض القرني
ومن السخف إشغال الطلاب بأخبار مغني هارون الرشيد وجواري الأمين وحكايات الأعراب ودقائق وتفاصيل أصول بني أمية وبني العباس وأخبار الشعراء المرتزقة الذين ينتظر أحدهم صرخة الخليفة «أعطه يا غلام ألف دينار» بعدما يسكر الخليفة بخمر المديح. ومن السخف في المناهج، وقد درسنا ذلك في المتوسط والإعدادي، إرهاق أذهان الطلاب بالصادرات والواردات في دول فقيرة لا ترى بالعين المجردة على الخارطة كمدغشقر وبوركينا فاسو وداهومي (بنين) وموزمبيق، وتحفيظ الطلاب المطاط والأناناس والكاكاو والنحاس ونسبة كل مادة لدولة من هذه الدول، مع هجر أصول المعرفة وسنن الله في الكون وأصول الحضارة وسبل التقدم والرقي، ومن السخف إدخال الطلاب في متاهات التاريخ المعاصر ودقائقه مع هجر قضاياه الكبرى، فهم يدرسون للطلاب انقلابا وقع في دولة، وعسكريا اغتصب السلطة، مع العلم بأن هذه الحوادث تجري كل يوم، بل وصلت الثقافة في بعض المناهج إلى دراسة الأزياء والأكلات الشعبية وأنواع الرقصات القبلية وفنون الأهازيج الحمينية وأغاني رعاة الأغنام، ومن السخف دراسة طلاب المتوسطة في المعاهد الشرعية لدقائق الجبر والهندسة والحساب ثم لا يجيدونها ولا يفهمون الدروس الأصلية التي أُسست المعاهد من أجلها؛ كالعقيدة والتفسير والحديث والفقه. ومن السخف إشغال الطلاب في السنوات الأولى من دراستهم بأسماء الفرق والطوائف كالقدرية والجبرية والجهمية والمعتزلة ونحوها مع عدم دراسة العقيدة الصحيحة باستفاضة وفهم عميق. ومن السخف خروج الأستاذ عن مادته خاصة إذا كانت مهمة إلى مادة ثانوية، ويوم درسنا الابتدائية كان يخرجنا بعض الأساتذة ممن ساهموا في نكسة حزيران من حصة القرآن إلى حصة الرياضة، وكأن التمارين أهم من كلام رب العالمين.
ينبغي أن نرفع مستوى مناهجنا عن السخف والابتذال، ونحافظ على الثوابت العظيمة، مع معطيات العصر الكريمة، والاستفادة من العقول السليمة، والآراء القويمة. ينبغي أن ننافس العالم بمناهج تعيش حياتنا، وتحمل رسالتنا، وتراعي هويتنا؛ لنصل بها إلى المجد في الدنيا والفلاح في الآخرة. وينبغي أن يعلم كل أستاذ أنه مسؤول أمام الله ثم أمته وتاريخه عن أبناء المسلمين وفلذات أكباد المؤمنين الذين يجلسون أمامه خاشعين منصتين، والمناهج الدراسية هي المرآة التي تريك مستوى رقي الشعوب وتقدم الأمم وازدهار الدول.
عن الشرق الأوسط[/COLOR][/SIZE]
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
كل الاحترام والتقدير لمن كتب المقال ومن أرسل المقالولكني في هذا المجال أود أن أبين أن بناء المناهج – في أي نظام تعليمي – يقوم على مجموعة من الأسس، تختلف من نظام تعليمي إلى نظام تعليمي آخر تبعاً للفلسفة التي يتبناها هذا النظام التعليمي أو ذاك .فيما يلي هذه الأسس:
أولاً: الأساس العقدي للمنهج ( منظور إسلامي في دولة كالمملكة العربية السعودية): إن العقيدة في حقيقة الأمر هي الجوهر الإنساني الذي يخلق السعادة أو الشقاء للفرد فالإجابة الشافية على الأسئلة الكبرى حول أصل الإنسان ونشأة الكون وسرّ الحياة، والحكمة من الخلق ومصير المخلوق، تكشف للإنسان حجمه ودوره ومسؤوليته، وتوجه أهدافه وغاياته في الوجود.والأساس العقدي يقدم للإنسان النظرة الكلية الشاملة للكون والإنسان والحياة وعلاقة كل منها بالله جل شأنه خالق الكون والإنسان والحياة، وعلاقة الكون والحياة بالإنسان ودور الإنسان في هذه الحياة وما بعد الحياة .وباختصار يعرف الأساس العقدي الطلاب بالاسلام ويركز على التوحيد والعبادات وغايات وجودهم في هذه الحياة.
ثانياً : الأساس (السيكولوجي) النفسي للمنهج :فقد ظهرت نظريات تربوية عديدة تصف طبيعة التعلم وطبيعة المتعلم وطبيعة التعليم، وطبيعة البناء العقلي للفرد، وكيفية فهم المتعلم، كما وضعت نظريات علم النفس التربوي وصفاً لكيفية تطبيق نظريات التعلم. في هذا المجال ظهرت نظريات تربوية عديدة يمكن أن نضعها في أربعة مدارس رئيسة هي: المدرسة السلوكية، والمدرسة المعرفية، والمدرسة البنائية والمدرسة(التجديدية) الاجتماعية.واستناداً لذلك كله نختصر هذا الأساس بالإجابة عن ثلاثة أسئلة رئيسة هي:
* ما طبيعة عملية التدريس والعوامل المؤثرة فيها؟
ما طبيعة المتعلم (الطالب) وكيف يتعلم ؟
* كيف يجب أن يعلم المعلم؟
ثالثاً: الأساس الاجتماعي للمنهج
يؤكد على الطبيعة الاجتماعية للفرد ، وكيف يتعلم السلوكات الاجتماعية ، وكيف يمكن للتفاعل الاجتماعي أن يشجع ويقوي التعلم الأكاديمي .ينظر للفرد المتعلم - وفق هذا الأساس- باعتباره شخصية إنسانية يُفترض مساعدتها لتنميتها روحياً ونفسياً ، وتحقيق ذاتها، والثقة بهذه الذات وإمكاناتها، وتنمية معارفها ومعلوماتها ، والتأكيد على أن الطالب صاحب خبرات خاصة به . ، والفردإنسان اجتماعي بطبيعته فهو يعيش في وسط اجتماعي، والأجدر أن يتعلم في وسط اجتماعي. و كل فرد يمتلك قدرات خاصة به تؤهله لاختيار واتخاذ القرارات بشكل عقلاني واعٍ . وهنا تركيز واضح على العلاقات الإنسانية في التعلم بين الطالب وبيئته التعليمية التعلمية وبيئته الاجتماعية . ويرى أنصار هذا المنحى ضرورة تيسير التعلم وتسهيله من خلال التعامل مع الطالب كإنسان واعٍ صاحب خبرة ، قادر على التفاعل الإيجابي إذا ما أحسن تقديم الخبرات التعلمية له وأُحسن التفاعل معه وإدارته في الموقف التعليمي التعلمي، لذلك تشجع هذه المدرسة تعلم الطالب من خلال الأقران ومن خلال التعاون مع زملائه في مجموعات التعلم.
ن هذا المنحى ُبني العديد من النشاطات المنهجية خاصة في المرحلة الأساسية، شملت دروسا تستند على خبرات حياتية،وألعاب جماعية، ومشاريع جماعية ، ومحاولات فنية ، ودراما ، ورحلات ميدانية ، ومغامرات ومشاريع اجتماعية ، ومراكز للتعلم ومراكز لتنمية الميول وواجبات بيتية ومحطات تعلم أو زوايا التعلم(Tutoring Stations or Corners). وتضمنت هذه النشاطات مشكلات حياتية تتطلب حلولاً إبداعية ومشاركة نشطة من الطالب؛ وتؤكد هذه النشاطات مبدأ الاجتماعية (Socialization) وتنظيم حياة الطلاب(Life Adjustment)،وخلق علاقات أسرية ، وعلاقات مجتمع مدرسي قوي. يميل أخصائيو المناهج الذين يتبنون هذا المنحى إلى إعارة اهتمام كبيراً جداً للتعلم التعاوني، والتعلم المستقل ،والتعلم من خلال المجموعات الصغيرة،والنشاطات الاجتماعية .
رابعاً: الأساس الثقافي للمنهج
المطلوب من المنهج مراعاة جوانب الثقافة وسماتها عند تقديم الخبرات التعلمية للطلاب والتي يشترط فيها ( أي الخبرات التعلمية ) أن تكون منتمية لثقافة المجتمع لتكون ذات معني للطلاب ولتسهم في تنمية هذه الثقافة ونقلها عبر الجيل الواحد وعبر الأجيال المتعاقبة. ولعل في إبراز عادات المجتمع في الأفراح والأتراح والمناسبات الوطنية ، وفي الفن الشعبي والقصص الشعبية والقصص التراثية التي تُمَجِّد الأبطال عبر تاريخ الوطن ، وفي الألعاب الشعبية ما يرسِّخ ثقافة المجتمع في نفوس الطلاب وعقولهم ، ويخلق فيهم روح الانتماء والولاء للمجتمع والوطن.
هناك أسس أخرى لكن أكتفي بهذا المقدار لعلاقته الوثيقة بالمقال الأصلي .
أدعو الله أن يوفق جميع المخلصين لما فيه صلاح الأمة وفلاحها. أخوكم :د. وجيه القاسم

رهاف جبر
02/03/2010, 12:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع المناهج والتعليم في الوطن العربي هي من اكثر المواضيع حساسية في نظري لانها اساس بناء شخصية الانسان العربي الذي يحتاج للكثير من التطوير والدعم ليستطيع النهوض بمستواه الفكري والمادي و الاهم النهوض بامته ودينه
المشكلة ان معظم الخطط التعليمية الحكومية هي خطط مسيسة اي خاضعة لتاثيرات ساسية الدولة فنجد ان بعض الدول تفرض دروس معينة على طلابها فقط مجاملة لدولة ما (بسبب مصالح معينة) وبعض الدول تحظر دروس معينة لانها تؤيد او تنبع من دول اخري بينها وبين هذه الدولة مشاكل ...
فالسياسات التعليمية الحكومية تركز على ما تريده الحكومة من الانسان وليس ماهو صالح فعلا للانسان وهذا اساس البلاء
والنقطة الثانية التي ارى انها من اهم سبب فشل الخطط التعليمية هو عدم الاستيعاب لامكانيات المدرسين حيث ان المدرسين الذين اسسوا و تعلموا على نظم تعليمية قديمة يحتاجون الى الكثير من التدريب والتاهيل النفسي والمهنى لاستيعاب التطويرات المنهجية ليتمكنوا من تدريسها للطلبة و تحفيز روح الابداع لديهم فلا يمكن لنا ان نتوقع من مدرس تعلم بطريقة الحفظ والالقاء ان يشارك في خطة تعليمية تعتمد على التفكير و تحفيز المواهب وخلق جيل من المبدعين ...
كما ان خطط تطوير المناهج يجب ان تمنح الوقت الكافي لكى تؤتي ثمارها لان التغيير لن يكون ملحوظا بشكل واضح الابعد عدة اجيال عليه فان خطط التعليم يجب ان تكون مدروسة جيدا و طموحة كفاية لتلبية احتياجات الانسان المستقبلية اعنى انها يجب ان تكون كما قال سيدنا علي كرم الله وجهه " لاتجبروا اولادكم على اخلاقكم فلقد خلقوا لزمان غير زمانكم"

محرز شلبي
02/03/2010, 02:31 PM
رغم ما يحدث للمناهج من إصلاحات أو تغييرات فإن المعلم يبقى هو مفتاح الخير أوالشر..فا لمنهاج التعليمي مهما كان نوع أهدافه يبقى معلقا بقناعته..لذا لابد من إصلاح منفذ المنهاج أولا..تحيتي ومودتي

وجيه القاسم
03/03/2010, 09:23 AM
الآستاذ رهاف جبر ، الأستاذ محرز شلبي ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
**فالسياسات التعليمية الحكومية تركز على ما تريده الحكومة من الانسان وليس ماهو صالح فعلا للانسان
عدم الاستيعاب لامكانيات المدرسين ،كما ان خطط تطوير المناهج يجب ان تمنح الوقت الكافي لكى تؤتي ثمارها( الأستاذ رهاف جبر) **
** رغم ما يحدث للمناهج من إصلاحات أو تغييرات فإن المعلم يبقى هو مفتاح الخير أوالشر..فا لمنهاج التعليمي مهما كان نوع أهدافه يبقى معلقا بقناعته..لذا لابد من إصلاح منفذ المنهاج( الاستاذ محرز شلبي) .
تنبع أهداف المنهج ( والمدرسة والمؤسسة التربوية ) من مصادر عديدة أهمها أهداف المجتمع وحاجات الطفل وتراث الأمة وثقافتها ومتطلبات العصر والفلسفة التربوية. وفي هذا المجال تؤكد الفلسفة الجوهرية - ممثلة بحركة العودة إلى الأساسيات – على قيام المدرسة بالبناء على المهارات الأساسية والمواضيع التي تبني الثقافة والكفاءة والفاعلية الاجتماعية والعقلية. وتؤكد على سلطه المعلم المهنية في مجال المادة الدراسية وفن التدريس. وتؤكد على إعداد المعلم إعداداً مهنياً جيداً ، وان يكون مسؤولاً عن فشل الطلاب في التعلم. وبالنسبة للتعليم يجب أن يوجه نحو التعلم المنظم وغالباً ما يكون ذلك من خلال الكتب المدرسية.ويرى الجوهريون أن المنهج معني بالأفكار والمعرفة وتنمية العقل والموروث الثقافي الإنساني.
أمّا أصحاب الفكر التقدمي فيرون المدرسة مركزاً للتغيير الاجتماعي، ومن الأهداف الرئيسة للتربية – من وجهة نظرهم- تطوير المجتمع والسير به نحو التحول الاجتماعي، لذلك تؤكد هذه الفلسفة على التعاون الوثيق بين المدرسة والبيت؛ وترفض فكرة عزل المدرسة عن المجتمع، وحصر الطلاب والبرامج والنشاطات والفعاليات المدرسية داخل أسوار المدرسة بعيداً عن واقع المجتمع واهتماماته وحاجاته. وحسب الفكر التقدمي يجب أن ينبع المنهج من الطلاب وحاجاتهم وميولهم واهتماماتهم ورغباتهم وأن يعمل على إشباعها. والطالب
هو محور العملية التربوية، وعلى التربية تنمية قدرته على ضبط الذات والاعتماد عليها، وعلى التفكير العلمي وحل المشكلات حلولاً علمية ليكون قادراً على حل المشكلات التي تواجهه في حياته، وليكون قادراً على التكيف الذكي مع البيئة ومع حياة مجتمعه ذي المعطيات والمتطلبات المتغيرة والمتزايدة. ومن واجب التربية غرس وتنمية القيم الديمقراطية في الطلاب وتعويدهم على تمثلها سلوكاً وممارسة، وتنمية قيم المشاركة والتعاون والعمل بروح الفريق فيهم.
وإذا كان الهدف من المدرسة والخبرات التربوية التي تقدمها تلبية حاجات الطالب الفرد فإن من غير الممكن بناء منهج واحد يتكون من نمط من الموضوعات العلمية المتعلقة بالمادة الدراسية ويكون مناسباً لتلبية حاجات جميع الطلاب المستهدفين به. فالمنهج المدرسي القائم على المواد الدراسية المنفصلة Subject-Matter، غير مناسب لتنمية الطالب المتعلم بشكل شمولي متوازن؛ فالشخصية والخصائص والسمات والميول أوسع من المادة الدراسية ومضامينها. ويفهم من ذلك أن المدارس الجيدة تبني المنهج بحيث يتمركز على الطفل كمتعلم بدلاً من التركيز على المادة الدراسية وتقدم كل الخبرات المربية التي تساعد الطالب كبيراً كان أم صغيراً على النمو الشمولي المتوازن، مع الأخذ بعين الاعتبار أن حاجات الطلاب وميولهم ورغباتهم تختلف باختلاف المكان والزمان والثقافة. والهدف من ذلك كله تحقيق مصلحة الفرد والمجتمع والأمة والمجتمع الإنساني الكبير.
في السياقات السابقة،واستناداً لما يقوله أستاذنا الفاضل محرز شلبي في مداخلته ، ولمضامين لبيت الشعر الذي يتمثله المربي الكبير الأستاذ السعيد إبراهيم الفقي ( قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا) ** مع الأخذ بعين الاعتبار التغيير السريع الذي نشهده واقعاً في شتى المجالات مقروناً بثورة التقنية والمعلومات ووسائل الاتصال والتواصل** دعوة صريحة إلى تغيير المنهج وتطويره ليواكب متطلبات هذه التغييرات ولإعداد الطلاب للحياة التي يعيشونها وسيعيشونها ليكونوا مفكرين مبدعين حلالين للمشاكل بطرق إبداعية مثمرة. ويتطلب ذلك كله إعداد المعلم الكفي في المجال ، القادر على تحقيق أهداف المنهج وتطويره وتنمية طلابه شمولياً بشكل متوازن ليكون شخصياً سوياً مبدعاً منتجاً إيجابياً قادراً على التفاعل الإيجابي مع معطيات الحياة أخذاً وعطاءً تأثيراً وتأثراً.ويتطلب الإعداد الكفي فعاليات كثيرة لا يتسع لها المقام هنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السعيد ابراهيم الفقي
17/11/2010, 12:38 AM
جزى الله عنا دكتور عائض كل الخير
جزى الله عنا الأستاذ نبيل الجلبي كل الخير
وفعلا يبقى المعلم هو المحور الأساسي
في العملية التعليمية
ويبقى تقدم الأمة مسؤلية هذا الانسان الرابض في الصف
وسلاحه
تقوى الله
وسلاحه
مستجدات تكنولوجيا التعليم
وسلاحه
ابتكاراته الجادة
وسلاحه
تثقيف نفسه علميا وتربويا
وسلاحه
ايمانه برسالته = رسالة الأنبياء والرسل
وسلاحه
ادراكه أنه قائد في ملحمة اعادة البناء
وسلاحه
ادراكه أنه قائد في ملحمة عودة الحضارة العتيدة
وسلاحه
ادراكه أن العوالم تهفو وتنتظر ريادتنا